13. Meredeath
الشابتر طويل شوية لكن أحداثه مهمه جدا.
.
.
أستيقظت أمام زجاج غرفة أيزاك في المصحة و انا أشعر بصداع شديد سيفتك برأسي ، تفقدت أيزاك لأجد أنه نائم و بقية المرضى نائمين بسلام.
كل ما أتذكره هو المرضى و هم يلكمون الزجاج و يصرخون، أتذكر صراخي علي أيزاك ليخرجني من اللعبة و هو لم يفعل. لمَ لم يفعل؟ هل رأى انه ليس بالموقف الهام ليفعل ذلك؟
أياََ يكن أعتقد أنني غفوت أو فقدت وعيي، لا يهم ما حدث هناك أشياء أهم لأحفل بشأنها.
سمعت أصوات طرق على الزجاج من الغرفة المُقابلة لغرفة أيزاك. لا ليس مجدداََ. ألتفت لأجد فتاة تبدو في مثل عمر أيزاك تجلس أرضاََ مربعة قدميها أمام الزجاج و تطرق عليه. هي فتاة بشعر بني و عيون عسلية، ملامحها تبدو لطيفة جدا علي أن تكون في تلك المصحة. تطرق الفتاة بقوة على الزجاج تراقب أيزاك النائم علي بضجر ، هي تحاول إيقاظه.
''أيزاك'' نادت الفتاة و طرقت الزجاج بصوت أعلى ليفتح أيزاك عيناه بخمول و ينظر لها، رفع حاجبه لها مُتسائلاََ عن سبب إيقاظها له.
'' لماذا مازلت نائم حتى الآن؟ '' قالتها مُحاولة التحدث بصوت مسموع نظراََ للمسافة المتوسطة بين الغرف و الزجاج الفاصل بينهم.
''مير، الجميع نائم. ألا ترين أنكِ الوحيدة النشيطة هنا؟'' قال أيزاك بخمول و أغلق عيناه بخمول ليستكمل نومه.
'' أنا لست نشيطة أو ما شبة تبقى دقائق على ميعاد الإفطار و سنستيقظ جميعاََ لنذهب للقاعة''
''و لمَ تيقظيني الآن؟ '' تساءل مستنكراََ
''بدلاََ من أن تشكرني، إن تركتك و لم تستيقظ معهم من المحاولة الأولى كنت ستجد المياة الباردة علي وجهك''
''ميرديث؟'' قالها بنبرة لعوبة ثم أعتدل في جلسته أمام الزجاج مربعاََ قدميه بنفس وضعيتها و يضيق عينيه لتستنتج أنه لم يقتنع بحجتها.
ميرديث إذن.
''حسناََ حسناََ، أردت سؤالك عن ما رأيته ليلة أمس''
بدأت ملامح وجه أيزاك تتحول للعبوس و هو ينظر إلى أي مكان عدا وجه ميرديث.
''ذلك لا يبدو جيداََ'' قالتها بإبتسامة حزينة ثم أستكملت ''أليكس مجدداََ؟''
لم يجيبها أيزاك و أكتفى بالإيماء مُتجاهلاََ النظر إلى عينيها.
''و منذ متى و هو يهلوس عن شئ سواها؟'' أجابها الفتى بالغرفة المُجاورة لغرفة ميرديث أي أن غرفة أيزاك مقابلة للغرفتين. كان الفتي أيضاََ يجلس علي الأرض أمام زجاج غرفته و يبدو أنه أستيقظ لتوه ليحول أيزاك نظره له سريعاََ
''صباح النور أندرو'' قالها أيزاك بسخرية ليقلب أندرو عيناه و يقول
''نعم نعم، صباح الخير أيزاك و صباح الخير لكِ أيضاََ مير، هل يمكننا العودة للموضوع الأساسي؟''
''نعلم أنه دائماََ ما يراها يا أندرو لكن لا يبدو بذلك الضيق في كل مرة يراها'' مير لا ترى أندرو نظراََ لأن غرفته بجانبها و هي لا تري سوى الغرف المُقابلة لها كما الحال مع أندرو.
'' أنتِ على حق مير، في معظم الأوقات أرى أنها معي و تحبني كما أفعل و أتحدث معها في كل ما يؤذيني و هي منصتة لي، تخفف عني العبء و تحتويني. أنا أرى في تلك الهلاوس كل ما كنت أريد رؤيته في الحقيقة و لم يتحقق أبداََ، لكن ليلة أمس كنا نتشاجر و أخبرتني العديد من الأشياء التي لا أريد سماعها تماماََ كما فعلت في اليوم الذي مات به جاستن.''
"قُتل'' صحح أندرو. رمقه أيزاك نظرة قاتلة و ميرديث وضعت رأسها على الزجاج بخيبة و صرخت بحدة قائلة
''أنتظر فقط عندما يُفتح ذلك الباب ستكون مهمتي الأولى هي صفعك''
''أعتذر،أكمل أيزاك'' قالها أندرو و يبدو أن ميرديث أخافته بالفعل لترفع ميرديث رأسها من علي الزجاج و تبتسم بإنتصار، ليبادلها أيزاك مُبتسماََ بخفة.
'' لقد أخبرتني ليلة أمس أنها مجرد خيال في عقلي، انها تكرهني و أنها كانت تعلم بمشاعري لكنها أختارت تجاهلها كل يوم و ظنت أنني سأقلع عنها عندما تكون مع جاستن لأنها تخبرني بطريقة غير مباشرة بأنها لا تحبني.''
ملامح الحزن أرتسمت علي محياه بينما يسرد عليهم ما قالته أليكس و بطريقة غير مباشرة كان يسرد علي أنا أيضاََ لأنني بالطبع مثلهم و لا أعلم ما قالته له و تسبب له بذلك الغضب.
أطلق أندرو و ميرديث شهقة عالية على ما قاله و تبدو عليهم ملامح التأثر الشديدة ليستكمل
''كما أنها قالت أنه سيحبني شخص ما لكن ليست هي''
''حسناََ هي لم تكذب'' قالتها ميرديث و هي تهز كتفيها ببديهية ليعقد حاجبيه بعدم فهم
''أنت شخص رائع يا أيزاك و لطيف بالتأكيد ستجد فتاة أجمل منها و تقدرك أكثر''
''بالطبع رائع ولطيف و مجنون و إذا أثارت غضبي لن أتردد لحظة في قتلها، كيف لها أن ترفضني مير أنتِ عل حق'' أجابها أيزاك بنبرة ساخرة لكنها لم تخلو من الحزن كذلك لتتنهد ميرديث لكونها لم تستطع أن تُحسن من مزاج صديقها قليلاََ.
''هي ،لا تيأسوا هكذا''جذب أندرو إنتباههم ثم استكمل ''سنخرج من هنا قريباََ و سنسافر معاََ خارج لوس أنجلوس، ألم تكن تلك خطتنا؟''
أبتسما أيزاك و مير علي كلام أندرو و قالت ميرديث ''نعم بالظبط تلك هي الخطة و لا يجب لأي شئ ان يشغلنا عنها''
''أنتم الشيء الوحيد الذي يجعلني أتحمل ذلك المكان'' قالها أيزاك بإبتسامة شاردة مهمومة.
ذلك ألطف شئ رأيته يوماََ، أيزاك مع أصدقائه الأوفياء هو المفضل بالنسبة لي. لأكن صريحة هو يستحق أن يمتلك أصدقاء لطفاء مثلهم يشعرونه أنه محبوب و أنه قيم بالنسبة لهم.
أتسائل لمَ دخلوا المصحة هم أيضاََ.
''يكفي يا رفاق، تعلمون أني حساس و قد أبكي أمامكم الآن ''مزح آندرو بينما يمسح دموعة الوهمية ليضحك كلاََ من أيزاك و مير قبل أن يأتي طبيب ما إلي الطابق و معه حارسين.
