11
الصباح الباكر.
«هل تستطيعين ركوب الخيل؟»
سألت الفتاة واسعة الأعين سمية، التي كانت تائهة في عالمها الخاص.
«ٱسفة ماذا كنت تقولين؟»
وجهت أنتباهها لتلك الفتاة.
«كنت أسألك اذا كنت تستطيعين ركوب الخيل، ما بالك شاردة اليوم، أحدث شيء ما؟»
نفت برأسهت ونبست بعدها،
«لا أستطيع ركوب الخيل، ولم يحدث شيء ولكن باغتني شعور سيء فجأة لا أعلم ما مصدره»
«لا تهتمي بتلك الأشياء السخيفة، سيكون كل شيء بخير أن شاء الله، هاتي قربتك لكي أضعها مع الأشياء الأخرى التي سنحملها في طريقنا الي المدينة.»
أخذت منها القربة ووضعتها داخل الصندوق الذي كان مثبت بأحكام فوق ظهر أحدي الخيلان، ووثبت سريعاً فوق ظهر الخيل الاخر، لتمد لسمية يدها كي تساعدها في الصعود.
«أنظري، لن نمشي بسرعة كبيرة لا تقلقي.»
«حسنٌ.»
تحدثت بهدوء وأنتظرا مجيء زينة من الداخل.
«أسفة يا فتيات كنت أعثر على حجابي.»
«حجابك أم أحجارك؟»
سألتها جميلة وهي ترفع أحدى حاجبيها.
«ليس من شأنك.»
أخبرتها وهي تضحك، ومن ثم ركبت خيلها وأحكمت اللجام لتنطلق هي في المقدمة وتتبعها الاخرى.
«إذاً يا سمية من أين جائتك تلك الفكرة؟ أنها جديدة كلياً.»
كانت تلك زينة التي بدأت تدردش لتكسر الملل.
«فقط أخذت أجرب بعض الأشياء سويا وذلك ما خرج، أعتقد أنه الحظ.»
«لا أومن بالحظ وبتلك الخرافات الشعبية.»
«لما يا جميلة؟»
«كل شيء يحدث له سبب ونتيجة، لا شيء يأتي من اللاشيء. أنهم فقط أخترعوا الحظ ليعلقوا عليه فشلهم.»
«أهدأي يا فتاة ما كل تلك الجدية التي حلت عليك فجاة.»
«ولكن أتعلمي أن ما تقولينه يبدو منطقي الي حد ما.»
كانت تلك سمية التي تشاركها الرأي.
«لا أوافقكما الحظ موجود كما أن تلك الخرافات الشعبية ما كانت لتخلق من العدم، بالطبع يوجد سبب ما لتداول الناس لها.»
«أن ما تقوله زينة يبدو أنه منطقي أيضا.»
تحدثت سمية مجدداً.
«ما قولته يبدو أكثر منطقية.»
أحتدت جميلة لتلاحظ سمية،
«أتركما من الحظ ذلك، ما رأيكوا بلعبة؟»
«ما هي؟»
«حسنا سنسـأل بعضنا البعض أسئلة لكي نتعرف على بعضنا البعض في الطريق، ما رأيكما؟»
«تبدو جيدة.»
«لا بأس بها.»
«سأسأل أول سؤال لزينة، ما هي هوايتك المفضلة؟»
"أحب تجميع الأحجار غريبة الشكل، وأوقات أصنع منهم قلائد.»
«هذا لطيف.»
«أن الأمر غبي وليس لطيف، أنها تجمعهم من الشوارع أو من الحقول وأن فقدت أحدهم تولول وتنتحب لعدة أيام كأنها أصبحت ثكلى، ولا تريهم لأحد كي لا يحسدهم وتضعهم في صرة كبيرة وتأخذهم معها حيثما ذهبت.»
«أنت مهووسة بتلك الأحجار.»
«أجل أنا بالفِعل أحبهم للغاية، سأسـأل جميلة الان. اذا كان بأمكانك أرتكاب جريمة واحدة فقط ولن تعاقبي عليها فما اللذي تنوين فعله؟»
«قتل السلطان الحالي، قد تكون ولايتنا بخير ولكن بعض الولايات الاخرى في حالة فقر مميت كمصر مثلا.»
«ولكن يا جميلة أنت تعلمين جيدا أن هذا النظام السائد، منذ سليم الأول حتى أن قتلتيه الذي سيحكم بعده سيكون مقرف مثله.»
