| 1 |
" الجميع يتوجه للانفاق ، اكرر الجميع إلى للانفاق. " يصرخ أحدهم مبهوتاً بمكبر الصوت بينما العشرات أو يكاد يقال المئات يركضون للأنفاق تحت الارض .
الرعب يتدفق فى الاورده مختلطا بالدماء ، و يزيد الغضب العارم مترامى الأطراف غضب سماء المساء ، كان الليل قد حل بالفعل و السماء ترسل انقباضات من الرعد بينما يضرب وميض البرق ليفرى العتمه لثانيه و يختفى تاركاً المشهد أكثر رعباً مما كان ، حيث كانت السماء محمره يلونها رمادى غامض الوقع يرسل القشعريره لمن ينظر لها .
الناس يحبسون انفاسهم بينما يسمعون الأصوات المدويه للصراخ و القنابل ، لا أحد يحاول تخيل الموقف لكن كل ما خطر ببالهم هو أن المدينه قد انهارت بالكامل .
ربما قد لا يتداول الأمر بين كثير من شعوب المنطقه و يحدث أن لا يسمع الكثير عنها ، لكن الأرض تصرخ و الدماء تراق ، و إن كان صراخ مكمم الفم ذو لثام من المصالح و إدعاء السلم ، صلو لباكستان ..
صلو على ارواح شعب باكستان ..
على أرض باكستان التى اصبحت مقبره حيه ..
على اطفال باكستان الذين شاهدوا النهاية قبل أن ترسم لهم البدايه من الأساس ..
أحد الناجين الاقلاء يسير بخطى واسعه يحاول إنقاذ بقايا عائلته من الموت او التشرد " تماسكى تريشا كدنا نصل ." يلهث ياسر بينما يشد على يد زوجته التى تبكى ، و كيف انه يحق لها البكاء !
دفنت فتياتها احياء أسفل بقايا البنايات إثر الانفجار الأخير و الناجيه الوحيدة كانت طفلتها الصغيره ذات الخمس عشره عاماً .
" احمل شقيقتك زين ." قال ياسر للفتى ذو الاربعه و عشرون ربيعاً ، صاحب القامه الرياضيه النحيفه ليرفع أخته التى تكاد تسقط مغشياً عليها .
كان ياسر يتقدم زين ببضع خطوات و هو ممسك بيد زوجته تريشا يتخفون تحت ظلام الليل و حتى لا يراهم أحد ، أوصالهم ترتعش من الرعب فيسيرون أعلي حطام المدينه و أسفل حطام أنفسهم .
هم يعلمون صدقاً أنهم إن وقعوا بأيدى الاعداء فهى حتما نهايتهم فهنا حيث تباع الاسلحه بالطرق لا رحمه .
يتقدم جسد ياسر بسرعه يبتر السكون الذى اجهد نفسه ليحفظه ثم يركض زين ليجارى خُطَىَ والده بغير هدايه ليصل لأبيه لكن ياسر قد دفعه فجأه ليسقط على أرض أحد البنايات المتهدمه المخفيه عن الأنظار .
حاول زين الإعتدال بينما تُسيطر عليه حاله من اللافهم ، ثم هو يحمل شقيقته و كان يوشك على الحديث ليوقفه أحد الملثمين يوجه حافه البندقيه عند رأس ياسر بينما تريشا تنظر بلا تعابير ، و كأنها تخبرهم أنهم ليسوا خائفين ، و حتى اللحظه الأخيرة رفعت وجهها للسماء .
هو يملك سلاح ، و هم يملكون الله .
أيهم خير و أبقى !
" أشهد أن لا إله إﻷ الله و أن محمدٌ رسول الله ." همهم ياسر و نظر لزين قبل أن يسقط أرضاً.
و كيف هو صعب أن تسقط شقفه منكَ أمام اعينك ثم أنتَ عاجز ، يقف زين على حافه مجهوله غير قادر على فهم ما يدور حوله .
أطلق الرجل الزناد ..
