28. PTSD
من موقع يبعد عن المصحة ببضع مبانِِ كان أيزاك يشاهد الإنفجار بإبتسامة منتصرة، لا يدري المصيبة التي تسبب بها أو عدد الأرواح التي أزهقها مقابل إنتقامه. النيران المنبعثة من كل مكان كضوء القمر في عينيه، و صوت الإنفجار كالموسيقي في آذانه. تُري هل الأرواح التي سلبها كافية لإخماد نار الإنتقام بداخله ؟هل ستدوم إبتسامته عندما يكتشف أن حليفته ساعدت عدوه علي الهرب في الدقائق الأخيرة؟ عندما يستمع إلي الجانب الآخر من القصة، عندما يكتشف أنه أخفق،عندما يتفهم أن تلك الأرواح التي لم تسلم من إنتقامه موتهم علي عاتقه هل سيدوم شعوره بالفخر؟
لننتقل معاََ إلي بطلتنا سيئة الحظ التي كانت علي وشك التضحية بروحها لتنقذ العدو، لم يكن الوقت كافياََ لإنقاذ جميع المرضى لكن مع ذلك لم تقبل أن يخسر أيزاك صديقه الوحيد بسبب سوء فهم. بطلتنا التي تعرف جيداََ أنه من النادر أن تُرزق بصديق حقيقي فأبت أن تحترق روحه مع البقية لكن مع الأسف هي الآن عالقة بالثواني الأخيرة كما لو أنها يجب أن تضحي بروح مقابل إنقاذ واحدة.
قبل الإنفجار بخمس ثوانٍ
تقف متصنمة عند الباب بينما قميصها عالق به و يداها المرتعشتان لا تساعد
"فقط أركض أرجوك" توجه كلامها لأندرو بحدة لكنه لن يتركها بتلك الحالة وراءه، أقلقه خوفها و نبرتها المرتجفة التي لا تحمل خيراََ من ورائها ليُمسك بطرف قميصها العالق و يسحبه عن الباب بسرعة. أمسك بيداها و ركض بسرعة ليبتعدوا عن المصحة ببعض الأمتار قبل أن يصدح صوت الإنفجار من حولهم.
لحسن حظ كلاهما أن أيزاك وضع القنبلة بالطابق الأخير حيث مكتب أندرو لكن ذلك لا يعني أنها لم تتسبب بأضرار هائلة لبقية الطوابق.
أرتعب أندرو من صوت الإنفجار فضم بيل لصدره أكثر لحمايتها.
ألقي أندرو نظرة علي المبني الذي أعاد تأسيسه من الصفر منذ وفاة والده، المبني الذي حمل جميع ذكرياته يشتعل و جميع مرضاه بالداخل. ذلك المشهد كفيل بتحطيمه لأشلاء، ترقرقت الدموع في عيناه و قبل أن يتمكن من الصراخ أو قول أي شئ لاحظ أن بيل ترتجف بين ذراعاه كما لو أنها رأت شيطاناََ.
لا تقوى قدماها علي حملها مطلقاََ و دون ذراعاي أندرو اللذان يحاوطاها لكانت سقطت أرضاََ.
"أنابيل؟" قالها أندرو عندما لاحظ أنها لا تستطيع الوقوف. كانت تتعرق بشدة و تتنفس بسرعة بينما عيناها مثبتة علي النيران.
"أنابيل نبضك مرتفع، أهدأي أنابيل ما بكِ؟"
ردة فعلها لم تكن طبيعية بالمرة، من الطبيعي أن يفزع شخص كان علي بعد ثوانِِ من الموت ثم سيتنفس الصعداء بعد أن يتم إنقاذه. أما هي كانت حتي لا تنظر لأندرو كأنها لا تسمعه.
"أنابيل أتسمعينني؟" قالها و يداه وجدت طريقها لوجنتاها، حركها بخفة لكن بدلاََ من النظر له بدأت تبكي في صمت، أو كما ظن هو فبعد مدة أنهارت باكية و هي لازالت ترتجف بين ذراعيه كانت تصرخ ب "إبتعد"و تحاول إبعاده عنها و هي لازالت لا تنظر له بل للنيران.
