بسرعة و أنا أتنفس بصعوبة، وجهت نظري إلى يداي لأجد أنها ترتجف و قطرات العرق تتساقط منها.

تفهمت أن الأمر برمته كان مجرد كابوس سخيف و أيزاك لم يحاول قتلي للتو. مسدت عنقي بيداي بينما أحاول تنظيم أنفاسي
''هل أنتِ بخير؟ '' سأل أيزاك و هو يقترب مني لأجيب سريعاََ
'' نعم، أنا بخير '' أحداث ذلك الحلم تجد طريقها إلي عقلي مجدداََ لأشرد بها.

يقاطع أيزاك أفكاري قائلاََ بنبرة لم أستطع تفسيرها لكن نظرته لي توحي بالندم لا أعلم لمَ '' أنا أسف، بالتأكيد ما رأيتيه جلب لكِ العديد من الكوابيس و...'' قاطعته قائلة '' لا يا أيزاك لا تعتذر، ما أخبرتني به صحيح، لقد جئت إلي هنا بإرادتي و لعبت تلك اللعبة بإرادتي منذ البداية. أنت لم تجبرني علي شيء سوى البقاء هنا لذلك لا أستطيع أن ألومك علي قراراتي مهما أصبحت عواقبها وخيمة''
أنا فعلاََ أشعر بما أقوله، لماذا سأتجنبه و أختلق خلافاََ و ألومه علي كل شيئ بينما في الحقيقة أنا من أخترت أن أتتبعه في المقام الأول؟ ،حسناََ ربما أنا أشعر بالملل هنا أحياناً لكن منذ أن لعبنا تلك اللعبة لا اعتقد أنني سأقوى علي  الذهاب دون أن أعلم كل شيء و أعلم لمَ يخبرني بكل هذا؟ .

''ألن نلعب اليوم؟ '' قلتها و أنا أضع يداي علي خدي و أبتسم بخبث
''لا '' جاوب دون النظر إلي حتى
''ماذا،لكن لمَ؟ '' أنا مازلت أريد أن أعرف ما حدث.
''لأن هناك العديد من الأشياء الذي يجب أن أفعلها و أنا لست متفرغاََ'' أجاب ببساطه و أتجه نحو الباب ليخرج
'' أنتظر، أنتظر. هل ستتركتي هنا وحدي؟ ''
'' ظننت أن الأمر واضحاََ، بالمناسبة دخول غرفتي ممنوع'' قالها ثم خرج.
ما به اليوم يتعامل بجفاء؟ أياََ يكن، لنرى كيف يمكنني تسلية نفسي في ذلك المكان الممل.

لم أكتشف مسبقاً مدى ملل ذلك المكان لكنه حقاََ ممل جداََ. لقد تركني دون طعام و هذا أكثر ما يغضبني. ظللت أتجول فى غرفه المعيشة و أراقب الكتب الموضوعة بنظام على المكتبة.
كنت أحاول قراءة بعض الكتب لكن كلامها فقط يبدو غريباََ، تعاويذ و أمور عجيبة،لماذا لا يقرأ كتب عادية مثلنا؟حسناً إن كان سيفعل شيء واحد عادي مثلنا كان سيكون ميتاََ الآن.

ظللت أقلب بين الكتب الموضوعة علي الأرفف لأجد كتاب به لغه غير مفهومة كاللغة التي يكتب بها أيزاك على الجدار. أعتقد أن هناك لغة للسحرة أيضاََ.
عندما بحثت أكثر في المخبأ وجدت أوراق و حبر، و أخيراََ شئ واحد فقط ليقوم بتسليتي. أنا أُجيد الرسم و أحب أن أعبر عن حالتي النفسية بالرسم و أحياناََ عندما يلفت شيء ما إنتباهي أقوم برسمه لقد أستمتعت بذلك حقاََ و لكنني أقلعت عن الرسم منذ فترة لذا أعتقد أنني سأعود له الآن.

مر وقت طويل و أنا جالسة علي الأريكة و أرسم العديد من الأشياء الغريبة و لا أعلم لمَ لا تعجبني أياََ منهم. أيزاك لم يعد حتي تلك اللحظة و أنا بدأت أشعر بالجوع. قمت بتجميع الأوراق التي رسمت بها و وضعتها أمامي علي الطاولة ثم تمددت علي الأريكة
'' هل كانت ستكون هذه عطلتي دون إيما و أيزاك؟''سألت نفسي ثم شردت قليلاََ، إيما كم أفتقدها حقاََ لم أحدثها منذ اليوم الذي جئت به إلي هنا.

بالطبع ستقوم بسبي عندما حينما أفعل لكن السؤال هنا هو '' هل سأحدثها مرة أخري؟ أم أنا فقط عالقة هنا؟ ''
جاء في ذهني ذلك الحلم و لكنني تجاهلته، ربما كان أيزاك محقاََ بعض الشيء، أنا فقط متأثرة بما رأيته البارحة لا أكثر، إن أيزاك ليس ذلك الوحش الذي يراه الجميع، أنا فقط أؤمن بذلك.
.

