•من وجهة نظر ريسكا•
الساعة السادسة صباحاً ...

فتحت عيناي بصعوبة ثم رفعت رأسي لأضعها بين يداي أثر آلم الصداع لم يمر ثوانٍ واستيقظ زين أيضاً من نومه

"منذ متي وأنتِ مُستيقظة؟"سأل بصوت ناعس
"الآن فقط" قلت بتآلم

"صداع صحيح" سأل
"صحيحٌ جداً"

"المطبخ أمامك بالجهة اليسري به خزينة أدوية وهناك ستجدين حبوب للصداع خذي واحضري لي معك " كان يشير عليه ثم وضع جسده كاملاً علي الأريكة فنظرت له بعدم تصديق

"لا تنظري إليّ هكذا كوني في منزلك" قلبت عيناي ثم قمت إلي حيث قال
أشعلت أنوار المطبخ فوقع نظري علي الخزينة التي بنهايته ذهبت إليها وفتحتها بحثت عن تلك الحبوب
كان يوجد الكثير من الأدوية المختلفة فاستغرق مني البحث وقتاً ولكن وجدتها بنهاية المطاف ملئت كأساً بالماء ثم أخذت حَبة وشربت خلفها الماء ملئت الكأس مجدداً ثم خرجت من المطبخ كان قد فاق زين يعبث بهاتفه

"إذاً لم تخبرني عن حبيبتك السابقة؟" قلت بينما ناولته الماء
"هل ستغارين من الآن؟" قال ثم أخذ حبته وشرب الماء خلفها

"كيف أغار من شخص لم يعد موجوداً أصلا؟ فقط أريد معرفة القصة" ورفعت كتفاي بلا مبالاة
تنهد قائلاً "هل تتذكرين ذلك المنزل الذي أخبرتك عنه أنه كان لنا يوماً ؟"

"أها اتذكر" قلت بينما أجلس بجانبه
"كنا جيرانًا منذ الصغر ولكن أبي قد توفته المنية وقتها هي من هونت عليّ الأمر وحينها اصبحنا أصدقاء نذهب الي المدرسة سوياً ونستذكر دروسناً سوياً"

سكت لبرهة ثم أكمل بنبرة مهزوزة "اليوم الذي قررت به أن أخبرها أنني أكنُ لها مشاعر كنا عائدين من المدرسة الي منزلي وعندما اوقفتها أمامه لكي أخبرها بدأ المنزل بالانهيار علينا وهي من قفزت فوقي لتحميني لا أعلم لمَ فعلت ذلك بينما أنا من عليه .. كانت أمي بالمنزل حينها بينما إخوتي لم يعدن من المدرسة بَعد عندما أخذونا نحن الثلاثة قد ماتت هي وأمي أما أنا فـعشت مع بعض الكسور" وضع رأسه بين كفيه وبكي في صمت

"تعال الي هنا" نزعت يديه عن وجهه لأضمه بين زراعاي "هما الآن بمكان أفضل" ثم ربتُ علي ظهره

فصل العناق بلطف ليسند رأسه علي قدماي وأغمض عينيه فقمت بملامسة شعره لأخفف عنه

رن هاتفه الموضوع علي المنضدة أمامنا ليعلن عن وصول رسالة ولكنه لم يُعري لها اهتمامًا ولكن بعد دقائق أزدادت عدد الرسائل التي توجهت له مما جعله يقلق فقام بأمساكه ليري ماذا يحدث

نظر بالهاتف قليلاً وقلب الرسائل الي الاعلي
حينها تغيرت ملامحه الي الصدمة

"علينا الذهاب من هنا والآن " وأسرع الي غرفته
ولكنني اتبعته إليها "ولمَ ذلك؟"

وأحضر حقيبة سفره من أسفل سريره ثم فتح خزينه ملابسه ليضعها بداخل الحقيبة
"مهلاً هل سنسافر إلي الخارج؟" سألته بعدم تصديق
"نعم وعليك أنتِ أيضاً حزم حقائبك"

