11. Hallucinations
بعد خروج الطبيب من الغرفة بدقائق بدأ أيزاك يتحرك بعشوائية في مكانه و كأنه يشعر بالغثيان أو الدوار.
راقبت تحركاته بحيرة، ما الذي يحدث له يا إلهي؟. كرر الطبيب ما فعله في غرفة أيزاك مع بقية المرضى. لا أستطيع سوى أن أتساءل ما الذي يحقنهم به بحق الإله؟.
سرعان ما غادر الطبيب الطابق بأكمله بدأ بقية المرضى يتحركون في أمكانهم بعشوائية منهم من يضحك و يتحرك بعنف و منهم من لا يستطيع الحركة لكن لا يبدو بخير كذلك.
جدياََ، ما هذا المكان؟
كان أيزاك يتمتم بأشياء بالكاد أستطيع سماعها فقد كان اشبه بالهمس كما أن الزجاج يحجب الصوت بعض الشيء. لا أعلم ما الذي يقوله أو لمَ يقهقة لكن أعلم ان ذلك العقار جعل مزاجه يتغير مائة و ثمانون درجة من شخص مُحبط يائس لا يرى سوى الندم إلى شخص مُبتسم و يُحدث نفسه كالمجانين. بالتأكيد هذا ليس لطافة من المكان أنهم أرادوا تحسين مزاجه، لكن إن لم يكن كذلك فأنا لا أدري ما هذا العقار و لمَ حقنه الطبيب به.
كأنه مُغيب.
لحظة...
''إنه مُغيب!''
نظرت بجانبي لأجد أن أيزاك أختفى، ألتفت أبحث عنه بعيناي لكنه غير موجود. هل تركني ألعب بمفردي؟!
حسناََ، لا مشكلة سألعب بمفردي. أعدت نظري إلى أيزاك الذي أمامي في الغرفة لأجده يُحادث نفسه فأقتربت قليلاََ من الزجاج لعلي أستمع إلى ما يقوله.
.
.
.
تتعالى ضحكات أيزاك البائسة شيئاََ فشيئاََ و تتردد في أنحاء الغرفة.
هم بالنهوض من على الأرض محاولاََ الحفاظ على توازنه لكن كل محاولاته بائت بالفشل، طُرح أرضاََ للمرة العاشرة مما جعل ضحكاته تتزايد.
مسح العرق المُنبعث من جبينه ثم حول نظره إلى سرير الغرفة ليرى والده يراقبه بخزي كبير على محياه و كأنه يريد صفع أيزاك لكونه عاراََ على أسرته و على جميع الشباب في عمره.
"ماذا؟ '' تساءل أيزاك بإستهزاء، ثغره الباسم ما هو إلا وسيلة لتخبئة ما وراء إبتسامته من ألم حارق.
''لمَ تنظر لي هكذا؟ هل ذلك بسبب جاستن؟ أم بسبب المصحة؟ أم لطردي نهائياََ من المدرسة أم لجميعهم؟'' ضحكة ساخرة هربت منه
''أتعلم يا والدي؟ على الرغم من كل ما حدث و كل خطأ أقترفته من البدايةإلا أنك لا حق لك في الظهور هكذا من العدم و ترمقني تلك النظرة، لأنك أنت الشخص المزيف هنا لا أنا. كل أخطائي لم تكن سوى الشخص الذي فتح الستار ليعرض لجميع الجماهير و المُتفرجين حقيقتك الحقيرة. ليس ذلك فحسب بل أيضاََ تُحمِل جميع أخطاءك علي كما لو أنني منبع كل خطأ في هذه الحياة. أنت لم تكتفي بالدفاع عن نفسك بل و هاجمتني كي أظهر أمام أمي و أختي بذلك المظهر السئ، الفتي السئ، الأبن العاق، الأخ الفضيحة، القاتل، أه بالطبع و المريض. أتعلم ما المضحك في الأمر؟ أن قلبي الساذج كان بداخله إيمان كبير بأنك ستدافع عنه و عن حريته حتي لا يعلق في ذلك المكان المشؤوم و أنك ستفعل أي شئ لتثبت أنني لست مريضا، لكنك أخترت الطريق السهل، لا ألومك على عدم محاولتك لإثبات أنني غير مريض فكيف ستثبت ما هو ليس حقيقي من الأساس؟ ''
نظرة الخيبة هي كل ما يُرى من عيناه الخضراء بينما يراقب والده الذي تخلى عنه في أول فرصة واتته.
