Synopsis
الفصل الاول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل التاسع
قضى أكيرا الليل متقلبًا في فراشه، عقله يدور حول الاعتراف المؤلم الذي وصل إليه في ظلمة وحدته. كانت المقارنة بين الفراغ الذي تركه غياب هيرو والشعور الكئيب الذي أعقب فقدان والدته تطارده. لم يستطع أن يفهم كيف يمكن لشخص دخل حياته لفترة وجيزة أن يثير مثل هذا الصدى العميق من الألم.

# اكيرا
لماذا هو؟ لماذا يؤلمني غيابه هكذا؟ لقد كنت وحيدًا لفترة طويلة. اعتقدت أنني اعتدت على ذلك. لكن هذا... هذا مختلف.
كانت صور هيرو تومض في ذهنه - ابتسامته الخجولة، عيناه المليئتان بالقلق، اللمسة الخفيفة على كتفه. بدأ يتذكر تفاصيل صغيرة في تفاعلاتهما، لحظات عابرة ربما لم يعرها انتباهًا في ذلك الوقت، لكنها الآن بدت تحمل معنى جديدًا، ثقلًا لم يدركه من قبل.
كنت قاسيًا. باردًا. دفعته بعيدًا. هل كان بإمكاني فعل شيء مختلف؟ هل كان هناك أي شيء يمكنني قوله ليجعله يبقى؟

في الأيام والأسابيع التي تلت غياب هيرو، أصبح البحث عن ملذات جسدية عابرة نمطًا متكررًا في حياة أكيرا. في البداية، ربما وجد فيها بعض التشتيت المؤقت، لحظات من النسيان الحسي التي تخفف من حدة الفراغ الذي تركه هيرو. كانت الأجساد تتشابك في الظلام، أنفاس لاهثة تملأ الغرفة، لكن في الصباح، كان أكيرا يستيقظ ليشعر بالوحدة أكثر من ذي قبل.
كانت هناك ليالٍ يقابل فيها شخصًا جذابًا في حانة، وينتهي بهما الأمر في شقته. كانت هناك لمسات عابرة على الجلد العاري، قبلات سطحية سرعان ما تتحول إلى فعل جسدي بحت. في السرير، كانت الأجساد تتحرك بإيقاع محموم، بحثًا عن نشوة مؤقتة لا تلامس الروح. كانت هناك لحظات صمت مطبق بعد ذلك، كأن كلا الطرفين يشعر بالفراغ الذي خلفه هذا التبادل العابر.

في إحدى المرات، كانت بشرة الشخص الذي معه ناعمة ودافئة تحت يديه، وشعره يداعبه وجهه أثناء القبلات المتعجلة. للحظة وجيزة، أغلق أكيرا عينيه وتخيل أن هيرو هو من يشاركه الفراش، يتذكر لمساته الخجولة، الدفء الحقيقي الذي كان يشعر به بجانبه. لكن الوخز البارد للواقع سرعان ما كان يعيده إلى وحدته. كان يعرف أن هذا ليس هيرو، وأن هذا لن يملأ الفراغ الذي تركه. كانت اللحظات الحميمة تفتقر إلى تلك النظرة العميقة، إلى تلك الهمسات الخافتة التي تحمل معنى أعمق، إلى الشعور بأنه مرغوب فيه لذاته وليس لمجرد جسده.
# اكيرا
لماذا لا يكفي هذا؟ لماذا ما زلت أشعر بهذا الشوق؟ يجب أن يكون الأمر مجرد جسد. مجرد حاجة جسدية.

لكنه لم يكن كذلك. كان هناك شيء أعمق مفقودًا، شيء يتعلق بالدفء الحقيقي، بالاهتمام الصادق الذي شعر به للحظات وجيزة مع هيرو. كان يطلب المزيد، المزيد من التخدير المؤقت، لكنه كان يكتشف بشكل متزايد أن هذه اللقاءات العابرة لا تفعل شيئًا سوى تعميق شعوره باليأس. كان عالقًا في حلقة مفرغة، يبحث عن شيء لا يمكن العثور عليه في أحضان الغرباء.

إنه عالق بي. لا أستطيع التخلص منه. لقد سمحت له بالدخول... والآن لا أستطيع إخراجه.

