النهاية
«ولكن دقيقة، أين ذلك الرجل الذي جلبته ثريا؟»
تحدثت الصهباء بقلق بالغ حالما لم تجده.
«ما الذي تهذِ بهِ الان؟ اذا نقص أحد لن نستطيع أن نبدأ يجب أن يكون الرقم ستة وستون.»
«اللعنة، لن نستطيع تأجيل ذلك، سنخسر كل شيء تعبنا من أجله.»
«لقد ضحيت بالعديد من الأشياء حتى أصل لهنا، لا يمكنني أن أستسلم بسهولة.»
«أهدأن»
صرخت هاجاثا بهن ليهدأن بعدها.
« أ يمكننا أستعمال تعويذة الأفتقاد ههنا؟»
«لا أعتقد أنها ستعمل، أن قوتنا ضئيلة جدا ههنا، ولكنني سأحاول.»
نبست الفتاة ذو الشعر الحالِك، ومن ثم فتحت عينيها بكل وسع وبدأت تتلي كلمات بشكل سريع وغير مفهوم، لتصبح عينيها بيضاء بالكامل، ويغيب دُجن عينيها، وأما شعرها فبدأ يتطاير من دون وجود هواء حولها وتحول للأبيض.
«لم أستطيع رؤية شي، لقد حاولت حقاً ولكن دون فائدة أرى فقط أمرأة في الأسفل.»
«لنجلبها.»
«لا نستيطع فعل ذلك، أن أولئك الناس كانوا بالفعل يريدون الموت بسبب تعبهم الشديد ويأسهم، لذا نحن أخترناهم كقرابين، روحهم الهشة هي من ساعدتنا في أختيارهم، لا نستيطع تقديم أشخاص أقوياء هذا خطر، أو لديهم رغبة في الحياة.»
تحدثت الصهباء بقلق.
«لا يوجد امامنا أي حل اخر أن الأمر مغلق من جميع الجوانب، يجب أن نخاطر بتقديمها في الحالتين سنموت ولكن في حالة تقديمها سيكون لنا نسبة أكبر في النجاة.»
نظرت لها هاجاثا وأخبرتها بذلك.
«أتفق معكِ كليا.»
«أنا متوترة، منذُ قليل ماتت ألكسيا، ومن ثم بعدها هرب الرجل. يمكن أن نحاول بطريقة اخرى أو نتخلى عن قوتنا ونحاول أستاعدتِها في وقت لاحق، أو نتقبل مصيرنا ونموت.»
قالتها الصهباء التي كانت قلقة وخائفة.
«إذا كنتِ تريدين التراجع تراجعي، نحن سنفعل أي شيء لنتمم الامر الليلة ولكن تذكرِ إن نجحنا في ذلك لن تكونِ معنا بعد ذلك، سنصتقصيكِ من جماعتنا للأبد، أحزمِ قرارك.»
«سأبقى.»
قالتها بتردد.
«جيد، لنحاول أن نجلب تلك المرأة من أسفل.»
«ثُـريا أحرسِ المكان ونحن سنجلبها سريعا.»
خرجا من الكهف ونزلوا منه وحاولت تلك الصهباء أن تجد تلك المرأة، وبعد قليل وجدتها جالسة بالقرب من شجرة وكانت مسندة رأسها ومغمضة عينيها، لتبتسم الاخرى حالما رأتها.
«هل يمكن أن تأتي معي لذلك الكهف الذي بالأعلى؟ أريد مساعدتك حقا أنا أريد جلب بعض السمك المجفف من داخله.»
فتحت عينيها الخضراء لتومأ لها بهدوء وتصعد معها نحو الكهف، وحالما دخلت دفعتها بقوة للداخل حتى أنها سقطت على ظهرها.
«أريدك أن تهدأي وأن لا تقاومِ، أن الأمر محتم يا حلوة.»
«أنا كنت أحاول الموت بالفعل منذ فترة صغيرة حتى أنظري، لدي جروح.»
أرتها جروح كانت على رسغها لتبتسم الاخرى وتمسك يدها بحزمٍ وتقيدها.