بالرغم من محاولات بيل في إبعاد أندرو عنها هو لم يستجب لها و أحكم قبضته عليها أكثر. بعد عدة محاولات من الإفلات كانت حالة بيل أرهقتها بشدة و أجبرتها علي إغلاق عينيها لتستقبل الظلام و الهدوء أخيراََ.
حملها أندرو قبل أن تسقط أرضاََ و ألقي نظرة حزينة أخيرة علي المصحة قبل أن يركض بها ناحية سيارته.
يرتشف أيزاك من سيجارته ببروده المعتاد لكن أستوقفه رؤية أندرو الذي يركض نحو سيارته و بيل بين يداه
"اللعنة" قالها بصدمة قبل أن يرمي بسيجارته بعيداََ.
مشفى لوس أنجلوس الساعة الثالثة فجراََ
"ماذا حدث هل هي بخير؟" قالها ديلان بعد دخوله غرفة بيل في المشفي
"كل ما حدث أنها شاهدت إنفجار و بعدها بدأت بالتعرق و الإرتجاف ثم فقدت وعيها"
أومأ له ديلان و على عكس أندرو هو يفهم سبب حدوث ذلك.
"من أنت؟" سأل ديلان أندرو الجالس علي مقعد مجاور لفراشها
"أُدعي أندرو سميث، أنا الطبيب النفسي الذي كان سيشرف علي حالتك"
عقد ديلان حاجبيه بعدم فهم "ما بها حالتي؟"
صُدم أندرو لبعض الوقت ثم قهقه بسخرية قائلاََ "لا عليك" من الواضح أنها كانت خدعة ما.
تعجب ديلان من طريقته لكنه أومأ في النهاية.
فتحت بيل عيناها و أخيراََ لتري أندرو أمامها
"أندرو؟" همست بتعب لكن أندرو سمعها
"أنابيل، هل أنتِ بخير؟" قالها بنبرة قلقة و هو يمسك بيدها بخفة.
رفع ديلان حاجبه لكن سرعان ما تجاهل أندرو و قال "هل أنتِ بخير بيل؟ إيما قلقة جداََ عليكي"
"أنا بخير لكن ماذا حدث؟"أجاب أندرو ببساطة
"لقد فقدتي وعيك بعد الإنفجار" عادت تلك الذكري لرأس أنابيل مجدداََ.
"أندرو أنا أسفة جداََ" قالتها و الندم واضح بنبرتها ليومئ هو بحزن
"كيف علمتي؟" رفعت نظرها له بتردد و قررت التهرب من السؤال
" أيمكننا التحدث عن ذلك في وقت لاحق؟" قالتها فصمت أندرو محترماََ رغبتها
"كم عدد المرضي داخل تلك البناية؟" سألت بيل بعد صمت طويل دام بين كلاهما
"مائة و خمسة و ثلاثون مريضاََ" أتسعت عيناها أثر الصدمة
"هل ماتوا جميعهم؟"
"أغلبهم، و الآخرين مصابين" هزت بيل رأسها بحزن، الآن هو أكثر وقت تكره أيزاك به و لا تريد رؤية وجهه.
"أندرو أنا حقاََ آس.. "
"ما الذي حدث أنابيل؟" قاطعها بسؤاله لتنظر له بعدم فهم
"ماذا تعني؟ "
"لقد كانت ردة فعلك غريبة. لمَ كل هذا الصراخ و البكاء؟ هل أنتِ من تسبب بالإنفجار؟"
"ماذا؟ لا أندرو بالطبع لا" دافعت عن نفسها بحنق، كيف يشك بها من الأساس فهي لن تفعل شئ كهذا أبداََ.
