1
2
3
4
5
6
7
8
9
10
11
12
13
14
15
16
17
النهاية
2
|لقد سُألت أأصابك عشقًـا؟ أم رُميت بسهمٍ؟
              ولكن أيوجد فرقٌ بين السِهام والهوىٰ؟|♡︎

وبعد ذلك أشارت نحوها سيدة وحدثتها بكلام غريب لم تعي منهُ شيء لأنها تتحدث بلغة غريبة عنها، ولكنها كانت غاضبة وهذا الشيء المؤكد الذي عرفته هاريس من نظرة عينيها ونبرة صوتها. لذا فعلت ما هي بارعة فيه، الهرب.

أمسكت جلبابها الذي جذب أنتباهها للتو ولكنها لم تهتم كثيراً بهِ على قدر أهتمامها بالهروب من تلك المرأة التي كانت غاضبة منها بقوة.

بعد أن خرجت من دار الأضافة ذلك، أتجهت نحو غرب المدينة وهي تركض بقوة. أخذت تركض لقرابة الربع ساعة حتى توقفت بالفِعل عندما لم تجد أحد يطاردها.
تنفست براحة وتوقفت لدقائق حتى تجمع أنفاسها الضالة، وبعد ذلك بدأت تتجول في المدينة، كانت الشمس في منتصف السماء لذا الوقت الٱن قرابة الظهر. لذا يجب أن تفكر في مكان لكي تستريح بهِ قبل أن يسدل الليل ستاره.

تنهدت بعض الشيء وأخذت تتمشى بين الأزقة، كانت الأجواء دافئة حقاً. يوجد بعض الأطفال يلعبون وهم حفاة بجوار منزلهم.

ويوجد رائحة طعام تفوح من أحدىٰ المنازل، ورجل يبيع عصير يتجول فالأزقة وينادي بصوت عالي؛ لكي يجذب أنتباه المارة ومن هم في المنازل.

جد عجوز هنا يقرأ شيء ما، وتوجد جدة هناك تحيك شيء كنزة صوفية.

بعض الأطفال يطاردون كلب صغير، حتى أمسكوه عنوة.

كانت الأجواء عشوائية ولكنها جيدة، أخذت تسير في تلك الأزقة غير المنظمة حتى دخلت زقاق مظلم، كان لا يوجد بهِ حياة.

كان على بدايتهُ بعض المتاجر المهجورة عدا متجرين، أحدهم يبيع أشياء قديمة وددت هاريس أن تجلب شيء ولكنها أولاً لا تستطيع التحدث بتلك اللغة لأن وقعها غريب على مسمعها، وثانياً لا تملك مال من الذي يستخدمونه.

لذا دخلت المحل فقط، والذي كان مثل الكوخ أكثر، دخلت من الباب الخشبي الذي كان مُـوارب، فتحت هي الباب ودلفت للداخل، لقد كانت خائفة قليلاً ولكنها كانت تريد أن تدخل لذلك المحل حقاً.

فضولها هو الذي يحركها، هي لا تستطيع الصمود أمامهُ. بعد دخولها للداخل وجدت بعض الأشياء التي كانت ملقاة على الأرضية والأرفف بعشوائية.

كانت تلك الأشياء غريبة، مثل أوراق، طائر أسود اللون ينعق، عظمة لا تدري لمن.

وكان يوجد زهرة في إناء خزفي، أقتربت منها لتجد بتلاتها سوداء عدا بتلة واحدة ذهبية، وكان جذرها أخضر اللون طبيعي، ويوجد تحتها كلام باللاتيني لم تفهم منه شيء عدا رقمه وهو أربعة حيثُ علامة إكس كانت واضحة.

كان المكان مرعب حقاً بالنسبةِ لها، ولكنها أكملت رغم خوفها، وسعت خطواتها حتى لا تزلف رجلها، وكانت تتحرك بحذر فالأرضية بها أشياء كثيرة.

كان ذلك الكوخ كبير رغم أن مظهره من الخارج صغير، لذا أستنتجت أنهُ لربما جميع أكواخ ذلك الحي متصلة ببعضها ويوجد مدخل واحد فقط والذي هو ذاك.

بعد المشي في طريق واحد فقط، وجددت مكان لا يوجد بهِ أشياء على الأرض لذا خمنت أنهُ لربما يوجد باب هنا بجانب تلك المنطقة.

فَأخذت تتحسس الأرضية والحائط الذي أمام تِلك الرقعة، وأحست أنه يوجد جزء بارز قليلاً ويختلف عن باقي الحائط.

فبدأت بدفعه بكتفها حتى فُتِح أخيراً، كانت هناك غرفة خلف ذلك الحائط، كانت واسعة وكانت مضاءة بواسطة شموع.

وفي منتصفها كانت هناك سيدة عجوز خمنت ذلك من أنحناءة ظهرها وكان أمامها قدرٍ وتحته موقد بنار، وبيدها اليُمنى خشبة تحركها بشكل دائري في القدر.

أقتربت هاريس أكثر لترى ما بداخل القدر، لذا ظهر أنعكاسها فيهِ، لتبتسم العجوز بجانبية وتنبس،

«بماذا يجب أن أناديكِ الٱن؟ بسُمية أم بهاريس؟»

تحدثت بذلك وصوتها كان متقطع من التقدم في السن.
لم تفهم ٱريس ما قالته تلك المرٱة لذا لم تجيبها بشيء، ولكنها تعجبت من معرفة تلك المرأة لأسمها.

