31. The truth untold
"لقد سأمت منكِ أنابيل" وجهت إيما الحانقة حديثها لأنابيل و ديلان أومأ برأسه متفقاََ معها
"سأمتِ مني؟ إيما أنتِ تصرخين بلا توقف منذ ساعتين" دافعت بيل عن نفسها بنبرة غاضبة كخاصة إيما.
"هذا لأنكِ تخفين شيئاََ، منذ متى و نحن نخفي الأشياء عن بعضنا البعض؟" هزت بيل رأسها بيأس قائلة
"أنا لا أخفي شيئاََ إيم ألم تستمعي لي؟"
"هراء، إذن من هذا الشاب الذي أقلك للمنزل؟"
"و أيضاََ ذلك الشاب الغاضب بالمشفى" إستكمل ديلان لترمقه بيل نظرة متوعدة. حولت إيما نظرها لديلان
"أي شاب؟" سألت إيما بتعجب. نظر ديلان لبيل قبل أن يجيب ليجدها ترمقه بنظرة تحذيرية و في الوقت ذاته نظرتها تترجاه أن يصمت.
" أعتذر بيل، لكني أوافقها الرأي أنتِ تخفين شيئاََ، كأخاكِ و صديقتك المفضلة يجب علينا إستخراج المعلومات منك" صفعت بيل جبهتها و تنهدت بحنق قبل أن يستكمل ديلان "أعني..ماذا إن أقحمت نفسك بورطة؟ أنتِ.." قاطعته بيل بحدة قائلة
"أنا لم أقحم نفسي بشئ"
"أنظر لتلك الكاذبة" سخرت إيما
"إيما يكفي أخبرتك أنني لا أخفي شيئاََ"
"أتحسبيني غبية كفاية لأصدقك؟" تأفأفت بيل بتملل، يبدو أنه لا شئ سيخرجها من هذا الإستجواب.
صدح صوت رنين هاتفها بالغرفة لتبتسم هي و تشعر برغبة ملحة على شكر أياََ كان من أنقذها.
قبل أن تجلب هاتفها من الطاولة كانت إيما سبقتها بالفعل و أخذته منها
"إيما" وبختها بيل بنبرة تحذيرية لكن إيما لم تكترث لها
" و هناك من يتصل بكِ أيضاََ" سخرت إيما، فعادةً إن لم يكن المتصل إيما أو ديلان سيكون أخطأ الرقم حتماََ.
"دعيه إيما ربما أخطأ الرقم" قالها ديلان محاولاََ العودة لموضوعهم الأصلي.
"و هل ستقوم بحفظ رقم خاطئ بأسم أيزاك؟" سألت إيما ليعقد ديلان حاجبيه و يهمس ب "ماذا؟"
تجاهلت إيما صراخ بيل عليها و أجابت على الإتصال
"إذن أنت حبيب بيل السري، أليس كذلك؟ لماذا لم تخبرني أنابيل عنك هل أنت يا أحمق من أخبرها بأن لا تخبر أحداََ عنكما ؟"
تصنمت بيل في مكانها و تمنت أن تنشق الأرض و تبتلعها بعد ما قالته إيما لكن لحسن الحظ أيزاك تفهم الأمر و قاطع أسئلتها بحدة قائلاََ
"إيما، أعطِها الهاتف الآن" صمتت إيما بعدما لاحظت نبرته الجدية، أعطت أنابيل الهاتف بعدما همست لها ب"لم ننتهي بعد" أومأت أنابيل قبل أن تضع الهاتف على أذنها
"أيزاك؟"
"آنا ،أنا أحتاجك" عقدت حاجبيها و صعدت لغرفتها كي لا يسمعها إيما و ديلان، هي تعلم جيداََ أنهم يسترقون السمع
"هل كل شئ على ما يرام؟"
"فقط قابليني في المخبأ، سأخبرك بكل شئ هناك. لا تتأخري آنا"
"لن أفعل"
***
"إذن؟" تساءلت بعدما أخبرني أيزاك عن كل ما يخص مقابلته مع ريبيكا و صامويل و دانيل كما أخبرني عن جرائم كريس، لم أتفاجأ صراحةََ فهذا شئ متوقع من كريس.