''هيا وقت الإفطار، أذهبوا للقاعة بسرعة أمامكم عشر دقائق للإستعداد و إلا لن يكون هناك إفطار لليوم''.
بدأ الحارسين بفتح أبواب الغرف بمفاتيحها الخاصة و أيقظوا المرضي.
''أحياناََ أشعر أنه لا يعرف سوى تلك الجملة، منذ مجيئي إلى هنا لم أسمع منه شئ سوى تلك الجملة'' قالتها ميرديث بينما تراقب للطبيب بكره واضح.
''فليحترقوا جميعهم بالجحيم، هيا سأغسل وجهي ثم نذهب'' رد عليها أندرو ثم نهض من على الأرض و ذهب إلى المرحاض الموجود بالغرفة.
''ألا يمكنني تناول الوجبة هنا؟'' سأل أيزاك ميرديث بجدية.
''لا، أنت تعلم قوانين الإفطار في القاعة و الغذاء في الغرفة و لا عشاء كالعادة''
''لا أفهم ما الفكرة من ذلك''
''لا شخص يفهم هذا المكان'' قالتها ثم خرجوا جميعهم بعدما فتح الحارس باب غرفهم ليتوجهوا لقاعة الطعام بالأسفل و أندرو يقف بالمنتصف بينهم ويضع يديه فوق كتفاي أيزاك و ميرديث لينزلوا الدرج و هم بتلك الوضعية مُحتضنين بعضهم البعض و الإبتسامة تعلو وجوههم و أنا أتبعهم.
.
.
.
جلس للأصدقاء الثلاثة في قاعة الطعام و معهم أطباق الإفطار ليشرع كل منهم في تناول إفطاره في صمت غير معتاد.
تجلس بيل في البقعة الفارغة بجانب أيزاك الذي يجلس أمام ميرديث و أندرو. تأملت بيل قاعة الطعام الواسعة المليئة بالطاولات ، هناك طاولة كبيرة و طويلة تُعد أكبر طاولة في القاعة يوجد عليها أصناف طعام الإفطار المُختلفة التي يتم تقديمها للمرضي كما أن الطعام لا يبدو في أجمل حالاته لكنه يفي بالغرض.
أمام الطاولة يوجد مجموعة من السيدات يسكبن الطعام في صحون المرضى.
تضع مير معلقتها علي الطاولة بهدوء و تنظر حولها مُتفقدة المكان من حولهم لينتبه لها أندرو
''مير، لمَ لم تُنهي طعامك؟'' قال أندرو متعجباََ فهي ليست من طباع ميرديث
'' لأن هناك ما أريد أن أحدثكم به'' رفع أيزاك نظره من طبقه و أنتبه لها، وضع معلقته علي الطاولة هو الآخر ثم قال
''تحدثي''
أخذت مير نفساََ عميقاََ قبل أن تسترسل
''سيظل ذلك الكلام سرا بيني و بينكم يا رفاق، إن عرف أحد أنني أعرف أي شئ عن هذا المكان سينتهي أمر ثلاثتنا''
ملامح التوتر ظهرت واضحة على أيزاك و أندرو ليسارع أندرو سائلاََ
''ماذا حدث يا مير؟ أنتِ تقلقيني''
''لقد عرفت سر ما يوجد بتلك الحقنة الذي يتسبب في كل تلك الأشياء التي نراها فقد سمعت طبيبين يتبادلان أطراف الحديث عن هذا الأمر ، أمر العقار الذي يجعلك ترى أل يا أيزاك''
نظرت بيل لأيزاك لتجد ملامح الصدمة تعتليه. تجمد أيزاك في مكانه لبعض اللحظات لا يعلم إن كان مُستعداََ لما ستقوله أم لا.
''ما هو مير؟ '' سأل أندرو السؤال الذي لم يجرؤ أيزاك علي سؤاله فهو يخشى ما سيحدث بعد أن يعلموا سر خطير كهذا، هل سيتغير كل شئ؟ أم سيكون قادراََ على رؤية أليكس كما يفعل في كل جرعة.
'' تلك الحقنة يوجد بها عقار مهلوس، و يدعي عقار الإكستاسى''
''و ما هو الإكستاسى؟'' سأل أندرو ناظراََ لمير بإهتمام ليجيب أيزاك نيابة عن ميرديث
'' كما قالت مير فهو عقار مهلوس و الإكستاسي يجعلك تهلوس سمعياََ و بصرياََ ألم تسمع عنه قط؟''
هز أندرو رأسه بالسلب ليُكمل أيزاك
''أنا لا أعلم عنه الكثير أيضاََ لكن كل ما أعرفه هو أنه تم تركيبه أول مرة في عام ١٩١٢ في ألمانيا، يعتبر من اخطر أنواع المخدرات التي ظهرت على مستوى العالم ''
''المخدرات؟'' سأل أندرو بصدمة مقاطعاََ أيزاك ليومئ له و تستكمل مير
''إنه يُذهب العقل أندرو كما أنه يجعلك تهلوس و ذلك ما تفعله المخدرات لذلك هو يُعد مخدرا''
'' و لمَ هو من أخطر المخدرات؟ '' سأل أندرو و تبدو عليه علامات عدم الفهم.
'' أنا لا أعلم الكثير عن ذلك العقار لكن من تجربة شخصية فهذا المخدر يحتوى على طاقة خارقة عن المعتاد لذلك في أغلب الاوقات تُحطم ما بالغرفة و ترقص و تصرخ بجنون، أعتقد أن تلك الطاقة و السعادة التي تعتليك و الهلوسات و كل ذلك يحدث بسبب ذلك العقار'' أجابت ميرديث بصوت خافت لتحرص على أن لا أحد أخر يسمعهم ليرد أيزاك علي كلامها
''بالتأكيد هي كذلك، الغريب بالأمر أن الإكستاسي غير مشهور لذلك لا تجد الكثير على دراية بما يفعله بالمرء، و إن كان مخدرا هل يسبب الإدمان أم لا؟ ، هناك العديد من الأشياء التي لازلنا نجهلها''
''ربما يجهلون هم أيضاََ لذلك يقومون بتجربته علينا، كي يروا إلى أي مدى قد تصل قوته و خطورته'' أستنتج أندرو لينظر أيزاك و مير له بخوف
'' قد تكون علي حق أندرو''. قالت ميرديث
أخد أيزاك نفسا عميقا ثم وضع رأسه بين يداه و بيل تنظر لهم بصدمة فهي تعلم عن ذلك العقار بعض الأشياء المهمة التي كانوا يجهلوها في ذلك العام بالمصحة *عام ١٩٥٣*
''لقد لاحظت شيئا أخر لكن أتمني من قلبي أن أكون مُخطئة''
''تحدثي مير'' قالها أيزاك بنفاذ صبر لتتنهد ميرديث و تستكمل
''لقد لاحظت أن في الآونة الأخيرة توفى عديد من الأشخاص بالمصحة جراء سكتة قلبية و كانوا يتعاطون العقار نفسه الموجود بالحقن بإجبار من الأطباء''
''إذن أنت تعتقدين أن... '' قالها أيزاك لتقاطعه مير بسرعة قائلة ''أن ذلك العقار قد يُسبب سكتة قلبية، نعم ربما ذلك العقار هو السبب''
وضعت بيل يدها على فمها بصدمة و بدأت تبحث في عقلها عن جميع المعلومات التي سبق أن قرأتها عن عقار الإكستاسي لتتذكر ما قرأت عن أعراضه في مرة و انه يتسبب في إصابة المخ بأضرار طويلة الأمد و يؤدي تعاطي جرعات زائدة من هذا العقار الي تدمير خلايا المخ وقد يسبب خلل في الذاكرة والتسمم وفقدان الشهية واضطرابات قلبية وارتفاع في درجة الحرارة وتجلط في الدم وقد يؤدي في النهاية إلى حدوث السكتة القلبية .
