CH19||مُنطفئ
وونغ لوكاس
سكرتيرة أبليس|| Queen of Lies
"مُنطفئ"
بَدَت يوكي متوتِّرة وهي تنظر إلى لوكاس من خلفِ ظهر لوهان، وعلى ما بدى؛ فإن لوكاس سيختار أن يتنازل عن كُل شيء يملكه لأبناء عمِّه، فهو بنظرهم لا يستحق قِرشًا مِمّا تركوه أسلافهم، وبالنِّسبةِ له فإن هذا عقابًا مُناسِبًا له على ما فعله.
لوكاس نظر في أوجه الأخوة الثلاثة بمعالمه المُرهقة هذهِ، إنهم يتحدّونه ويهددونه بلا كلام، وهو لا طاقة له لأي شيء، لذا حمل القلم بلا أن يُجادل، وذلك ما جعل الإخوة الثلاث يتراخوا براحة، فلقد إستسلم الحفيد الصغير بسهولة، ويمكنهم ركله بعيدًا دون أن يُحاسبهم أحد.
إنحنى لوكاس بجذعه نحو الطاولة؛ كي يضع توقيعه على كُلِّ الأوراق، لكن يوكي صرخت به.
"لوكاس لا توقِّع!"
رفع لوكاس نظره إليه، فإزدرئت جوفها ونفت له برأسها.
"أياكَ أن توقع؛ لم يُرِد لك جدك مثل هذهِ النهاية المأساويّة!"
هَبَّ لوهان واقفًا وإلتفت إلى سكرتيره، التي وجب عليها أن تكون بصفِّه لا ضده، وأنَّبها بقسوة وغضب.
"اخرسي أنتِ ولا تتدخَّلي بما لا يعنيكِ!"
قبضت حاجبيها بأستياء، ولكنَّها تجاهلته؛ إذ لم ترُد عليه، وبدلًا من ذلك تجاوزته إلى لوكاس، الذي لم يمضي على الأوراق بفضلها.
تمسَّكت بعِضده، وشدَّتهُ أن ينهض من مكانه.
"لا تبقى هكذا، انهض معي!"
نظر لها لوكاس بأعين فارغة، لكنه إستجاب لِمُرادها ونهض معها، فسحبته إلى غُرفته على مرأى من الجميع حتى رئيسها، الذي يستشيظ غضبًا، ومهما ناداها لا تستجيب له.
دخلت من بعدِه إلى غُرفتِه، وأغلقت عليهما الباب، ثم يوكي إستندت عليه؛ تحاول مد نفسها بالشجاعة والقوة، التي تلزمها للحديث مع لوكاس رُغمًا عن الموقف الأخير الحاصل بينهم.
ولجت إلى غرفته بعدما عبّأت صدرها بالهواء، وإذ به يجلس على طرف سريره ولا تصدره منه أي غوغاء.
فلقد فرَّق ساقيه، وشابك أصابعه في الفراغ الشاغر مُتكئً بمرفقيه على فخذيه، وبصره مُنخفض الزاوية نحو لا شيء تحديدًا.
تقدَّمت منه، ثم جلست بجواره، بدى ضائعًا جدًا مثل طفل صغير فقد عائلته ونجى وحده وعليه أن ينجو وحده في المستقبل.
أشفقت عليه، رغم رعونته ووقاحته في كثير من الأحيان، رغم الكثير من الأستياء التي شعرت به إتجاهه، لكنها لم تستطِع تجاهله والمُضي.
ألم الفقد ليس بيسير، وهي تعلم هذا الشعور المرير؛ تحدَّثت بنبرةٍ هامسة، لا يسعه سوى سماعها بهدوء.
"إعتاد أبي أن يوصلني كل صباح إلى المدرسة في طريقه إلى العمل، كان يفعل أي شيء ليجعلني أراه بخير، كان يحبني كثيرًا ولا يحرمني من أي شيء أرغب به حتى لو ما طلبته منه... رغم ضيق حالنا كان يُجاهد ليُقدِّم لي كل ما أريد.
