"1"
"2"
"3"
"4"
"5"
"6"
"7"
"8"
"9"
"10"
"11"
"12"
"13"
"14"
"15"
"16"
"17"
"18"
"19" The end
"10"

كومينت و فوت O:-)
.


افرد أجنحتك و حلق بعيدًا عن موطن ألمك ...حتى لو كانت أجنحتك تلك مصنوعًة من آمال و أحلام أقرب للخيال ....
ثق بتلك الأجنحة فهي طريقك الوحيد للنجاة من الإنهيار و التلاشي ...
.

بعد مرور شهر آخر ...شهر بأيام هادئٍة و مسالمٍة ...لم تكن تختزن الكثير من الأحداث في جعبتِها ...لكنها كانت مفيدةً لتاي فهي قد أعادت ذاته متزنةً كما كانت ...في وقتٍ ما ..

.
في صباح ذلك اليوم ..كان تاي يجلس في مكتبةِ الجامعةِ الكبيرةِ ..تتكدس فيها أعداد هائلة من الكتب على رفوفها ..

إنه المكان الذي يرتاح فيه كثيرًا ...لكنه لا يجد الوقتَ الكافي غالبًا للاستمتاع بالجلوس و قراءة كتابٍ أو روايةٍ تعجبه ..ذلك بسبب انشغاله بدراستهِ و حياتهِ اليوميه …لكنه استغل ذلك الصباح كونه متفرغ من المحاضرات حتى وقت الظهيرة ...

يعجبه ذلك القانون الذي يحرم الضوضاء في حضرةِ هذه الكتب و العلوم ...

كان يقرأ أحد الكتب التي تتحدث عن نشأةِ الكائنات الحية على وجه الارض و كيف تأقلمت معها و عن ثقافات بعض القبائل القديمة من البشر ..جذبته أحدى أجزاء ذلك الكتاب ذا الحجم الكبير و المليء بالصفحات ....جزء تحدث عن الظواهر التي أعجزت عقل الإنسان عن فهمها بكونها خارج منطقه ...قرأ أكثر فيه ...ليس بشكل دقيق ..هو كان فحسب يبحث عن بعض المصطلحات التي تجول في عقله
كالوجود ...

لم يجد شيئًا مفيدًا ...فأغلق ما بين يديه بملل ....و ربما بعض السعادة تسللت له ...
هل لأنه يشعر أنه الشخص الوحيد الذي يملك شيئا أو مهما كان كالذي معه ؟

في النهاية هو غادر بناء المكتبة الضخم و اتجه للكافتيريا و أمضى فيها الوقت المتبقي حتى حان موعد محاضرتيه اللتان استمرتا حتى ما قبل غروب الشمس بقليل ...كون تاي لا يملك سيارة خاصة به و كونه يستخدم المواصلات بشكلٍ يومي للعودة للمنزل والذهاب للجامعة ...هو استغرق استنادًا لذلك وقتًا أطول حتى وصل لمنزله ....

لم يكن يفصله عن بيته الكثير ..ربما كان شارعا واحد فحسب لكنه توقف في مكانه وقتها ...ليرد على هاتفه ...أما السماء فقد بدأت تفقد أخر خيوط ضوئها و تودعه ..
كان رقمًا مجهولًا غير مسجل في سجلات هاتفه....

بلع ريقه بقلق ..فمن يتصل به ؟

ثم أجاب على الأتصال بصوته الهادئ
( مرحبا..من حضرتك؟)

أتاه صوت ...صوتٌ كان كفيلُا لتعرف أن صاحبه عاش الكثير و الكثير و تلقى العديد من الهدايا و اللعنات من الحياة ..كان صوتًا لامرأةٍ كبيرةٍ في السن .

( أأنت تايهيونغ ؟)...

اجاب بقلق( نعم انه أنا ..لكن من حضرتكِ ؟)

لم يحصل على جواب على سؤاله بل على كلامٍ جعله يتصنمُ في مكانه دون أي حركة و يفتح عينيه قليلا بصدمة ...

( اوه تايهيونغ حفيدي العزيز ...أأنت بخير ؟ ..أعتقد أنك كبرت كثيرًا ..اسفة يا عزيزي لأنني لم أهتم بك بعد رحيلهم أنا أسفة ...)

لم تكمل كلامها بل أجهشت بالبكاء بحرقةٍ و بصوتٍ مكتومٍ ربما بسبب يدها التي خمن تاي أنها وضعتها على فمها لتمنع صوت شهقاتها من الخروج ....