كل تلك المعلومات التي أدركتها بيل كانت جزء بسيط مما تعرفه عن العقار لكن كان يجهلها الرفاق الثلاثة في وقتهم هذا.
ساد الصمت بينهم لوهلة و جميعهم شاردين فيمَ أخبرتهم به مير يفكرون بمَ سيحدث إن كانت محقة.
''سنموت هنا حتماََ''قالها أندرو و هو يضع رأسه بين يداه.
''ليس إذا هربنا'' نظر أندرو لأيزاك بإستهزاء بعد ما قاله
''لا مهرب من هنا أيزاك، أنا أحاول منذ زمن''
''حاول أكثر'' صاح أيزاك و ضرب بيده علي الطاولة لتهتز أطباق الطعام و يلتفت بعض المرضى لهم لينهض أيزاك من مكانه مُتوجهاََ إلى الحمام و بيل لازالت تجلس مع أندرو و مير و هي تنظر لظهر أيزاك بينما يبتعد عنها تدريجياً.
وصل أيزاك إلى حمام الرجال الموجود بالقاعة ليدلف إليه سريعاََ و يقوم بغسل وجهه و بيل تقف أمام الباب بعد لحاقها به تنتظر خروجه لتتوجه معه إلى أياََ يكن المكان الذي سيذهب إليه بعد خروجه.
سمعت بيل أصوات تحطيم عالية لتتردد في البداية لكنها سرعان ما فتحت الباب بخفة لتجد أن أيزاك حطم مرآة الحمام و قطرات الدماء تنزلق بين أنامله لتستقر علي الأرض ،وجهه يوحى بكم الغضب و الحزن الذي يشعر بهما، نفذت كل كلمات بيل المُهدئة و لا تقوى على قول المزيد له فهي مثله غاضبة من ما حدث في ذلك المكان الذي من المفترض أن يعالجه و يساعده على التحسن لتتوافر له فرصة أخرى يكون فيها الشخص الذي أراده طوال الوقت، فرصة ليُحقق ما أراد تحقيقه لكن أعاقه مرضه.
غسل أيزاك يداه مجدداََ ثم خرج من الحمام ليجد أن وقت الإفطار قد انتهى و ميرديث متوجهه إلي السلالم لتصعد الطابق الثاني و لكن أستوقفها أيزاك قائلاََ
'' أين أندرو، لمَ ليس معك؟ ''
''قال أنه سيذهب إلى الحمام ثم سيلحق بنا'' قالتها بعدم إكتراث و يبدو أن مزاجها تعكر بالفعل
''لكني كنت هناك قبل قليل و لم أصادفه في طريقي إليكِ''
تبدلت نظرة ميرديث ليكتسح القلق معالم وجهها و تراقب المكان من حولها تبحث عن صديقها بعينيها لكنها لا تجده و بيل تفعل المثل دون جدوى.
ركض أيزاك بإتجاه الحمام بسرعة ليبحث عنه فربما يكون هناك بالفعل. فتح باب الحمام بسرعة ليجده خالِِ و كل ما يُري هو زجاج المرآة المُتناثر على الأرض. عاد أيزاك لميرديث ركضاََ ليخبرها بينما يحاول تنظيم أنفاسه
''إنه ليس بالحمام '' لتضع مير يدها على رأسها و هي تفكر أين قد يختفي صديقهم.
''أندرو؟! '' قالها أيزاك بصوت خافت و هو ينظر خلف ميرديث بصدمة لتلتفت بسرعة و تجد ما كانت لا تود رؤيته ابداََ. شهقت بيل عند رؤية أندرو و خلفه ثلاثة من رجال الأمن بالمصحة.
''أندرو؟!'' قالتها ميرديث بنبرة متسائلة راجية منه أن يشرح لها ما حدث و أنه ليس ما تفكر به لكن كالعادة لا حياة لمن تنادي.
''أعتذر ميرديث، لكن مهمتي هنا هي التأكد من أن لا أحد يعلم ذلك السر الصغير الذي تعلمينه انتِ و التأكد بأن فمك سيظل مغلقاََ نهائياََ و على نحو حاسم''
نظر ثلاثتهم _بيل و أيزاك و ميرديث_ له بصدمة لكن تلك الصدمة لا تضاهي شعوري الخيبة و الخيانة اللذان صدما ميرديث بشدة. تلوم نفسها على إستئمانه على ذلك السر لكنها ظنت أنه سيصونه كصديقها الوفي الذي حملت له مشاعر تجاوزت حدود الصداقة و كم كانت تتمني أن ما تفكر به غير صحيح لكنه بالفعل قد قام بخيانتهم و لا أحد منهم يعرف السبب الذي دفعه لفعل ذلك. أصرت ميرديث علي معرفة السبب فربما إذا كان هناك حجة مقنعة ستغفر له في يوم من الأيام.
''من أنت؟ '' قالتها ميرديث بهدوء و عيناها تحبس الدموع المُتراكمة فيها.
''أنا الطبيب أندرو سميث و أعمل بمصحة لوس أنجلوس '' وقعت تلك الجملة علي أيزاك و ميرديث وقع الصاعقة. آخر ما كان يتمناه كليهما أن يكون صديقهم المفضل طبيب في المصحة التي كانت سبباََ في عنائهم و شقائهم.
''طبيب أم جاسوس؟ '' ردت ميرديث بحدة و هي تنظر له ببغض شديد.
''سميه ما تريدين، أحضروها'' أعطى أمره لرجال الأمن ليتحرك إثنان منهم ناحية ميرديث و قبل حتى أن تحاول الهرب كان قد أمسك بها رجال الأمن و يجروها إلى مكان ما يجهله أيزاك الذي يحاول الركض ورائهم و تحريرها من قبضتهم لكن قد أمسك به رجل الأمن الثالث ليصيح أيزاك بغضب
''أتركني، ميرديث''
كانت ميرديث تبتعد عنه تدريجياََ و هي تبكي و تصرخ، تحاول أن تقاوم رجال الأمن و تتملص من قبضتهم لكنهم أقوى منها بأضعاف.
اقترب أندرو من أيزاك و أمسك بياقته ليرمق أيزاك نظرة حاقدة لمن ظن في يوم أنه صديقه
''لقد كانت تحبك'' قالها أيزاك لأندرو بصوت خافت ليجيب أندرو بنبرة تخللتها الأنانية
''إنها ليست مشكلتي''
بصق أيزاك على وجه أندرو ليُغمض أندرو عينيه محاولا السيطرة علي غضبه و بعدها بوهله تتبدل للإبتسام و تخرج منه ضحكة ساخرة ثم يعطي أمره للحارس المُمسك بذراعي أيزاك
''أنت تعلم ماذا تفعل'' ليومئ الحارس له ثم يأخذ أيزاك بعيداََ.
'' لا لا أتركني، ميرديث'' كان أيزاك يحاول مقاومة رجل الأمن لكن أيزاك لايزال فتى مُراهق و لن يتغلب عليه،بالرغم من ذلك هو لم يستسلم لتلك الحقيقة و أكمل دفاعه و تجاهل رغبته المُلحة في البكاء و لكم أندرو حتى الموت.
''ميرديث ،أرجوك فقط لا تؤذيها أندرو'' قالها أيزاك لأندرو الذي يسير بعيداََ عنه ليلوح أندرو لأيزاك بيده دون أن يلتفت حتي.
في تلك اللحظة التي كان قلب أيزاك يخفق خوفاََ على ميرديث و ما سيحدث بها كانت بيل تراقب الموقف بالزاوية و قلبها مُتألم لهم و هي لا تعرف من تتبع، أيزاك ام ميرديث. قررت في النهاية أنها ستذهب وراء ميرديث أولاََ.