"أجل بالطبع ولكن لما العَجَلة؟"
"ريسكا أنتِ تعلمين نوعيه عملي .. أحد المهمات التي ذهبناها سوياً هناك من تعاملت معه بشكل خاطئ وهو كشفني الآن لذا عليّ الهرب" ثم أغلق الحقيبة وجلس أمامي "ونظراً لأنكِ كنتِ معي علينا الهرب معاً وهذا ليس إذناً" ثم سحبني من يدي لخارج المنزل حتي وصلنا الي سيارته ليقوم بفتحها

"أنا لست أفهم لمَ لا تتناقش معه فقط وتحلون الأمر؟"
"هؤلاء عصابة ريسكا ولن يتفهموا سيقتلوننا فقط"
ثم ادخلني السيارة وهو فعل المثل وقاد

"ولكن ماذا عن عملي الجديد؟ أنا حتي لم أحضره الا يوماً واحداً!! وماذا عن نايل المسكين في المشفي بين الحياة والموت؟" علت نبرة صوتي لأن ضاق بي الأمر
"هلا هدأتي قليلاً؟"قال بينما ينظر للطريق عبر المرآة
"أعلم أن هذا غريبٌ عليكِ ولكن أمهليني فقط بعضة أيام لأتأكد أن كل شيء هادئ وسترجعين الي عملك وسيصبح كل شيء علي ما يرام ، ولكن ليس الآن
فأنا لن أتركك تضعين مني بعد أن اخيراً حصلت عليك" ثم وضع يده علي خاصتي
وأنا فقط صمت كل ما جاء برأسي 'هل اخطأتُ بشيء؟'

عندما وصلنا أمام منزلي راقب هو المكان من حوله ليتأكد أن لا يوجد أحد يراقبه وعندما دخلناه ذهبت الي غرفتي وبدأت في تجميع أغراضي داخل الحقيبة بينما ساعدني
رن هاتفي ليعلن عن متصل وكانت جينفر

"جينفر؟ كيف حال نايل؟؟"
" كنت خاطئة وكان الطبيب علي حق" وسكتت ابرهة "لقد مات نايل ، ريسكا مات وتركني"قالت بصوتٍ ضعيف عندها فقط شهقت ولاحظ زين ذلك
"يمكنك المجيء لرؤيته للمرة الأخيرة" أكملت باكية

"بالطبع سيأتي" قلت ثم أقفلت المكالمة
"لأين؟؟ وماذا حدث؟" سأل زين بتوتر

"أنه نايل لقد .. لقد مات" رديت بصوت مهزوز
"علينا أن نذهب قبل أي شيء" قلت ذاهبة لخارج الغرفة وهو اتبعني مُعترضاً

"ولكن ريسكا ليس لدينا وقت و .. "

قاطعه ظهور شخص ما من العدم يرتدي قناعًا اسوداً علي وجه مُمسكًا بيّ بيده اليسري ويده الأخري تحمل مسدسًا يوجه بجانب رأسي عندها حاول زين رفع سلاحه

ولكن هدده الرجل قائلاً "أمسكه وسأضع العديد من الطلقات بتلك الجميلة" فـرفع زين يده عن سلاحه
"أحسنت الآن ضعه بالأرض"

ففعل ما طلبه منه وحينها ظهر رجل غيره حاملاً سلاحه خلف زين ويضعه علي رأسه
أمسك زين يده ليلويها خلف ظهره ولكن ذلك الرجل المُمسك بيّ أطلق رصاصة علي قدمه ليسقط أرضاً
صرخت باسمه فقام بوضع قطعة قماش بيضاء علي انفه وفمه وذلك الرجل المُمسك بيّ فعل معي المثل
حاول كلانا المقاومة ولكن استلم زين لأستسلم أنا أيضاً بدوري










"ريسكا .. ريسكااا" سمعت صوتاً مألوفاً ينادي عليّ
حاولت فتح عيناي ولكن كان صعباً رأسي ثقيل وأشعر بالدوار "استيقظي أرجوكِ" قال ذلك الصوت مجدداً وعندما استوعبت أنه صوت زين فتحت عيناي علي مصرعيها مرتعبة

كنت جالسة علي الأرضية الخشبية وكانت يداي مربوطتا خلف ظهري وقدماي مربوطان ببعضهما بينما كان زين جالساً بنفس الشكل في نهاية الغرفة
واضعاً قدميه أمامه بسبب ألم قدمه التي دخلت بها الرصاصة وكانت تلك الغرفة مظلمة ينبعث منه ضوء البدر فقط

