الفصل الخامس عشر
ركض هيرو بأسرع ما يمكن، ودموعه تخضب وجهه. لم يكن يعرف إلى أين يذهب، كل ما كان يعرفه هو أنه بحاجة إلى الابتعاد عن نظرات أكيرا الخبيثة ونظرات الطلاب الفضولية. انعطف فجأة إلى ممر جانبي مهجور، وتكئ على الحائط، يحاول التقاط أنفاسه اللاهثة. كان قلبه يخفق بعنف في صدره، وشعور بالإهانة والغضب يغلبه.
بعد لحظات قليلة، ظهر كينجي في نهاية الممر. كان يركض، وعلى وجهه نظرة قلق.
# كينجي
تكلم كينجي بصوت لاهث هيرو! انتظر!
تردد هيرو للحظة، ثم استدار ليواجه كينجي. كانت عيناه حمراوين ومليئتين بالدموع.
# هيرو
أجاب هيرو بصوت مرتعش أنا... أنا آسف.
# كينجي
اقترب كينجي من هيرو وقال لا عليك. هل أنت بخير؟ ماذا حدث هناك؟ ما الذي قاله أكيرا؟
# هيرو
هز رأسه نافيًا، ويمسح دموعه بيده و قال لا أريد التحدث عن هذا. لا أريد أن أتذكر. لا أريد أن أشعر بأي شيء.
# كينجي
رد كينجي بنبرة هادئة ومتفهمة حسنًا. لا بأس. لست مضطرًا.
ظل كينجي صامتًا للحظات، ثم وضع يده بخفة على كتف هيرو.
# كينجي
هل تريد الذهاب إلى مكان ما؟ يمكننا أن نغيب عن بقية الحصص.
# هيرو
فكر هيرو للحظة و قال لا. لا يهم. سأذهب إلى العمل. يجب أن أبقى مشغولاً. يجب أن أنسى.
بعد انتهاء ورديته في المقهى، شعر هيرو بفراغ عميق بداخله.
أحتاج أن أشعر بشيء. أي شيء.
قرر الذهاب إلى أحد البارات التي يتردد عليها عادة، على أمل أن يجد شيئًا يصرف انتباهه.
في البار، جلس هيرو بمفرده، يحتسي مشروبًا بعد الآخر. لم يكن يبحث عن محادثة، بل كان يريد فقط أن يغرق في الضوضاء والأضواء. في وقت متأخر من الليل، اقترب منه شخص غريب. كان وسيمًا، وله ابتسامة واثقة. تبادلا نظرات، وشعر هيرو بشيء بداخله يستيقظ.
تكلم الغريب بابتسامة هل أنت بمفردك؟
# هيرو
أجاب هيرو بنظرة متفحصة ربما. لا يهمني من أنت. لا يهمني ما سيحدث. أريد فقط أن أنسى.
لم يتبادلا الكثير من الكلمات. بعد بضع دقائق، غادرا البار معًا. انتهى بهما الأمر في سرير.
للحظة... شعرت بشيء آخر غير الألم
في وقت لاحق من ذلك اليوم عاد أكيرا إلى غرفته، ولا يزال يشعر بحرارة الصفعة على خده. كان الصمت هنا مختلفًا عن صمت الردهة المليء بالعيون الفضولية. هنا، كان صمتًا يسمح لأفكاره بالتجول بحرية، وكانت تلك الأفكار تدور بلا هوادة حول هيرو.
# أكيرا
لقد صفعني. لقد فعلها حقًا. لم أتوقع ذلك أبدًا.
تذكر كلماته مع كينجي. لم تكن كلمات قاسية، فقط تلميحات، بذور صغيرة من الشك زرعها بدافع الغيرة. لكن ردة فعل هيرو... كانت وحشية. لم يكن مجرد غضب؛ كان هناك ألم أيضًا. ألم حقيقي. لماذا شعر هيرو بكل هذا الألم؟ لقد كانت مجرد... حقيقة، أليس كذلك؟
لكن حتى في ذهنه، بدت تلك "الحقيقة" الآن مشوهة، ملوثة بالمرارة والندم. رأى صورة هيرو يركض بعيدًا، وكتفاه يهتزان. لم يكن هذا ما أراده. كان يريد أن يراه منزعجًا، محرجًا، لكن ليس منهارًا.
لقد تجاوزت الحد. ربما فعلت. هذا الاعتراف كان خافتًا، بالكاد مسموعًا حتى في صمت غرفته.
