8. Teen Murderer
لم نتحدث أنا و أيزاك منذ المرة الأخيرة أي منذ يومين. هو دائماََ في غرفته بينما أنا نائمة او أشاهد التلفاز أو أرسم لقضاء الوقت في أي شيء. لا يوجد شيء أريد فعله الآن أكثر من التحدث إلى إيما، هي فقط الوحيدة التي تجعلني أشعر أنني سعيدة لكنني لا أستطيع فمهما أطلب منه يرفض، كأنها ستخطتفني أو ما شبة.
كم أريد سماع صوتها و صراخها و هي تسرد لي ما حدث معها في ميامي و أراهن أنها تعرفت على شاب ساحر هناك.
أحاول أن أشغل نفسي عن التفكير بأيزاك لكنني فقط لا أعلم لمَ لا أستطيع التوقف عن التفكير به، لماذا لا يثق بي فقط؟ أقسم أنني لم أكن لأهرب، ليس و كأن هناك مكان سأذهب إليه سوى منزلي حيث ستدفنني أفكاري حية و تقتلني الوحدة هناك. لم أعد أفكر كثيراََ في الخروج لقد تراجعت عن تلك الفكرة منذ آخر حديث لنا.
مع أن الوقت الذي أقضيه بمفردي هنا ليس بقليل لكن جميع أفكاري عن نفسي و مستقبلي التي كانت تؤرقني ليلاََ توقفت، أصبحت عن أيزاك،كأنني و أخيراََ وجدت من سينتشلني من أفكاري لأغرق بعالمه الخاص. ذلك لم يكن سيئاََ جدا، أنا علي دراية و علم بأن أيزاك عالمه مُعقد و مظلم لكنني أعتقد أنني بحاجة إلى إستراحة من عالمي أنا.
.
.
.
ربما قسوت عليها برفضي الصريح ، لكن أخر ما سيتحمله قلبي هو رحيلها عني.
ربما قسوت عليها عندما رفضت أن أمنحها و لو جزء من ثقتي، لكنني لم أستطع أن أخاطر بفقدانها تحت مُسمى الثقة.
ربما هي الآن تجلس بالخارج و تعتقد أنني شخص أناني لا يمكنها تحمله و العيش سجينة تحت قهره، لكن سيأتي اليوم الذي ستتفهم فيه أن ما أفعله و سأفعله هو لحمايتها، أرفض فكرة انه ربما علي حمايتها من نفسي، هي لن يضرها شئ بوجودي بجانبها.
أنا أحميها لذا لا يمكن أن أكون السبب في إيذائها بدلاً من ذلك.
طوال اليومين الماضيين و أنا اتهرب من تلك اللعبة فما سأرويه لها تلك المرة يصعب علي التفكير فيه حتى أو تذكره لكن بالرغم من ذلك هو لم يفارق مخيلتي.
أنا اليوم أدركت أنه لا يجب علي الهرب منها بل إليها.
قد تكون هي من سيتفهمني و سيصدقني.
إذا كنت بموقف آخر فحتماََ كنت سأنعتني بالضعيف و أؤنب نفسي علي ما تفكر به و أذكرها بما مضي و أن لا أحد سيستمع لها و لا لقصتها الكاملة،لكن هي مختلفة، هي تستمع، هي تشعر.
عيبها الوحيد الذي كان السبب الرئيسي لإنجذابي لها هو أن رؤية وجهها فقط قادرة علي أن تُعيد لي كل ما أردت نسيانه يوماََ.
.
.
.
خرج أيزاك من عزلته بتلك الغرفة أخيراََ ثم نظر لي مطولاََ لكنني تابعت رسمي و لم أعيره إهتماماََ.
'' بيل'' نادى أيزاك بنبرة خافتة فنظرت له رافعه حاجباي ليستكمل
''هل تريدين اللعب؟ '' صُدمت قليلاََ من ما قاله، لقد كان يتهرب من اللعب لفترة تُرى ماذا تغير؟ لم أطيل في الرد و أومأت له بالإيجاب.