"إذاََ ماذا؟" سأل بحدة لتمتنع هي عن الإجابة لكن ديلان أجاب بدلاََ منها
"من الغريب أن تكون طبيباََ بمصحة نفسية كبيرة و لا تعلم من تلقاء نفسك"
" ديلان! " قالتها بيل بتحذير لديلان لعله يغلق فمه لكن أندرو وضع يده أمام بيل كإشارة لها بأن تصمت
"ماذا تعني؟"
"من الأفضل أن تخبرك هي بنفسها" قالها ثم نهض و خرج من الغرفة و بيل تشتعل غضباََ من تدخله الغير مرغوب
"إذا؟" قالها أندرو بحاجب مرفوع لتتنهد بيل يبدو أنه لا مفر من مواجهة الحقيقة
"أنا مصابة بإضطراب أندرو، إضطراب ما بعد الصدمة"
صمت أندرو لعدة لحظات فهو يعلم أن من يعانون من ذلك الإضطراب هم من تعرضوا لتجارب مؤلمة بحياتهم.
"ماذا حدث أنابيل؟" سأل هو لتذرف عيناها الدموع لكنها مسحتها سريعاََ ثم تنفست بعمق
"عندما كنت بالخامسة عشر أنتقلت أنا و والداي و ديلان من فلوريدا إلي لوس أنجلوس لبداية جديدة. حدث شئ ما في فلوريدا و كان سبب إنتقالنا جميعاََ. ما حدث أثر علي تصرفاتي بأكملها، أصبحت شخص كئيب، غير إجتماعي و أصبحت أكثر عِند. لم أكن راضية قط بذلك الإختلاف لكن والداي تعاملوا و كأن كل شئ علي ما يرام، ألفوا الكذبة و صدقوها لكن ديلان لم يفعل."
****
قبل أربع سنوات في ليلة ممطرة من ليالي شهر ديسمبر
"أنابيل،اليوم أسعد يوم بحياتي" قالها ديلان لأخته التي نست كيف تبدو السعادة منذ وقت طويل. نظرت له بلا مبالاة معتادة ليتجاهلها قائلاََ "أتذكرين صوفيا؟ الفتاة الشقراء بصفي"
أومأت بيل بهدوء ليكمل بسعادة " طلبت منها الخروج معي في موعد و وافقت" كان يرقص و يقفز في مكانه بغباء لتبتسم بيل بتزمت و تجيب ببساطة "جيد"
"ماذا تعنين بجيد؟" هزت بيل كتفيها قائلة
"أعني جيد، إنها فتاة لطيفة"
"لمَ لا تشاركيني أبداََ بيل؟" سأل بغضب علي محياه
"أنا أفعل"
"لا" أجاب بنبرة مرتفعة ثم أستكمل "أنتِ دائماََ ما تجلسين وحدك بغرفتك بائسة، حتي بالمدرسة أنتِ الفتاة الغريبة بالنسبة لهم، أنتِ حتي لا تشاركينني فرحتي، أهذا لأنني وجدت من يتقبلني و أنتِ لا؟ "
حاولت بيل أن تتمالك أعصابها أمامه و بدلاََ من الخوض في نقاش طويل قالت بإبتسامة واسعة مُصتنعة "أنا سعيدة لك أخي"
نظر لها بتقزز ثم قال بغضب "مزيفة"
سمعته السيدة كارولاين جونسون _والدتهم_ رمقت ديلان بحدة "تأدب ديلان، إنها أختك"
"أختي؟ ألا ترين أنها جثة متحركة أمي؟ هي لا تشعر بشئ من الأصل لذا لن تنزعج من نعتي لها بالمزيفة، دائماََ في غرفتها وحدها لا أصدقاء لا حديث، هي بالكاد تتنفس أمي" لم يكن غضب ديلان يعادل شيئاََ أمام صدمة بيل من تفوه أخاها بهذا الحديث، هل هذا حقاََ ما بداخله لها؟
"أنت تعلم لمَ ديلان، أعذرها قليلاََ و لا تتصرف كالأطفال"
"هل ستعاقبنا لأخطائها أمي؟ إن كانت ستفعل فهي لا تصلح أن تكون أختاََ"
كانت تلك الجملة هي ما حركت الثورة بداخل بيل لتقف أمامه و تصرخ به بنبرة يمكنه أن يستشعر من ورائها كم أنها تألمت من حديثه
"ما الذي فعلته كي لا أ صلح أن أكون أختك ديلان؟ أنا أكافح كل يوم من أجلكم، أبكي ليلاََ و أتألم بينما لا أحد منكم يشعر بي فقط كي أحاول تزييف إبتسامتي صباح اليوم المقبل؛ لتشعروا بأنني بخير و أنني أقدر ما تفعلوه من أجلي لذا لا تأتي أنت و تقول أنني لا أشعر لأنني أحترق كل ثانية"
عيناها لا تتوقف عن ذرف الدموع و قلبها يعتصر مع كل كلمة تتفوه بها.
