البداية p.1
يتمشى فى الغابة بهدوء ، محاولًا تصفية ذهنه من جميع الأفكار التى تراوده ، يشعر أنه مشتت للغاية ، لا يعلم ماذا يفعل حقًا ، كيف يقرر ما يريد الآن ، لا يمكنه رفض ما يريدون ولا يمكنه قبوله ، مئات التساؤلات تجول داخل رأسه ذهابًا وإيابًا ، زفر بحنق شديد محاولًا نزع تلك الأفكار من رأسه ، والهدوء الآن على الأقل ، سمع فجأة صوت بكاء شخًص ما قادم من بعيد ، عقد حاجبيه بدهشة ، من هذا الذى يبكى !!، ما الذى أحضره إلى الغابة؟! ، أقترب ببطئ من ذلك الصوت ، وجد فتاة تضع وجهها بين يديها تبكى بأنهيار ، أزدات دهشته أضعافًا عندما رأى هذا ، نظر نحوها بتشتت ، غير عالمًا بالذى يجب عليه فعله ، فهو لم يتعامل مع فتيات كثيرًا ، لا يعلم حتى أيجب عليه مساعدتها أم تجاهل أمرها والرحيل فحسب ، تنهد وقد حسم أمره بالفعل أقترب منها أكثر ببطئ قائلًا بتردد
_ هل أنتِ بخير ؟!
رفعت تلك الفتاة عينيها ذات لون القهوة ، التى أستطاعت بالفعل جذب أنتباهه منذ الثانية الأولى ، مدت يديها تحاول محو دموعها من فوق وجهها ، حاولت تهدئة نفسها لتستطع الرد عليه على الأقل ، بدأت بالتحدث بنبرة خافتة قائلة
_ لا أعلم ، أنا لا أجد مكان أجلس فيه
عقد أركون حاجبيه معًا بأستغراب ، أخذ يتفحص ملامحها بعينيه لعدة ثوانى ، فقد كانت تملك شعًر متوسط الطول ، بشرة تميل إلى البياض ، أنف متوسط ، شفاة صغيرة ، أستوعب أخيرًا أنه يتفحصها بعينيه ، أبعد عينيه عنها بسرعة محاولًا التكلم بأعتيادية كأنه لم يفعل شئ قائلًا
_ أين والداكى ؟! أو أى شخًص من عائلتك ؟!
أمتلئت عينيها بالدموع تلقائيًا فور سماعه لكلماته تلك ، تحدثت بنبرة متحشرجة
_ لقد تم قتلهم جميعًا ، عندما ذهبت إلى القصر الخاص بعائلتنا وجدتهم غارقين فى دمائهم ، لقد قتلوا بطريقة بشعة للغاية !!! ، لا أعلم حتى من السبب هل هم مصاصى الدماء أم المستذئبون أم باقى الكائنات الأخرى حقًا لا أعلم ، لا افهم لما يفعلون ذلك !! ، لما يقوموا بجميع جرائم القتل تلك
لعن تحت أنفاسه بغضب فور سماعه لتلك الكلمات ، بسبب جشاعتهم وطمعهم وتصرفاتهم المليئة بالعنف قام بتركهم جميعًا ورحل ، نظر إلى الفتاة مجددًا وقد شعر بالشفقة عليها ، أين ستذهب تلك المسكينة بعد الذى فعلوه بعائلتها !! ، صمت قليلًا محاولً التفكير فى حل ، جاء فى رأسه فجأة حل ما ، ظل ينظر لها قليلًا مترددًا فى عرضه عليها ، فحياته مليئة بالخطر على كل حال ، لكنه تنهد مقرًر أخبارها فحسب فهى ليس لديها أحد تلجأ إليه !! ، تحدث بنبرة مترددة قليلًا
_ هل ترغبين فى القدوم للعيش معى
جحزت عينيها ناظرة له بشك واضح ، نفى بيديه بسرعة قائلًا بسرعة
_ لا لا لم اقصد الذى فكرتى به أنظرى أنتِ ليس لديكى مكان تلجأى إليه لذلك ما رائيك أن تجلسى معى فى قصرى ، لدى قصر خاص بى هنا فى الغابة ، يمكنك العيش معى هناك وسنكون كالأصدقاء إذا لم يكن لديكى مانع بالطبع
صمتت قليلًا تفكر فى كلامه ، لا يمكنها تصديق كلامه ولا يمكنها تكذيبه أيضًا ، يجب أن تذهب معه ، تستسلم للأمر الواقع فلا يمكنها فعل أى شئ أخر ، أومئت برأسها قائلة بنبرة مترددة
_ حسنًا سأتى معك لكننا سنكون مجرد اصدقاء
_ بالتأكيد لا مانع لدى
