1
2
3
4
5
6
7
8
9
10
11
12
13
14
15
16
17
النهاية
6

هَـاريس

«أنا بأفضل حال، ماذا عن مَـريم؟ متى موعد الخطوبة»
تحدثت تلك الشابة شقراء الشعر، وهي تشير برأسها لمريم التي كانت تفك جديلتها بهدوء، متظاهرة بأنهماكها في فكها ولكنها كانت تخلخل أصابعها فقط يين خصيلاتها دون فعل شيء.

«الخميس المُـقبل في نهاية ذلك الأسبوع، إن شاء الله.»
نبست العجوز بأبتسامة كبيرة، يا ألهي أتمنى أن لا أقتلها بيدي تلك، ألا ترى الحزن الساكن في أعين صغيرتها، مريم.

«يبدو أن مريم سعيدة لذلك الخبر.»
ثرثرت تلك الشقراء عما يجول بخاطرها ولم يزد حديثها الوضع إلا سوءاً.

«لا يهم أن تكون سعيدة الٱن، أنا واثقة أنها ستكون سعيدة في المستقبل. أنا أختار الصواب لها.»

تركت مريم ضفيرتها وبحلقت لثوان في وجه والدتها بينما تعض على شفتيها لقد كانت تكتم غيظها، لقد حفظت لغة جسدها بالفِعل.

«مريم، أيمكنك فك شعري؟»
أنها ستقتلع شعري من جذوره، ولكن لا بأس ليس شعري على كل إنهُ شعر أختها الغبية.

«بالطبع»
تحدثَـت بها من تحت أسنانها، ومن ثم أستقامت لتقف خلفي وبدأت تفك شعري أو تقطعه،  أنا أتألم في صمت.

«أليس هولاء هن أم محمد وبناتها؟»
«أجل، هن.»
تسائلت عائشة عندما رأت مجموعة من النسوة مقبلات نحونا.

«السلام عليكمْ.»
«وعليكم السلام يا رُقية.»

رحبت النساء ببعضهن البعض وأنا فعلت المثل، إن الحمامات العامة بالنسبةِ لتلك النساء هي متـنفّسهن بعيداً عن ذلك المجتمع المنغلق،
كل مجموعة من النساء تعرف بعضهن البعض جيداً، لذا عندما يتلاقين ههنا يجلسن سوياً ويدردشن في أي شيء يخصهن.

«لقد سمعت أن مريم ستُخطب مبارك لها.»
تحدثت أحدى بناتها، والتي كانت أكبرهن.

«بارك الله فيكِ.»
تلقت مريم المباركة تلك المرة وهي تحاول الأبتسام في وجهها، ربما هي صديقة مريم.

«هل تعلمون ٱخر الٱخبار؟»
كانت تلك الفتاة أياها التي باركت لمريم، يبدو أن معها معلومات المدينة أجمع.

«ما هي ٱخر الٱخبار؟»
كانت تلك عائشة البغيضة، لقد كرهتها، لطالما كرهت الشقراوات بدايةً من چينفير عدوتي في الروضة حتى أيما التي سرقت حبيبي، أنهم عبارة عن ثنائي الضفدع لا أشعر بالغيرة منهم أطلاقاً أنا فقط أشعر بالنيران تتأجج في صدري من الغضب.

«سمعت أن الملك سيتخذ له نساء في ذلك الشهر، سيتم أختيار الحرملك، مَن ستجتاز الأختبار ستنضم للحرملك..»
كانت تتحدث بثقة.

«ما هو ذلك الأختبار؟ ألا يختارهم بناءً على أشكالهن.»
تسائلت عائشة التي بدت مهتمة للأمر.

«لا، بالطبع يوجد مقومات ٱخرى كمعرفتهن ببعض العلوم وما شابه.»

«ولكن تقريباً سيظلون في الحرملك حتى يموتوا.»
تحدثتُ أنا تلك المرة، أتمنى أن ما أقوله صحيح.

«ليس بالظبط، هم يستطيعون الخروج ولكن قليلاً.»
تحدثت موسوعة جينيس للمرة الألف.

«أي هم سيكونَّ عبيد لهُ، حتى وأن سجنوا في قفص من ذهب سيظل قفص.»

«ولكنهم سيكونون أغنياء سمية، لا يهم كونهم عبيد أو ما شابه.»

«ولكنهم عبيد، أي ليسوا أحرار أنهن لن يستطعن الخروج كثيراً سيبقين في القصر حتى تتوفاهم المنية.»

«وماذا سيفعلن بكونهن أحرار؟»

«لن يفعلوا شيء ضخم بكونهن أحرار، أنا أتفق، ولكنهم على الأقل سيكونوا قادرين على الدخول والخروج من منازلهن، سيستطيعن الموافقة والرفض متي أحبّوا وهكذا، ألا بأس معكِ بكونك من الحرملك، أعني إذا كنتِ تستطيعين أن تكوني من الحرملك الآن هل ستوافقين؟.»

أومأت لي عدة مرات متتالية، ومن ثم نبست،

«أجل سمية سأوافق، أنا لطالما فعلت أشياء لا أحبذها ولا أريدها لن يكون الأمر جديد علي، ولكن على الأقل سأكون في مكان فيه ثراء وأن حدث وأنجبت أطفال لن أقلق كثيراً على مستقبلهم، لن أقلق أن ينفذ مني المال، فهمتيني؟»

وجهه نظرها غريبة بعض الشيء علي ولكنني تفهمت الٱن تلك الفتيات أكثر.