تاي كان مصدوما بحق ...و حائرًا ...أهي جدته ؟ لكن من أي طرف ؟ .. ولما تتصل به الآن ؟ ...هو حقًا كاد ينسى أنه حفيد لأجدادٍ...ربما لأنه انقطع عنهم مذ كان في الرابعة من عمره عندما سافرت عائلته للعيش في مكان أخر بسبب عمل والده و ذلك أدى الى انقطاعه عنهما ..رغم أن والداه كانا يذهبان لزيارتهم في أيام العطل .. إلا أنه كان يرفض ذلك و يفضل البقاء مع جيمين ....

تحدث تاي بصوت اكثر هدوئًا
( جدتي اهدئي ارجوكِ ..)

قليل من الوقت و هدأت كما طلب ..

كانت لطيفة ...تحدث معها قليلًا بينما أكمل سيره لبيته و فتح بابه و دخل ..سألته عن حاله و تبين أنها والدةُ أُمهِ الراحلة ...

ثم تحدثت بقلق ( أين تعيش الآن يا عزيزي ؟ ألا يجدر بك القدوم والعيش معنا ؟)

ابتسم تاي ...ربما ببعض الألم

لما تذكروه الآن ؟ ...أين كانوا طوال تلك الفترة. ...طوال تلك الفترة التي هدمت شبابه و حجزته في قوقعة من الوحدةِ و العزلةِ الخانقةِ ....أين كانوا ؟

لمَ فقط الآن تذكروه ؟ أكان صعبًا عليهم تنشيط ذاكرتهم قليلًا فقط قبل بضع سنوات و تذكر كونه ما زال موجودًا في هذه الحياة ؟...

لما فقط الآن ؟ ...
هو تسائل أيضا بسخرية ..أكانت حياته ستختلف لو أنهم تذكروه مسبقًا ؟ ..هل حقا نسوه طوال ذلك الوقت ؟...

.
أجاب على سؤالها الذي طال انتظاره للجواب ..

( أعيش في شقة قريبة من المنزل الذي عشت فيه مع عائلتي ...الراحلة )

...عم السكون تلك المحادثة لفترة ..ثم تحدثت الكبرى

( نحن أسفون عزيزي ...لم يكن الامر بأيدينا ..جدك كان قد أصيب بمرض في القلب ..وذلك ألزمني البقاء معه كما ألزمه مرضه المشفى.. نحن لم ننسك ..لكن لم استطع ترك جدك لوحده ...قبل شهر من الآن تحسنت حاله كثيرًا و عاد للمنزل بعدما غاب عنه ما يقارب سنة كاملة ...)

تنهد تاي ...حاول ألا يُكِنَ لهم الكُره  ...أو أن يعاتبهم ...في النهاية ما حدث ليس بيدهم ...موت والداه لم يكن بيد منهم ...و مرض جده أيضًا لم يكن بيدهم  ...

ابتسم برضى ...و أقل الامر انهم تذكروه..

تحدث معها بشكل طبيعي ..و حاول طرد الألم من كلماتهم...

وعدها بزيارتهما عندما يستطيع ذلك ...

ودعها ثم اغلق المكالمة ...رماه من يده على السرير الذي فارقه منذ الصباح الباكر...
اتجه للحمام و كما المعتاد استحم لوقت طويل ...

أراد حقا الشعور ببعض الراحة ...و تفريغ عقله من كل تلك الأفكار .. الأمر لازال يملك اثرًا مؤلمًا في نفسه رغم أنه يحاول بجد ألا يتألم ....

تنهد وهو يجفف شعره على حاله ..

( يبدوا أن الراحة لا تناسبني ) هذا ما قاله لنفسه...

أحقا هو فقط يضخم الأمور و يعطيها قيمة أكثر مما تستحق ؟
..هو تساءل ... لكنه رفض ذلك السؤال...