أبي كان رجلًا مثاليًا اعتز فيه، لم يكن غني ولكن نفسه غنية، لم يكن ذا سلطة ولكنني أفخر به.
في أحد المرات تأخَّر في نقلي إلى البيت، شعرتُ بالقلق لكن حاولت أن أفكر بإيجابية، ربما طرأ له عمل... تدبَّرت الأعذار له أو لنفسي كي لا ينهشني القلق، لكنني حينما وصلت إلى المنزل أدركتُ أني فقدتُه بحادث سير.
كنتُ صغيرة جدًا لأستوعب هذا الألم، ألم الفقد سيء جدًا، فكرت بالموت، توقفت حياتي لفترة، لكن الحياة لم تتوقف بي، واستمرَّت بالمُضي.
والزمن كان كفيل بأن يُشافي جروحي، أصبحت أتذكر أبي بإبتسامة، ما عدتُ أبكي عندما أتذكَّره."
نظر لها لوكاس وقد سقطت على وجنته دمعة، مسحتها بإبهامها، واسترسلت.
"أنا لا أقول ألا تحزن أو تكمت وجعك في صدرك، أقول أن تفكر بالتعافي أيضًا، افعل ما يستلزمك كي لا تنهار، جدَّك لن يرضى أن تنهار وتستسلم، هو كان يفعل كل شيء لمصلحتك حتى زواجك، لذا لا تُضيّع جُهده هباءً، ولأجل جدك أحسن الصُنع هذهِ المرة، هو يراقبك من مكانٍ ما"
أغمض لوكاس عينيه وتنهد عميقًا.
"لا تترُكيني!"
فتح عينيه ونظر لها مُتبعًا.
"ما عدتُ أملك أي أحد بعد جدي، لا أحد يريدني، لا أحد يتمنّى لي الصلاح... أنتِ لا تتركيني رجاءً، أحتاج أحد ما بِقُربي!"
همهم لها حينما طال صمتها، لم تتوقع منه أن يقول شيئًا كهذا، بدى يائسًا جدًا.
تنهد لوكاس وأومئ، يفهم صمتها رفضًا، ثم وقف ليُغادِر، لكنَّها تمسَّكت بقميصِه من جُب ونبست.
"لن أتركك!"
إلتفت لها بمعالمه الذابلة، وتساقطت دموعه مثل سحابة ماطرة وخاملة.
"لن تتركيني؟!"
أومأت له، شعر بالراحة تنتشر في صدره، ولم يرى حرجًا في السقوط أمامها، إذ جلس أرضًا ووضع رأسه في حِجرها.
إشتدَّت قبضتيها على ملاءة السرير، وتصلَّبت قدميها أسفل رأسه، لكنها لم تفعل شيء لتمنعه حتى لو ما كان الوضع مُريح بالنسبةِ لها.
تمتم لوكاس.
"أنا مُرهق ومُتعب جدًا... أحتاج فقط أن آخذ قِسطًا من الراحة، امنحيني ساعة فقط، أحتاجكِ بجواري!"
إزدرئت جوفها بصعوبة، ثم نفثت أنفاسها بالكِتمان، رفعت يدها بتردد ناحية رأسه، ثم أخذت تمسح بيدها على شعرِه.
"سأكون هنا لأجلِك!"
إرتخى جسده، ورويدًا رويدًا ثقل رأسه على قدميها، وهي ما فعلت شيء سوى مواساته، ومدِّه بالشعور الذي يحتاجه، الشعور بالأمان والإطمئنان.
بعد مُضي ساعة؛ إستطاعت أن تجعله ينهض عن قدميها ويندَّس في فراشه، ولم تتركه حتى تأكدت أنَّهُ خلد للنوم بعُمق.
