الفصل السادس عشر
في الأيام التي تلت ذلك، حمل هيرو معه هالة خفيفة من الثقة المتجددة. لم تكن نشوة عابرة، بل كانت شيئًا أعمق، شعورًا بالاستعادة الجزئية لذاته التي فقدها. لليلة واحدة، شعر بأنه مرغوب فيه، وأنه قادر على ترك الماضي خلفه ولو للحظات. كان هذا الشعور الجديد بمثابة درع رقيق يحميه من وطأة ذكرياته المؤلمة.
انتشرت الشائعات في أرجاء المدرسة كالعادة، لكن هيرو بدأ يتعامل معها بفتور ملحوظ. كان يسمع الهمسات والنظرات الجانبية، لكنها بدت الآن وكأنها ضوضاء في الخلفية، لا تستحق اهتمامه الكامل. كانت حياته الآن تدور حول استعادة السيطرة على مشاعره، وإيجاد طريقه الخاص للمضي قدمًا، ولم يعد رأي الآخرين يشكل أولوية بالنسبة له. كان كينجي لا يزال بجانبه، صديقًا داعمًا، لكن هيرو كان يشعر بشكل متزايد أنه يسير في طريقه بمفرده.
# هيرو
لست بحاجة إلى تفسير نفسي لأحد. هذه حياتي، وسأعيشها بالطريقة التي أراها مناسبة.
لكن تجاهل هيرو لم يمر دون أن يلاحظه أكيرا. في البداية، شعر أكيرا بالارتباك. هل كان هيرو سعيدًا حقًا؟ هل تجاوز الأمر بهذه السهولة؟ لكن مع مرور الأيام، تحول ارتباكه إلى غضب متزايد. كان شعورًا بالإهانة يختلط بالغيرة، وشيء آخر... يأس. كان هيرو يتصرف وكأن أكيرا غير موجود، وكأن كلماته وأفعاله لم يكن لها أي تأثير، وهذا ما كان يؤلمه أكثر من أي شيء آخر.
في أحد الأيام، بينما كان هيرو يتحدث مع كينجي بالقرب من خزائن الكتب، اقترب أكيرا. كانت هناك نظرة تصميم يائسة في عينيه، لكنها مشوبة بالقلق.
# أكيرا
تكلم أكيرا بصوت خافت ولكنه مشحون، بالكاد يسيطر على اهتزاز طفيف هيرو، هل يمكننا التحدث؟ أرجوك.
تصلب جسد هيرو للحظة، وكأن كلمة أكيرا كانت لمسة باردة على جلده. نظر إلى أكيرا ببرود قارس، وعينيه خاليتين من أي أثر للعاطفة التي عرفها أكيرا يومًا ما.
# هيرو
أجاب هيرو بصوت هادئ ولكنه قاطع كشفرة ليس لدي ما أقوله لك يا أكيرا. لقد استنفدت كل كلماتي معك.
ثم حول نظره ببطء، مركزًا انتباهه بالكامل على كينجي، وكأن أكيرا لم يعد موجودًا في الغرفة.
شعر أكيرا وكأن لكمة قد استقرت في معدته. كان هذا التجاهل المنظم، هذا الإنكار الكامل لوجوده، أكثر إيلامًا من أي غضب.
# أكيرا
اردف أكيرا بإصرار يائس لكن يجب أن تفهم... لقد ارتكبت خطأ فادحًا... وأنا... توقف، يلعق شفتيه الجافتين، يبحث بعصبية عن الكلمات التي ستصل أخيرًا إلى هيرو. لكن عقله كان مليئًا بالفوضى، بصور الماضي القريب والبعيد، وبالإحساس المؤلم بعجزه. تذكر كلماته الغامضة مع كينجي، تلك الحماقة التي جعلت أي اعتذار الآن يبدو أجوفًا ومخادعًا.
# هيرو
أجاب هيرو مجددا أكيرا بنبرة تحمل نفاد صبر خفيًا لا أعتقد ذلك يا أكيرا. لقد كنت واضحًا تمامًا. لقد أوضحت كل شيء في اللحظة التي صفعتك فيها. ثم نظر إلى كينجي بابتسامة خفيفة، وقال، كينجي، هل انتهيت من نسخ ملاحظات سيد تاناكا؟ يجب أن نذهب إذا أردنا الحصول على بعض الوقت الإضافي في المختبر.
كان هذا الرد بمثابة إغلاق باب نهائي. لم يكن هناك غضب، فقط لامبالاة باردة وقاطعة. شعر أكيرا بالحرارة تتصاعد إلى وجهه، لكنها كانت حرارة الإحباط والعجز.