"أين نحن؟" سألته بفزع
"لقد أمسك بنا عصابة ذلك الرجل الذي أخبرتك عنه .. فقط اهديء"

"كيف بحق الجحيم أن اهديء بينما نحن مُختطفان!!"
"لأن لن ينفعك الزعر بموقف كهذا ، لذا اسمعيني أريد أن أخبرك بشيء عن ذلك الرجل" قال هامساً

"ماذا به؟"
"أنه ... " كاد أن يكمل جملته ولكن قاطعه فتح باب الغرفة لكي يدخل أحدهم ظهر ظله الذي يحمل قطاً

"لا لا زين هل كنت ستخبرها بدوني؟" سأله بصوته المبحوح واتضح أنني أعرفه أيضاً
"لوي!!" قلت غير مصدقة "كيف عثرت عليّ؟ وما علاقتك بزين؟" سألته حتي رأسي كاد أن ينفجر

ابتسم ببرود قائلاً "كيف عثرت عليكِ؟ اوه يا إلهي الم يخبرك زين بالأمر؟"
"دعنا وشئننا رجاءاً لوي"قالها زين بقلة حيلة

نهره لوي قائلاً "ششش اخرس أنت"
"اوه عزيزتي ريسكا الم تفتقدي إليّ؟ أعلم أن آخر بمقابلة لنا لم تكن حسنة ولكن علي أمل أن تكون تلك أحسن خصوصاً أنكِ أخذتي حقيبة المخدرات مع حقيبة المال خاصتي وهربتِ" قال بينما داعب فرو قطي

"ولكني أحضرت لك تلك الحقائب لمَ وبحق الجحيم لا تتركها؟" قالها زين بغضب
"قلت اخرس أنت" نهره للمرة الثانية

"أنا حقاً لا افهم شيئاً هنا" قلت بعدم تصديق
"دعيني أخبرك بعد أن هربتِ بكلا الحقيبتين بالطبع غضبت كثيراً بعد أيام وصلني معلومة أنكِ تخبئين بالبرازيل بعثتُ اثنين لكي يطاردوكِ توم وزين" ثم أشار علي زين

"ماذا قلت؟" سألته مُحدقة به
"اوه لا لا ، لا تنظرين إليّ هكذا .. بالطبع زين كان يعمل معي ، كيف تفسرين ظهوره بذلك اليوم الذي كنتِ تهربين فيه من توم؟ بالطبع أنا من وضعته بذلك الموضع لكي يتقرب منك ويأخذ منك المال والمخدرات ويجبرك علي المجيء إلىّ ، ولكن بالطبع هو أحمق لكي يقع بحبك ويهرب معك" وضع جبهته بين أطراف أصابعه دليلاً على حيرته
"ولكن أعلمي لا أحد يسرقني ويعيش" اكمل رافعاً سبابته "لا أحد" وابتسم ابتسامة صفراء

"ذلك القط لكِ صحيح؟ ما كان اسمه؟" ضيق عينيه مُمثلاً أنه يحاول تذكره "أها ريكسين بالطبع اختلاطاً باسمكما لذا .." أمسك برأس القط المسكين ليقوم بكسره ويخرج آخر مواء له

"لااا .."صرخت بما أتي لي من قوة "لمَ؟ هو لم يفعل شيء" سألته باكية
"لذا هذا سيكون مصيركما ولكن ستعذبان قليلاً قبلها كما تريان أنا لا أحبذ تعذيب الحيوانات" ثم ألقي به أرضاً "توم رجاءاً اتصل بـبول ليقم بعمله هنا" قال يأمر أحدهم بينما خرج واقفل الغرفة جيداً خلفه

حل الصمت لدقائق فيها شُلت حركتي ولساني عجز عن النطق ولكن عيناي محدقة بذلك القط المسكين الذي تعلقت به ولكن أخذته الحياة مني ولم أكف عن النحيب عليه للحظة

"ريسكا .. ريسكا أرجوكِ اسمعيني" نادي هو عليّ ولكن أردت أن أصم آذاني فقط عنه فـلم أُرد
"ريسكا أرجوكِ استمعي إليّ .. نعم كنت أعمل معه منذ البداية لكن اضطررتُ لذلك ولم يكن بيدي .. منزلنا كان منهاراً كما أخبرتك واصبحنا فقراء ولم أجد طريقاً سهلاً غيره"