ابتمست بخفة ومدت يدها لتمسك بيده بعد أن مدها لها ليساعدها على الوقوف ، لقد كانت طويلة القامة بعض الشئ ، لكن بالنسبة له هى لا تزال قصيرة ، أخذها معه وأتجه نحو القصر الخاص به ، تكلم فجاة بتذكر ، بعد أن تذكر شيئًا ما
_ صحيح ماذا كنت تفعلين فى الغابة تحديدًا لما اتيتى إلى هنا ؟
رفعت كتفيها بعدم معرفة قائلة
_ لا أعلم حقًا ، عندما رأيت منظرهم ركضت خارج القصر ظللت أركض إلى أن وصلت إلى هنا
اومأ اركون برأسه ، ليتحدث بنبرة هادئة
_ إذًا أخبريني ما هو أسمك؟
_ أيار أدعى أيار
_ أسمك جميل حقًا
أبتسمت بخفة على إطرائه، سألته عن اسمه هو أيضًا ليصمتا بعضها هما الأثنين ، متجهان إلى القصر ، دلها أركون على غرفتها ، أتجه بعدها نحو غرفته ، مقررًا عدم العودة نهائيًا ، على الأقل فى الوقت الراهن !!
_________________________________________________________________
بعد مرور سنتين على ذلك الأمر ، تقربت أيار من أركون للغاية ، وأصبحا أفضل الاصدقاء بالفعل ، دلفت أيار إلى غرفة مكتبه، محاولة عدم إصدار أى صوت حتى تستطع إخافته ، لكنها تخشبت فجأة فى مكانها عندما وجدته يمسك فى يده شيئًا ما ، منظره غريب للغاية وهو ينظر لها !! ، تقريبًا هذه ورقة قديمة ، لا أعلم بالظبط ، فجأة أختفت تلك الورقة تمامًا ، كأنها لم تكن موجودة من قبل !! ، نظر لها بدهشة قليلًا قائلًا بتساؤل
_ أيار هل تريدين شئ ؟!
صمتت أيار قليلًا تفكر ، هل يجب عليها سؤاله أم لا ، حسمت أمرها مقررة سؤاله فحسب ، تحدثت بنبرة مترددة قائلة
_ ماذا كنت تمسك فى يديك قبل لحظات ؟
أبتسم أركون قائلًا بعدم أكتراث
_ لا يوجد شئ مهم تجاهلى الأمر فحسب
نفت أيار برأسها برفض قاطع ، قائلة بإصرار
_ لا يجب أن أعرف ، أرجوك أركون أخبرني ماذا هناك؟؟ ، ماذا يحدث ؟
تنهد أركون قائلًا بضيق خفيف
_ صدقيني أيار ليس بالامر المهم مجرد ورقة قديمة فحسب
_ حسنًا ماذا كان يوجد فى الورقة ؟
زفر اركون بغضب خفيف بسبب أسئلتها الكثيرة ، وقف متجهًا نحو الباب ، قائلًا قبل خروجه
_ مجرد ورقة فارغة ، لا يوجد بها أي شئ ، أعتذر منك أيار يجب أن أرحل أريد الجلوس بمفردي قليلًا ، سأذهب للسير قليلًا في الغابة إلى اللقاء
أنهي كلامه وخرج من الغرفة متجهًا إلى الخارج ، تاركًا أيار تكاد تشتعل من الغضب والفضول ، زفرت بحنق شديد قائلة بإصرار
_ صدقني أركون لن أتركك وشأنك أبدًا ، سأظل ورائك حتى اعلم ماذا هناك
أنهت كلامها لتتجه إلى غرفتها مرة أخري ، وعقلها شارد ويفكر فى جميع ما يحدث هذه الفترة
________________________________________________________________
عند أركون ، أخذ يتمشي في الغابة ، يفكر في جميع ما يحدث هذه الفترة ، لديه الكثير من الضغوطات والمشاكل ، هناك حرب ستحدث قريبًا ، لا يريد التدخل و لا يستطع أن يتركهم يهلكون ، رغم كونهم يستحقون ذلك ، زفر بحنق شديد غير عالمًا بالذى سوف يفعله ، رأى فجأة ظل شخص ما يركض بسرعة الضوء ، ويتنقل بين الأشجار ، قلب عينيه بملل قائلًا بنفاذ صبر
_ جوردن ماذا تريد ؟ ، توقف عن الألتفات حول نفسك بهذه الطريقة
توقفت الحركة بالفعل فجأة ، ليظهر شخص ما أمام أركون ، طويل القامة ، ذو بنية ضخمة ، شعر بني اللون ، عينياه باللون الأسود ، نظر له بنظرات مبهمة ، ظل صامت لعدة ثواني ، تحدث بعدها بسخرية واضحة
_ مرحبًا أيها الملك الهارب !! ، كيف حالك؟!
