10
هـاريـس، بعد قضاء أسبوع في الريف.
في منتصف النهار بينما الشمس تتعامد على الحقول الخضراء في الأرياف، والأطفال تلهو وتركض وراء صغار الماعز ومن هم أكبر يهتموا بالحقول أو الجاموس أو أي شيء، كانت رائحة الخبز الذي خرج لتوه من الفرن تطغي على المكان أغلبه، وفي وسط هذا كله كان هناك ذلك المنزل البسيط ذو الحقل الصغير، حيث كنت أقبع أنا بينما أحلب أحدى البقرات وأدندن أحدى أغاني المفضلة، كنت أدندن أغنية أنا وأنت لطريق واحد، أتمنى أن أراهم يغنوا مجدداً ك فرقة واحدة.
وأكتمل ذلك المشهد بفتاة تركض بفستان مزركش بورود صغيرة وردية اللون، أنها جميلة، أول صديقة لي في ذلك العالم.
«سمية، أيمكنك صنع المزيد من ذلك الشيء لقد وضعت منه على بشرتي أنا وأبنة خالتي وجعل وجههنا يلمع كالقمر."»
قالتها وهي تلهث بسبب ركضها السريع تجاهي.
«أتعنين ذلك القناع الأبيض؟ أنه لا شيء يذكر على الأطلاق ذلك أقل ما لدي.»
أخبرتها بذلك بينما كنت في الحقيقة أجرب على وجوههم قناع ما أخترعته بينما كنت أروي الزرع، لقد خشيت من تجربته على وجههي، خفت من أن يجعله يلتهب، حتى أذا لم يكن وجههي فعلياً ولكنه سيظل وجههي بطريقة ما.
«أنظري ما رأيك أن نعقد صفقة ما؟»
أن تلك الفتاة بدأت تتحدث بجدية أنها توترني.
«وما هي؟»
«أنظري»
«أنا أنظر أقسم.»
«أسفة أنا فقط أقولها كثيرا، على كل ما رأيك أن تصنعي عدد كبير من ذلك الشيء وأذهب لبيعه في المدينة ونقتسم المكسب بيننا؟»
«الفكرة رائعة وأنا موافقة، ٍسأبدأ في أعدادهم بعد تحضير الغذاء وقبل العشاء سأجلبهم لمنزلك.»
«حسنا لا تنسي ها.»
«لن أفعل، لا تقلقي.»
بعدما رحلت بقليل كنت قد أنتهيت من حلب البقرة، أخذت ذلك اللبن ووضعته في غرفتي لكي أعد به أقنعة الوجه فيما بعد، وبعدها نزلت وجلست عند مدخل المنزل لكي أتـأمل جمال الطبيعة ههنا، الرياح وحدها تعطي شعور جميل، الرياح ههنا حارة ولكنها ليست محملة بأتربة أو عوادم السيارات.
«سمية، أجلبي منجل وتعالي لتساعديني في حصد الخيار، هيا لا تتأخري.»
تلك العجوز لديها صحة أفضل من التي كانت عندي عندما كنت أعمل كمحققة، أنها نشيطة وقوية رغم أن شعرها قد شيَّب وتصبغ بالأبيض.
«قادمة.»
صرخت بها لتسمعني بوضوح لأنها في منتصف الحقل، نهضت وجلبت المنجل القديم الذي كان مغطي جزء منه بالصدأ، ومقبضه الخشبي كان متشقق بعض الشيء ولكنه كان لايزال يعمل رغم ذلك.
كنت أبذل كل جهدي ولكن جسد تلك الفتاة ضعيف للغاية، لقد أُنهكت بعد نصف ساعة تقريباً.
«يا ألهي كم أنتِ مدللة؟ أبتعدي سأفعله لوحدي.»
مسحت العرق الذي تصبب من جبيني وأجبت بعدما ألتقطت أنفاسي.
«قد لا تصدقين هذا ولكنني كنت قوية في وقت ما، لقد كنت أستطيع أن أجري ثلاثة كيلوميتر في غضون عشر دقائق فقط.»