#أيزاك
#بعد ساعتين
أستيقظت لأجد نفسي في غرفتي نائم على الأرض و أنا لا أتذكر متى غفوت. نهضت من على الأرض، أقتربت من الزجاج و أنا أتفقد الغرفة المُقابلة لي ''غرفة ميرديث'' أبحث عنها بعيناي لكن لا يوجد أحد،الغرفة فارغة تماماََ. أطرق على الزجاج بقوة لينتبه لي أي شخص
''ميرديث '' كان أول اسم صحت به و لا أحد جاء ليتفقدني كما لو أنهم لا يروني أو حتى يسمعونني.
زدت من طرقي على الزجاج لأطرق بقوة أكبر و أنا أنادي
''أندرو'' لا أحد.
''أندرو أنا أعلم أنك تسمعني لذا تعالى إلي هنا و أخبرني أين مير''
ظهر أندرو من أول الردهه و بدأ يسير نحو غرفتي ليقف أمام الغرفة و ينظر لي بتحدي
''أرى أنك أستيقظت من قيلولتك'' قالها ببرود و هو مُبتسم بخبث. جدياََ لماذا يبتسم هل خيانتك لأصدقائك ممتعة هكذا؟ أم هو لم يعتبرنا أصدقاءه من الأساس؟ بالطبع لم يفعل.
''أين ميرديث؟''
''أوه، أعتذر عن عدم إيقاظك لتشهد بعينيك الحدث المهم، لقد كان حدثا بسيطا بين أطباء و إدارة المصحة''
''لا تجعلني أفقد أعصابي يا أندرو أين ميرديث؟'' قلتها و أنا سأشتعل غضباََ أمامه.
'' لا تقلق أيزاك ،لن يعلم أحد بأمر العقار بعد الآن، ميرديث كانت تحمل سراََ لا تستطيع كتمانه'' ماذا يعني بكانت؟
'' كانت ؟ '' قلتها بإستنكار أحاول أن أُهدئ من روعي و أحلل جملته داخل عقلي ربما يكون لها معنى آخر غير ما أفكر به. أختفت إبتسامته لينظر لي بعيون حاقدة قائلاََ
''انت و صديقتك الصغيرة لن تُعيقونا مجدداََ، و إن كنت تفكر بالأمر أخبرني كي تلحقها فأنا مستعد لإقتلاع رأس أي شخص يقف بطريق تلك المصحة. مفهوم؟''
تلك كانت الجملة التي أكدت لي الجريمة الشنيعة التي أقترفها بحق الفتاة التي كانت تحبه من الأصل، بحق صديقتي المقربة و بحقي أيضاََ. لم أستطع تمالك نفسي لأصرخ بأعلى صوتي و أنا ألكم الزجاج بقوة
''أقسم لك أنك ستندم يا أندرو و سأخبر الجميع بما تفعله أنت و تلك الإدارة الحقيرة''
ضحك أندرو بصوت عالِِ جعلني أتوق شوقا لقتله أكثر.
''حسناََ أخبرهم، متي ستخبرهم؟ ماذا ستخبرهم؟ أنسيت أنك مريض؟ و لا أحد يصدق المرضى.. من لحظتنا تلك ستأكل الإفطار هنا إن كان هناك إفطار من الأساس لن تنزل لقاعة الطعام و ستُعزل في طابق وحدك حتي لا تُسمم عقول مرضاي بهرائك''
'' أنسيت أمر لجنة التفتيش التي تمر على الطوابق بأكملها؟ '' أبتسم لي و يبدو أن لا شئ ينجح في إثارة غضبه
'' ما لا تعلمه أنت و صديقتك المُتطفلة هو أن الإكستاسي يُستخدم لأغراض طبية كذلك، لذلك لا تُرهق نفسك. أنت عالق هنا.''
قالها و بدأ بالسير بعيداََ من أمام غرفة أيزاك.
''لقد كانت صديقتي المفضلة يا لعين، لقد كانت صديقتنا'' قلتها و انا ألكم بقوة أكثر على الزجاج و أصرخ بكل ما أملك من قوة.
''العمل عمل،لا تفرقة فيه و لا أصدقاء'' بمجرد أن قال أندرو تلك الجملة خرج من الطابق و أختفى من أنظار أيزاك بينما أيزاك متسمر في مكانه لا يستطيع إستيعاب أنه لن يري مير مجدداََ و صديقه الذي أستأمنه كان ألد أعداءه لكن متنكراََ في زي صديق.
.
.
.
#قبل ساعتين
تتبعت بيل ميرديث إلى غرفة سوداء فارغة لا يوجد بها أي شئ سوى إضاءة خافتة.
بعد مُحاولات عدة من ميرديث لتقاوم رجال الأمن أستسلمت و وضعوها على كرسي و قاموا بربطها به تحت أنظار بيل ليدلف أندرو سريعاََ إلى الغرفة
''مرحباََ ميرديث''
تجاهلته ميرديث و هي تنظر ناحية الأرض ليمسك أندرو وجهها ويرفعه له.
''هل كسرت قلبك الصغير؟ أعتذر علي ذلك لكن أنتِ لم تصارحيني قط''
''كأنك ستعفو عني إن فعلت'' قالتها بسخرية ليترك أندرو رأسها
''أنتِ علي حق، لم أكن لأعفو عنك في كلتا الحالتين فأنتِ بلسانك الثرثار هذا تُشكلين خطرا، خطر يجب التخلص منه'' ملامح الخوف شقت طريقها إلى وجه ميرديث و هي تحاول تحرير يداها من الحبل
''أقسم لك أندرو أنا لا أعرف أي شئ سوى ما أخبرتكم به، أقسم لك'' قالتها بذعر و فقدت التحكم بأعصابها و دموعها تشق سبيلها على وجنتيها.
''و هذا كثير جداََ لتعلميه'' قالها ثم أخرج سلاحه من جيبه ووجهه علي رأس ميرديث لتشهق بيل بصدمة و تتحرك بجسدها للخلف ببطأ مُبتعدة عنهم و هي ترتعش حتى أصطدم ظهرها بالحائط.
''لا لا لا أيزاك أخرجني من هنا قبل أن يفعلها أنا لا أستطيع رؤيتها هكذا أرجوك أخرجني من هنا''
توسلت بيل على أمل أن يخرجها أيزاك لكن للآسف، تأخرت كثيرا
''أندرو لا تفعل أرجوك'' قالتها مير دموعها تأبى التوقف و تنظر لأندرو برجاء
''هل لكِ أمنية أخيرة؟ '' تنفست مير بعمق و قررت أنها لن تموت ذليلة مُترجية قاتلها أن يتركها و يصفح عنها فرفعت رأسها بكبرياء و قالت بنبرة و عيون لا ترى سوي الحقد و الكراهية و الخذلان
''أتمني أن تحترق في الجحيم''
سرعان ما قالت مير تلك الجملة دوى صوت إطلاق النار في المكان و أصبحت دماء ميرديث تملأ كل مكان بالغرفة لتشعر بيل أن قدميها لا تقوى علي حملها لينزلق ظهرها المُسند على الحائط و تستقر على الأرض الدامية و هي تبكي و تضع يد على فمها أثر الصدمة و الأخرى على قلبها المُتألم لتلك الفتاة.
أنفاسها غير مُنتظمة و هي لا تستطيع تنظيمها فقد فقدت السيطرة عليهم منذ أن سحب أندرو الزناد. تتنفس بيل بسرعة و بطريقة غير مُنتظمة و دموعها لم تتوقف و ما زاد الأمر سوءََ أنها فقدت القدرة علي التنفس و تشعر كأن الغرفة تدور بها.
'' لا لا، ليس الآن '' قالتها بيل بينما تحاول التنفس بإنتظام لكنها تفشل.
''أيزاك'' إستغاثت مجدداََ بصوت أقرب إلى الهمس و إرتجافها يزداد.
تلك الأعراض لم تكن غريبة على بيل فهي تُعاهدها كل نوبة هلع. نعم، بيل في نوبة هلع و فقدت القدرة علي التنفس تماماََ.