«ماذا سمية؟ ما الذي تفعلنه ههنا؟»
تسائلت ثريا عندما أستمعت لصوت سمية، وألتفن لها لأن ظهرها كان يواجه مدخل الكهف.
«أنه مصيري يا ثُـريا، ألم يسبق وأخبرتيني أن أتقبل مصيري دون عناء أو صراع؟ أنا أفعل ما أخبرتيني بهِ.»
رفعت لها أحدى حاجبيها بعدما أنهت كلامها.
«لا، يجب أن تنهضي، لا يجب أن تموتي ههنا.»
توجهت نحوها وبدأت تحل قيد يدها لتجذبها هاجاثا من ظهرها وتبعدها عنها.
«ما الذي تفعلينه يا ثريا؟ يجب أن نبدأ المراسيم.»
«كلا، أنها مهمة.»
حاولت أن تفلت من قبضتها وتتوجه مجدداً لسمية ولكن هاجاثا أوقفتها.
«أبتعدِ وألا سأقتلك، الوقت يمر.»
«أنها مهمة لي.»
نبست بها ثريا بينما تظن أن الاخرى تهددها مجرد تهديد فارغ حتى أشهرت الاخرى السكين في وجهها لتتراجع الاخرى بسرعة.
«نحن لا نمزح، أرحلِ أن أردتِ لأننا سنبدأ الان.»
تحدثت تلك السيدة ذو الفستان الأسود وأشعلت الكبريت وبدأت تشعل كل الشمعات الموجودة، وبعدها أمسكن الثلاثة أيادي بعضهن البعض،
ولكن ثريا على ٱخر لحظة أنضمت لهن وأخذن يتلين التعاويذ التي جعلت الهواء بالخارج يشتد كأنها عاصفة حتى أن أوراق الأشجار صعدت للأعلى وكان يوجد بعض الغربان، ولكن لم يرمشوا وأكملن تلاوة تعاويذهن، كأن هذا شيء عادي.
«ما الذي سيحدث أن أطفئت تلك الشمعة برجلي.»
تحدثت سمية وهي تضحك بصخب، لتتوتر ملامح الٱخريات ولكن أكملن ما كونّ يفعلن ولم ينظرن لها، لتضحك الاخرى وتطفيء الشمعة برجلها.
حالما فعلت ذلك هدأ كل شيء، صوت تلك النساء والعاصفة التي بالخارج وصوت نعيق الغربان، كل شيء هدأ لدقائق قبل ان يطغي الصوت مجدداً على المكان ولكن بشكل اخر، حيث أن صوت نعيق الغربان أستُبدِل بصوت سقوط الغربان بقوة للأسفل ولكن عدد الغربان الذين سقطوا أكبر من عدد الذين كانوا يحلقون.
كان عددهم كبيرا للغاية لذا صوت سقوطهم كان مرتفع وصاخب، كما أن الهواء الذي كان يتحرك بشكل دائري أصبح عشوائي فجأة ودخل للكهف وأطفأ كل الشموع التي بداخله، ليعم بعدها الظلام في داخل وخارج الكهف لمدة عشر دقائق ومن ثم عاد كل شيء لطبيعته عدا أن هاجاثا تلقت العديد من الطعنات التي وضعت حياتها على المحك حرفيا، أما الٱخرتين فكانا مصابتين ولكن حالهم كان أفضل، وثريا كانت أقلهن ضرر.
«أنتِ جريئة للغاية لتفعلي شيئا هكذا، سأحرص على قتلك اليوم.»
رفعت لها أصبع وأشارت نحوها.
«أجل أحرصِ على قتلي، لأنكِ اذا لم تفعلي سأقتل نفسي.»
«ماذا؟»
«كما سمعتِ سأقتلك ومن ثم سأقتلني.»
«لا يجب أبدا أن تقتليني، أنا الطريق الذي يصل بينك وبين عالمك اذا فعلتِ لن تعودي.»