"إذن نحن و أخيراََ أمسكنا بطرف الخيط، كل ما علينا هو إحضار الكتاب و الإنتقام منه"
لا، ليس مجدداََ
"كفي يا أيزاك" قلتها بحنق لينظر لي هو بعدم فهم
"ماذا تعنين بكفي؟"
"أنا وافقت علي إحضار الكتاب فحسب، و عندما وافقت كان لأنني السبب في فقدانه لذا سأصلح غلطتي، أما عن الإنتقام فلا، يكفي ما حدث في المصحة أيزاك. ألا تتعظ؟"
"آنا صدقيني هذه المرة الأمر يستحق" لم أدعه يكمل حتى قبل أن أتحدث بنبرة غاضبة
"أنت دائماََ ما تقول هذا، و في الأخير ماذا يحدث؟ يتأذي الأبرياء"
"إن لم تفسدي أنتِ الخطة في الدقيقة الأخيرة لم يكن سيتأذي الأبرياء" قالها بنبرة حادة.
بأي منطق يعيش هو؟
"أهكذا تشكرني على إنقاذ حياة صديقك قبل أن تتسبب أنت بمقتله من أجل سوء فهم؟"
صمت لوهلة قبل أن يتنهد ،يبدو أنه أقتنع بكلامي و أخيراََ.
"أنا أسف آنا، لكن حقاََ أنتِ لا تفهمين، كريس كان أشد إيذاءََ من أندرو"
"أنا لا أفهم لأنك لا تخبرني بأي شئ أيزاك"
أبتعد عني و الأستياء بدى واضحاََ علي ملامحه. وضع يداه على الطاولة و لم يبعد نظره عن يداه.
"آنا... " صمت قبل أن ينهي جملته كما لو أنه متردد في إكمالها
"فقط قلها أيزاك" حول نظره لي و أستطعت أن أري الدموع التي تحبسها عيناه
"هو من قتل أيلا أختي"
"ماذا؟! " صرخت بصدمة
***
عام ١٩٥٨
"أخرجوني من هنا، كريس ماذا تفعل أخرجني الآن" صرخ أيزاك بينما يحاول كسر باب الغرفة التي إحتبسه بها صديقه كريس.
كريس شعر بالغيرة من أيزاك عندما رأي أنه المفضل لدي المعلمين و أنه كان بإمكانه أن يصبح أقوي لكنه رفض مُدعياََ القناعة، لذا حبسه كريس بمخبأ يمتلكه في وسط الغابة كي ينفذ خطته في الإنتقام هو و رفيقته.
"لا ليس الآن، المفاجأة ليست جاهزة بعد" قال كريس من خلف الباب و ضحك بخباثة.
أيزاك لا يفهم بعد ما هو على وشك لقائه لكنه للأسف أقترف خطأَََ و وثق بكريس حينها. ظن أنه يمزح فحسب و لم يتوقع أيٍ من ما يخطط له كريس وراء ذلك الباب الموصد.
فُتح الباب ببطأ لتلتقط أنف أيزاك رائحة يعرفها جيداََ. وجه نظره بسرعة ناحية الباب قبل أن يردف بصدمة
"أليكس؟" ظن لوهلة أنه يهلوس بها كما يفعل دائماََ لكنها تبدو حقيقية جداََ لتكون هلوسة.
"أتفتقدني؟" قالتها أليكس بإبتسامة ساخرة لكنها كانت كفيلة لتجعل كل إنش به يرتجف.
"أنتِ... أنتِ حقيقية؟" تحدث أيزاك بنبرة مرتجفة و ملامحه تعتليها الصدمة، هو بالفعل لا يصدق ما تراه عيناه. ضحكت هي بسخرية و قالت
"بالطبع أنا كذلك.'' تحسس أيزاك وجهها بيداه فهو لايزال لا يستوعب أنها واقفة أمامه. حرك أنامله علي وجنتها و تلمس خصلات شعرها بخفة، عيناه لا تفارق عيناها و قلبه يصرخ بإشتياق، لم يكن يتوقع أنه سيصرخ بألم بعد قليل.