لقد كنت أستطيع أيضاً فعل العديد من الأشياء ولكن الٱن أنا محاصرة في ذلك الجسد الواهن.
«أنا لا أعلم ما ذلك الكيلومتر خاصتك ولكن يبدو أنه ليس بالأمر الجلل، شباب هـذا الجيل رباه.»
«ماذا؟»
«أذا كنت قوية كما تزعمين لما لا تحصدين ذلك الحقل بأكمله؟»
رمت منجلها من يدها ومسحت جبينها المُغطى بالعرق وذهبت لنحو المنزل.
«جدتي الي أين تذهبين؟ لقد أخبرتك أنني كنت، أي في الماضي، ما فات قد مات، جدتي، جدتي.»
أنها تتجاهلني، لقد جنيته على ذاتي الٱن يجب أن أحصد كل ذلك الخيار ومن ثم أعبئه في تلك الأقمشة لكي يأتي محمد صباحا في الغد ويبيعه في السوق، أتمنى أن أنتهي من ذلك سريعا.
لا أعلم أين الخطب أهو في يدي أم المنجل أم في الحرارة العالية، ألا يوجد هنا تكيف؟ أو على الأقل مثلاً ثلاجة؟ يبدو أنه لا يوجد مناصاً من عدم حصد الخيار، أريد أن أصيح.
••
لقد تناولت الغذاء، وها أنا ذا في طريقي لكي أملىء ذلك الدلو من بئر حب الجدة والجد العظيم، أتمنى أن أجد أنا الاخرى فتى وسيم بالقرب منه أو مال.
بعدما وصلت لهناك وجدت فتاتين ترمقاني بنظرات من نوعية، مرحبا أيتها الهراء حسناً أنا لا أعرفهم ولم أفعل شيء حتى الٱن لهم ولكن ذلك أحساسي.
«أتعلمين ما أسوء شيء بعد أكل مال اليتيم؟»
أول ما أقتربت بدأ الفتاة ذو الطرحة القرمزية بالتحدث، كأنها تريدني أن أسمع ما ستقوله، كما أنه كيف سيُأكل المال؟ تلك اللغة غريبة بصدق.
«ماذا؟»
أنها تقولها بأعتيادية، ملامح وجهها لا تبدو أنها تتسائل بالفِعل.
«خطف الرجال من زوجاتهم.»
أنها تعني فعلة سمية المقرفة، في الحقيقة أنا أتفق معهم ولكن لا يمكنني أن أخبرهم بذلك لأنني سأبدو مريبة ومختلة نفسياً، يبدو أنني سأتعامل بشخيصتي في الثانوية مجدداً.
«وهل الرجل طفل مازال يحبو، أأيت أحد يستطيع خطفه؟»
«أنتِ عديمة الحياء.»
«أعلم، وأنتما عديمتان الحياء ومتطفلتان كذلك، سأعطيكما نصيحة ذهبية ما رأيكوا في أرتداء النقاب؟ لكي تضعوا أنفكوا خلفه بدلا من حشره في حيوات البشر بذلك الشكل المقرف.»
حاولت الفتاة ذات الطرحة القرمزية أن ترد وأخذت تفتح فمها وتغلقه عدة مرات متتالية مثل السمكة ولكنها فشلت.
أدلـيت الدلو في البئر وأخرجته وهو ممتلىء على اخره، وبينما أنقل الماء للدلو خاصتى تعمدت أن أسكب الماء على الجزء الأخير من عبائتها لتشهق من فعلي الغير متوقع.
«اسفة يدي قد أنزلقت.»
مثلت لهم الصدمة ووضعت يدي على فمي كأنني مصدومة بالفعل، لتنعتني هي والفتاة الاخرى بسبابات شتى ولكنني لم أهتم وملئت الدلو لٱخره ومن ثم رحلت للمنزل سريعا لأعِد أقنعة الوجه.
«لقد أتيت.»
نبست بها للجدة حالما دخلت المنزل لتومأ لي وتكمل حياكة تلك السترة الصوفية، ومن ثم أتجهت لغرفتي، ركنت دلو الماء بجانب دلو اللبن ونزلت لأجلب الأكواب الخشبية الصغيرة ودقيق الأرز والقدر الكبير الذي سأخلط به تلك المكونات.
