الفصل الرابع عشر (٢/٢)
بسم الله الرحمن الرحيم. 🌧💙
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
بلامبالاةٍ يسير خارج غرفته المتواضعة ويتجه إلى إحدى نوافذ المبنى المتكسرة،
يخرجُ ساعةً من جيب سرواله ويدرك الوقت، الواحدة ظُهرًا.
يزيح الستار عن النافذة فيؤذيه ضوء الشمس، يوجه بصره للبرج الماثل أمام ناظريه ويرى حارسه الذي استلم دوره منذ ساعةٍ تقريبًا خلف الشرفة يراقب الأرجاء.
يزفر أنفاسه بثقلٍ لا مثيل له بينما يحرك مقلتاه للأسفل حتى يرى عربةً تبدو عاديةً جدًا تسير وتتوقف أمام المبنى، ولكنها ليست عادية، فكيف كان سيسمح لها الحارس بالوقوف أمام المبنى؟
يترجل من العربة أربعة حراسٍ من حرس الملك، ينظر لهم بتمعنٍ بينما يتجهون صوب باب المبنى الساكن فيه، لم يكلف نفسه عناء تبديل زاوية نظره.
يتوهم بعدم الإهتمام ويحاول إقناع نفسه بهذا، ولكن كلما مر الوقت، كلما انكسر شيءٌ ما بداخل قلبه، وكلما بهُتت روحه..
يزداد الألم وتتلاشى كل أوهام الخلاص.
يزاحم صوت تحريك مقبض الباب بالمفتاح سكون المبنى وظلمته، ودبيب أقدام الحرس يعلو، وما لبث حتى أمسك به أحد الحرس والآخرون ينتظرون.
ثم أخرج الحارس حبالًا من جيوب حُلته، وبدأ بربط يديه سويًا بحبلٍ ثم ضمهما إلى جسده بحبلٍ آخر، وأخذ يجره من كتفه ليخرج مع الحراس.
أما المسكين فلا يقوى حتى على الأنين، آلام قلبه طغت على كل شيئ، طغت فأفقدته حق الشعور.
وحتى خرج الحرس ليركبوا العربة، إقترب الحارس الموكل بربط المسكين، وبدأ بتفكيك الأربطة بعض الشيء حتى لا تتألم يداه ليهمس له "أشكرك نايل."
فنظر إليه بشفقةٍ "العفو، سمو الأمير."
***
شارفت الساعة على الخامسة والنصف مساءًا..
والمسكينة الأخرى، تسابق الريح وتصارع ألسنة التجار الجبابرة.
"ماذا تقصد؟" سألته رافعةً إحدى حاجبيها.
"أقصد أني لن أخفض لكِ أيارًا أو غيره." وضح بقسوة وضم يديه لصدره متمنعًا، وأما هي فتدفقت كل الأفكار السوداوية داخل عقلها، أيعني هذا أنها لن تحضر أرطال الأزر المطلوبة؟
نظرت له وليديه ثم للأرز ثم قالت بثقة عمياء "انظر يا هذا،" وأشارت بيدها للعربة المخصصة لنقل الخدم، وأشارت أيضًا إلى الأرقام المطبوعة على مريلتها البيضاء وأكملت "إن القصر الملكي وكلني بهذا، وإن عُلم أن هُنالك شخص ما بالمملكة يحاول تعكير صفو الملك وإفساد إحتفاله العظيم سيفقتد رقبته." وحركت إبهامها على رقبتها بسرعةٍ لتؤكد مقصدها.
ومن ثم تظارهت بالرحيل وبالمناداة على سائق العربة "هيا أيها السائق، التاجر لا يريد الب-
وقبل أن تكمل ڤينيس جملتها أوقفها توسل التاجر "انتظري.."
فنظرت بسخريةٍ مع رفع حاجبها الأيمن لتسمعه يستكمل "أستطيع أن أخفض سعر الأزر لأيارٍ ونصف للرطل."
"أيار." قررت بإستبدادٍ ليرد التاجر "أيارٍ و ربع."
"اتفقنا!" صرخت بحماسٍ، وبدأ التاجر بمساعدة ڤينيس والسائق بوضع الخمسين رطل أرزٍ في العربة، وبسعادةٍ غناء ركبت العربة وهي تعدد المتبقى من الأيارات، سبعة و ثلاثون أيارًا ونصف، ومتبقي عشرة أرطال بازلاء.
وبدأ السائق بضرب الأحصنة للسير، هنالك جهة واحدة متبقية قبل العودة للقصر.
لم تمر دقيقتين بالضبط حتى توقفا أمام تاجر خضرواتٍ، فترجلت من العربة وبدأت مفاوضاتها المريرة معه التي أخذت من وقتها حوالي النصف ساعة حتى توصلت لأن تاخد العشرة أرطال بسبعة أياراتٍ ونصف بدلًا من عشرين أيارًا.
وتبقى ثلاثون أيارًا!
صعدت مجددًا للعربة، وعيناها تشع بالحماس، ونظرت للأيارات المتبقية وتنفست بعمقٍ بعد أن أنهت مهمتها على أتم وجه.
ومن ثم أمرت السائق بأن يجوب السوق لتبحث عن شاروليت، لم تنس وعدها بأن تقابلها في الساعة السادسة مساءًا علها وفرت بضع أياراتٍ، صحيح تأخرت قليلًا ولكن الأمر كان يستحق.
وما لبثت أن رأتها حتى صدح صوتها "توقف من فضلك!"