"لا وقت لدي لهذا، كريس أسرع قليلاََ" عقد حاجبيه
" كيف تعرفين كريس؟" سأل لكنها أكتفت بالإبتسام بخبث
"أعتذر على التأخير، لقد كانت صعبة المنال" ظهر كريس و يداه ممسكة جيداََ بشعر أيلا أخت أيزاك و يسحبها منه لتسير وراءه.
"أيلا؟" أبعد نظره عن أليكس لأول مرة منذ رؤيتها بعد خمس سنوات كاملة.
"أيزاك،أنجدني" إستغاثت أيلا بأخاها بنبرة باكية ليصرخ على كريس
"أتركها كريستيان ألا تري أنها تتألم؟"
"أنا كنت أتألم أيضاََ" صرخت أليكس بوجهه أيزاك
"لمَ لا تتألم هي كما ألمتني؟" أستكملت أليكس ثم نظرت لكريس و أومأت له كإشارة بالبدأ.
صفع كريس أيلا بقوة حتى أسقطها أرضاََ.
"توقف، أبتعد عنها" قبل أن يركض لإغاثة أخته سحبت أليكس ذراعه و كبلته بأحد العواميد الحديدية بالغرفة بإستخدام الأصفاد.
"لا أليكس ، أبتعد عنها يا حقير ماذا تفعل؟" وجه أيزاك يشتعل غضباََ بينما كريس لا يبالي و أستمر بصفع أيلا بقوة حتي تدفقت الدماء من فمها.
"أتركها كريس يكفي" صرخ بها مجدداََ و عيناه لا تتوقف عن ذرف الدموع، أكثر ما يؤلمه هو أنه لا يستطيع مساعدتها. حاول بكل الطرق أن يحرر نفسه لكن لا جدوى. أليكس تراقب الأمر بإبتسامة إستفزازية بينما تضع قدم فوق الآخري، و كريس لم يتوقف عن ضرب أيلا حتي الآن.
أستمر الأمر لدقائق مرت كالسنوات علي أيزاك و هو يشاهد أخته الحبيبة تتعذب أمامه و خارت قوتها، لا تصرخ أو تبكي فقط تتلقي الضربات و الصفعات بهدوء.
"يكفي كريس، أنا لم أجلبها من سانتا مونيكا إلى هنا كي تحظي أنت بكل المرح"
"بربك أليكس لقد أستغرق منك الأمر خمسة و عشرون دقيقة فحسب" نظراََ لقرب سانتا مونيكا من لوس أنجلوس.
أبتسمت أليكس ببرأة ثم قالت "كل دقيقة ثمينة بالنسبة لي كريس، و الآن أتركني أنا و أيزاك وحدنا قليلاََ" خرج كريس من الغرفة تاركاََ إياهم معاََ.
نظرت أليكس نحو أيزاك لتجده جالس على ركبته يبكي علي حال أخته.
"يجب أن تعتذر لها فأنت السبب" نظر لها بكره و تمني لو تتحرر يداه كي يلكمها حتي تموت هي الآخري.
"أرأيت كم هو شعور مقيت؟ أن يلقي من تحبه حتفه و أنت عاجز عن تقديم المساعده حتي"
جثت على ركبتيها لتكون في مستواه و هو يتجنب النظر لها. وضعت يدها علي وجهه لتجبره علي النظر لها
"أرجوكِ أليكس دعيها تذهب ، لا ذنب لها أنا من أخفقت، أنا أتفهم شعورك فقط دعيها تذهب رجاءََ"
"و فيمَ أخفق جاستن؟" سألت أليكس
" هو لم يكن يحبك حتي" قالها لتشتد قبضتها علي فكه حتي شعر أنه سينكسر
"أنت لا تعرف شيئاََ عنه لذا لا يحق لك أن تنبس ببنت شفة حتي، ليس لأنه لم يحبني كما أحببتني أنت يعني أنه لم يكن يفعل"
"أرجوكِ دعيها ترحل أليكس، سأفعل كل شئ فقط دعيها أنا أتوسل إليكِ" إلتمس أيزاك متشحرجاََ بينما أطرافه ترتعد خوفاََ
" أنا لا أريد أي شئ منك" قالتها و نهضت تتجه نحو أخته.