ظللت أخلطهم حتى صارت مثل العجينة وبدأت أقسمها قليلا وأعبئها في تلك الأكواب، وفي النهاية غطيت تلك الأكواب بأقمشة قطنية، أتمنى أن لا تغضب الجدة لاحقا.
على كل وضعت أقنعتي الجميلة في السلة، وأنزلت باقي الماء الذي في الدلو لأسفل.
«إلي أين أنت ذاهبة في ذلك الوقت؟»
«سأذهب لجارتنا سريعا لأعطيها أشياء من تلك السلة وسأعود سريعا.»
«حسناً لا تتأخري.»
«لن أفعل.»
أنا أشعر أن تلك الجدة تعطيني مساحة أكثر منهم جميعاً، أنها ببساطة تثق في سمية هذا ما أستنتجته خلال ذلك الأسبوع كما أنها تحبها حب جم، أمسكت جلبابي وسرت بسرعة لأصل لمنزلها، المنازل ههنا ليست قريبة من بعضها البعض فبين كل منزل وٱخر حقول شاسعة.
وصلت لمنزل تلك الفتاة وناديت عليها وخرجت بعدها بسرعة.
«يا ألهي لقد جلبتيهم حقا.»
«لقد أخبرتك أنني سأفعل، أنا لا أخلف في كلامي عادةً.»
«أنظري لكي كم أنت رائعة يا ألهي.»
أخبرتني ومن ثم حضتني تعبيراً عن أمتنانها.
«شكراً لكِ.»
«ما رأيك أن تأتي معي أنا وقريبتي غدا لنذهب لسوق المدينة المجاورة لنا؟ وبالذي سنربحه نشتري به أقمشة ونفصل منه فساتين مزكرشة؟ لا تقلقي بشأن تأجير الأخيلة لدينا أثنين بالفِعل وأنا سأدفع ثمن الأسطبل.»
«تبدو فكرة عظيمة، متى سنتحرك أبعد الفجر؟»
أنا أشعر بالحماس.
«أجل، بعد الفجر مباشرة، لذا جهزي حالك من قبلها وأخبريني غداً فالفجر هل ستذهبين معنا أم لا.»
«أوكى.»
«ما تلك الأوكى؟»
هذا مضحك للغاية كيف أنها لا تعي الأنجليزية.
«أنها كلمة تعنى حسناً.»
أومأت لي وهي مستغربة قليلاً، ومن ثم أستأذنتها ورحلت كي أنام لمدة كافية.
••
«تقبل الله منكِ يا جدتى.»
أخبرتها كما كانت مريم تقول للأم في المنزل.
«صباح الخير، ما الذي تريدينه في ذلك الفجر؟»
أمسكَت الفانوس الخشبي ذلك الذي كان يضيء المكان، ومن ثم أستقامت لتفتح الشباك.
«جدتي هل يمكنني الذهاب مع أبنة السيدة التي بجوارنا إلي السوق كي نبيع بعض الأشياء؟»
بعدما فتحت الشباك نظرت لي وزفرت ومن ثم قالت،
«رباه سمية، أمورك كثيرة للغاية تلك الفترة ولكن ماذا أفعل أنت حفيدتي المدللة يمكنك الذهاب ولكن توخي الحذر، أ أسلق لكما بعض البيض لكي تتناولوه كفطور في الطريق؟»
«لا لقد تناولت فطوري أرتاحي فقط.»
في الحقيقة لم أتناول الفطور ولكنني أقول هذا لكرهي للبيض المسلوق، حضتنها ومن ثم أخذت صرة دنانيري وقربة الماء ولففت الحجاب وخرجت قاصدة منزل تلك الفتاة.
«صباح الخير، ستذهبين صحيح؟»
قالتها لي بينما كانت تمشط الخيل الأسود خاصتها.
«أجل أنا قادمة معكم.»
_________________________________________
أرائكم حتى الٱن بالرواية؟🌝💗
أحتمال أنشر فصل ٱخر اليوم.