مسحت على وجنته بقفا أصابعها بشرود، وتأمَّلت هذهِ الملامح المُجهدة، لكنها ما إن وعت على ما تفعله سحبت يده بإرتباك ونهضت، رفعت الغطاء حتى عُنقه، أطفأت الأضواء، ثم غادرت بهدوء حريصة ألا تحدث ضجّة تُزعجه.
نزلت إلى الطابق الأول، حيث يتواجد رئيسها مع إخوته، أثناء بقائها مع لوكاس نست أن لها جلسة عصيبة مع هؤلاء وخصوصًا مع رئيسها، الذي يبدو حقودًا بطريقة إستثنائية على لوكاس.
ما إن رآها إجتذبها من ذراعها وسحبها معه عنوة، ومهما حاولت إيقافِه لم تنجح.
"سيدي، توقف رجاءً... لا يحق لك أن تُعاملني بهذهِ الطريقة!"
دفعها إلى داخل المطبخ وصرف جميع العُمال من داخله، تراجعت يوكي عنه حتى إستندت بجذعها إلى البار.
وهو تقدَّم منها مُتخصِّرًا ونبس.
"ماذا تظني نفسكِ فاعلة؟!
أيُ جُرءة ووقاحة هذهِ التي تملكينها؟!"
زفرت يوكي بأستياء ثم نظرت إليه.
"فعلتُ ما رأيته صحيح، لا يحق لكم أن تستغلوا حالته النفسية وضعفه لتدمرونه وتستولوا على كل شيء ملكه!"
إرتفع حاحبه بسخط، ثم تقدَّم منها حتى قبض على ذراعها، واجتذبها غصبًا ناحيته.
"من أنتِ لتُقرري ما يحق ولا يحق؟!
أنتِ مُجرَّد عاملة عندي، إن تجاوزتِ حدودكِ لن أُبالي بكِ وسأطرُدك!"
تعثَّرت تنهداتها بالسُخرية، ونبست وقد أشرقت شفتيها بإبتسامة مُستفزة.
"تظنني أُبالي؟!
لا يُشرِّفني أن أعمل لدى رجل مثلك يأكل حقوق الآخرين ولا ينفك طمعه يزداد!"
إنفلتت أعصابه بلحظة وكاد أن يصفعها لولا أنها صدّته بدفع يده، رمقته بغضب شديد ونبست.
"الآن لو ما طردتني أنا سأستقيل!"
دفعت به عنها وكادت أن تتجاوزه لولا أن ضحكاته الهازئة إستوقفتها.
"أتظني أنّي وظَّفتُكِ لأنَّكِ كفؤ؟"
إلتفتت إليه فوجدته يرمقها بإبتسامته المُستفزة بينما كفّيه في جيوب بِنطاله.
"وظَّفتكِ لأنَّكِ كُنتِ تعملي عند لوكاس ليس لأنَّكِ تعملي بجِد... تريدين أن تستقيلي؟!"
تقدَّم منها والغضب في عينيه.
"أريني كيف تستقيلي وأنتِ مُلزمة بدفع مليون دولار لو فعلتِ؟!"
إنقبضت ملامحها.
"ماذا؟!"
ضحك بخفّة قبل أن يتجاوزها للخارج.
"الطمع أعمى عينيكِ عن بنود العقد الذي وقَّعتِ عليه، الآن نرى من فينا الطمّاع آنسة يوكي!"
.....................
يُتبَع...
الفصل التاسع عشر "مُنطفئ"
الرواية العاطفيّة "سكرتيرة أبليس|| Queen of Lies"
.....................
سلاااااااااام
بارت بائس وصل😁👏👏👏
الفصل القادم بعد 100فوت و100كومنت.
