Synopsis
الفصل الاول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل السابع
كانت الشمس قد بدأت بالفعل في إرسال خيوطها الذهبية عبر نافذة غرفة هيرو، لكنه ظل منكمشًا تحت الأغطية، عالمًا صغيرًا من العتمة والرطوبة. بعد ساعات قليلة فقط من مغادرة أكيرا الباردة والجارحة، كان هيرو لا يزال أسيرًا للفراغ الذي خلفه. وجهه مدفون في الوسادة، لكن ذلك لم يستطع كتم شهقاته المكتومة التي كانت تهز كتفيه النحيلين. الدموع، التي لم تسقط ليلة أمس في حضرة أكيرا المتجمدة، كانت تتدفق الآن بحرية، تبلل القماش وتترك آثارًا مالحة على بشرته. كان كل نفس يأخذه مصحوبًا بأنين خافت، صدى للثقب الغائر الذي خلفه أكيرا في قلبه.


# هيرو

لماذا؟ لماذا قال تلك الأشياء؟ لقد شعرت بشيء... كنت متأكدًا من ذلك. ربما كنت مخطئًا. ربما أنا دائمًا مخطئ. الخوف القديم يتسرب إلى داخلي، يهمس بأنني لست كافيًا، بأنني دائمًا أُترك وحيدًا. حتى اللحظات القليلة من الدفء تنتهي دائمًا بالبرد. هل أنا ملعون بالوحدة إلى الأبد؟

في الجانب الآخر من المدينة، استيقظ أكيرا في سريره البارد. كانت الشمس قد بدأت بالفعل في إضاءة غرفته الباهتة، لكن الظلام كان لا يزال يحيط بقلبه. نهض وتوجه إلى النافذة، ونظر إلى المدينة الصامتة وهي تستيقظ ببطء. لم يشعر بشيء. كان الفراغ الذي اعتاد عليه قد عاد، لكن هذه المرة كان مصحوبًا بطعم مرير للندم الخافت.

# اكيرا

لقد فعلت الصواب. كان يجب أن أوقفه. كان يجب أن أنهي الأمر قبل أن يصبح حقيقيًا. القرب ضعف. الألم حتمي. لكن... تلك النظرة في عينيه. الألم الذي سببته له... لقد رأيته. جزء صغير مني... هل يشعر بالسوء حيال ذلك؟ لا. لا يمكنني أن أفكر في هذا. يجب أن أنسى. يجب أن أعود إلى ما كنت عليه.

في صباح اليوم التالي، ظل هيرو منكمشًا في سريره، جسده يرفض الاستجابة لأي إشارة للحركة. كان الألم الذي يعتصر قلبه ثقيلاً للغاية، وكأنه يثبته في مكانه. الغرفة مغمورة بضوء الصباح الخافت، لكنه لم يستطع مواجهة اليوم. كانت الأفكار المظلمة تتلاعب بعقله، تغذي مخاوفه العميقة بشأن الوحدة وعدم الكفاءة. شعور طاغٍ باليأس اجتاحه، وكأن كل أمل في إيجاد السعادة قد تبخر مع كلمات أكيرا القاسية.
بعد أسبوعين بدا وكأنهما دهر من العزلة والأفكار المظلمة، كان هيرو منكمشًا في سريره، يرفض حتى فكرة مواجهة اليوم. كانت الغرفة مغمورة بضوء الصباح الخافت، لكن الظلام كان أعمق داخل روحه. كلمات أكيرا الباردة كانت تتردد في ذهنه بلا هوادة، تؤكد له ما كان يخشاه دائمًا - أنه غير مرغوب فيه، وأنه سيُترك وحيدًا.

