الفصل الخامس عشر.
بسم الله الرحمن الرحيم. 🎇🎈
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
كل ما يشغل بالها الآن هو الهرب، حاولت الجري مجددًا نحو الباب ولكن مخالب ذلك الكائن مثبتة بكتفها بإحكام،
وإلتف ليقف أمام باب المبنى ليمنع خروجها ويواجهها أخيرًا.
نبضات قلبها في تزايد غير طبيعي، وما لبثت حتى شعرت أن قلبها توقف عن النبض، وأن الأكسجين ضل طريقه لرئتيها من هول المشهد.
رأت شيئًا غريبًا.. بطول مترين ونصف ماثلٌ أمامها،
مليءٌ بالفراء الأسود من رأسه حتى أخمص قدميه.
يملأ يديه فراءٌ أسود قاتم ولا يوجد لديه أصابع بشرية، لديه مخالب ذئب أو ثعلب عظيم.
وجهه شبه بشري ولكن.. مشوه..
وعيناه حمراء مشتعلة، ولكن بصعوبة تستطيع ملاحظة لون أزرق يتخلل المُقل.
يغطي جسده أقمشة غير متناسقة، وبعض منها ممزق،
وصرخة جبارة خرجت من فمه كادت أن تصم أذنيها بينما أبعد يسراه بيمينه عن كتفها بصعوبةٍ هائلةٍ وكأنما يحارب نفسه "اهربي."
نظرت للباب الذي خلفه، ونظرت لمخالبه وقررت أنها لن تستطيع المواجهة.
فاستخدمت جميع قواها لتبدأ بالجري متناسية جرح كتفها، ترى توهجات غريبة تأتي من الدور العلوي للمبنى، تخاف من مواجهة الكائن الغريب هذا ولا تدري ماذا يحتمل أن تكون تلك التوهجات؟
لم تستغرق وقتًا في التفكير وبدأت بالجري على السلم المتكسر بأسرع ما لديها، رأت وكأنما هنالك أشباحٌ تتطاير في المكان، متوهجة كما النيران، ترتفع عن الأرض بمترٍ على الأقل، ولكنها لم يحدث أن إقتربت من ڤينيس، وكلما صعدت درجة من السلم كلما إزدادت الحرارة، ولكن جسدها تملكه الصقيع من فرط الذعر.
وما لبثت أن صعدت السلم حتى سمعت صرخة أخرى تخرج من فم الكائن وتستقر بأسماعها لتستحوذ على جميع حواسها ويجعلها تتسمر في الأرض لثوانٍ.
دبيب أقدام الكائن يعلو، يعلو ويتجه نحوها، يكاد قلبها ينخلع من قفصها الصدري إثر تسارع ضرباته، تتنهد عاليًا بينما تهرع عيناها في المكان حولها وتحاول التفكير.
ولكن ما هذا أيضًا؟
تلك الأشباح يجن جنونها مع كل خطوة يخطوها ذلك الكائن، تتطاير بسرعة أكبر وتتصادم بعضها ببعض، وبالأخير تصدر صرخات ضعيفة، ولكنها تصبح أقوى مع التكرار، حتى كادت تصم أذني ڤينيس، فصرخت هي في المقابل.
الوحش من خلفها والأشباح من أمامها، وترى مشهد لقائها مع عائلتها، ثم تذكرت لقاء كريستوفر الأخير، تهطل الدموع من عينيها بغزارةٍ ويزداد إرتعاش جسدها،
فأمسكت برأسها بعنف وبدأت بالجري حتى وصلت لمفترق طرق، الكائن ما زال يطاردها والأشباح تطارد الكائن، وتوجد أمامها الآن غرفة تستطيع أن تحتمي بها، ولكن..
الوحش قد صعد أخيرًا للدور العلوي، ورآها.
نظرت له بطرفِ عينيها رغم أن الرؤية مشوشةٌ إثر الدموع، ثم قررت الجري بأسرع ما يمكنها،
تجري بسرعةٍ والوحش يجري أسرع..
وسقطة مدوية أوجعت جسدها وأفقدتها الرؤية لثوانٍ إثر التصادم، إستقرت بساقها اليسرى مخالبه وفتح فمه ليظهر أسنانًا بدت وكأنها سيوفٌ مدججة، وكاد ليفتك بها في غضون ثوانٍ ولكن الأشباح كانوا يحاوطونه فإبتعد عنها قهرًا، لم تكلف نفسها بالتفكير لثانية أو مثيلتها وبدأت بالزحف حتى دخلت الغرفة، وأغلقت الباب خلفها، وبدأت بالإستناد على الباب لتسطيع الوقوف وإغلاق الباب بالمفتاح.