"أرجوك اصمت" ترجته لا اريد أن اسمعه
" ولكن مشاعري لكِ كانت حقيقية وإني أحبك ريسكا اقسم لكِ"

"ولكنك خدعتني كذبت عليّ وكنتَ ستعطيني طُعماّ لذلك الوحش" صرخت بوجهه
"كنتُ وكان ذلك من ماضي ولذلك كنا سنهرب سوياً
أرجوكِ اتركيني أصلح الأمر"

"كيف واللعنة ستصلح الأمر ونحن عالقان هنا" صرخت بوجهه مرة أخري
"انا اعرف ذلك المكان لذا فقط خذي نفساً عميقاً وانظري ليّ" قمت بما قاله وهدأت قليلاً ظللت صامتة لدقائق ثم نظرت له بيأس لما اكتشفته عنه

وبدأ بالتحدث "خلفك يوجد عمود طويل ملئ بالمسامير قومي بالبحث عن أحدهم ولكن بسرعه"

قمت بالبحث بأحدي يداي الباردان عن ذلك المسمار كان ذلك صعباً نظراً لأنني لا أشعر بيدي أثر شدة ربط الحبال علي يداي ولكن بعد دقائق وجد أحدهم

"أها وجده" قلت عندما لامسته
"جيد اخرجيه ثم قومي بقطع الحبال به" اومأت له فـقمت بلفه الي اليسار حتي يخرج من مكان لم يخرج بسهولة ولكني فعلت بالنهاية

"لقد خرج"
"رائع اقطعِ الحبل"

أمسكته بيدي كاملاً حتي لا يسقط ثم قمت بحكه علي الحبال بسرعه فانقطع الأول وبعد دقائق انقطع الثاني دقائق أخري وانقطع الأخير لتأخذ يدي حريتها
انتقلت لذلك الحبل علي قدماي وفعلت المثل

عندما انتهيت أستندت بالحائط لكي استطيع الوقوف علي قدماي ثم ذهبت باتجاه زين وقمت بفك حبال يديه التي أخذت وقت بسبب شدتها ثم حبال قدميه

"أَعِنْيني علي الوقوف من فضلك" سأل بلطف فـاومأت له وقمت بوضع يده خلف عنقي وساعدته
نظر حوله باحثاً عن شيء ما وعندما وقعت عينيه علي النافذ بالاعلي ذات القضبان الحديدية
نظر علي الأرضية وبحث عن شيء أيضاً حتي وقعت عينيه علي قطعة حديدية مستطيلة الشكل ولكن رفيعة "هل تستطيعين فك مسامير بذلك الشيء؟" سأل مُشيراً برأسه علي القطعة المعدنية

"سأحاول"
"سأقوم بحملك فوق اكتافي بينما أنتِ تقومين بفك مسامير القضبان الحديدية حتي تهرب من خلالها"

"ولكن كيف ستقوم بحملي وقدمك مصابة؟"
"سأتحمل قومي أنتِ فقط بما أقوله لك" فـاومأت له ثم تركته يستند علي الحائط تحت النافذ أمسكت بالقطعة المعدنية وحينها نزل هو علي قدماه وضعت قدماي علي أكتافه لأجلس عليهما ثم بدأ بالوقوف علي أقدامه مجدداً ولكن ببطيء سمعت تأوهاته بسببه آلم قدمه ولكن تجاهلت الأمر حين وصلت إلي النافذة

وضعت القطعة المعدنية علي أول مسمار قابلته ثم قمت بلفه لليسار وكذلك الذي يليه والذي بعده
وعندما انتهيت تبقت تلك المسامير التي بأعلي النافذة ولكن كنت قصيرة علي أن أصل إليهم

"هل انتهيتِ؟"
"شبه انتهيت ، تبقت تلك المسامير التي بالاعلي ولكنني لا استطيع الوصول إليها"

"حسناً هذا جيد .. يمكنك الموقوف علي اكتافي بدلاً من الجلوس؟"
"ولكن هل أنتَ متأكد؟"