وهرولت خارجةً من العربة لتحضن أختها.
"لماذا تأخرت ڤينيس؟" سألت شاروليت بينما أخذت ڤينيس يدها وإبتعدا قليلًا عن العربة وأجابت بصوتٍ منخفض "انظري، لقد وفرت ثلاثين أيارًا بمعجزة إلهية، هاكِ." قالت بينما تخرج من جيبها الأيارت، لتلمع عيون شاروليت بينما تنظر لأختها بفخرٍ.. وكأنما الأمل أشرق ظلمات حياتهن وبدد الغيوم، وغرس فيهما سعادةً لا مثيل لها وهما يران أزمة أبيهما وكريستوفر تتلاشى.
"يا إلهي ڤينيس، أنتِ منقذة حقًا." وبدأت دموعها تسيل على وجنتيها بينما ضمتها ڤينيس وبدون أي كلماتٍ، فقط تستشعر اللحظة.
ومفسد المواقف اللطيفة صرخ "هيا لا يجب التأخير!"
"ح-حسنًا." تخبطت الحروف على جانبي فم ڤينيس، لتنظر لأختها وتقول "هكذا معكم حوالي الخمس وخمسين أيارًا، وحتى أستلم مرتبي سيصبح معنا سبعون أيارًا، كما اتفقنا، لا تسددوا المبالغ كلها مرة واحدة، على فترات متقاربة، خشية نفاذ الأيارت منا."
فأومأت لها شاروليت وهمست "الوداع." بينما مسحت الدموع منها بطرف فستانها الأزرق، الذي تركته لها ڤينيس قبل أن تنتقل للقصر.
وبعد أن صعدت ڤينيس للعربة، تحرك السائق بينما أرسلت لشاروليت قبلةً في الهواء.
***
"لماذا أحضرتموني الآن؟" إخترقت كلمات الأمير صمت جناحه الملكي موجهًا حديثه للملك والملكة بهدوء مؤلم، هدوء من لاقى الكثير من العقبات وخيبات الآمال فأُفقد بهجة الحياة ولم يجد شيئًا يستحق حتى معاناة رفع صوته.
الملك يجلس على أريكةٍ ضخمة مسترخيًا في مجلسه وممسكًا بصولجان ذهبي عظيم، مرصع بالياقوت القاني.
وعلى كرسيٍ بجواره تجلس الملكة، أوچيني الحسناء.
بالرغم من كونها في الأربعين من عمرها، ولكن المملكة، والممالك المجاروة جميعًا تتحدث عن حُسنها.
بشرتها ناصعة البياض، وخصلات شعرها الذهبي تغُطي ظهرها، عيونها الضيقة خضراء ناضرة.
قوامها ممتلئ بعض الشيء، ويلتبسها اللون الأرجواني بكثرة حتى أصبح جزءًا منها.
ولكن حُسنها توقف فقط عند مظهرها، فعقلها فارغ تمامًا.
وحتى إنتهى نايل من فك أربطة الأمير، أشار الملك بعينيه لنايل بالرحيل، فاستأذن إنصرف على الفور.
فنظرت له الملكة وتحدثت بسلاسة متناسيةً أنها تُحدث وليدها "لأننا عجلنا بميعاد الحفل، سيصبح بعد ثلاثة أيامٍ، فيجب أن تصبح هُنا حتى لا تثير الشكوك."
ولكن الأمير لم يكلف نفسه حتى برفع بصره من على الأرض وأعلمهما "ومن قال أني أريد حضور الحفل أو حتى الوقوف على أرضية القصر النتنة تلك؟"
فقام الملك من مجلسه تاركًا صولجانه وهرول صوبه ووجه إليه دفعة أسقطته على الأرض، لم تكن الدفعة بتلك القوة، ولكن خطبًا ليس على ما يرام مع الأمير..
شهقة بسيطة هربت من فم الملكة أثارت سخرية الأمير، الذي حاول الإستناد على الحائط للوقوف في وجه الملك.
"لماذا لن تحضر أيها المغفل؟" سأل بقسوة وإزدادت عيناه حجوظًا وهو يمسك بياقة قميصه البالي.
"لا يوجد ما يستحق أن أحضر بسببه." رفع بصره وصوبه لعيني الملك مباشرةً ولم تمر ثانية حتى أخفض بصره مجددًا من التوتر.
"نحن لسنا في المدينة الفاضلة، هُنا من يخطئ يُقتل." وضح الملك ويليام لربما يغير تفكير ابنه العنيد، الذي هرب بسببه.
"بالقصر حوالي المائتي عامل، يعني هذا أنك قتلت حوالي الألف وستمائة نفس." همس بهدوءٍ بينما يفكر في رعب هذه الفكرة، وإزدادت ضربات قلبه شيئًا فشيئًا،
"انظر لويس، الحيا-" حاول الملك إيضاح فكرته ولكن الأمير قاطعه "لا مبرر لما فعلت، لقد أذيت ألفًا وستمائة أسرة، وقتلت ألفًا وستمائة نفسٍ، وباعدت بيني و بينك ألفًا وستمائة مرة عن ذي قبل.." و أبعد يد والده عن ياقة قميصه وأخذ مساحته مبتعدًا عنه قليلًا وأكمل والدموع تصاحب حديثه "لقد كان بمقدوري تحمل الأذى وحدي.. ولكن الوضع صار جنوني، لقد مللت!" وهرول للخروج خارج جناحه الملكي، ولكن شيئًا ما أفقده وعيه ليسقط كما الجثة الهامدة، بينما فزعت الملكة بعض الشيئ ولكن، هذا المعتاد.