أغمض أركون عينيه محاولًا تمالك أعصابه وعدم الغضب ، تحدث بنبرة حاول جعلها هادئة قدر الإمكان
_ ماذا تريد جوردن ، هل اتيت لإزعاجى فحسب ؟!! ما الذي ترغب فى التوصل إليه !!؟
_ أرغب فى معرفة كيف تركت مملكتك بهذه الطريقة والأهم من كل هذا ، كيف تعيش مع بشرية ؟!! ، هل جننت أم ماذا يا ايها الملك؟!
نظر له اركون والغضب يكاد يتطاير من عينيه ، خلال ثانيتين تقريبًا ، أستطاع دفع جوردن على أحد الاشجار ممسكًا بعنقه بقوة ضاغطًا عليها بشدة ، قائلًا بنبرة غاضبة
_ كيف تجرأ على مراقبتي؟! من تظن نفسك أنتَ مجرد خادم ، أسمعنى جيدًا إذا فكرت مجددًا فى فعلها مرة أخرى صدقني لن اتردد ثانية واحدة فى فصل رأسك عن جسدك !! ، هل فهمت ؟
اومأ جوردن برأسه بسرعة وهو يحاول الفرار ، يكاد يختنق من ضغط أركون الشديد على عنقه ، تركه أركون فجأة كما أمسكه فجأة ، عاد إلى الوراء قليلًا ناظرًا له بهدوء كأنه لم يفعل أي شئ ، تحدث بنبرة هادئة
_ لديك شئ أخر تود أخباري به؟!
أخذ جوردن يحاول ألتقاط أنفاسه ، ظل يتنفس بصعوبة لمدة دقيقة تقريبًا ، إلى أن استطاع الهدوء ، نظر إلى الأسفل مقررًا عدم محاولة أستفزازه مرة اخرى ، تكلم بعملية قائلًا
_ ملك المستذئبين يرغب بالهجوم علينا ، عددهم يقل تدريجيًا لذلك يريدون ناس جديدة ، نحتاج مساعدتك هذه المرة قبل أن يتم قتلنا جميعًا
صمت أركون لعدة ثوانى يفكر في الأمر ، لا يمكنه تركهم بمفدرهم عندها سيهلكون جميعًا ، لا يرغب بمساعدتهم أيضًا هم وحوش كباقى الكائنات ، الرحمة نزعت من قلوبهم ، رفع نظره إلى السماء يحدق بها فى شرود ، حسم أمره اخيرًا وقد قرر مساعدتهم ، نظر نحو جوردن قائلًا له بنبرة هادئة
_ سأعود إلى المملكة غدًا حتى نجد حل في هذه الكارثة
اومأ جوردن وقد أطمئن قليلًا بسبب معرفته أنه سيكون معهم ، أنحنى له بأحترام قائلًا
_ حسنًا سيدى سنكون بأنتظارك عن اذنك جلالة الملك
أنهى جوردن كلامه ، وأختفى فجأة كما ظهر ، ليعود أركون إلى قصره مرة أخري حتي يستعد للمعركة التى سوف تحدث
_______________________________________________________________
عند أركون ، عاد إلى قصره ، أتسعت عينيه بصدمة وهو يرى أيار تخرج من مكتبه ، أتجه نحوها ببطئ قائلًا بصدمة
_ أيار ماذا كنت تفعلين فى مكتبى
نظرت له أيار بدهشة بسبب ردة فعله تلك ، تحدثت بعدم أكتراث قائلة
_ لم أكن افعل شئ لقد نسيت شئ ما بالداخل فأردت أحضاره
تنهد أركون براحة قليلًا ، اومأ برأسه قائلًا بتفهم
_ حسنًا أيار لا بأس ليس هناك أي مشكلة
عقدت أيار حاجبيها سويًا قائلة بدهشة
_ أركون هل أنتَ بخير ؟
_ أنا بخير تمامًا لا تقلقى ، أصعدى إلى غرفتك ، وأرتاحي قليلًا