''بُني ،أنت تظلمني معك'' قالها والده ليقاطعه أيزاك دون حتى أن يعطيه الفرصة ليُكمل حديثه
'' لا تناديني بإبني و لا تجرؤ على إتهامي بظلمك'' صرخ بها أيزاك بغضب عارم حتى نفرت عنوق عنقه. العرق ينهمر من جبهته كالشلالات و تقلباته المزاجية باتت واضحة، جلب أطباق الغذاء من الطاولة و قام بتحطيمها كي ينفس عن غضبه، لكن لا شيء يجدي نفعاََ.
''أنت دمرت صورتي أمام كل شخص أهتم به و أحبه، كان بوسعي إخباركم بما شعرت به و بما أشعر به لتساعدونني على التحسن، لكنك فضلت ذهابي خارج تلك الأسرة و ألقيتني خارجًا كأنني قمامة لا أبنك، ذلك الضرب الذي لم يكن يؤلمني بقد ما آلمتني روحي من الكرة الشديد الذي تطاير من عينيك. دمرت أمي بتلك المرأة التي ظهرت من العدم لتدعي بأنها زوجتك تماماََ قبل أن يأتي الأطباء ليجروني ورائهم إلى المصحة. كنت الأب المزيف و الزوج المزيف و الشخص المزيف و ستبقي كذلك طوال حياتك، لذا لا تنظر إلي كما لو أنني السبب، لأن قلبي لن يقوى على سماع ذلك''
أخرج أيزاك جزءََ من مكنون صدره لكنه لايزال يختنق و لا يجد من ينجده. كان ينظر لوالده مع كل كلمة تخرج منه و صوته يعلو في بعض الجمل و جمل أخرى يشعر بأن الكلام قد أثقل كاهله أكثر ، نظرته لوالده توحي بالغضب و الخيبة و الإحباط، و علي الأرجح هي كانت تحمل كلمات لن يستطيع أيزاك التفوه بها أبداََ، كأنك تريد أن تطلب النجدة ممن ألقي بك في اليم.
''لمَ؟ لمَ أنا يا أبي؟ من بين كل الناس على هذا الكوكب لمَ أنا المريض؟ لمَ أنا الذي لم أحصل علي قلب أليكس أو إهتمامها لوهلة؟ لمَ أنا من بين كل الناس أحصل على أباََ مثلك؟ '' صاح أيزاك في جملته الأخيرة
''لأنه قدرك''
قالها والده ببرود لكن رده لم يكن كافياََ لشفاء ما يشعر به أيزاك من سخط.
''أخرج من هنا'' همس و جثى على ركبتيه بيأس واضعََا يداه على رأسه يشعر بأنها ستنفجر.
''أنت لست حقيقي، أنا أعلم هذا، أنت في رأسي فقط لذا أرجوك أفعل شيئاََ واحداََ صحيحاََ في حياتك و أخرج'' تحرك أيزاك للأمام و الخلف بعنف و لم ينفك عن التمتمة ب ' أخرج من هنا' آملاََ أن يتركه والده للحظة كي لا يفقد ما تبقى من عقله.