"أتعلم، أنا أفضل منك، سأمنحك فرصة لتوديعها" خرجت من الغرفة و تركته هو و جسد أخته المُمدد أرضاََ.
"أيلا" همس أيزاك بقلق شديد
"أنا أعتذر أيلا كل هذا بسببي أنا، أنا أعتذر سأخرجك من هنا لا تخافي" حاول أيزاك تحرير يداه من تلك الأصفاد لكن جميع محاولاته بائت بالفشل ليصرخ بغضب.
"لا بأس يا أيزاك" همست أيلا بوهن
"لا لا، سأخرجك لا تقلقي" هزت هي رأسها نافية
"أنتهي يا أيزاك" دموعها المختلطة بدمائها تبلل وجنتيها و شهقاتها متتابعة.
"أختاه" حاول أن يقترب منها بقدر الإمكان،
ذراعه الآخر بالكاد يصل لخصلات شعرها و يداعبها لكنه لا يستطيع أن يجلبها له
"أنا أسف، أنا حقاََ أسف" أنهار باكياََ و يداه التي تداعب شعرها ترتجف بجنون
"لا بأس، أنا أحبك أخي ستكون بخير" كلماتها اللطيفة زادت من بكاءه. كيف لشخص لطيف مثلها أن يُعاقب علي جريمة لم يرتكبها من الأصل؟ كانت أيلا نعم الرفيقة لأيزاك و ستظل كذلك مهما حدث. من المؤسف أنها تدفع ثمن خطيئته غالياََ.
"أحبك أيلا ،أنا أسف" لم يتوقف أيزاك عن الإعتذار و لو لوهلة فليس بيده أي شئ آخر سواه.
"حسناََ كفي دراما" قاطعهم دخول أليكس تحمل بين يديها سلاحاََ.
"لا لا أليكس أتوسل إليكِ دعيها تذهب" حركة أيزاك أزدادت عنفاََ و رغبته في التحرر أصبحت أكثر إلحاحاََ.
سحبت أليكس أيلا من شعرها لتجعلها تجلس علي ركبتيها بدلاََ من التمدد علي الأرض و وجهت السلاح علي رأسها. نظرت لأيزاك بملامح يملأها الحقد
"ثلاث ثوانٍ" قالتها ليجن جنون الشاب أمامها
"لا لا أليكس أتوسل إليكِ هي كل ما أملك"
"ثلاثة"
"لا بأس أيزاك، أنا أسامحك" قالتها ايلا
"أثنان"
"أنا أسف أيلا أنا.."قبل أن يتمكن من إخبارها بأنه يحبها للمرة الأخيرة كانت أليكس سبقته بقولها
"واحد" و دوى صوت إطلاق النار في الغرفة.
سقط جسد أيلا المنهك أرضاََ و الدماء أخذت تنتشر علي الأرضية الخشبية.
"لا" صرخة ألم شاجية ندت منه و عروق عنقه برزت إثر قوة صراخه.
حررته أليكس أخيراََ لكنه كان منصدمََا جداََ ليلاحظ.
"الآن أنت تتفهم شعوري" ألقت بتلك الجملة علي مسامعه قبل أن تغادر الغرفة و المخبأ بأكمله.
