Synopsis
الفصل الاول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثامن
بعد أيام قليلة من ملاحظة التغيير في سلوك هيرو في المدرسة، وجد أكيرا نفسه يسلك الطريق نحو المقهى بعد انتهاء الدوام الدراسي. كان هذا المكان يمثل نقطة التقاء غير رسمية في عالمهما، على الرغم من أن تفاعلاتهما كانت دائمًا موجزة وغير مباشرة. لكن اليوم، كان هناك شيء مختلف يدفعه إلى هناك. لم يكن الأمر فضولًا محضًا؛ كان هناك شعور خفي بالقلق، ربما حتى... الشوق؟ لقد اعتاد على رؤية هيرو هناك، وهذا الغياب المفاجئ ترك فراغًا غير مريح.
عندما دخل أكيرا المقهى، استقبله صوت الجرس المألوف ورائحة القهوة المحمصة. لكن هيرو لم يكن خلف المنضدة. لم يكن هناك ذلك الشكل النحيل والشعر الأشقر الذي اعتاد أن يراه منهمكًا في تحضير الطلبات أو تنظيف الطاولات. نظر أكيرا حوله، وتفحص الوجوه المألوفة للعاملين الآخرين، لكن هيرو لم يكن من بينهم.
تردد أكيرا للحظة، ثم تقدم نحو إحدى العاملات التي بدت مشغولة بمسح آلة صنع القهوة.

# اكيرا

بصوت متحفظ سأل العاملة هل... هل يعمل هنا فتى آخر؟ ذو شعر أشقر... هيرو؟

رفعت العاملة رأسها ونظرت إليه للحظة قبل أن تجيب بفتور.
# العاملة

"هيرو؟ لقد استقال منذ حوالي أسبوع. لم يعد يعمل هنا."

تجمدت كلمات أخرى كانت على وشك الخروج من فم أكيرا. استقال؟ لماذا؟ وإلى أين ذهب؟ شعور غريب بالضياع اجتاحه، شعور لم يفهمه تمامًا. لقد كان هو من دفعه بعيدًا، فلماذا يشعر الآن بهذا الفراغ وهذا القلق؟

# اكيرا

استقال؟ لماذا؟ لقد كان يعمل هنا دائمًا. أين ذهب؟ لا يهم. هذا ما أردته. لقد ابتعد. يجب أن أكون سعيدًا. لكن... لماذا أشعر بهذا الشيء في صدري؟ مثل... مثل الفقدان؟ هذا سخيف. يجب أن أنسى أمره.

في الليالي الهادئة، عندما يسكن صخب المدينة، كان الفراغ الذي تركه غياب هيرو يتضخم في قلب أكيرا. كان شعورًا غريبًا، مألوفًا ولكنه مختلف في نفس الوقت. كان يشبه ذلك الثقب الأسود الذي ابتلع كل شيء عندما فقد والدته - ذلك الشعور بالعزلة المطلقة، وكأن جزءًا حيويًا منه قد انتُزع.

# اكيرا

الوحدة... اعتدت عليها. كانت رفيقتي الدائمة. لكن هذا... هذا مختلف. إنه أثقل، وأكثر قسوة. إنه يشبه...
توقف عن التفكير، وعاد إلى تلك الأيام المظلمة بعد وفاة والدته. تذكر الفراغ الذي شعر به في المنزل، الصمت الذي كان يطن في أذنيه، عدم القدرة على تصور عالم لم تكن فيه. الآن، هذا الشعور الكئيب بدأ يتسلل إليه مرة أخرى، مرتبطًا بغياب شخص كان يظن أنه مجرد عابر سبيل. هذا سخيف كيف يمكن أن أشعر بهذا الفقدان تجاه شخص... شخص سمحت له بالاقتراب مني للحظة؟ لا يمكن أن يكون الأمر نفسه. فقدان أمي... كان شيئًا آخر. كان... نهاية عالمي.

لكن بينما كان يسترجع ذكريات والدته، بدأت صور هيرو تتداخل معها - ابتسامته الخجولة، قلقه الصادق، الدفء الخفيف ليده على كتفه في عزلة المقبرة. وبشكل مفاجئ ومؤلم، أدرك أكيرا أن الفراغ الذي يشعر به الآن، هذا الألم الذي يعتصر قلبه، لم يكن مجرد صدى لفقدان والدته. كان مرتبطًا بشخص آخر، بشخص دخل حياته لفترة وجيزة ثم اختفى، تاركًا وراءه جرحًا عميقًا لم يتوقعه أبدًا.
هيرو... لماذا أشعر بهذا؟ لماذا يؤلمني غيابه هكذا؟ إنه ليس... ليس أمي. لكن هذا الألم... إنه مألوف بطريقة مزعجة. إنه نفس الشعور بالعزلة، نفس الشعور بأن جزءًا مني قد فُقد.

في أروقة المدرسة الثانوية، كان هيرو يسير بحذر، وكأن الأرض من تحته غير ثابتة. كان يتجنب الأماكن المشتركة حيث قد يقع بصره على أكيرا - الكافيتريا المزدحمة، فناء المدرسة الواسع، وحتى الممرات الرئيسية بين المباني. كان يفضل السلالم الجانبية والزوايا الأقل استخدامًا، ويراقب محيطه بانتباه دائم. وخلال فترات الاستراحة، كان يختبئ في المكتبة بين رفوف الكتب الشاهقة، أو يختفي في آخر الفصل الدراسي الذي يليه مباشرة، متجنبًا الاختلاط بالطلاب الآخرين قدر الإمكان.

# هيرو
يجب أن أستمر. يجب أن أنسى. كلما طال ابتعادي، كلما قل احتمال عودة الألم.

ومع ذلك، ففي سكون الليل، كانت الخيوط الرفيعة التي ربطت روحيهما لا تزال مشدودة، تنتظر اللحظة التي قد تهب فيها رياح التغيير وتقلب كل شيء رأسًا على عقب.

يتبع......

إذا اعجبكم الفصل لا تنسو تحطو فوت و كومنتس
© Minami Haruka,
книга «Stay With Me».
الفصل التاسع
Коментарі