رفعت أيار كتفيها بيأس منه ، هى لن تستطع أخذ منه أي إجابة علي أسئلتها ، قررت الصعود إلى الغرفة ، ربما يقرر أخبارها بنفسه فى وقت لاحق ، صعدت إلى الغرفة ، أتجه بعدها أركون نحو مكتبه ، محاولًا نسيان أمر دخولها إلى مكتبه وتصديق كلامها فحسب ، دلف إلى الداخل ، أخرج من جيبه تلك الورقة التى أستطاع أخفائها ببراعة عندما شعر بوجود أيار فى المكتب ، ليبدأ بقراءتها فهو لم يستطع قراءتها فى وجود أيار ولا فى الغابة فهو لا يضمن الكائنات الموجود فى الغابة ، قام بفتح الظرف الذى فيه الرسالة ، وبدا بقراءتها فقد كان مضمونها
** عزيزي أركون ، أعلم أنك لا ترغب فى رؤية هذه المملكة مرة أخرى بعدما حدث ، لكن نحن فى خطر وأنتَ ايضًا فى خطر انتَ لست مجرد مصاص دماء عادى أنتَ لديك قوى أخرى غير موجودة عند باقى من هم امثالك ، يجب عليك أستغلالها ، ربما نحن فى نظرك مفترسون ولا يوجد في قلوبنا ذرة رحمة ، لكن كل هذا خارج عن سيطرتنا ، مملكتك ستسقط قريبًا ونحن سنسقط معها كما الحال معك ، فكر مرة أخرى فى كل ما تفعله ، عد لنا مجددًا أركون ، عد إلى مملكتك نحن نحتاجك ، فلتنسى الماضي وتعد ، نحن فى انتظارك منذ سنوات ، أتمنى أن تعود قريبًا **
زفر أركون بضيق شديد ، نظر نحو للرسالة ولا يوجد علي وجهه أى علامات دهشة او تأثر ، قام بإحراق الرسالة التى لا يوجد عليها أي اسم ، مقررًا أنه سيذهب ليحل تلك المشكلة وسيرحل مجددًا ، من المحال أن يكمل فى هذه المملكة إلى الأبد أو أن يعود كما كان ، لقد قتلوا أركون القديم بالفعل لم يعد له وجود ، لن ولم يعود أبدًا كما كان من قبل
_________________________________________________________________________
صعد أركون نحو غرفته ، عقله يكاد ينفجر من كثرة التفكير فى كل شئ ، ارتمى علي سريره مغمضًا عينيه محاولًا الأسترخاء ، لكن عقله لا يسمح له بذلك يصر على جعله يتذكر كل ذكرياته القديمة والجديدة ، جاء امام عينيه مشهد خروج أيار من المكتب ، يشعر بالتشتت هل يعقل أنها تحاول خداعه او فعل شئ يؤذيه !! هناك صراع يدور داخله بين قلبه وعقله
عقله يقول له : أيها الأحمق هى مثلها ومثلهم جميعًا ستتركك فى النهاية
بينما قلبه يصرخ مدافعًا عنها : لا تستمع له ، أنتَ تحبها هى من المحال أن تفعل بك شئ سئ هذا مستحيل
يكمل عقله حديثه ساخرًا : حقًا مستحبل ألم يكن من المستحيل أن تفعل به هى ايضًا هذا ؟!
يكمل قلبه بإصرار : أيار مختلفة ، أيار تحبه بالفعل
حاول فض ذلك الصراع الذي يدور بين عقله وقلبه ، مقررًا تجاهل كلام عقله ، والاستماع إلى كلام قلبه ، ربما يندم علي هذا لكن ليس مع أيار هو متأكد من ذلك ، أغمض عينيه بألم واضح متذكرًا الذى جعله بهذه الحالة ، ردد بألم واضح
_ لماذا لورا ؟ لماذا فعلتى هذا ؟ ، لم أحب أحد بقدر حبى لكى ، لما جعلتيني هكذا ؟!! ، لما اوصلتيني إلى تلك الحالة ؟!!
________________________________________________________________
جلست أيار فى غرفتها ، شردت بذهنها بعيدًا تفكر فى كل ما يحدث ، عقلها ملئ بالتسؤلات لكنها لا تجد لها أى إجابة ، أنتفضت من مكانها بذعر عندما وجدت باب غرفتها يفتح فاجأة بطريقة قوية ، نظرت نحو الباب بقلق لتجد......