"نعم هيا قفِ"
"حسناً" وضعت القطعة المعدنية علي النافذة
أسندتُ يدي علي رأسه ثم رفعت قدمي اليسري لأوقفها علي كتفه كدت أن اقع ولكنه أمسك بيّ فـفعلت المثل بقدمي الأخري تأوه مجدداً

"أسفة ولكن تحمل لقد اقتربنا"
"حسناً لا عليك" فـبدأت بأول مسمار قابلته ولففته لليسار وكذلك الذي يليه والذي بعده ولكن الرابع بدا صدأً فكان صعب في الخروج من مكانه

"ريسكا اسرعي لقد اقترب بول من قدومه لنا"
"كيف عرفت؟"

"انا كنت اعمل معهم اتتذكرين؟"
تنهد قائلة "أو حسناً ولكن المسامر الأخير أنه صدأ"

"قومي بإطلاق كل طاقتك عليه إذًا"
وضعت القطعة المعدنية علي ذلك المسمار مسكت بها بكلا يداي وضغط عليها بكل طاقتي كما قال ليّ فقام أخيراً بالتحرك فحركته أكثر وأكثر ثم ابتسمت عندما أخرجته وألقيت بالقبضان أرضاً

"أخيراً لقد انتهيت" قلت بسعادة كبيرة
"جيد خلف النافذ سترين غابة تعرفينها اهربي أنتِ منها"

"ماذا؟ أهرب منها؟ .. انزلني" أمرته فقام بإنزالي
"ماذا تعني بأهرب أنا منها؟ ماذا عنك؟" سألته بينما نظرت بعينيه

"ريسكا مايكلسون"رفع رأسي للأعلي ثم وضع جبهته علي خاصتي مبتسماً ونظر بعيناي أيضاً "علي أحدهم أن يكون هنا ليتصدي لـبول وعلي الآخر الهرب وذلك سيكون أنتِ"
دمعت عيناي ثم قلت "ولكن لمَ لا نهرب سوياً قبل أن يأتي"

"لا سأعيقك ، بالفعل أنا أحببتك للحد الذي لا حد له
ولكن كانت هذه غلطتي .. كنت أنانياً لم يكن عليّ إقاعك في كل ذلك وصدقيني أنا لستُ نادماً علي حُبي لكِ .. لا اريد آذيتك عزيزتي لذلك أرجوكِ أهربي
أهربي وابدأي حياة جديدة باسم جديد وحبيب جديد .. أمضي قدماً بدوني." أغلقت عيناي وفمي لكي أمنع دموعي من السقوط وصرختي من الانطلاق

عندما سمعنا صوت أقدام أحدهم يقترب منا اترجفت خوفاً فقام زين برفعي مجدداً كاتماً صوته حتي لا يتأوه ويسمعنا
سمعنا أيضاً صوت مفتاحه يوضع بالباب وينفتح لذا أسرعت بدخول النافذة

"ماذا تفعلان أيها الوغدان" كان آخر شيء رأيته ذلك الرجل يدخل الغرفة لديه سلاحان داخل حِزامه وعندما رأينا شَهَر أحد أسلحته ليوجهه أمام زين
أما أنا فقد سقطت من النافذ علي الأرض

المكان يعمه الظلام وحين لمحت أشجار الغابة والغصون الواقعة أرضاً دخلت عبرها حتي لا يلحقني أحدهم ظللت أجري واجري بين تلك الأشجار
ولكن سمعت اول طلقة رصاص حينها تجمدت مكاني شعرت وكأنها أصابت قلبي وعندما سمعت الأخري أحسست أنها أصابت رأسي فوقعت علي أقدامي وعيناي مليئة بالدموع لا أعلم الي أين أذهب أو ماذا افعل ..

أحياناً نظنُ أن الحياة قد تسير حسب ما خططنا له
لكنها لا تفعل لأنها ترسل احادثها الحادة لتقطع شُرياناً بالكاد يُخيط
عشتُ حياة مليئة بالمصاعب خائفة أن تُعطيني كفاً علي وجهي أخسر أسناني وحينها اخسر ابتسامتي
عشتُ حياتي خائفة من إظهار مشاعري لأن إن ظهرت هالت عليّ الكوارث من هُنا وهُناك
إني جبانةٌ عشتُ حياتي أهرب من البشر ومن مشاعري ومشاكلي وحتي مَخاوفي ولكن هل سأظل أهرب هكذا للأبد ؟