لوكاس وونغ (الرئيس)

بطل:

سكرتيرة أبليس|| Queen of Lies





"وخزات من الماضي"













أمسك لوكاس بيد يوكي من فوقِ الطاولة يستوقِفها عن الإشارة إليهم، ثم همس لها.

"لا تُشيري لهم، فقط تجاهليهم كما لو أنَّهُم ليسوا هُنا"

أومأت له يوكي، وسحبت يدها بإرتباك من يده، رُبَّما لوكاس لم يلحظ ورُبَّما لا يدري، لكن للوقتِ الحالي تُريد أن تحتفظ بخصوصية علاقتهُما وتُبقيها بعيدة عن معرفةِ الجميع؛ وخصوصًا أولاد عمَّه؛ فهُم لئيمون سيُلفِّقوا لها نوايا خبيثة لإرتباطها بلوكاس.

آتى النّادل ليسكب لهما النَّبيذ فيما كلاهما يختاران الطعام الذي يُريدانه، غادر النّادل ومعه الطلب، ولكن الأجواء بقيت متوتِّرة.

"أنتِ بخير؟!"

همس لوكاس ليوكي؛ فأومأت له تبتسم، وهو تنهَّد بضيق، لِمَ عليهم أن يظهروا في موعده الرومانسيّ الأول مع حبيبته.

"يبدو أنَّ عزيزنا لوكاس قد حصل على حبيبة جديدة"

لوهان تحدَّث بصوتٍ مُرتفِع وتاو أتبع.

"ألم تعمل هذهِ الفتاة سكرتيرة عندك بعدما طردها؟! كيف إلتمَّ شمل العصافير؟!"

كريس نهى أخويه قائلًا.

"دعونا لا نكون طفوليين ونهتم بشأنِنا الخاص... للآن فحسب"

قهقه لوهان وشاركه تاو ذلك، ثم لوهان أومئ مؤكِدًا أقوال شقيقه.

"نعم للآن فحسب لندعه يمرح في مال جدي الذي قتله، ومال أبي الذي قتله أبوه"

من البداية وحتى هذهِ اللحظة تحلّى لوكاس بالصَّبر للحِفاظِ على صورته أمام يوكي وأمام النّاس راقيّة ولطيفة.

ولكن هذا الإتِّهام بحقِّ والده ما زال جائرًا ولو مرَّ عليه ألف عام، فوالد لوكاس لم يقتل أحد، بل خسر حياته بحادث مؤسف... هذا كل شيء.

ضرب لوكاس بكل قوَّته الطاولة، فجعل يوكي تنتفض برعبة، وهو وقف مُستعد لأي نزال بدني معهم.

إلتفت لهم وتقدَّم من لوهان سريعًا أعمى البصيرة، بل يحكمه الغضب وحسب، أقامه من تلابيب قميصه، وسدَّد على وجهه لكمة قويّة أسقطته أرضًا فيما لوكاس يصرخ.

"هذهِ وساوس أُمُكَ الشيطانة... أبي لم يقتل أحد أيُّها الخبيث!"

وقف كريس وتاو غاضبان من تصرُّف لوكاس الذي وجدانه أهوجًا، ويوكي ركضت تتمسَّك بكتفي لوكاس تحاول إخراجه من المكان لكنَّها لا تقدر على زحزحتِه من مكانه إطلاقًا، وكاميرات هواتف العُملاء الآخرون في المطعم صوَّرت كل شيء، وبالتأكيد حتى الصباح ستكون هذه المُشاجرة على الويبو تحتل الوسم الأول. 

"لوكاس أرجوك دعك منهم، دعنا نذهب رجاءًا!"

وضع لوكاس يوكي خلفه برفق، ثم رفع سبابته مُهدِّدًا بوجه الثلاثة.

"أيًا منكم ينعت أبي بالقاتل مُجددًا لن أتردَّد في ردعه بأقسى الطُّرق... لا تجعلوا أبي عُرضة لإلسنتكُم، هذهِ آخر مرّة أُحذِّرَكُم!"

ثم لوكاس أمسك بيد يوكي وسحبها معه خارجًا فيما يلتقط عن الطاولة حاجيّاتهم.

