27. Massacre
" الخطة ب ستُنفذ غداََ مساءََ ، هذا قرار نهائي"
تصنمت مكاني أنظر إلي من يتحدث أمامي. هذا ليس و لن يكون أيزاك أبداََ.
نحن نتحدث عن مئات إن لم يكن آلاف من المرضي و الأطباء!
"محال، أنا لن أساهم في قتل المئات من المرضي و الأطباء أيزاك، لن يحدث"
"في حال كنتِ تتساءلين، لن يكون هناك أطباء سوى أندرو، غداََ سيعمل هو لوقت متأخر من الليل لذا لن يتأذي أي أطباء آخرين"
عقدت حاجباي و قلت بحنق "ماذا عن المرضي؟"
صمت هو لوهلة ثم هز كتفيه بلا مبالاة قائلاََ
"لا يجب علينا إنقاذ الجميع"
كم الأنانية التي أراها في عيناه تجعلني أريد قتله هو كي نرتاح منه و من إنتقامه اللعين.
"و لا يجب علينا أن نودي بحياة الجميع أيضاََ" قلتها بنبرة غاضبة ليتأفأف هو بدوره قائلاََ
"ما الفرق آنا؟، هم مرضي بجميع الأحوال و سيظلوا كذلك، ربما نحن نسدى لهم معروفاََ"
هززت رأسي بعدم تصديق، كيف لمرء يعرف جيداََ مذاق خسارة من تحب أن يفكر و يتحدث بتلك الطريقة؟ هل يريد أن يعاني الجميع لمجرد أن حياته لم تكن علي النحو الأفضل؟
"بل أنت المريض أيزاك" قلتها ثم سحبت حقيبتي لأخرج من منزل إيما. أحتاج بعض الهواء بعد ما سمعته
قبل أن أتوجه للباب كان قد سبقني و وقف أمامي ليمنع خروجي
"أبتعد" قلتها بحدة ليبتسم بإستفزاز قائلاََ
"أنتِ تبكين علي ضحايا المعركة من قبل أن تبدأ آنا، نحن نحزن علي ضحايا المعركة بعد أن تنتهي"
" لا يوجد 'نحن' عندما يتعلق الأمر بنهب أرواح الأبرياء"
حاجباي منعقدان بغضب و أنظر له بإستحقار بينما هو إبتسامته الباردة لاتزال علي وجهه. كيف يمكن أن يكون المرء بهذا الهدوء و هو علي وشك إرتكاب جريمة؟! أو مذبحة لأكون أكثر دقة.
"يربطنا إتفاق آنا لذا أنتِ مُلزمة" ضحكت بسخرية قائلة "الإتفاق كان أن أساعدك في إسترداد الكتاب و مساعدتك في إنتقامك، التي لم تشمل القتل. كما أنني نفذت دوري من الخطة و لم يجدي نفعاََ، ذلك يعني.." صمت كإشارة له ليكمل
"يعني أن نفجر المصحة" قالها بغباء لأصفع جبهتي. تنفست بعمق
تحملي تحملي
"لا يا أيزاك، يعني أن نتراجع لأننا فشلنا بالفعل" قلب عيناه بسخرية" للمعلوماتك،أنا لا أتراجع"
"تراجع تلك المرة أيزاك لمَ أنت متعطش للدماء بتلك الطريقة؟! "
"أنا لستُ.." قاطعته قبل أن يكذب مجدداََ فهو دائماََ يفعل.
"بلى أنت كذلك، أنت لم تُعالج قط أليس كذلك؟ لازلت مراهق لديه مشاكل التحكم بالغضب."
رمقني بغضب "آنا" قالها بنبرة تحذيرية كي لا أكمل كلامي لكنني بالطبع لن أضيع فرصة كهذه
أقتربت منه أكثر قائلة "بالطبع أنت كذلك فلمَ سترغب بقتلي بعد أن ساعدت كريس؟ أو لمَ ستتسبب بحادث كان نجاتي منه معجزة؟ "
تنهد بضيق و يبدو عليه الإنزعاج. لا لا لم أنتهي بعد.