في منتصف النهار بينما الشمس تتعامد على الحقول الخضراء في الأرياف، والأطفال تلهو وتركض وراء صغار الماعز ومن هم أكبر يهتموا بالحقول أو الجاموس أو أي شيء، كانت رائحة الخبز الذي خرج لتوه من الفرن تطغي على المكان أغلبه، وفي وسط هذا كله كان هناك ذلك المنزل البسيط ذو الحقل الصغير، حيث كنت أقبع أنا بينما أحلب أحدى البقرات وأدندن أحدى أغاني المفضلة، كنت أدندن أغنية أنا وأنت لطريق واحد، أتمنى أن أراهم يغنوا مجدداً ك فرقة واحدة.
وأكتمل ذلك المشهد بفتاة تركض بفستان مزركش بورود صغيرة وردية اللون، أنها جميلة، أول صديقة لي في ذلك العالم.
«سمية، أيمكنك صنع المزيد من ذلك الشيء لقد وضعت منه على بشرتي أنا وأبنة خالتي وجعل وجههنا يلمع كالقمر."»
قالتها وهي تلهث بسبب ركضها السريع تجاهي.
«أتعنين ذلك القناع الأبيض؟ أنه لا شيء يذكر على الأطلاق ذلك أقل ما لدي.»
أخبرتها بذلك بينما كنت في الحقيقة أجرب على وجوههم قناع ما أخترعته بينما كنت أروي الزرع، لقد خشيت من تجربته على وجههي، خفت من أن يجعله يلتهب، حتى أذا لم يكن وجههي فعلياً ولكنه سيظل وجههي بطريقة ما.
«أنظري ما رأيك أن نعقد صفقة ما؟»
أن تلك الفتاة بدأت تتحدث بجدية أنها توترني.
«وما هي؟»
«أنظري»
«أنا أنظر أقسم.»
«أسفة أنا فقط أقولها كثيرا، على كل ما رأيك أن تصنعي عدد كبير من ذلك الشيء وأذهب لبيعه في المدينة ونقتسم المكسب بيننا؟»
«الفكرة رائعة وأنا موافقة، ٍسأبدأ في أعدادهم بعد تحضير الغذاء وقبل العشاء سأجلبهم لمنزلك.»
«حسنا لا تنسي ها.»
«لن أفعل، لا تقلقي.»
بعدما رحلت بقليل كنت قد أنتهيت من حلب البقرة، أخذت ذلك اللبن ووضعته في غرفتي لكي أعد به أقنعة الوجه فيما بعد، وبعدها نزلت وجلست عند مدخل المنزل لكي أتـأمل جمال الطبيعة ههنا، الرياح وحدها تعطي شعور جميل، الرياح ههنا حارة ولكنها ليست محملة بأتربة أو عوادم السيارات.
«سمية، أجلبي منجل وتعالي لتساعديني في حصد الخيار، هيا لا تتأخري.»
تلك العجوز لديها صحة أفضل من التي كانت عندي عندما كنت أعمل كمحققة، أنها نشيطة وقوية رغم أن شعرها قد شيَّب وتصبغ بالأبيض.
«قادمة.»
صرخت بها لتسمعني بوضوح لأنها في منتصف الحقل، نهضت وجلبت المنجل القديم الذي كان مغطي جزء منه بالصدأ، ومقبضه الخشبي كان متشقق بعض الشيء ولكنه كان لايزال يعمل رغم ذلك.
كنت أبذل كل جهدي ولكن جسد تلك الفتاة ضعيف للغاية، لقد أُنهكت بعد نصف ساعة تقريباً.
«يا ألهي كم أنتِ مدللة؟ أبتعدي سأفعله لوحدي.»
مسحت العرق الذي تصبب من جبيني وأجبت بعدما ألتقطت أنفاسي.
«قد لا تصدقين هذا ولكنني كنت قوية في وقت ما، لقد كنت أستطيع أن أجري ثلاثة كيلوميتر في غضون عشر دقائق فقط.»
لقد كنت أستطيع أيضاً فعل العديد من الأشياء ولكن الٱن أنا محاصرة في ذلك الجسد الواهن.