يتبع
_________________________________________________________
رائيكم في اول فصل 💜
هنزلها يومين في الأسبوع ولو لقيت تفاعل يرضيني هزود يوم كمان في نص الاسبوع 💜
الكومنتات بتشجعني علي التكملة 🙂💜
فى نهاية الفصل قولوا رائيكم في الفصل كله 💜
متنسوش تدوسوا علي النجمة اللي تحت مستنية رائيكم 💜
اتمنى تعجبكم 💜
_ هل أنتِ بخير ؟!
رفعت تلك الفتاة عينيها ذات لون القهوة ، التى أستطاعت بالفعل جذب أنتباهه منذ الثانية الأولى ، مدت يديها تحاول محو دموعها من فوق وجهها ، حاولت تهدئة نفسها لتستطع الرد عليه على الأقل ، بدأت بالتحدث بنبرة خافتة قائلة
_ لا أعلم ، أنا لا أجد مكان أجلس فيه
عقد أركون حاجبيه معًا بأستغراب ، أخذ يتفحص ملامحها بعينيه لعدة ثوانى ، فقد كانت تملك شعًر متوسط الطول ، بشرة تميل إلى البياض ، أنف متوسط ، شفاة صغيرة ، أستوعب أخيرًا أنه يتفحصها بعينيه ، أبعد عينيه عنها بسرعة محاولًا التكلم بأعتيادية كأنه لم يفعل شئ قائلًا
_ أين والداكى ؟! أو أى شخًص من عائلتك ؟!
أمتلئت عينيها بالدموع تلقائيًا فور سماعه لكلماته تلك ، تحدثت بنبرة متحشرجة
_ لقد تم قتلهم جميعًا ، عندما ذهبت إلى القصر الخاص بعائلتنا وجدتهم غارقين فى دمائهم ، لقد قتلوا بطريقة بشعة للغاية !!! ، لا أعلم حتى من السبب هل هم مصاصى الدماء أم المستذئبون أم باقى الكائنات الأخرى حقًا لا أعلم ، لا افهم لما يفعلون ذلك !! ، لما يقوموا بجميع جرائم القتل تلك
لعن تحت أنفاسه بغضب فور سماعه لتلك الكلمات ، بسبب جشاعتهم وطمعهم وتصرفاتهم المليئة بالعنف قام بتركهم جميعًا ورحل ، نظر إلى الفتاة مجددًا وقد شعر بالشفقة عليها ، أين ستذهب تلك المسكينة بعد الذى فعلوه بعائلتها !! ، صمت قليلًا محاولً التفكير فى حل ، جاء فى رأسه فجأة حل ما ، ظل ينظر لها قليلًا مترددًا فى عرضه عليها ، فحياته مليئة بالخطر على كل حال ، لكنه تنهد مقرًر أخبارها فحسب فهى ليس لديها أحد تلجأ إليه !! ، تحدث بنبرة مترددة قليلًا
_ هل ترغبين فى القدوم للعيش معى
جحزت عينيها ناظرة له بشك واضح ، نفى بيديه بسرعة قائلًا بسرعة
_ لا لا لم اقصد الذى فكرتى به أنظرى أنتِ ليس لديكى مكان تلجأى إليه لذلك ما رائيك أن تجلسى معى فى قصرى ، لدى قصر خاص بى هنا فى الغابة ، يمكنك العيش معى هناك وسنكون كالأصدقاء إذا لم يكن لديكى مانع بالطبع
صمتت قليلًا تفكر فى كلامه ، لا يمكنها تصديق كلامه ولا يمكنها تكذيبه أيضًا ، يجب أن تذهب معه ، تستسلم للأمر الواقع فلا يمكنها فعل أى شئ أخر ، أومئت برأسها قائلة بنبرة مترددة
_ حسنًا سأتى معك لكننا سنكون مجرد اصدقاء
_ بالتأكيد لا مانع لدى
ابتمست بخفة ومدت يدها لتمسك بيده بعد أن مدها لها ليساعدها على الوقوف ، لقد كانت طويلة القامة بعض الشئ ، لكن بالنسبة له هى لا تزال قصيرة ، أخذها معه وأتجه نحو القصر الخاص به ، تكلم فجاة بتذكر ، بعد أن تذكر شيئًا ما
_ صحيح ماذا كنت تفعلين فى الغابة تحديدًا لما اتيتى إلى هنا ؟
رفعت كتفيها بعدم معرفة قائلة
_ لا أعلم حقًا ، عندما رأيت منظرهم ركضت خارج القصر ظللت أركض إلى أن وصلت إلى هنا
اومأ اركون برأسه ، ليتحدث بنبرة هادئة
_ إذًا أخبريني ما هو أسمك؟
_ أيار أدعى أيار
_ أسمك جميل حقًا
أبتسمت بخفة على إطرائه، سألته عن اسمه هو أيضًا ليصمتا بعضها هما الأثنين ، متجهان إلى القصر ، دلها أركون على غرفتها ، أتجه بعدها نحو غرفته ، مقررًا عدم العودة نهائيًا ، على الأقل فى الوقت الراهن !!