"أتعلم، نحن لم نتحدث عن الأمر مطلقاََ. لمَ لا نتحدث الآن؟" قلتها و تركت حقيبتي و جلست علي الأريكة بينما أنا أنظر له منتظرة أن يبدأ بالكلام
"نتحدث عن ماذا؟"
"لمَ فعلت ذلك؟" حاولت إخفاء الحزن الذي شعرت به بمجرد أن ذكرت الأمر. جزء مني لا يريد سماع الإجابة و الجزء الآخر يريد أن يعلم لمَ، ما الخطأ الدي أرتكبته أنا؟
"هذا ليس الوقت المناسب." قالها لأردف بإصرار قائلة "بلى هو كذلك"
تنهد و جلس أمامي
"إن كان هذا ما تريدينه، أيهما أولاََ؟ "
"الحادث" قلتها دون تردد
"لقد أفتعلته لأنني أعلم أنكِ لن تكوني بذلك الإنصياع عندما أحتجزك بالمخبأ، بالطبع ستعارضين و أنا أحتجتك أنتِ، لذا لجأت لذلك الحل، على الأقل عندما تستيقظين سيكون قد فات الأوان علي تجاهل فضولك."
"حل؟" تساءلت بسخرية ثم أستكملت"لقد كدت تقتلني أيزاك، الممرضة قالت أنني نجوت بأعجوبة"
"كما قالت أن مقعد السائق من ضمن الأشياء القليلة الغير مهشمة بالسيارة. أتظنين أنها صدفة؟"
رفعت حاجباي بعدم فهم ليوضح أيزاك قائلاََ
"تعويذة الحماية، أنا بالطبع لن أتركك لتلقي حتفك لذا كانت تعويذة الحماية هي الضمان الوحيد علي أنكِ إن تأذيتي لن تموتي"
لقد مللت من تفاصيل السحرة خاصته. السيارة كانت باهظة أكثر من روحي، لمَ لم يحميها هي الآخري؟
"هل دائماََ ما تعمل؟"
"نعم، أعتقد" يعتقد؟ماذا يعني يعتقد؟
"يعني أنكَ لم تكن متأكداََ؟" سعل هو بتوتر و نظر للطاولة أمامنا و أكتفي بهز كتفيه دون أن يرد حتى.
"الأخبار الجيدة أنها تعمل" قلتها بإبتسامة مزيفة ليبتسم لي و يردف بحماس "أليس كذلك؟"
قلبت عيناي علي رده، هو حتي لم يستوعب أنني أسخر منه.
"ماذا عن الغيبوبة؟" قلتها ببرود لتختفي حماسته
"عندما قتلتك تلك المرة بالغيبوبة كان لأنني أريدك أن تستيقظي لنري حل في ما تسببتي به. بالتأكيد سبق أن رأيتي بأحلامك أنكِ تقفزين من مكان مرتفع أو تكونين بأي حدث بحيث لا يفصلك عن الموت سوى إنشات بسيطة ثم فجأة تستيقظي فزعة بسرعة أليس كذلك؟ "
أومأت بهدوء بينما أنظر له بتركيز
"هذا ما كنت أحاول فعله، أحاول تنويه جسدك بأنكِ ستموتين ليكافح و ينقذك و بتلك الطريقة تستيقظين، حتي عندما كنتِ تحلمين بأنني أقتلك، كنت أنا المتحكم بتلك الأحلام و كم أردتك أن تستيقظي كي أقلع عن كل شئ لكنني كنت أجعلك تصدقين أنه حلم بسيط كما كنت أحذرك مني نوعاََ ما ."