تحدثت بتوتر لتنفي سمية برأسها،
«لا يهم، أنا أرغب بالقضاء عليكِ، لقد قتلتِ العديد من الأبرياء، تلك المرأة التي هي جدة سمية لماذا قتلتها؟»
«أتظنين أنها بريئة حقا؟»
«ماذا؟»
«أنها أيضا كانت ساحرة في ما مضى، ويديها تلوثت بالدماء كذلك ولكنها توقفت من أجل حبيب القلب، لقد كانت قوية وجميلة وغنية ويافعة، خسرت كل ذلك من أجل حبها، تلك نهاية من يحب، إن الحب شيء تافه للغاية.»
«لا يهم المهم أنها توقفت منذ مدة كبيرة، كما أنني أجد أن كل نهايات الحب جيدة، وأنه غير تافه على الأطلاق كل واحد منا يعطي ويأخذ الحب ولكن الحب له أشكال وأقدار مختلفة، أنتِ مثلا يا ثـريا تعطي السحر الكثير من الحب هو وأختك وتتلقينه منهم لذا أنتِ على قيد الحياة، تلك المرأة وجدت أن الحب مهم لذا وضعته في الأولويات، وقد تخلت عن تلك الأشياء في سبيله، لقد كان هذا ثمن الحب في حياتها، ربما أنتِ الاخرى أحببت ولو لمرة في حياتك ولكنكِ لم تحبِ أن تضحى بشيء في سبيله لذا لم تحصلِ عليه.»
«أ أنت واثقة أنكِ ناوية على قتلي، ألن تتراجعي؟»
«بالطبع لن أتراجع، إن الأمر لا يتعلق بكِ شخصيا ولكن يتعلق بأفعالك لقد مات أكثر من عشرة الاف شخص بسببك وبسبب هولاء النسوة، أنني أحقق العدالة فقط.»
همست في ٱخر جملتها وأقتربت لتخبرها بذلك في أذنها لتخرج خنجراً من كم عبائتها خشبي وتطعنها بهِ لتنطرح على الأرض بجانب هاجاثا، ومن ثم تتجه نحو الصهباء التي كانت تشاهد كل شيء من البداية بهدوء لتضربها بهِ في رجلها فتسقط هي الاخرى، وتتبقى الفتاة ذو الشعر الحالك الذي أخذت تترجاها أن تسامحها ولكنها لم تأبي لها وضربتها كذلك بهِ لتسقط بجوارهن.
«أريد أن أخبركِ وصيتي.»
كان هذا صوت ثريا الواهن، لتجثو بجانبها المعنية.
«أيمكنكِ أن تخبري شمس أنني أحبها، وأنها كانت دوماً أغلى شخص عندي في حياتي بأكملها؟ وأيضـاً أبقي بجوارها حتى تلد.»
كانت تتحدث بتقطع، بينما الدماء كازت تخرج من فمها.
«سأفعل إذا اخبرتيني سر أستهدافك لي ولتلك الفتاة سمية، دون كذب.»
قالتها الاخرى وهي تنظر لها.
«أنتِ، لأن روحك مشعة لذا أنا أستمدتُ قوتي منكٍ حتى وأنتِ في لندن. إما سمية فهي التي أنتحرت بسبب أحساسها بالذنب لأنها خانت زوجها، في تلك الليلة بدأ موضوع قضية المخدرات التي كنا أختلقناها لنجلبكِ لههنا، كان مجرد طعم،
لذا ركبتِ القطار الذي تحت سيطرتنا بالكامل وبعد ذلك روحك دخلت جسدها، ورجعتِ مجددا للقافلة ولكنكِ لا تتذكرين لأنني تلاعبت بذاكرتك مرتين، المرة الثانية جعلتكِ تقتلين الجدة وأنا من تحكمت بكِ لذا كان يوجد دماء على فستان نومك الوردي.»
أخبرتها بذلك ببطء شديد وهي تلهث لكي تتحدث، بسبب أنتشار مفعول الخنجر الخشبي الذي يقتل الساحرات.
«ما اللعنة؟»
صرخت بها الاخرى، وأخذت تهز في كتفيها ولكن دون جدوى لقد ماتت بالفِعل، كانت تريد أن تسألها أكثر ولكنها لا تستطيع.
لتخرج هي من المكان بأكمله وتقفز من مكانها.