"ألا ترى عيناي؟ أنا أتألم. "هربت منها شهقه عالية و بنرتها مبحوحة بسبب صراخها بينما تشير لعيناها اللذان فقد، كلماتها كانت قوية علي نفس ديلان، كان يؤنب نفسه علي ما قاله لها و لكن قبل أن تُتاح له الفرصة ليعتذر كانت قد ركضت خارج المنزل.
"أنابيل" نادت أمها لكنها تجاهلتها و واصلت ركضها، لا تعلم أين ستذهب أو متي ستتوقف، فقط تركض.
تُمسك السيدة كارولاين برأسها و تشعر بخوف شديد علي إبنتها خصوصاََ بعدما قالته و ديلان يراقب والدته و هي تحوم في المنزل و السيد جورج _والد بيل_ يحاول تهدئة زوجته
"لا تقل أهدأي و ما شبة جورج لقد مر ساعتين و هي لم تعد، ماذا إن أصابها مكروه؟"
"لمَ لا نبحث عنها في الحي لكي يطمئن قلبك" سأل جورج في محاولة لإرضاء زوجته لتنظر له بقلق
"بهذا المطر؟"
"السيارة"
صعد جورج و زوجته للسيارة و بدأ جورج بقيادتها بينما تبحث كارولاين عنها بعيناها.
في مكان آخر
"أنظر إلي تلك الفتاة هناك؟" قالها شاب يبدو في مقتبل العشرينات لرفيقه الثمل بجاوره.
أطلق رفيقه صفيراََ ما أن رأي بيل لترمقهم هي بنظرة متقززة و تحاول تجاهلهم
"إلي أين في هذا الوقت المتأخر يا جميلة؟ لا يجدر بفتاة بعيون عسلية جميلة كهذه أن تسير بمفردها أليس كذلك؟"
كان يسير وراءها و هي تزيد من خطواتها كي يتوقف عن اللحاق بها.
"يكفي جون، أتركها" قالها الشاب الذي أزعجها منذ البداية و بالطبع تجاهله الوغد المدعو بجون. مظهرهم الملئ بالوشوم و رائحة الخمر التي تنبعث منهم كافية لتعبر عنهم
"هل تمزح؟ فتاة جميلة بعيون عسلية و شعر بندقي طويل و بشرة قمحية، ألا تذكرك تلك التفاصيل بشئ؟"
"لا" أجاب صديقه
"نوعي المفضل" قالها ليقهقه الإثنان بصخب و يتبعها مجدداََ.
علي بُعد مسافة ليست ببعيدة كان هناك شاب غريب يراقب الواقعة لكنه فضل أن يتجاهل الأمر. قبل أن يكمل طريقة ألقي نظرة علي الفتاة لتتجمد ملامحه في صدمة ما إن رآها.
كان يراقبها و هي تركض بعيداََ عن ذلك الشاب عديم الفائدة لكن قريباََ منه هو.
ركضت أنابيل بسرعة ثم نظرت خلفها لتري إن كان الفتي يلاحقها أم لا.