***
يوم الحفل الملكي.
مرت ثلاثة أيام، اللورد كريستوفر توقف عن رؤية آل ستانفورد، لقد أشعلت فكرةٌ ما كيانه، وأخذ أولى الخطوات لتنفيذها، ولن يوقفه أحد.
وڤينيس تعيش في توتر قاتل، السيدة مارجريت والسيدة خمسمائة وثلاثون لا يتوقفان أبدًا عن إصدار الأوامر.. رغم أنها هُنا بالأصل لتهتم بالمشتروات..
وقد تعاظمت مهامها حتى كادت أن تُهلكلها، السيدة خمسمائة وثلاثون تختلس من أموال المشتروات بفجورٍ بيّن، وڤينيس لا تجرؤ على الحديث.
في الثلاثة أيامٍ الماضية لم تستطع إلا أن توفر خمسة أياراتٍ فقط.
وأما عن ولي العهد.. فقد إقتحم الملك حرم جناح الأمير، المدجج بالحرس، ودلف إلى غُرفة نومه، وإتجه نحو السرير الذي يحمل هيكل الأمير النائم منذ آخر حوارٍ دار بينهما.. منذ ثلاثة أيام.
إقترب من أُذنه، وبدأ يتمتم ببعض الكلمات، حتى استفاق الأمير.
وبدأ بالإستناد على يديه بسرعةٍ حتى يعتدل في مجلسه.
"ماذا حدث؟" سأل الأمير بهلعٍ حتى أجابه الملك "لقد إستغرقت في النوم قليلًا،" وأكمل بينما يراقب تعبيرات وجه ابنه "حوالي ثلاثة أيام."
فتجمعت الدموع في مقلتيه، وضم شفتيه بأسىٍ وهو يحرك رأسه يمينًا ويسارًا في صمت مريب، حتى قطع أحبال الصمت صوت الملك وهو يأمر "سترتدي الحُلة السوداء، وأكبر تاجٍ ذهبي، وستضع عطرًا، وسأترك لك حرية إختيار ردائك، سواء كان الأزرق أو الأحمر."
بينما يسمع الأمير دون أن يوجه بصره إليه، وتحدث الملك مجددًا "اليوم سيأتي العديد من الأسرة المالكة في مملكة سماركا ومملكة لامبرچاك، وسيحضر العديد من علية القوم، من الدوق واللوردات والماركيزات، أريدك أن تكون بجواري طوال الحفل، وألا تغيب عن عينيّ لحظة واحدة." وصمت لثانيتين وأردف "أوامري تنفذ بالحرف، أنت تعرف ماذا أستطيع أن أفعل بك جيدًا."
ولازال صمت الأمير هو الجواب، فسأل الملك بينما أمسك بوجه الأمير وأداره لينظر له "أفهمت؟"
فأومأ الأمير وتكلم الملك مجددًا "إرتدي ملابسك بسرعة وتعالى لجناحي."
وخرج مستندًا على صولجانه تاركًا الأمير غارقٌ في دموع عينيه.
***
تم إعلام ڤينيس أنها ستكون في الخدمة في القاعة الرئيسية للقصر، إرتجفت قليلًا قبل أن تجيب "في خدمتكم سيدتي."
الحفلة ستبدأ بعض آخر ظهورٍ للشمس، في السادسة مساءًا بالضبط.
مستيقظةٌ هي والخدم منذ السادسة صباحًا على غير العادة، فهذا يوم حفلة الملك.
الجميع يعمل على قدم وساق، مطلوب من الجميع الإنجاز في أسرع وقتٍ ممكن، الضجيج ولأول مرة يعلو في بهو القصر..
ومرت بضع ساعات.. حل قصر الملك ويليام توملينسون محل الشمس.
لقد كان يلمع من فرط النظافة، ويغلب عليه اللون الأبيض والذهبي،
الخدم يرتدون فساتين بيضاء فضفاضة ينتصفها رباط أزرق قاتم اللون، ولا وجود لأرقامٍ على هذا الرداء.
والطاولات جميعًا عليها كل أنواع الفاكهة، أنواع فاكهة لم تخطر على بال قروية كڤينيس،
وتحتضن الفاكهة زجاجات نبيذ فاخرة،
وطاولات عليها العديد، والعديد من اللحوم والدجاج والطيور والأرز والخضراوات،
وتوجد طاولات عليها كل ما لذ و طاب من الأطباق الحلوة، ككعكات شوكولاة و فانيليا، ومئات من الحلوى الفرنسية التي تسمى بونبون.
تراقب المشهد بهدوءٍ حسبما طلبت منها السيدة خمسمائة وثلاثون، بينما هي تكاد تفقد عقلها.
تتحرك ببصرها بسرعةٍ لئلا تجد كريستوفر، ولكنها لم تجده، فزفرت بإرتياحٍ بينما سارت حاملةً كئوس النبيذ وإتجهت لكل شخصٍ أمامها.
مائة زائر اليوم للملك، يتبارون في إظهار الأناقة والعلو.
أتمت مهمتها الأولى، وظلت تنفذ ما تمليه عليها السيدة خمسمائة وثلاثين بالضبط، ومر الوقت حتى أمسى الوقت الحادية عشر مساءًا.
وبينما تنفذ التعليمات، كانت تبحث عن شخصٍ ما.. شخصٍ ما بعينه..
حتى ظهر من بعيد..
