الفصل الرابع عشر (١/٢)
**أطول شابتر في تاريخ الرواية حتى الآن🎉**
بسم الله الرحمن الرحيم. 🗻🎀
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
مع أول ظهورٍ لخيطٍ من الشمس، تقوم من مضجعها وتفكر عينيها بسرعةٍ وتأتي بالجرس النحاسي الكبير، تسير نحو غرفةٍ من غرف الخدم، وتفتح الباب بعنفٍ وتزاحم سكون الغرفة بقرع الجرس مراتٍ عديدةٍ حتى يستفيق كل من بالغرفة،
هي ليست غرفة بالمعنى الحرفي، بل بهوٌ عظيم، به مائة سرير، جميعهم للخادمات في القصر، ويوازيه بهوٌ آخر للحرس والعاملين في القصر من الذكور.
لم تعتد بعد على ضوضاء قرع الأجراس بهذه الهمجية، فتستفيق بذعرٍ وتفتح أعينها بسرعةٍ وتشهق عاليًا قبل أن يعود لها الإدراك مرة أخرى أنها ليست في البيت.
"هيا فليستيقظ الجميع الآن!" صاحت السيدة ألفٌ وواحد.
أبعد جميع من بالغرفة الغطاء عنهم وبدأوا يقومون مسرعين ليباشروا أعمالهم.
أبعدت الغطاء بدورها والأمل يملأ رئتيها وكل خلية من خلايا جسدها، تتنفس السعادة، وتكاد تستشعر ملمس كل فرد من أفراد عائلتها.
إطمأنت على الأيارات وقفزت من السرير، تود لو تصارع الطرقات لتصل لعائلتها بأسرع وقت.
"صباح الخير مادلين." حيت صديقتها الجديدة لتبتسم لها "صباح الخير ڤينيس."
نظرت ڤينيس حولها لعلها تجد سوزان حتى تلقي عليها التحية، "مادي، أين سوزان؟" فإلتفتت مادلين حولها وإقتربت من ڤينيس هامسةً "لم أرها منذ غروب أمس."
***
ذهبت ڤينيس للسيدة مارجريت لتطمئن على الإتفاق الصغير، وذهبت من بعدها للسيدة خمسمائة وثلاثين.
"هاكِ ثلاثون أيارًا، وهاك ورقة بالمستلزمات، عودي قبل منتصف الليل." أمرت السيدة بحدة، وانصرفت من بعدها ڤينيس ببهجة غير طبيعية أثارت ربية السيدة خمسمائة وثلاثون.
صعدت على العربة وبيدها حقيبة الأيارتِ.. فكرت لعدة ثوانٍ وقررت أن تذهب للتبضع.. عسى أن يتبقى أيار أو أكثر فينتفع به أفراد عائلتها.
وبالفعل بدأت جولتها ووفرت عشرة أياراتٍ بصعوبة بالغة، ليصبح المبلغ الحالي الذي وفرته خمسة وعشرون أيارًا.
فنظرت للسائق وأخبرته بعنوان المنزل القديم، وتحرك حسب كلامها بعد أن ختمت حديثها بأن ذلك أمر من السيدة مارجريت ويمكنه سؤالها.
وحين إقترب من القرية، سرى شعورٌ غريبٌ بكيانها..
ستعود لقريتها بعد غياب أربعة أيام تبدل حالها فيهم، وعادت إليهم موشومةٌ وبرداء الخدم..
منذ يومين لم تكن ترغب في العودة لقريتها بحُلتها تلك، ولكن الآن الأمر مختلف.
حاولت تبديد الأفكار، وهي تستنشق الهواء بعنف وابتسمت وهي تخبر السائق "أسرِع قليلًا."
حتى توقف أمام المنزل، فنزلت من العربة وهي تؤمنه على المستلزمات.
فهرولت نحو المنزل هرولة تشبه الجري، وقرعت الباب بطريقة مميزةٍ ففتحت لها شاروليت.
ولا توجد كلمات تعبر عن حرارة اللقاء، دموع شاروليت الساخنة إستقرت على كتف ڤينيس، وأذرع شاروليت تحيط بڤينيس بشدة وكأنها تأبي أن تتركها تذهب مجددًا.
همست ڤينيس من وسط العناق "إشتقت لكِ."