تفكيره يبدو ذكي جداََ لكن"ماذا إن لم أستيقظ بعد التنوية؟"
أبعد نظره عني بتوتر و أمتنع عن الإجابة لأقترب منه أكثر. أنا أشعر بالقلق من توتره المفاجئ، وضعت يداي علي وجهه لأجبره علي النظر لي ثم رددت بحدة
"أيزاك،ماذا إن لم أستيقظ؟ " تنهد هو ثم نظر لي بقلق، يبدو و كأنه يهاب ردة فعلي.
"حينها سيؤمن عقلك بفكرة أنكِ متِ، و بإحتمال كبير تموتين بالفعل"
لحظات مضت و أنا أضع رأسي بين يداي لا أريد رؤيته أو النظر بوجهه و لا أريد إستيعاب أنه فعل ذلك بي.
أنا عمياء تماماََ كأليكس، هي عمت عن حبه لها و أنا عميت عن أنانيتة، و أنا من أدفع الثمن.
أنصهر معدنه الرخيص ليُظهر وجهه الحقيقي، و عيناه التي لا ترى بداخلها سوى الظلام.
"آنا" قالها و كان علي وشك لمسي لأضع يداي أمامه كي يتوقف.
"لا تفعل" قلتها ثم أخذت حقيبتي مجدداََ و أتجهت ناحية الباب ليمسك بذراعي.
توقفت و أنا أنظر لوجهه بصعوبة "آنا، لا تغادري هكذا فقط قولي شيئاََ"
"لا يجب أن يدفع الجميع ثمن أخطائك، لا يجب أن يتحمل أحد أنانيتك، و لا يجب أن تريني وجهك مجدداََ"
قلت جملتي بهدوء عكس ما أشعر به بداخلي
"لكن نحن بيننا إتفاق" أبعدت ذراعي عن قبضته بقوة و فتحت الباب بيدي الأخري لكن قبل أن أخرج أردفت قائلة
"فلتحترق أنت و إتفاقك بالجحيم"
بعد أن خرجت من المنزل سمعت صوت رنين هاتفي.
تفقدته لأجدا أنها رسالة من أندرو
"أيمكننا أن نتقابل الليلة بالمصحة؟"
****
طرقت بيل بخفة علي باب مكتب الطبيب أندرو
"تفضل بالدخول"
دخلت بيل و الإبتسامة المزيفة تعلو شفتيها فهي لا تقوي علي الإبتسام بعد ما حدث.
"أنابيل، أنا سعيد لمجيئك" تقدم لها و صافحها، يشعر و كأن مشاغل اليوم قد ذهبت بعيداََ بمجرد أن وقعت عيناه عليها.
"كيف حالك؟"
"أفضل برؤيتك" أبتسمت بخجل ليبتسم لها بدوره
"لمَ راسلتني إذاََ؟" قالتها بإبتسامة لطيفة لكن ملامحة هو لا توحي بالسعادة
"هل يمكننا أن نتحدث قليلاََ لكن ليس بمكتبي" قالها لتومئ هي سريعاََ قائلة "بالطبع، أين؟"
أبتسم بتوسع ثم شبك يده بيداها بسرعة و بدأ يركض خارج مكتبه كالمجنون.
"أندرو تمهل سأسقط" قالتها و هي تضحك لكنه أكتفي بقول "لا يهم"
كان الجميع ينظر لهم بغرابة، لولا أن الجميع يعرف الطبيب أندرو لكان ظن الأطباء الآخرين أنهم مجانين يعبثون بأنحاء المصحة.
صعد أندرو الدرج مع بيل و هي تحاول أن لا تسقط بسبب ركضهم.
عندما صعدت بيل أكتشفت أن وجهتهم كانت للسطح.
"لماذا نحن بالسطح أندرو؟" قالتها و هي تتنفس بصعوبة و تلهث بسبب ركضهم
كان السطح خالِِ من أي شئ حتي كاميرات المراقبة، لا يوجد شئ به سوى سور ليس بطويل يمكنك من رؤية المصحة كاملة و بعض المناطق المجاورة لها.