دلف كريس لداخل الغرفة بإبتسامة منتصرة و نظرة شفقة مزيفة يوجهها لذلك المحطم أمامه
"لمَ؟" كانت الكلمة الوحيدة التي خرجت من أيزاك
"لأنني أنا الساحر المفضل لديهم، كنت كذلك و دائما ما سأكون كذلك، أنت لست سوى نكرة"
"هل الأمر بتلك الأهمية لدرجة أن تسلب روح شقيقتي؟" صرخ بها و الألم يتضح من نبرته.
"لقد كانت فكرتها أيزاك، أنا فكرتي سأنفذها الآن"
فتح كريس الكتاب و بدأ يتلو تعويذة ما ظناََ منه أنها لن تؤثر سوي بأيزاك لكنها أهلكتهم جميعاََ.
"ماذا تفعل؟"سأل أيزاك
"أتذكر التعويذة التي أخبرنا عنها سيد لوجان، تلك التي تجعلك تعيش أطول، كنت أفكر في نفسي، ماذا لو كان بيدي أن أجعل عنائك أبدياََ أو علي الأقل لفترة أطول، لذلك أجريتها عليك " قبل أن يجيبه أيزاك سبقة قائلاََ
" و أحذر ماذا؟ سأجربها علي جميع من تسبب في أذيتك كي يداوموا علي أذيتك أكثر فأكثر، و أنا من ضمنهم أيضاََ لكن ليس لتعذيبك، بل لقضاء وقت أطول مع حبيبتي أليكس"
"أنت لعين" قالها أيزاك
" قل ما تريده أيزاك فأنا لا أهتم، لديك فترة شبة أبديه تعاني فيها من أجل ما فعلته بأختك المسكينة و ما فعلته بغيرها، أتمني أن تحترق كل يوم و لا تجد من يطفئ ذلك الحريق" خرج كريس من الغرفة و من المخبأ و ترك أيزاك وحيداََ مع جسد أخته الميت
أقترب أيزاك من جسدها و ضم رأسها لصدره، دموعه تساقطت على رأس أيلا ليمسحها بيدان مرتجفتان
"سأنتقم لكِ أيلا، لن يفلت أيٍ منهما بفعلته"
***
بعدما أنهي حديثه نطر إلي بيل المتأثرة و العبرات المتجمعة بعينيها
"هكذا أصبحت أسوأ أخ" قهقهة أيزاك بسخرية عكس الألم الذي يشعر به حتي الآن.
أمسكت بيل بيداه لينظر لها منتظراََ كلماتها الحنونة لتهون عليه ما هو فيه.
"لا ،أنت لست كذلك"
"أتمني أن تكوني علي حق"
"لمَ لم تخبرني؟ أنت أخبرتني أنك لم تراها مجدداََ منذ ذلك اليوم بالمدرسة و أخبرتني بقصة مختلفة تماماََ عن التعويذة."
"لم أكن مستعداََ" قالها و ذرفت عيناه دمعة لتزيلها بيل عن وجهه بحنو
"لا بأس" همست بها لينظر لها بعدم تصديق
"كيف لكِ أن تكوني هكذا مع شخص تسبب بموت المئات من ضمنهم والده و أخته؟"
"أنا لا أراك كما تري نفسك أيزاك و أنت تعلم" قالتها و يداها تعبث بشعره ليبتسم بخفة
"هناك شئ آخر لم أكن صريحاََ به" همهمت بيل
"أنا لم أحب أليكس منذ ذلك اليوم، توقفت كل المشاعر التي كنت أشعر بها تجاه أليكس و تحولت إلي الحقد و الكراهية، لذا أنا لم أعد أحبها، لقد كذبت"
"لمَ؟"سألت بيل.
"لا أريد أذيتك كما أذيت جميع من حولي آنا، أنتِ مميزة، لا أريدك أن تلقي المصير عينه، لكن مهما فعلت كي أبعدك عني لازلتِ ترين الخير بي"
كلماته جعلتها تبتسم رغماََ عنها، شعرت بالسعادة تغمر قلبها و هي تتحدث بخفوت
"يمكنني نسيان جميع ما حدث أيزاك، الحادث و الغيبوبة و ما حدث بها، أنا مستعدة أن أنساه لكن فقط صارحني بما تشعر به" أمسكت بيداه قبل أن تستكمل
"هل حقاََ تريد أن تدعني أذهب لخوفك من أذيتي أكثر؟"
"لا" قالها أيزاك بدون تردد.