_________________________________________________________________
بعد مرور سنتين على ذلك الأمر ، تقربت أيار من أركون للغاية ، وأصبحا أفضل الاصدقاء بالفعل ، دلفت أيار إلى غرفة مكتبه، محاولة عدم إصدار أى صوت حتى تستطع إخافته ، لكنها تخشبت فجأة فى مكانها عندما وجدته يمسك فى يده شيئًا ما ، منظره غريب للغاية وهو ينظر لها !! ، تقريبًا هذه ورقة قديمة ، لا أعلم بالظبط ، فجأة أختفت تلك الورقة تمامًا ، كأنها لم تكن موجودة من قبل !! ، نظر لها بدهشة قليلًا قائلًا بتساؤل
_ أيار هل تريدين شئ ؟!
صمتت أيار قليلًا تفكر ، هل يجب عليها سؤاله أم لا ، حسمت أمرها مقررة سؤاله فحسب ، تحدثت بنبرة مترددة قائلة
_ ماذا كنت تمسك فى يديك قبل لحظات ؟
أبتسم أركون قائلًا بعدم أكتراث
_ لا يوجد شئ مهم تجاهلى الأمر فحسب
نفت أيار برأسها برفض قاطع ، قائلة بإصرار
_ لا يجب أن أعرف ، أرجوك أركون أخبرني ماذا هناك؟؟ ، ماذا يحدث ؟
تنهد أركون قائلًا بضيق خفيف
_ صدقيني أيار ليس بالامر المهم مجرد ورقة قديمة فحسب
_ حسنًا ماذا كان يوجد فى الورقة ؟
زفر اركون بغضب خفيف بسبب أسئلتها الكثيرة ، وقف متجهًا نحو الباب ، قائلًا قبل خروجه
_ مجرد ورقة فارغة ، لا يوجد بها أي شئ ، أعتذر منك أيار يجب أن أرحل أريد الجلوس بمفردي قليلًا ، سأذهب للسير قليلًا في الغابة إلى اللقاء
أنهي كلامه وخرج من الغرفة متجهًا إلى الخارج ، تاركًا أيار تكاد تشتعل من الغضب والفضول ، زفرت بحنق شديد قائلة بإصرار
_ صدقني أركون لن أتركك وشأنك أبدًا ، سأظل ورائك حتى اعلم ماذا هناك
أنهت كلامها لتتجه إلى غرفتها مرة أخري ، وعقلها شارد ويفكر فى جميع ما يحدث هذه الفترة
________________________________________________________________
عند أركون ، أخذ يتمشي في الغابة ، يفكر في جميع ما يحدث هذه الفترة ، لديه الكثير من الضغوطات والمشاكل ، هناك حرب ستحدث قريبًا ، لا يريد التدخل و لا يستطع أن يتركهم يهلكون ، رغم كونهم يستحقون ذلك ، زفر بحنق شديد غير عالمًا بالذى سوف يفعله ، رأى فجأة ظل شخص ما يركض بسرعة الضوء ، ويتنقل بين الأشجار ، قلب عينيه بملل قائلًا بنفاذ صبر
_ جوردن ماذا تريد ؟ ، توقف عن الألتفات حول نفسك بهذه الطريقة
توقفت الحركة بالفعل فجأة ، ليظهر شخص ما أمام أركون ، طويل القامة ، ذو بنية ضخمة ، شعر بني اللون ، عينياه باللون الأسود ، نظر له بنظرات مبهمة ، ظل صامت لعدة ثواني ، تحدث بعدها بسخرية واضحة
_ مرحبًا أيها الملك الهارب !! ، كيف حالك؟!
أغمض أركون عينيه محاولًا تمالك أعصابه وعدم الغضب ، تحدث بنبرة حاول جعلها هادئة قدر الإمكان
_ ماذا تريد جوردن ، هل اتيت لإزعاجى فحسب ؟!! ما الذي ترغب فى التوصل إليه !!؟
_ أرغب فى معرفة كيف تركت مملكتك بهذه الطريقة والأهم من كل هذا ، كيف تعيش مع بشرية ؟!! ، هل جننت أم ماذا يا ايها الملك؟!