تخلل صوت بوق السيارة المرتفع إلي مسامعها، تجمدت مكانها عند رؤية سيارة والديها على بعد إنشات قليلة منها و أغلقت عيناها لتتلقي الصدمة فمن المستحيل أن تُتيح لها تلك المسافة القصيرة فرصة للركض. في أقل من ثانية كان الغريب قد سحبها من أمام السيارة بسرعة البرق. سقطت عليه من قوة سحبه لها لكنها سالمة دون أن تلمسها سيارة والديها.
لكن لسوء الحظ كان والدها قد حرك المقود بإتجاه آخر دون أن ينتبه لوجود سيارة كبيرة تتجه نحوه و في أقل من ثانية أصطدمت سيارة والدها بقوة في السيارة الآخري.
لم تكلف أنابيل نفسها عناء شكر الغريب أو النظر في وجهه من الأساس بل كانت تنظر لسيارة والديها المهشمة.
أطلقت صرخة عالية و هي تنادي على والديها حتي أنها كانت ستركض ناحية السيارة لكن الغريب كان يعلم جيداََ أن إصطدام كهذا سيفجر السيارة بعد ثوانٍ قليلة لذا أحاطها جيدا بذراعيه كي لا تفلت.
تحاول بيل الإفلات من قبضته و تصرخ به ليبتعد لكنه لا يستجيب و بالفعل أشتعلت النيران و أخذت تحرق كل مكان بالسيارة.
هناك من طلب النجدة و هناك من لا يكترث لكن بيل بعد أن رأت والديها يشتعلان بداخل السيارة لم تحرك ساكناً، فقط تنظر للسيارة متصنمة.
كأنها مخدرة لا تعرف ماذا تقول أو ماذا تفعل هي حتي لا تعي أنها لتوها قتلت والديها بحماقتها.
نظر الغريب للسيارة المحترقة يميزها جيداََ فهي سيارة آل جونسون. السيد جونسون جورج من أكبر رجال الأعمال في الوسط.
شعر الغريب بيد تسحب بيل من بين ذراعيه و كان هذا ديلان يحاول إستجواب بيل و لا ينفك عن سؤالها "ماذا حدث بيل؟" لكنها لا تجيب.
"بيل أنظري لي، ماذا حدث؟" وضع ديلان يداه علي وجه بيل ليجعلها تلتفت له لكن بمجرد أن رأت وجهه دفعته عنها بقوة و ركضت إلي السيارة باكية و محطمة بالكامل.
قبل أن تقترب من السيارة كثيراََ شعرت أن قدماها لا تقوى علي الركض أكثر فأسقطتها أرضاََ.
المطر توقف و لا أحد يفعل شئ فقط يراقبون بيل المنكسرة، يرمقونها بنظرات شفقة.
"أنا أسفة ،أنا من فعلت ذلك بكم أنا أسفة" همست بها بصوت مرتجف و دموعها لم تتوقف لثانية. تضع يدها على قلبها و كم تتمني أن تنتزعه من مكانه لأنها أقتنعت بالفعل أنها لا تصلح أن تكون أختاََ،أو أبنة.
***
"عندما رأيت ذلك الإنفجار،و عندما حاولت إبعادي مثل الشاب الغريب مر يوم الحادث كالشريط برأسي" قالتها بيل و هي تمسح دموعها
"من الواضح أنكِ لم تتخطي تلك المرحلة حتي بعد أربع سنوات" قالها أندرو و هو يشعر بالحزن الشديد لمَ حدث لها.