«أنا لا أعلم ما ذلك الكيلومتر خاصتك ولكن يبدو أنه ليس بالأمر الجلل، شباب هـذا الجيل رباه.»
«ماذا؟»
«أذا كنت قوية كما تزعمين لما لا تحصدين ذلك الحقل بأكمله؟»
رمت منجلها من يدها ومسحت جبينها المُغطى بالعرق وذهبت لنحو المنزل.
«جدتي الي أين تذهبين؟ لقد أخبرتك أنني كنت، أي في الماضي، ما فات قد مات، جدتي، جدتي.»
أنها تتجاهلني، لقد جنيته على ذاتي الٱن يجب أن أحصد كل ذلك الخيار ومن ثم أعبئه في تلك الأقمشة لكي يأتي محمد صباحا في الغد ويبيعه في السوق، أتمنى أن أنتهي من ذلك سريعا.
لا أعلم أين الخطب أهو في يدي أم المنجل أم في الحرارة العالية، ألا يوجد هنا تكيف؟ أو على الأقل مثلاً ثلاجة؟ يبدو أنه لا يوجد مناصاً من عدم حصد الخيار، أريد أن أصيح.
••
لقد تناولت الغذاء، وها أنا ذا في طريقي لكي أملىء ذلك الدلو من بئر حب الجدة والجد العظيم، أتمنى أن أجد أنا الاخرى فتى وسيم بالقرب منه أو مال.
بعدما وصلت لهناك وجدت فتاتين ترمقاني بنظرات من نوعية، مرحبا أيتها الهراء حسناً أنا لا أعرفهم ولم أفعل شيء حتى الٱن لهم ولكن ذلك أحساسي.
«أتعلمين ما أسوء شيء بعد أكل مال اليتيم؟»
أول ما أقتربت بدأ الفتاة ذو الطرحة القرمزية بالتحدث، كأنها تريدني أن أسمع ما ستقوله، كما أنه كيف سيُأكل المال؟ تلك اللغة غريبة بصدق.
«ماذا؟»
أنها تقولها بأعتيادية، ملامح وجهها لا تبدو أنها تتسائل بالفِعل.
«خطف الرجال من زوجاتهم.»
أنها تعني فعلة سمية المقرفة، في الحقيقة أنا أتفق معهم ولكن لا يمكنني أن أخبرهم بذلك لأنني سأبدو مريبة ومختلة نفسياً، يبدو أنني سأتعامل بشخيصتي في الثانوية مجدداً.
«وهل الرجل طفل مازال يحبو، أأيت أحد يستطيع خطفه؟»
«أنتِ عديمة الحياء.»
«أعلم، وأنتما عديمتان الحياء ومتطفلتان كذلك، سأعطيكما نصيحة ذهبية ما رأيكوا في أرتداء النقاب؟ لكي تضعوا أنفكوا خلفه بدلا من حشره في حيوات البشر بذلك الشكل المقرف.»
حاولت الفتاة ذات الطرحة القرمزية أن ترد وأخذت تفتح فمها وتغلقه عدة مرات متتالية مثل السمكة ولكنها فشلت.
أدلـيت الدلو في البئر وأخرجته وهو ممتلىء على اخره، وبينما أنقل الماء للدلو خاصتى تعمدت أن أسكب الماء على الجزء الأخير من عبائتها لتشهق من فعلي الغير متوقع.
«اسفة يدي قد أنزلقت.»
مثلت لهم الصدمة ووضعت يدي على فمي كأنني مصدومة بالفعل، لتنعتني هي والفتاة الاخرى بسبابات شتى ولكنني لم أهتم وملئت الدلو لٱخره ومن ثم رحلت للمنزل سريعا لأعِد أقنعة الوجه.
«لقد أتيت.»
نبست بها للجدة حالما دخلت المنزل لتومأ لي وتكمل حياكة تلك السترة الصوفية، ومن ثم أتجهت لغرفتي، ركنت دلو الماء بجانب دلو اللبن ونزلت لأجلب الأكواب الخشبية الصغيرة ودقيق الأرز والقدر الكبير الذي سأخلط به تلك المكونات.