«لقد فهمتك حقاً.»

«ولكن سمية ما سبب التغيير المفاجيء ذلك؟»
كانت تلك أختها الأصغر.

«أجل، حتى أنا أشعر أنها شخصٌ ٱخر، ألم تكن تلك الفتاة هي من ترى حريم السلطان أعظم مكانة قد تصل لها المرأة على أرض المملكة العثمانية؟»

وافقت أختهم الثالثة، أشعر أنني محاصرة.

« دعكِ منها ومن معتقداتها فاطمة، أنها أمرأة لا تحمل مبدأ واحد حتى.»

كانت تلك عائشة البغيضة، هل هي بغيضة لكونها شقراء؟ أم أنها شقراء لكونها بغيضة؟

بعد ذلك بدأت الفتيات ينزلن إلي الماء لكي يستحموا وفعلت مثلهم، كان الماء ساخن بشكل مبالغ ولكن جسدي بدأ يعتاد عليه.

أنشغلت بالعبث في شعر مريم وهي لم تمانع، أنها لا تكره أختها ولكنها تشعر بالخذلان تجاهها.

وبعد مرور بعض الوقت، أخبرتنا الأم أن نخرج ونجفف ملابسنا ففعلنا ذلك وسِرنا حتى المنزل بهدوء موتر.

«مريم، هل يمكن أن نتحدث.»
تحدثت بصوت منخفض حالما دخلنا المنزل بعد والدتنا.

«تحدثِ إذاً، هل أمسك لسانك؟»
تحدثت بوقاحة، لو كنت في وضع ٱخر لكنت تشاجرت معها.

«هل يوجد لديكِ أي خطة تنوين بها الهروب من خطوبتك؟»
«حتى وأن كنت أملك سمية، لست حمقاء لأخبرك بها. أنتِ تتصرفين بلطف لكي تعرفي تحركاتي وتنقليها لأمي.»
تحدثت بهدوء وهي تناظر الأرض، أنها تحاول أن تمنع أي تواصل بصري بيننا، هي لا تثق بأختها.

«أقسم لكِ إن الأمر ليس كذلك أنا حقاً جادة في أمر مساعدتك.»
أمسكتها من كتفها وحاولت أن أجعلها تنظر في عيني ، ولكنها أبعدت يدي وغضبت علي أكثر.

«حتى متى تريدي أن تمثلي دور الأخت الحنون؟ أوقفي ذلك الهراء سمية. أليس أنتِ من أقترح الأمر برمته؟ أليس أنتِ من بحثتِ ليل نهار عن عريس مناسب لي؟ أليس أنتِ من فعلتِ كل ذلك؟
لا تحاولي أقناعي أنكِ تراجعتي عن الأمر، أنت خائفة فقط أن أهرب يوم خطوبتي وأن تكونِ أنتِ ووالدتي هزأة في الحفل. أريد أن أطمئنك بإن ذلك لن يحدث.»
لقد كانت تتحدث بصوت مرتفع، الشكر لله أن والدتها في الدور الأعلى.

«ولكن مريم..»
أبعدت يدي عنها بجفاء وذهبت، مهما حاولت لن أستطيع أقناعها، ولا لوم عليها حقاً.

تأفافت قليلاً وأرجعت شعري للخلف بقوة، حتى أن بعض الشعيرات خرجت في يدي، على كل لا أعتقد أن سمية هي التي تحتاج مساعدة، لا أعرف ما خطب تلك العجوز.
إن مريم هي التي حياتها مدمرة بحق، أعني عندما كنت في عمرها تقريباً كنت أشتكي يومياً من صعوبة الرياضيات أو من بثور وجهي.

«سمية، يا سمية تعالي إلي هنا يا فتاة أحتاجك.»
كانت تلك والدتهم التي لا أعلم أسمها حتى، تناديني من المطبخ بعدما غيرت ملابسها بالأعلى.

«ها قد أتيت.»
«أنظري سمية أريدك أن تتأكدي أن كل شيء على ما يرام، وأنه لدى أختك كل ما يلزم لتبدو جميلة في يوم خطوبتها.»

حسناً سأخاطر بكل ما أملك وسأخبرها بذلك.
«أمي، أريدُ أن أتحدث معكِ في ذلك الشأن، ألا يمكن أن نلغي خطوبتها؟»

«هل جننت سمية، أليست أنتِ صاحبة الفكرة بالأصل؟ جميع المدينة تعلم الٱن بأمر خطوبتها، سنكون عبرة لهم.»
لقد صرخت في وجههي وأجحظت عيناها

«ولكن أمي، أنها صغيرة.»

«ليست صغيرة سمية، أنا أعلم مصلحتها أبتعدي عن طريقي سأتفقد فستانها وزينتها.»

دفعت كتفي، وصعدت نحو الأعلى، رائع لقد غضبت تلك العجوز علي الٱن، ومريم غاضبة على كذلك.

اللعنة على فضولي وعلى بارك إدوارد اللعين ذاك، أأنتهت كل الأعمال التي في العالم كي يتاجر في المخدرات؟ ألم يجد شيء أفضل ليفعله؟ وأيضـًا ذلك القطار المهترئ كيف أوصلني لههنا؟ ليأخذني الرب من تلك الحياة القاسية.
_________________

ٱرائكم

@الشقرواوت، آسفة😂😂👈🏻👉🏻

© ماريَام ' ,
книга «الثَـالث والعشـرُون».
Коментарі