"لا لم أفعل، ديلان حاول معي بشتى الطرق من أطباء نفسيين إلي مضادات إكتئاب، فقط كي لا أصرخ كل ليلة بسبب أحلامي المستمرة عن يوم الحادث، ذلك ما سبب لي نوبة هلع، لم يجدي معي شئ جميع الأطباء قالوا أنني مصابة بإضطراب ما بعد الصدمة و طلبوا مني تجنب أي مكان أو مناخ يذكرني بمَ حدث، كنت أرسلهم بعيداََ لم أرد أن يعلم أحد بأنني قاتلة. النظر في وجه ديلان حتي الآن مُرهق، علي الرغم من أنه حاول بجهد أن تعود علاقتنا كالسابق لكنني وجدت في تجنبه الراحة"
نهض أندرو من كرسيه و جلس بجانبها علي الفراش" إنه ليس خطأك أنابيل، لقد كانت ردة فعلك علي ما قاله أخاك لكِ طبيعية كان من الطبيعي أن تهربي و تغضبي لا تلومي نفسك" قالها و هو يتلمس يداها بحنو
"بلى هو خطأي" قالتها و بكت مجدداََ ليعانقها و يربت علي شعرها
أبتعدت عنه بعد فترة ثم قالت بتردد "أندرو يجب أن أعترف لك بشئ"
"ماذا هناك؟"
"لقد كنت أعلم أن ذلك الإنفجار سيحدث"قالتها ثم بادرت بقول"أنا حقاََ أسفة، أقسم أنني لم أساهم في وضع تلك القنبلة " قبل أن يتفوه هو بشئ
"لا بأس ما حدث قد حدث، أنتِ أنقذتي حياتي أنابيل، لا أعلم كيف أشكرك علي هذا فمنذ أن ظهرتي في حياتي و أنتِ دائماََ ما تفعلين"
عقدت حاجباها بعدم فهم ثم قالت"ماذا تعني؟"
"يوم وفاة ميرديث كنت أنوي علي الإنتحار، خططت القيام بحفلة تنكرية أولاََ لأترفه قليلاََ قبل أن أموت، عندما راسلتك كان الأمر أمثل بالتشبث بالحبل الأخير من الأمل، توقعت أنكِ لن تأتي و سأغرق بأفكاري السلبية ككل مرة لكنكِ فعلتي. جأتِ و منحتيني سبباََ لأكافح و أبقي علي قيد الحياة من أجله."
أخذته في عناقها بعد أن أنتهي من جملته التي جعلت شيئاََ بداخلها يحيا مجدداََ.
"أنا سعيدة لمعرفة أنني أنقذت أحدهم" قالتها ليقهقه كلاهما
و بعد فترة ليست بطويلة سأل أندرو و هو لايزال علي نفس وضعيته يعانقها و هو مغمض العينان
"كيف علمتي بأمر القنبلة أنابيل؟"
"أنا أخبرتها" بمجرد وقوع ذلك الصوت المألوف علي مسامع أندرو أبتعد عن بيل بفزع و ألتفت لمصدر الصوت. تصنم مكانه و فمه كاد يصل للأرض من صدمته ثم همس بذهول قائلاََ:
"أيزاك؟!"
______________________
أول حاجة هفهمكوا أكتر موضوع الإضطراب في حال مفهمتوش أنا مذكرتوش بالتفصيل عشان أندرو دكتور نفسي و أكيد عارف كدا كدا ..
عنوان شابتر أنهردا PTSD و هو إختصار ل post traumatic stress disorder الي هو بالعربي إضطراب ما بعد الصدمة و دا بيحصل لما الإنسان يتعرض لصدمة أو مأساة كبيرة زي مثلا حادثة تعذيب إغتصاب أو ممكن يكون شاف حد بيتعرضلها زي مثلا شاف حد بيتقتل أو بيموت. بتفضل الحادثة مأثرة في دماغهم و بمجرد ما يحلموا بيها أو تجلهم مقتطفات من الماضي عنها أو حتى يكونوا في موقف شبة الي حصل بيظهر عليهم بقي الإضطراب دا و في ناس بتتخطاه بعد فترة و ناس تانية لا بيطول معاها و من أعراضه أنه بيخلي الواحد حاسس بالذنب و الحزن و التوتر و كمان ميبقاش عارف يحس بحاجة غيرهم زي بيل في أول الأستوري. كفاية كدا لو عايزين تعرفوا أكتر أعملوا سيرش بقي😂
رأيكم في الشابتر؟💕
في الي حصل لبيل؟
توقع أو نقد؟
بحبكم💕
Коментарі