_______________________
رأيكم في الشابتر؟ 💞
Ps: عارفه انها بتتكتب Meredith بس دا عشان فكرة الشابتر مش اكتر
.
.
أستيقظت أمام زجاج غرفة أيزاك في المصحة و انا أشعر بصداع شديد سيفتك برأسي ، تفقدت أيزاك لأجد أنه نائم و بقية المرضى نائمين بسلام.
كل ما أتذكره هو المرضى و هم يلكمون الزجاج و يصرخون، أتذكر صراخي علي أيزاك ليخرجني من اللعبة و هو لم يفعل. لمَ لم يفعل؟ هل رأى انه ليس بالموقف الهام ليفعل ذلك؟
أياََ يكن أعتقد أنني غفوت أو فقدت وعيي، لا يهم ما حدث هناك أشياء أهم لأحفل بشأنها.
سمعت أصوات طرق على الزجاج من الغرفة المُقابلة لغرفة أيزاك. لا ليس مجدداََ. ألتفت لأجد فتاة تبدو في مثل عمر أيزاك تجلس أرضاََ مربعة قدميها أمام الزجاج و تطرق عليه. هي فتاة بشعر بني و عيون عسلية، ملامحها تبدو لطيفة جدا علي أن تكون في تلك المصحة. تطرق الفتاة بقوة على الزجاج تراقب أيزاك النائم علي بضجر ، هي تحاول إيقاظه.
''أيزاك'' نادت الفتاة و طرقت الزجاج بصوت أعلى ليفتح أيزاك عيناه بخمول و ينظر لها، رفع حاجبه لها مُتسائلاََ عن سبب إيقاظها له.
'' لماذا مازلت نائم حتى الآن؟ '' قالتها مُحاولة التحدث بصوت مسموع نظراََ للمسافة المتوسطة بين الغرف و الزجاج الفاصل بينهم.
''مير، الجميع نائم. ألا ترين أنكِ الوحيدة النشيطة هنا؟'' قال أيزاك بخمول و أغلق عيناه بخمول ليستكمل نومه.
'' أنا لست نشيطة أو ما شبة تبقى دقائق على ميعاد الإفطار و سنستيقظ جميعاََ لنذهب للقاعة''
''و لمَ تيقظيني الآن؟ '' تساءل مستنكراََ
''بدلاََ من أن تشكرني، إن تركتك و لم تستيقظ معهم من المحاولة الأولى كنت ستجد المياة الباردة علي وجهك''
''ميرديث؟'' قالها بنبرة لعوبة ثم أعتدل في جلسته أمام الزجاج مربعاََ قدميه بنفس وضعيتها و يضيق عينيه لتستنتج أنه لم يقتنع بحجتها.
ميرديث إذن.
''حسناََ حسناََ، أردت سؤالك عن ما رأيته ليلة أمس''
بدأت ملامح وجه أيزاك تتحول للعبوس و هو ينظر إلى أي مكان عدا وجه ميرديث.
''ذلك لا يبدو جيداََ'' قالتها بإبتسامة حزينة ثم أستكملت ''أليكس مجدداََ؟''
لم يجيبها أيزاك و أكتفى بالإيماء مُتجاهلاََ النظر إلى عينيها.
''و منذ متى و هو يهلوس عن شئ سواها؟'' أجابها الفتى بالغرفة المُجاورة لغرفة ميرديث أي أن غرفة أيزاك مقابلة للغرفتين. كان الفتي أيضاََ يجلس علي الأرض أمام زجاج غرفته و يبدو أنه أستيقظ لتوه ليحول أيزاك نظره له سريعاََ
''صباح النور أندرو'' قالها أيزاك بسخرية ليقلب أندرو عيناه و يقول
''نعم نعم، صباح الخير أيزاك و صباح الخير لكِ أيضاََ مير، هل يمكننا العودة للموضوع الأساسي؟''
''نعلم أنه دائماََ ما يراها يا أندرو لكن لا يبدو بذلك الضيق في كل مرة يراها'' مير لا ترى أندرو نظراََ لأن غرفته بجانبها و هي لا تري سوى الغرف المُقابلة لها كما الحال مع أندرو.
'' أنتِ على حق مير، في معظم الأوقات أرى أنها معي و تحبني كما أفعل و أتحدث معها في كل ما يؤذيني و هي منصتة لي، تخفف عني العبء و تحتويني. أنا أرى في تلك الهلاوس كل ما كنت أريد رؤيته في الحقيقة و لم يتحقق أبداََ، لكن ليلة أمس كنا نتشاجر و أخبرتني العديد من الأشياء التي لا أريد سماعها تماماََ كما فعلت في اليوم الذي مات به جاستن.''
"قُتل'' صحح أندرو. رمقه أيزاك نظرة قاتلة و ميرديث وضعت رأسها على الزجاج بخيبة و صرخت بحدة قائلة
''أنتظر فقط عندما يُفتح ذلك الباب ستكون مهمتي الأولى هي صفعك''
''أعتذر،أكمل أيزاك'' قالها أندرو و يبدو أن ميرديث أخافته بالفعل لترفع ميرديث رأسها من علي الزجاج و تبتسم بإنتصار، ليبادلها أيزاك مُبتسماََ بخفة.
'' لقد أخبرتني ليلة أمس أنها مجرد خيال في عقلي، انها تكرهني و أنها كانت تعلم بمشاعري لكنها أختارت تجاهلها كل يوم و ظنت أنني سأقلع عنها عندما تكون مع جاستن لأنها تخبرني بطريقة غير مباشرة بأنها لا تحبني.''
ملامح الحزن أرتسمت علي محياه بينما يسرد عليهم ما قالته أليكس و بطريقة غير مباشرة كان يسرد علي أنا أيضاََ لأنني بالطبع مثلهم و لا أعلم ما قالته له و تسبب له بذلك الغضب.
أطلق أندرو و ميرديث شهقة عالية على ما قاله و تبدو عليهم ملامح التأثر الشديدة ليستكمل
''كما أنها قالت أنه سيحبني شخص ما لكن ليست هي''
''حسناََ هي لم تكذب'' قالتها ميرديث و هي تهز كتفيها ببديهية ليعقد حاجبيه بعدم فهم
''أنت شخص رائع يا أيزاك و لطيف بالتأكيد ستجد فتاة أجمل منها و تقدرك أكثر''
''بالطبع رائع ولطيف و مجنون و إذا أثارت غضبي لن أتردد لحظة في قتلها، كيف لها أن ترفضني مير أنتِ عل حق'' أجابها أيزاك بنبرة ساخرة لكنها لم تخلو من الحزن كذلك لتتنهد ميرديث لكونها لم تستطع أن تُحسن من مزاج صديقها قليلاََ.
''هي ،لا تيأسوا هكذا''جذب أندرو إنتباههم ثم استكمل ''سنخرج من هنا قريباََ و سنسافر معاََ خارج لوس أنجلوس، ألم تكن تلك خطتنا؟''
أبتسما أيزاك و مير علي كلام أندرو و قالت ميرديث ''نعم بالظبط تلك هي الخطة و لا يجب لأي شئ ان يشغلنا عنها''
''أنتم الشيء الوحيد الذي يجعلني أتحمل ذلك المكان'' قالها أيزاك بإبتسامة شاردة مهمومة.
ذلك ألطف شئ رأيته يوماََ، أيزاك مع أصدقائه الأوفياء هو المفضل بالنسبة لي. لأكن صريحة هو يستحق أن يمتلك أصدقاء لطفاء مثلهم يشعرونه أنه محبوب و أنه قيم بالنسبة لهم.
أتسائل لمَ دخلوا المصحة هم أيضاََ.
''يكفي يا رفاق، تعلمون أني حساس و قد أبكي أمامكم الآن ''مزح آندرو بينما يمسح دموعة الوهمية ليضحك كلاََ من أيزاك و مير قبل أن يأتي طبيب ما إلي الطابق و معه حارسين.