فتح أيزاك عيناه بعد مدة ليست بطويلة، نظر نحو السرير ليجد أن والده قد أختفى بالفعل. تنهد بحزن علي حاله، و فجأة إجتاح شعور الغضب كل إنش بداخله ليدمر كل ما يراه في تلك الغرفة عدا سريره. بيل تنظر له من خلف الزجاج لا تعلم ما الذي دهاه، لا يوجد اي طبيب ليوقفه قبل أن يدمر الغرفة بأكملها أو يؤذي نفسه حتى، بيل لم تكن تعرف أيزاك في تلك الفترة بالطبع لكنها تعرف أنه ليس في عقله الصحيح من طريقة تدميره لكل ما يراه بالغرفة و حديثه و صراخه كما لو أنه يُحادث شخصا ما لكن هي فقط لا ترى أحداََ بالغرفة. هو ليس بخير.
توقف عن تحطيم ما بالغرفة لأنه لم يعد هناك شئ لم يخربه سوى السرير و لكن ذلك لا يمنع أنه ألقى جميع الوسائد أرضاََ. حدق بالزجاج الذي يحاوط الغرفة و دون سابق إنذار فاجأ بيل بركضه السريع نحو الزجاج تحديدا بالبقعة التي تقف ورائها ثم ضرب الزجاج بقبضة يده و هو يصرخ مُسبباََ إبتعاد بيل بسرعة عن الزجاج. راقبته بذعر من خلف الزجاج بينما يتردد في عقلها سؤال واحد'' هو لا يراها أليس كذلك؟ ''.
ظل أيزاك يلكم ذلك الزجاج بقوة حتي تلطخ الزجاج بدماء يده فبالطبع من قوة اللكم جُرِحت يده.
كل ما تفكر به بيل هو عيناه المُشعة بالغضب كأنه... كأنه مسخ. كما لو أنه فعلياََ شخص غير أيزاك الذي تعرفه الآن.
تراخت ملامح أيزاك و كذلك قبضته علي الزجاج شيئاََ فشيئاََ لتستنتج أن محاولته الفاشلة في كسر ذلك الزجاج قد أرهقته.
وضعت بيل يدها على الزجاج بإتجاه أيزاك الذي يبدو و كأنه سيفقد وعيه من الدوار و صداعه الذي يكاد يحطم رأسه.
أستند بجسده على الزجاج و بدأ جسده ينزلق و يقترب من الأرض شيئا فشيئا حتى أستقر على الأرض و بيل تتبعه بيدها التي تتحرك مع حركة جسده كما لو أنها تريد لمسه و التهوين عليه، أما عنه... هو فقط شارد بأنامله التي ينزلق الدماء من بينها.
''كم يصعب علي رؤيتك تعاني في هذا السن المُبكر يا أيزاك، و كم أن تلك الأيام صنعت منك شخصََا شجاعاََ قوياََ ، ربما أحتاج الأمر لسنين لكنه كان يستحق ذلك الوقت و العناء'' قالتها بيل و جلست على الأرض هي الأخرى تضع رأسها علي الزجاج الفاصل بينهما مقابل البقعه التي يضع ايزاك عليها رأسه ليصبح رأسها مُقابل رأسه لكن يفصلهما الزجاج.
راقبته بحزن حتى أن الدموع قد تجمعت في مقلتيها لكنها تحاول أن لا تسمح لهم بالخروج . هي تعلم أنه لن يسمعها لكنها فقط أرادت أن تفصح عن ذلك له و لنفسها أيضاََ، لتُذكر نفسها بأن الألم هو أحد العوامل التي تبني شخصيتك و تجعلها أقوي لتعتمد على نفسها دون حاجه لمساعدة غيرها، خصوصاََ الألم المُولد من الخذلان،فهو يشعرك بالضعف و المرء بطبعه يكره أن يشعر بالضعف و يأبى تصديق أن الوحدة ضعف، ليبني شخصية جديدة قوية كفاية لمواجهة تلك الوحدة دون أن يحتاج لأحد بجانبه، محاولاََ منع كل شيء و أي شيئ قد يخذله مجدداََ.