الأدرينالين يُضخ في عروقها حتى أنه أفقدها الإحساس بأطرافها المصابة بمخالب الوحش، تتنفس بسرعةً وتمسك بطرف ردائها وتمسح به سيول الدموع وتجحظ عينيها محاولةً إستكشاف الغرفة من حولها لكن الوضع كان صعب جدًا، الغرفة شبه معتمة بالكامل.
وجدت سريرًا مهترئًا وخزانةً عتيقةً، ثم عاودت النظر لشلالات الدماء المتفجرة من ساقها إثر مخالب ذلك الشيئ، تنهدات عالية صدرت منها ريثما قررت التحامل على نفسها،
بدأت تتقدم نحو السرير وبدأت بجره نحو الباب متفادية الجروح وصرخات الكائن الغريب، نظرت للخزانة وقد قررت إستنفاذ قواها الأخيرة في جرها لتكون خلف السرير، وبعد كل دفعة ومثيلتها ترتعش قدماها وتسقط، وترتعش أذرعها لترتطم رأسها بالخزانة وتسقط أيضًا، ولكن لا يمكنها التخاذل في هذا الموقف، فإما أن تتحامل على نفسها، وإما أن لحمها سيعلق بأنياب الوحش الفتاكة.
وبعد أن أعادت ترتيب الغرفة بعشوائية، فتحت الخزانة ودخلت لتجلس بداخلها، ثم كادت أن تغلق الباب لولا تركت مساحة بسيطة للتنفس، ولربما الهروب في الوقت المناسب.
أسندت ظهرها لجدار الخزانة، وضمت قدميها لجسدها وأحاطت يداها بقدميها، كل جسدها يرتجف بشدة، والصقيع أبى أن يترك كيانها، تهرب شهقاتٌ من فمها بينما تحاول تهدئة نفسها قدر المستطاع حتى تسترق السمع للخارج،
تارةً تسمع صرخات الوحش هذا فترتجف وتصرخ بفزعٍ بينما تكتم صوتها بيديها،
ويزداد سيل الدموع بلا إراديةٍ منها ولا تحكم، وتارةً لا تسمع إلا السكون، وتارةً أخرى تسمع أصوات غير بشرية، مزعجة وتردداتها عالية للغالية، وحتى بالأخير إستمعت لتنهدات الوحش وكأنما يبكي..
تحاول قدر المستطاع البقاء مستيقظة بأي شكل، تحاول الإلتفات من حولها وتحريك أصابع يديها ورأسها، ظنت أن هذه فرصتها الوحيدة للبقاء على قيد الحياة، فقدت كمية كبيرة من الدماء، وبذلت مجهودًا جبارًا في تلك المعركة البدنية والعصبية لا مثيل له.
رائحة الدماء تفوح في الخزانة، وبدأت تستشعر الألم بعد أن إنخفض منسوب الأدرينالين السابح في عقلها، تشعر بالخمول، وتحاول مقاومته،
ولكن ما مرت من ساعة وبضع دقائق، حتى أُغلقت جفون أعينها، وهدأت أنفاسها واستقرت حرارة جسدها، وغفت.
***
بعد اثني عشرة ساعة،
بدأ بفتح عينيه بصعوبةٍ فوجد نفسه مُلقى على سلالم المبنى مع المزيد من الكدمات والخدوش الغائرة، بدأت عيناه بذرف الدموع كما العادة، ولكن كل ما يشغل تفكيره هذه المرة هي ڤينيس.
بدأ بالإستناد على الدرج وبدأ السير بعرجٍ ليتوجه ناحية الغرفة المعهودة، توقف أمامها وكاد ليطرق الباب ولكنه تَخوف من ردة فعلها..
حاول فتح الباب بهدوءٍ ولكنه لم يُفتح، بدأ بدفعه ولكنه كان أضعف من تلك الأوزان.
فكر لثوانٍ ونظر للباب ليرى أن الباب مغلقٌ بالفعل بالمفتاح، فرفع ساقه اليسرى وسددها بسرعةٍ لأضعف جزءٍ في الباب، لينكسر على الفور، وبدأ بكسر أجزاء من الباب تكفي فقط لدخوله.
دخل من بين ثنايا كسور الباب وهبط على السرير، ثم نزل منه وتوجه للخزانة، التي تم توجيهها عكس الباب،
فتح الخزانة ليراها مستكينةً نائمة، تحيط بساقها المصابة، غارقةً في دماء ساقها وكتفها، وردائها الأبيض الناصع قد تحولت أجزاءٌ منه لللون الأحمر الدامي، ويبدو أنها منهكةٌ للحد الذي لا يجعلها تستفيق من ضوضاء ككسر الباب مثلًا..
