1
2
3
4
5
6
7
8
9
10
11
12
13
14
15
16
17
النهاية
5
«أنا حقاً ممتنة لك، ولكنني لا أظن أن خططتي ستنفذ طوال فترة مكوث سمية ههنا، هي تسمعنا الٱن على كل حال، سأحدثك فيما بعد.»

تحدثت الٱخرى بصوت مرتفع، ومن ثم نهضت سريعاً لتفتح الباب على مصرعيه وتحدق في وجه سمية بنظرات حادة.

«إن الباب لا يصل للأرض.»
أشارت مريم للفتحة التي بأسفل الباب.

«إذا أردت رمي أذنكِ والتصنت علينا مجدداً، يجب أن تقفي بجوار الباب وليس أمامه لأن أرجُلكِ ستظهر من تحت عقبهِ يا سُـمية»

تحدثت بذلك وهي تشدد على أسمها ومن ثم خرجت متجاهلةً أياها، ليبقى الٱخر في الداخل.

«ألن تترجاعي؟ لا أصدق أنكِ ٱدمية ولكِ أحاسيس مثلنا، أنتِ سيئة سُـمية، ثَكلتك أمك.»

تحدث بذلك وهو يرمقها بنظرات غاضبة، وضرب الحائط بقبضته ولحق بعدها بمريم.

«ما خطبهما؟»
سألت ذاتها في تعجب بينما تخطو للداخل، لتذهب نحو ذلك المصباح اليدوي، لكي ينير لها طريقها لأن الغسق قد حل بالفِعل على تلك المدينة.

حملت ذلك المصباح وأخذت تتجول بهِ في أنحاء الغرفة، كان يوجد صندوق صغير في أحدى زوايا الغرفة، أقتربت منهُ وفتحته ببطء لتجد عباءة حمراء اللون مطرزة، وبعض المجوهرات الفضية وعطر.

أغلقته مرة ٱخرى، وأخذت تتجول في الغرفة لعلها تجد شيئاً مُثيراً للأهتمام، لكي تقضي على ذلك الملل الذي يعتريها.

أخذت تتجول حتى وجدت سلة مصنوعة من الخوص بسيطة، كان بها مرآة وفرشاة شعر وبعض مستحضرات التجميل البسيطة.

كانت تلك السلة مثل حبل الإنقاذ لها من الغرق في مللها، ثبتت المرٱة بجوار المصباح وبدأت تُمشط شعرها أو يجب القول شعر سُمية؟ خطرت تلك الفكرة في رأسها لتبتسم بخبث وتبدأ في صنع تصفيفة شعر معقدة، قد تصنع عقدة كبيرة حينما تنفك ولكنها لم تهتم كثيراً، ففي أسوء الحالات ستحلق ذلك الشعر هي لا تهتم، فهو ليس لها على كل حال.

وضعت فرشاة للشعر والمرٱة في السلة وركنت السلة إلي جانب الحائط مجدداً، وخلدت للنوم فجسدها منهك من السفر.

كانت نائمة حتى سمعت صوت خطوات تدنو منها، ومن ثم شعرت بجسد أحدهم يحتل الجانب الٱخر من الفراش وصوت شهقات مكتومة تخرج منهُ.

«أنا أحبك حقاً، لما تفعلين ذلك بي؟ في أي شيء أخطأت، لكي تفعلي ذلك؟ أنا أتجاهل ما تقوله أمي طوال الوقت، أنا لا أصغي لما تقوله عماتي، ولا ألقي بالاً لما تتفوه بهِ خالاتي. أنا أتجاهل كل ذلك لكي أستطيع أن أحبك دون أن أغير منكِ، أنا أبذل جهداً ضخماً لكي أحبك، وأنتِ تبذلين جهداً ضخماً كي تجعليني أكرهك وأمقتك.
أرجوكِ سمية، أنا أترجّاك أن توقفِي ذلك الأمر، أنا في طريقي لأكرهك، حتى الٱن أنا أحبك، قد يكون حبي قليلاً تجاهك ولكنه يظل، أن كنتِ تهتمين لأمري ولو لقليلاً عرقلي خطبتي وزواجي.»

كانت تتحدث بين بكائها بصوت متقطع منخفض، لم تكن تدري أن الٱخرى تستمع لها وتصغي جيداً لما تقول.

«مريَم.»
نبست بها سمية بعدما ألتفتت للجانب الٱخر.

«أ أنتِ مستيقظة؟»
سألتها بنبرة حادة ولكنها منخفضة ومن ثم أستقامت لتخرج، لتمسك سمية أرجلها وتمنعها من الذهاب.

«أنا لا أذكر ما حدث أخبريني؛ لكي أحلّه معكِ بهدوء.»
كانت تتشبث بأرجلها كي تبقى وتفهم منها الٱمر، ولكن مَـريم استَسخرت منها وضحكت ضحكة لا تشوبها الفكاهة أو المزح،  ومن ثم نبست

«حسناً عندما تتذكرين أخبريني لأنني لا أتذكر مثلك، لا تتبعيني ولا توقفيني كُفِّي عن تصرفات المراهقين تِلك وأنضجي، أنتِ تتلذذين بسماعي أشكو وأنوح.»