تعرض أيزاك للخذلان من والده و من أليكس و من أسرته و حتي من نفسه. كان مؤمناََ بأنه سيكون في مكان غير المصحة، مكان حيثُ يستطيع الجميع أن يري نجاحه و يتحدث عنه. مكان حيثُ يصنع المجد لنفسه، لكن كالعادة الرياح تأتي بما لا تشتهي السفن.
قُرب بيل من أيزاك الشاب الصغير على الرغم من الزجاج الذي يفصل بينهما و الصمت السائد إلا أنه لم يعميها عن رؤية نظرته الخالية من الحياة و المتسائلة عن الوقت الذي سيشفق القدر عليه ليرحمه و ينجده من كل ما هو به.
''أنت تذكرني بنفسي كثيراََ يا أيزاك'' لم تستطع بيل تجاهل تلك النظرة علي محياه و أستكملت حديثها على الرغم من أنه لن يسمعها '' تلك النظرة الفضولية لمعرفة ما سيحدث لي غداََ، هل سيكون كل شيء ضدي أم ستنتهي معاناتي؟ '' أبتسمت بيل بأسى '' من الجيد أن أعلم بأنني لست بمفردي، من الجيد أن أعلم لمَ كنت تتفهمني أكثر من أي شخص.
ربما لأنك من ستنهي ذلك الحزن. ''
رفع أيزاك عيناه الشاردة من على الأرض لينظر بإتجاه بيل لكنه لايزال غير قادر علي رؤيتها كما هو الحال مع أي شخص في المصحة. أبتسمت بيل لشعورها بأنها تتواصل بصرياََ معه حتى إن كانت هي فقط من تستطيع رؤيته'' أنت أيضاََ سينتهي حزنك قريباََ''
عزمت بيل علي مساعدته على الرغم من أنها كانت في البداية الشخص الذي يحتاج إلى المساعدة لكن هناك شيء في أيزاك يجعلها تريد نسيان مشاكل حياتها لتجرده من حزنه.
#داخل غرفة أيزاك بالمصحة
أستفاق أيزاك من شروده عندما شعر بصوت بجانبه ليلتفت لمصدر الصوت و هو يشعر بأن رأسه لا تتوقف عن الدوران.
''أليكس؟'' قالها بصدمة رافعاََ رأسه نظراََ لجلوسه علي الأرض بينما أليكس واقفه أمامه أو كما يعتقد هو.
استطاعت بيل فهم الكلمة التي خرجت من شفتيه و نظرة الصدمة التي على محياه لتحول نظرها سريعاََ إلى ما ينظر إليه، حينما لم تجد شيئا أستنتجت ما الذي يحدث له. قالت هامسة بصدمة و إستنتاج في آنٍ واحد و عيناها لم تفارق أيزاك الذي يراقب اللاشيء و يظن انه أليكس.
''أنت تهلوس''
________________________
هاي سويتيز💕
رأيكم في الشابتر؟
سو حبيت أوضح حاجه لأي حد مش فاهم اللعبة الي بيلعبها بيل و أيزك
هي عبارة عن انه بيخليها تربط عنيها و متبقاش شايفه حاجه زي ما انتو فاهمين و يمسك ايديها فيبدأ أيزاك يتحكم في خيالها و هي بتشوف أيه فبتقدر تشوف أيزاك و حياته القديمة و كل الي شافته دا من تحكم أيزاك في خيالها و الي بتشوفه في خيالها، بس هو مبيتحكمش فيها هي او في الي بتقوله أو تصرفاتها يعني هو بس موريها المصحة و الاحداث الي كانت بتحصل،و كمان عادي لو عايز انها متشوفوش معاها في اللعبة زي ما كان بيظهر معاها و يبقي في اتنين أيزاك الكبير و الصغير ممكن يوريها الأحداث منغير ما يبقي موجود عادي فلما لفت و ملقتش أيزاك جنبها فهمت انه سابها تلعب لوحدها منغير ما يبقي معاها زي كل مرة
أتمني تكون أتوضحتلكو الفكرة 💕
Коментарі