# هيرو

لماذا أستمر في المحاولة؟ الجميع يرحلون في النهاية. والداي... لقد رحلا وتركوني صغيرًا، لا أفهم شيئًا. وبقية عائلتي... لم يهتموا أبدًا. كنت دائمًا وحيدًا. اعتقدت... اعتقدت أن أكيرا كان مختلفًا. حتى للحظة قصيرة، شعرت بالدفء. لكنني كنت مخطئًا. أنا دائمًا مخطئ. الوحدة هي الشيء الوحيد المؤكد في حياتي. ما الفائدة من كل هذا الألم؟ ما الفائدة من الاستمرار في الشعور بهذا الفراغ؟ ربما... ربما هناك طريقة للخروج من هذا. طريقة للسكوت الأبدي. لا أحد سيهتم لم يهتم  أحد لأمري  من قبل.
ربما لو لم أعد موجودًا... ربما سيتوقف الألم. ربما سأجد السلام أخيرًا. لا أحد سيبكي عليّ حقًا. لقد اعتدت على الوحدة. سيكون هذا مجرد... النهاية.

كان الألم الذي يعتصر قلبه حادًا لدرجة أنه شعر بأنه غير قادر على التنفس. كان الفراغ الذي خلفه رفض أكيرا أعمق من أي وحدة شعر بها من قبل. لقد فتح قلبه قليلاً، وفُتح جرح أعمق.
قضى هيرو أيامًا مستلقيًا في سريره، يحدق في السقف، والأفكار المظلمة تتراقص في ذهنه. كان يشعر وكأنه عبء، وكأن وجوده لا يعني شيئًا لأحد. كانت فكرة التلاشي، والتوقف عن الشعور بهذا الألم، تبدو مغرية بشكل خطير.

في أحد الأيام، وبينما كانت الشمس تتسلل بخجل عبر النافذة، رأى هيرو انعكاس وجهه الشاحب واليائس في الزجاج. شيء ما في تلك النظرة الفارغة أيقظ جزءًا صغيرًا منه. لم يكن يقينًا ما هو، لكنه كان شيئًا يمنعه من الاستسلام تمامًا. وبعد أسبوعين بدا وكأنهما دهر من العزلة والأفكار المظلمة، خطا هيرو بحذر إلى داخل أسوار المدرسة الثانوية. كانت خطواته بطيئة ومترددة، وعيناه مثبتتين على الأرض كما لو كان يبحث عن شيء فقده. كان شاحبًا وبدا عليه الإرهاق، لكن كان هناك تصميم خافت يضيء في عينيه الحزينتين.

# هيرو

لا أعرف لماذا عدت. ربما لأثبت لنفسي أنني لست خائفًا. أو ربما... ربما هناك جزء صغير مني لا يزال يأمل في شيء ما، على الرغم من كل ما قاله. يجب أن أكون قويًا. يجب ألا أدعه يرى كم أنا محطم.

بينما كان يسير ببطء نحو خزانته، شعر بنظرة تخترقه. رفع عينيه ببطء، وقلبه يخفق بقوة في صدره. على الجانب الآخر من الفناء، يقف أكيرا. كان يبدو كما هو دائمًا - منعزلاً، شامخًا، محاطًا بهالة من البرود. لكن للحظة وجيزة، بدت نظراتهما تتلاقى. لم يكن هناك أي تعبير واضح على وجه أكيرا، لكن هيرو شعر بشيء ما - ربما مفاجأة خافتة، أو ربما... لا شيء.
سرعان ما حول أكيرا نظره بعيدًا، واندمج في تدفق الطلاب. لكن تلك اللحظة العابرة تركت أثرًا في روح هيرو. كان أكيرا قد رآه. كان يعلم أنه عاد.
بعد تلك النظرة العابرة، استدار هيرو ببطء واستكمل طريقه نحو خزانته. لكن شيئًا بدا مختلفًا في خطواته. لم تكن هناك تلك النظرات الخاطفة التي اعتاد أن يرسلها خلسة نحو أكيرا. لم تكن هناك تلك المحاولات الخذولة لتتبع خطواته في الممرات المزدحمة. بدا هيرو منغمسًا في عالمه الخاص، محاطًا بهالة من الحزن الصامت، لكنه كان يتحرك بهدف لم يره أكيرا من قبل.
على الجانب الآخر من الفناء، وبينما كان أكيرا يحاول الاندماج في تدفق الطلاب، لم يستطع أن يتجاهل هذا التغيير. اعتاد على الشعور بوجود هيرو، تلك النظرة الثابتة من بعيد، حتى لو لم يلتفت. كان الأمر أشبه بظل خفي يتبعه في أرجاء المدرسة. لكن هذا الظل اختفى.

