1
2
3
4
5
6
7
8
9
10
11
12
13
14
15
16
17
النهاية
17

بعد أسبوع، في منزل شمس، خلال الظهيرة.


«زوجي العزيز ما اللذي أصابك؟»

كانت شمس تبكي بجوار زوجها الذي كان في غيبوبة منذ ثلاثة أيام، لم يأكل شيء خلالهم، بينما هاريس كانت جالسة في زاوية الغرفة تنظر بتململ بين الفنية والٱخرى لشمس وتصوب نظرها مجددا للحائط الذي أمامها لتفكر في شئونها.

«يا ويلي، من لي بعدك يا حبيبي يا قرة عيني.»
نبست بها ومن ثم ضربت بكلتا كفيها على رأسها.

«كفاك تمثيل يا أمـرأة، أنـه شبه ميت، أنـه لن يسمعك على كل حال أرتـاحي وأهدأي من أجل ولدك الحبيب الذي في بطنك.»

ذُهلت الاخرى لثوانِ قبل أن تنبس ردا على سمية.

«ما الذي تقوليـنه؟»

«ما الذي قولته؟ »
تسائلت بأستنكار ومن ثم أردفت،

«أما قولته خاطىء؟ عندما جئِـت يوم أمس من الخارج خطوت ببطء للداخل وقتها لم تكونِ تبكين ولكن حالما سمعتي صوت خطواتي بدأ صوت نحيبك يعلو على حين فجأة، ما أريد قولهُ هو أنني سأمت من نحيبك، أذني ستنزف أقسم.»

«أنا فقط أحاول أن أفعل ما يفعله البشر العاديون حينما يعبرون عن مشاعرهم، كي لا أبدو غريبة أمامك.

«ليس جميع البشر يعبرون عن مشاعرهم بذلك الشكل، يوجد بعضهم لا يبكي ولكن ذلك لا يلغى أحساسهم بالحزن، فقط توقفي عن تمثيل البكلء، أعلم أنكِ حزينة ولكن لا يوجد داعي لتزيف طريقة تعبيرك عن الحزن فقط أجلسي بالجوار وأنظرِ له بهدوء ذلك أفضل.»

«أ حقا؟»
تسائلت بتعجب، لتقهقه الٱخرى.

«أجل، بالرغم من كونك شمطاء الأ أنك في بعض الأحيان تبدين لطيفة قليلا، فقط القليل.»


«هذا صادم باالنسبة لي، ظننت انك تكرهيني.»

«أنا بالفِـعل أكرهك.»

«أنتِ غريبة للغاية، سأذهب لأنام قليلا.»

«أحظي بنوم هانئ.»
أبتسمت لها وحالما خرجت بدأت أبتسامتها تتختفي تدريجيا، وبعدما صعدت أقفلت باب الغرفة بهدوء لتبقى مع ذلك الرجل لوحدهم.

••
مساء ذلك اليوم.

«لا أعلم ماذا حدث يا ثُـريا، كانت تلك الفتاة في  صحة جيدة ذلك  الصباح، ولكن عندما أستيقظت من غفوتي وجدتها فاقدةِ للوعي.»
تحدثت بتوتر بينما تتحرك في الغرفة ذهاباً وأياباً.

«أهدأي يا شمس لا تتوترِ دون داعي، أجلبِ أي طبيب من أولئك الأطباء البشريين وسيعلم ما خطبها.»

«ولما لا تلقين نظرة أنتِ عليها؟ ألستِ من ضمن الساحرات القويات؟»

«ها أنتِ قلتِ، أنا ساحـرة أستطيع فعل أشياء عدة، ولكنني لا أفهم الطب ذاك.»

«رباه، أنتِ تقوديني للجنون، اذا أ أذهب لأجلب طبيب الان أم ماذا؟»

«أجلسي ههنا يا شمس لا تذهبي لأي مكان أنها ستعيش، أهدأي فقط.»
أمسكتها مم كتفها وأجلستها عبى الكرسي الخشبي.

«أنتِ وبرودك، إذا ماذا سنفعل الان؟»

«لن نفعل شيء، سننتظر حتى المساء حتى نبدأ المراسيم.»
رفعت كتيفها وتناولت تفاحة من الطاولة.

«أيجب حقا أن  تفعلِ هذا حتى في زوجي؟ ألا يوجد أستثناءات؟»
نهضت مجدداً وأمسكتها من كم جلبابها.

«بلى يوجد، إذا لم تنسى زوجك الجميل هذا كان سيموت مرتين، مرة عندما تسمم والاخرى عندما أصابه الطاعون، وفي المرتين نجا، أو إذا أدق التعبير أنا من أنقذته، ولكن تلك المرة لا أستطيع.»

«ألا يمكنك حقا؟»

«لا، لا يمكنني يا شمس منذ البدء أن علاقتك به خاطئة أقبلِ تلك النهاية فقط.»
زفرت بتململ ثريا لتنظر لها شمس وتلمع عينيها بدموع حقيقية تلك المرة لتزفر بثقل هواء صدرها ونذهب نحو المطبخ لتعد شيء دافىء لتشربه، وبين كل هذا كان هناك شخصان يسترقان السمع.

«شمس، سأرحل الٱن مع زوجك.»

«أذهبِ، لا أريد أن أراه وهو يرحل.»