هربت دمعة من عينه بينما تركها وذهب ليعيد ترتيب الغرفة، ساحبًا السرير لأقصى الزاوية، ثم عاد لڤينيس وبدأ برفعها عن أرضية الخزانة، وإتجه بها ليضعها على السرير، وخرج مسرعًا ليحضر أقمشة ليطهر الجرح ويربطه.
وعاد مسرعًا بعد أن أحضر أقمشةً ووعاءٌ به ماء، وزجاجةٌ بها كحُلٍ،
بدأت بغمس قطعة قماشٍ في وعاء المياه الصافية، ورفع فستانها قليلًا حتى يتسنى له تطهير الجرح،
ثلاثة جروحٍ متقاربة إنغرزت في ساقها اليسرى، الجروح غائرة، وستحتاج للعناية، وأغلب الظن أنها ستتحول لندوب.
وبدأ بالفعل بتطهيره بينما هو غارقٌ في بركة دموعه، والأفكار تتاطير في رأسه.
يخاف أن يكون الجرح قد تلوث فيؤذيها ذلك، ويخاف أن تؤذيها الصدمة التي تعرضت لها البارحة، ويخاف من إنكشاف السر.. ويخاف أن يُخاف منه..
بعد أن أزال الدماء المتجلطة من على ساقها، شرع في وضع الكحل على قطعةٍ أخرى من القماش، وبمجرد أن لامس الكحل جلدها بدأت تإن.
فتوتر، وأبعد يديه عنها مسرعًا، مرت بضعُ ثوانٍ وعاود تطهير الجرح بكمية أكبر من الكحل، إزداد الأنين، حتى بدأت جفونها بالتحرك بعشوائية، وبدأت يديها تتحرك صوب جروح ساقها ومن ثم تذكرت أحداث أمسٍ الملحمية، ففُتحت أعينها بذعرٍ وإلتفت عن يسارها لتجد ولي العهد.
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
أنا أول مرة أكتب مشهد او شابتر اللي هو حماس كده، صحيح حاولت يبقى رعب، لكن رأيكو يهمني
نقد؟
تقييم؟
أشوف وشكو بخير💞
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
كل ما يشغل بالها الآن هو الهرب، حاولت الجري مجددًا نحو الباب ولكن مخالب ذلك الكائن مثبتة بكتفها بإحكام،
وإلتف ليقف أمام باب المبنى ليمنع خروجها ويواجهها أخيرًا.
نبضات قلبها في تزايد غير طبيعي، وما لبثت حتى شعرت أن قلبها توقف عن النبض، وأن الأكسجين ضل طريقه لرئتيها من هول المشهد.
رأت شيئًا غريبًا.. بطول مترين ونصف ماثلٌ أمامها،
مليءٌ بالفراء الأسود من رأسه حتى أخمص قدميه.
يملأ يديه فراءٌ أسود قاتم ولا يوجد لديه أصابع بشرية، لديه مخالب ذئب أو ثعلب عظيم.
وجهه شبه بشري ولكن.. مشوه..
وعيناه حمراء مشتعلة، ولكن بصعوبة تستطيع ملاحظة لون أزرق يتخلل المُقل.
يغطي جسده أقمشة غير متناسقة، وبعض منها ممزق،
وصرخة جبارة خرجت من فمه كادت أن تصم أذنيها بينما أبعد يسراه بيمينه عن كتفها بصعوبةٍ هائلةٍ وكأنما يحارب نفسه "اهربي."
نظرت للباب الذي خلفه، ونظرت لمخالبه وقررت أنها لن تستطيع المواجهة.
فاستخدمت جميع قواها لتبدأ بالجري متناسية جرح كتفها، ترى توهجات غريبة تأتي من الدور العلوي للمبنى، تخاف من مواجهة الكائن الغريب هذا ولا تدري ماذا يحتمل أن تكون تلك التوهجات؟
لم تستغرق وقتًا في التفكير وبدأت بالجري على السلم المتكسر بأسرع ما لديها، رأت وكأنما هنالك أشباحٌ تتطاير في المكان، متوهجة كما النيران، ترتفع عن الأرض بمترٍ على الأقل، ولكنها لم يحدث أن إقتربت من ڤينيس، وكلما صعدت درجة من السلم كلما إزدادت الحرارة، ولكن جسدها تملكه الصقيع من فرط الذعر.
وما لبثت أن صعدت السلم حتى سمعت صرخة أخرى تخرج من فم الكائن وتستقر بأسماعها لتستحوذ على جميع حواسها ويجعلها تتسمر في الأرض لثوانٍ.