"فقط أقتربي و أستمتعي بالمنظر" قالها لتقترب من السور.
جمال مظهر القمر و النجوم بالسماء كان كفيلاََ لينسيها ما حدث اليوم.
"دعيني أشرح لكِ المصحة" قالها ثم وقف بجانبها و بدأ بشرح المكان من حولهم
"هذا المبني الذي نقف علي سطحه الآن مكون من ست طوابق دون قاعة الإستقبال. الطابق الأخير حيث يتواجد مكتبي هو للآطباء فقط، أما الطابق الأول قاعة الطعام ثم هناك الطابق الثاني و الثالث و الرابع للمرضي و الخامس للحالات المستعصية كما تعلمين. هذا المبني للمرضي الرجال فحسب، أما المبني الذي أمامنا هو للنساء"
كان يشير بيداه ناحية كل ما يشرحه و هي فقط تنظر له بهدوء
"هل هناك طابق للحالات المستعصية في مبني النساء أيضاََ؟"
قالها ليضحك بخفة و يجيب"هناك أثنان"
عقدت حاجبيها كتساؤل ليهمس بأدنها ممازحاََ"النساء عادةََ ما تكون متهورة أكثر"
ضحكت هي بصخب قائلة"لا ، هذا ليس صحيحاََ"
شاركها الضحك ثم صمت و يبدو علي ملامحه الحزن
"ما بك؟" قالتها بيل ليبتسم لها بخفة ثم يصعد علي السور و يجلس عليه و يشير لها بالجلوس بجانبه، شعرت بالخوف قليلاََ لكنه ساعدها علي الجلوس بالنهاية.
نظرت تحت قدميها لتجد أن بينها و بين الأرض مسافة بعيدة جداََ مما جعلها تتوتر قليلاََ.
"لا تنظري للأسفل أنابيل" أمرها بنبرة خافتة لتتجاهل الوضع بأكمله قائلة
"ألن تخبرني ما بك؟ أو لمَ نحن هنا علي الأقل؟"
تنفس بعمق قبل أن يبدأ حديثه بسؤال قد يبدو غريباََ بعض الشئ "ما تاريخ اليوم أنابيل؟"
"الأول في شهر أبريل، لمَ؟"
"الأول في شهر أبريل هو يوم وفاة شخصية عزيزة علي قلبي كثيراََ،تُدعي ميرديث، كنت بالأثنين و العشرون من عمري عندما توفت "
تصنمت بيل مكانها لعدة لحظات ثم قالت بنبرة مواسية " أعتذر لخسارتك"
نظر هو بعينيها ثم أستكمل
"لقد ترددت كثيراََ و لا أعرف كيف سأخبرك ذلك، أنا لم أخبر أحداََ من قبل مطلقاََ لكنني أثق بك، لذا سأخبرك"
بالرغم من أنها توقعت ما سيقوله إلا أنها أومأت و أنصتت له
"قبل سنوات عديدة لم تكن ميزانية المصحة مناسبة لإنشاء مبني آخر للنساء لذا كان ذلك المبني مشترك، كان طابق الحالات المستعصية يسمى وقتها بطابق الإكستاسي، كان بذلك الطابق فتاة تدعي ميرديث و فتي يدعي أيزاك، لقد كنا أصدقاء مقربين لكنهم لم يعرفوا قط أنني طبيب"
"كيف؟"
"لأنني بتلك الفترة كان دوري بالمصحة هو التخلص من الخطر"
عقدت حاجبيها بإستفهام ثم قالت"ماذا يعني هذا؟"
"لا أعلم، هذا ما قالوه لي الأطباء و الأدارة وقتها. كنت جاسوس ،أتظاهر بكوني مريض مثلهم لكنني كنت هناك بغرض التجسس لأعلم فيما يفكر به المرضي، كان هناك أسرار كثيرة تدور بين جدران المصحة، لم يريدوا أن يكتشفها أحد مطلقاََ لذا كان دوري هو التأكد بأن لا أحد سيكتشفها. بالرغم من كون أيزاك و ميرديث أصدقائي المقربين إلا أنني لم أخبرهم أبداََ بمهنتي الحقيقة خوفاََ من أن يكرهونني فلم يكن هناك من يحب أطباء تلك المصحة، الجميع يبغضهم و يتمني موتهم، لذا قررت أنني لن أخبرهم و سأتمني موتهم كما يفعلون. للأسف بيوم لم أرغب بقدومه قط أكتشفت ميرديث شيئاََ عن ذلك السر، أخبرتني و أخبرت أيزاك، أيزاك بدأ يستنتج لذا عرف الأثنين أسرار أكثر من اللازم"
صمت لوهلة و يشعر بقلبه يعتصر بين ضلوعه لتلك الذكري الذي حاول إزالتها من عقله لكن كل محاولاته باءت بالفشل.