حاول أن يعيد في ذهنه اللحظات السعيدة القليلة التي شاركوها، تلك اللحظة الوحيدة من التقارب التي تشبث بها بشدة. لكن تلك الذكريات بدت الآن بعيدة وشاحبة، تتلاشى أمام الصورة الحالية لهيرو الغاضب والمصدوم.
هل دمرت كل شيء حقًا؟ هل لم يتبق شيء؟
بينما كان الليل يحل تدريجيًا خارج نافذته، شعر أكيرا بثقل غريب في صدره. لم يكن مجرد غضب أو غيرة. كان شيئًا آخر، شيئًا يشبه... الخسارة. خسارة شيء لم يفهمه تمامًا إلا بعد أن حطمه.
في اليوم التالي، دخل هيرو إلى المدرسة وهو يشعر بثقل في قلبه. كانت نظرات الطلاب مختلفة؛ كانت تحمل مزيجًا من الفضول والهمسات الخافتة. كان يعلم أن ما حدث بالأمس لن يمر دون ملاحظة. لكنه كان مصممًا على عدم السماح لذلك بالتأثير عليه. كان هدفه الوحيد هو تجاوز اليوم دون أي احتكاك بأكيرا.
كان يتفقد الممرات بعناية قبل أن ينعطف، ويتجنب الأماكن التي كان يعلم أن أكيرا قد يكون فيها. إذا رأى أكيرا من بعيد، كان يدير وجهه أو يسلك طريقًا آخر. كان يتحدث مع كينجي فقط فيما يتعلق بمشروع الأحياء، وحافظ على تفاعلاته مع الآخرين مقتضبة ومهنية. كان يبدو وكأنه يضع جدارًا غير مرئي حول نفسه.
# هيرو
لا أريد أن أراه. لا أريد أن أسمع صوته. أريد فقط أن أنسى كل شيء حدث.
لكن النسيان كان صعبًا، خاصة مع الهمسات التي كانت تلاحقه أينما ذهب. تطورت الشائعات بسرعة، مستندة إلى ما رأوه وما تخيلوه. "لقد كان كينجي قلقًا جدًا على هيرو بعد تلك المشاجرة مع أكيرا." "يبدوان يقضيان الكثير من الوقت معًا مؤخرًا." "أراهما يضحكان ويتحدثان دائمًا." كانت التكهنات تدور حول سبب الشجار وعن العلاقة المتنامية بين هيرو وكينجي.
بعض الطلاب نظروا إلى هيرو بنظرات جديدة، نظرات فضول ممزوج بالغمز. البعض الآخر، الذين لاحظوا التوتر السابق بين هيرو وأكيرا، تساءلوا عما إذا كان كينجي هو السبب في هذا التحول. "أظن أن هيرو قد وجد شخصًا جديدًا." "ربما كان أكيرا يضايقه."
وصلت هذه الشائعات أيضًا إلى أذني أكيرا، لكنها كانت مشوهة من خلال عدسة غيرته. سمع الطلاب يتحدثون عن مدى قرب هيرو وكينجي، عن ضحكاتهما المشتركة، وعن الدعم الذي يقدمه كينجي لهيرو.
# أكيرا
إنه يجد الراحة معه. الراحة التي لم يجدها معي أبدًا. الجميع يراهما معًا. كانت الغيرة تتفاقم داخله، ممزوجة بشعور مرير بالعزلة والرفض.
في إحدى المرات، بينما كان هيرو يسير في الردهة، رأى أكيرا يقف بمفرده بالقرب من نافذة. للحظة وجيزة، التقت أعينهما. كان هناك شيء في نظرة أكيرا - مزيج من الترقب والندم والألم - جعل قلب هيرو ينقبض للحظة. لكنه سرعان ما حول نظره واستمر في المشي، متظاهرًا بأنه لم يره.
# هيرو
لا تنظر. لا تستسلم. هذا أفضل للجميع.
طوال اليوم، نجح هيرو في تجنب أي مواجهة مباشرة مع أكيرا. لكن الوعي بوجود أكيرا في مكان ما في نفس المبنى، بالإضافة إلى انتشار الشائعات، خلق جوًا مشحونًا بالتوتر. كان يعلم أن هذا الهدوء الهش لا يمكن أن يستمر.
بينما كان أكيرا يقف وحيدًا بجانب النافذة، يراقب الغروب البطيء، شعر بثقل الوحدة يضغط على صدره. كان تجنب هيرو المتعمد بمثابة صفعة أخرى، أكثر هدوءًا ولكنها بنفس القدر من الإيلام. والهمسات التي كانت تصله، صور هيرو وكينجي معًا، كانت تزيد من عزلته.