دبيب أقدام الكائن يعلو، يعلو ويتجه نحوها، يكاد قلبها ينخلع من قفصها الصدري إثر تسارع ضرباته، تتنهد عاليًا بينما تهرع عيناها في المكان حولها وتحاول التفكير.
ولكن ما هذا أيضًا؟
تلك الأشباح يجن جنونها مع كل خطوة يخطوها ذلك الكائن، تتطاير بسرعة أكبر وتتصادم بعضها ببعض، وبالأخير تصدر صرخات ضعيفة، ولكنها تصبح أقوى مع التكرار، حتى كادت تصم أذني ڤينيس، فصرخت هي في المقابل.
الوحش من خلفها والأشباح من أمامها، وترى مشهد لقائها مع عائلتها، ثم تذكرت لقاء كريستوفر الأخير، تهطل الدموع من عينيها بغزارةٍ ويزداد إرتعاش جسدها،
فأمسكت برأسها بعنف وبدأت بالجري حتى وصلت لمفترق طرق، الكائن ما زال يطاردها والأشباح تطارد الكائن، وتوجد أمامها الآن غرفة تستطيع أن تحتمي بها، ولكن..
الوحش قد صعد أخيرًا للدور العلوي، ورآها.
نظرت له بطرفِ عينيها رغم أن الرؤية مشوشةٌ إثر الدموع، ثم قررت الجري بأسرع ما يمكنها،
تجري بسرعةٍ والوحش يجري أسرع..
وسقطة مدوية أوجعت جسدها وأفقدتها الرؤية لثوانٍ إثر التصادم، إستقرت بساقها اليسرى مخالبه وفتح فمه ليظهر أسنانًا بدت وكأنها سيوفٌ مدججة، وكاد ليفتك بها في غضون ثوانٍ ولكن الأشباح كانوا يحاوطونه فإبتعد عنها قهرًا، لم تكلف نفسها بالتفكير لثانية أو مثيلتها وبدأت بالزحف حتى دخلت الغرفة، وأغلقت الباب خلفها، وبدأت بالإستناد على الباب لتسطيع الوقوف وإغلاق الباب بالمفتاح.
الأدرينالين يُضخ في عروقها حتى أنه أفقدها الإحساس بأطرافها المصابة بمخالب الوحش، تتنفس بسرعةً وتمسك بطرف ردائها وتمسح به سيول الدموع وتجحظ عينيها محاولةً إستكشاف الغرفة من حولها لكن الوضع كان صعب جدًا، الغرفة شبه معتمة بالكامل.
وجدت سريرًا مهترئًا وخزانةً عتيقةً، ثم عاودت النظر لشلالات الدماء المتفجرة من ساقها إثر مخالب ذلك الشيئ، تنهدات عالية صدرت منها ريثما قررت التحامل على نفسها،
بدأت تتقدم نحو السرير وبدأت بجره نحو الباب متفادية الجروح وصرخات الكائن الغريب، نظرت للخزانة وقد قررت إستنفاذ قواها الأخيرة في جرها لتكون خلف السرير، وبعد كل دفعة ومثيلتها ترتعش قدماها وتسقط، وترتعش أذرعها لترتطم رأسها بالخزانة وتسقط أيضًا، ولكن لا يمكنها التخاذل في هذا الموقف، فإما أن تتحامل على نفسها، وإما أن لحمها سيعلق بأنياب الوحش الفتاكة.
وبعد أن أعادت ترتيب الغرفة بعشوائية، فتحت الخزانة ودخلت لتجلس بداخلها، ثم كادت أن تغلق الباب لولا تركت مساحة بسيطة للتنفس، ولربما الهروب في الوقت المناسب.
أسندت ظهرها لجدار الخزانة، وضمت قدميها لجسدها وأحاطت يداها بقدميها، كل جسدها يرتجف بشدة، والصقيع أبى أن يترك كيانها، تهرب شهقاتٌ من فمها بينما تحاول تهدئة نفسها قدر المستطاع حتى تسترق السمع للخارج،
تارةً تسمع صرخات الوحش هذا فترتجف وتصرخ بفزعٍ بينما تكتم صوتها بيديها،
ويزداد سيل الدموع بلا إراديةٍ منها ولا تحكم، وتارةً لا تسمع إلا السكون، وتارةً أخرى تسمع أصوات غير بشرية، مزعجة وتردداتها عالية للغالية، وحتى بالأخير إستمعت لتنهدات الوحش وكأنما يبكي..