ظللت أخلطهم حتى صارت مثل العجينة وبدأت أقسمها قليلا وأعبئها في تلك الأكواب، وفي النهاية غطيت تلك الأكواب بأقمشة قطنية، أتمنى أن لا تغضب الجدة لاحقا.
على كل وضعت أقنعتي الجميلة في السلة، وأنزلت باقي الماء الذي في الدلو لأسفل.
«إلي أين أنت ذاهبة في ذلك الوقت؟»
«سأذهب لجارتنا سريعا لأعطيها أشياء من تلك السلة وسأعود سريعا.»
«حسناً لا تتأخري.»
«لن أفعل.»
أنا أشعر أن تلك الجدة تعطيني مساحة أكثر منهم جميعاً، أنها ببساطة تثق في سمية هذا ما أستنتجته خلال ذلك الأسبوع كما أنها تحبها حب جم، أمسكت جلبابي وسرت بسرعة لأصل لمنزلها، المنازل ههنا ليست قريبة من بعضها البعض فبين كل منزل وٱخر حقول شاسعة.
وصلت لمنزل تلك الفتاة وناديت عليها وخرجت بعدها بسرعة.
«يا ألهي لقد جلبتيهم حقا.»
«لقد أخبرتك أنني سأفعل، أنا لا أخلف في كلامي عادةً.»
«أنظري لكي كم أنت رائعة يا ألهي.»
أخبرتني ومن ثم حضتني تعبيراً عن أمتنانها.
«شكراً لكِ.»
«ما رأيك أن تأتي معي أنا وقريبتي غدا لنذهب لسوق المدينة المجاورة لنا؟ وبالذي سنربحه نشتري به أقمشة ونفصل منه فساتين مزكرشة؟ لا تقلقي بشأن تأجير الأخيلة لدينا أثنين بالفِعل وأنا سأدفع ثمن الأسطبل.»
«تبدو فكرة عظيمة، متى سنتحرك أبعد الفجر؟»
أنا أشعر بالحماس.
«أجل، بعد الفجر مباشرة، لذا جهزي حالك من قبلها وأخبريني غداً فالفجر هل ستذهبين معنا أم لا.»
«أوكى.»
«ما تلك الأوكى؟»
هذا مضحك للغاية كيف أنها لا تعي الأنجليزية.
«أنها كلمة تعنى حسناً.»
أومأت لي وهي مستغربة قليلاً، ومن ثم أستأذنتها ورحلت كي أنام لمدة كافية.
••
«تقبل الله منكِ يا جدتى.»
أخبرتها كما كانت مريم تقول للأم في المنزل.
«صباح الخير، ما الذي تريدينه في ذلك الفجر؟»
أمسكَت الفانوس الخشبي ذلك الذي كان يضيء المكان، ومن ثم أستقامت لتفتح الشباك.
«جدتي هل يمكنني الذهاب مع أبنة السيدة التي بجوارنا إلي السوق كي نبيع بعض الأشياء؟»
بعدما فتحت الشباك نظرت لي وزفرت ومن ثم قالت،
«رباه سمية، أمورك كثيرة للغاية تلك الفترة ولكن ماذا أفعل أنت حفيدتي المدللة يمكنك الذهاب ولكن توخي الحذر، أ أسلق لكما بعض البيض لكي تتناولوه كفطور في الطريق؟»
«لا لقد تناولت فطوري أرتاحي فقط.»
في الحقيقة لم أتناول الفطور ولكنني أقول هذا لكرهي للبيض المسلوق، حضتنها ومن ثم أخذت صرة دنانيري وقربة الماء ولففت الحجاب وخرجت قاصدة منزل تلك الفتاة.
«صباح الخير، ستذهبين صحيح؟»
قالتها لي بينما كانت تمشط الخيل الأسود خاصتها.
«أجل أنا قادمة معكم.»
_________________________________________
أرائكم حتى الٱن بالرواية؟🌝💗
أحتمال أنشر فصل ٱخر اليوم.
Коментарі