" الانعطاف لليسار بعد اربعه اميال ، هل تلك مسافه كبيره ام قصيره؟" بدى زين كمعتوه يحدث نفسه بالطريق بينما نظره معلق بهاتفه الذى يضيء ببرنامج تحديد المواقع ، رفع رأسه بينما يتلفت حوله عله يجد اى علامه لوجهته .

" سيدى ، هل المركز الثقافى الاسلامى بعيد عن هنا؟" سأل زين احد الماره ليرد : " لا انه بالمنعطف التالى ."

" شكرا لك ." سار بضع خطوات اخرى حتى ظهرت مأذنه المسجد ليبتسم بسعاده ، انه حيث تطمئن القلوب و اخيرا .
سارع بخطواته المسرعه حتى باب المسجد الذى بدأ يشيع اذان العصر .

شعر و كأن السعاده تغمره بشده و هناك قدر كبير من الاطمئنان قد احاطه عندما بدأ بالوضوء .
كان قد اشتاق كثيرا لسماع الاذان بالعربيه ، و اكثر لسماع القرآن الكريم .

و مع كل سجده او ركوع يدعى لبلاده و دينه بالسلام و الانتصار بعد ان يسبح ربه الاعلى و يعظم ربه العظيم.
ختم صلاته و جلس بأحد الاركان يقرأ من آيات القرآن ، الامساك بمصحف حقيقى بين يديه كان كفيل بجعل قلبه يخشع ساكنا .

تطبيق المصحف على الهاتف لم يكن يشبع اشتياقه كاملا ، ربما يجب على زين البحث عن مكان بيع المصاحف و يشترى واحد ليلجئ إليه كلما اظلمت بوجهه السبل .

خرج من المسجد و اكمل سيره بطريقه لمنزل هارى ، و بالفعل كانت تلك طريقه مميزه لقضاء يوم العطله.

بينما يسير بهدوء سمع صوت مألوف يصرخ :" كيف تفعل بها هذا ؟ المسكينه لا تستطيع ان تتحرك ، ألست انت من تنادى بحقوقهم !" كانت سكارلت تصرخ بوجه احد الاشخاص لأنه دهس بسيارته قدم هره.

اصواتهم تعالت و ارتفع الشجار حتى ان ذلك الرجل تملكه الغضب و بدأ هو الاخر بالصراخ عليها بأن تعطيه الكاميرا او لن يتركها لحال سبيلها ، لكن سكارلت لم تبدى اى رد فعل و حملت الهره و الكاميرا و هربت من امام الرجل بين الناس .
يبدو ان الهرب من احد هواياتها المفضله !

كان زين يراقب من بعيد ، الامر لا يخصه ..
هل حياه القطه رغم كونها حيوان اهم من حياه البشر الذين يموتون يوميا حول العالم ..
بدت منظمه حقوق الحيوان اكثر اتقانا لعملها من منظمه حقوق الانسان .

الان قد يسجن الشخص لأنه قد اعتدى بالضرب على كلب بينما يعفى عنه أن قام بضرب انسان مقابل المال !
هل وهنت الانسانيه ام هانت كرامه البشر ؟!

كان زين سيكمل طريقه و يرحل لكن اوقفه ان ذلك الرجل قد بعث بأحد حراسه الشخصيين وراء سكارلت
تلك الفتاه مغناطيس مشاكل بحق ..

تبع زين الرجل بهدوء حتى لا يشعر بوجوده ، لاحظ بأنه بدأ يقترب من سكارلت التى تقف بجانب الطريق و تتفقد اشرطه الكاميرا خاصتها .

حاول الرجل ان يقتنص الكاميرا من يد سكارلت لكنها احكمت قبضتها عليها جيدا مما جعله يشعر بالغضب و كان على وشك ان يضربها لولا ان تدخل زين .

امسك زين بالكاميرا من يد سكارلت و احكم قبضته على يد ذلك الرجل قبل ان تقترب من وجه سكارلت .

" ليس من الشهامه ان تضرب فتاه." قال زين لينظر له الرجل بعدم اهتمام " الامر لايخصك ، اعطنى الكاميرا." مرر زين الكاميرا للرجل بهدوء بينما تنظر له هى بصدمه ، كيف له ان يفسد ما تحارب لاجله ببساطه .

رحل المدعو مع غايته بعد ان ترك سكارلت و زين ثم اختفى سريعا من الافق " هل انت مجنون ؟ لما فعلت هذا كان بإمكانى حمايه نفسى ، قد افسدت كل شيء ." صاحت بوجه متجهم بالمقارنه بملامح زين الساكنه .

" الكاميرا ليست مهمه بقدر ما املك انا " قال زين لترفع سكارلت حاجبها " هل تملك مصباح سحرى سيحضر الكاميرا من الرجل ."

" بل املك هذا " اخرج شريط الكاميرا من كم معطفه لتتسع اعين سكارلت " يالهى ، انت مدهش انا حقا اسفه ، لا اعلم كم مره يجب ان اقولها لكن حقا اسفه ، شكرا لك ."

اعطى زين سكارلت الفيلم لتضعه بحقيبتها سريعا حتى لا يفسد " وداعا ، انه شكرا لك مره اخرى ." قالت بينما بدأت تختال على الطريق بسعاده .

" سكارلت ، ألم تجدى عمل بعد " صاح زين حتى تسمعه جيدا لأنها عبرت الطريق و بات يفصل بينهما شارع المشاه " صحفيه ، اكتب بعمود واحد فقط لكن افضل من لاشىء ، ربما سيتم ترقيتى بسبب حادث اليوم ."

بدت سكارلت لزين من اكثر الاشخاص ابتهاجا " بالتوفيق إذا." صاح يلوح لها ثم استدار ليكمل طريقه .

زين يتمنى لو يستطيع ان يكون شخص اجتماعى كلوى او كثير الكلام كسكارلت .
لكن ليس كل ما يشتهى المرء ينال .

..

Song of the part : Just like you FT. Louis Tomlinson