15
بعد مرور أسبوع.
«اذا من أنت؟»
تسائل الحارس ضخم البنية.
«أنا المسؤولة عن تغيير الشموع بقصر الوالي.»
أجابت بهدوء وثقة كانت قد تدربت كثيراً لقولها لتِلك الجملة.
«أنتظر كي أتأكد.»
«حسنا سيدي، خذ وقتك.»
كانت تقف بينما تحمل سلة كبيرة لا تحتوي على شيء في الحقيقة وحالما ذهب الحارس ليسألهم في القصر أنتهزت هي الفرصة وتسللت من الباب الخلفي، أنها تعلم جيدا تلك التفاصيل الصغيرة لأنها أشترت نموذج للقصر من أحدى الخدم بثمن بسيط من أحدى الخادمات.
بعدما دلفت من الباب الخلفي تسللت للصندرة التي يضع بها الخدم الكركبة والأشياء غير الهامة، يجب فقط أن تقفز من الشباك الصغير الذي يشرف على ممر اتهوئة وتنتقل للغرفة التي لا يتواجد بها الوالي في هذا الوقت.
كانت خطتها تسير على ما يرام، حتى ظهر ذلك الفتى من أسفل سرير الوالي.
«ما اللذي تفعلينه؟»
"ماذا عنك؟»
«أنا أنظف، سأكرر سؤالي ماذا تفعلين في غرفة الوالي؟»
«أريد أختلاس شيء، أ أنت راضي؟»
أخبرته كما خطتها.
«أذا تجرأت ومدت يدك على تلك الخزانة سأصرخ وسأجمع القصر بأكمله حولك.»
بينما هو يتحدث توجه نحو دولاب صغير ووقف أمامه.
«إذا تلك هي الخزانة لقد وفرت علي مشقة البحث عنها.»
«أخرجي من هنا أنا أتعامل بلطف لأنك فتاة.»
لم يتحرك من مكانه، وأشار لها بأصبعه وحدثها بأسلوب شديد.
«توء توء، ذلك الأسلوب لا يجب أن نتعامل به سويا يجب أن نكون ألطف، الٱن سأعطيك أختيارات سريعة الأول أن تترك يدي وتشاهدني وأنا أخذ مُـبتاغاي وأرحل في سلام وتتظاهر بأنك لا تدري شيء،
الثاني أن أخذ الأشياء وأخرج من النافذة وفي تلك اللحظة تصرخ بأنه يوجد لص وهكذا أنت خارج الموضوع بأكمله،
الخيار الثالث لا تترك يدي وتظل متشبث بها وأصرخ بأنك تتحرش بي، ما رأيك؟»
«لما تجعلين الأمور صعبة علي؟»
عبس وتحدث وتنهد بثقلٍ.
«لا أعرفك بشكل شخصي لذا أنت لست مستهدف لا تكن درامي.»
«ما تلك الدرامي، وأيضا لما ستسرقين؟»
«برأيك لما؟ هل أبدو لك أنني أسرق لأمارس رياضتي الركض والقفز؟ أسرق لأن أسرتي فقيرة لدي أربع أولاد لا أعلم كيف أطعمهم كما أن زوجي المسكين مات في ٱخر حرب ولم يتبقى لي أحد، من فضلك مررها تلك المرة، كما أننا أبناء شعب واحد أتقف مع ذلك الوالي الغريب عن بني بلدك ولا تساند أمرأة مثلي مسكينة.»
تحدثت بحزن مبالغ حتى أنها ذرفت القليل من الدموع.
«حسناً خذي ما تشائي وأسرعي.»
أسرعت لتفتح الخزانة التي كانت من غير قفل، ربما لأن الوالى لا يتعب في تجميع المال لذا يراه دون قيمة.
«أنظر أخرج حالاً وأصرخ بأنه يوجد لص.»
أومأ لها ومن ثم قفزت هي بسرعة ووقفت من بعيد تنتظر أن يذهب ذلك الحارس للداخل، لكي تستطيع الخروج، وبالفعل جرت الأمور كما ظنت وتسللت هي للخارج لتذهب لتلك المرأة التي أتفقوا مسبقا.
••
«لقد سرقت المال.»
أخبرتها حالما دخلت لمحلها الرث ذلك.