فشدت شاروليت على يدها أكثر مقربة ڤينيس أكثر فأكثر وقالت "لست الأقل شوقًا."
ولم يكن لينفك عناقهما إلا بصوت السيدة ريمونا "من هناك؟"
فهرولت ڤينيس نحو والدتها و لم يكن العناق أقل حرارة..
لم تعاتبها والدتها، ولم تتجرأ أن تفعل ڤينيس هذا، فقط انصهرت مشاعرهما سويًا.
وثم تركت والدتها وإتجهت نحو الغرفة لترى والدها، متناسيةً تمامًا الصفعات والإهانات والبيعة.
اللقاء من بعد الغياب يمحو كل الأسئلة، ويُذهب كل الأفكار، وما يبقى سوى الرغبة في الإبقاء على الشخص، وكأنما اللقاء يسفه كل الخصومات والخلافات..
"لا يجب أن نخبرها بما فعله كريستوفر.." همست شاروليت لأمها، وأخبرتها أن تُعلم والدها بهذا.
***
في غرفة المعيشة يلتفون سويًا حول ڤينيس، العائدة بعد الغياب.
"أبي، أخبرني كم ديونك؟" سألت ڤينيس بهدوءِ فوجه رأسه للأسفل وأجاب "مائة وخمسون أيارًا."
ففتحت أعينها بذعرٍ ولكنها تمالكت نفسها وسألته "وكم المهلة؟" بعد أن تلقت صدمة الديون، فأجابها "شهر."
فأومأت مخرجةً حقيبتها وبدأت بعد الأيارات وحاولت التفكير قليلًا حتى قاطع أفكارها صوت شاروليت "كيف أتيت؟ أليس من المفترض أن يوم العطلة واحد في الشهر؟ والمرتب في آخر الشهر؟"
"الأمير لويس أصدر قرارًا بأن باقي الأيارات لي، كمكافأة لي بعد أن إقتصدت في مصاريف المشتروات." بررت وبدأت بعد الأياراتِ واحدًا تلو الآخر مجددًا أمام والدها وجمعتهم وأعطتهم لوالدها قائلةً "خمسة وعشرون أيارًا،" واستكملت "انتظر بضعة أيامٍ حتى أستلم مرتبي المكون من خمسة عشر أيارًا."
ولكن السيدة ريمونا إعترضت "هذا معناه أنه بالأخير سيكون معنا أربعون أيارًا فقط."
فنظرت لوالدتها وفكرت قليلًا "إن إستطعت أن أوفر عشرة أيارتٍ سنمتلك خمسين أيارًا، مما يعني أنه يمكن أن نسدد الديون على ثلاثة أشهر؟"
فأوما الجميع وأردفت "المهم ألا تسددوا الديون دفعة واحدة، بعد كل يومان أو ثلاثة سددوا خمسة أيارتٍ، أوهموا الدائن أننا نمتلك أضعاف ما ننفقه حتى لا يتعنت." و إستكملت "وأعد أني سأحاول توفير كل أيار."
وقفزت فكرةٌ لخيالها وقالت بحماسٍ "شاروليت، في كل يومٍ انتظريني في السوق الحرة، الساعة السادسة مساءًا فلربما وفرت بضعة أيارتٍ وتأخرت زيارتي." ونظرت لهما واستكملت "والآن إلى لقاءٍ قريبٍ.." وصمتت قليلًا وتجمعت الدموع في أعينها وأكملت "آمل هذا.."
"لماذا كل هذا؟" حدثت السيدة ريمونا ابنتها، فنظرت لها، تلك المناقشة كانت قادمةٌ لا محالة.
"لماذا ماذا يا أمي؟" سألت بعد أن مسحت دموع عينها لتجيب بقلة حيلةٍ "لماذا ذهبتِ للخدمة في القصر؟ أتعجبك هيئتك تلك كخادمة؟"
فتنفست ڤينيس بعمقٍ بينما إرتفع صوت شاروليت "أمي..!"
"أمي أنا لم أُخطئ بشيء." تحدثت بثباتٍ بينما توسعت عيون السيدة ريمونا "أنا أعمل خادمة لكني حرة، لست مقيدة بهذا اللعين الذي أتى لي من الجحيم حتى أترك حياتي، ذهبت حرةً لأسدد ديون أبي دون أن أسأل عن ماهية تلك الديون وكميتها، ذهبت فقط لأنقذ أبي وأنقذ حياتي."
