1
2
3
4
5
6
7
8
9
10
11
12
13
14
15
16
17
النهاية
12

«أنتظري حتى أدخل الخيول الأسطبل واتى معك لكي ألقي على جدتك السلام.»

«تعالي بعدي، يجب أن أذهب الان.»

تركتها سمية ورفعت جلبابها بكلتا يديها وبدأت تركض بسرعة حتى أن طرحتها أنزلقت من فوق رأسها ولم تعيرها أدنى أهتمام، وعند وصولها وجدت الباب مفتوح مما زاد قلقها.

«جدتي، جدتي أجبيني الان، جدتي أين أنت؟»

كانت تتحدث وهي تصرخ، كان قلبها ينبض أسرع من نبضه الطبيعي بكثير، العرق كان يتدفق من جبينها ويدها بدأت تـرتعش.
بدأت تتفحص الطابق السفلى حيث كانت تمضي الجدة أغلب وقتها، دخلت المطبخ أول شيء ووجدت رأس ثوم تم تقشيرها، وحلة فوق الموقد كان ما بها يحترق وسكين ذو مقبض خشبي تلمع كأنها لم تستخدم من قبل، شكلها أثار دهشة الاخرى لتقرب وجهها منها وتشتمها لتجد أنها لا تحمل رائحة الثوم.

رجفة يدها أزادت لتركض للطابق الأعلى لتدخل أول غرفة ولا تجد بها شيء، لتهرع للٱخرى التي كانت مخصصة للخزين وتلاحظ تغير في أماكن الصناديق حيثوا كانوا مكدسين بشكل لا يسمح لأحدهم بالعبور، لذا هي بدأت تبعدهم وهي تدعو بكل ثناياها أن يخيب الله ظنها، وأن تكون الجدة بخير على الرغم من أنها غير مؤمنة بدين ما ولكنها تعلم أنه يوجد أله عظيم يدير تلك الحياة بكل حب.

وبينما هي تبعد الصناديق تعثرت بشيء ما والذي كان جسد الجدة، تلك السيدة العجوز التي بدأت تشعر نحوها بالألفة والمودة في الٱونة الأخيرة.

بدأت تبكي بهدوء كانت واثقة أنها ماتت ولكن بالرغم من ذلك توجست نبضها وتنفسها، وبينما هي تتوجس نبضها الذي في رقبتها وجدت دماء جامدة ليزداد بكائها وتعلو أصوات شهقاتها، كل شيء أشار لأنها قد قُتلت بالفِعل.

«ما الذي يحدث ه..»
كانت تلك جميلة التي لحقت بها ولم تكمل جملتها من هول ما رأته.

«يجب أن ننادي أحدهم من الخارج.»
كانت جميلة مازالت متمسكة برباطة جأشها لذا خرجت للخارج لتحاول أن تطلب مساعدة أحدهم، ولم يمضي الكثير حتى جاء بعض سكان القرية وأقتحموا الغرفة وتقدمت أحدهم لتبعد العجوز التي كانت بين ذراعي سمية التي كانت تحتضنها وهي تبكي.

«أبتعدي قليلا، قد يكون هناك أمل ما.»
أبعدتها بقوة لتبدأ في توجس نبضها كما فعلت سمية منذ قليل، ولتصدم مما رأت.

«أنها طعنت، لم تتوفى لقد قتلها أحدهم.»
تلك العبارة أدمت فؤاد هاريس، كانت وقعها على مسمعها مؤلم للغاية بالرغم من معرفتها السابقة.

«سأتكفل بتكفينها، أنا فرد من عائلتها.»

نبست سيدة أخرى كانت عجوز وهزيلة ولكن عينيها كانت تشع بالقوة والحكمة، كانت تلك النظرة التي على وجهها مميزة جدا لهاريس حتى في خضم هذا كله، كانت حزينة ولكنها لازالت تبدو قوية بشكل ما.

«ليرسل أحدهم رسالة لأهلها الذين في المدينة المجاورة.»

«سأفعل.»
هكذا كان أهل القرية يتولون نبأ وفاة جارتهم، كانوا يتحركون حول سمية التي كانت لازالت على الأرض تشعر بالحزن وتشعر كما لو أنها فقدت جدتها بالفعل وليس مجرد سيدة عجوز أحبتها لفترة صغيرة، لم تفهم هي لماذا كل هذا الكرب والأسى الذي باغت وجدانها؟ تلك ليست أول مرة ترى شخص ميت كانت تتعامل مع الجثث يوميا بحكم طبيعة عملها، اذا لما كل هذا الشجى الذي أحتل مهجتها وتربص بنياطها؟ أيمكن أن هذا بسبب أن ذلك الجسد كان ينتمي لسمية، حفيدتها بالحق؟

«أنهضي من ههنا أعطيني يدك.»
رفعت هاريس وجهها ونظرت لتجد ثريا تمد لها يدها، لتصفع يدها وتنهض بمفردها وهي تتكأ على الأرض كي تنهض.