••
أعمل بارت زيادة؟
تحدثت الصهباء بقلق بالغ حالما لم تجده.
«ما الذي تهذِ بهِ الان؟ اذا نقص أحد لن نستطيع أن نبدأ يجب أن يكون الرقم ستة وستون.»
«اللعنة، لن نستطيع تأجيل ذلك، سنخسر كل شيء تعبنا من أجله.»
«لقد ضحيت بالعديد من الأشياء حتى أصل لهنا، لا يمكنني أن أستسلم بسهولة.»
«أهدأن»
صرخت هاجاثا بهن ليهدأن بعدها.
« أ يمكننا أستعمال تعويذة الأفتقاد ههنا؟»
«لا أعتقد أنها ستعمل، أن قوتنا ضئيلة جدا ههنا، ولكنني سأحاول.»
نبست الفتاة ذو الشعر الحالِك، ومن ثم فتحت عينيها بكل وسع وبدأت تتلي كلمات بشكل سريع وغير مفهوم، لتصبح عينيها بيضاء بالكامل، ويغيب دُجن عينيها، وأما شعرها فبدأ يتطاير من دون وجود هواء حولها وتحول للأبيض.
«لم أستطيع رؤية شي، لقد حاولت حقاً ولكن دون فائدة أرى فقط أمرأة في الأسفل.»
«لنجلبها.»
«لا نستيطع فعل ذلك، أن أولئك الناس كانوا بالفعل يريدون الموت بسبب تعبهم الشديد ويأسهم، لذا نحن أخترناهم كقرابين، روحهم الهشة هي من ساعدتنا في أختيارهم، لا نستيطع تقديم أشخاص أقوياء هذا خطر، أو لديهم رغبة في الحياة.»
تحدثت الصهباء بقلق.
«لا يوجد امامنا أي حل اخر أن الأمر مغلق من جميع الجوانب، يجب أن نخاطر بتقديمها في الحالتين سنموت ولكن في حالة تقديمها سيكون لنا نسبة أكبر في النجاة.»
نظرت لها هاجاثا وأخبرتها بذلك.
«أتفق معكِ كليا.»
«أنا متوترة، منذُ قليل ماتت ألكسيا، ومن ثم بعدها هرب الرجل. يمكن أن نحاول بطريقة اخرى أو نتخلى عن قوتنا ونحاول أستاعدتِها في وقت لاحق، أو نتقبل مصيرنا ونموت.»
قالتها الصهباء التي كانت قلقة وخائفة.
«إذا كنتِ تريدين التراجع تراجعي، نحن سنفعل أي شيء لنتمم الامر الليلة ولكن تذكرِ إن نجحنا في ذلك لن تكونِ معنا بعد ذلك، سنصتقصيكِ من جماعتنا للأبد، أحزمِ قرارك.»
«سأبقى.»
قالتها بتردد.
«جيد، لنحاول أن نجلب تلك المرأة من أسفل.»
«ثُـريا أحرسِ المكان ونحن سنجلبها سريعا.»
خرجا من الكهف ونزلوا منه وحاولت تلك الصهباء أن تجد تلك المرأة، وبعد قليل وجدتها جالسة بالقرب من شجرة وكانت مسندة رأسها ومغمضة عينيها، لتبتسم الاخرى حالما رأتها.
«هل يمكن أن تأتي معي لذلك الكهف الذي بالأعلى؟ أريد مساعدتك حقا أنا أريد جلب بعض السمك المجفف من داخله.»
فتحت عينيها الخضراء لتومأ لها بهدوء وتصعد معها نحو الكهف، وحالما دخلت دفعتها بقوة للداخل حتى أنها سقطت على ظهرها.
«أريدك أن تهدأي وأن لا تقاومِ، أن الأمر محتم يا حلوة.»
«أنا كنت أحاول الموت بالفعل منذ فترة صغيرة حتى أنظري، لدي جروح.»
أرتها جروح كانت على رسغها لتبتسم الاخرى وتمسك يدها بحزمٍ وتقيدها.