نظر له اركون والغضب يكاد يتطاير من عينيه ، خلال ثانيتين تقريبًا ، أستطاع دفع جوردن على أحد الاشجار ممسكًا بعنقه بقوة ضاغطًا عليها بشدة ، قائلًا بنبرة غاضبة
_ كيف تجرأ على مراقبتي؟! من تظن نفسك أنتَ مجرد خادم ، أسمعنى جيدًا إذا فكرت مجددًا فى فعلها مرة أخرى صدقني لن اتردد ثانية واحدة فى فصل رأسك عن جسدك !! ، هل فهمت ؟
اومأ جوردن برأسه بسرعة وهو يحاول الفرار ، يكاد يختنق من ضغط أركون الشديد على عنقه ، تركه أركون فجأة كما أمسكه فجأة ، عاد إلى الوراء قليلًا ناظرًا له بهدوء كأنه لم يفعل أي شئ ، تحدث بنبرة هادئة
_ لديك شئ أخر تود أخباري به؟!
أخذ جوردن يحاول ألتقاط أنفاسه ، ظل يتنفس بصعوبة لمدة دقيقة تقريبًا ، إلى أن استطاع الهدوء ، نظر إلى الأسفل مقررًا عدم محاولة أستفزازه مرة اخرى ، تكلم بعملية قائلًا
_ ملك المستذئبين يرغب بالهجوم علينا ، عددهم يقل تدريجيًا لذلك يريدون ناس جديدة ، نحتاج مساعدتك هذه المرة قبل أن يتم قتلنا جميعًا
صمت أركون لعدة ثوانى يفكر في الأمر ، لا يمكنه تركهم بمفدرهم عندها سيهلكون جميعًا ، لا يرغب بمساعدتهم أيضًا هم وحوش كباقى الكائنات ، الرحمة نزعت من قلوبهم ، رفع نظره إلى السماء يحدق بها فى شرود ، حسم أمره اخيرًا وقد قرر مساعدتهم ، نظر نحو جوردن قائلًا له بنبرة هادئة
_ سأعود إلى المملكة غدًا حتى نجد حل في هذه الكارثة
اومأ جوردن وقد أطمئن قليلًا بسبب معرفته أنه سيكون معهم ، أنحنى له بأحترام قائلًا
_ حسنًا سيدى سنكون بأنتظارك عن اذنك جلالة الملك
أنهى جوردن كلامه ، وأختفى فجأة كما ظهر ، ليعود أركون إلى قصره مرة أخري حتي يستعد للمعركة التى سوف تحدث
_______________________________________________________________
عند أركون ، عاد إلى قصره ، أتسعت عينيه بصدمة وهو يرى أيار تخرج من مكتبه ، أتجه نحوها ببطئ قائلًا بصدمة
_ أيار ماذا كنت تفعلين فى مكتبى
نظرت له أيار بدهشة بسبب ردة فعله تلك ، تحدثت بعدم أكتراث قائلة
_ لم أكن افعل شئ لقد نسيت شئ ما بالداخل فأردت أحضاره
تنهد أركون براحة قليلًا ، اومأ برأسه قائلًا بتفهم
_ حسنًا أيار لا بأس ليس هناك أي مشكلة
عقدت أيار حاجبيها سويًا قائلة بدهشة
_ أركون هل أنتَ بخير ؟
_ أنا بخير تمامًا لا تقلقى ، أصعدى إلى غرفتك ، وأرتاحي قليلًا
رفعت أيار كتفيها بيأس منه ، هى لن تستطع أخذ منه أي إجابة علي أسئلتها ، قررت الصعود إلى الغرفة ، ربما يقرر أخبارها بنفسه فى وقت لاحق ، صعدت إلى الغرفة ، أتجه بعدها أركون نحو مكتبه ، محاولًا نسيان أمر دخولها إلى مكتبه وتصديق كلامها فحسب ، دلف إلى الداخل ، أخرج من جيبه تلك الورقة التى أستطاع أخفائها ببراعة عندما شعر بوجود أيار فى المكتب ، ليبدأ بقراءتها فهو لم يستطع قراءتها فى وجود أيار ولا فى الغابة فهو لا يضمن الكائنات الموجود فى الغابة ، قام بفتح الظرف الذى فيه الرسالة ، وبدا بقراءتها فقد كان مضمونها