# أكيرا
تكلم أكيرا مجددا ردا على هيرو بصوت عالٍ قليلًا، يكافح للسيطرة على نبرة توسل بدأت تتسرب إلى صوته لكنني... أنا آسف، هيرو. أنا حقًا... حاول مرة أخرى، لكن الكلمات كانت لا تزال أسيرة فخر جريح وخوف من الاعتراف الكامل بخطئه.
# هيرو
رد هيرو دون أن ينظر إليه مرة أخرى، يمسك بذراع كينجي ويبدأ في الابتعاد أتمنى لك يومًا سعيدًا يا أكيرا.
كانت كلماته رسمية، باردة، وكأنها موجهة إلى شخص غريب تمامًا. ثم استدار هيرو وكينجي وغادرا، تاركين أكيرا واقفًا وحده، وقبضتيه مشدودتين، والإحساس المرير بالرفض يخترق روحه.
شاهد أكيرا ظهرهما وهما يبتعدان، وشعور بالخواء البارد ينتشر في داخله، كجليد يتسلل إلى عظامه. كانت برودة هيرو قاسية، قاطعة كزجاج مكسور، ولم تترك له أي بصيص أمل كاذب ليتشبث به.
# أكيرا
لقد انتهى الأمر حقًا. هذه المرة، أشعر به في أعماق روحي. لم يعد يريد حتى أن ينظر إلي، ناهيك عن أن يسمعني. لقد محوت نفسي من كتابه، ومزقت الصفحات خلفي.
كانت كلماته الأخيرة ترن في أذنيه كصدى ساخر: "أتمنى لك يومًا سعيدًا يا أكيرا." يا له من سخرية مريرة. كانت تلك الكلمات مهذبة وسطحية، خالية من أي معنى حقيقي، وكأنها موجهة إلى بائع متجول أو شخص غريب التقى به للتو في زحام الشارع. لم يكن هناك أي أثر للدفء الخافت الذي كان يومًا ما في عينيه، ولا حتى للغضب الحارق الذي كان يفضله على هذا التجاهل التام. كان هناك فراغ مظلم، ولا مبالاة مؤلمة تخبره بصوت عالٍ وواضح بأنه لم يعد مهمًا.
كنت أعتقد أنني أتألم عندما صفعني. لكن هذا... هذا أسوأ ألف مرة. إنه يتصرف وكأنني شبح، وكأن كل تلك الليالي، كل تلك الكلمات، كل تلك اللحظات المشتركة لم تكن تعني له شيئًا على الإطلاق. لقد مسح كل شيء.
شعر بوخز حارق خلف عينيه، ضغط مؤلم يهدد بالانفجار، لكنه عض على شفتيه بقوة، رافضًا السماح للدموع بالنزول. لم يكن يستحق حتى دموعه الملوثة بالندم المتأخر. كان هو المذنب. كان هو من أشعل النار ودمر كل شيء بغضبه الأعمى وغبائه المتغطرس.
ماذا أفعل الآن؟ إلى أين أذهب من هنا؟ كيف يمكنني إصلاح هذا الخراب الذي أحدثته؟ هل هناك حتى فرصة ضئيلة للإصلاح؟
للمرة الأولى، بدأ الشك العميق يتسلل إلى أعماق يقينه المتعجرف، ويقضم ثقته التي لا تتزعزع. ربما لم يكن الأمر بسيطًا كما كان يتخيل، مجرد سوء فهم عابر يمكن إصلاحه ببعض الكلمات المنتقاة بعناية. ربما كان قد كسر شيئًا ثمينًا وهشًا، شيئًا لا يمكن جمعه مرة أخرى.
بقي واقفًا في نفس المكان للحظات طويلة، يشعر بالضياع يتفاقم والعجز يخدر أطرافه. ثم، ببطء وثقل، استدار وسار مبتعدًا، يحمل معه ثقل رفض هيرو الصريح وبرودة كلماته الأخيرة، وكأنه يحمل صخرة ضخمة على صدره.
عندما أغلق هيرو باب شقته خلفه، استرخى جسده الموتر أخيرًا، لكن الهدوء لم يأت معه. كان التظاهر باللامبالاة أمام أكيرا وكينجي قد استنزف كل طاقته العاطفية. كان سماع صوت أكيرا اليائس ورؤية تلك النظرة المليئة بالندم في عينيه يؤذيه في أعماقه أكثر مما كان على استعداد للاعتراف به حتى لنفسه.