«ماذا سمية؟ ما الذي تفعلنه ههنا؟»
تسائلت ثريا عندما أستمعت لصوت سمية، وألتفن لها لأن ظهرها كان يواجه مدخل الكهف.
«أنه مصيري يا ثُـريا، ألم يسبق وأخبرتيني أن أتقبل مصيري دون عناء أو صراع؟ أنا أفعل ما أخبرتيني بهِ.»
رفعت لها أحدى حاجبيها بعدما أنهت كلامها.
«لا، يجب أن تنهضي، لا يجب أن تموتي ههنا.»
توجهت نحوها وبدأت تحل قيد يدها لتجذبها هاجاثا من ظهرها وتبعدها عنها.
«ما الذي تفعلينه يا ثريا؟ يجب أن نبدأ المراسيم.»
«كلا، أنها مهمة.»
حاولت أن تفلت من قبضتها وتتوجه مجدداً لسمية ولكن هاجاثا أوقفتها.
«أبتعدِ وألا سأقتلك، الوقت يمر.»
«أنها مهمة لي.»
نبست بها ثريا بينما تظن أن الاخرى تهددها مجرد تهديد فارغ حتى أشهرت الاخرى السكين في وجهها لتتراجع الاخرى بسرعة.
«نحن لا نمزح، أرحلِ أن أردتِ لأننا سنبدأ الان.»
تحدثت تلك السيدة ذو الفستان الأسود وأشعلت الكبريت وبدأت تشعل كل الشمعات الموجودة، وبعدها أمسكن الثلاثة أيادي بعضهن البعض،
ولكن ثريا على ٱخر لحظة أنضمت لهن وأخذن يتلين التعاويذ التي جعلت الهواء بالخارج يشتد كأنها عاصفة حتى أن أوراق الأشجار صعدت للأعلى وكان يوجد بعض الغربان، ولكن لم يرمشوا وأكملن تلاوة تعاويذهن، كأن هذا شيء عادي.
«ما الذي سيحدث أن أطفئت تلك الشمعة برجلي.»
تحدثت سمية وهي تضحك بصخب، لتتوتر ملامح الٱخريات ولكن أكملن ما كونّ يفعلن ولم ينظرن لها، لتضحك الاخرى وتطفيء الشمعة برجلها.
حالما فعلت ذلك هدأ كل شيء، صوت تلك النساء والعاصفة التي بالخارج وصوت نعيق الغربان، كل شيء هدأ لدقائق قبل ان يطغي الصوت مجدداً على المكان ولكن بشكل اخر، حيث أن صوت نعيق الغربان أستُبدِل بصوت سقوط الغربان بقوة للأسفل ولكن عدد الغربان الذين سقطوا أكبر من عدد الذين كانوا يحلقون.
كان عددهم كبيرا للغاية لذا صوت سقوطهم كان مرتفع وصاخب، كما أن الهواء الذي كان يتحرك بشكل دائري أصبح عشوائي فجأة ودخل للكهف وأطفأ كل الشموع التي بداخله، ليعم بعدها الظلام في داخل وخارج الكهف لمدة عشر دقائق ومن ثم عاد كل شيء لطبيعته عدا أن هاجاثا تلقت العديد من الطعنات التي وضعت حياتها على المحك حرفيا، أما الٱخرتين فكانا مصابتين ولكن حالهم كان أفضل، وثريا كانت أقلهن ضرر.
«أنتِ جريئة للغاية لتفعلي شيئا هكذا، سأحرص على قتلك اليوم.»
رفعت لها أصبع وأشارت نحوها.
«أجل أحرصِ على قتلي، لأنكِ اذا لم تفعلي سأقتل نفسي.»
«ماذا؟»
«كما سمعتِ سأقتلك ومن ثم سأقتلني.»
«لا يجب أبدا أن تقتليني، أنا الطريق الذي يصل بينك وبين عالمك اذا فعلتِ لن تعودي.»