رأيكم بلوكاس؟ حالته النفسية لفقدان جده واستسلامه لأبناء عمه؟
رأيكم بيوكي؟ وقوفها بصف لوكاس؟
رأيكم بلوهان؟ نزاعه مع ابن عمه وسكرتيرته؟
رأيكم بالفصل وتوقعاتكم للقادم؟
دمتم سالمين❤
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
Love❤
سكرتيرة أبليس|| Queen of Lies
"مُنطفئ"
بَدَت يوكي متوتِّرة وهي تنظر إلى لوكاس من خلفِ ظهر لوهان، وعلى ما بدى؛ فإن لوكاس سيختار أن يتنازل عن كُل شيء يملكه لأبناء عمِّه، فهو بنظرهم لا يستحق قِرشًا مِمّا تركوه أسلافهم، وبالنِّسبةِ له فإن هذا عقابًا مُناسِبًا له على ما فعله.
لوكاس نظر في أوجه الأخوة الثلاثة بمعالمه المُرهقة هذهِ، إنهم يتحدّونه ويهددونه بلا كلام، وهو لا طاقة له لأي شيء، لذا حمل القلم بلا أن يُجادل، وذلك ما جعل الإخوة الثلاث يتراخوا براحة، فلقد إستسلم الحفيد الصغير بسهولة، ويمكنهم ركله بعيدًا دون أن يُحاسبهم أحد.
إنحنى لوكاس بجذعه نحو الطاولة؛ كي يضع توقيعه على كُلِّ الأوراق، لكن يوكي صرخت به.
"لوكاس لا توقِّع!"
رفع لوكاس نظره إليه، فإزدرئت جوفها ونفت له برأسها.
"أياكَ أن توقع؛ لم يُرِد لك جدك مثل هذهِ النهاية المأساويّة!"
هَبَّ لوهان واقفًا وإلتفت إلى سكرتيره، التي وجب عليها أن تكون بصفِّه لا ضده، وأنَّبها بقسوة وغضب.
"اخرسي أنتِ ولا تتدخَّلي بما لا يعنيكِ!"
قبضت حاجبيها بأستياء، ولكنَّها تجاهلته؛ إذ لم ترُد عليه، وبدلًا من ذلك تجاوزته إلى لوكاس، الذي لم يمضي على الأوراق بفضلها.
تمسَّكت بعِضده، وشدَّتهُ أن ينهض من مكانه.
"لا تبقى هكذا، انهض معي!"
نظر لها لوكاس بأعين فارغة، لكنه إستجاب لِمُرادها ونهض معها، فسحبته إلى غُرفته على مرأى من الجميع حتى رئيسها، الذي يستشيظ غضبًا، ومهما ناداها لا تستجيب له.
دخلت من بعدِه إلى غُرفتِه، وأغلقت عليهما الباب، ثم يوكي إستندت عليه؛ تحاول مد نفسها بالشجاعة والقوة، التي تلزمها للحديث مع لوكاس رُغمًا عن الموقف الأخير الحاصل بينهم.
ولجت إلى غرفته بعدما عبّأت صدرها بالهواء، وإذ به يجلس على طرف سريره ولا تصدره منه أي غوغاء.
فلقد فرَّق ساقيه، وشابك أصابعه في الفراغ الشاغر مُتكئً بمرفقيه على فخذيه، وبصره مُنخفض الزاوية نحو لا شيء تحديدًا.
تقدَّمت منه، ثم جلست بجواره، بدى ضائعًا جدًا مثل طفل صغير فقد عائلته ونجى وحده وعليه أن ينجو وحده في المستقبل.
أشفقت عليه، رغم رعونته ووقاحته في كثير من الأحيان، رغم الكثير من الأستياء التي شعرت به إتجاهه، لكنها لم تستطِع تجاهله والمُضي.
ألم الفقد ليس بيسير، وهي تعلم هذا الشعور المرير؛ تحدَّثت بنبرةٍ هامسة، لا يسعه سوى سماعها بهدوء.
"إعتاد أبي أن يوصلني كل صباح إلى المدرسة في طريقه إلى العمل، كان يفعل أي شيء ليجعلني أراه بخير، كان يحبني كثيرًا ولا يحرمني من أي شيء أرغب به حتى لو ما طلبته منه... رغم ضيق حالنا كان يُجاهد ليُقدِّم لي كل ما أريد.