في الجانب الآخر من المدينة، استيقظ هيرو مع شروق الشمس الخفيف، وبدأ يومه بروتين مدروس. استقل الحافلة إلى المقهى الجديد، حيث استقبله صوت آلة صنع القهوة المألوف ورائحة المعجنات الطازجة. ركز على عمله، على تحضير الطلبات وخدمة الزبائن بابتسامة مهذبة، محاولًا ملء كل فراغ في ذهنه بالمهام اليومية.

بعد فترة وجيزة، جهز هيرو طلبًا لطاولة في الزاوية. حمل الصينية بعناية، متوجهًا نحو الزبون الجديد. لكن عندما اقترب، تجمدت حركته للحظة. كان الزبون جالسًا وظهره نحوه، لكن هناك شيئًا في قصة شعره الداكنة، في وقفته، أثار في قلبه رعشة باردة من الخوف. بدا مألوفًا بشكل مؤلم.
# هيرو
لا... ليس هو. لا يمكن أن يكون هنا.

بخطوات مترددة، اقترب أكثر. عندما استدار الزبون أخيرًا ليأخذ القهوة، شعر هيرو بموجة من الدوار تجتاحه. للحظة قصيرة، كان الأمر كما لو أن أكيرا كان جالسًا أمامه، نفس الملامح الحادة، نفس النظرة العميقة. ارتجفت يده فجأة، وشعر بالصينية تنزلق من بين أصابعه.
تحطم فنجان القهوة على الأرض، وتناثر السائل الداكن وقطع السيراميك على البلاط. ارتفعت أصوات استياء ودهشة من حوله. شعر هيرو بالدم يتجمد في عروقه، وعيناه مثبتتين على الزبون الذي كان ينظر إليه الآن باستغراب.

أنا... أنا آسف جدًا! تمتم هيرو بصوت مرتعش، وشعر بالخجل والارتباك يغمره.

# الزبون
اعتذر الزبون بلطف، ولوح بيده قائلًا إنها ليست مشكلة كبيرة. وبينما كان هيرو ينحني لجمع الشظايا، لم يستطع أن يتجاهل التشابه المذهل بين هذا الرجل وأكيرا. لكن عندما نظر إليه مرة أخرى، تلاشى الشبه جزئيًا. كانت هناك اختلافات طفيفة في شكل العينين، في تقاسيم الوجه. لم يكن أكيرا.

#هيرو

يا إلهي... لقد فقدت عقلي. إنه مجرد شخص يشبهه. لكن... إلى أي مدى ما زلت خائفًا؟ إلى أي مدى ما زلت أتألم؟

بعد انتهاء نوبة عمله المرهقة في المقهى، عاد هيرو إلى شقته الصغيرة وهو يشعر بالإرهاق والقلق. كان حادث فنجان القهوة المحطم يعيد نفسه في ذهنه بلا هوادة. كيف يمكن لشخص غريب أن يشبه أكيرا إلى هذا الحد؟ هل كان هذا الكون يتآمر عليه؟ هل كان من المستحيل حقًا الهروب من ظل ذلك الماضي؟
# هيرو
لا أستطيع الذهاب إلى المدرسة غدًا. لا أستطيع تحمل فكرة رؤيته، أو حتى مجرد احتمال رؤيته. قلبي لا يستطيع تحمل صدمة أخرى كهذه.

قضى الليل متقلبًا، وعادت إليه الكوابيس التي كان يأمل أن يكون قد تجاوزها - نظرة أكيرا الباردة، كلماته القاسية، الشعور بالرفض المهين. ومع كل صحوة مفزعة، كان قراره يزداد رسوخًا. لن يعود إلى المدرسة في الوقت الحالي. كان بحاجة إلى مزيد من الوقت، ومزيد من المسافة، ليشفى.

في صباح اليوم التالي، اتصل هيرو بالمدرسة وادعى المرض. شعر بالذنب قليلًا، لكن شعوره بالخوف والقلق كان أقوى بكثير. بقي في شقته طوال اليوم، يشعر بالملل والوحدة، لكنه كان يشعر أيضًا بنوع من الراحة الآمنة في عزلته. على الأقل هنا، لم يكن هناك أي احتمال لمواجهة غير متوقعة.
# هيرو
أنا جبان. أعرف ذلك. لكنني لست مستعدًا. لست مستعدًا لمواجهته. لست مستعدًا للشعور بهذا الألم مرة أخرى.