وبعد خروجه؛ نهض لوهان عن الأرض فيما يتحسَّس حنكه وتاو أسنده بقلق يقول.

"هل أنتَ بخير؟!"

أومئ له لوهان وعاد ليجلس على الطاولة، كريس الذي ما تحرَّك من مكانه مُذُّ البداية همس.

"أخبرتُكَ أن تكُف عن تصرُّفاتك الصبيانيّة، ليس هكذا نتخلَّص منه، ليس بالكلام!"

تنهَّد لوهان ومسح على محل الضربة يومئ متوعِّدًا.

وأمّا في الخارج؛ فلقد صعد الثُّنائي داخل يويو، ويويو تولَّت القيادة، كان لوكاس يزفر كثيرًا ويتنهد كثيرًا، ولا يبدو أنَّهُ سيهدأ عمّا قريب.

يوكي لم تَكُ تدري أنَّ له هذا الجانب العصبي، وما خطر لها حتّى، لا تنكر أنَّهُ أخافها، لكنّها خائفة عليه أكثر مما خافت منه.

وضعت يدها فوق يده وشدَّت عليها تقول.

"أوقف السيارة في مدخلِ الحي، ودعنا نسير ونتكلَّم بهدوء لعلَّك تهدأ"

تنهَّد لوكاس مُجدَّدًا ثم أومئ لها.

حينما وصلوا أعتاب الحي الذي تعيش فيه يوكي، ترجَّل لوكاس ويوكي من السيارة، ويويو بقيت في مدخلِ الحي.

كانت يوكي تسير جنبًا إلى جنب مع لوكاس، ثم إستجمعت جُرئتها وسألته.

"إن سمحت لي بالسؤال؛ لِمَ قال عن والدك هكذا؟!"

نظر لها لوكاس وتبسَّم، ثم نقر ذقنها ببنانه يقول.

"أنتِ أولى من يسألني وأُجيبه"

عاد ببصرِه إلى الأمام، وأمسك بيدها، وبينما تنظر إلى أيديهما التي تشابكت معًا روى لها لوكاس التفاصيل.

"لجدّي إبنين فقط؛ أبي وعمّي، بغضِّ النَّظر عن علاقتي بأبناء عمّي لكن أبي وعمي كانا مُقرَّبين إلى بعضهما بشدَّة، وجدّي لم يُفرِّق بينهما بشيء، لقد حصلا على نفسِ المُعاملة.

عمّي أكبر من أبي، لقد تزوج باكرًا وأنجب أبنائه الثلاث قبل أن يتزوج أبي وأمي، لكن المشاكل بين عمي وزوجته كانت كثيرة، كانت تقول عن أمي أنها تغوي عمي وأن أبي لا يمانع لو شارك زوجته مع أخيه"

"ما هذا الهُراء؟!"

نبست يوكي بلا تصديق فأومئ لوكاس يضحك بخفّة.

"نعم؛ هذهِ هي الحقيقة... ولم تنتهي إلى هنا بل حاولت التفريق بين الأخوين بما أن الكلام لا يؤثِّر على علاقتهما الوطيدة، ومُجددًا فشلت.

في اليوم الذي أعلن فيه جدي أن يولي منصب الرئيس للشركة بكل فروعها لعمي؛ كان عمي برفقة أبي وأمي بطريقهم إلى حفل تنصيب عمي، لم تكن زوجة عمي معهم لأنه كان قد هجرها منذ سنين.

في طريقهم إلى الحفل حدث حادث سيارة مؤسف أودى بحياةِ الثلاثة أبي وأمي وعمي، وكنتُ النّاجي الوحيد.

كنتُ أبلغ من العمر ستة أعوام فقط حينما حدث هذا الحادث، تأثَّرت نفسيتي وانعزلت لوقتٍ طويل؛ فرؤية أمي وأبي وعمي يصارعون الموت حتى إختطفهم أمامي وأنا عاجز عن فعل أي شيء لهم لم تخرج من رأسي، ضللتُ أراهم في أحلامي كلما غفت عيني، وطالما أنا مستيقظ أفكر بهم.

ما زاد الطين بلّة حينما إتهمت زوجة عمي أبي بأنه إفتعل الحادث ليقتل أخيه ويتولى الإدارة عنه، لكن خططه لم تنجح ومات معه.