# اكيرا

لقد عاد. لماذا لا ينظر؟ لماذا لا يتبعني؟ هذا غريب. هل... هل توقف عن الاهتمام؟ هذا ما أردته، أليس كذلك؟ أردت أن يتركني وشأني. لماذا أشعر بهذا الانزعاج الخفيف؟

خلال فترات الاستراحة بين الفصول، لاحظ أكيرا أن هيرو لم يعد يبحث عنه. كان يراه يتحدث بهدوء مع صديقين له، أو يمشي بمفرده ورأسه منخفضًا، لكن عينيه لم تعد تتجهان نحوه. كان هناك نوع من الهدوء يحيط بهيرو لم يعهده أكيرا من قبل، هدوء يوحي بالاستسلام أو ربما... باللامبالاة.

# اكيرا

توقف عن مراقبته. هذا ليس من شأنك. لقد حصلت على ما أردت. لقد تركك وشأنك. يجب أن تكون سعيدًا. لماذا لا أشعر بالسعادة؟ لماذا أشعر بهذا الفضول الغريب؟ هل... هل آذيته حقًا؟

قضى هيرو بقية اليوم الدراسي بهدوء متحفظ، وتجنب عن قصد أي مكان قد يتقاطع فيه مع أكيرا. بعد انتهاء الدوام، لم يتوجه نحو المقهى الذي اعتاد العمل فيه. بدلاً من ذلك، سلك طريقًا مختلفًا، متجهًا نحو جزء آخر من المدينة.

في الأيام التي تلت ذلك، استمر غياب هيرو عن المقهى. كان يعود إلى روتينه القديم قبل لقائه بأكيرا - قضاء معظم وقته بمفرده، والتركيز على دراسته، وتجنب أي تفاعلات اجتماعية غير ضرورية. لكن شيئًا كان مختلفًا هذه المرة. كان هناك ظل من الحزن يحيط به، وهالة من التعب لم تكن موجودة من قبل.
بعد أسبوع تقريبًا من عودته إلى المدرسة، قدم هيرو استقالته من وظيفته الحالية في المقهى. لم يعد يستطع تحمل فكرة رؤية أكيرا هناك، تلك الصدفة التي جمعتهما للمرة الأولى أصبحت الآن مصدر ألم لا يطاق. بدأ في البحث عن عمل آخر، مكان لن يذكره بذلك الشاب ذو الشعر الأسود الحالك الذي كسر قلبه بكلماته الباردة.

# هيرو

يجب أن أبتعد. يجب أن أخلق مسافة بيننا. كل ركن في هذا المكان يذكره به. كل رائحة قهوة تعيد لي ذكرى تلك الليلة. أحتاج إلى بداية جديدة، مكان لا يربطني به بأي شكل من الأشكال.

في نهاية الفصل الدراسي، وبينما كان الطلاب يغادرون المدرسة، كان هيرو يسير بمفرده، يحمل حقيبة ظهره المثقلة بالكتب واليأس. لم ينظر حوله بحثًا عن أي شخص. كانت عيناه مثبتتين على الطريق أمامه، مصممتين على المضي قدمًا، حتى لو كان ذلك يعني ترك جزء من قلبه خلفه.

يتبع......

إذا اعجبكم الفصل لا تنسو تحطو فوت و كومنتس
© Minami Haruka,
книга «Stay With Me».
الفصل الثامن
Коментарі