أبي كان رجلًا مثاليًا اعتز فيه، لم يكن غني ولكن نفسه غنية، لم يكن ذا سلطة ولكنني أفخر به.
في أحد المرات تأخَّر في نقلي إلى البيت، شعرتُ بالقلق لكن حاولت أن أفكر بإيجابية، ربما طرأ له عمل... تدبَّرت الأعذار له أو لنفسي كي لا ينهشني القلق، لكنني حينما وصلت إلى المنزل أدركتُ أني فقدتُه بحادث سير.
كنتُ صغيرة جدًا لأستوعب هذا الألم، ألم الفقد سيء جدًا، فكرت بالموت، توقفت حياتي لفترة، لكن الحياة لم تتوقف بي، واستمرَّت بالمُضي.
والزمن كان كفيل بأن يُشافي جروحي، أصبحت أتذكر أبي بإبتسامة، ما عدتُ أبكي عندما أتذكَّره."
نظر لها لوكاس وقد سقطت على وجنته دمعة، مسحتها بإبهامها، واسترسلت.
"أنا لا أقول ألا تحزن أو تكمت وجعك في صدرك، أقول أن تفكر بالتعافي أيضًا، افعل ما يستلزمك كي لا تنهار، جدَّك لن يرضى أن تنهار وتستسلم، هو كان يفعل كل شيء لمصلحتك حتى زواجك، لذا لا تُضيّع جُهده هباءً، ولأجل جدك أحسن الصُنع هذهِ المرة، هو يراقبك من مكانٍ ما"
أغمض لوكاس عينيه وتنهد عميقًا.
"لا تترُكيني!"
فتح عينيه ونظر لها مُتبعًا.
"ما عدتُ أملك أي أحد بعد جدي، لا أحد يريدني، لا أحد يتمنّى لي الصلاح... أنتِ لا تتركيني رجاءً، أحتاج أحد ما بِقُربي!"
همهم لها حينما طال صمتها، لم تتوقع منه أن يقول شيئًا كهذا، بدى يائسًا جدًا.
تنهد لوكاس وأومئ، يفهم صمتها رفضًا، ثم وقف ليُغادِر، لكنَّها تمسَّكت بقميصِه من جُب ونبست.
"لن أتركك!"
إلتفت لها بمعالمه الذابلة، وتساقطت دموعه مثل سحابة ماطرة وخاملة.
"لن تتركيني؟!"
أومأت له، شعر بالراحة تنتشر في صدره، ولم يرى حرجًا في السقوط أمامها، إذ جلس أرضًا ووضع رأسه في حِجرها.
إشتدَّت قبضتيها على ملاءة السرير، وتصلَّبت قدميها أسفل رأسه، لكنها لم تفعل شيء لتمنعه حتى لو ما كان الوضع مُريح بالنسبةِ لها.
تمتم لوكاس.
"أنا مُرهق ومُتعب جدًا... أحتاج فقط أن آخذ قِسطًا من الراحة، امنحيني ساعة فقط، أحتاجكِ بجواري!"
إزدرئت جوفها بصعوبة، ثم نفثت أنفاسها بالكِتمان، رفعت يدها بتردد ناحية رأسه، ثم أخذت تمسح بيدها على شعرِه.
"سأكون هنا لأجلِك!"
إرتخى جسده، ورويدًا رويدًا ثقل رأسه على قدميها، وهي ما فعلت شيء سوى مواساته، ومدِّه بالشعور الذي يحتاجه، الشعور بالأمان والإطمئنان.
بعد مُضي ساعة؛ إستطاعت أن تجعله ينهض عن قدميها ويندَّس في فراشه، ولم تتركه حتى تأكدت أنَّهُ خلد للنوم بعُمق.