أقترب و جلس علي الأرض لأنهض من الأريكة و أجلس امامه مربعة قدماي بنفس وضعيته ليقول '' قبل بدأ اللعبة سأحكي لكِ ما حدث من قبل عام ١٩٥٥ و سبب كل ما أنا به الآن. و ستكون تلك آخر مرة سنلعب بها تلك اللعبة '' أستوقفتني جملته الأخيرة لأشعر بحزن غير مُحبب يجتاح قلبي، لم نلعب تلك اللعبة سوى مرة واحدة لكنني شعرت أنها كانت الرابط بيني و بين أيزاك التي تقربني له و تدفعني أكثر نحو عالمه.
''لماذا؟'' قلتها بنبرة حزينة فشلت في السيطرة عليها
''لأن تلك المرة سأحكي لكِ ما حدث معي بالتفصيل و ستنتهي القصة''
''كيف ستنتهي القصة و أنت لم تحكي لي سوي بضع سنين من ما عشته! لا تحاول إقناعي أن بقية السنين كانت لا شيء و لا شيء حدث بها''
''ذلك آخر ما عندي بيل، أنا لا أستطيع أن آخد وقتاََ أطول لأقص عليكي فيه ما حدث '' قالها و هو ينظر ببرود و عدم أكتراث، لم أكن أريد أن تنتهي تلك اللعبة، علي الأقل ليس بهذه السرعة.
''هل ستعيدني للمنزل بعد إنتهاء اللعبة؟ '' أرجوك لا تقل أجل
''ربما، لازلت لا أعلم '' قالها بهدوء ثم أستكمل
''هل أنتِ جاهزة؟ '' لا
'' ألن تضع الرباط علي عيني؟ ''
''لا ،قبل أن نبدأ اللعبة سأحكي لكِ شيئاََ. لانه من الصعب تذكره و.. '' قاطعته بسرعة لأزيل عنه ثقل الحديث
''أتفهمك، أنا جاهزة''
'' حسنا '' أخذ نفس عميق ثم بدأ بالسرد
''في عام ١٩٥٣ كنت في السادسة عشر من عمري، شاب عادي خجول بعض الشيء، يحب عائلته فكان في ذلك الوقت من الصعب أن تكرهي عائلة كعائلة فوركس المكونة من السيد فوركس و زوجته المتحابان اللذان ينعمان بحياة هنيئة يحسدهم الجميع عليها، يعيشان مع أولادهما أيلا الأخت الكبرى و أيزاك. كنا دائماََ معاََ ،كنا مثال للأسرة المتماسكة، و كنت أنا مثال للطالب المهذب الملتزم المثقف، لم يكن لدي الكثير من الأصدقاء لأني كنت أميل إلي الإنطوائية، لكن ذلك لا يعني أنه لم يكن لدي، كان لدي البعض لكن معارف سطحية. كنت أُفضل أن تكون أختي هي أول شخص أذهب له و أحكي كل تفاصيل يومي له، ما يحزنني، يسعدني، يقلقني. كانت دائماََ ما تستمع لي، أتعلمين؟ لم أرى أختي تشكي من شيء قط، كانت صبورة و قوية غير هشة و سهلة الأنكسار، مع ذلك لم تكن تتحدث عن ما يضايقها، لم تكن تتحدث عن يومها السيء حتى إذا كان بالفعل سيء، كانت إبتسامتها المُشرقة الحنونة تعلو وجهها دائما. لم و لن يهتم لي أحد و يتفهمني كما فعلت أيلا مطلقاََ. أتمني أن تتفهمني الآن أيضاََ و تتفهم كم أفتقدها '' بدأت تتجمع الدموع في مقلتيه ليتنفس بعمق ثم يكمل
"في تلك الأنحاء عندما كنت في المدرسة كانت هناك فتاة تُدعي أليكس، لقد كانت أليكس أجمل ما رأت عيناي، كل مرة أراها بها أشعر بأنها تخطف أنفاسي و تأخذها لعالمها الخاص بعيداََ عني. كنت لا أنفك عن التحديق بها بمجرد أن تلتقي عيناي بخاصتها. كما لو أنها كانت تجذبني لها كل يوم أكثر، مرحة، حنونة،لطيفة،مهتمة، طيبة، خلابة و كأن كل تلك المواصفات تجمعت في شخص واحد لتذيبني في جمال روحها و تجعلني أتعلق بها كل يوم أكثر.