"ثم ماذا؟" قطعت بيل الصمت لينظر لها بحزن قائلاََ
" تخلصت من الخطر"
.....
"لماذا أنت هنا يا أبلة هل تريد أن تُكشف" قالها والد أندرو الذي هو صاحب المصحة.
"لا تقلق والدي أخبرت زملائي أنني ذاهب لدورة المياة، كما أنه بقي القليل علي ميعاد الإفطار و سينتهي"
"تتصرف بدلال يا أندرو، أذهب و أجلس مع أصدقائك"
"لا أريد" قالها ببرود لكن بداخله هو يريد الهروب ليعتبر كأنه لم يستمع لأي مما قالوه فهو لن يتخلص من أصدقائه بالتأكيد فهم أغلي ما يملك.
"هل خليلتك الصغيرة أغضبتك؟" قالها والده بسخرية بينما يقف أمام المرآة يرتب ربطة عنقة للمرة الألف.
"إنها ليست خليلتي،و لا ميرديث لم تغضبني"
"بالطبع تلك المختلة لا يمكن أن تكون خليلتك" غضب أندرو من طريقة حديثه عنها ليرد بحدة
" لا تنعتها بالمختلة أبي، هي ذكية جداََ"
ضحك والده بإستهزاء ثم أردف بسخرية "إن كانت بذلك الذكاء لكانت وجدت طريقها خارج هنا"
أبعد أندرو عيناه عنه بسرعة و نظر للأرض مدعياََ الهدوء لكن والده دائماََ ما يعلم عندما يُخبئ أندرو شيئاََ.
"أندرو؟" همهم له أندرو بتوتر
"هل هناك ما لم تخبرني به؟" ألتفت والده له لينظر بعيناه لكن أندرو قال ببساطة
"لا"
جلس والده أمامه و دقق النظر بعيناه و قال "هل هناك خطر؟" هز أندرو رأسه نافياََ بتوتر، بالتأكيد سيتوتر فأي شاب بموقفه سيفعل.
"جون" نادي والده علي مساعده الشخصي ليدخل المدعو بجون للغرفة سريعاََ
"أمرك سيدي"
"أعتقد أن أندرو يكذب علي لحماية أصدقائه مجدداََ. لمَ لا تُلقن والدته و أخته درساََ ليتعلم كيف يكذب بإحترافية المرة المقبلة" ضحك هو و مساعدة الحقير بسخرية لينتفض أندرو من مكانه بخوف و جثا علي ركبتيه أمام والده.