"إذاََ لا تفعل" قالت ببساطة ليعانقها و يربت علي شعرها
"ما نريده مختلف عن ما يجب علينا فعله آنا" قالها لتبتعد عن عناقه و تنظر له بحزن كما لو أنها تترجاه أن لا يدعها تذهب، على الرغم من أنها كانت تريد ذلك في البداية لكن كل دقيقة تمر معه يصبح تركه أصعب من ما كان عليه.
"إن أتبعت ما أريده سأكون أنانياََ و أنا لا يمكنني أن أكون كذلك عندما يأتي الأمر إليك" أومأت بتفهم و نظرت للأرض، قرر هو أن يغير الموضوع فكلاهما غير مستعد لتلك المحادثة.
"بعد ما حدث كنت أكتفي بمراقبتهم بهدوء، و من ما رأيته تبين لي أن كريس و أليكس علي علاقة، تواعدا بتلك السهولة بعد حبها الأبدي و الملحمي لجاستن. بالرغم من ذلك لم يكونوا علي وفاق معاََ ،كانوا دائماََ ما يتشاجرون علي أسباب أجهلها و في يوم قررت أليكس الإنفصال عنه، مرت بعض السنين علي إنفصالهم لكنه كان يعمل جاهداََ ليعود لها، كانت تتجاهله تماماََ كما فعلت معي و بدا لي أنها سأمت منه. تعرفت علي آرثر جونسون من جامعتها الذي يكون جدك و كانت علي علاقة سرية معه لحمايته من كريس الذي لا يُقلع عن محاولة إسترجاعها، لكن تلك العلاقة لم تبقي سرية بعد أن عرض آرثر علي أليكس الزواج و هي بالطبع وافقت، كان وقع خبر زواجهما علي كريس كوقع الصاعقة، حتي أنه أختفي عن الأنظار لفترة ليست بقصيرة و ظهر عندما أنجبت أليكس طفلها الأول جورج"
"والدي" قالتها بيل ليومئ هو
"أجل لكن لسوء حظ والدك أنه فقد والدته قبل أن يتم العاشرة من عمره و حينها قال الجميع أنه كان حادث لكن حقيقة الأمر أن كريس قتلها"
"ماذا؟!"
"ذهب كريس لمنزلها و تشاجر معها و عندما تحكم به غضبه حطم المزهرية علي رأسها، أنا لست الوحيد الذي يعاني من مشكلات تحكم بالغضب هنا"
شهقت بيل من صدمتها فجدها لم يخبرها قط عن أي شئ عن وفاة جدتها، هل يعلم من الأساس؟
"هل يعلم جدي؟ " أومأ أيزاك لها
"لقد كان يعلم بأمر كريس و لولا أن كريس فر هارباََ لكان في تعداد الموتي منذ وقت طويل"
ساد الصمت بينهما لمدة قبل أن تقطعه بيل بعد تفكير طويل
"أخبرني بالخطة فأياََ يكن ما ستفعله بهذا اللعين، هو يستحقه" أبتسم بوسع قائلاََ
"هذه هي فتاتي"
***
"أنظري آنا،الخطة كالآتي. نظراََ لأن أندرو أختفي من الأنحاء و لا أستطيع إقحامه في شئ كهذا سنلجأ لأخاكي ديلان"
"و ما الذي سيفعله هو عديم النفع" قالتها بسخرية ليكمل هو
"هو سيتظاهر بكونه يبحث عن شريك يعمل معه بتجارة المخدرات لذا سيتوجه إلي صامويل أولاََ كي لا يشك أحد به و بالتأكيد صامويل سيدله علي كريس، جميع الأماكن التي سيستلم ديلان البضاعة منها ستكون محمية جيداََ و بعيدة عن الأنظار لذا ربما تكون قريبة من مكان الكتاب أو ربما يكون هو المكان المطلوب"