كانت أليكس حبي الأول و كانت حب لا أستطيع وصفه بالكلامات فالكلامات قليلة و جمالها لا حدود له. على الرغم من خجلي الشديد إلا أنها كانت تُحادثني، ليس دائماََ لكن كنا نتحدث، كنت أشعر أنني غريب الأطوار حولها. سماع صوت ضحكها فقط و رؤيتها تحدثني و تضحك أو تلعب كان يُجدد حبها في قلبي أكثر، لقد كنت واقعاََ لها بجنون،كنت منشغلاََ بحبها لدرجة أنني لم أكترث لذلك الحبل المُهترئ و المتآكل من الأمل الذي أتشبث به، كان بالتأكيد سيُسقطني في النهاية، فحبك لشخص يرفعك للأعلى و يجعلك واقعاََ له و عندما تسقط ستكون آلامك و جروحك هي مسؤوليتك لا أكثر. ربما كان خطأي أنا منذ البداية، لكنه كان يشعرني بالسعادة و الأمان، لذلك لم أفكر ولو لوهلة بالإبتعاد عنها،و كيف تفارق من حمل روحك بين يداه و أخذها كأنها ملكه؟ ''
صمت لبعض الوقت ليستجمع شتات نفسه، يحاول جاهداََ عدم البكاء و الصمود و أنا أري من عينيه كم كان يهيم عشقاََ بها و مازال يفعل، أنا أرى مدى الألم الذي يشعر به لتذكره و الحديث عن تلك الأشياء. الآن فقط أدركت كم كنت حمقاء أنانية، كنت أتلذذ بتلك اللعبة بينما هي كانت تحطمه ، أعتذر علي حماقتي أيزاك ، أنا أتفهمك الآن.
"كان هناك في المدرسة شاب يُدعي جاستن، كان حبيب الجماهير و حديث البلدة، كان من الشُبان ذوي الذوق الرفيع و العائلة الغنية و كان طريقته و كلامه و ثقته بنفسه كفيلة لجعل أية فتاة تقع له، و للأسف كانت أليكس واحدة منهن. ''
أنكسرت نبرة أيزاك في جملته الأخيرة معلنه إستسلامه لدموعه و إنكساره ،لقد فهمت الآن لماذا يعتقد بأنه تشبث بالأمل الخاطئ. أريد أن أوقفه عن الحديث لأنه يتأذي أمامي لكن أشعر بأنه يحتاج إلى إخراج ذلك الكلام من جوفه لعله يستريح.
''قررت في يوم الأعتراف بمشاعري ناحيتها حتي أني جلبت لها ورداََ، لكن بدلاََ من ذلك وجدتها مُمسكة بيد جاستن و جالسة بجانبة، تُريح رأسها علي كتفه! و منذ ذلك اليوم إلى الآن و أنأ أسأل نفسي سؤالاََ لم أستطع أن أجد إجابته''
شرد قليلاََ لأقاطع شروده و أسأله
'' ما هو؟ '' لينظر لي ثم يستكمل بعيون دامعة
''لمَ هو و ليس أنا؟
هل كانت عمياء لدرجة أنها لم تستطع أن ترى ما قد أفعله لأجلها، هل كانت عمياء لدرجة أنها لم ترى قلبي الذي وضعته بين يديها و آمنتها عليه، هي حتي لم تري السعادة التي كانت تغمرني عندما تتحدث معي، و إن تخلت كل الدنيا عني و بقيت هي معي ستكون سبب كافِِ لأحظي بحياة سعيدة. هل كانت تتجاهل مشاعري عن عمد لأنها لم تكن لتحبني أبداََ؟ كانت مذهولة بجاستن بينما هو يتلاعب بها و أنا كنت على أتم إستعداد بأن آتي لها بنجوم السماء. لكن دون إكتراث كسرت قلبي الذي لم أستئمنه سوى بين يديها.''