# أكيرا
إنه يبتعد. حقًا هذه المرة. وكل ما فعلته... كل محاولاتي... فقط دفعته أبعد. أنا وحيد. وأظن أنني أستحق ذلك.
يتبع .......
اذا اعجبكم الفصل لا تنسو تحطو فوت و كومنتس
بعد لحظات قليلة، ظهر كينجي في نهاية الممر. كان يركض، وعلى وجهه نظرة قلق.
# كينجي
تكلم كينجي بصوت لاهث هيرو! انتظر!
تردد هيرو للحظة، ثم استدار ليواجه كينجي. كانت عيناه حمراوين ومليئتين بالدموع.
# هيرو
أجاب هيرو بصوت مرتعش أنا... أنا آسف.
# كينجي
اقترب كينجي من هيرو وقال لا عليك. هل أنت بخير؟ ماذا حدث هناك؟ ما الذي قاله أكيرا؟
# هيرو
هز رأسه نافيًا، ويمسح دموعه بيده و قال لا أريد التحدث عن هذا. لا أريد أن أتذكر. لا أريد أن أشعر بأي شيء.
# كينجي
رد كينجي بنبرة هادئة ومتفهمة حسنًا. لا بأس. لست مضطرًا.
ظل كينجي صامتًا للحظات، ثم وضع يده بخفة على كتف هيرو.
# كينجي
هل تريد الذهاب إلى مكان ما؟ يمكننا أن نغيب عن بقية الحصص.
# هيرو
فكر هيرو للحظة و قال لا. لا يهم. سأذهب إلى العمل. يجب أن أبقى مشغولاً. يجب أن أنسى.
بعد انتهاء ورديته في المقهى، شعر هيرو بفراغ عميق بداخله.
أحتاج أن أشعر بشيء. أي شيء.
قرر الذهاب إلى أحد البارات التي يتردد عليها عادة، على أمل أن يجد شيئًا يصرف انتباهه.
في البار، جلس هيرو بمفرده، يحتسي مشروبًا بعد الآخر. لم يكن يبحث عن محادثة، بل كان يريد فقط أن يغرق في الضوضاء والأضواء. في وقت متأخر من الليل، اقترب منه شخص غريب. كان وسيمًا، وله ابتسامة واثقة. تبادلا نظرات، وشعر هيرو بشيء بداخله يستيقظ.
تكلم الغريب بابتسامة هل أنت بمفردك؟
# هيرو
أجاب هيرو بنظرة متفحصة ربما. لا يهمني من أنت. لا يهمني ما سيحدث. أريد فقط أن أنسى.
لم يتبادلا الكثير من الكلمات. بعد بضع دقائق، غادرا البار معًا. انتهى بهما الأمر في سرير.
للحظة... شعرت بشيء آخر غير الألم
في وقت لاحق من ذلك اليوم عاد أكيرا إلى غرفته، ولا يزال يشعر بحرارة الصفعة على خده. كان الصمت هنا مختلفًا عن صمت الردهة المليء بالعيون الفضولية. هنا، كان صمتًا يسمح لأفكاره بالتجول بحرية، وكانت تلك الأفكار تدور بلا هوادة حول هيرو.
# أكيرا
لقد صفعني. لقد فعلها حقًا. لم أتوقع ذلك أبدًا.
تذكر كلماته مع كينجي. لم تكن كلمات قاسية، فقط تلميحات، بذور صغيرة من الشك زرعها بدافع الغيرة. لكن ردة فعل هيرو... كانت وحشية. لم يكن مجرد غضب؛ كان هناك ألم أيضًا. ألم حقيقي. لماذا شعر هيرو بكل هذا الألم؟ لقد كانت مجرد... حقيقة، أليس كذلك؟
لكن حتى في ذهنه، بدت تلك "الحقيقة" الآن مشوهة، ملوثة بالمرارة والندم. رأى صورة هيرو يركض بعيدًا، وكتفاه يهتزان. لم يكن هذا ما أراده. كان يريد أن يراه منزعجًا، محرجًا، لكن ليس منهارًا.
لقد تجاوزت الحد. ربما فعلت. هذا الاعتراف كان خافتًا، بالكاد مسموعًا حتى في صمت غرفته.
حاول أن يعيد في ذهنه اللحظات السعيدة القليلة التي شاركوها، تلك اللحظة الوحيدة من التقارب التي تشبث بها بشدة. لكن تلك الذكريات بدت الآن بعيدة وشاحبة، تتلاشى أمام الصورة الحالية لهيرو الغاضب والمصدوم.