# هيرو
لماذا لا يتركني وشأني؟ لماذا لا يفهم أنني أحاول المضي قدمًا؟ لقد كنت واضحًا قدر الإمكان. لقد انتهى كل شيء بيننا منذ فترة طويلة.
لكن على الرغم من قسوة كلماته وجموده الظاهري، كان هناك جزء صغير ومؤلم منه لا يزال يتأثر برؤية أكيرا بتلك الحالة. كان هناك شبح من الألم الحقيقي يلوح في عيني أكيرا، وميض عابر جعله يتذكر الشخص الذي أحبه ذات مرة، الشخص الذي شاركه لحظات حميمة. لكن تلك الذكرى الدافئة كانت سرعان ما تتلاشى وتذوب أمام الغضب المتجذر والإهانة اللاذعة بسبب فعلته الأخيرة، بسبب كلماته التي لا يمكن التراجع عنها مع كينجي.
لا يمكنني أن أنسى ما قاله لكينجي. لقد كان وقحًا ومتعمدًا، محاولة رخيصة لإحراجي وتشويه صورتي. لا أستطيع أن أتجاوز ذلك.
شعر بعمق الامتنان لوجود كينجي بجانبه. كان دعمه الهادئ وغير المشروط بمثابة مرساة قوية في بحر مشاعره المضطربة والمتلاطمة. لكنه كان يعرف أيضًا أن اعتماده على كينجي كان مجرد حل مؤقت. كان بحاجة إلى استعادة قوته الداخلية، وأن يقف على قدميه بمفرده.
يجب أن أمضي قدمًا. يجب أن أركز على مستقبلي، على أحلامي. لا يمكنني أن أسمح لأكيرا بالاستمرار في التطفل على حياتي والتأثير على سعادتي.
لكن حتى مع هذا التصميم القوي، كان هناك شعور خفي بالقلق البارد يتسلل إلى مكان ما عميق في داخله، كظل يتربص في الزوايا المظلمة. ماذا لو لم يستسلم أكيرا؟ ماذا لو استمر في محاولة اختراق دفاعاته التي بناها بعناية؟ هل سيكون لديه القوة والإرادة ليظل ثابتًا على موقفه؟ هل سيكون قادرًا حقًا على مقاومة أي ندم أو أي بقايا من المشاعر القديمة التي قد تطفو على السطح؟
يتبع.......
اذا اعجبكم الفصل لا تنسو تحطو فوت و كومنتس
انتشرت الشائعات في أرجاء المدرسة كالعادة، لكن هيرو بدأ يتعامل معها بفتور ملحوظ. كان يسمع الهمسات والنظرات الجانبية، لكنها بدت الآن وكأنها ضوضاء في الخلفية، لا تستحق اهتمامه الكامل. كانت حياته الآن تدور حول استعادة السيطرة على مشاعره، وإيجاد طريقه الخاص للمضي قدمًا، ولم يعد رأي الآخرين يشكل أولوية بالنسبة له. كان كينجي لا يزال بجانبه، صديقًا داعمًا، لكن هيرو كان يشعر بشكل متزايد أنه يسير في طريقه بمفرده.
# هيرو
لست بحاجة إلى تفسير نفسي لأحد. هذه حياتي، وسأعيشها بالطريقة التي أراها مناسبة.
لكن تجاهل هيرو لم يمر دون أن يلاحظه أكيرا. في البداية، شعر أكيرا بالارتباك. هل كان هيرو سعيدًا حقًا؟ هل تجاوز الأمر بهذه السهولة؟ لكن مع مرور الأيام، تحول ارتباكه إلى غضب متزايد. كان شعورًا بالإهانة يختلط بالغيرة، وشيء آخر... يأس. كان هيرو يتصرف وكأن أكيرا غير موجود، وكأن كلماته وأفعاله لم يكن لها أي تأثير، وهذا ما كان يؤلمه أكثر من أي شيء آخر.
في أحد الأيام، بينما كان هيرو يتحدث مع كينجي بالقرب من خزائن الكتب، اقترب أكيرا. كانت هناك نظرة تصميم يائسة في عينيه، لكنها مشوبة بالقلق.
# أكيرا
تكلم أكيرا بصوت خافت ولكنه مشحون، بالكاد يسيطر على اهتزاز طفيف هيرو، هل يمكننا التحدث؟ أرجوك.