أصبحت بعد وفاة والداي شبة فاقدة القدرة على أن أشعر بالكثير من الأحاسيس، الإحساس الذي يراودني دائماََ هو إحساسي بالفراغ، لكن جلوسي هنا و سماعي لقصة أيزاك جعلني أريد البكاء على حاله. أستطيع أن أخبر كم يحبها من عينيه و هو يتحدث عنها فقط، كيف عَمَت هي عن رؤيته؟
'' في ذلك اليوم شعرت بالغضب يسيطر علي بقوة و كانت تلك أول مرة أشعر بها بذلك الغضب العارم، الذي دمر حياتي بأكملها ''
#يوم الثلاثاء من شهر يناير عام ١٩٥٣
دلف ذلك الشاب إلى الملعب بوجهه يكاد ينفجر من شدة الغضب ،ليُلقي بالورد في سلة المهملات و يذهب إلي ملعب المدرسة
أنفجر غضباََ بصوت غليظ بينما الشر يتطاير من عينيه
'' جاستن'' ألتفت له جاستن بإبتسامة حمقاء
''هيي، مرحباََ أيز.. '' لم يتسنى له إنهاء جملته بسبب قبضة أيزاك التي ضربت وجهه بقوة كافية لطرحه أرضاََ و بدون أي مقدمات أنهال عليه بالضربات القوية.
كان يحاول جميع من بالملعب تهدئة أيزاك،لكنه فقط لا يرى سوي غضبه،تماماََ مثل ما فعل مع والده.
حاول جاستن ان يتحاشى كل تلك الضربات لكن أيزاك كان أسرع منه ليستسلم جاستن لضربه و يفقد وعيه من كثرة ما فقد من دماء. جاء مدير المدرسة ليتفقد جاستن و لكن لصدمته، جاستن لا يتنفس. قبل أن يتفوه أي شخص بأي شيء قاطعهم صوت صراخ أليكس و هي تغطى يداها علي فمها أثر صدمتها.. تبكي بحُرقة أثر المنظر الذي يُفتت الصخور و تنفطر لرؤيته القلوب
_________________________
رأيكم في الشابتر؟💕
أحب أوضح بس ان ال flashback دا لي تكمله في الشابتر الجاي و كمان دا ملهوش علاقة باللعبه لسة كدا أيزك و بيل مبدأوش اللعبه هو لسه بيحكي.
كم أريد سماع صوتها و صراخها و هي تسرد لي ما حدث معها في ميامي و أراهن أنها تعرفت على شاب ساحر هناك.
أحاول أن أشغل نفسي عن التفكير بأيزاك لكنني فقط لا أعلم لمَ لا أستطيع التوقف عن التفكير به، لماذا لا يثق بي فقط؟ أقسم أنني لم أكن لأهرب، ليس و كأن هناك مكان سأذهب إليه سوى منزلي حيث ستدفنني أفكاري حية و تقتلني الوحدة هناك. لم أعد أفكر كثيراََ في الخروج لقد تراجعت عن تلك الفكرة منذ آخر حديث لنا.
مع أن الوقت الذي أقضيه بمفردي هنا ليس بقليل لكن جميع أفكاري عن نفسي و مستقبلي التي كانت تؤرقني ليلاََ توقفت، أصبحت عن أيزاك،كأنني و أخيراََ وجدت من سينتشلني من أفكاري لأغرق بعالمه الخاص. ذلك لم يكن سيئاََ جدا، أنا علي دراية و علم بأن أيزاك عالمه مُعقد و مظلم لكنني أعتقد أنني بحاجة إلى إستراحة من عالمي أنا.
.
.
.
ربما قسوت عليها برفضي الصريح ، لكن أخر ما سيتحمله قلبي هو رحيلها عني.
ربما قسوت عليها عندما رفضت أن أمنحها و لو جزء من ثقتي، لكنني لم أستطع أن أخاطر بفقدانها تحت مُسمى الثقة.
ربما هي الآن تجلس بالخارج و تعتقد أنني شخص أناني لا يمكنها تحمله و العيش سجينة تحت قهره، لكن سيأتي اليوم الذي ستتفهم فيه أن ما أفعله و سأفعله هو لحمايتها، أرفض فكرة انه ربما علي حمايتها من نفسي، هي لن يضرها شئ بوجودي بجانبها.
