1
2
3
4
5
6
7
8
9
10
11
12
13
14
15
16
17
النهاية
13

هاريس.

فتحتى عيني وجلست لأجدني في غرفة مظلمة، مصدر الضوء الوحيد شمعة صغيرة، كما أنها مكتظة بالعديد من الأشخاص كمريم وعلي وأمها واخرون لا أعلم من هم ولا أريد أن أعلم حتى، كان أغلبهم نائمون عدا أمرأة تمسك سبحة في يديها وتدعو، وكانت تبدو حزينة ومرهقة.


«لقد أستيقظتي أخيراً.»
صرخت بها وركضت نحوي وأحتضنتني بقوة.

«منذ متى وأنا نائمة؟»

«لقد فقدت وعيك منذ يومين والطبيب قال أنه لا يوجد أمل في أستيقاظك.»

سكتت لكوني لا أعلم بماذا أجيب، هذا غريب فأنا أشعر أن جسدي بخير ولا أشعر بالجوع حتى.

«ما تاريخ اليوم؟»

«العشرون من ذي الحجة.»

«ألا يوجد التقويم الشمسي؟»

«لا أنه غير مهم لدينا، ستجدين أشخاص قلة فقط من يهتمون بأمره ولكن ما شأنك وشأنه يا بنيتي؟ أستريحي بالكاد نجوت من الموت، لقد كان الأمر وشيك تلك المرة.»
أخبرتني تلك المرأة أن أستريح حالما وقفت وأخذت أعثُـر على حذائي.

«أنني أقدر قلقك علي حقا، ولكن يجب أن أذهب.»

«ألي أين وفي تلك الساعة؟»
بسطت يديها أمامي لتمنعني، لذا دفعتها بخفة وأكملت سيري.

«لمكان ما.»

أريد أن أخرج من ههنا وهي تثرثر وتعوقني، يجب أن أذهـب لروئية ثريا، خرجت من الغرفة تلك وأخذت أعثر على أي غرفة اخرى يوجد بها على الأقل حذاء.

كان منزل ٱخر غير منزل العائلة أو منزل الجدة، أخذت أتفقد الغرف بسرعة ووجدت حذاء كان أصغر من رجلي بكثير أرتديه دون أكتراث وفتحت الباب لأجدني في المدينة بالفعل ولكنها كانت خالية، أتوقع أن الوقت الٱن شارف على نصف الليل، دلفت مجددا للمنزل وجلبت سكين من المطبخ وخبأتها تحت كم جلبابي لكي أستطيع الدفاع عن نفسي في حالة تعرضي لشيء ما، ومصباح خشبي.

أخذت نفس عميق وفتحت الباب وخرجت للشوارع الخالية بثقة أكبر، ظللت أمشي بسرعة نحو ذلك الزقاق، الشوارع مرعبة حقاً لا يوجد أي ضوء ويوجد بعض الكلاب التي تنبح، أنا لا أستطيع رؤية كف يدي.


لقد وصلت لأول الزقاق، أنه هاديء أكثر من تلك الشوارع، حتى الكلاب لا تنبح ههنا، أستطيع سماع صوت الرياح التي تمر من جواري كما أنني أستطيع سماع تنفسي العالي والمتسارع، لا أعلم لما ولكنني أخشى التقدم أكثر أنا أخشاها دوماً.

بالرغم من ذلك تقدمت لم أقطع كل هذا لأتراجع الٱن، كما أن تلك ليست حياتي حقاً.

«توقفي يا حلوة.»

وحدث ما كنت أتوقعه، أنه رجل يبدو انه سمين ويده ملتفة حول رقبتي، أنه يثبتني بقوة سأختنق على هذا المنوال، أخرجت السكين وطعنته في بطنه  التي كانت تقابل ظهري، ليرمي الفانوس الذي بيده لأستغل تشتته وأذهب نحو الفانوس وأدعسه برجلي وأرمي فانوسي فيعم الظلام بأكمله وأستغله لصالحي.

«تعالي الي هنا أيتها العاهرة.»

«ولما تفترض عني أنني عاهرة؟»

«الفتيات اللواتي يخرجن في الليل يكنّ هكذا.»
أنه يعمم الأمر ذلك المقرف.