ثم انطلقت معه روح ياسر و يسود صمتُ ما بين العواصف و لتحرر روح رجلٍ أكثر ما يهمه هو أن يعيش اولاده بسلام .
ببلاد تباع بها المحبه بدل السلاح
ثم هو الأمن بدل الخوف ..
أو حتى الحب بدل الحرب ..
وكأن كل ما يشتهى المرء ينال!
كانت واليها ستركض لوالدها لكن زين استطاع الإمساك بها ، يضم جسدها ضد خاصته كمحاوله لإرجاعها للظلام حيث لن يستطيعوا رؤيتهم .
" إن توسلت فقد لا اقتلك ." استرسل الرجل لتريشا التى لم تهتم بحديثه و تمتمت بالعربيه نظراً لعلمها بأن ذلك الرجل لن يفهمها: " حافظ على شقيقتك زين و أرفع رأسك عالياً ، نحن لا نحتاج أحد ، الله معنا ."
كان زين يشاهد بأعين زجاجية و اوصال متجمده تحيط بشقيقته حتى لا تذهب لهم و يقتلوها ، ترتجف شفتاه و تسقط دموعه الحاره تحرق وجنتاه ، أثر احداث تشتعل لهيباً فى عتمه صدره المحطم ، قلبٌ كاليراع المُثقب يعزف الوجع انيناً ذو لاصوت .
هو لا يقوى على الحراك من الأساس ، شاهد والدته تسقط أرضاً بدمائها هى الأخري بجانب والده و رحيل ذلك الشخص و كأن شيئاً لم يكن .
يغمض عينه لعل الأمر برمته وهم ، ثم يعيد فتحها فتزيد حسراته على واقعه و يركض لوجهه محطمه تتبعه شقيقته حيث والدته الممده على الارض بينما تلفظ أنفاسها الاخيره ..
شاهد عينا والدته تجول بالفضاء ثم تتوقف ليدرك أنها قد فارقت اللمسه بالواقع ، و تنافق شقفه منه الحياه .
سمع للمره الأولى أصوات الحطام داخله .
الانفجارات تزداد و الصرخات تتعالى ، كانت الأجواء مضطربه أشد الإضطراب و هو ساكن أشد السكون.
نظر لشقيقته التى تبكى بحرقه بجانب جثث والداه ، كلاهم يهيم بذات المحيط مع وجهه مجهوله لكن و بالنهايه محطمه ، كيف شعر لثانيه بالظلم و كيف أن بعضاً منه قد دُفِن بجانب اجسادهم ثم أنه أقسم أن لا يرجع لتلك الأرض إلا عندما يقتص لوطنه .
هو حفظ ملامح ذلك الرجل جيداً .
حفرت بخلايا دماغه حفراً ، زين حتماً سيحصل على نصيبه من الإنصاف له و لوالداه ، لوطنه و لإنسانيته التى يحاولون قتلها تحت اسلحتهم .
لأرضه التى تنزف و للسماء التى بكت دماء بدل المطر ، على الأرض التى شهدت جنازه لن يذكرها التاريخ ، و كم كان التاريخ ظالم حينها.
" لنرحل ، فقط لنرحل الآن ." تمتم بخفوت ثم اسند شقيقته على كتفه و أكمل الطريق الذى بدأه مع والداه " أريد الموت ، زين ." غمغمت واليها بين دموعها فجأه " أتريدين أن يربحوا هم الحرب و نكون ذكرى ؟ أو لا سنكون لاذكرى و سيحق للحق أن يموت عندما لن نحارب لأجلها ."
" بل أريد السلام ." أكملت .
" انظري لي ، نحن سنرجع لهنا برأس مرفوع و إن ترامت الأسهم صوب مقتل فنحن سنحارب للنهايه ، سنعود لبلادنا حره ، أعدك بهذا ." جمع جُل اللحظات الصادقة و قدم وعده الذى هو مستعد أن يدفع روحه مقابله.
عندما يتحالف الصدق فالحياه بأكملها تتحالف معه
وعد الرجل دين برقبته و زين رجل و قد وعد ..
