17. Hidden Secrets
نظرت له بيل بعينيها الحمراء الممتلئة بالدموع قائلة
'' لا شيء سيكون على ما يُرام ''
هز أيزاك رأسه نافيََا و هو يداعب خصلات شعرها
''ألم تخبريني ذلك اليوم في المصحة بأنه سيمر؟''
''لو كان قد مر لمَ كنت ستخبرني عنه كما لو أنه لايزال يؤلمك يا أيزاك''
لم يجد أيزاك ردََا يناسب ما قالته فهو لا يستطيع إنكار أنها مُحقة.
''هل كانت نوبة أخري؟'' سأل أيزاك و أنامله تحركت كي تزيل دموعها عن وجنتها. هزت بيل رأسها نافية
''لقد كان كابوسََا''
باتت علامات المُفاجأة ظاهرة على وجهه ليتساءل بهدوء قلقََا بعض الشيء من إجابتها
''عن ماذا؟''
''عن يوم وفاة والداي'' تجمعت الدموع في عينيها مرة أخرى، جسدها يرتجف كلما تذكرت تفاصيل ذلك اليوم الذي تتكرر دائمََا في أحلامها.
''هل تريدين الحديث عن الأمر؟'' قالها أيزاك ثم رفع رأسها بيديه كي تنظر له لتهز رأسها نافية كإجابة.
تنهد هو بقلة حيلة، ما من شيء ليفعله ليحسن من الوضع.
''طوال تلك السنين لم أتحدث عن الأمر مع أي شخص، أكتفيت بأن أحلم به مرارََا و تكرارََا لأستيقظ مُحطمة بالكامل بعد كل ليلة''
'' ربما أنتِ بحاجة للحديث'' قال أيزاك مُحاولاََ إقناعها لكنه فشل كبقية من حاول إقناعها.
''لا أستطيع'' قالت بإختصار ثم بكت مُجدداََ ليعانقها بخفة مهونََا عليها عناء الحديث.
بعد مدة هدأت بيل و توقفت عن البكاء ليبتعد أيزاك عنها
''ما رأيك أن تجلسي على الأريكة بينما أذهب أنا لأحضر لكِ الماء و أحكي لكِ ما تبقي من القصة؟ ''عرض
أومأت بالموافقة ثم نهضت من الأرض و خطت خطاها نحو الأريكة.
جاء أيزاك لها بكوب الماء و جلس بجانبها يشاهدها بينما ترتشف منه و سرعان ما أنتهت بدأ هو بسرد بقية قصته عليها
'' لقد علمتي مُسبقاََ بأن المصحة كانت تحقننا بعقار الإكستاسي و لم أفهم لمَ كانوا يفعلون ذلك حتى الآن. لقد بدأ بالإنتشار بين الشباب كمخدر في السبعينات و غالبََا ما كان يتعاطاه الشباب في الحفلات بشتى الطرق سواء كانت أقراص أو حقن لأنه يمنحهم طاقة خارقة و كما قالت مير أنه قد يؤدي في النهاية إلى سكتة قلبية في حالة أن تم تعاطيه بكمية كبيرة. كما أنه عرف أيضاََ بإسم (MDMA) و من أعراض تعاطيه التي نعرفها الآن لكن لم نكن نعرفها قبلاََ عندما كنت بالمصحة الغثيان و الأرق و تشويش الرؤية و الهلوسات و ما شبة. المشكلة في الأمر أنه بعد هروبي من المصحة كنت أحتاج لتعاطيه بشدة لأنه كان الوسيلة الوحيدة التي تمكنني من رؤية أليكس. في ذلك الوقت لم يكن الإكستاسي مُنتشرََا كما هو الآن لذلك لم أعرف قط من أين يجب أن أبتاعه و ذلك كان يزيدني غضبََا على غضب. كوني غير قادر على رؤيتها حتي في خيالي. في حال كنتِ تتسائلين لمَ لم أكتفي من التخيل فحسب، فذلك بسبب أنه عندما كنت أحاول تخيلها لم أكن أرى سوي وجهها و هي تخبرني بكم أنها تكرهني ذلك اليوم بالمدرسة لكن بهلوساتي كنا نتشاجر في بعض الأوقات و نكون معََا في الأخرى''
''و كيف تعاملت مع إفتقادك لها؟'' سألت بيل لتغير موضوع الحديث عن أليكس فحديثه عنها نوعََا ما أشعرها بالضيق و لا تعلم لمَ.