''هيا وقت الإفطار، أذهبوا للقاعة بسرعة أمامكم عشر دقائق للإستعداد و إلا لن يكون هناك إفطار لليوم''.
بدأ الحارسين بفتح أبواب الغرف بمفاتيحها الخاصة و أيقظوا المرضي.
''أحياناََ أشعر أنه لا يعرف سوى تلك الجملة، منذ مجيئي إلى هنا لم أسمع منه شئ سوى تلك الجملة'' قالتها ميرديث بينما تراقب للطبيب بكره واضح.
''فليحترقوا جميعهم بالجحيم، هيا سأغسل وجهي ثم نذهب'' رد عليها أندرو ثم نهض من على الأرض و ذهب إلى المرحاض الموجود بالغرفة.
''ألا يمكنني تناول الوجبة هنا؟'' سأل أيزاك ميرديث بجدية.
''لا، أنت تعلم قوانين الإفطار في القاعة و الغذاء في الغرفة و لا عشاء كالعادة''
''لا أفهم ما الفكرة من ذلك''
''لا شخص يفهم هذا المكان'' قالتها ثم خرجوا جميعهم بعدما فتح الحارس باب غرفهم ليتوجهوا لقاعة الطعام بالأسفل و أندرو يقف بالمنتصف بينهم ويضع يديه فوق كتفاي أيزاك و ميرديث لينزلوا الدرج و هم بتلك الوضعية مُحتضنين بعضهم البعض و الإبتسامة تعلو وجوههم و أنا أتبعهم.
.
.
.
جلس للأصدقاء الثلاثة في قاعة الطعام و معهم أطباق الإفطار ليشرع كل منهم في تناول إفطاره في صمت غير معتاد.
تجلس بيل في البقعة الفارغة بجانب أيزاك الذي يجلس أمام ميرديث و أندرو. تأملت بيل قاعة الطعام الواسعة المليئة بالطاولات ، هناك طاولة كبيرة و طويلة تُعد أكبر طاولة في القاعة يوجد عليها أصناف طعام الإفطار المُختلفة التي يتم تقديمها للمرضي كما أن الطعام لا يبدو في أجمل حالاته لكنه يفي بالغرض.
أمام الطاولة يوجد مجموعة من السيدات يسكبن الطعام في صحون المرضى.
تضع مير معلقتها علي الطاولة بهدوء و تنظر حولها مُتفقدة المكان من حولهم لينتبه لها أندرو
''مير، لمَ لم تُنهي طعامك؟'' قال أندرو متعجباََ فهي ليست من طباع ميرديث
'' لأن هناك ما أريد أن أحدثكم به'' رفع أيزاك نظره من طبقه و أنتبه لها، وضع معلقته علي الطاولة هو الآخر ثم قال
''تحدثي''
أخذت مير نفساََ عميقاََ قبل أن تسترسل
''سيظل ذلك الكلام سرا بيني و بينكم يا رفاق، إن عرف أحد أنني أعرف أي شئ عن هذا المكان سينتهي أمر ثلاثتنا''
ملامح التوتر ظهرت واضحة على أيزاك و أندرو ليسارع أندرو سائلاََ
''ماذا حدث يا مير؟ أنتِ تقلقيني''
''لقد عرفت سر ما يوجد بتلك الحقنة الذي يتسبب في كل تلك الأشياء التي نراها فقد سمعت طبيبين يتبادلان أطراف الحديث عن هذا الأمر ، أمر العقار الذي يجعلك ترى أل يا أيزاك''
نظرت بيل لأيزاك لتجد ملامح الصدمة تعتليه. تجمد أيزاك في مكانه لبعض اللحظات لا يعلم إن كان مُستعداََ لما ستقوله أم لا.
''ما هو مير؟ '' سأل أندرو السؤال الذي لم يجرؤ أيزاك علي سؤاله فهو يخشى ما سيحدث بعد أن يعلموا سر خطير كهذا، هل سيتغير كل شئ؟ أم سيكون قادراََ على رؤية أليكس كما يفعل في كل جرعة.
'' تلك الحقنة يوجد بها عقار مهلوس، و يدعي عقار الإكستاسى''
''و ما هو الإكستاسى؟'' سأل أندرو ناظراََ لمير بإهتمام ليجيب أيزاك نيابة عن ميرديث
'' كما قالت مير فهو عقار مهلوس و الإكستاسي يجعلك تهلوس سمعياََ و بصرياََ ألم تسمع عنه قط؟''
هز أندرو رأسه بالسلب ليُكمل أيزاك
''أنا لا أعلم عنه الكثير أيضاََ لكن كل ما أعرفه هو أنه تم تركيبه أول مرة في عام ١٩١٢ في ألمانيا، يعتبر من اخطر أنواع المخدرات التي ظهرت على مستوى العالم ''
''المخدرات؟'' سأل أندرو بصدمة مقاطعاََ أيزاك ليومئ له و تستكمل مير
''إنه يُذهب العقل أندرو كما أنه يجعلك تهلوس و ذلك ما تفعله المخدرات لذلك هو يُعد مخدرا''
'' و لمَ هو من أخطر المخدرات؟ '' سأل أندرو و تبدو عليه علامات عدم الفهم.
'' أنا لا أعلم الكثير عن ذلك العقار لكن من تجربة شخصية فهذا المخدر يحتوى على طاقة خارقة عن المعتاد لذلك في أغلب الاوقات تُحطم ما بالغرفة و ترقص و تصرخ بجنون، أعتقد أن تلك الطاقة و السعادة التي تعتليك و الهلوسات و كل ذلك يحدث بسبب ذلك العقار'' أجابت ميرديث بصوت خافت لتحرص على أن لا أحد أخر يسمعهم ليرد أيزاك علي كلامها
''بالتأكيد هي كذلك، الغريب بالأمر أن الإكستاسي غير مشهور لذلك لا تجد الكثير على دراية بما يفعله بالمرء، و إن كان مخدرا هل يسبب الإدمان أم لا؟ ، هناك العديد من الأشياء التي لازلنا نجهلها''
''ربما يجهلون هم أيضاََ لذلك يقومون بتجربته علينا، كي يروا إلى أي مدى قد تصل قوته و خطورته'' أستنتج أندرو لينظر أيزاك و مير له بخوف
'' قد تكون علي حق أندرو''. قالت ميرديث
أخد أيزاك نفسا عميقا ثم وضع رأسه بين يداه و بيل تنظر لهم بصدمة فهي تعلم عن ذلك العقار بعض الأشياء المهمة التي كانوا يجهلوها في ذلك العام بالمصحة *عام ١٩٥٣*
''لقد لاحظت شيئا أخر لكن أتمني من قلبي أن أكون مُخطئة''
''تحدثي مير'' قالها أيزاك بنفاذ صبر لتتنهد ميرديث و تستكمل
''لقد لاحظت أن في الآونة الأخيرة توفى عديد من الأشخاص بالمصحة جراء سكتة قلبية و كانوا يتعاطون العقار نفسه الموجود بالحقن بإجبار من الأطباء''
''إذن أنت تعتقدين أن... '' قالها أيزاك لتقاطعه مير بسرعة قائلة ''أن ذلك العقار قد يُسبب سكتة قلبية، نعم ربما ذلك العقار هو السبب''
وضعت بيل يدها على فمها بصدمة و بدأت تبحث في عقلها عن جميع المعلومات التي سبق أن قرأتها عن عقار الإكستاسي لتتذكر ما قرأت عن أعراضه في مرة و انه يتسبب في إصابة المخ بأضرار طويلة الأمد و يؤدي تعاطي جرعات زائدة من هذا العقار الي تدمير خلايا المخ وقد يسبب خلل في الذاكرة والتسمم وفقدان الشهية واضطرابات قلبية وارتفاع في درجة الحرارة وتجلط في الدم وقد يؤدي في النهاية إلى حدوث السكتة القلبية .