تصلب جسد هيرو للحظة، وكأن كلمة أكيرا كانت لمسة باردة على جلده. نظر إلى أكيرا ببرود قارس، وعينيه خاليتين من أي أثر للعاطفة التي عرفها أكيرا يومًا ما.
# هيرو
أجاب هيرو بصوت هادئ ولكنه قاطع كشفرة ليس لدي ما أقوله لك يا أكيرا. لقد استنفدت كل كلماتي معك.
ثم حول نظره ببطء، مركزًا انتباهه بالكامل على كينجي، وكأن أكيرا لم يعد موجودًا في الغرفة.
شعر أكيرا وكأن لكمة قد استقرت في معدته. كان هذا التجاهل المنظم، هذا الإنكار الكامل لوجوده، أكثر إيلامًا من أي غضب.
# أكيرا
اردف أكيرا بإصرار يائس لكن يجب أن تفهم... لقد ارتكبت خطأ فادحًا... وأنا... توقف، يلعق شفتيه الجافتين، يبحث بعصبية عن الكلمات التي ستصل أخيرًا إلى هيرو. لكن عقله كان مليئًا بالفوضى، بصور الماضي القريب والبعيد، وبالإحساس المؤلم بعجزه. تذكر كلماته الغامضة مع كينجي، تلك الحماقة التي جعلت أي اعتذار الآن يبدو أجوفًا ومخادعًا.
# هيرو
أجاب هيرو مجددا أكيرا بنبرة تحمل نفاد صبر خفيًا لا أعتقد ذلك يا أكيرا. لقد كنت واضحًا تمامًا. لقد أوضحت كل شيء في اللحظة التي صفعتك فيها. ثم نظر إلى كينجي بابتسامة خفيفة، وقال، كينجي، هل انتهيت من نسخ ملاحظات سيد تاناكا؟ يجب أن نذهب إذا أردنا الحصول على بعض الوقت الإضافي في المختبر.
كان هذا الرد بمثابة إغلاق باب نهائي. لم يكن هناك غضب، فقط لامبالاة باردة وقاطعة. شعر أكيرا بالحرارة تتصاعد إلى وجهه، لكنها كانت حرارة الإحباط والعجز.
# أكيرا
تكلم أكيرا مجددا ردا على هيرو بصوت عالٍ قليلًا، يكافح للسيطرة على نبرة توسل بدأت تتسرب إلى صوته لكنني... أنا آسف، هيرو. أنا حقًا... حاول مرة أخرى، لكن الكلمات كانت لا تزال أسيرة فخر جريح وخوف من الاعتراف الكامل بخطئه.
# هيرو
رد هيرو دون أن ينظر إليه مرة أخرى، يمسك بذراع كينجي ويبدأ في الابتعاد أتمنى لك يومًا سعيدًا يا أكيرا.
كانت كلماته رسمية، باردة، وكأنها موجهة إلى شخص غريب تمامًا. ثم استدار هيرو وكينجي وغادرا، تاركين أكيرا واقفًا وحده، وقبضتيه مشدودتين، والإحساس المرير بالرفض يخترق روحه.
شاهد أكيرا ظهرهما وهما يبتعدان، وشعور بالخواء البارد ينتشر في داخله، كجليد يتسلل إلى عظامه. كانت برودة هيرو قاسية، قاطعة كزجاج مكسور، ولم تترك له أي بصيص أمل كاذب ليتشبث به.
# أكيرا
لقد انتهى الأمر حقًا. هذه المرة، أشعر به في أعماق روحي. لم يعد يريد حتى أن ينظر إلي، ناهيك عن أن يسمعني. لقد محوت نفسي من كتابه، ومزقت الصفحات خلفي.
كانت كلماته الأخيرة ترن في أذنيه كصدى ساخر: "أتمنى لك يومًا سعيدًا يا أكيرا." يا له من سخرية مريرة. كانت تلك الكلمات مهذبة وسطحية، خالية من أي معنى حقيقي، وكأنها موجهة إلى بائع متجول أو شخص غريب التقى به للتو في زحام الشارع. لم يكن هناك أي أثر للدفء الخافت الذي كان يومًا ما في عينيه، ولا حتى للغضب الحارق الذي كان يفضله على هذا التجاهل التام. كان هناك فراغ مظلم، ولا مبالاة مؤلمة تخبره بصوت عالٍ وواضح بأنه لم يعد مهمًا.
كنت أعتقد أنني أتألم عندما صفعني. لكن هذا... هذا أسوأ ألف مرة. إنه يتصرف وكأنني شبح، وكأن كل تلك الليالي، كل تلك الكلمات، كل تلك اللحظات المشتركة لم تكن تعني له شيئًا على الإطلاق. لقد مسح كل شيء.