في قميصٍ وبنطالٍ أسود فخم، وعلى الأكتاف يتركز اللون الذهبي بينما يسيطر الأحمر على رداء الأمير، ولم ينسَ أن يكمل هيئته بتاجٍ ذهبي عظيم أحاط برأسه، متراصٌ عليه الياقوت والألماس.
كادت لتتبسم، لازالت تشعر بالإمتنان إثر قراره الذي يوشك أن ينقذ والدها من السجن، ولكن الأمير يبدو واهنٌ وشاحب اللون بعض الشيئ، عظام وجنتيه برزوا أكثر من ذي قبل، وعيونه منتفخة جدًا، وكأنما نام أو بكى الدهر و لم يشعر به أحد.
أيقظها من شرودها صوت أحد الحراس يميل نحوها ويأمر "اتبعيني."
"م-ماذا هناك؟" سألته بهدشةٍ ممزوجة بخوف غريب؛ ليجيب "لا أسئلة."
وبما أنها مستجدة ولا تعلم بالقوانين كافةً، تبعته بدون أسئلة.
وسارت خلفه حتى خرجا من بوابة القصر الخلفية، وبينما هى تترقب وتستعد لسؤاله ظهر كريستوفر من اللامكان وسألها "أتستطيعين الهرب مني الآن؟"
فصرخت ڤينيس وحاولت الجري ولكن يد كريستوفر أمسكت بها فسددت له ركلة ما في مكانٍ ما أفقدته توازن نفسه فسقط صارخًا باسمها وصارخًا في الحارس "أحضرها أيها الأحمق، لقد دفعت لك!"
ولكنه أعلم بمكرٍ "سيدي، لقد دفعت فقط لأُحضرها."
وبينما المتكبر و المتخاذل يتحاورون، ظلت ڤينيس تجري بعيدًا قدر ما استطاعت عن القصر، جرت لمدة ساعة متواصلة، لتستند على أحد أشجار الغابة بعد ضمان عدم لحاق كريستوفر بها.
حاولت التفكير، تخاف أن تعود للقصر حتى يؤذيها كريستوفر، وتخاف من الهرب من القصر..
ولكن ما مرت دقيقة، حتى سمعت صوت عربة تقترب وصوت صرخة متألمة، قبل الصرخة ظنته كريستوفر، كانت لتظنه كريستوفر قبل أن يزداد الأنين..
توارت خلف الشجرة لتراقب العربة تختفى من أنظارها، يكاد الفضول يقطع جسدها إربًا إربًا، و يكاد الخوف من الغابة يلتهمها شيئًا فشيئًا.
قررت أن تتبع العربة.
تبعت خطوات الحصان وآثار العجلات مهرولةً، حتى سمعت صوتها من بعيد، فاختبأت خلف شجرة ما.. ولكن هذه المرة لم تسمع صراخ..
بعد أن إطمأنت أن العربة إبتعدت، بدأت بالجري لترى ما السر.. ولكنها توقف أمام برجان طويلان ينتصفان الفراغ.
السماء مظلمة بلا غيوم ولا حتى نجوم ولا القمر ظاهر ولا النور يأبي الحضور.
البرج الذي عن يسارها تسمع منه صوت العديد من الرجال فقررت أنها ستختار أن تطرق باب البرج الذي يقبع على يمينها، علها تسأل صاحبه الهدى..
إتجهت مسرعةً صوب الباب الذي يبدو عليه أنه مهترئ، طرقته بخفةٍ وقالت "هل يوجد أحدٌ هنا؟"
وقبل أن تستقبل الجواب، إنفتح الباب، ودلفت لتجد الفراغ، وقبل أن تأخد أي قرار بالعودة سمعت اثنتا عشرة دقة متتابعة صدروا من الساعة المتكسرة أعلنوا حلول منتصف الليل..
وقد هبت الرياح فى الأرجاء والأستار تدافعت على النوافذ.. الأبواب تنفتح وتنغلق بعنفٍ، وأرضية المبنى المهترئ تتزلزل من تحتها.
إحساس الذعر يجتاح كل ذرة فيها، يجتاحها وماذا هى بفاعلة؟
حاولت الركوض بأسرع ما أمكنها ولكن إرتعاش قدميها لم يساعدها، وما لبثت حتى سمعت صراخ حيوانٍ يصدح بالمكان..
قلبها ينبض بشدةٍ وجسدها يتعرق كما لم تتعرق فى حياتها قَط، إرتعاشٌ يسري فى جسدها بالذات بعد أن غُرزت أنياب هذا الحيوان بكتفها الأيسر ليتخدَرَ من الألم..
حاولت إستجماع شجاعتها لتنظر خلفها بكل ذعر لترى هذا الكائن
"لا أرحب بالمتطفلين فى هذا الوقت."
حاولت الركوض مجددًا و لكنه أمسكها ثم قال "ولا أرحب بفكرة خروجهم بدون مقابل."
ليتها ما كذبتهم ، ليتها صدقت الأسطورة.
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
البارت الجاي هتعرفوا سر لوي الخطير xD
١) ايه اللي رامي لوي الرمية ديه؟
٢) أبو لوي له علاقة بالموضوع؟
٣) أبو لوي عمله ايه خلاه وقع فجأة و نام ٣ ايام و كان يقصد ايه بجملة ان لوي عارف هو يقدر يعمل ايه؟
٤) الكائن ده ممكن يبقى ايه؟
٥) ايه المقابل اللي ممكن الكائن ده يطلبه من فينييس؟
٦) نقد؟
٧) تقييم؟
أشوف وشكو بخير💖
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
بلامبالاةٍ يسير خارج غرفته المتواضعة ويتجه إلى إحدى نوافذ المبنى المتكسرة،
يخرجُ ساعةً من جيب سرواله ويدرك الوقت، الواحدة ظُهرًا.