''من المُفترض أن علاج الإكستاسي يحتاج إلى برنامج علاجي قائم علي العلاج النفسي و يتضمن ذلك جلسات علاج نفسي فردي وجماعي تهدف إلى علاج الأسباب التي دفعت للإدمان والأمراض التي تنتج عن التعاطي مثل الاكتئاب، والهلاوس. لم يكن ذلك ليساعدني إذا كنتُ أنا لا أريد أن أُشفي من الأصل فتجاهلت ذلك الحل و فضلت مساعدة نفسي بنفسي''
''أنا لا أفهم'' قالتها بيل بينما ملامح الحيرة تكسو وجهها
''ما الذي لا تفهمينه؟ ''
''إن كنت تبحث عن شخص لتبتاع منه العقار لمَ فجأة ستقرر أنك بحاجة لأن تتعالج و قد قلت منذ وهلة أنك لا تريد أن تُشفي؟ ''
أومأ أيزاك متفهمََا سؤالها، أخذ نفسََا عميقََا قبل أن يبدأ في الشرح
''أنظري آنا، عندما لم أجد العقار في أي مكان بلوس أنجلوس يأست و أقلعت عن فكرة أنني سأجده من الأصل و لكن كوني لن أستطيع أن أراها كان يزعجني لذلك قررت أن أبحث عن العلاج و كما أخبرتك أن العلاج النفسي يتناقش معكِ بأسباب إتجاهك للإدمان فأنا لم يكن لدي أسباب من الأساس لأنني كنت مُجبرََا على تلك الجرعة منذ البداية و كانت رؤية أليكس هي السبب الرئيسي الذي جعلني أتحملها. ''
''لمَ لم تذهب لتلك الجلسات و تخبرهم بذلك؟ بأنك تري حبيبتك التي لم تحظى بها؟ '' قالتها بيل لينظر لها أيزاك بعدم تصديق
''أتريدين مني أن أخبرهم بأنني قتلت شخصََا ما بسبب غيرتي على 'حبيبتي التي لم أحظى بها' و هربت من المصحة التي كانت من المُفترض ان تعالجني و هذا يعني أنني لازلت مريضََا و إن أغضبني أحدكم قد أقوم بقتله؟ طريقة رائعة لدخول السجن أو المصحة مجددََا بيل'' صفق أيزاك في آخر جملته ساخرََا لتقلب بيل عينيها و تطلب منه أن يكمل دون إطالة حديث.
''في ذلك الوقت كان لي بعض أصدقاء السوء، نتقابل معََا بعد دوامي في المخبز. تعرفت عليهم منذ أن كنت بالثامنة عشر. كانوا يحضرون الشراب كل يوم و نشعل نارََا بالغابة ثم نجلس معََا و يحكي كل شخص منهم عن قصته و لكنني لم أخبرهم بأي شيء عني في البداية ليس قبل أن أُتم الثانية و العشرون. لقد عملت بالمخبر لأقل من سنة و ذلك بسبب أنه في نفس العام الذي عملت به في المخبر قتلت والدي فكنت أختبأ هنا في ذلك المكان كي لا تعثر علي الشرطة أو المصحة أو أي شخص لذلك كانت جميع لقاءاتي مع الرفاق بالغابة. في يومٍ ما أثقلت الهموم كاهلي فقررت أن أخبرهم بكل شئ ووقتها كنت بالثانية و العشرون، عندما أخبرتهم عن العقار و كم أنني أشتاق لتلك الجرعة و أحتاجها كي أرى أليكس لكن في ذات الوقت لا أستطيع أن أتعالج بالجلسات.. ''
''لحظة لحظة '' قاطعته أنابيل
''أنت لم تحكي الأمر لأحد أو تتلقى العلاج النفسي بسبب خوفك من أن يتم إرسالك مجددََا للمصحة أو ما هو أسوأ السجن و الآن تخبرني بأنك اخبرتهم بمنتهي البساطة! ''
''لم يكن ليرسلوني إلى السجن آنا'' قالها محركََا كتفيه ببساطة
''و مالذي يؤكد لك هذا؟'' حيرتها تزداد مع كل كلمة يتفوه بها أيزاك لكنه وضع لها حدََا بقوله
''لأنهم هاربين من القانون''
صمتت بيل و أشارت لأيزاك بأن يستكمل قبل أن تفقد عقلها.