«أنهم مجموعة من اللصوص والقتلة تحت قناع الحكم.»
«أعتقد أن هذا طبيعي في السياسة، الأمر لا يسير بشكل عادل يجب أن توجد دول فقيرة واخرى غنية، واحدة قوية والاخرى ضعيفة. أن نظام الغابة يحكم حياة البشر.»
نبست سمية تلك المرة.
«أترككما من السياسة لنكمل اللعبة الدور على جميلة لتسأل.»
«سأوجه سؤالي لسمية، من هو أكثر شخص تثقين به؟»
«أنه سر.»
كادت تجيب ولكنها تذكرت أن صديقتها تلك في لندن.
«من من؟»
«لا أستطيع أخباركما حقا.»
«من هو أهو حبيبك؟»
تسائلت زينة بأندفاع.
«أي زينة كيف سيكون لديها حبيب وهي متزوجة؟»
«أسفة، أنا لم أقصد حقاً.»
«لا بأس، أنا أيضاً لست مقتنعة أنني تزوجته جدياً.»
«لا أقصد التدخل حقا ولكن لما تزوجته بالأصل، لديكِ مال وعائلتك غنية كما أنه سيء الطبع أغلب الوقت، وكان يسيء إليكِ حتى وقت قريب.»
«لا أعلم حقا؟»
«هل أنت نادمة لأنك تزوجته؟»
«أجل أنا نادمة للغاية.»
«يمكنك الطلاق إذا وددتِ.»
«ولكن طلاقك سيكون أسوء، سيتحدث الناس عنك.»
« لا يهم يا زينة، أن الناس عندما يشعرون بالفراغ يملؤه بالثرثرة عن الاخرين، ليس لانهم يكرهونهم أو يروا أن ذلك فعل خاطئ، قد يكونوا من أعماقهم يرغبون بفعل مثل ذلك الشيء ولكنهم ببساطة لا يقدرون لذا يتجهون للثرثرة، على كل لا يمضي وقت طويل حتى يتناسون أمر ذلك الشخص ويثرثرون حول شخص اخر فعل ضجة أكبر.»
تحدثتُ جميلة وهي تنظر لها، بينما تربت على الخيل.
«اذا أنت ليس لديك مشكلة مع كلام الناس؟»
«بالطبع لدي، وولكنني لا أجعل ذلك القلق يقيدني، قد أكون خائفة ولكن بالرغم من ذلك أستمر بالتقدم للأمام.»
«أتمنى أن أكون مثلك.»
«فقط تظاهري بالقوة لبعض الوقت وستصبحين قوية بالفعِل.»
«سأفعل.»
نبست بها ومن ثم حل الصمت بين ثلاثتهم.
«يا فتيات هل شارفنا على الوصول؟»
كانت تلك جملة سمية المعتادة.
« لقد قطعنا نصف الطريق، ما رأيك أن نسير بسرعة أكبر؟»
«حسنا بسرعة أكبر قليلا فقط، ليس بسرعة هائلة.»
«لا تقلقي.»
زادت جميلة السرعة لينطلق خيلها بسرعة وليرفرف حجابها خلفها، بينما سمية خلفها تتشبث بها بقوة وهي مغمضة الأعين، وظلت على حالها ذلك حتى وصلوا.
«لقد وصلنا يا سمية أفتحي عينيك أيتها المدللة.»
«لقد وصلت دون أن أقع من على ظهره.»
تحدثت كأنه شيء جديد أو غريب لتنظر لها جميلة بأستنكار
«هذا عظيم هل يمكنك أن تنزلي الان؟»
«هل يمكنك أن تساعديني؟»
«أعطيني يدك.»
بعدما نزلت الفتيات من على الخيلين، أخذت جميلة الخيلين وأعطتهم للرجل لكي يضعهم في الأسطبل.
«سيدي سنضعهم حتى المغرب بعشرين ليرة للواحد.»
«لا، سأضعهما حتى المغرب بأربعين للخيل الواحد، يمكنك وضعهم حتى العصر بثلاثين لكلاهما.»
«لما الأسعار هكذا؟ لقد جعلتها أغلى.»
هذا ما لدي، اذا كان معك أدفعي واذا لم يكن معك لترحلي اذا.»
تحدث بعنهجية.
«سأدفع النصف الٱن والنصف الاخر عندما أخذهم.»
