" لستَ شيء يُذكَر"















كانت نورسين في غُرفتها، تحديدًا تجلس في شُرفتها، تجلس على أرجوحتها الجديدة فيما تُذاكر مادة اللغة الإنجليزية.

أوراقها وأقلامها مُتناثرة هُنا وهُناك فيما هي تدرس بجد بالفعل لأجل إمتحاناتها.

سمعت أُمها خلف الباب، ثم دخلت تحمل معها كوب من مشروبها المُفضّل، الشوكولاتة الساخنة.

وضعته لها على الطاولة الصغيرة بجوار الأرجوحة ثم قالت.

" أريحي نفسكِ قليلًا فيما تشربي هذا الكوب"

تناولت نورسين الكوب لتشرب منه.

" حسنًا أمي، لا تقلقي بشأني"

بعدما خرجت والدتها؛ أصدر هاتفها صوت إشعار فنظرت إليه، وإذ به الذي ظنّته صديقًا وفيًّا لها يود أن يراسلها.

تجاهلت طلب المراسلة وكأنه لم يكن، هو لا يستحق أن تبذل عليه مجهودًا حتى، لن تكرهه ولن تُحبه، فقط مسحته من حياتها وكأنه لم يَكُن يومًا جُزءًا فيها.

وضعت هاتفها جانبًا وتابعت دروسها، في هذه الفترة؛ نورسين تملك هدفًا ساميًا ومُهمًا، ولن تُضيّع فُرصتها هذه بالإستماع له، لن تسمعه لاحقًا حتى.

كانت تنعم بحياة هادئة طيلة الشهر، لا تَعُج حياتها إلا بالكُتب والدراسة فقط، اليوم وها هي تُقدم على فترة راحة حتى تُعلَن النتائج عادت إلى حياتها الطبيعيّة.

إلى مواقع التواصل الإجتماعي، الدراما، وفنانيّها المُفضّلين، وكل شيء كما السابق.

لكن شيء واحد لم يعد كالسابق، شخصيتها المجنونة، ذلك لأنها اعطت إنطباعًا سيء عنها، أنها مجرد فتاة ساذجة وغبيّة، سهلة الإنقياد والمنال.

قامت بتغيير معلوماتها الشخصية واسمها.

جانغ نورسين نَشط الآن

كيم مينسوك:

كيف سارت إمتحاناتك؟

هل كنتِ بخير؟

أنا آسف

أجيبيني من فضلك...!

Seen

لكنها لم تجبه، فقط رأت رسائله وكأنها من مُتطفل غريب، لم تُكلف نفسها عناء حظره حتى، فقط تركته هكذا.

تنهد مينسوك ووضع هاتفه في جيبه، إنه يشعر بالندم الشديد لِقاء ما فعله بها، خصوصًا بعدما رآها ذاك اليوم في المركز التجاري.

نعم، كانت تعيش على مَزاجها وفي جوّها الخاص، لكنه يفهم تفكيرها، إنها هذا النوع من الشخصيات التي لا تتجرد من دروعها وأقنعتها.

لن تقف بمشاعر جرداء، لن تُظهر إستياءها، ولا الحُزن والغضب الذي يُعتمل بداخلها.

عاد إلى المنزل وجالس والديه في سهرة مسائيّة، لكنه وحيدهم، إذ أن طلائعه المُبتأسة لم تَكُ لتخفى عنهما وهو وحيدهم.

والده جلس بجانبه ثم ربّت على كتفه يقول.

" عادة ما يكون الطُلّاب حديثي التخرّج سعيدين بتخرجهم، ومتحمسين حيال المُستقبل، وينتظرون أن تفتح لهم أبواب العمل، إلّاك... لا أراكَ مُتحمسًا وسعيدًا، بل أراك كئيبًا مُبتأسًا وكان هناك شيء يُنغص عليك سعادتك"

تنهد مينسوك وجمع كفيه بتوتر ليصارح والده.

" لأجل مشروع التخرج؛ قُمت بإستغلال فتاة، وأنا الآن أشعر بذنب عظيم"

همهم والده.

" إذن أنت تشعر بالذنب وتلوم نفسك، صحيح؟!"

أومئ مينسوك محنيّ الرأس فتحدث والده.

" إذن لا حاجة أن أقوم بتوبيخك لأنك تدرك خطأك"

استرسل والده حينما شعر بأن ابنه مُحرَج ويشعر بالعار والخزيّ مما فعله.

" إذن عليكَ بالإعتذار منها ومصالحتها مهما كلفك الأمر، هي تستحق منك على الأقل إعتذار"

وضع مينسوك وجهه بين كفيه ثم همس.

" لكنها يا أبي ترفض أن تتحدث إلي، ولا تمنحني فرصة لأعتذر، ماذا أفعل؟!"

حرك والده كتفيه بجهل وقال.

" لستُ أدري، أنتَ المُختصّ نفسيًا هنا، لستُ أنا"

تنهد مينسوك يفكر فيما يجب عليه فعله، وحينما راودته فكرة إنطلق لإنجازها.

خرج عجولًا من المنزل وانطلق بدرّاجته الناريّة إلى منزلها، سيفعل كما السابق، سيراها من على شُرفتها.

ترجل عن درّاجته وتسلسل عبر السياج العُشبيّ إلى داخل حديقة المنزل، ثم تناول حجرًا صغيرًا وضرب بها نافذتها، حينها فتحت النافذة.

" من هذا الوغد المجنون؟!"



..............



سلاااااااام


ع فكرة أنتم مفرحيني، أنتم أحلى قُرّاء مرّوا عليّ.😍♥️

الفصل القادم بعد الكثييييير من الحُب.

رأيكم بنورسين؟

رأيكم بمينسوك؟

ماذا سيحدث بينهم؟

دمتم سالمين♥️
♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️
Love♥️