.

.

أستيقظت بيل بعدما شعرت بأيزاك ينادي عليها لتفتح عينيها بخمول
''أيزاك؟ '' قالتها بصوت ناعس بينما تنظر له ثم أسكتملت '' هل جلبت الطعام؟ '' قهقة أيزاك علي سؤالها و رد قائلاََ ''فعلت، و هناك مفاجأة أيضاََ''. اعتدلت بيل و قالت ''أي مفاجأة؟ '' أشار أيزاك إلي الغرفة من حولها لتنظر لها بيل و تتوقف عيناها علي طاولة الغرفة لتقول بنبرة متعجبة ''تلفاز؟! ''.
''أجل، لقد بدوتي مذهولة بالتلفاز الخمسيني الخاص بنا، لذا قررت أن آتي لك بواحد لتسلي نفسك'' قالها مبتسماََ أبتسامة لطيفة. إنها أول مرة تراه بيل بهذا اللطف لكنه يروق لها على كل حال.
'' شكراََ لك، لم أكن أعتقد أنك ستعتبر الأمر ''
'' فعلت، هل يعجبك؟ '' أومأت بيل بالموافقة ثم قالت
'' أين الطعام؟ '' ليتجاهل سؤالها و يقول
''هل تركتك جائعة لوقت طويل؟ '' لتومئ بسرعة  قهقه أيزاك و توجهه للمائدة كي يحضر لها الطعام. جلسا يتناولان الطعام و كانت تشاهد التلفاز لتسلية نفسها بينما أيزاك  بجانبها، قاطع تركيزها بالتلفاز قائلاََ ''رسمك جميل بيل.'' لتلتفت له بسرعة و تأخد الأوراق من يده.

اردفت بخجل بينما تضم الأوراق لها'' إنه لا شيء، كما أن غريب هي الكلمة المناسبة لوصفه''
'' إن الرسم فن تعبيري و إبداعي، لا يجب أن يكون للرسمة معنى واضح على قدر الإبداع و التعبير الذي بها،و ذلك ما يجعل المعنى لأغلب الرسومات مُبهم فهي من تعبير الرسام. أنتِ فقط تقومين بدمج ملكاتك الفنية، و ما يشغل بالك من مشاعر و أشخاص و أماكن لتخرجي بلوحة ربما تبدو غير مفهومة للبعض لكنها ذات قيمة لكِ''

''و ماذا لو كانت دون معنى بالنسبة لي أيضاََ؟ ''

''إن كنتِ لا تفهمينها يا بيل ذلك لا يعني أنه لا معنى لها، أنتِ فقط بحاجه لإلقاء نظرة، فربما تلك الرسومات المُبعثرة تعبر عن ما بداخلك ''

شردت لعدة وهلات تفكر بحديثه، ربما هو على حق، هي تعلم أن ما بداخلها مُبعثر لذلك لم تستطع رسم أي شيء واضح لها في الآونة الأخيرة. كيف ستُعبر عن ما لا تفهمه.

'' من الأرض إلي بيل '' سخر أيزاك عندما أطالت في الرد لتبتسم له بخفة
''أنا أفهمك، ربما أنت علي حق بالفعل '' أومأ لها بإبتسامة
'' تصبحين علي خير بيل ''
'' هل ستنام؟ '' قالتها بصدمة و بصوت مرتفع
''إنكِ تسألين العديد من الأسئلة البديهية اليوم '' قالها لتشعر بالحرج لكنها سرعان ما تجاهلت ذلك و أكملت
'' أنا قد أستيقظت تواََ، لا أريد النوم ''
'' لا تنامي إذاََ'' قال ببساطة و هو يهز كتفيه بلا مُبالاة و يتجه إلي غرفته، وقفت بيل أمامه لينظر لها بتملل
'' لكن أيزاك.. ''
'' لا ،لا، ولا، أنا أعلم ما يدور في ذلك العقل الصغير و أنا أخبرك لا، لن نلعب اليوم ''رفع إصبعه ناحيتها بتحذير حتي لا تجادله اكثر
''لكن لمَ؟ '' سألت بتذمر
'' أنا مُرهق '' قالها و أبتعد عنها متوجهاََ لغرفته مرة أخرى
'' أيز.. ''
'' لن يحدث'' صرخ بها و صفع باب غرفته بقوة.

.

.

.