أخرجت المال مم صرتها وأعطتهُ لهُ، ليومأ لها ويفتح باب الأسطبل ويدخل الخيلين، لتبتعد بعدها الفتيات ويدخلن المدينة.
«لقد أثلج قلبي.»
«وأنا أشعر أن قلبي سيطير من مكانه أنا حقا سعيدة، هيا لنبيع تلك الأشياء سريعا، كي نستطيع شراء ما نريد دون أن يتأخر الوقت.»
«هيا اذا.»
«جيد أننا وصلنا الي هنا باكرا، السوق لم يزدحم بالتجار مما يعطينا الفرصة في الحصول على مكان جيد لنبيع فيه أشيائنا.»
أخرجت زينة قماشة من سلتها الخزف وفرشتها على الأرض وبدأت ترص الأكواب الخشبية تلك.
«ما هو ثمن الكوب الواحد؟»
نظرت زينة لسمية،
«لنجعله بثلاث بارات.»
أجابت الٱخرى.
«جيد.»
سمية ما أسم ذلك الشيء؟»
«قناع وجه؟»
قالتها وكأنها تتسائل.
«لا يهم يا فتيات الأسم، أنا سأتصرف.»
قالتها جميلة ووقف ثلاثتهم ينتظرن مرور أمرأة من أمامهم ليروجوا عن منتجهم العجيب.
«خالتي، هل لديك خطبة أو زواج قريبا ووجهك منطفيء ولا تعلمين ماذا تفعلين؟ أليكِ الحل أنه القناع السحري الذي سيرجع لوجهك نضارتهُ.»
أخذت تكرر تلك العبارة حتى حصلت على أنتباه سيدة ما كانت في منتصف العمر كانت تمر بالجوار، وحصلت بعدها على أنتباهها لتقف لسيدة وسألتها،
«ما ذلك الشيء.»
نهضت سمية وبدأت تشرح لها.
«أنظري سيدتي، أنت تضعين ذلك الخليط على وجههك حتى يجف تماما ومن ثم تغسلينه بالماء الدافيء لمدة ثلاثة أيام وستلاحظين الفرق.»
«حقا؟»
أومئت لها سمية.
«أنا أضعه على وجهي كثيرا لذلك أنه نضر.»
«أن وجههك يلمع بالفعل، سأخذه أذن، بكم ثمنه؟»
«ثلاثة بارات.»
«حسنا ها هم.»
ظلوا على هذا الحال حتى نفذت الكمية بأكملها ولكن العصر قد جاء، لذا أضطروا الي الذهاب للأخيلة وتأجيل أمر الأقمشة ليوم أخر.
«ذلك الرجل أرغب بتهشيم وجهه.»
«أنا أيضا أرغب بفعل المثل، أنه بغيض بشكل مبالغ، وأستغلالي.»
«ما رأيكوا يا فتيات أن تشتروا من مدينتي في يوم لاحق، الأسواق التي بها أكبر ويمكنكم ترك الأخيلة في منزلي.»
«أن الفكرة ليست في الأسواق نحن نرغب في شراء الأقمشة من سيدة بعينها.»
«بالظبط ولكن ذلك الرجل الذي لا أود سبه قام بتخريب كل شيء.»
«أنا سأسبه بدلا عنك يا عزيزتي، أنه لعين.»
سبته سمية بالسباب الوحيد الذي تعرفه بالعربية.
« هل ذلك أقصى شيء لديك في السباب؟ يجب أن تستمعي ولو لمرة ألي عندما أغضب من أحدهم وأسبه.»
«أنها تسب بأشياء عجيبة أقسم، أن قاموس السباب أذا وجد له مؤلف ستكون جميلة.»
«ليس ذنبي أن أغلب البشر أوغاد ونيازق.»
بينما طانت جميلة وزينة يتحدثان شردت سمية قليلاً ومن ثم أخبرتهم بصوتٍ مرتفع.
«يا فتيات، أتتذكرون عندما أخبرتكم صباح اليوم أنه يراودني شعور سيء؟»
«أجل ما الأمر؟»
«لقد راودني مجددا الان، لقد رجف قلبي فجأة داخل صدري هل يمكننا الوصول سريعاً للقرية؟»
«سأفعل.»
قالتها ومن ثم جذبت الخيل.
_______________________________________
@الريدرز الأشباح متدوسوا ع النجمة '')
Коментарі