'' لقد أقترحوا علي أن أقوم بإلهاء نفسي لعلي أستطيع نسيانها و عندما سألت عن كيفية إلهاء نفسي أخبروني أنه بإمكاني تعلم السحر كما يفعلون هم، وافقت على ما قالوه لأنه راقني الأمر في البداية لكن بعدها لم أستطع الخلاص من الأمر. أخذني أصدقائي لمجموعة من السحرة الذين علموني بعض أساسيات السحر ''
قاطعته بيل مرة اخرى قائلة
''كيف كنت تتعلمه؟ ''
''الأمر كان عبارة عن لغة تتعلميها، السحر له لغة محددة كذلك كما هو الحال مع اي لغة أخرى بالإضافة إلى أنكِ تتعلمين تعويذة مختلفة لكل شئ. عندما كنت معهم كنت أتعلم التعاويذ و اللغة مع وجود كتب للسحر تساعدك أكثر بحيث تحتوي على تعاويذ و أسماء بعض السحرة و تاريخهم. ''
كانت بيل مُنصتة له بإهتمام و كان السؤال الذي تحتاج إجابته أكثر من أي شيء هو ما الذي جعله يعيش طوال ذلك الوقت و هو على نفس هيئته و هل له علاقة من الأصل بمَ حدث أم لا؟ لكنها فضلت تأجيل سؤالها لوقتٍ لاحق فهو سيخربها حينما يخبرها.
''كنت في البداية متحمسََا جدََا لأشغل عقلي بشيء جديد و غريب مثله و أشبع فضولي من ذلك العالم و هذا يفسر سبب كوني كنت المفضل لديهم ''
''لديهم؟ '' سألت بيل بعدم فهم
''السحرة الذين يعلموننا يا آنا هل نسيتي؟''
''أوه، أعتذر. أكمل رجاءََ ''
تنهد أيزاك بضجر قبل أن يكمل
'' تعلمت العديد من التعاويذ و كنت متأهبََا جدََا لأصبح ساحرََا كبير مثلهم و عندما أخبرتهم بأنني أريد أن أصبح مثلهم أخبروني أنني تلميذ يتعلم التعاويذ البسيطة و يتوجب علي أن أتصل بعالم الجن كي أكون مثلهم. رفضت الإنجراف لذلك العالم و أنا مُمتن لنفسي لأنني لم أفعل. بالطبع عقلك الفضولي الآن يتسائل لمَ لم أفعل أليس كذلك؟ كي أكون صريحََا السبب الوحيد هو الخوف من العقبات التي ستواجهني فذلك العالم خطر و إذا تورطت بشئ لن أستطيع إنهاءه بنفسي. قُدر لي أن أظل تلميذََا يتعلم التعاويذ التافهة فقط لكن على الرغم من ذلك لم يسلم قلب أصدقائي من الحقد و الكراهية، بالطبع لأنني كنت المُفضل لديهم شعروا بالغضب و الإهانة لرفضي الصريح بأن أكون مثلهم و أتصل بعالم لا أستطيع تحمل عواقبه فقرروا أن يردوا لي شعوري الغضب و الإهانة و بدأوا يغيرون معاملتهم معي و فجأة هددوني بأنهم يحتاجون لمبلغ هائل من الأموال ثمن تعليمي السحر قائلين ''كل شيء عندنا له ثمنه و إن لم تدفع الثمن مالا ستدفعه دمََا'' مع العلم بأن أصدقائي لم يخبروني بأي شئ عن المال لقد قالوا أنهم لا يحتاجون للمال طلاما أنك تطيعهم. ''
'' ما الذي عنوه ب''كل شيء عندنا له ثمنه و إن لم تدفع الثمن مالا ستدفعه دمََا''؟ '' سألت بيل و شعور سيء قد طغى على قلبها.
صمت أيزاك بحزن و أنزل نظره للأرض قبل أن يجيبها ب
''لقد كان الثمن هائلاََ و على الرغم من محاولاتي كي أجمعه قبل المعاد النهائي فشلت لذلك ظننت أنهم سيقتلوني لكن.. '' ألتزم الصمت قبل أن ينهي جملته لتستنتج بيل و تنهيها هي بدلاََ عنه
''لكن قتلوا أختك أيلا'' أومأ أيزاك بحزن و ملامح فارغة.
''و ما تفسير أنك لازلت حي علي نفس الهيئة؟ ''
''لقد ألقوا علي تعويذة.