يزيح الستار عن النافذة فيؤذيه ضوء الشمس، يوجه بصره للبرج الماثل أمام ناظريه ويرى حارسه الذي استلم دوره منذ ساعةٍ تقريبًا خلف الشرفة يراقب الأرجاء.
يزفر أنفاسه بثقلٍ لا مثيل له بينما يحرك مقلتاه للأسفل حتى يرى عربةً تبدو عاديةً جدًا تسير وتتوقف أمام المبنى، ولكنها ليست عادية، فكيف كان سيسمح لها الحارس بالوقوف أمام المبنى؟
يترجل من العربة أربعة حراسٍ من حرس الملك، ينظر لهم بتمعنٍ بينما يتجهون صوب باب المبنى الساكن فيه، لم يكلف نفسه عناء تبديل زاوية نظره.
يتوهم بعدم الإهتمام ويحاول إقناع نفسه بهذا، ولكن كلما مر الوقت، كلما انكسر شيءٌ ما بداخل قلبه، وكلما بهُتت روحه..
يزداد الألم وتتلاشى كل أوهام الخلاص.
يزاحم صوت تحريك مقبض الباب بالمفتاح سكون المبنى وظلمته، ودبيب أقدام الحرس يعلو، وما لبث حتى أمسك به أحد الحرس والآخرون ينتظرون.
ثم أخرج الحارس حبالًا من جيوب حُلته، وبدأ بربط يديه سويًا بحبلٍ ثم ضمهما إلى جسده بحبلٍ آخر، وأخذ يجره من كتفه ليخرج مع الحراس.
أما المسكين فلا يقوى حتى على الأنين، آلام قلبه طغت على كل شيئ، طغت فأفقدته حق الشعور.
وحتى خرج الحرس ليركبوا العربة، إقترب الحارس الموكل بربط المسكين، وبدأ بتفكيك الأربطة بعض الشيء حتى لا تتألم يداه ليهمس له "أشكرك نايل."
فنظر إليه بشفقةٍ "العفو، سمو الأمير."
***
شارفت الساعة على الخامسة والنصف مساءًا..
والمسكينة الأخرى، تسابق الريح وتصارع ألسنة التجار الجبابرة.
"ماذا تقصد؟" سألته رافعةً إحدى حاجبيها.
"أقصد أني لن أخفض لكِ أيارًا أو غيره." وضح بقسوة وضم يديه لصدره متمنعًا، وأما هي فتدفقت كل الأفكار السوداوية داخل عقلها، أيعني هذا أنها لن تحضر أرطال الأزر المطلوبة؟
نظرت له وليديه ثم للأرز ثم قالت بثقة عمياء "انظر يا هذا،" وأشارت بيدها للعربة المخصصة لنقل الخدم، وأشارت أيضًا إلى الأرقام المطبوعة على مريلتها البيضاء وأكملت "إن القصر الملكي وكلني بهذا، وإن عُلم أن هُنالك شخص ما بالمملكة يحاول تعكير صفو الملك وإفساد إحتفاله العظيم سيفقتد رقبته." وحركت إبهامها على رقبتها بسرعةٍ لتؤكد مقصدها.
ومن ثم تظارهت بالرحيل وبالمناداة على سائق العربة "هيا أيها السائق، التاجر لا يريد الب-
وقبل أن تكمل ڤينيس جملتها أوقفها توسل التاجر "انتظري.."
فنظرت بسخريةٍ مع رفع حاجبها الأيمن لتسمعه يستكمل "أستطيع أن أخفض سعر الأزر لأيارٍ ونصف للرطل."
"أيار." قررت بإستبدادٍ ليرد التاجر "أيارٍ و ربع."
"اتفقنا!" صرخت بحماسٍ، وبدأ التاجر بمساعدة ڤينيس والسائق بوضع الخمسين رطل أرزٍ في العربة، وبسعادةٍ غناء ركبت العربة وهي تعدد المتبقى من الأيارات، سبعة و ثلاثون أيارًا ونصف، ومتبقي عشرة أرطال بازلاء.
وبدأ السائق بضرب الأحصنة للسير، هنالك جهة واحدة متبقية قبل العودة للقصر.
لم تمر دقيقتين بالضبط حتى توقفا أمام تاجر خضرواتٍ، فترجلت من العربة وبدأت مفاوضاتها المريرة معه التي أخذت من وقتها حوالي النصف ساعة حتى توصلت لأن تاخد العشرة أرطال بسبعة أياراتٍ ونصف بدلًا من عشرين أيارًا.
وتبقى ثلاثون أيارًا!
صعدت مجددًا للعربة، وعيناها تشع بالحماس، ونظرت للأيارات المتبقية وتنفست بعمقٍ بعد أن أنهت مهمتها على أتم وجه.
ومن ثم أمرت السائق بأن يجوب السوق لتبحث عن شاروليت، لم تنس وعدها بأن تقابلها في الساعة السادسة مساءًا علها وفرت بضع أياراتٍ، صحيح تأخرت قليلًا ولكن الأمر كان يستحق.
وما لبثت أن رأتها حتى صدح صوتها "توقف من فضلك!"
وهرولت خارجةً من العربة لتحضن أختها.