"أبي أرجوك لا تفعل، أنا أخبرك الحقيقة لا تفعل ذلك إنها أبنتك و زوجتك يا أبي لمَ تفعل ذلك؟"
نظر والده لأبنه بإحتقار ثم وجه كلامه لمساعده جون مجدداََ "ما رأيك في التخلص منهم تلك المرة، فأندرو لا يتوقف عن الكذب"
أمسك أندرو بقدم والده بترجي و دموعه تملأ وجه، أطرافه لم تكف عن الإرتعاش. ليس من العدل أن يُجبر فتي مثله علي إنقاذ شخص واحد فحسب، إما الفتاة التي يحبها و صديقه المقرب أو والدته و أخته.
"أرجوك أبي لا تفعل أرجوك"
"إذاََ أخبرني الحقيقة" صمت أندرو بسرعة و نظر لوالده بترجي فربما يعفيه من إتخاذ قرار بتلك الصعوبة.
"تخلص منهم جون" قالها والده بدم بارد و قبل أن يخرج جون من الغرفة صرخ أندرو قائلاََ
"إنها ميرديث"
أختار عائلته، فهذا ما سيفعله أي فتي بعمره. سيختار عائلته و يموت هو ببطأ.
أبتسم والده برضا ثم سأله "ماذا عن أيزاك؟"
"أيزاك لا يعرف شيئاََ" لم يستطع أن ينقذ كليهما لكنه علي الأقل حاول إنقاذ أيزاك بالرغم من أنه لن يسامحه أبداََ
"سنعزله للإحتياط" قالها و هو ينظر لجون ثم أعاد نظره لأندرو.
"أنهض بني" نهض أندرو و هو يرتعد خوفاََ من ما سيحدث لميرديث.
"ما هو دورك هنا؟" سأل الأب بحزم ليردد أندرو الجملة الشهيرة التي تربي عليها
"التخلص من الخطر"
"ماذا تُعد ميرديث؟" سأل والده مجدداََ و أندرو يتجنب النظر له. صمت لوهله كونه لا يريد أن يتقبل حقيقة الأمر
"ماذا تُعد ميرديث يا أندرو؟" صرخ بها والده لينتفض قائلاََ
"خطر"
"إذاََ أذهب و قم بدورك"
"لكنني أحبها أبي" قالها بنبرة مهزوزة
"أنا لا أهتم" نبرة والده الباردة هي ما كونت الجليد حول قلب إبنه الشاب و حوله لوحش، مثله تماماََ.
"أمرك سيد سميث"
..…......
كان يبكي بقوة و بيل بجانبه تبكي مثله علي ما حدث له. جميعهم كانوا أصغر من أن يتحملوا ألم كهذا.
قصة أندرو كانت درساََ كبيراََ لها، درساََ يعلمها أن لا تستمع لجانب واحد من القصة أبداََ، قصة تعلمها أن لا تحكم علي أحد سوى بعد سماع القصة كاملة.
أيزاك أسرع بالحكم علي أندرو فكل ما أراده أندرو هو إنقاذه، ذنبه الوحيد أنه لم يستطع إنقاذ الجميع. الجميع له ماضي، ذلك ما أحتاج أيزاك تفهمه قبل أن يقرر أن يفعل أي شئ.
في تلك اللحظة و بيل بجانبه تواسيه قررت بداخلها أنها لن تسمح لأحد بأن يمس شعرة واحدة من أندرو و ستحميه مهما تطلب الأمر.