في اليوم التالي

''أيزاك '' قالتها بيل الجالسة علي الاريكة و أيزاك يجلس أمامها علي الكرسي يحمل كتاباََ يقرأ به و يبدو منسجماََ مع الكتاب.
''ماذا؟ '' سأل دون أن يُبعد عيناه عن الكتاب حتي.
''ماذا تقرأ؟'' سألت و هي تضع يدها علي وجنتها و تنظر له بفضول.
''هل هذا من شأنك؟ '' أجابها بنبرة وقحة و مازال ينظر إلي الكتاب و لا يُعيرها إهتماماََ.
'' فهمت لقد تقلب مزاجك إلي الشخصية الوقحة مجدداََ أليس كذلك؟ بربك إنها المرة الخامسة لليوم''. قالتها و هي ترفع كف يدها أمامه إشارةً إلي رقم خمسة.
'' و كأنك توقفتي عن الثرثرة للحظة''
''هل تركت لي خياراََ آخر؟ ، أنا أتعفن من الملل هنا و أنت تحدق بذلك الكتاب منذ ساعتين '' أغلق أيزاك الكتاب بسرعة و صرخ قائلاََ
'' و ماذا تريدين مني أن أفعل؟ شاهدي التلفاز أو خذي ورق و حبر من المكتبة، أفعلي أي شيء غير إزعاجي''
''أنت تقول ذلك منذ ساعتين، شاهدت التلفاز و رسمت و فعلت كل شئ و أنا الآن أشعر بالملل يا أيزاك '' قالتها و هي تضرب يداها علي الطاوله أمامه بقوة ليتنهد قائلاََ بهدوء محاولاََ السيطرة علي أعصابه
''ماذا تريدين؟ ''
'' إن لم نكن سنلعب، إذاََ خذني للخارج '' قالتها مُربعة يداها و هي تنظر له بتحدي
''تبدو كأحلام الحمار الطموح  لي '' قالها و عاود النظر في الكتاب مُتجاهلاََ نظرتها الحارقة.

نهضت بيل من مكانها بغضب و أخذت منه الكتاب و قذفته علي الأريكة و تنفست بعمق قائلة
'' أيزاك... أريد الخروج و اللعنة من هنا '' تنفس أيزاك بعمق مُقلداََ إيها ثم قال
'' بيل.... لا تجعليني أفقد السيطرة علي أعصابي و أفعل شيئاََ سأندم عليه لاحقاََ"
نظرت له بيل بتحدي و قالت''كماذا؟ ''
''كتمزيق حلقك بتلك السكين لتكفي عن الثرثرة'' قالها مُشيراََ إلي سكين قد أحضرتها بيل لتقطيع الفاكهة و وضعتها علي الطاولة.
نظرت له بيل و جملته جعلتها تتذكر ذلك الحلم، قشعريرة سرت في جميع أنحاء جسدها من التخيل.
'' جيد ،يبدو أنني نجحت في إخافتك'' قالها و أبتسم بخبث ثم مد يده ليأخذ الكتاب من الأريكة مرة أخرى لكنها وصلت له و سحبته  بسرعه قبل ان يتسنى له الفرصة
'' لا، أريد أن أذهب للخارج الآن''قالتها و هي تشير بإصبعها علي الأرض
'' بيل ألن تستسلمي؟ قلت لاا'' صرخ بها
'' لماذا؟ ''سألت و هي تصرخ بنفس النبرة ليقف أمامها و يقترب من وجهها
'' لأنني لا أثق أنكِ لن تهربين بعيداََ، و أنا لن أخاطر بذلك أبداََ''
تركها و أتجه لغرفته و أغلق الباب بقوة و هي تنهدت بتثاقل و عاودت الجلوس على الأريكة.

مر بعض الوقت و أيزاك خرج من غرفته لتقف بيل بسرعة امامه و تشرع بالحديث
'' لماذا لا يمكنك الوثوق بي؟ لقد لعبت معك تلك اللعبة و أنا أعلم أنك لن تؤذيني بالرغم من أنك كدت تقتلني قبلها. لم أبغضك و أطلب منك أن تُعيدني للمنزل بالرغم من الذي رأيته و لم أحاول تجنبك و الإبتعاد عنك أيضاََ، لم أخف منك عندما أخبرتني بأنك ساحر و أنت تعلم ما أعتقد عن تلك الأشياء و أني لم أكن أؤمن بها، لن أكذب و أقول أن دافع الثقة هو سبب بقائي لا أعلم سواء كنت أثق بك أم لا يا أيزاك لكنني منحتك ميزة الشك و فرصة لإثبات أنك شخص جدير بالثقة؟لما يصعب عليك فعل المثل لي؟ كيف لا تثق بي و أنت تحكي لي كل تلك الأشياء عنك؟ ''


''أنا حر في قراري بعدم المخاطرة، إن خاطرتي أنتِ فهذا لا يعني أنني مجبور علي فعل المثل، يمكنني المخاطرة لكن عندما يأتي الأمر لأشياء معينة، غير هذا يستحيل أن أخاطر حتي لو كان بأمر بسيط ''
''أنها ليست مخاطرة أيزاك، إنها ثقة''
'' أنا لا أثق بأحد'' قاطعها بصراخ ثم أستكمل '' و لا يجب عليكِ أن تثقي بي أيضاََ، مازلت تجهلين الكثير ''
ذهب و تركها  مرة أخري بعد ان ألقى بكلامه عليها ليبعثر أفكارها أكثر.

_________________________

رأيكم في الشابتر؟ 💕

هينزل واحد تاني انهردا إن شاء الله عشان عارفة ان دا مفهوش أحداث
أسفة علي التأخير بمجرد ما اخلص القصة علي الوات هحدث بإنتضام هنا❤️