"لماذا تأخرت ڤينيس؟" سألت شاروليت بينما أخذت ڤينيس يدها وإبتعدا قليلًا عن العربة وأجابت بصوتٍ منخفض "انظري، لقد وفرت ثلاثين أيارًا بمعجزة إلهية، هاكِ." قالت بينما تخرج من جيبها الأيارت، لتلمع عيون شاروليت بينما تنظر لأختها بفخرٍ.. وكأنما الأمل أشرق ظلمات حياتهن وبدد الغيوم، وغرس فيهما سعادةً لا مثيل لها وهما يران أزمة أبيهما وكريستوفر تتلاشى.
"يا إلهي ڤينيس، أنتِ منقذة حقًا." وبدأت دموعها تسيل على وجنتيها بينما ضمتها ڤينيس وبدون أي كلماتٍ، فقط تستشعر اللحظة.
ومفسد المواقف اللطيفة صرخ "هيا لا يجب التأخير!"
"ح-حسنًا." تخبطت الحروف على جانبي فم ڤينيس، لتنظر لأختها وتقول "هكذا معكم حوالي الخمس وخمسين أيارًا، وحتى أستلم مرتبي سيصبح معنا سبعون أيارًا، كما اتفقنا، لا تسددوا المبالغ كلها مرة واحدة، على فترات متقاربة، خشية نفاذ الأيارت منا."
فأومأت لها شاروليت وهمست "الوداع." بينما مسحت الدموع منها بطرف فستانها الأزرق، الذي تركته لها ڤينيس قبل أن تنتقل للقصر.
وبعد أن صعدت ڤينيس للعربة، تحرك السائق بينما أرسلت لشاروليت قبلةً في الهواء.
***
"لماذا أحضرتموني الآن؟" إخترقت كلمات الأمير صمت جناحه الملكي موجهًا حديثه للملك والملكة بهدوء مؤلم، هدوء من لاقى الكثير من العقبات وخيبات الآمال فأُفقد بهجة الحياة ولم يجد شيئًا يستحق حتى معاناة رفع صوته.
الملك يجلس على أريكةٍ ضخمة مسترخيًا في مجلسه وممسكًا بصولجان ذهبي عظيم، مرصع بالياقوت القاني.
وعلى كرسيٍ بجواره تجلس الملكة، أوچيني الحسناء.
بالرغم من كونها في الأربعين من عمرها، ولكن المملكة، والممالك المجاروة جميعًا تتحدث عن حُسنها.
بشرتها ناصعة البياض، وخصلات شعرها الذهبي تغُطي ظهرها، عيونها الضيقة خضراء ناضرة.
قوامها ممتلئ بعض الشيء، ويلتبسها اللون الأرجواني بكثرة حتى أصبح جزءًا منها.
ولكن حُسنها توقف فقط عند مظهرها، فعقلها فارغ تمامًا.
وحتى إنتهى نايل من فك أربطة الأمير، أشار الملك بعينيه لنايل بالرحيل، فاستأذن إنصرف على الفور.
فنظرت له الملكة وتحدثت بسلاسة متناسيةً أنها تُحدث وليدها "لأننا عجلنا بميعاد الحفل، سيصبح بعد ثلاثة أيامٍ، فيجب أن تصبح هُنا حتى لا تثير الشكوك."
ولكن الأمير لم يكلف نفسه حتى برفع بصره من على الأرض وأعلمهما "ومن قال أني أريد حضور الحفل أو حتى الوقوف على أرضية القصر النتنة تلك؟"
فقام الملك من مجلسه تاركًا صولجانه وهرول صوبه ووجه إليه دفعة أسقطته على الأرض، لم تكن الدفعة بتلك القوة، ولكن خطبًا ليس على ما يرام مع الأمير..
شهقة بسيطة هربت من فم الملكة أثارت سخرية الأمير، الذي حاول الإستناد على الحائط للوقوف في وجه الملك.
"لماذا لن تحضر أيها المغفل؟" سأل بقسوة وإزدادت عيناه حجوظًا وهو يمسك بياقة قميصه البالي.
"لا يوجد ما يستحق أن أحضر بسببه." رفع بصره وصوبه لعيني الملك مباشرةً ولم تمر ثانية حتى أخفض بصره مجددًا من التوتر.
"نحن لسنا في المدينة الفاضلة، هُنا من يخطئ يُقتل." وضح الملك ويليام لربما يغير تفكير ابنه العنيد، الذي هرب بسببه.
"بالقصر حوالي المائتي عامل، يعني هذا أنك قتلت حوالي الألف وستمائة نفس." همس بهدوءٍ بينما يفكر في رعب هذه الفكرة، وإزدادت ضربات قلبه شيئًا فشيئًا،
"انظر لويس، الحيا-" حاول الملك إيضاح فكرته ولكن الأمير قاطعه "لا مبرر لما فعلت، لقد أذيت ألفًا وستمائة أسرة، وقتلت ألفًا وستمائة نفسٍ، وباعدت بيني و بينك ألفًا وستمائة مرة عن ذي قبل.." و أبعد يد والده عن ياقة قميصه وأخذ مساحته مبتعدًا عنه قليلًا وأكمل والدموع تصاحب حديثه "لقد كان بمقدوري تحمل الأذى وحدي.. ولكن الوضع صار جنوني، لقد مللت!" وهرول للخروج خارج جناحه الملكي، ولكن شيئًا ما أفقده وعيه ليسقط كما الجثة الهامدة، بينما فزعت الملكة بعض الشيئ ولكن، هذا المعتاد.
