" نورسين، نورسين يا ابنتي!"

كان السيد جانغ قد دخل المنزل فيما يهتف بصوتٍ عالٍ وسعيد، إذ هو ينادي إبنته التي تنعزل في غُرفتها كما العادة؛ لينقل لها الأخبار الحُلوة فيما يحمل بين يديه ملف ورقيّ.

نزلت نورسين السُلم إلى صالة المعيشة حيث تسمع والدها يناديها، وتحدثت على عجلة.

" ماذا هناك أبي؟!"

إلتفت لها يحمل الملف واقترب منها سريعًا، سلّمها الملف ثم تمسّك بكتفيها يقول.

" لقد حصلتِ على فرصة جديدة لتعيدي المبحثين، معكِ شهر من الآن يا ابنتي، أتقدري أن تستجمعي المادتين خلال هذا الوقت؟!"

قضمت شفتاها ويدها ترتجف، لأن الإجابة الصادقة "لا أعلم".

لا تعلم إن كان بمقدرتها أن تنجح هذه المرة ضمن هذه الفترة المحدودة أم لا، هي فقط ستبذل ما بوسعها لتنجح.

تفهم والدها الخوف والجزع الذي يشغلها الآن؛ لذا أحاط كتفيها بذراعه وقال بنبرٍ حنون.

" ليس عليكِ أن تقلقي، سأحضر لكِ أساتذة لتدريسك"

رفعت رأسها لوالدها وأومأت؛ إذ ظهرت إبتسامة على شفتيها، حينها شعرت به يطبع قُبلة على ناصيتها.

لقد عاد والدها الذي تعرفه، والدها الذي كان يُلاطفها ويحبها بغض النظر عن كل شيء، ليس ذلك الأب الشديد الذي رافقها طيلة العام الدراسي الأخير.

" أبي، هل أصبحتَ تُحبني مُجددًا أم أنك تُشفق عليّ؟"

سُرعان ما نفى واحتضنها إلى صدره يقول.

" لا يا طفلتي، لطالما أحببتُكِ، لكنني عاملتكِ بالشدّة كي لا تتهاوني في دراستك، الآن أدرك أنني كنتُ مُخطئ، أنا آسف يا طفلتي"

أحاطت والدها بذراعيها وأسندت رأسها على صدره تقول.

" لا يا أبي، لا تعتذر، أنا الآسفة"

رفعها عن صدره وقال.

" بما أن دروسك ستبدأ غدًا افعلي اليوم ما تشائين، إن أردتِ الخروج فاخرجي"

قبّلت وجنته ثم همست.

" شكرًا لكَ أبي، سأذهب لشراء قرطاسية جديدة"

أومئ لها، واخرج من محفظته المال ليضعه في يدها وقال.

" اشتري ما تريدينه، واشتري شيئًا تشتهينه"

ركضت إلى غرفتها، ارتدت ثيابها وخرجت إلى مركز التسوق القريب من الحيّ الذي تقطن فيه.

تجولت بين المحلات واشترت ما تحتاج، قرطاسية جديدة، وجبات خفيفة، بعض المشروبات، وبعض الملصقات التي أعجبتها لفرقة إكسو، كما أنها رأت دمية كوكي مقلّدة؛ لكنها اشترتها.

وضعت حقائب التسوق بجوارها وجلست على إحدى الطاولات في رُدهة المطاعم، طلبت البيتزا، ثم جلست تنتظرها حتى تنتهي بينما تتصفح هاتفها.

لكن ما أزعجها هو الضوضاء الآتية من ثُلّة من الشباب الذين أخذوا الطاولة بجوارها.

نظرت إليهم تود أن تستأذنهم كي يخفظوا أصواتهم، ولكنهم كانوا يحتفلون بقالب حلوى وعلى رأس أحدهم قُبّعة التخرج.

ما إن إلتفت ورأت وجهه صمتت، إنه شيومين، أو كيم مينسوك خرّيج كلية علم النفس.

وها هو يحتفل بتخرجه مع أصدقاءه على حسابها هي، على حِساب مشاعرها وثِقتها العمياء به، تمتمت بين نفسها ونفسها.

" كنتُ حمقاء فحسب"

وصل طعامها ولم تهتم له ولا لغيره، ثبّتت هاتفها بالحامل الذي اشترته الآن على الطاولة أمامها، وفيما تحضر فيلمًا لمُمثلها العزيز بارك سيو جون أخذت تتناول البيتزا.

فنعم، لقد قاطعت الدراما مؤقتًا وستكتفي بالأفلام في أوقات فراغها.

كانت تضحك أحيانا وتحزن أحيانًا تأثرًا بالفيلم، ولأنها فتاة فريدة من نوعها في هذا الوسط جذبت الكثير من الإنتباه.

إذ كانت وحدها تأكل، لا تطلب شريكًا، بل مُكتفية بمتعتها الخاصة.

وكان هو ضمن الأشخاص الذين رأوها، حينما رآها إرتبك، أراد أن يكلمها ويعتذر، لكنه تراجع يخشى ما ستفعله، فقط راقبها بهدوء حتى غادرت.

...

بدأت الدراسة، اليوم تلو اليوم، الدروس كثيرة وهي تضع كل جهودها، والديها لا يتركونها، يحيطونها بإهتمامهم، وأخيرًا غدًا لديها إمتحان.

كانت تدرس على طاولة مكتبها، أمها غفت فيما تجلس معها على السرير ووالدها غفى على الأرض، تبسّمت وفي داخلها أقسمت أن تنجح لأجلهما مهما كلف الأمر.

................

سلاااااااام

شايفين آخر فقرة، هاي صارت معي، كانوا أمي وأبي يسهروا معي ويصحوا معي، شوي ويصيروا يدرسوا عني☹♥️

الله يحفظلنا أياهم يا رب، أمهاتنا وأبهاتنا...

المهم، هذا البارت هادي بس يستعرض البيئة الي تحيط نورسين هاي المرة، البيئة المناسبة والصحيحة الي بتحفز الطالب ليدرس.

الفصل القادم بعد الكثير من الحب.

1.رأيكم بنورسين؟

2.رأيكم بوالديها؟

3.رأيكم بمينسوك؟

4.رأيكم بالفصل ككل و توقعاتكم للقادم؟!

دمتم سالمين♥️
♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️
Love♥️