"لقد عشت طوال عمري أردد أنه يجب علي التخلص من الخطر لكنني لم أكتشف من هو الخطر الحقيقي، و لسوء حظي كان أبي"
نظر لبيل الواضعة يدها علي كتفه تهون عليه بحنو "لا تقلقي لم أتخلص منه، الأزمة القلبية فعلت" ضحك بسخرية ثم أستكمل و هو ينظر لبيل بعيون مكسورة دامعة
"كنت أنفذ ما يقوله والدي دائماََ دون أن أشعر بالذنب لأنه جعلني أؤمن أنني أفعل الصواب، لكن عندما قتلت ميرديث بيداي بالرغم من حبي لها و حبها لي،شعرت أن ما أفعله لم يكن صحيحاََ قط. للأسف إدراكي المتأخر لم يعيدها للحياة، و لم يعيدني كذلك، لقد مت في اليوم الذي ماتت هي فيه، أنا أستحق ما حدث أنا إنسان مقيت"
"أندرو أنت كنت تحاول حماية أختك و والدتك، لقد ضحيت من أجلهم و ذلك ما يجب أن يهون عليك شعورك"
"لقد كنت أفعل ما يحميهم و يؤذيني،دائماََ ما كنت أفعل. حتي أنني قتلت الفتاة التي أحبها دون أن أخبرها بمشاعري من أجلهم، و ها أنا الآن، مثير للشفقة يبكي علي حبيبته التي قتلها بيداه منذ سنين فاتت"
في تلك اللحظة كانت الكلمات قد هربت من بيل، لا تجد ما تقوله له و هو لاحظ ذلك ليكمل قصته
"بعد وفاة والدي توليت الإدارة هنا، حينها أنقلب الوضع رأساََ علي عقب، أصبحت مصحة لوس أنجلوس مصحة بالفعل ليس دار للإستغلال. أصبح كل شئ هنا بالقانون، عكس الماضي كان كل شئ تقريباََ مخالف للقوانين لكن لجنة التفتيش كانت أعمي من أن تلاحظ، صححت أخطاء والدي السابقة لكنني لم أصحح خاصتي"
"أنت تحتاج أن تتعلم كيف تسامح نفسك أندرو، ميرديث إن كانت مكاني الآن و تستمع لحديثنا كانت لتسامحك، ربما كانت ستريدك أن تفعل نفس الشئ لحماية عائلتك. جميعنا نضحي لننقذ من نحبهم."
مسح أندرو دموعه بخفة ثم نظر لها بإنكسار كما لو أنه طفل
"أنا فقط أريد أن أراها مجدداََ و أخبرها بكم أنني أحبها، أريد أن أعتذر عن ما فعلته و أفسر لها كل شئ فلن يحبني شخص مثلما فعلت هي أبداََ، لكن فات الأوان"
بدأت دموعه بالنزول مجدداََ و يبدو أنها لا تنوي على التوقف.
"لقد خذلتها و خذلت أيزاك و جميع من حولي، لذا لم أخفي الأمر عنك لأنني لا أريد أن أخذلك أنتِ الأخرى"
عانقته بيل بقوة ليجهش بالبكاء بين ذراعيها و هي تربت علي شعره كما لو أنها تحتضن طفل.
***
طوال اليوم أحاول الإتصال بأيزاك لأنني وجدت و أخيراََ سبب جيد يمنعه عن إفتعال مشكلة لكنه لا يرد علي أو علي رسائلي. ذهبت للمخبأ و لم يكن هناك بحثت عنه بكل مكان توقعت أن أجده فيه لم أجده و الليل قد أقترب بالفعل، هذا يعني أنه لن يمنعه شئ عن فعل ما يخطط له.
أنا لن أسمح له بقتل أندرو، لن يحدث.
ليس بعد ما أخبرني به أندرو. لن أساهم في قتله و لن أخذله بعد كل ما حدث له.
ضغطت علي رقم أيزاك مجدداََ لكنه أغلق هاتفه.
ليحترق بالجحيم سأنقذه بنفسي.
الساعة الثانية بعد منتصف الليل في مصحة لوس أنجلوس.
ترجلت خارج سيارة الأجرى بسرعة و أنا أركض بكل قوتي تجاه المصحة لكن أوقفني صوت رنين هاتفي.
حمداََلله لقد كان أيزاك. أجبت بسرعة
"أيزاك، أرجوك أوقف ما تفعله الآن" قلتها بسرعة و أنا ألهث بقوة.
