1
2
3
4
5
6
7
8
9
10
11
12
13
14
15
16
17
النهاية
1
في الثاني والعشرون من شهر فبراير، بداخل قسم الشرطة لمدينة لندن.

••

بداخل أحدى الغرف ذات الجدار الزجاجي، في قسم الشرطة. تجلس شابة بشعر مُنسدل على كتفيها بني اللون، وعيون حادة سوداء، وأنف مرفوع وشفاة مُحددة، مع لون بشرة أبيض شاحب بعض الشيء.

كانت ترتدي هي قميص بهِ مربعات، وممسكة بورقة وقلم وأمامها شخص مُكبل بالأصفاد على وجهه اللامبالاة.

«هل تعتقد أنني في الخامسة؟ بربك أكذب كذبة غير تِلك، مَن الأبله الذي سيصدقك؟ ماذا تقول؟ صديقك صعد على قطار ومن ثم ماذا؟ أختفى؟ هل نحن في قصة كارتون؟ أجبني؟»

كانت تتحدث بغضبٍ واضح حتى أنها قامت بضرب الطاولة أكثر من مرة بقبضتها.

«أقسم لكِ أنني أخبركِ بالصدق، حتى وأن وددت أن أكذب عليكِ لن أستمر في كذبي لشهر كامل.»

طالعتهُ بشكٍ، ومن ثم تحدثت بنبرة أكثر هدوء ولكن لازالت غاضبة

«أعطني عنوان المحطة بالتفصيل الدقيق، سأذهب اليوم لأنهي تلك المهزلة.»

نبست قبل أن ترتشف القليل من قهوتها التي بردت بالفِعل.

«أعتقد أنه من الخطر الذهاب، لقد أختفى صديقي من أمام عيني.»

نظرت له بحدة، والذي أضاف الجدية لنظرتها أكثر هي رسمة عيونها ذات نفسها.

«هل ستفعل؟ أم أخبر أهلك أنك متورط بقضية مخدارت، أيها الغبي؟ ومن ثم لا تجعلني أشعر كأنك تأبه لأمري، أنتَ تكرهني كما أفعل. لذا أنطق سريعًا وإلا سأخبر والدك تلك المرة وليس أخاك فقط»

هددتهُ، ليبتلع ماء حلقه.

«سأخبرك ولكن تذكري أنني حذرتك قبلاً، وأخبري الجميع حتى لا أُتهم بأنني أختطفتك أو مثل هذا القبيل.

على كل يبدو أنكِ لن تستمعي لي لذا سأخبركِ وأترككِ لفضولك، عندما تذهبي لمحطة لندن، ستجدي هناك نافذة تذاكر غريبة الشكل في ٱخر الصف على يَدكِ اليمنى، أذهبي هناك وأسألي الرجل على مواعيد الرحلات وهو سيخبركِ، يجب أن تذهبِ قَبيل الساعة الثانية عشر، منتصف الليل.

تذكري فقط أنني حذرتك، فصديقي هَذا كان مهوس بالبحث عنها، عن البوابة للعالم الموازي وقد وجدها بالفِعل بعد أن بحث عنها لمدة سنة، لذا يبدو أن الأمر ليس بمزحة.»

بدا على ملامح وجهها الفضول لبُرهات بينما كان يتحدث، قبل أن يتخذ وجهها الصرامة كَقناع مجدداً.

«سَأذهب اليوم وسأرى ما تُهذي بهِ، يبدو أن المُخدرات قد مسحَت مخك.»

أردفت قبل أن تتركه في تلك الغرفة، وتنهض لتجمع أغراضها وترحل عن المكان قاصدة منزلها.

بعد ربع ساعة تقريبًا، كانت قد وصَلت أمام البناية التي تقطن بها.

صعدت لشقتها سريعاً بأستخدام المصعد، دخلت بسرعة ومن ثم أخذت ماء وطعام في حقيبتها التي توضع على ظهرها.
وأرتدت معطف ثقيل ومن ثم نزلت من البناية، وركبت سيارة أجرة حتى توصلها لمقصدها.

«سيدي، هل يمكنك أن تُسرع؟»

نبست من المقعد الخلفي وهي تراقب ساعة يدها، ومن ثم أستجاب السائق لمطلبها وأسرع بالفِعل.

وبعد فترة كانت قد وصلت لمحطة لندن، وذهبت لٱخر نافذة على يدها اليمين، ووجدت رجل عجوز مُريب المظهر بعض الشيء، لذا أستنتجت أنهُ هو.

«هل يوجد قطار اليوم؟»

نظر لها قليلاً بتمعن، قبل أن يبتسم بجانبية وينبس كرد،

«أجل، يوجد أنه بعد خمس دقائق. هل تريدين شراء تذكرة؟»

أومأت لهُ مرتين متتاليتين، قبل أن تردف مكملة الحديث

«بكم التذكرة؟»

«بعشرون دولار.»

أخبرها لتخرج من حقيبتها المال سريعاً وتضعه أمامه، ليعطيها التذكرة غريبة الشكل.

كانت مستطيلة سوداء وأطرافها ذهبية، هكذا فقط.
ألقت نظرة خاطفة على ساعتها، لتجدها الحادية عشر وثمانية وخمسون دقيقة.