أنهت حديثها ووجدت والدها يذرف بعض الدموع، فإتجهت له وأخبرته "لا تحزن يا أبي، سأبذل ما بوسعي لإسعادك، أنا أعدك." وعانقته، وعانقت أمها كذلك التي بررت "أنا لم أقصد إهانتك، ولكني أود أن أراكِ تعيشين حياة من هم بمثل سنك."
فتبسمت ڤينيس وقالت "أنا راضية تمامًا."
وودعت شاروليت أخيرًا التي بدت وكأنما غرقت في بركة من دموعها وعانقتها.
وخرجت من المنزل مسرعةً وذهبت للعربة لئلا ينجلي منتصف الليل فتجازى.
وعادت للقصر، وأكملت المتبقي من عملها حسب تعليمات خمسمائة وثلاثون..
***
اليوم التالي،
إستيقظت على هرج و مرج شديد في القصر، قبل أن تشرق الشمس حتى، فاستقامت من السرير وهرولت صوب إحدى الخادمات فسألتها "ماذا هناك؟"
"تم تعجيل حفلة الملك لتصبح بعد ثلاثة أيام." أجابتها ثم تركها وأكملت عملها بسرعة، ثم صدح صوت السيدة خمسمائة وثلاثون قائلةً "ألف وثمانمائة واثنا عشر!"
فهرعت نحوها وقالت "بالخدمةِ سيدتي."
"انظرِ، الحفل سيصبح بعد ثلاثة أيام، وهنالك خادمان في عطلتهما حاليًا،" بدأت حديثها وهي تقرأ معالم وجه ڤينيس ثم استكملت "مما يعني أنك ستقومين بعملها من الآن وصاعدًا."
فصمتت ڤينيس لعدة ثوانٍ لتفكر.. ألم تقل في عطلة؟ إذا لماذا ستقوم بأعمالهما من الآن وصاعدًا؟ ولماذا سوزان متغيبةٌ لليوم التالي على التوالي؟
"حسنًا..؟" أجابت بهيئة سؤالٍ لتقول السيدة "هاكِ مائة أيار، و تلك قائمة بالمستلزمات، والعودة قبل الساعة التاسعة مساءًا."
أغمضت عينيها بشدةٍ وتنفست بقوة، لديها مهمة كبيرة اليوم..
فكرت لو أنها وفرت على الأقل عشرة أيارتٍ و لكن ورقة المستلزمات كادت أن تفقع عينيها.
حركت بصرها سريعًا لتجد أرقامًا غير طبيعية..
"خمسون رطل أزرٍ و عشرة أرطال بازلاء؟" قرأتها بإستنكارٍ شديد لتجيبها السيدة خمسمائة وثلاثون بنظرات عينها الوقحة قبل شفتيها "ماذا؟" بنبرة تحدٍ صريحة.
فتحمحمت ڤينيس وبدأت بالتبرير "ولكن سيدتي؛ رطل الأرز وحده بأيارين، كيف لي أن آتي بعشرة أرطال بازلاء أيضًا؟"
فعلت نبرة صوت السيدة، وضمت يديها إلى صدرها بحزمٍ وقالت "هكذا إذًا؟ أتعترضين على أوامر الملك؟"
فإلتفت بعض الحراس والخدم إليها فبررت بتلجلجٍ "لا لا! بالطبع لا." وبدأت بسحب جسدها لخارج القصر بسرعة.
ولتتبقى السيدة ثلاثون وهي تنظر للأيارت التي إغتصبتها من الخادمة المسكينة، قد رآها حارسان وخادمة، ولكن القاعدة الأولى هنا في القصر هى 'لا أرى، لا أسمع، لا أتكلم.'.. أي عبث هُنا قد يجعلك تفقد حياتك، الوضع جنوني.