قهقهت المرأة بطريقة وجدتها هاريس غريبة، حيثُ كانت تقهقه فقط دون أن تتغير ملامح وجهها للأبتسام. هي كانت تقهقه بدون حس فكاهة، وبعد أن أنهت ضحكها، ألتفتت لهاريس التي كانت تقف بهدوء وبدون أي تعابير على وجهها.

«على كل سأحكي لكِ قصة يا هاريس، أنا أعلم أنكِ تحبين الأساطير. لذا سأحكي واحدة لكِ هي عربية وغير مشهورة.»

تحدثت السيدة العجوز تلك المرة بالأنجليزية، لذا هاريس فهمتها وعقدت حاجبيها في أندهاش. ولكن أنتهى بها المطاف جالسة على الوسادة التي على الأرض؛ لكي تستمع لتلك السيدة العجوز التي تبدو أنها تعرف كل شيء عن الجميع.

بعدما جلست بجوارها على الأرضية، بدأت السيدة العجوز تِلك بالحديث،

«في بلاد الريم البعيدة، يوجد كائن أسطوري هناك. يُدعَى شادهافار، لونهُ وردي وحوافره سوداء، وشعره أبيض.
لديهِ كذلك قرن كبير في مقدمة رأسه، وذلك القرن بهِ تشعيبات كثيرة ويبدو كأنه مصنوع من الزجاج.

وعندما تمر الرياح بالقرب من ذلك الكائن وخاصتاً بالقرب من قرنه، ينتج صوتاً لطيفاً يجذب الحيوانات حوله.
وبعد أن تجتمع الحيوانات حولهُ يبدأ ذلك الكائن بتفقد أحوالهم، ولديه قدرة شفائية تصدر من قرنه ذاك.»

بينما كانت تتحدث تلك المرأة، كانت هاريس تُصغي جيداً كانت مندمجة معها جداً، لذا بعد أن أنتهت السيدة العجوز قامت بالتصفيق أمام وجهه هاريس.

«لقد أنتهينا الٱن، وبالنظر لوجهك فيبدو أنكِ أستمتعت بالأسطورة جداً. ولأنه لا يوجد شيء مجاني في هذا العالم يجب أن تتدفعي الٱن.»

كانت تتحدث بوتيرة ثابتة وهي تقلب ما في القدر مجدداً.

«ولكنكِ لم تخبريني في البداية أنه يجب أن أدفع، أنا لا أملك مالاً.»

نبست الٱخرى ومن ثم تفحصتها قليلاً بعينيها، قبل أن تسترسل في حديثها قائلة،

«وبالنظر إليكِ يبدو أنكِ تعلمين جيداً أنني لا أملك مالاً كافياً، أو بالأصح مالاً. أنا لا أملك أي شيء ولا أعي أي شيء يحدث حولي.»

كانت تتحدث بتوتر شديد، هي قلقة

«ومَن الذي أخبركِ أنني أريد مالاً منكِ؟ ماذا سأفعل بالمال أساساً؟ أنا أريد شيئاً ٱخر.»
كانت العجوز لازالت تتحدث بهدوء.

«والذي هو؟»
تسائلت هاريس بتوتر.

«فقط تنفيذ بعض الأشياء سوياً، اعتبري الأمر تجربة جديدة، أمرٌ خانق، لعنة، لعبة جديدة. اعتبري الأمر مثلما تحبي.»

تحدثت دون أن تلتفت لها حتى، هي بطريقة أو ٱخرى تعلم أنها ستفعل ما تريد. إذا لم تنفذ أوامرها باللطف ستنفذها بالقوة.

«ماذا إذا رفضت؟»

«لن تعودي أبداً لحياتك الطبيعية، ستعلقي بذلك الجسد للأبد.»
كانت تتحدث بسلاسة كما لو أنها ظنت أنها سترفض بالفِعل لذا حضرت الكلام قبلها.

«أي جسد ذلك؟»
كانت تلك هاريس المُرتعدة، لتنهض العجوز من مكانها وتجلب لها قطعة مرٱة مكسورة وتعطيها لها، ليقع بعد ذلك ٱثر ما رأته على نفسها كوقع الصاعقة.

عينيها السوداء الحادة أستبدلت بٱخرى خضراء هادئة، شعرها البني القصير أصبح أسود طويل. حتى بشرتها أصبحت سمراء، وشمها المفضل مُحي من على رسغها.

«ما اللعنة التي فعلتيها لي؟»
رمت المرٱة بعيداً عنها حتى أنها أنكسرت للعديد من القطع، ونهضت من الأرضية وأقتربت من العجوز وأمسكت رقبتها بقوة حتى أنها أرتفعت قليلاً عن الأرض

«لم أفعل شيء، ألا تعلمين أن هذا ما يحدث عندما تمتطي حصان الثالث والعشرون؟»

قهقهت العجوز بضحكتها المريبة تلك قبل أن تدرك هاريس موقفها لتفلت العجوز.

«ماذا؟ لا أعلم. كيف سأرجع إذاً؟»

«إن المعلومات قيمتها كقيمة الذهب، لذا يجب أن تنفذي ما سأخبركِ به، وأول شيء هو..»

______________________________________
أقرب شيء لوصف الشادهافار↓





© ماريَام ' ,
книга «الثَـالث والعشـرُون».
Коментарі