هل دمرت كل شيء حقًا؟ هل لم يتبق شيء؟
بينما كان الليل يحل تدريجيًا خارج نافذته، شعر أكيرا بثقل غريب في صدره. لم يكن مجرد غضب أو غيرة. كان شيئًا آخر، شيئًا يشبه... الخسارة. خسارة شيء لم يفهمه تمامًا إلا بعد أن حطمه.
في اليوم التالي، دخل هيرو إلى المدرسة وهو يشعر بثقل في قلبه. كانت نظرات الطلاب مختلفة؛ كانت تحمل مزيجًا من الفضول والهمسات الخافتة. كان يعلم أن ما حدث بالأمس لن يمر دون ملاحظة. لكنه كان مصممًا على عدم السماح لذلك بالتأثير عليه. كان هدفه الوحيد هو تجاوز اليوم دون أي احتكاك بأكيرا.
كان يتفقد الممرات بعناية قبل أن ينعطف، ويتجنب الأماكن التي كان يعلم أن أكيرا قد يكون فيها. إذا رأى أكيرا من بعيد، كان يدير وجهه أو يسلك طريقًا آخر. كان يتحدث مع كينجي فقط فيما يتعلق بمشروع الأحياء، وحافظ على تفاعلاته مع الآخرين مقتضبة ومهنية. كان يبدو وكأنه يضع جدارًا غير مرئي حول نفسه.
# هيرو
لا أريد أن أراه. لا أريد أن أسمع صوته. أريد فقط أن أنسى كل شيء حدث.
لكن النسيان كان صعبًا، خاصة مع الهمسات التي كانت تلاحقه أينما ذهب. تطورت الشائعات بسرعة، مستندة إلى ما رأوه وما تخيلوه. "لقد كان كينجي قلقًا جدًا على هيرو بعد تلك المشاجرة مع أكيرا." "يبدوان يقضيان الكثير من الوقت معًا مؤخرًا." "أراهما يضحكان ويتحدثان دائمًا." كانت التكهنات تدور حول سبب الشجار وعن العلاقة المتنامية بين هيرو وكينجي.
بعض الطلاب نظروا إلى هيرو بنظرات جديدة، نظرات فضول ممزوج بالغمز. البعض الآخر، الذين لاحظوا التوتر السابق بين هيرو وأكيرا، تساءلوا عما إذا كان كينجي هو السبب في هذا التحول. "أظن أن هيرو قد وجد شخصًا جديدًا." "ربما كان أكيرا يضايقه."
وصلت هذه الشائعات أيضًا إلى أذني أكيرا، لكنها كانت مشوهة من خلال عدسة غيرته. سمع الطلاب يتحدثون عن مدى قرب هيرو وكينجي، عن ضحكاتهما المشتركة، وعن الدعم الذي يقدمه كينجي لهيرو.
# أكيرا
إنه يجد الراحة معه. الراحة التي لم يجدها معي أبدًا. الجميع يراهما معًا. كانت الغيرة تتفاقم داخله، ممزوجة بشعور مرير بالعزلة والرفض.
في إحدى المرات، بينما كان هيرو يسير في الردهة، رأى أكيرا يقف بمفرده بالقرب من نافذة. للحظة وجيزة، التقت أعينهما. كان هناك شيء في نظرة أكيرا - مزيج من الترقب والندم والألم - جعل قلب هيرو ينقبض للحظة. لكنه سرعان ما حول نظره واستمر في المشي، متظاهرًا بأنه لم يره.
# هيرو
لا تنظر. لا تستسلم. هذا أفضل للجميع.
طوال اليوم، نجح هيرو في تجنب أي مواجهة مباشرة مع أكيرا. لكن الوعي بوجود أكيرا في مكان ما في نفس المبنى، بالإضافة إلى انتشار الشائعات، خلق جوًا مشحونًا بالتوتر. كان يعلم أن هذا الهدوء الهش لا يمكن أن يستمر.
بينما كان أكيرا يقف وحيدًا بجانب النافذة، يراقب الغروب البطيء، شعر بثقل الوحدة يضغط على صدره. كان تجنب هيرو المتعمد بمثابة صفعة أخرى، أكثر هدوءًا ولكنها بنفس القدر من الإيلام. والهمسات التي كانت تصله، صور هيرو وكينجي معًا، كانت تزيد من عزلته.
# أكيرا
إنه يبتعد. حقًا هذه المرة. وكل ما فعلته... كل محاولاتي... فقط دفعته أبعد. أنا وحيد. وأظن أنني أستحق ذلك.
يتبع .......
اذا اعجبكم الفصل لا تنسو تحطو فوت و كومنتس
Коментарі