أنا أحميها لذا لا يمكن أن أكون السبب في إيذائها بدلاً من ذلك.
طوال اليومين الماضيين و أنا اتهرب من تلك اللعبة فما سأرويه لها تلك المرة يصعب علي التفكير فيه حتى أو تذكره لكن بالرغم من ذلك هو لم يفارق مخيلتي.
أنا اليوم أدركت أنه لا يجب علي الهرب منها بل إليها.
قد تكون هي من سيتفهمني و سيصدقني.
إذا كنت بموقف آخر فحتماََ كنت سأنعتني بالضعيف و أؤنب نفسي علي ما تفكر به و أذكرها بما مضي و أن لا أحد سيستمع لها و لا لقصتها الكاملة،لكن هي مختلفة، هي تستمع، هي تشعر.
عيبها الوحيد الذي كان السبب الرئيسي لإنجذابي لها هو أن رؤية وجهها فقط قادرة علي أن تُعيد لي كل ما أردت نسيانه يوماََ.
.
.
.
خرج أيزاك من عزلته بتلك الغرفة أخيراََ ثم نظر لي مطولاََ لكنني تابعت رسمي و لم أعيره إهتماماََ.
'' بيل'' نادى أيزاك بنبرة خافتة فنظرت له رافعه حاجباي ليستكمل
''هل تريدين اللعب؟ '' صُدمت قليلاََ من ما قاله، لقد كان يتهرب من اللعب لفترة تُرى ماذا تغير؟ لم أطيل في الرد و أومأت له بالإيجاب.
أقترب و جلس علي الأرض لأنهض من الأريكة و أجلس امامه مربعة قدماي بنفس وضعيته ليقول '' قبل بدأ اللعبة سأحكي لكِ ما حدث من قبل عام ١٩٥٥ و سبب كل ما أنا به الآن. و ستكون تلك آخر مرة سنلعب بها تلك اللعبة '' أستوقفتني جملته الأخيرة لأشعر بحزن غير مُحبب يجتاح قلبي، لم نلعب تلك اللعبة سوى مرة واحدة لكنني شعرت أنها كانت الرابط بيني و بين أيزاك التي تقربني له و تدفعني أكثر نحو عالمه.
''لماذا؟'' قلتها بنبرة حزينة فشلت في السيطرة عليها
''لأن تلك المرة سأحكي لكِ ما حدث معي بالتفصيل و ستنتهي القصة''
''كيف ستنتهي القصة و أنت لم تحكي لي سوي بضع سنين من ما عشته! لا تحاول إقناعي أن بقية السنين كانت لا شيء و لا شيء حدث بها''
''ذلك آخر ما عندي بيل، أنا لا أستطيع أن آخد وقتاََ أطول لأقص عليكي فيه ما حدث '' قالها و هو ينظر ببرود و عدم أكتراث، لم أكن أريد أن تنتهي تلك اللعبة، علي الأقل ليس بهذه السرعة.