صرخت بذلك من مكانها لتختفي بعد ذلك ثريا وجسد زوج شمس ويظهران مجددا في كهف ما في جبل ضخم كان يضم العديد من الأشخاص الغائبون عن الوعي وكان جميعهم مقيدون الأرجل.

«أنه ٱخر رجل.»
نبست ثريا وهي تقيد يده.

«جيد، متى سنبدأ في المراسيم؟»
تحدثت اخرى كانت ذو شعر أحمر أشعث، وعيون سوداء حادة بعض الشيء، كانت تقف بجوار أمرأة اخرى، وكان هناك أثنتين يقفان بعيداً.

«حالما تأتي هاجاثا.»
نبست ثُـريا التي كان مظهرها يوحى بأنها أكبرهم والمتحكمة في الأمور.

«سأخبركم للمرة الأخيرة عندما نبدأ الطقوس يجب أن نتأكد من شيئين، الأول أن نظل متمسكين بأيد بعضنا البعض وثاني شيء هو أن لا تنطفىء أي شمعة حتى النهاية، قد يكون أي خطأ هين عدا هذان الأثنين .»

تحدثت ثريا وهي تخبر الفتاتين الصغيرتين في المجموعة.

«ماذا اذا بالخطأ حدث شيء من الأثنين؟»

«شيء مريع سيحدث، ستغضب الأرواح وستلعننا، نحن هنا لنحاول أن نستجدي عطفهم وأستحسانهم لذا لا يجب آن نخطأ.»
تحدثت ثريا بجدية تلك تامة.

«أشعر بشعور سيء، كما أنني لا أستطيع أن أستبصر المستقبل.»
تحدثت صهباء الشعر.

«أنا أيضا لا أستطيع أن أرى شيئا، تلك أول مرة لا أستطيع رؤية ما سيحدث.»
تحدثتُ الفتاة التي كانت ذو شعر حالك وكانت يافعة كذلك.

«لا تقلقن أنفسكن دون داعي تلك ليست أول مرة لنا على كل حال، كما أننا أقوى خمس ساحرات لن نفشل في شيء تافه كهذا.»

«لا تغترِ بنفسك يا ثُـريا، كما أنكِ لديك العديد من الأعداء.»
قهقهت الاخرى قبل أن ترد عليها بعنهجية.

«أعداء؟ أ أولئك المخلوقات عديمة القوى والأرادة يمكن ولو لوهلة أن يكونوا أعداء لأحد؟ أنهم أعداء أنفسهم وهذا كافي بالنسبة لهم.»

أشارت للبشر الذين كانوا مقيدون في الكهف ومن ثم ساد الصمت بعد ذلك،
ولم تتجرأ أحداهن على الكلام بعدها، وفي تلك الأثناء بدأن يخرجن الأشياء التي سيستخدمنها في المراسيم من الحقائب، ولكن لم يدم ذلك كثيرا حتى دخلت أمرأة ترتدي فستان أسود طويل ومنفوخ بعض الشيء من عند محيط الخصر، وكانت ملامحها تبدو يافعة وذو ملامح أوروبية، وعلى كتفها الأيمن يوجد قط صغير أبيض اللون ذو عيون خضراء.

«أنبدأ؟»
قالتها حالما دخلت لتومأ لها النساء الاخريات ويبدأن في أنهاء التحضيرات، حيث أن تلك الفتاة الصهباء رسمت دائرة بشيء مثل الرمال ولكنه أحمر اللون، ورسمت داخر الدائرة نجمة خماسية، ووضعت فوق النجمة الشموع الحمراء، ووضعت شمعة أمام كل شخص موجود في الكهف.

«يجب أن نقفل الكهف قبل أن نشعل الشموع.»

«سأقفله.»
تحدثت السيدة العجوز الاخرى

«لا تستطيعين أستخدام قواكِ ههنا، أنتِ قريبة من مكانهم.»

«يجب أن نقفل فتحة الكهف بصخرة كبيرة أو أي شيء.»

«سأذهب لأبحث عن شيء هكذا في الخارج، لن أتـأخر.»

تحدثت أمرأة مظهرها عجوز كـثريا، وخرجت للخارج ولم تعد لمدة كبيرة، حتى خرج أربعتهم للبحث عنها.

«أنها في الأسفل.»
صرخت بها صهباء الشعر، لتهرع الأثنتين الٱخرتين لها بسرعة، ليصدموا مما رأوا، حيث كانت منطبحة على وجهها في سفح الجبل دون أي حركة، بينما الرابعة كلنت تعض أظافرها بقلق.

«لقد سقطت من ههنا.»
أشارت على منزلق صخري في الجبل، تلك الفتاة التي كانت تقضم أظافرها.

«لا يوجد لدينا وقت يجب أن نسرع لننتهي من المراسيم قبل ظهور الهلال.»
كانت تلك ثريا التي بدت أنها غير مهتمة بموت تلك السيدة.
صعدت هاجاثا وحالكة الشعر من أسفل لتوافق على ما قالته ثريا، حيث سمعتها من الأسفل.
.
«ثريا عندها حق.»


«ماذا عن فتحة الكهف؟»
تسائلت الصهباء.

«لا يهم، لقد فعلنا هذا العديد من المرات دون أن يحدث شيء ما الذي سيتغير في تلك المرة؟»
أجابت هاجاثا بثقة كبيرة.

«ولكن دقيقة، أين ذلك الرجل الذي جلبته ثريا؟»
_________________________________________

© ماريَام ' ,
книга «الثَـالث والعشـرُون».
Коментарі