«إذاً أنت عاهر، ولذلك أنت تعلم أكثر من أي أحد عن مواعيد العمل.»

«ماذا؟»
لقد صدم المسكين، أنه لم يقابل نسوية من قبل أم ماذا؟

«أذا تحدثت مجددا أو حاولت أن تنهض سأجعل تلك السكين تُقبل رقبتك.»

لوحت بالسكين لأبعد تلك  الدماء عنها، أتمنى أن لا يتبعني وأن لا يخاطر بحياته، سينجو أن ظل في مكانه حتى طلوع الفجر ولكن إذا ظل يعبث في الأرجاء دون جدوى سيموت وسيكون يستحق ذلك بسبب سفالتهُ وحماقتهُ.

لم أكمل خطوتين وسمعت صوت خطوات خلفي، حاولت أن أسرع ولكنه لحق بي.

«أن لم تبتعد سأطعنك مجدداً.»
أنا لا أمزح معه واللعنة لما لا يتحرك؟

«هل تظنين أنك قوية؟ أنا سأظل أقوى، إن الرجال أقوى من النساء.»
الأمر لا يتعلق بالقوة في القتال ولكن بالذكاء.

«هذا عظيم، أبتعد إذاً.»

تحدثت بصوت مختنق بسبب يده التي كانت تعتصر رقبتي حرفيا، سأعد لثلاثة وأن لم يبتعد سأطعنه.

واحد،
لم يبتعد ولكنه ظل على حاله


أثنين،
أخذ يسبني ويخبرني أنه سبقَ وأخبرني أنهُ أقوى

ثلاثة،
تحررت رقبتي من قبضته لألهث بقوة وثنيت ظهري بينما أمسك بركبتاي نظرت خلفي لأجد ثريا مقرفصة أمامه وهي تمسك بمصباح خشبي يشبه خاصته، أقتربت قليلا لأجدها طعنته بخنجر صغير في رقبته.

«ألن تتنقذيه؟»

«كلا، أنه يستحق ذلك أنه متزوج ولديه ستة أطفال ويأخذ أموال زوجته وينفقها على الخمر والدعارة، لقد ظل على هذا الحال لعامين.»

«كلب ومات كنت أفكر في قتله أنا الاخرى.»

«ولكنك ترددِ حتى كاد يقتلك هو خنقاً.»

«هل يمكن أن أدخل؟»

«يمكنك.»
أشعر أنها لا تطيقني ولكنها أنقذتني منذ دقائق، ربما غايتها جيدة.

«هل قَتلتِ الجدة؟»

«لا، لم أفعل.»

«هل قُتلت على أيد بشرية إذاً؟»

«كلا.»

«هل سيتكرر الأمر مع ٱخرون.»

«أجل، العديد منهم سيقتل، سيصل الأمر لقصر الوالي والسلطان حتى، إن جدتك مجرد البداية، ألم تجدي الورقة بجانبها؟»

«وجدتها في فمها.»

«روح جدتك هي الروح التي بدأ بها كل شيء.»

«هذا مرعب بحق.»

«أخلعي حذائك أن رجلك تدمي.
قالتها بعدما دخلنا لحجرتها ، لقد نبهتني للرجلي التي كانت تدمي بسبب الحذاء الضيق ذلك.

«أبتعدي قليلا لليمين.»
أبتعدت وظهرت أريكة مثل التي كانت في منزلي بلندن.

«أجلسي عليها.»
بعدما جلست عليها سقطت على الأرض وتلاشت لأكتشف أنها كانت مجرد وهم.

«مهما كان مقدار فهمك لما يجري من حولك لن يكون أعظم من مقدار فهمي يا هاريس، أنا من ذلك العالم كما أنني ذو قدرات أكبر أنا أستطيع أن أخدعك وأنا مغمضة الأعين ولكنني لا أحب ان أتلاعب بك»
أنها تهددني بتهديد شديد اللهجة، يجب أن أمثل أنني سأفعل لها ما تريده.

«سأفعل ما تشائين لقد مللت.»

«هذا جيد لك، يجب ان تعودي لمنزل خالتك وأنا سأمسح ذكرى خروجك من ذاكرتها،  وبعد ذلك عودي لمنزلك.»