«رباه أنت مذهلة حقا، أذا قبل أي شيء حتى تعمل تلك التعويذات معك يجب أن تفتحي طاقات روحك الكامنة، يا حلوة.»
تحدثت بشكل طبيعي ومن ثم ألصقت يا حلوة كعادتها في نهاية الجملة.
«ماذا؟ طاقات روحي؟»
«أجل، أسترخى ههنا.»
أشارت لها على كرسي خشبي يبدو أن الزمن قد عفا عليه.
«أغمضى عينيك حاولى أن لا تفكري في شيء، لا تركزي علي وجودي حتى، أتعرفي الأسقاط النجمي حاولي أن تفعليه.»
«لا أعرفه.»
«أنظري أول شيء حاولي أن تسترخي وتدخلي في مرحلة عميقة من الأسترخاء، في ذلك الوقت حاولي التركيز على شيء واحد فقط تخيليه كثيرا حتى تحفظيه، وبعد ذلك أنظري حولك في الظلام بينما عينيك لاتزال مغلقة حاولي الذهاب الي أكثر مكان تحبيه.»
«ومن بعد ذلك؟»
«سأتعامل مع الوضع.»
أشعلت تلك المرأة عود بخور، وقلبت الساعة الرملية وجلست على الارض تنتظر الحصول على مبتاغاها.
«أنا لا أرى شيء.»
قالتها سمية بعد دقيقة تقريباً.
«الأمر ليس بتلك السهولة يا حلوة، كفاكي ثرثرة وأهدأي.»
«حسناً.»
ظلا هكذا لوقت كبير يقدر بالساعات حتى بدأ جسدها يهتز قليلا ولكن في تلك اللحظة قاطعتهم ثريا التي ظهرت فجأة.
«أيتها الغبية هل تريدين أن تعلقي في اللامكان للأبد؟»
«ماذا؟»
«هل أنت تعرفين ما هو ذلك، أن روحك تغادر جسدك المادي، اذا فقدت خط الأتصال بين روحك وجسدك لن تعودي، كما أنها يمكن أن تتلاعب بروحك.»
«ما اللذي تقوليه يا ثريا؟»
«أنا لم أخرع قصة من تلقاء نفسي، ربما انت تطمعين في روحها لأنها من الأرواح المشعة.»
«ما تلك المشعة؟»
كانت تلك سمية التي تتسائل بأستغراب.
«أصمتي.»
صرخت بها ثريا بغضب.
«أنك تتحدثين كما أنكِ أنتِ وأختك شمس لا تستغلوها.»
ابتسمت بجانبية ونبست بطريقة أستفزت ثريا للغاية.
«ماذا؟»
«أنا أعلم كل شيء يا ثريا، ذلك الطفل الذي في جنين أختك لن يولد يا ثريا دون وجود تلك الفتاة بجوارها.»
«أنا أريدها فقط بالجوار أنا لن أفعل أكثر من ذلك ولكن ماذا عنك يا زهرة؟ ألا تنوين فعل أكثر من هذا؟ سمية ستأتي معي على كل أبقى ههنا ولا تحاولي أن تتبعيني.»
«ما الذي يحدث؟»
«أنت غبية ومتهورة، لما ذهبت لها؟»
«ليس من حقك أن تصرخي في وجهي، ذهبت لها لأن ذلك ما أريده، أبعدي يدك عني.»
«ألي أين تذهبين؟»
«للجحيم.»
تركت المكان والسوق بأكمله وتوجههت نحو اللاشيء فقط أخذت تسير وتسير حتى رجعت مجدداً لمنزل شمس لأنه ببساطة لم تجد مأوى لها.
دلفت المنزل وتوجهت نحو غرفتها وأندثرت تحت الغطاء وبدأت تبكى بسبب كل شيء، أخذت تبكى على أشياء غير مترابطة ببعض حتى فتارة تبكى بسبب ثريا وتارة تبكي بسبب حبيبها السابق، كانت تبكي على اللا وكل شيء، وما تفعله لاضير به فالدموعي هي مطافيء الوجوم الذي يقبع بالقلب.
كانت تبكي بقوة حتى تعبت ونامت في النهاية من كثرة الأيعاء والتعب.
__________________________________________
Коментарі