''هل ستعيدني للمنزل بعد إنتهاء اللعبة؟ '' أرجوك لا تقل أجل
''ربما، لازلت لا أعلم '' قالها بهدوء ثم أستكمل
''هل أنتِ جاهزة؟ '' لا
'' ألن تضع الرباط علي عيني؟ ''
''لا ،قبل أن نبدأ اللعبة سأحكي لكِ شيئاََ. لانه من الصعب تذكره و.. '' قاطعته بسرعة لأزيل عنه ثقل الحديث
''أتفهمك، أنا جاهزة''
'' حسنا '' أخذ نفس عميق ثم بدأ بالسرد
''في عام ١٩٥٣ كنت في السادسة عشر من عمري، شاب عادي خجول بعض الشيء، يحب عائلته فكان في ذلك الوقت من الصعب أن تكرهي عائلة كعائلة فوركس المكونة من السيد فوركس و زوجته المتحابان اللذان ينعمان بحياة هنيئة يحسدهم الجميع عليها، يعيشان مع أولادهما أيلا الأخت الكبرى و أيزاك. كنا دائماََ معاََ ،كنا مثال للأسرة المتماسكة، و كنت أنا مثال للطالب المهذب الملتزم المثقف، لم يكن لدي الكثير من الأصدقاء لأني كنت أميل إلي الإنطوائية، لكن ذلك لا يعني أنه لم يكن لدي، كان لدي البعض لكن معارف سطحية. كنت أُفضل أن تكون أختي هي أول شخص أذهب له و أحكي كل تفاصيل يومي له، ما يحزنني، يسعدني، يقلقني. كانت دائماََ ما تستمع لي، أتعلمين؟ لم أرى أختي تشكي من شيء قط، كانت صبورة و قوية غير هشة و سهلة الأنكسار، مع ذلك لم تكن تتحدث عن ما يضايقها، لم تكن تتحدث عن يومها السيء حتى إذا كان بالفعل سيء، كانت إبتسامتها المُشرقة الحنونة تعلو وجهها دائما. لم و لن يهتم لي أحد و يتفهمني كما فعلت أيلا مطلقاََ. أتمني أن تتفهمني الآن أيضاََ و تتفهم كم أفتقدها '' بدأت تتجمع الدموع في مقلتيه ليتنفس بعمق ثم يكمل
"في تلك الأنحاء عندما كنت في المدرسة كانت هناك فتاة تُدعي أليكس، لقد كانت أليكس أجمل ما رأت عيناي، كل مرة أراها بها أشعر بأنها تخطف أنفاسي و تأخذها لعالمها الخاص بعيداََ عني. كنت لا أنفك عن التحديق بها بمجرد أن تلتقي عيناي بخاصتها. كما لو أنها كانت تجذبني لها كل يوم أكثر، مرحة، حنونة،لطيفة،مهتمة، طيبة، خلابة و كأن كل تلك المواصفات تجمعت في شخص واحد لتذيبني في جمال روحها و تجعلني أتعلق بها كل يوم أكثر.
كانت أليكس حبي الأول و كانت حب لا أستطيع وصفه بالكلامات فالكلامات قليلة و جمالها لا حدود له. على الرغم من خجلي الشديد إلا أنها كانت تُحادثني، ليس دائماََ لكن كنا نتحدث، كنت أشعر أنني غريب الأطوار حولها. سماع صوت ضحكها فقط و رؤيتها تحدثني و تضحك أو تلعب كان يُجدد حبها في قلبي أكثر، لقد كنت واقعاََ لها بجنون،كنت منشغلاََ بحبها لدرجة أنني لم أكترث لذلك الحبل المُهترئ و المتآكل من الأمل الذي أتشبث به، كان بالتأكيد سيُسقطني في النهاية، فحبك لشخص يرفعك للأعلى و يجعلك واقعاََ له و عندما تسقط ستكون آلامك و جروحك هي مسؤوليتك لا أكثر. ربما كان خطأي أنا منذ البداية، لكنه كان يشعرني بالسعادة و الأمان، لذلك لم أفكر ولو لوهلة بالإبتعاد عنها،و كيف تفارق من حمل روحك بين يداه و أخذها كأنها ملكه؟ ''
صمت لبعض الوقت ليستجمع شتات نفسه، يحاول جاهداََ عدم البكاء و الصمود و أنا أري من عينيه كم كان يهيم عشقاََ بها و مازال يفعل، أنا أرى مدى الألم الذي يشعر به لتذكره و الحديث عن تلك الأشياء. الآن فقط أدركت كم كنت حمقاء أنانية، كنت أتلذذ بتلك اللعبة بينما هي كانت تحطمه ، أعتذر علي حماقتي أيزاك ، أنا أتفهمك الآن.
"كان هناك في المدرسة شاب يُدعي جاستن، كان حبيب الجماهير و حديث البلدة، كان من الشُبان ذوي الذوق الرفيع و العائلة الغنية و كان طريقته و كلامه و ثقته بنفسه كفيلة لجعل أية فتاة تقع له، و للأسف كانت أليكس واحدة منهن. ''
أنكسرت نبرة أيزاك في جملته الأخيرة معلنه إستسلامه لدموعه و إنكساره ،لقد فهمت الآن لماذا يعتقد بأنه تشبث بالأمل الخاطئ. أريد أن أوقفه عن الحديث لأنه يتأذي أمامي لكن أشعر بأنه يحتاج إلى إخراج ذلك الكلام من جوفه لعله يستريح.