***
يوم الحفل الملكي.
مرت ثلاثة أيام، اللورد كريستوفر توقف عن رؤية آل ستانفورد، لقد أشعلت فكرةٌ ما كيانه، وأخذ أولى الخطوات لتنفيذها، ولن يوقفه أحد.
وڤينيس تعيش في توتر قاتل، السيدة مارجريت والسيدة خمسمائة وثلاثون لا يتوقفان أبدًا عن إصدار الأوامر.. رغم أنها هُنا بالأصل لتهتم بالمشتروات..
وقد تعاظمت مهامها حتى كادت أن تُهلكلها، السيدة خمسمائة وثلاثون تختلس من أموال المشتروات بفجورٍ بيّن، وڤينيس لا تجرؤ على الحديث.
في الثلاثة أيامٍ الماضية لم تستطع إلا أن توفر خمسة أياراتٍ فقط.
وأما عن ولي العهد.. فقد إقتحم الملك حرم جناح الأمير، المدجج بالحرس، ودلف إلى غُرفة نومه، وإتجه نحو السرير الذي يحمل هيكل الأمير النائم منذ آخر حوارٍ دار بينهما.. منذ ثلاثة أيام.
إقترب من أُذنه، وبدأ يتمتم ببعض الكلمات، حتى استفاق الأمير.
وبدأ بالإستناد على يديه بسرعةٍ حتى يعتدل في مجلسه.
"ماذا حدث؟" سأل الأمير بهلعٍ حتى أجابه الملك "لقد إستغرقت في النوم قليلًا،" وأكمل بينما يراقب تعبيرات وجه ابنه "حوالي ثلاثة أيام."
فتجمعت الدموع في مقلتيه، وضم شفتيه بأسىٍ وهو يحرك رأسه يمينًا ويسارًا في صمت مريب، حتى قطع أحبال الصمت صوت الملك وهو يأمر "سترتدي الحُلة السوداء، وأكبر تاجٍ ذهبي، وستضع عطرًا، وسأترك لك حرية إختيار ردائك، سواء كان الأزرق أو الأحمر."
بينما يسمع الأمير دون أن يوجه بصره إليه، وتحدث الملك مجددًا "اليوم سيأتي العديد من الأسرة المالكة في مملكة سماركا ومملكة لامبرچاك، وسيحضر العديد من علية القوم، من الدوق واللوردات والماركيزات، أريدك أن تكون بجواري طوال الحفل، وألا تغيب عن عينيّ لحظة واحدة." وصمت لثانيتين وأردف "أوامري تنفذ بالحرف، أنت تعرف ماذا أستطيع أن أفعل بك جيدًا."
ولازال صمت الأمير هو الجواب، فسأل الملك بينما أمسك بوجه الأمير وأداره لينظر له "أفهمت؟"
فأومأ الأمير وتكلم الملك مجددًا "إرتدي ملابسك بسرعة وتعالى لجناحي."
وخرج مستندًا على صولجانه تاركًا الأمير غارقٌ في دموع عينيه.
***
تم إعلام ڤينيس أنها ستكون في الخدمة في القاعة الرئيسية للقصر، إرتجفت قليلًا قبل أن تجيب "في خدمتكم سيدتي."
الحفلة ستبدأ بعض آخر ظهورٍ للشمس، في السادسة مساءًا بالضبط.
مستيقظةٌ هي والخدم منذ السادسة صباحًا على غير العادة، فهذا يوم حفلة الملك.
الجميع يعمل على قدم وساق، مطلوب من الجميع الإنجاز في أسرع وقتٍ ممكن، الضجيج ولأول مرة يعلو في بهو القصر..
ومرت بضع ساعات.. حل قصر الملك ويليام توملينسون محل الشمس.
لقد كان يلمع من فرط النظافة، ويغلب عليه اللون الأبيض والذهبي،
الخدم يرتدون فساتين بيضاء فضفاضة ينتصفها رباط أزرق قاتم اللون، ولا وجود لأرقامٍ على هذا الرداء.
والطاولات جميعًا عليها كل أنواع الفاكهة، أنواع فاكهة لم تخطر على بال قروية كڤينيس،
وتحتضن الفاكهة زجاجات نبيذ فاخرة،
وطاولات عليها العديد، والعديد من اللحوم والدجاج والطيور والأرز والخضراوات،
وتوجد طاولات عليها كل ما لذ و طاب من الأطباق الحلوة، ككعكات شوكولاة و فانيليا، ومئات من الحلوى الفرنسية التي تسمى بونبون.
تراقب المشهد بهدوءٍ حسبما طلبت منها السيدة خمسمائة وثلاثون، بينما هي تكاد تفقد عقلها.
تتحرك ببصرها بسرعةٍ لئلا تجد كريستوفر، ولكنها لم تجده، فزفرت بإرتياحٍ بينما سارت حاملةً كئوس النبيذ وإتجهت لكل شخصٍ أمامها.
مائة زائر اليوم للملك، يتبارون في إظهار الأناقة والعلو.
أتمت مهمتها الأولى، وظلت تنفذ ما تمليه عليها السيدة خمسمائة وثلاثين بالضبط، ومر الوقت حتى أمسى الوقت الحادية عشر مساءًا.
وبينما تنفذ التعليمات، كانت تبحث عن شخصٍ ما.. شخصٍ ما بعينه..
حتى ظهر من بعيد..