** عزيزي أركون ، أعلم أنك لا ترغب فى رؤية هذه المملكة مرة أخرى بعدما حدث ، لكن نحن فى خطر وأنتَ ايضًا فى خطر انتَ لست مجرد مصاص دماء عادى أنتَ لديك قوى أخرى غير موجودة عند باقى من هم امثالك ، يجب عليك أستغلالها ، ربما نحن فى نظرك مفترسون ولا يوجد في قلوبنا ذرة رحمة ، لكن كل هذا خارج عن سيطرتنا ، مملكتك ستسقط قريبًا ونحن سنسقط معها كما الحال معك ، فكر مرة أخرى فى كل ما تفعله ، عد لنا مجددًا أركون ، عد إلى مملكتك نحن نحتاجك ، فلتنسى الماضي وتعد ، نحن فى انتظارك منذ سنوات ، أتمنى أن تعود قريبًا **
زفر أركون بضيق شديد ، نظر نحو للرسالة ولا يوجد علي وجهه أى علامات دهشة او تأثر ، قام بإحراق الرسالة التى لا يوجد عليها أي اسم ، مقررًا أنه سيذهب ليحل تلك المشكلة وسيرحل مجددًا ، من المحال أن يكمل فى هذه المملكة إلى الأبد أو أن يعود كما كان ، لقد قتلوا أركون القديم بالفعل لم يعد له وجود ، لن ولم يعود أبدًا كما كان من قبل
_________________________________________________________________________
صعد أركون نحو غرفته ، عقله يكاد ينفجر من كثرة التفكير فى كل شئ ، ارتمى علي سريره مغمضًا عينيه محاولًا الأسترخاء ، لكن عقله لا يسمح له بذلك يصر على جعله يتذكر كل ذكرياته القديمة والجديدة ، جاء امام عينيه مشهد خروج أيار من المكتب ، يشعر بالتشتت هل يعقل أنها تحاول خداعه او فعل شئ يؤذيه !! هناك صراع يدور داخله بين قلبه وعقله
عقله يقول له : أيها الأحمق هى مثلها ومثلهم جميعًا ستتركك فى النهاية
بينما قلبه يصرخ مدافعًا عنها : لا تستمع له ، أنتَ تحبها هى من المحال أن تفعل بك شئ سئ هذا مستحيل
يكمل عقله حديثه ساخرًا : حقًا مستحبل ألم يكن من المستحيل أن تفعل به هى ايضًا هذا ؟!
يكمل قلبه بإصرار : أيار مختلفة ، أيار تحبه بالفعل
حاول فض ذلك الصراع الذي يدور بين عقله وقلبه ، مقررًا تجاهل كلام عقله ، والاستماع إلى كلام قلبه ، ربما يندم علي هذا لكن ليس مع أيار هو متأكد من ذلك ، أغمض عينيه بألم واضح متذكرًا الذى جعله بهذه الحالة ، ردد بألم واضح
_ لماذا لورا ؟ لماذا فعلتى هذا ؟ ، لم أحب أحد بقدر حبى لكى ، لما جعلتيني هكذا ؟!! ، لما اوصلتيني إلى تلك الحالة ؟!!
________________________________________________________________
جلست أيار فى غرفتها ، شردت بذهنها بعيدًا تفكر فى كل ما يحدث ، عقلها ملئ بالتسؤلات لكنها لا تجد لها أى إجابة ، أنتفضت من مكانها بذعر عندما وجدت باب غرفتها يفتح فاجأة بطريقة قوية ، نظرت نحو الباب بقلق لتجد......
يتبع
_________________________________________________________
رائيكم في اول فصل 💜
هنزلها يومين في الأسبوع ولو لقيت تفاعل يرضيني هزود يوم كمان في نص الاسبوع 💜
الكومنتات بتشجعني علي التكملة 🙂💜
فى نهاية الفصل قولوا رائيكم في الفصل كله 💜
متنسوش تدوسوا علي النجمة اللي تحت مستنية رائيكم 💜
اتمنى تعجبكم 💜
Коментарі
Упорядкувати
- За популярністю
- Спочатку нові
- По порядку
Показати всі коментарі
(8)
البداية p.1
حلو جدًا
ربنا يستر علي ايار😹😹💙
Відповісти
2020-07-23 20:30:35
1
البداية p.1
حلو جدًا بجد متحمسة اووي للباقي🔥💜💜💜
Відповісти
2020-07-23 20:56:58
2
البداية p.1
مينفعش تنزلي شابتر ناو _ تنظر لك بعيون البوبي مستغله عيونها الكبيره _
Відповісти
2020-07-23 23:13:28
1