فكيف له أن ينسى كل تلك الآلام ؟ كيف ؟

كيف له أن يتجاهل كل تلك الجروح التي سببتها الحياة له ؟
ذلك كان صعبًا ..
أخذ نفسًا عميقًا ...و قام بحبسه في رئتيه ثم أخرجه براحة ...كرر حركتهُ تلك بضع مرات حتى شعر بالتحسن و قل الضغط عنه...ربما ليس بالقدر الكافي ..
.
لم يرغب بالنوم ..ولم يرغب بتناول الطعام أيضًا ..رغم أنه لم يتناول شيئًا منذ الصباح ..
قادته قدماه وهو شارد الذهن لا يركز بشيء إلى جوار النافذة التي تتوسط حائط غرفةِ المعيشةِ ...جلس بين أريكتين ..لما ؟ ...هو لا يدري حقا ..
ضم قدميه لجسده حتى ألمته لشدة ضغطه عليها ...كفاه كانا يشدان على ركبتيه ..أما رأسه فكان ينزله للأسفل كما و كأنه يتذلل لمن هو أقوى منه ..

أكان عليه أن يبكي ؟

هو حقا لا يدري ماذا يجب عليه أن يفعل ...

نحن البشر نُوهِم أنفسنا أننا أقوى من أن ننهار لبعض الأسباب ...لكن و للأسف...نحن فقط نكذب على أنفسنا و نرهقها ...فلسنا بجبارين...و لسنا بكائنات لا تشعر و تتأثر ..
نحن نحس و لذلك نتألم ...نحن نتفاعل بمشاعرنا التي و لو كانت مبهمةً و مخفيةً لا تزالُ موجودةً لتُأثرَ فينا ...

مهما كذبنا و احتلنا على ذواتنا...نحن سنخسر .

لأنه وببساطة ذلك يؤدي الى تفتيت روحك ...

كلماتك تلك ..أكاذيبك تلك ...كُلها ستتحول لمطرقةٍ ...مطرقةٍ كبيرةٍ ...تضربُ روحك بشكلٍ متتالي ..وعلى دفعات متفرقة استنادًا لحجم أكاذيبك ..
هي ستستمر بفعلتها ..حتى تجعل التشققات تغزوا روحك و تملأها ...هي ليست متماسكةً ...لذا ؟ ..ستبدأ بالأنهيار ..والسقوط شيئًا فشيئًا ...حتى تُصبح بلا روح ...حتى تموت!

.
.
رغم ذلك هو لم يبكي ..هو استمر بالمكابرة ..تايهيونغ أنتَ تحملت الكثير ..لكنك بشري !

.
بقي على جلسته تلك لساعات ...لساعات طوال حتى ملّ من وضعه...لم يفكر في شيء خلال ذلك الوقت ..كان بالفعل هادئًا ...بشكل مبالغ به..
وعيناه كانتا باهتتين ...
حمل جسده و بصعوبةٍ أجبره على السير لغرفته ..كان يتمايل في أثناء سيره ...جسمه كان باردًا جداً فجو المنزل بارد و الآخر لم يكن يرتدي الكثير من الثياب ...

ثم رمى جسده على سريره بثقل ....
و نظر للجدار بتعب .. فجسده خائر القوى حقا ....

لمَ هو أصبح هكذا فجأةً ؟ ...هو مهمل في النهاية...أو هذا ما أصبح عليه .
أغمض عينيه لكن مجبرًا ...ابتعد عن عالمه قليلا ..
وليس بيده رغم أن هذا يعجبه .. لم يجرب ذلك كثيرا ...لكنهُ رغم هذا يصفه بالشعور المريح ...

كأن تسبح في الفضاءِ ..بدون ثقل
.
أغمض عينيه و بإهماله لجسده ...
نام و قد توقف عن التألم من واقعه قليلا ليزور أرض أحلامه المشرقة دائمًا ...أو غالبًا ..فلا أحد ينجو من الكوابيس ..اليس كذلك ؟

.
تايهيونغ ...نَم بسلام...ولو لمرة واحدة تَطلّع للغد .
..كانت خُصلات شعره القانية تلك مبعثرةً في جميعِ الاتجاهات بسبب تلك اليد الكبيرةِ التي كانت تعبثُ بها بلطفٍ ..
.

تايهيونغ يحق لك أن تنام بسلام .

.
 
١٣٤٠كلمة *-*
.
رايكم بالبارت ؟

لوف يو
انتبهوا لنفسكم
احببببببكم 💝💝💝💝
كونوا بخير




© mira_cha,
книга «أحببت وجودك».
Коментарі
Упорядкувати
  • За популярністю
  • Спочатку нові
  • По порядку
Показати всі коментарі (1)
Neekoo
"10"
انا في حاله عشق مع كل حرف بتكتبيه*-*💜💜💜💜💜💜💜💜
Відповісти
2018-09-01 14:27:48
1