تحاول قدر المستطاع البقاء مستيقظة بأي شكل، تحاول الإلتفات من حولها وتحريك أصابع يديها ورأسها، ظنت أن هذه فرصتها الوحيدة للبقاء على قيد الحياة، فقدت كمية كبيرة من الدماء، وبذلت مجهودًا جبارًا في تلك المعركة البدنية والعصبية لا مثيل له.
رائحة الدماء تفوح في الخزانة، وبدأت تستشعر الألم بعد أن إنخفض منسوب الأدرينالين السابح في عقلها، تشعر بالخمول، وتحاول مقاومته،
ولكن ما مرت من ساعة وبضع دقائق، حتى أُغلقت جفون أعينها، وهدأت أنفاسها واستقرت حرارة جسدها، وغفت.
***
بعد اثني عشرة ساعة،
بدأ بفتح عينيه بصعوبةٍ فوجد نفسه مُلقى على سلالم المبنى مع المزيد من الكدمات والخدوش الغائرة، بدأت عيناه بذرف الدموع كما العادة، ولكن كل ما يشغل تفكيره هذه المرة هي ڤينيس.
بدأ بالإستناد على الدرج وبدأ السير بعرجٍ ليتوجه ناحية الغرفة المعهودة، توقف أمامها وكاد ليطرق الباب ولكنه تَخوف من ردة فعلها..
حاول فتح الباب بهدوءٍ ولكنه لم يُفتح، بدأ بدفعه ولكنه كان أضعف من تلك الأوزان.
فكر لثوانٍ ونظر للباب ليرى أن الباب مغلقٌ بالفعل بالمفتاح، فرفع ساقه اليسرى وسددها بسرعةٍ لأضعف جزءٍ في الباب، لينكسر على الفور، وبدأ بكسر أجزاء من الباب تكفي فقط لدخوله.
دخل من بين ثنايا كسور الباب وهبط على السرير، ثم نزل منه وتوجه للخزانة، التي تم توجيهها عكس الباب،
فتح الخزانة ليراها مستكينةً نائمة، تحيط بساقها المصابة، غارقةً في دماء ساقها وكتفها، وردائها الأبيض الناصع قد تحولت أجزاءٌ منه لللون الأحمر الدامي، ويبدو أنها منهكةٌ للحد الذي لا يجعلها تستفيق من ضوضاء ككسر الباب مثلًا..
هربت دمعة من عينه بينما تركها وذهب ليعيد ترتيب الغرفة، ساحبًا السرير لأقصى الزاوية، ثم عاد لڤينيس وبدأ برفعها عن أرضية الخزانة، وإتجه بها ليضعها على السرير، وخرج مسرعًا ليحضر أقمشة ليطهر الجرح ويربطه.
وعاد مسرعًا بعد أن أحضر أقمشةً ووعاءٌ به ماء، وزجاجةٌ بها كحُلٍ،
بدأت بغمس قطعة قماشٍ في وعاء المياه الصافية، ورفع فستانها قليلًا حتى يتسنى له تطهير الجرح،
ثلاثة جروحٍ متقاربة إنغرزت في ساقها اليسرى، الجروح غائرة، وستحتاج للعناية، وأغلب الظن أنها ستتحول لندوب.
وبدأ بالفعل بتطهيره بينما هو غارقٌ في بركة دموعه، والأفكار تتاطير في رأسه.
يخاف أن يكون الجرح قد تلوث فيؤذيها ذلك، ويخاف أن تؤذيها الصدمة التي تعرضت لها البارحة، ويخاف من إنكشاف السر.. ويخاف أن يُخاف منه..
بعد أن أزال الدماء المتجلطة من على ساقها، شرع في وضع الكحل على قطعةٍ أخرى من القماش، وبمجرد أن لامس الكحل جلدها بدأت تإن.
فتوتر، وأبعد يديه عنها مسرعًا، مرت بضعُ ثوانٍ وعاود تطهير الجرح بكمية أكبر من الكحل، إزداد الأنين، حتى بدأت جفونها بالتحرك بعشوائية، وبدأت يديها تتحرك صوب جروح ساقها ومن ثم تذكرت أحداث أمسٍ الملحمية، ففُتحت أعينها بذعرٍ وإلتفت عن يسارها لتجد ولي العهد.
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
أنا أول مرة أكتب مشهد او شابتر اللي هو حماس كده، صحيح حاولت يبقى رعب، لكن رأيكو يهمني
نقد؟
تقييم؟
أشوف وشكو بخير💞
Коментарі
Упорядкувати
- За популярністю
- Спочатку нові
- По порядку
Показати всі коментарі
(1)
الفصل الخامس عشر.
خرافي ❤❤
Відповісти
2020-08-12 01:51:52
Подобається