بعد دقيقة سمعت صوت صافرة قطار، كان يبدو أنه عتيق حقاً.
تفحصته قليلاً وأبتسمت داخلياً لأنها وجدت شيء مثير ستمليء بهِ وقتها.
وحالما توقف مسكت يد الحقيبة التي على ظهرها بشدة، وصعدت لأعلى وأخذت مقعداً لها بجوار النافذة، كان القطاء من الداخل عتيق الطراز حقاً.
كان بهِ ستائر حمراء تغطي نوافذه، وكراسي مُقابلة لبعضها البعض.

دقائق حتى صعد أثنين ٱخرون معها، وفي تمام الثانية والخمس دقائق تحرك القطر نحو اللامعلوم بالنسبةِ لها.

كان القطر يسير بهدوء لطيف، في المسار الأعتادي بهِ، حتى دخل نفقٍ مظلم وظل يسيرُ هناك كثيراً، حتى أن كل من صعد على متنهِ قد غفى.

وظل يسير في ذلك النفق المظلم لمدة غير معلومة ولكن بعد ذلك خرج من ذلك النفق إلي مكان بهِ نور وضوضاء، ليستيقظ من بهِ.

فتح الجميع أعينهم ليبدأو يتداركوا الوضع ومن ثم يترجلوا من القِطار.

عندما نزلوا مِن القطار وجدوا أنفسهم في مكان ما مكتظ بالأخيلة، والناس كانت ترتدي ملابس من العصور القديمة والتي كانت غريبة حقاً لهاريس.

فمثلاً السيدات كانت ترتدي جلابيب وأقمشة تغطي شعرهن، والرجال كانوا يرتدوا جلابيب كذلك لكن بشكل مختلف قليلاً.

كان الناس جميعهم يسلكون طريقاً ما، لذا هي سلكت معهم نحو مقصدهم دون أن تعلم إلي أين، بعد قليل تبين أنهم سيدخلوا لمدينة ما وهذا كان واضح من السور الخاص بها.

كان السور مبني من أحجارٍ ضخمة وثقيلة لونها مائل للأصفر، ويوجد باب خشبي ضخم مفتوح على مصرعيه وأمامه شخصان يرتدون ملابس مختلفة عن العامة، وكل واحد منهم يحمل سيف موضوع في غمده.

لذا يبدو أنهم من الحرس أو شيء من هذا القبيل، وبينما هي تسير مع تِلك الجماعة توقفوا أمام المدخل؛ لكي يقوم الحرس بتفتيشهم.

كانت رحلة تجارية أو شيء هكذا تقريباً، لذا كان الحرس يفتشون البضائع ويقدرون الضرائب التي ستُدفع مما أستغرقهم بعض الوقت حتى ينتهوا.

وبعد أن أنتهوا التفتيش دلفوا أخيراً للمدينة، كان مدخل المدينة مِثل سوق أو شيء من هذا القبيل.

كان يوجد مسجد كبير في المدخل تماماً وكان ضخم، كان به قبة ضخمه ومن فوقها مأذنة شاهقة.

كان لونه أزرق وبهِ بعض الزخرفات التي أضافت رونقاً على رونقهُ.

كان السوق البسيط ذاك فيه بعض الأشياء، كالخضروات والخبز. لم يكن يوجد ملابس أو تلك الأشياء الأضافية.

ونحو شرق المدخل كان يوجد مكان إضافة، حيثُ تُتطعم الأخيلة بهِ وتنظف وتستريح قليلاً. وكذلك الضيوف حيثُ يمكنهم تناول وجبة سريعة بجوار كوبٍ من الشاي العربي الذي كان ممتزج بالياسمين.

تحركت هاريس معهم نحو مكان الأضافة ذلك، كان عبارة عن مساحة مفتوحة ويوجد بعض الوسادات المريحة على الأرضية حول الطاولة قصيرة الأرجل.

وكان يوجد بعض النساء كذلك لذا هي لم تشعر بالغربة كثيراً.

جلست فقط بجوارهم، وعندما قُدم لهم الطعام تناولت معهم. لم يستغرب أحدهم من وجودي حتى الٱن، أبسبب أرهاقهم في الرحلة؟ كانت تلك أفكار هاريس ولكنهم قررت أن تتجاهلها وتكمل طعامها في هدوء.

كانت تأكل شيء غريب هي لا تعرف أسمهُ ولكنه لذيذ، وبعد تناول الطعام أرتشفت من الشاي ووجدت طعمه ورائحته مختلفة بسبب زهرة الياسمين.

لقد أعجبها ذلك حقاً، وما أعجبها أكثر هو شكل الأبريق حيثُ كان نحاسي اللون ومنقوش عليه كذلك بعض الأشياء التي لم تشغل بالها لتعرف حتى ما هي.

وبعد ذلك أشارت نحوها سيدة وحدثتها بكلام غريب لم تعي منهُ شيء لأنها تتحدث بلغة غريبة عنها، ولكنها كانت غاضبة وهذا الشيء المؤكد الذي عرفته هاريس من نظرة عينيها ونبرة صوتها. لذا ...


______________________________________

ٱرائكم؟

حبيتوا هاريس؟

أي شيء؟

ترشيح أغنية؟

© ماريَام ' ,
книга «الثَـالث والعشـرُون».
Коментарі
Упорядкувати
  • За популярністю
  • Спочатку нові
  • По порядку
Показати всі коментарі (1)
جو ليآ
1
حبيت اسم البطلة على فكرة 👌😁
Відповісти
2021-05-07 20:09:17
1