كل تلك المعلومات التي أدركتها بيل كانت جزء بسيط مما تعرفه عن العقار لكن كان يجهلها الرفاق الثلاثة في وقتهم هذا.
ساد الصمت بينهم لوهلة و جميعهم شاردين فيمَ أخبرتهم به مير يفكرون بمَ سيحدث إن كانت محقة.
''سنموت هنا حتماََ''قالها أندرو و هو يضع رأسه بين يداه.
''ليس إذا هربنا'' نظر أندرو لأيزاك بإستهزاء بعد ما قاله
''لا مهرب من هنا أيزاك، أنا أحاول منذ زمن''
''حاول أكثر'' صاح أيزاك و ضرب بيده علي الطاولة لتهتز أطباق الطعام و يلتفت بعض المرضى لهم لينهض أيزاك من مكانه مُتوجهاََ إلى الحمام و بيل لازالت تجلس مع أندرو و مير و هي تنظر لظهر أيزاك بينما يبتعد عنها تدريجياً.
وصل أيزاك إلى حمام الرجال الموجود بالقاعة ليدلف إليه سريعاََ و يقوم بغسل وجهه و بيل تقف أمام الباب بعد لحاقها به تنتظر خروجه لتتوجه معه إلى أياََ يكن المكان الذي سيذهب إليه بعد خروجه.
سمعت بيل أصوات تحطيم عالية لتتردد في البداية لكنها سرعان ما فتحت الباب بخفة لتجد أن أيزاك حطم مرآة الحمام و قطرات الدماء تنزلق بين أنامله لتستقر علي الأرض ،وجهه يوحى بكم الغضب و الحزن الذي يشعر بهما، نفذت كل كلمات بيل المُهدئة و لا تقوى على قول المزيد له فهي مثله غاضبة من ما حدث في ذلك المكان الذي من المفترض أن يعالجه و يساعده على التحسن لتتوافر له فرصة أخرى يكون فيها الشخص الذي أراده طوال الوقت، فرصة ليُحقق ما أراد تحقيقه لكن أعاقه مرضه.
غسل أيزاك يداه مجدداََ ثم خرج من الحمام ليجد أن وقت الإفطار قد انتهى و ميرديث متوجهه إلي السلالم لتصعد الطابق الثاني و لكن أستوقفها أيزاك قائلاََ
'' أين أندرو، لمَ ليس معك؟ ''
''قال أنه سيذهب إلى الحمام ثم سيلحق بنا'' قالتها بعدم إكتراث و يبدو أن مزاجها تعكر بالفعل
''لكني كنت هناك قبل قليل و لم أصادفه في طريقي إليكِ''
تبدلت نظرة ميرديث ليكتسح القلق معالم وجهها و تراقب المكان من حولها تبحث عن صديقها بعينيها لكنها لا تجده و بيل تفعل المثل دون جدوى.
ركض أيزاك بإتجاه الحمام بسرعة ليبحث عنه فربما يكون هناك بالفعل. فتح باب الحمام بسرعة ليجده خالِِ و كل ما يُري هو زجاج المرآة المُتناثر على الأرض. عاد أيزاك لميرديث ركضاََ ليخبرها بينما يحاول تنظيم أنفاسه
''إنه ليس بالحمام '' لتضع مير يدها على رأسها و هي تفكر أين قد يختفي صديقهم.
''أندرو؟! '' قالها أيزاك بصوت خافت و هو ينظر خلف ميرديث بصدمة لتلتفت بسرعة و تجد ما كانت لا تود رؤيته ابداََ. شهقت بيل عند رؤية أندرو و خلفه ثلاثة من رجال الأمن بالمصحة.
''أندرو؟!'' قالتها ميرديث بنبرة متسائلة راجية منه أن يشرح لها ما حدث و أنه ليس ما تفكر به لكن كالعادة لا حياة لمن تنادي.
''أعتذر ميرديث، لكن مهمتي هنا هي التأكد من أن لا أحد يعلم ذلك السر الصغير الذي تعلمينه انتِ و التأكد بأن فمك سيظل مغلقاََ نهائياََ و على نحو حاسم''
نظر ثلاثتهم _بيل و أيزاك و ميرديث_ له بصدمة لكن تلك الصدمة لا تضاهي شعوري الخيبة و الخيانة اللذان صدما ميرديث بشدة. تلوم نفسها على إستئمانه على ذلك السر لكنها ظنت أنه سيصونه كصديقها الوفي الذي حملت له مشاعر تجاوزت حدود الصداقة و كم كانت تتمني أن ما تفكر به غير صحيح لكنه بالفعل قد قام بخيانتهم و لا أحد منهم يعرف السبب الذي دفعه لفعل ذلك. أصرت ميرديث علي معرفة السبب فربما إذا كان هناك حجة مقنعة ستغفر له في يوم من الأيام.
''من أنت؟ '' قالتها ميرديث بهدوء و عيناها تحبس الدموع المُتراكمة فيها.
''أنا الطبيب أندرو سميث و أعمل بمصحة لوس أنجلوس '' وقعت تلك الجملة علي أيزاك و ميرديث وقع الصاعقة. آخر ما كان يتمناه كليهما أن يكون صديقهم المفضل طبيب في المصحة التي كانت سبباََ في عنائهم و شقائهم.
''طبيب أم جاسوس؟ '' ردت ميرديث بحدة و هي تنظر له ببغض شديد.
''سميه ما تريدين، أحضروها'' أعطى أمره لرجال الأمن ليتحرك إثنان منهم ناحية ميرديث و قبل حتى أن تحاول الهرب كان قد أمسك بها رجال الأمن و يجروها إلى مكان ما يجهله أيزاك الذي يحاول الركض ورائهم و تحريرها من قبضتهم لكن قد أمسك به رجل الأمن الثالث ليصيح أيزاك بغضب
''أتركني، ميرديث''
كانت ميرديث تبتعد عنه تدريجياََ و هي تبكي و تصرخ، تحاول أن تقاوم رجال الأمن و تتملص من قبضتهم لكنهم أقوى منها بأضعاف.
اقترب أندرو من أيزاك و أمسك بياقته ليرمق أيزاك نظرة حاقدة لمن ظن في يوم أنه صديقه
''لقد كانت تحبك'' قالها أيزاك لأندرو بصوت خافت ليجيب أندرو بنبرة تخللتها الأنانية
''إنها ليست مشكلتي''
بصق أيزاك على وجه أندرو ليُغمض أندرو عينيه محاولا السيطرة علي غضبه و بعدها بوهله تتبدل للإبتسام و تخرج منه ضحكة ساخرة ثم يعطي أمره للحارس المُمسك بذراعي أيزاك
''أنت تعلم ماذا تفعل'' ليومئ الحارس له ثم يأخذ أيزاك بعيداََ.
'' لا لا أتركني، ميرديث'' كان أيزاك يحاول مقاومة رجل الأمن لكن أيزاك لايزال فتى مُراهق و لن يتغلب عليه،بالرغم من ذلك هو لم يستسلم لتلك الحقيقة و أكمل دفاعه و تجاهل رغبته المُلحة في البكاء و لكم أندرو حتى الموت.
''ميرديث ،أرجوك فقط لا تؤذيها أندرو'' قالها أيزاك لأندرو الذي يسير بعيداََ عنه ليلوح أندرو لأيزاك بيده دون أن يلتفت حتي.
في تلك اللحظة التي كان قلب أيزاك يخفق خوفاََ على ميرديث و ما سيحدث بها كانت بيل تراقب الموقف بالزاوية و قلبها مُتألم لهم و هي لا تعرف من تتبع، أيزاك ام ميرديث. قررت في النهاية أنها ستذهب وراء ميرديث أولاََ.