في قميصٍ وبنطالٍ أسود فخم، وعلى الأكتاف يتركز اللون الذهبي بينما يسيطر الأحمر على رداء الأمير، ولم ينسَ أن يكمل هيئته بتاجٍ ذهبي عظيم أحاط برأسه، متراصٌ عليه الياقوت والألماس.
كادت لتتبسم، لازالت تشعر بالإمتنان إثر قراره الذي يوشك أن ينقذ والدها من السجن، ولكن الأمير يبدو واهنٌ وشاحب اللون بعض الشيئ، عظام وجنتيه برزوا أكثر من ذي قبل، وعيونه منتفخة جدًا، وكأنما نام أو بكى الدهر و لم يشعر به أحد.
أيقظها من شرودها صوت أحد الحراس يميل نحوها ويأمر "اتبعيني."
"م-ماذا هناك؟" سألته بهدشةٍ ممزوجة بخوف غريب؛ ليجيب "لا أسئلة."
وبما أنها مستجدة ولا تعلم بالقوانين كافةً، تبعته بدون أسئلة.
وسارت خلفه حتى خرجا من بوابة القصر الخلفية، وبينما هى تترقب وتستعد لسؤاله ظهر كريستوفر من اللامكان وسألها "أتستطيعين الهرب مني الآن؟"
فصرخت ڤينيس وحاولت الجري ولكن يد كريستوفر أمسكت بها فسددت له ركلة ما في مكانٍ ما أفقدته توازن نفسه فسقط صارخًا باسمها وصارخًا في الحارس "أحضرها أيها الأحمق، لقد دفعت لك!"
ولكنه أعلم بمكرٍ "سيدي، لقد دفعت فقط لأُحضرها."
وبينما المتكبر و المتخاذل يتحاورون، ظلت ڤينيس تجري بعيدًا قدر ما استطاعت عن القصر، جرت لمدة ساعة متواصلة، لتستند على أحد أشجار الغابة بعد ضمان عدم لحاق كريستوفر بها.
حاولت التفكير، تخاف أن تعود للقصر حتى يؤذيها كريستوفر، وتخاف من الهرب من القصر..
ولكن ما مرت دقيقة، حتى سمعت صوت عربة تقترب وصوت صرخة متألمة، قبل الصرخة ظنته كريستوفر، كانت لتظنه كريستوفر قبل أن يزداد الأنين..
توارت خلف الشجرة لتراقب العربة تختفى من أنظارها، يكاد الفضول يقطع جسدها إربًا إربًا، و يكاد الخوف من الغابة يلتهمها شيئًا فشيئًا.
قررت أن تتبع العربة.
تبعت خطوات الحصان وآثار العجلات مهرولةً، حتى سمعت صوتها من بعيد، فاختبأت خلف شجرة ما.. ولكن هذه المرة لم تسمع صراخ..
بعد أن إطمأنت أن العربة إبتعدت، بدأت بالجري لترى ما السر.. ولكنها توقف أمام برجان طويلان ينتصفان الفراغ.
السماء مظلمة بلا غيوم ولا حتى نجوم ولا القمر ظاهر ولا النور يأبي الحضور.
البرج الذي عن يسارها تسمع منه صوت العديد من الرجال فقررت أنها ستختار أن تطرق باب البرج الذي يقبع على يمينها، علها تسأل صاحبه الهدى..
إتجهت مسرعةً صوب الباب الذي يبدو عليه أنه مهترئ، طرقته بخفةٍ وقالت "هل يوجد أحدٌ هنا؟"
وقبل أن تستقبل الجواب، إنفتح الباب، ودلفت لتجد الفراغ، وقبل أن تأخد أي قرار بالعودة سمعت اثنتا عشرة دقة متتابعة صدروا من الساعة المتكسرة أعلنوا حلول منتصف الليل..
وقد هبت الرياح فى الأرجاء والأستار تدافعت على النوافذ.. الأبواب تنفتح وتنغلق بعنفٍ، وأرضية المبنى المهترئ تتزلزل من تحتها.
إحساس الذعر يجتاح كل ذرة فيها، يجتاحها وماذا هى بفاعلة؟
حاولت الركوض بأسرع ما أمكنها ولكن إرتعاش قدميها لم يساعدها، وما لبثت حتى سمعت صراخ حيوانٍ يصدح بالمكان..
قلبها ينبض بشدةٍ وجسدها يتعرق كما لم تتعرق فى حياتها قَط، إرتعاشٌ يسري فى جسدها بالذات بعد أن غُرزت أنياب هذا الحيوان بكتفها الأيسر ليتخدَرَ من الألم..
حاولت إستجماع شجاعتها لتنظر خلفها بكل ذعر لترى هذا الكائن
"لا أرحب بالمتطفلين فى هذا الوقت."
حاولت الركوض مجددًا و لكنه أمسكها ثم قال "ولا أرحب بفكرة خروجهم بدون مقابل."
ليتها ما كذبتهم ، ليتها صدقت الأسطورة.
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
البارت الجاي هتعرفوا سر لوي الخطير xD
١) ايه اللي رامي لوي الرمية ديه؟
٢) أبو لوي له علاقة بالموضوع؟
٣) أبو لوي عمله ايه خلاه وقع فجأة و نام ٣ ايام و كان يقصد ايه بجملة ان لوي عارف هو يقدر يعمل ايه؟
٤) الكائن ده ممكن يبقى ايه؟
٥) ايه المقابل اللي ممكن الكائن ده يطلبه من فينييس؟
٦) نقد؟
٧) تقييم؟
أشوف وشكو بخير💖
Коментарі