الأمر مُعقد بعض الشيء لكنهم قادرون على فعل ذلك. ألقوا علي تعويذة لأعيش طويلاََ بذنب جميع من تسببت في موتهم من جاستن لأيلا. أكتشفت مع مرور الوقت أن مظهري ثابت علي ذلك العمر، الأتنان و عشرون. لذلك أنا في نفس العمر بنظر الجميع ''
أومأت بيل بتفهم فقد أجاب أيزاك عن معظم الأسئلة التي تجول ببالها.
''ماذا حدث بعد ذلك؟'' سألت بيل ليبتسم أيزاك بخبث قبل أن يجيبها ببرود
''لا شئ''
''ماذا تعني بلا شيء أيزاك؟! فيمَ أهدرت باقي عمرك؟ '' سألت بيل بإنفعال غير مُقتنعة بإجابته بتاتََا
''لقد قلت لا شئ آن. لم يحدث شيء''
قلبت بيل عيناها لتكرر سؤالها بنبرة أكثر حدة '' أنتظر. دعني أعيد عليك سؤالي مجددََا. أيزاك إن كنت بالثامنة عشر في عمرك عام ١٩٥٥ فأنت من مواليد ١٩٣٧ و إن حسبنا عمرك من وقتها حتى الآن فستكون في الثلاثة و الثمانين. كل هذا و أنت لم تخبرني سوى ما حدث في إثنين و عشرين عامََا فقط! ''
إأبتسم أيزاك ببرود ثم قال بتلاعب
''انتِ تجيدين الحساب''
تجاهلت بروده و أعادت سؤالها مرة أخرى
''أيزاك، ما الذي حدث في الواحد و الستون عامََا الأخرى؟''
نهض أيزاك من الأريكة و توجه ناحية الباب ليجيبها قائلاََ بإبتسامة جانبية ''قابلتك'' قبل أن يخرج من المخبأ و يغلق الباب خلفه.
...........
''ستخبرني عاجلاََ أم آجلاََ أنا أعلم ذلك.'' قلتها لنفسي بعد خروج أيزاك.
فكرت مليََا بكل ما قاله أيزاك . لقد عاش حياة صعبة حقََا على الرغم من انه لم يخبرني بجزء كبير منها لكنه سيفعل في النهاية.
شعرت بالملل قليلاََ فبدأت أحوم المكان ذهابََا و إيابََا بين الغرف لأتوقف امام غرفة أيزاك.
اعلم أنني سأندم على ذلك أعلم لكن فضولي يقتلني لأعلم ما يُخبيء بداخل غرفته و يمنعني من الدخول إليها.
سأدخل سأدخل لا مشكلة إنها مجرد غرفة نوم، أليس كذلك؟
فتحت الباب بتردد و تعجبت من كونها غير مغلقة.
رأيت سرير الغرفة بمجرد أن فتحت الباب لأدلف للداخل بخطوات هادئة.
كان كل شيء بالغرفة طبيعي. كانت متوسطة الحجم و بها سرير و خزانة و مكتب و مرآة صغيرة و نافذة.
ما الذي سيخبأه بها؟ إنها غرفة عادية جدََا.
أخذت أخطو ببطأ نحو المكتب لأجد بعض الكتب القديمة عليه، اعتقد أنها كتب السحر التي أخبرني عنها أيزاك.
جلست على سريره و كان مريحََا للغاية عكس الأريكة الصلبة التي أنام عليها.
نظرت ناحية الوسائد لأرى شيئََا ما مُخبأ تحتهم، كالورق. مددت يدي لأجلب أيََا كان ما يقبع أسفلها لأجد أنها صورة
كان هناك كلام مكتوب عليها من الخلف لكنني تجاهلته للآن وقلبت الصورة كي أرى ما تلك الصورة صاحبة الأهمية الشديدة التي سيحرص على إخفائها هكذا.
فُتحت عيناي على مصراعيها بذهول بمجرد أن أستقبلت الصورة
''ما اللعنة؟! '' لففتها بسرعة لأرى ما كُتب عليها من الخلف لتزيد من صدمتي أكثر.
و كانت تلك أكبر صدمة أخذتها مُنذ مجيئي إلى هنا.
قرأت بنبرة مُرتجفة و قلب غير مُستكين لا أصدق ما رأته عيناي توََا
'' أل... أليكس؟''
___________________
رأيكم في الشابتر؟. 💕
تفتكروا بيل اتصدمت لي؟
Коментарі