«أريد أن أتحدث معك بالخارج لوحدنا، لا أريد أن أثير البلبة ههنا.»

جذبتها من معصمها وتوجهها نحو الغرفة المجاورة.

«أقتلتيها؟»
ربعت يديها وهمست لها في أذنها.

«ما الذي تهذين به؟»

«أنا أسئلك، تلك الطعنة التي أودت بحياتها غريبة في الطبيعي طعنة كتلك في ذلك المكان الحيوي ستنزف بغزارة وأن لم يسعف الشخص يموت في تلك الحالة، ولكن بالنسبة لها كانت الدماء متخثرة حول الجرح، أهذا منطقي؟»

«لا يبدو بالفعل منطقي بأي شكل ولكن لماذا تتهميني؟ ما الذي سأستفيده من قتلها؟ لما تشتبهين بي؟»

«أنت أجبت بنفسك، ما الذي يمكن أن تستفديه أنا لا أعلم ولا أستطيع حتى التخمين هذا ما يجعلك في موضع شبهة أسوء، أنه ليس سارق منزلها رث لن يفكر أحدهم في سرقته.»

«لما لا يكون مجرد شخص متعطش للدماء فقط؟»

«هذا غير منطقي، طوال عملي كمحققة لسبع سنوات لم أجد شيء مماثل، البشر ليسوا أشرار شر مطلق يوجد دوما دوافع.»

«ربما تكون تلك أول قضية لك هكذا حظ جيد في حلها إذاً يا سمية أم هاريس.»

أنهت كلامها بأبتسامتها الواسعة المستفزة تلك وقفزت من النافذة لتذهب هاريس بسرعة وتتفقدها فاذا بها أختفت، لتسند ظهرها على الحائط وتلعنها.

«يا سمية يجب أن تتفقدي شيء ما.»
فتحت جميلة الباب وهي تلهث، لتنهض سمية وتلحق بها وأخذت تتبعها حتى وصلوا لمنزل تلك السيدة التي تكلفت بها.

«أنظري ههنا.»
أعطتها جميلة ورقة صغيرة كانت مهترئة بفعل المياه، كان مكتوب عليها بحبر برتقالي اللون البداية.
«ما اللذي تعنيه تلك الورقة وأين كانت؟»

«لقد وجدتها في فمها، كما أنه يوجد ندبة غريبة على ذراعها الأيمن.»

«أريد أن أراها.»

«لا تستطيعين لقد كفنتها وللميت حرمته، أنها تشبه التنين قليلا، كأنها وشمته أو حصلت على حرق يشابهه ذلك الشكل.»

«سيدتي يجب أن أراها، أنها جدتي، كما أنه لا يجب أن تكفنيها يجب أن تراها الشرطة الأول.»

«لا يوجد داعي للشرطة نحن نعلم بالفِعل السبب، يجب أن تبتعدي وتعطي للميت حرمته إذا كنتِ تحبينه، وإن لم تبتعدي سأبعدك بكل قوتي.»

زفرت بضيق وجلست على الأرض وكان يوجد الكثير من الأشخاص الذين يدخلون ويخرجون من منزل تلك السيدة، وأخيرا وبعد طول أنتظار وصلت عائلة المرحومة للمنزل.

«أمي، لا تموت عودِ من فضلك عودِ.»
دلفت والدة سمية وهي تلطم وتندب، كانت حالتها الأسوء بين أخوتها جميعا، لم تتحمل هاريس الوضع أكثر لذلك نهضت وذهبت لمنزل جدتها وقررت أن تستحم وتبدل تلك الملابس وترتاح لأن اليوم كان عصيب عليها.

دلفت للحمام وبينما هي تنزع عنها ملابسها لاحظت شيء ما غريب حقا وهو أنه كان يوجد دماء ناحية كتفها كانت كثيرة، لم تكن ظاهرها بسبب جلبابها الأسود وأنشغالها بالعديد من الأشياء ولكن الأن ظهرت خاصتا أنها لطخت الفستان الذي كان تحت جلبابها ذو اللون الوردي الفاتح

«ما هذا؟»
همست بها وقررت أن تؤجل الأمر للغد، لأن طاقتها الان أستنزفت خاصتا بعد وصلة النواح التي ناحتها في الظهيرة.
_________________________________________

من برأيكم المشتبه الأول في قتلها '')1

© ماريَام ' ,
книга «الثَـالث والعشـرُون».
Коментарі