" ذلك ليس إلا خطأ نايل ، انت تعلم اننا لا نستطيع الوقوف ضد اى شيء هنا ، الامر اكبر منا ." صاح ليام بتوتر ضد وجه نايل الذى لايزال يحتفظ بنوع من الثبات " سكارلت تملك تسجيل بما حدث ، إن استطعنا اقناع والده الصبى فسنملك أدله كافيه لإخراج زين ."

" لوى و هارى كانا هناك بالفعل و لم يجدا لها اثر بمنزلها ، لما لا تريد ان تفهم ، حياه واليها بخطر و تلك الليله الخامسه التى يقضيها زين هناك و بالتأكيد جميعنا مراقبين ، ربما قد تأت سكارلت غدا و تطلب منا ان ننسى اننا نعرفها من الاساس ."

" حتى ان فعلت هذا انا سأظل ابحث عن مخرج له من محنته ، إن كان الأمل قشه فسأظل اتمسك بها حتى اموت ، انسيت اننا شخص واحد ليام !" عاند نايل و خرج من الغرفه على مضض .

لم يلحظ كم كانت نبرته مرتفع بحديثه مع ليام إلا عندما وجد واليها تقف امام الباب و قد سمعت كل ما حدث بالداخل ، كانت تحاول ان تكتم بكائها " هل سيرجع زين؟"

" اعدك بهذا ." تمتم نايل بخفوت ليقابله صوت واليها فجأه : " انا اكتفيت من الوعود ، انا لا اريد سوى حياه طبيعيه لى و لأخى، اريد ان اعيش بسلام ، لا اريد وعود احد ارجعه لى يا الله." بدأت بالبكاء مره اخرى و ارتفعت شهقاتها .

حاول نايل جعلها تهدأ و ارجعها لغرفتها ، الحياه جعلت من مراهقه بالسادسه عشر فقط ترى حياه عجوز بالثمانين من عمرها ، اما الجميع فيعلم ان القادم ليس افضل من ما مر .

" هى تبكى منذ جائت لهنا و تطلب ان ترى زين ، ألا يسمح لأحد بزيارته؟" جاء صوت هارى من خلف نايل " لا احد يعرف مكانه من الاساس ، امس تواصلت مع الشيخ غفران و اخبرنى انه ليس بأحد معتقلات لندن ."

" ماذا تعتقد يحدث معه الان ؟" تنهد نايل " لا اعلم لكن انا متأكد انهم لن يدللوه هناك ، اتمنى فقط ان يكون بخير ."

" طلبت من لوى ان يحاول الحصول على معلومات حول تلك السيده و قد اتصل منذ قليل و اخبرنى انه بالطريق ." حديث هارى اعطى نايل بعض الامل ، حتى و لو كان قليلا .

جلس بصمت امام شاشه التلفاز السوداء يفكر بما حدث مؤخرا و يعيد ترتيب الاحداث بذهنه .
زين كان بغرفه المراقبه قبل ان يكتشف ان ما يعرض كان تسجيل ، ربما ان بحث بأشرطه كاميرات المراقبه قد يجد دليل جديد .

فكر ان يخبر ليام لكنه تراجع حتى لا يردعه و قرر الذهاب بمفرده بالمساء عندما ينام الجميع .
سمع نايل صوت احدهم يطرق الباب ليفتح هارى الباب و يظهر لوى ليتجمع الكل حوله .

جلس لوى بالأريكه المقابله لنايل " توصلت لشيء ؟" اومئ لوى بالإيجاب و استرسل :" السيده مانت كارول تعمل بقسم الحسابات بالمحطه لديها صبى وحيد يدعى كالوم ، كانت تعيش بمانشستر ثم انتقلت للندن منذ اربعه اعوام بسبب انفصالها عن زوجها السابق جيمس رافرد و هى الان تعمل بالمحطه لتعيش هى و طفلها ."

" تملك عنوان منزلها بمانشستر ؟" سأل نايل لينظر له هارى و يقول :" بما تفكر ؟"
" ربما قد ذهبت لمسقط رأسها ." اومئ هارى و اخرج لوى ورقه بيضاء من جيب بنطاله .

" سأذهب غدا لمانشست.." قاطعه صوت ليام " انا سأفعل ." كاد نايل يعترض ليوقفه ليام :" أنسيت اننا شخص واحد نايل !" نظر ليام لنايل و ابتسم قبل ان يستأنف :" جميعنا سرنا معا و سنرجع زين لنبقى معا ، حتى إن وقف الجميع بيننا و شتتنا الطرق و اوقفتنا الصعاب فسنرجع كما كنا دائما و سابقا ، الاتجاه الواحد ."

وقف نايل و عانق ليام " اقدر هذا اخى ." شد ليام على عناق نايل هو الاخر ، كلاهم يتمنى فقط لو يكون غدا افضل ، الجميع يفعل ذلك.

بينما احدهم يتمنى ان يتوقف الألم عن جسده ، يتمنى لو تتلف الخلايا الحسيه فتتوقف عن ارسال الانتفاضات لأوصاله التى بدأ يشعر انها تضمر .

لا شئ سوى الظلام بدون حاجز زمان او مكان ، هو حتى لا يعلم امتداد تلك الغرفه ، عندما لا يكون بالإستجواب فهو ممدد على الارض يتأمل بالظلمه يحاول إلتقاط انفاسه و يستعد للأستجواب التالى
حياه بائسه لإنسان يتمنى لو يحى كإنسان حقا .

...
Song of the part : put a little love on me ft. Niall Horan