***********************************
الجزء التاني من الفصل الرابع عشر هنزله النهاردة ان شاء الله
هيبقى حوالي ١٥٠٠ كلمة، و ده حوالي ١٢٠٠ كلمة فا عشان ميبقاش كبير و تنسوا التفاصيل المهمة💞
تفاعل عشان الجزء الاهم ينزل💞
الله يسعدكو💙💙
بسم الله الرحمن الرحيم. 🗻🎀
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
مع أول ظهورٍ لخيطٍ من الشمس، تقوم من مضجعها وتفكر عينيها بسرعةٍ وتأتي بالجرس النحاسي الكبير، تسير نحو غرفةٍ من غرف الخدم، وتفتح الباب بعنفٍ وتزاحم سكون الغرفة بقرع الجرس مراتٍ عديدةٍ حتى يستفيق كل من بالغرفة،
هي ليست غرفة بالمعنى الحرفي، بل بهوٌ عظيم، به مائة سرير، جميعهم للخادمات في القصر، ويوازيه بهوٌ آخر للحرس والعاملين في القصر من الذكور.
لم تعتد بعد على ضوضاء قرع الأجراس بهذه الهمجية، فتستفيق بذعرٍ وتفتح أعينها بسرعةٍ وتشهق عاليًا قبل أن يعود لها الإدراك مرة أخرى أنها ليست في البيت.
"هيا فليستيقظ الجميع الآن!" صاحت السيدة ألفٌ وواحد.
أبعد جميع من بالغرفة الغطاء عنهم وبدأوا يقومون مسرعين ليباشروا أعمالهم.
أبعدت الغطاء بدورها والأمل يملأ رئتيها وكل خلية من خلايا جسدها، تتنفس السعادة، وتكاد تستشعر ملمس كل فرد من أفراد عائلتها.
إطمأنت على الأيارات وقفزت من السرير، تود لو تصارع الطرقات لتصل لعائلتها بأسرع وقت.
"صباح الخير مادلين." حيت صديقتها الجديدة لتبتسم لها "صباح الخير ڤينيس."
نظرت ڤينيس حولها لعلها تجد سوزان حتى تلقي عليها التحية، "مادي، أين سوزان؟" فإلتفتت مادلين حولها وإقتربت من ڤينيس هامسةً "لم أرها منذ غروب أمس."
***
ذهبت ڤينيس للسيدة مارجريت لتطمئن على الإتفاق الصغير، وذهبت من بعدها للسيدة خمسمائة وثلاثين.
"هاكِ ثلاثون أيارًا، وهاك ورقة بالمستلزمات، عودي قبل منتصف الليل." أمرت السيدة بحدة، وانصرفت من بعدها ڤينيس ببهجة غير طبيعية أثارت ربية السيدة خمسمائة وثلاثون.
صعدت على العربة وبيدها حقيبة الأيارتِ.. فكرت لعدة ثوانٍ وقررت أن تذهب للتبضع.. عسى أن يتبقى أيار أو أكثر فينتفع به أفراد عائلتها.
وبالفعل بدأت جولتها ووفرت عشرة أياراتٍ بصعوبة بالغة، ليصبح المبلغ الحالي الذي وفرته خمسة وعشرون أيارًا.
فنظرت للسائق وأخبرته بعنوان المنزل القديم، وتحرك حسب كلامها بعد أن ختمت حديثها بأن ذلك أمر من السيدة مارجريت ويمكنه سؤالها.
وحين إقترب من القرية، سرى شعورٌ غريبٌ بكيانها..
ستعود لقريتها بعد غياب أربعة أيام تبدل حالها فيهم، وعادت إليهم موشومةٌ وبرداء الخدم..
منذ يومين لم تكن ترغب في العودة لقريتها بحُلتها تلك، ولكن الآن الأمر مختلف.
حاولت تبديد الأفكار، وهي تستنشق الهواء بعنف وابتسمت وهي تخبر السائق "أسرِع قليلًا."
حتى توقف أمام المنزل، فنزلت من العربة وهي تؤمنه على المستلزمات.
فهرولت نحو المنزل هرولة تشبه الجري، وقرعت الباب بطريقة مميزةٍ ففتحت لها شاروليت.
ولا توجد كلمات تعبر عن حرارة اللقاء، دموع شاروليت الساخنة إستقرت على كتف ڤينيس، وأذرع شاروليت تحيط بڤينيس بشدة وكأنها تأبي أن تتركها تذهب مجددًا.
همست ڤينيس من وسط العناق "إشتقت لكِ."