..
Song Of The Part : Sign Of The Times FT. Harry Styles
الرعب يتدفق فى الاورده مختلطا بالدماء ، و يزيد الغضب العارم مترامى الأطراف غضب سماء المساء ، كان الليل قد حل بالفعل و السماء ترسل انقباضات من الرعد بينما يضرب وميض البرق ليفرى العتمه لثانيه و يختفى تاركاً المشهد أكثر رعباً مما كان ، حيث كانت السماء محمره يلونها رمادى غامض الوقع يرسل القشعريره لمن ينظر لها .
الناس يحبسون انفاسهم بينما يسمعون الأصوات المدويه للصراخ و القنابل ، لا أحد يحاول تخيل الموقف لكن كل ما خطر ببالهم هو أن المدينه قد انهارت بالكامل .
ربما قد لا يتداول الأمر بين كثير من شعوب المنطقه و يحدث أن لا يسمع الكثير عنها ، لكن الأرض تصرخ و الدماء تراق ، و إن كان صراخ مكمم الفم ذو لثام من المصالح و إدعاء السلم ، صلو لباكستان ..
صلو على ارواح شعب باكستان ..
على أرض باكستان التى اصبحت مقبره حيه ..
على اطفال باكستان الذين شاهدوا النهاية قبل أن ترسم لهم البدايه من الأساس ..
أحد الناجين الاقلاء يسير بخطى واسعه يحاول إنقاذ بقايا عائلته من الموت او التشرد " تماسكى تريشا كدنا نصل ." يلهث ياسر بينما يشد على يد زوجته التى تبكى ، و كيف انه يحق لها البكاء !
دفنت فتياتها احياء أسفل بقايا البنايات إثر الانفجار الأخير و الناجيه الوحيدة كانت طفلتها الصغيره ذات الخمس عشره عاماً .
" احمل شقيقتك زين ." قال ياسر للفتى ذو الاربعه و عشرون ربيعاً ، صاحب القامه الرياضيه النحيفه ليرفع أخته التى تكاد تسقط مغشياً عليها .
كان ياسر يتقدم زين ببضع خطوات و هو ممسك بيد زوجته تريشا يتخفون تحت ظلام الليل و حتى لا يراهم أحد ، أوصالهم ترتعش من الرعب فيسيرون أعلي حطام المدينه و أسفل حطام أنفسهم .
هم يعلمون صدقاً أنهم إن وقعوا بأيدى الاعداء فهى حتما نهايتهم فهنا حيث تباع الاسلحه بالطرق لا رحمه .
يتقدم جسد ياسر بسرعه يبتر السكون الذى اجهد نفسه ليحفظه ثم يركض زين ليجارى خُطَىَ والده بغير هدايه ليصل لأبيه لكن ياسر قد دفعه فجأه ليسقط على أرض أحد البنايات المتهدمه المخفيه عن الأنظار .
حاول زين الإعتدال بينما تُسيطر عليه حاله من اللافهم ، ثم هو يحمل شقيقته و كان يوشك على الحديث ليوقفه أحد الملثمين يوجه حافه البندقيه عند رأس ياسر بينما تريشا تنظر بلا تعابير ، و كأنها تخبرهم أنهم ليسوا خائفين ، و حتى اللحظه الأخيرة رفعت وجهها للسماء .
هو يملك سلاح ، و هم يملكون الله .
أيهم خير و أبقى !
" أشهد أن لا إله إﻷ الله و أن محمدٌ رسول الله ." همهم ياسر و نظر لزين قبل أن يسقط أرضاً.
و كيف هو صعب أن تسقط شقفه منكَ أمام اعينك ثم أنتَ عاجز ، يقف زين على حافه مجهوله غير قادر على فهم ما يدور حوله .
أطلق الرجل الزناد ..
ثم انطلقت معه روح ياسر و يسود صمتُ ما بين العواصف و لتحرر روح رجلٍ أكثر ما يهمه هو أن يعيش اولاده بسلام .