"لقد فات الآوان أنابيل"
"لا لا أنت لا تفهم، أندرو بريء أيزاك اوقف ما تفعله أتوسل إليك سأشرح لك كل شئ"
صوتي يخرج مرتعشاََ و لا أستطيع التحكم بخوفي بينما نبرته هو باردة جداََ.
"أتفهم أنكِ تحاولين إنقاذ حبيبك لكنه عدوي قبل أن يصبح حبيبك"
كنت أقفز في مكاني و أصرخ كالمجنونة بالهاتف من توتري.
" أيزاك أستمع لي أرجوك، لا تفعل شيئاََ غبياََ تندم عليه طوال حياتك"
"لقد فعلته لذا أنتِ متأخرة قليلاََ، في الواقع الشئ الغبي سينفجر بعد دقيقتين"
ما إن سمعت تلك الجملة ألقيت بهاتفي بعيداََ و بدأت أركض بأقصي سرعتي، كما لو أنني طائر فُتح له القفص كي يتحرر فلم يُهدر ثانية أخري من وقته.
أركض بأقصي ما لدي و عندما كنت بداخل المصحة لم أكلف نفسي بالنظر إلي المصعد بل أكملت ركضي و صعدت الدرج وصولاََ للطابق الأخير حيث يقبع أندرو.
ظهر باب مكتب أندرو أمامي لأفتحه بسرعة لكن لحظة! هو ليس بالداخل!
لا لا لا لا لا أندرو هذا أبعد ما يكون عن الوقت المناسب.
"أنابيل" سمعت أسمي يخرج منه لأتنهد بإرتياح و أنظر خلفي و لحسن حظي كان بنفس الطابق فقط يقف بعيداََ عني بمسافة بسيطة.
ركضت نحوه بسرعة و أمسكت بيداه أسحبها ورائي بقوة
"يجب أن نخرج من هنا أندرو" قلتها ليوقفني و يسحب يداي لأنظر له.
"ماذا هناك أنابيل أنا لا أفهم؟"
أقتربت منه بسرعة "أتوسل إليك أندرو فقط أذهب معي، سأشرح كل شئ في وقتِِ لاحق" قلتها و نظرت لساعتي
اللعنة لم يتبقي سوى دقيقة!
"و أنا لن أحرك ساكناََ سوى بعد أن تخبريني ما اللعنة الذي تحدث؟"
لم أستطع التماسك أكتر و صرخت به باكية
"و اللعنة تحرك يا أندرو تحرك، أتوسل إليك أنا لن أتركك هنا فقط أركض"
لم يتوقع ردة فعلي الباكية و أنا حرفيا أتوسله فأومأ بهدوء و ركضنا بسرعة. الوقت ينزلق من بين أناملنا لكن لحسن الحظ وصلنا للطابق الأخير بسرعة نظرت بساعتي لأجد أنه لم يتبقي سوى عشر ثوانِِ علي إنفجار القنبلة.
خرج أندرو من المصحة تماماََ و عندما كنت أنا علي وشك الخروج علق طرف قميصي بالباب.
حاولت أن أفكه بسرعة لكن يداي المرتعشتان لم تساعدني، حاولت أن أتجاهله و أركض و لا يهم إن تمزق لكن دون جدوى أيضاََ
"أنابيل؟" قالها أندرو و هو يقترب بضع خطوات مني لأنظر لساعتي بسرعة
سبعة
ستة
"أندرو أركض بسرعة" صرخت بها و أنا أحاول إبعاد قميصي عن الباب بعنف
خمسة
"أنابي.. "
"فقط أركض أرجوك"
ثلاثة
إثنان
واحد.
___________________
بيقولك مرة ضحكة شريرة
الشابتر الجاي مش هيتأخر كدا كدا😂😂
*مكسوفة أسأل بس هسأل*
رأيكم في الشابتر؟ 😂♥️
أندرو؟
اوعو نهاية الشابتر دا تنسيكو أن انا بحبكوا😂❤️
Коментарі