"لكن ماذا إذا لم يكن بتلك الأماكن؟ و ماذا إن تم القبض علي كريس و ديلان معه أنا لن أعرض أخي لخطر كهذا"
"لا تقلقي آنا ديلان سيكون بخير ثقي بي، كما أنه لو لم يكن بتلك الأماكن حينها سيأتي دور إيما"
"إيما؟" تساءلت بيل بإستنكار
"أجل، إيما ستتعرف علي دانيل و تصادقه و بمجرد إكتساب ثقته ربما يخبرها بمكان الكتاب إذا وجده أو بالاماكن التي يتقابل بها مع كريس"
"لكن لمَ لا تصادقه أنت؟ هو بالفعل يثق بك"
"كريس قد يرانا معاََ و أنا لن أجازف" أومأت بيل بتفهم ثم قالت
"ماذا عنا؟"
" أنا و أنتِ سنبحث عن الكتاب في الأماكن التي سيدلنا إيما و ديلان إليها، صدقيني بيل أشعر بأننا قد نجد الكتاب بتلك الطريقة"
"أتمني أن ننجح" قالتها بيل ببعض القلق
"سنفعل" أبتسم كلاهما قبل أن تنهض بيل و تعود لمنزل إيما لتخبر ديلان و إيما بكل شئ فهي بالتأكيد لن تقنعهم بسهولة.
***
خاضت بيل نقاشاََ حاداََ مع شقيقها و إيما و بعد معاناة أقنعتهم و أخيراََ بالإنضمام إلينا، هي بالطبع أهملت بعض التفاصيل كعمري و أنني ساحر و تلك الأشياء التي يصعب علي المرء تصديقها. غابت الشمس عن الأنظار و توسط القمر السماء السوداء الصافية، أتعلمون ما هذا الوقت؟ إنه الوقت الذي يكون به كريس في الحانة، لذا قررت تفقد المكان الذي وصفه لي دانيل بالغابة فربما أجد شيئاََ
لسوء حظي كان المكان هادئاََ و لا يبدو أنه سيُخبئ كتاباََ ما هنا.
كنت في طريقي إلي العودة لكنني قبل أن ألتفت شعرت و كأن الأرض تحت قدماي تبدلت من العشب و الغصون و أصبحت و كأنني أدعس علي شئ حديدي. نظرت تحت قدماي لأري أن كل شئ طبيعي لكن لحظة واحدة.
بدأت أبعد الغصون و أوراق الأشجار و حبات التراب بيدي بعيداََ حتي تبين لي أنه باب مخبأ حديدي كباب مخبأي لكن صاحبه قد أخفاه بتلك الحيلة الحمقاء.
أتريدون سماع الخبر الصادم؟
هذا المخبأ هو عينه الذي تم قتل أيلا به. ميزته من بابه و لسوء حظي الباب مغلق و بالتأكيد كريس ليس أبلهاََ ليترك باب كهذا بدون تعويذة حماية و هذا يعني أن لا تعويذة ستفلح معه.
وجدت قطرات دماء تتساقط علي الباب الحديدي و عندما بحثت عن مصدرها وجدت أن الدماء تتساقط من أنفي
" لمَ يحدث لي هذا؟" أزلت الدماء عن أنفي بسرعة وحاولت تجاهلها قدر الإمكان.
سمعت صوت رنين هاتفي و كان المتصل آنا. أجبت دون تردد و قبل أن أتحدث سمعت صوت قلق يتمتم بشئ لم أفهمه من سرعته
"تمهل تمهل أنا لا أفهم" قلتها ليكرر الجملة بهدوء تلك المرة. توسعت عيناي بصدمة و صرخت قائلاََ
"أنابيل ماذا....؟!"
_______________
رأيكم في الشابتر؟ 🥺💓💓
صدمة الي حصل لأيلا؟ 😂😭
توقعاتكم؟
بحبكم 🖤🖤
Коментарі