فشدت شاروليت على يدها أكثر مقربة ڤينيس أكثر فأكثر وقالت "لست الأقل شوقًا."
ولم يكن لينفك عناقهما إلا بصوت السيدة ريمونا "من هناك؟"
فهرولت ڤينيس نحو والدتها و لم يكن العناق أقل حرارة..
لم تعاتبها والدتها، ولم تتجرأ أن تفعل ڤينيس هذا، فقط انصهرت مشاعرهما سويًا.
وثم تركت والدتها وإتجهت نحو الغرفة لترى والدها، متناسيةً تمامًا الصفعات والإهانات والبيعة.
اللقاء من بعد الغياب يمحو كل الأسئلة، ويُذهب كل الأفكار، وما يبقى سوى الرغبة في الإبقاء على الشخص، وكأنما اللقاء يسفه كل الخصومات والخلافات..
"لا يجب أن نخبرها بما فعله كريستوفر.." همست شاروليت لأمها، وأخبرتها أن تُعلم والدها بهذا.
***
في غرفة المعيشة يلتفون سويًا حول ڤينيس، العائدة بعد الغياب.
"أبي، أخبرني كم ديونك؟" سألت ڤينيس بهدوءِ فوجه رأسه للأسفل وأجاب "مائة وخمسون أيارًا."
ففتحت أعينها بذعرٍ ولكنها تمالكت نفسها وسألته "وكم المهلة؟" بعد أن تلقت صدمة الديون، فأجابها "شهر."
فأومأت مخرجةً حقيبتها وبدأت بعد الأيارات وحاولت التفكير قليلًا حتى قاطع أفكارها صوت شاروليت "كيف أتيت؟ أليس من المفترض أن يوم العطلة واحد في الشهر؟ والمرتب في آخر الشهر؟"
"الأمير لويس أصدر قرارًا بأن باقي الأيارات لي، كمكافأة لي بعد أن إقتصدت في مصاريف المشتروات." بررت وبدأت بعد الأياراتِ واحدًا تلو الآخر مجددًا أمام والدها وجمعتهم وأعطتهم لوالدها قائلةً "خمسة وعشرون أيارًا،" واستكملت "انتظر بضعة أيامٍ حتى أستلم مرتبي المكون من خمسة عشر أيارًا."
ولكن السيدة ريمونا إعترضت "هذا معناه أنه بالأخير سيكون معنا أربعون أيارًا فقط."
فنظرت لوالدتها وفكرت قليلًا "إن إستطعت أن أوفر عشرة أيارتٍ سنمتلك خمسين أيارًا، مما يعني أنه يمكن أن نسدد الديون على ثلاثة أشهر؟"
فأوما الجميع وأردفت "المهم ألا تسددوا الديون دفعة واحدة، بعد كل يومان أو ثلاثة سددوا خمسة أيارتٍ، أوهموا الدائن أننا نمتلك أضعاف ما ننفقه حتى لا يتعنت." و إستكملت "وأعد أني سأحاول توفير كل أيار."
وقفزت فكرةٌ لخيالها وقالت بحماسٍ "شاروليت، في كل يومٍ انتظريني في السوق الحرة، الساعة السادسة مساءًا فلربما وفرت بضعة أيارتٍ وتأخرت زيارتي." ونظرت لهما واستكملت "والآن إلى لقاءٍ قريبٍ.." وصمتت قليلًا وتجمعت الدموع في أعينها وأكملت "آمل هذا.."
"لماذا كل هذا؟" حدثت السيدة ريمونا ابنتها، فنظرت لها، تلك المناقشة كانت قادمةٌ لا محالة.
"لماذا ماذا يا أمي؟" سألت بعد أن مسحت دموع عينها لتجيب بقلة حيلةٍ "لماذا ذهبتِ للخدمة في القصر؟ أتعجبك هيئتك تلك كخادمة؟"
فتنفست ڤينيس بعمقٍ بينما إرتفع صوت شاروليت "أمي..!"
"أمي أنا لم أُخطئ بشيء." تحدثت بثباتٍ بينما توسعت عيون السيدة ريمونا "أنا أعمل خادمة لكني حرة، لست مقيدة بهذا اللعين الذي أتى لي من الجحيم حتى أترك حياتي، ذهبت حرةً لأسدد ديون أبي دون أن أسأل عن ماهية تلك الديون وكميتها، ذهبت فقط لأنقذ أبي وأنقذ حياتي."