مسحت على وجنته بقفا أصابعها بشرود، وتأمَّلت هذهِ الملامح المُجهدة، لكنها ما إن وعت على ما تفعله سحبت يده بإرتباك ونهضت، رفعت الغطاء حتى عُنقه، أطفأت الأضواء، ثم غادرت بهدوء حريصة ألا تحدث ضجّة تُزعجه.
نزلت إلى الطابق الأول، حيث يتواجد رئيسها مع إخوته، أثناء بقائها مع لوكاس نست أن لها جلسة عصيبة مع هؤلاء وخصوصًا مع رئيسها، الذي يبدو حقودًا بطريقة إستثنائية على لوكاس.
ما إن رآها إجتذبها من ذراعها وسحبها معه عنوة، ومهما حاولت إيقافِه لم تنجح.
"سيدي، توقف رجاءً... لا يحق لك أن تُعاملني بهذهِ الطريقة!"
دفعها إلى داخل المطبخ وصرف جميع العُمال من داخله، تراجعت يوكي عنه حتى إستندت بجذعها إلى البار.
وهو تقدَّم منها مُتخصِّرًا ونبس.
"ماذا تظني نفسكِ فاعلة؟!
أيُ جُرءة ووقاحة هذهِ التي تملكينها؟!"
زفرت يوكي بأستياء ثم نظرت إليه.
"فعلتُ ما رأيته صحيح، لا يحق لكم أن تستغلوا حالته النفسية وضعفه لتدمرونه وتستولوا على كل شيء ملكه!"
إرتفع حاحبه بسخط، ثم تقدَّم منها حتى قبض على ذراعها، واجتذبها غصبًا ناحيته.
"من أنتِ لتُقرري ما يحق ولا يحق؟!
أنتِ مُجرَّد عاملة عندي، إن تجاوزتِ حدودكِ لن أُبالي بكِ وسأطرُدك!"
تعثَّرت تنهداتها بالسُخرية، ونبست وقد أشرقت شفتيها بإبتسامة مُستفزة.
"تظنني أُبالي؟!
لا يُشرِّفني أن أعمل لدى رجل مثلك يأكل حقوق الآخرين ولا ينفك طمعه يزداد!"
إنفلتت أعصابه بلحظة وكاد أن يصفعها لولا أنها صدّته بدفع يده، رمقته بغضب شديد ونبست.
"الآن لو ما طردتني أنا سأستقيل!"
دفعت به عنها وكادت أن تتجاوزه لولا أن ضحكاته الهازئة إستوقفتها.
"أتظني أنّي وظَّفتُكِ لأنَّكِ كفؤ؟"
إلتفتت إليه فوجدته يرمقها بإبتسامته المُستفزة بينما كفّيه في جيوب بِنطاله.
"وظَّفتكِ لأنَّكِ كُنتِ تعملي عند لوكاس ليس لأنَّكِ تعملي بجِد... تريدين أن تستقيلي؟!"
تقدَّم منها والغضب في عينيه.
"أريني كيف تستقيلي وأنتِ مُلزمة بدفع مليون دولار لو فعلتِ؟!"
إنقبضت ملامحها.
"ماذا؟!"
ضحك بخفّة قبل أن يتجاوزها للخارج.
"الطمع أعمى عينيكِ عن بنود العقد الذي وقَّعتِ عليه، الآن نرى من فينا الطمّاع آنسة يوكي!"
.....................
يُتبَع...
الفصل التاسع عشر "مُنطفئ"
الرواية العاطفيّة "سكرتيرة أبليس|| Queen of Lies"
.....................
سلاااااااااام
بارت بائس وصل😁👏👏👏
الفصل القادم بعد 100فوت و100كومنت.
رأيكم بلوكاس؟ حالته النفسية لفقدان جده واستسلامه لأبناء عمه؟
رأيكم بيوكي؟ وقوفها بصف لوكاس؟
رأيكم بلوهان؟ نزاعه مع ابن عمه وسكرتيرته؟
رأيكم بالفصل وتوقعاتكم للقادم؟
دمتم سالمين❤
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
Love❤
Коментарі