شعر بوخز حارق خلف عينيه، ضغط مؤلم يهدد بالانفجار، لكنه عض على شفتيه بقوة، رافضًا السماح للدموع بالنزول. لم يكن يستحق حتى دموعه الملوثة بالندم المتأخر. كان هو المذنب. كان هو من أشعل النار ودمر كل شيء بغضبه الأعمى وغبائه المتغطرس.
ماذا أفعل الآن؟ إلى أين أذهب من هنا؟ كيف يمكنني إصلاح هذا الخراب الذي أحدثته؟ هل هناك حتى فرصة ضئيلة للإصلاح؟
للمرة الأولى، بدأ الشك العميق يتسلل إلى أعماق يقينه المتعجرف، ويقضم ثقته التي لا تتزعزع. ربما لم يكن الأمر بسيطًا كما كان يتخيل، مجرد سوء فهم عابر يمكن إصلاحه ببعض الكلمات المنتقاة بعناية. ربما كان قد كسر شيئًا ثمينًا وهشًا، شيئًا لا يمكن جمعه مرة أخرى.
بقي واقفًا في نفس المكان للحظات طويلة، يشعر بالضياع يتفاقم والعجز يخدر أطرافه. ثم، ببطء وثقل، استدار وسار مبتعدًا، يحمل معه ثقل رفض هيرو الصريح وبرودة كلماته الأخيرة، وكأنه يحمل صخرة ضخمة على صدره.
عندما أغلق هيرو باب شقته خلفه، استرخى جسده الموتر أخيرًا، لكن الهدوء لم يأت معه. كان التظاهر باللامبالاة أمام أكيرا وكينجي قد استنزف كل طاقته العاطفية. كان سماع صوت أكيرا اليائس ورؤية تلك النظرة المليئة بالندم في عينيه يؤذيه في أعماقه أكثر مما كان على استعداد للاعتراف به حتى لنفسه.
# هيرو
لماذا لا يتركني وشأني؟ لماذا لا يفهم أنني أحاول المضي قدمًا؟ لقد كنت واضحًا قدر الإمكان. لقد انتهى كل شيء بيننا منذ فترة طويلة.
لكن على الرغم من قسوة كلماته وجموده الظاهري، كان هناك جزء صغير ومؤلم منه لا يزال يتأثر برؤية أكيرا بتلك الحالة. كان هناك شبح من الألم الحقيقي يلوح في عيني أكيرا، وميض عابر جعله يتذكر الشخص الذي أحبه ذات مرة، الشخص الذي شاركه لحظات حميمة. لكن تلك الذكرى الدافئة كانت سرعان ما تتلاشى وتذوب أمام الغضب المتجذر والإهانة اللاذعة بسبب فعلته الأخيرة، بسبب كلماته التي لا يمكن التراجع عنها مع كينجي.
لا يمكنني أن أنسى ما قاله لكينجي. لقد كان وقحًا ومتعمدًا، محاولة رخيصة لإحراجي وتشويه صورتي. لا أستطيع أن أتجاوز ذلك.
شعر بعمق الامتنان لوجود كينجي بجانبه. كان دعمه الهادئ وغير المشروط بمثابة مرساة قوية في بحر مشاعره المضطربة والمتلاطمة. لكنه كان يعرف أيضًا أن اعتماده على كينجي كان مجرد حل مؤقت. كان بحاجة إلى استعادة قوته الداخلية، وأن يقف على قدميه بمفرده.
يجب أن أمضي قدمًا. يجب أن أركز على مستقبلي، على أحلامي. لا يمكنني أن أسمح لأكيرا بالاستمرار في التطفل على حياتي والتأثير على سعادتي.
لكن حتى مع هذا التصميم القوي، كان هناك شعور خفي بالقلق البارد يتسلل إلى مكان ما عميق في داخله، كظل يتربص في الزوايا المظلمة. ماذا لو لم يستسلم أكيرا؟ ماذا لو استمر في محاولة اختراق دفاعاته التي بناها بعناية؟ هل سيكون لديه القوة والإرادة ليظل ثابتًا على موقفه؟ هل سيكون قادرًا حقًا على مقاومة أي ندم أو أي بقايا من المشاعر القديمة التي قد تطفو على السطح؟
يتبع.......
اذا اعجبكم الفصل لا تنسو تحطو فوت و كومنتس
Коментарі