لم يصدقها أحد من العائلة، فعلاقة أبي وعمي كانت متينة كفاية لتتجاوز المناصب، والعامة لم يصدقونها فتحقيقات الشرطة أكدت أنه حادث بحت لا جُرمَ فيه.

لكنها إستطاعت إقناع أولادها بهذه التأويلات، فأصبحتُ في نظرهم القاتل الصغير ابن القاتل، ولهذا يسعون إلى تدميري بكل قدراتهم.

كما أن جدي كان يعاملني أفضل منهم، فلقد فقدتُ والداي أمام عيناي في عمرٍ صغير، دلَّلني حتى أفسدني على عكسهم، لم يمنحهم ذات القدر من الدلال... وها نحنُ ذا"

دار الصمت بينهما على عكس توقعات لوكاس، فلقد ظنَّ أن يوكي ستُعلِّق بشيء، لكنَّها إحتفظت بصمتِها.

نظر لها ينتظر منها أن تقول شيء، فتنهَّدت مِلأ صدرها ثم نبست.

"نحنُ لم نتناول العشاء، وأنتَ بالتأكيد جائع، ادخل معي لنأكل"

تبسَّم لوكاس وهمس.

"شُكرًا لكِ!"

تبسَّمت بوجهه يوكي ثم سحبته من يده معها إلى الداخل، في بعض الأحيان؛ لا تحتاج حتى للمواساة فقط للتفهُم، ولوكاس لم يُحب أن تُشفق عليه يوكي، ولم تفعل؛ لذا قام بشكرها.

دخل معها إلى منزلها الذي تتشاركه مع أُمها وجدَّتِها، وما إن رأته السيدتان هو إزدرئ جوفه بخوف لكنَّهن رحبن فيه.

إنضمَّ معهن على طاولةِ الطعام، وبينما يتناولوا العشاء؛ الجدّة تسآلت.

"هل تُحسِن معاملة حفيدتي، أم ما زلت تُسيء لها؟!"

سُرعان ما نفى بيديه يقول.

"أنا أُحسن مُعاملتها صدقوني، أليس كذلك يوكي؟!"

نظر إلى يوكي حتى تُساعده في مواجهة المرأتين فأومأت وقالت.

"نعم، لوكاس مُحِق، إنَّهُ يحسن معاملتي"

نظرت الجدّة والأُم في بعضهما للحظات قبل أن يتكتفن والجدة تسأل الأم.

"ماذا إعتادت هذه الفتاة أن تُنادي هذا الرجل؟!"

الأم أجابت.

"سيدي، الرئيس، السيد لوكاس"

الجدّة اتبعت.

"وماذا عنه؟! كيف يُناديها؟"

أجابت الأم

"الآنسة يوكي عادةً"

فردَّت الجدة.

"إذًا ما هذهِ يوكي ولوكاس؟! لِمَ يرفعان الكُلفة؟!"

نظرت ناحيتهما الأم تهدد بنظراتها تلك.

"يبدو أنَّنا نحتاج تفسيرًا من أحدهم"

لوكاس تمتم.

"قُضيَ علي!"



.........................

يُتبع...

الفصل السادس والعشرون "وخزات من الماضي"
الرواية العاطفية "سكرتيرة أبليس|| Queen of Lies"

26th/Apr/2021


....................


سلااااام


طبعًا التاريخ الي بكتبه فوق هو تاريخ كتابة الفصل في المسودة.

شايفين التحديثات محلاها لما تكون كثيرة وسريعة؟!
مشان هيك دللوني أدللكم.

الفصل القادم بعد 150فوت و200 كومنت.

1.رأيكم بلوكاس؟!

معاملته اللطيفة مع يوكي؟!

شجاره مع أولاد عمه؟

قصة عمه وأبوه وتأثيرها عليه؟

2.رأيكم بيوكي الولهانة؟!

تعاملها مع لوكاس؟!

3.أبناء العم الثلاثة؟

من فيهم الأكثر خباثة؟!

4.جدة يوكي ووالدتها؟

وماذا سيفعلن بالثنائي؟!

5.رأيكم بالفصل وتوقعاتكم للقادم؟!

دمتم سالمين❤
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤love❤