تحدثت بتوتر لتنفي سمية برأسها،
«لا يهم، أنا أرغب بالقضاء عليكِ، لقد قتلتِ العديد من الأبرياء، تلك المرأة التي هي جدة سمية لماذا قتلتها؟»
«أتظنين أنها بريئة حقا؟»
«ماذا؟»
«أنها أيضا كانت ساحرة في ما مضى، ويديها تلوثت بالدماء كذلك ولكنها توقفت من أجل حبيب القلب، لقد كانت قوية وجميلة وغنية ويافعة، خسرت كل ذلك من أجل حبها، تلك نهاية من يحب، إن الحب شيء تافه للغاية.»
«لا يهم المهم أنها توقفت منذ مدة كبيرة، كما أنني أجد أن كل نهايات الحب جيدة، وأنه غير تافه على الأطلاق كل واحد منا يعطي ويأخذ الحب ولكن الحب له أشكال وأقدار مختلفة، أنتِ مثلا يا ثـريا تعطي السحر الكثير من الحب هو وأختك وتتلقينه منهم لذا أنتِ على قيد الحياة، تلك المرأة وجدت أن الحب مهم لذا وضعته في الأولويات، وقد تخلت عن تلك الأشياء في سبيله، لقد كان هذا ثمن الحب في حياتها، ربما أنتِ الاخرى أحببت ولو لمرة في حياتك ولكنكِ لم تحبِ أن تضحى بشيء في سبيله لذا لم تحصلِ عليه.»
«أ أنت واثقة أنكِ ناوية على قتلي، ألن تتراجعي؟»
«بالطبع لن أتراجع، إن الأمر لا يتعلق بكِ شخصيا ولكن يتعلق بأفعالك لقد مات أكثر من عشرة الاف شخص بسببك وبسبب هولاء النسوة، أنني أحقق العدالة فقط.»
همست في ٱخر جملتها وأقتربت لتخبرها بذلك في أذنها لتخرج خنجراً من كم عبائتها خشبي وتطعنها بهِ لتنطرح على الأرض بجانب هاجاثا، ومن ثم تتجه نحو الصهباء التي كانت تشاهد كل شيء من البداية بهدوء لتضربها بهِ في رجلها فتسقط هي الاخرى، وتتبقى الفتاة ذو الشعر الحالك الذي أخذت تترجاها أن تسامحها ولكنها لم تأبي لها وضربتها كذلك بهِ لتسقط بجوارهن.
«أريد أن أخبركِ وصيتي.»
كان هذا صوت ثريا الواهن، لتجثو بجانبها المعنية.
«أيمكنكِ أن تخبري شمس أنني أحبها، وأنها كانت دوماً أغلى شخص عندي في حياتي بأكملها؟ وأيضـاً أبقي بجوارها حتى تلد.»
كانت تتحدث بتقطع، بينما الدماء كازت تخرج من فمها.
«سأفعل إذا اخبرتيني سر أستهدافك لي ولتلك الفتاة سمية، دون كذب.»
قالتها الاخرى وهي تنظر لها.
«أنتِ، لأن روحك مشعة لذا أنا أستمدتُ قوتي منكٍ حتى وأنتِ في لندن. إما سمية فهي التي أنتحرت بسبب أحساسها بالذنب لأنها خانت زوجها، في تلك الليلة بدأ موضوع قضية المخدرات التي كنا أختلقناها لنجلبكِ لههنا، كان مجرد طعم،
لذا ركبتِ القطار الذي تحت سيطرتنا بالكامل وبعد ذلك روحك دخلت جسدها، ورجعتِ مجددا للقافلة ولكنكِ لا تتذكرين لأنني تلاعبت بذاكرتك مرتين، المرة الثانية جعلتكِ تقتلين الجدة وأنا من تحكمت بكِ لذا كان يوجد دماء على فستان نومك الوردي.»
أخبرتها بذلك ببطء شديد وهي تلهث لكي تتحدث، بسبب أنتشار مفعول الخنجر الخشبي الذي يقتل الساحرات.
«ما اللعنة؟»
صرخت بها الاخرى، وأخذت تهز في كتفيها ولكن دون جدوى لقد ماتت بالفِعل، كانت تريد أن تسألها أكثر ولكنها لا تستطيع.
لتخرج هي من المكان بأكمله وتقفز من مكانها.
••
أعمل بارت زيادة؟
Коментарі