أنهت حديثها ووجدت والدها يذرف بعض الدموع، فإتجهت له وأخبرته "لا تحزن يا أبي، سأبذل ما بوسعي لإسعادك، أنا أعدك." وعانقته، وعانقت أمها كذلك التي بررت "أنا لم أقصد إهانتك، ولكني أود أن أراكِ تعيشين حياة من هم بمثل سنك."
فتبسمت ڤينيس وقالت "أنا راضية تمامًا."
وودعت شاروليت أخيرًا التي بدت وكأنما غرقت في بركة من دموعها وعانقتها.
وخرجت من المنزل مسرعةً وذهبت للعربة لئلا ينجلي منتصف الليل فتجازى.
وعادت للقصر، وأكملت المتبقي من عملها حسب تعليمات خمسمائة وثلاثون..
***
اليوم التالي،
إستيقظت على هرج و مرج شديد في القصر، قبل أن تشرق الشمس حتى، فاستقامت من السرير وهرولت صوب إحدى الخادمات فسألتها "ماذا هناك؟"
"تم تعجيل حفلة الملك لتصبح بعد ثلاثة أيام." أجابتها ثم تركها وأكملت عملها بسرعة، ثم صدح صوت السيدة خمسمائة وثلاثون قائلةً "ألف وثمانمائة واثنا عشر!"
فهرعت نحوها وقالت "بالخدمةِ سيدتي."
"انظرِ، الحفل سيصبح بعد ثلاثة أيام، وهنالك خادمان في عطلتهما حاليًا،" بدأت حديثها وهي تقرأ معالم وجه ڤينيس ثم استكملت "مما يعني أنك ستقومين بعملها من الآن وصاعدًا."
فصمتت ڤينيس لعدة ثوانٍ لتفكر.. ألم تقل في عطلة؟ إذا لماذا ستقوم بأعمالهما من الآن وصاعدًا؟ ولماذا سوزان متغيبةٌ لليوم التالي على التوالي؟
"حسنًا..؟" أجابت بهيئة سؤالٍ لتقول السيدة "هاكِ مائة أيار، و تلك قائمة بالمستلزمات، والعودة قبل الساعة التاسعة مساءًا."
أغمضت عينيها بشدةٍ وتنفست بقوة، لديها مهمة كبيرة اليوم..
فكرت لو أنها وفرت على الأقل عشرة أيارتٍ و لكن ورقة المستلزمات كادت أن تفقع عينيها.
حركت بصرها سريعًا لتجد أرقامًا غير طبيعية..
"خمسون رطل أزرٍ و عشرة أرطال بازلاء؟" قرأتها بإستنكارٍ شديد لتجيبها السيدة خمسمائة وثلاثون بنظرات عينها الوقحة قبل شفتيها "ماذا؟" بنبرة تحدٍ صريحة.
فتحمحمت ڤينيس وبدأت بالتبرير "ولكن سيدتي؛ رطل الأرز وحده بأيارين، كيف لي أن آتي بعشرة أرطال بازلاء أيضًا؟"
فعلت نبرة صوت السيدة، وضمت يديها إلى صدرها بحزمٍ وقالت "هكذا إذًا؟ أتعترضين على أوامر الملك؟"
فإلتفت بعض الحراس والخدم إليها فبررت بتلجلجٍ "لا لا! بالطبع لا." وبدأت بسحب جسدها لخارج القصر بسرعة.
ولتتبقى السيدة ثلاثون وهي تنظر للأيارت التي إغتصبتها من الخادمة المسكينة، قد رآها حارسان وخادمة، ولكن القاعدة الأولى هنا في القصر هى 'لا أرى، لا أسمع، لا أتكلم.'.. أي عبث هُنا قد يجعلك تفقد حياتك، الوضع جنوني.
***********************************
الجزء التاني من الفصل الرابع عشر هنزله النهاردة ان شاء الله
هيبقى حوالي ١٥٠٠ كلمة، و ده حوالي ١٢٠٠ كلمة فا عشان ميبقاش كبير و تنسوا التفاصيل المهمة💞
تفاعل عشان الجزء الاهم ينزل💞
الله يسعدكو💙💙
Коментарі