''قررت في يوم الأعتراف بمشاعري ناحيتها حتي أني جلبت لها ورداََ، لكن بدلاََ من ذلك وجدتها مُمسكة بيد جاستن و جالسة بجانبة، تُريح رأسها علي كتفه! و منذ ذلك اليوم إلى الآن و أنأ أسأل نفسي سؤالاََ لم أستطع أن أجد إجابته''
شرد قليلاََ لأقاطع شروده و أسأله
'' ما هو؟ '' لينظر لي ثم يستكمل بعيون دامعة
''لمَ هو و ليس أنا؟
هل كانت عمياء لدرجة أنها لم تستطع أن ترى ما قد أفعله لأجلها، هل كانت عمياء لدرجة أنها لم ترى قلبي الذي وضعته بين يديها و آمنتها عليه، هي حتي لم تري السعادة التي كانت تغمرني عندما تتحدث معي، و إن تخلت كل الدنيا عني و بقيت هي معي ستكون سبب كافِِ لأحظي بحياة سعيدة. هل كانت تتجاهل مشاعري عن عمد لأنها لم تكن لتحبني أبداََ؟ كانت مذهولة بجاستن بينما هو يتلاعب بها و أنا كنت على أتم إستعداد بأن آتي لها بنجوم السماء. لكن دون إكتراث كسرت قلبي الذي لم أستئمنه سوى بين يديها.''
أصبحت بعد وفاة والداي شبة فاقدة القدرة على أن أشعر بالكثير من الأحاسيس، الإحساس الذي يراودني دائماََ هو إحساسي بالفراغ، لكن جلوسي هنا و سماعي لقصة أيزاك جعلني أريد البكاء على حاله. أستطيع أن أخبر كم يحبها من عينيه و هو يتحدث عنها فقط، كيف عَمَت هي عن رؤيته؟
'' في ذلك اليوم شعرت بالغضب يسيطر علي بقوة و كانت تلك أول مرة أشعر بها بذلك الغضب العارم، الذي دمر حياتي بأكملها ''
#يوم الثلاثاء من شهر يناير عام ١٩٥٣
دلف ذلك الشاب إلى الملعب بوجهه يكاد ينفجر من شدة الغضب ،ليُلقي بالورد في سلة المهملات و يذهب إلي ملعب المدرسة
أنفجر غضباََ بصوت غليظ بينما الشر يتطاير من عينيه
'' جاستن'' ألتفت له جاستن بإبتسامة حمقاء
''هيي، مرحباََ أيز.. '' لم يتسنى له إنهاء جملته بسبب قبضة أيزاك التي ضربت وجهه بقوة كافية لطرحه أرضاََ و بدون أي مقدمات أنهال عليه بالضربات القوية.
كان يحاول جميع من بالملعب تهدئة أيزاك،لكنه فقط لا يرى سوي غضبه،تماماََ مثل ما فعل مع والده.
حاول جاستن ان يتحاشى كل تلك الضربات لكن أيزاك كان أسرع منه ليستسلم جاستن لضربه و يفقد وعيه من كثرة ما فقد من دماء. جاء مدير المدرسة ليتفقد جاستن و لكن لصدمته، جاستن لا يتنفس. قبل أن يتفوه أي شخص بأي شيء قاطعهم صوت صراخ أليكس و هي تغطى يداها علي فمها أثر صدمتها.. تبكي بحُرقة أثر المنظر الذي يُفتت الصخور و تنفطر لرؤيته القلوب
_________________________
رأيكم في الشابتر؟💕
أحب أوضح بس ان ال flashback دا لي تكمله في الشابتر الجاي و كمان دا ملهوش علاقة باللعبه لسة كدا أيزك و بيل مبدأوش اللعبه هو لسه بيحكي.
Коментарі