ببلاد تباع بها المحبه بدل السلاح
ثم هو الأمن بدل الخوف ..
أو حتى الحب بدل الحرب ..
وكأن كل ما يشتهى المرء ينال!
كانت واليها ستركض لوالدها لكن زين استطاع الإمساك بها ، يضم جسدها ضد خاصته كمحاوله لإرجاعها للظلام حيث لن يستطيعوا رؤيتهم .
" إن توسلت فقد لا اقتلك ." استرسل الرجل لتريشا التى لم تهتم بحديثه و تمتمت بالعربيه نظراً لعلمها بأن ذلك الرجل لن يفهمها: " حافظ على شقيقتك زين و أرفع رأسك عالياً ، نحن لا نحتاج أحد ، الله معنا ."
كان زين يشاهد بأعين زجاجية و اوصال متجمده تحيط بشقيقته حتى لا تذهب لهم و يقتلوها ، ترتجف شفتاه و تسقط دموعه الحاره تحرق وجنتاه ، أثر احداث تشتعل لهيباً فى عتمه صدره المحطم ، قلبٌ كاليراع المُثقب يعزف الوجع انيناً ذو لاصوت .
هو لا يقوى على الحراك من الأساس ، شاهد والدته تسقط أرضاً بدمائها هى الأخري بجانب والده و رحيل ذلك الشخص و كأن شيئاً لم يكن .
يغمض عينه لعل الأمر برمته وهم ، ثم يعيد فتحها فتزيد حسراته على واقعه و يركض لوجهه محطمه تتبعه شقيقته حيث والدته الممده على الارض بينما تلفظ أنفاسها الاخيره ..
شاهد عينا والدته تجول بالفضاء ثم تتوقف ليدرك أنها قد فارقت اللمسه بالواقع ، و تنافق شقفه منه الحياه .
سمع للمره الأولى أصوات الحطام داخله .
الانفجارات تزداد و الصرخات تتعالى ، كانت الأجواء مضطربه أشد الإضطراب و هو ساكن أشد السكون.
نظر لشقيقته التى تبكى بحرقه بجانب جثث والداه ، كلاهم يهيم بذات المحيط مع وجهه مجهوله لكن و بالنهايه محطمه ، كيف شعر لثانيه بالظلم و كيف أن بعضاً منه قد دُفِن بجانب اجسادهم ثم أنه أقسم أن لا يرجع لتلك الأرض إلا عندما يقتص لوطنه .
هو حفظ ملامح ذلك الرجل جيداً .
حفرت بخلايا دماغه حفراً ، زين حتماً سيحصل على نصيبه من الإنصاف له و لوالداه ، لوطنه و لإنسانيته التى يحاولون قتلها تحت اسلحتهم .
لأرضه التى تنزف و للسماء التى بكت دماء بدل المطر ، على الأرض التى شهدت جنازه لن يذكرها التاريخ ، و كم كان التاريخ ظالم حينها.
" لنرحل ، فقط لنرحل الآن ." تمتم بخفوت ثم اسند شقيقته على كتفه و أكمل الطريق الذى بدأه مع والداه " أريد الموت ، زين ." غمغمت واليها بين دموعها فجأه " أتريدين أن يربحوا هم الحرب و نكون ذكرى ؟ أو لا سنكون لاذكرى و سيحق للحق أن يموت عندما لن نحارب لأجلها ."
" بل أريد السلام ." أكملت .
" انظري لي ، نحن سنرجع لهنا برأس مرفوع و إن ترامت الأسهم صوب مقتل فنحن سنحارب للنهايه ، سنعود لبلادنا حره ، أعدك بهذا ." جمع جُل اللحظات الصادقة و قدم وعده الذى هو مستعد أن يدفع روحه مقابله.
عندما يتحالف الصدق فالحياه بأكملها تتحالف معه
وعد الرجل دين برقبته و زين رجل و قد وعد ..
..
Song Of The Part : Sign Of The Times FT. Harry Styles
Коментарі