خرجت بهدوء ولكن بداخلها كان يوجد ثورة هوجاء، كَكتاب تاريخي يحكي عن ملاحِم شتى بينما ظاهره هادىء وساكِن، أو كجبلٍ في ثناياه براكينٍ ستخرج فأي وقت حتى تحرق الجميع، ولكنه حتى الٱن هو هادئ.

.

.

.

مرت هزائع الليل، حتى جاء الفجر مصاحباً لصوت صياح الديك الذي على سطح جيرانهم وصوت المؤذن الرخيم الذي يخبر الجميع بموعد الصلاة كان صوته بعيد ولكنه لا يزال مسموع لهم.

أستيقظ أغلب الناس في ٱنذاك الوقت ولكن هاريس فضلت البقاء في مكانها لتكمل تفكير في أمر مريم، الأمر الذي شغل تفكيرها الليل بأكمله.

بعد أنتهاء صلاة الفجر طرقت أمها على الباب لتيقظها، ولم تعلم أنها لم تنعم بالنوم لخمس دقائق.

«أستيقظي لدينا أشياء كثيرة لكي نفعلها اليوم.»
فركت عيناها وتظاهرت أنها لتوها قد أستيقظت.

«صباح الخير أمي، سأنزل خلفكِ.»
أومأت لها سريعاً من دون أن تزيد حرفاً ومن ثم نزلت.

أخذت هاريس تبحث عن حمام لكي تغسل وجهها لعل ظِل النوم يبتعد عنها.

«أمي، أين الحمام؟»
صرخت بها من مكانها.

«الحمام في منتصف المدينة، سُـمية ما خطبك أنزلي لنَـفطر.»

هل عندما يريد أحد دخول الحمام يذهب إلي منتصف المدينة؟ هل سيحتمل كل هذا؟ كانت تلك تساؤلات هاريس الداخلية حتى قررت تجاهلها والنزول لأسفل لكي يتناولوا الافطار.

«سُمية أتريدين الذهاب للحمام؟»
أومأت لها بينما هي منهمكة في تناول الطعام.

«حسناً سنذهب أنا وأنتِ ومريم بعد الفطور لهناك.»

نبست والدتها وأكملت تناول الطعام بينما المسكينة الٱخرى كانت مستغربة من ذهابهم جميعاً معها إلي الحمام ولكنها حاولت التصرف بهدوء وبشكل طبيعي.

تناولوا الفطور جميعهم ومن ثم نبست والدتهم،

«مريم أذهبي لتجهيز الأشياء التي سنأخذها معنا.»

أومأت لها ومن ثم صعدت لأعلى ولم تستغرق الكثير حتى نزلت بقطعه قماش كبيرة تحتوى على أشياء عدة.

«حسناً يا فتيات سأجلب حجابي من فوق وسنذهب سوياً.»


.

.

«ها قد وصلنا.»
كانت تلك والدتهم التي توقفت أمام مبنى ضخم وسقفه كان مضلع وبهِ نوافذ صغيرة.

أكملوا سيرهم للداخل وكان أول شيء قابلهم هي مصاطب كثيرة متراصة حول بعضها البعض وفي الوسط يوجد سجاد قاني اللون وأطرافه بها خيوط ذهبية اللون،
ولكل مصطبة يوجد خزانة بسيطة لا تحتوي على باب وتستخدم في خلع الملابس بداخلها أو تعليقها على المشاجب الخشبية.

تخطت والدتهم القسم الأول ومشَت نحو القسم الثاني، حيثُ حوض رخامي كبير في منتصف المكان وبهِ مياه ساخنه.

«أن الأستحمام يكلف خمس پاراتٍ للشخص الواحد.»

تحدثت أمرأة متوسطة العمر تَـقِـف عند مدخل القسم الثاني، وكانت ذات وجه ممتلئ وقامة قصيرة، ويبدو عليها أنها أحدى المسؤولين عن المكان.
أخرجت الٱخرى صرة الدنانير وأعطتها منها خمسة عشر قطعة فضية، ومن ثم نادت على أحدى الفتيات لكي تساعدهم وترشدهم.

ذهبت بهم مرة ٱخرى إلي القسم الأول ليخلعوا عنهم جلابيبهن ويبقين بملابسهن التي تحت الجلابيب.

«السلام عليكم.»

رحبت أحدى السيدات من اللاواتي تجلسن على حافة الحوض عندما دخلت أم مريم.
كانت سيدة شابة صغيرة تجلس على الحافة، وتغسل شعرها بصابون شكله غريب بعض الشيء بالنسبة لهاريس.

«وعليكم السلام يا عائشة، كيف حالك؟ وكيف حال ولدك وزوجك؟»

ردت والدتهم السلام لها، وجلس ثلاثتهم بجوارها، كانت وجوههن كالتالي، الأم كانت سعيدة، سُـمية اللتي تحملق في كل شبر من مكان بأندهاش واضح، ومريم ملامحها كنت مُـمتعضة وحانقة.

«أنا بأفضل حال، ماذا عن مَـريم؟ متى...»

_________
استَسخر منه = هَزيء بهِ

١-ما هو العصر الذي تتدور الأحداث فيه؟

٢-في أي بلد تدور الأحداث؟

٣- مريم؟

© ماريَام ' ,
книга «الثَـالث والعشـرُون».
Коментарі