مرت الأشهر ببطء وثقل على أكيرا. كان غياب هيرو عن المدرسة ملحوظًا، حتى في عالمه المنعزل. لم يعد يلمح تلك الهالة الشاحبة والشعر الأشقر في الممرات، ولم يعد يشعر بذلك الوجود الخفي الذي اعتاد عليه. ومع كل يوم يمر، كان الفراغ الذي تركه هيرو يتسع في قلبه، مصحوبًا بشعور متزايد بالوحدة والندم.
# اكيرا

إنه ليس هنا. مرة أخرى. إلى متى سيستمر هذا؟ لا أستطيع... لا أستطيع تحمل هذا الشعور.

كان يتذكر اللحظات القليلة التي تقاسمها مع هيرو بوضوح مؤلم الآن. كان يتذكر نظراته المليئة بالأمل، كلماته اللطيفة، اللمسات العابرة التي أشعلت فيه شيئًا لم يفهمه في ذلك الوقت. والآن، في غيابه، أدرك قيمة تلك اللحظات، وندم بشدة على الطريقة التي أنهى بها كل شيء.

يجب أن أتحدث إليه. يجب أن أقول شيئًا. يجب أن أجعله يعرف... لكن ماذا سأقول؟ كيف يمكنني أن أشرح كل هذا؟ أنا... أنا لا أعرف.

كان الخوف يشل حركته. كان خائفًا من رفض هيرو، من نظرة الاحتقار في عينيه، من إعادة سماع الكلمات الباردة التي وجهها إليه. كان خائفًا من الاعتراف بمشاعره، حتى لنفسه. كان الأمر أسهل بكثير أن يختبئ خلف قناع اللامبالاة، حتى لو كان هذا القناع يخفي قلبًا يتألم بشدة.

أنا جبان. أعرف ذلك. من الأسهل أن أتألم بصمت على أن أواجه الحقيقة. لكن... إلى متى يمكنني الاستمرار في هذا؟ إلى متى يمكنني تحمل هذا الفراغ؟

بعد أشهر من هذا الروتين المدمر للروح، وبينما كان هيرو يسير في أحد شوارع الحي الجديد بعد انتهاء نوبة عمله في المقهى. بدأت ألوان الغروب ترسم السماء بألوان برتقالية وذهبية، وبدأ نسيم المساء يحمل معه برودة خفيفة. كان يشعر بنوع من السلام الهش يغلفه في هذه الأيام. العمل الروتيني، البعد عن المدرسة، كل ذلك ساعد في تخفيف حدة الألم تدريجيًا.

# هيرو

أنا بخير. يجب أن أكون بخير. كل يوم يمر هو انتصار آخر. قريبًا، سيصبح كل هذا مجرد ذكرى باهتة.

لكن فجأة، تجمدت خطواته. عبر الشارع، بالقرب من واجهة متجر مضاءة، رأى شخصًا مألوفًا. كان أكيرا. لم يكن وحده؛ كان يقف بجانبه شخص آخر، ذو شعر داكن، يضحك وهو يمسح على ذراعه بخفة.
انقبض قلب هيرو بقوة. شعر وكأن قبضه حديدية تعتصر صدره. للحظة، عاد كل الألم، كل الرفض، كل الشعور بالوحدة يتدفق إليه دفعة واحدة. كانت رؤية أكيرا مع شخص آخر بمثابة صدمة كهربائية، كشفت هشاشة التعافي الذي كان يعتقده حقيقيًا.

# هيرو
لا... لا يمكن...

شاهد أكيرا والشخص الآخر وهما يبتعدان، يضحكان ويتحدثان بهمس. شعر هيرو بشيء يتمزق داخله - مزيج مؤلم من الغيرة، والحزن، والتساؤل. هل كان أكيرا سعيدًا الآن؟ هل وجد شخصًا آخر يملأ الفراغ الذي تركه هيرو؟ وهل كان هيرو هو الوحيد الذي لا يزال يعاني؟

لماذا لا يختفي هذا الألم تمامًا؟ لماذا ما زلت أشعر بهذا؟

أدار هيرو ظهره بسرعة وسار بعيدًا، يحاول أن يتجاهل الدموع التي بدأت تتجمع في عينيه. تلاشى شعور السلام الهش، وحل محله فراغ موحش وشعور بالخسارة المتجددة.

يتبع......

إذا اعجبكم الفصل لا تنسو تحطو فوت و كومنتس
© Minami Haruka,
книга «Stay With Me».
الفصل العاشر
Коментарі