«هل يمكن أن توصليني؟»

«سأفعل.»
مازلت لا أثق بها، ولكنني أريد أن أقترب منها لأعلم الحقيقة وراء قتل تلك العجوز.

«صحيح، أريد أن أسألك عن شيء ما.»

«ما هو؟»

«في ذلك اليوم، لما بكيتِ بقوة؟»

«لأنك في جسد سمية لذا مشاعرها تؤثر عليك أيضا، إن الذاكرة تكمن في الجسد كذلك.»

أمسكت يدي ونقلتنا للمنزل،
«بالمناسبة أنا لازلتُ أشك بكِ ولا أثق فيما تفعلينه كما أنني لست متشبثة بالعودة ولكنني مللت من عدم فعل شيء.»
تلك جزء من الخطة لأجعلها تثق في أكثر.

«لن تندمِ، أعدك.»

«هذا ما ٱمله.»

«أستريحي حتى الصباح وأنا سأتولى أمر ذاكرتها.»


دلفت لتلك الغرفة وأستلقيت على الفراش الذي كان على الأرض وأغمضت عيني حتى يأتي الصباح، أو يحاول أن يوقظني أحدهم، لم يحدث أي شيء مثير لعدة ساعات عدا أن أحدهم أستيقظ وجلس بجواري.


«أنا لست غاضبة منك بعد الان، أنه لطيف، أتمنى أن تستيقظي قريباً يا أختي.»

كانت تلك مريم التي تهمس بجواري بينما تمسح على شعري بلطف، أنا أِشـعر بشعور أفضل حقا لقد كنت قلقة عليها، رضاها عني يدل أنها في حال جيد.

«لقد أبتسمتِ هل ستفيقي؟»
لقد رأتني رغم ذلك الظلام، سأفتح عيني إذاً.

«لقد أفقت منذ أن أتيت بجواري.»
همست بهدوء لها بعدما جلست، كان وجهها متوهج بشكل جميل في أضاءة الشمعة تلك.

«لقد أفاقت سمية، لقد أفاقت حقا.»
لقد صرخت بي تقريبا حتى أنني جفلت للحظة.

«أريد أن أحضتنك ألا تعلمي كم قلقت عليك أيتها الحمقاء.»
لقد حضتني وصوتها تشحرج، تلك الطفلة ستبكي.

«ما الذي يحدث؟»
كان هذا عليّ الذي بدا منزعج للغاية.

«لقد أستيقظت سمية.»
«رباه، أحقاً فعلت؟»
كان لايزال مغمض عينه ويتحدث.

«أجل ها هي.»
قربت فجأة الشمعة من وجهي لتبين له أنني أستيقظت.

«مرحباً.»
لم أعلم ماذا أقول، تلك أول مرة أتعرض لموقف مشابهة.

«لقد قلقت عليك، ظننتكِ ستموتين.»

«لا لم أمت بعد.»
قهقهت أنه صريح للغاية.

«الحمدلله أنك بخير، هذا يعنى أنني سـأنـام في فراشي الليلة.»

يبدو أنه قلق على أخته ولكنه يصيغ الأمر بشكل غريب بعض الشيء.

«لا أصدق أنني أستمع لصوتك، لقد كان هذا كل ما وودته في الأيام السابقة.»
أنا لا أطيقها ولكن يجب أن أتعامل على أساس أن كل شيء على ما يرام.
«أوه أمي.»

أنا أبذل قصارى جهدي في تمثيل دور الأبنة المتأثرة الان، أقتربت مني وهشمت أضلعي بين يديها ولكن لا بأس.
كانت البقية نائمون، لم يتأثروا بأي شيء يحدث ولو لثواني.

«يجب أن نمضى بعض الوقت سويـا غدا في المنزل.»

«أعذريني أمي يجب أن أذهب لمنزل زوجي لقد غبت عنه بما يكفي.»

«حسنا لن أمنعك يا بنيتي لقد غبت عنه بما يكفي بالفعل»

بينما كانت تتحدث لاحظت أن تلك الخالة بدأت تتحرك لذا أخبرتنا أمي أن ننزل لأسفل حتى لا نوقظها هي وأولادها.
______________________________________




هاي '')



© ماريَام ' ,
книга «الثَـالث والعشـرُون».
Коментарі