#أيزاك
#بعد ساعتين
أستيقظت لأجد نفسي في غرفتي نائم على الأرض و أنا لا أتذكر متى غفوت. نهضت من على الأرض، أقتربت من الزجاج و أنا أتفقد الغرفة المُقابلة لي ''غرفة ميرديث'' أبحث عنها بعيناي لكن لا يوجد أحد،الغرفة فارغة تماماََ. أطرق على الزجاج بقوة لينتبه لي أي شخص
''ميرديث '' كان أول اسم صحت به و لا أحد جاء ليتفقدني كما لو أنهم لا يروني أو حتى يسمعونني.
زدت من طرقي على الزجاج لأطرق بقوة أكبر و أنا أنادي
''أندرو'' لا أحد.
''أندرو أنا أعلم أنك تسمعني لذا تعالى إلي هنا و أخبرني أين مير''
ظهر أندرو من أول الردهه و بدأ يسير نحو غرفتي ليقف أمام الغرفة و ينظر لي بتحدي
''أرى أنك أستيقظت من قيلولتك'' قالها ببرود و هو مُبتسم بخبث. جدياََ لماذا يبتسم هل خيانتك لأصدقائك ممتعة هكذا؟ أم هو لم يعتبرنا أصدقاءه من الأساس؟ بالطبع لم يفعل.
''أين ميرديث؟''
''أوه، أعتذر عن عدم إيقاظك لتشهد بعينيك الحدث المهم، لقد كان حدثا بسيطا بين أطباء و إدارة المصحة''
''لا تجعلني أفقد أعصابي يا أندرو أين ميرديث؟'' قلتها و أنا سأشتعل غضباََ أمامه.
'' لا تقلق أيزاك ،لن يعلم أحد بأمر العقار بعد الآن، ميرديث كانت تحمل سراََ لا تستطيع كتمانه'' ماذا يعني بكانت؟
'' كانت ؟ '' قلتها بإستنكار أحاول أن أُهدئ من روعي و أحلل جملته داخل عقلي ربما يكون لها معنى آخر غير ما أفكر به. أختفت إبتسامته لينظر لي بعيون حاقدة قائلاََ
''انت و صديقتك الصغيرة لن تُعيقونا مجدداََ، و إن كنت تفكر بالأمر أخبرني كي تلحقها فأنا مستعد لإقتلاع رأس أي شخص يقف بطريق تلك المصحة. مفهوم؟''
تلك كانت الجملة التي أكدت لي الجريمة الشنيعة التي أقترفها بحق الفتاة التي كانت تحبه من الأصل، بحق صديقتي المقربة و بحقي أيضاََ. لم أستطع تمالك نفسي لأصرخ بأعلى صوتي و أنا ألكم الزجاج بقوة
''أقسم لك أنك ستندم يا أندرو و سأخبر الجميع بما تفعله أنت و تلك الإدارة الحقيرة''
ضحك أندرو بصوت عالِِ جعلني أتوق شوقا لقتله أكثر.
''حسناََ أخبرهم، متي ستخبرهم؟ ماذا ستخبرهم؟ أنسيت أنك مريض؟ و لا أحد يصدق المرضى.. من لحظتنا تلك ستأكل الإفطار هنا إن كان هناك إفطار من الأساس لن تنزل لقاعة الطعام و ستُعزل في طابق وحدك حتي لا تُسمم عقول مرضاي بهرائك''
'' أنسيت أمر لجنة التفتيش التي تمر على الطوابق بأكملها؟ '' أبتسم لي و يبدو أن لا شئ ينجح في إثارة غضبه
'' ما لا تعلمه أنت و صديقتك المُتطفلة هو أن الإكستاسي يُستخدم لأغراض طبية كذلك، لذلك لا تُرهق نفسك. أنت عالق هنا.''
قالها و بدأ بالسير بعيداََ من أمام غرفة أيزاك.
''لقد كانت صديقتي المفضلة يا لعين، لقد كانت صديقتنا'' قلتها و انا ألكم بقوة أكثر على الزجاج و أصرخ بكل ما أملك من قوة.
''العمل عمل،لا تفرقة فيه و لا أصدقاء'' بمجرد أن قال أندرو تلك الجملة خرج من الطابق و أختفى من أنظار أيزاك بينما أيزاك متسمر في مكانه لا يستطيع إستيعاب أنه لن يري مير مجدداََ و صديقه الذي أستأمنه كان ألد أعداءه لكن متنكراََ في زي صديق.
.
.
.
#قبل ساعتين
تتبعت بيل ميرديث إلى غرفة سوداء فارغة لا يوجد بها أي شئ سوى إضاءة خافتة.
بعد مُحاولات عدة من ميرديث لتقاوم رجال الأمن أستسلمت و وضعوها على كرسي و قاموا بربطها به تحت أنظار بيل ليدلف أندرو سريعاََ إلى الغرفة
''مرحباََ ميرديث''
تجاهلته ميرديث و هي تنظر ناحية الأرض ليمسك أندرو وجهها ويرفعه له.
''هل كسرت قلبك الصغير؟ أعتذر علي ذلك لكن أنتِ لم تصارحيني قط''
''كأنك ستعفو عني إن فعلت'' قالتها بسخرية ليترك أندرو رأسها
''أنتِ علي حق، لم أكن لأعفو عنك في كلتا الحالتين فأنتِ بلسانك الثرثار هذا تُشكلين خطرا، خطر يجب التخلص منه'' ملامح الخوف شقت طريقها إلى وجه ميرديث و هي تحاول تحرير يداها من الحبل
''أقسم لك أندرو أنا لا أعرف أي شئ سوى ما أخبرتكم به، أقسم لك'' قالتها بذعر و فقدت التحكم بأعصابها و دموعها تشق سبيلها على وجنتيها.
''و هذا كثير جداََ لتعلميه'' قالها ثم أخرج سلاحه من جيبه ووجهه علي رأس ميرديث لتشهق بيل بصدمة و تتحرك بجسدها للخلف ببطأ مُبتعدة عنهم و هي ترتعش حتى أصطدم ظهرها بالحائط.
''لا لا لا أيزاك أخرجني من هنا قبل أن يفعلها أنا لا أستطيع رؤيتها هكذا أرجوك أخرجني من هنا''
توسلت بيل على أمل أن يخرجها أيزاك لكن للآسف، تأخرت كثيرا
''أندرو لا تفعل أرجوك'' قالتها مير دموعها تأبى التوقف و تنظر لأندرو برجاء
''هل لكِ أمنية أخيرة؟ '' تنفست مير بعمق و قررت أنها لن تموت ذليلة مُترجية قاتلها أن يتركها و يصفح عنها فرفعت رأسها بكبرياء و قالت بنبرة و عيون لا ترى سوي الحقد و الكراهية و الخذلان
''أتمني أن تحترق في الجحيم''
سرعان ما قالت مير تلك الجملة دوى صوت إطلاق النار في المكان و أصبحت دماء ميرديث تملأ كل مكان بالغرفة لتشعر بيل أن قدميها لا تقوى علي حملها لينزلق ظهرها المُسند على الحائط و تستقر على الأرض الدامية و هي تبكي و تضع يد على فمها أثر الصدمة و الأخرى على قلبها المُتألم لتلك الفتاة.
أنفاسها غير مُنتظمة و هي لا تستطيع تنظيمها فقد فقدت السيطرة عليهم منذ أن سحب أندرو الزناد. تتنفس بيل بسرعة و بطريقة غير مُنتظمة و دموعها لم تتوقف و ما زاد الأمر سوءََ أنها فقدت القدرة علي التنفس و تشعر كأن الغرفة تدور بها.
'' لا لا، ليس الآن '' قالتها بيل بينما تحاول التنفس بإنتظام لكنها تفشل.
''أيزاك'' إستغاثت مجدداََ بصوت أقرب إلى الهمس و إرتجافها يزداد.
تلك الأعراض لم تكن غريبة على بيل فهي تُعاهدها كل نوبة هلع. نعم، بيل في نوبة هلع و فقدت القدرة علي التنفس تماماََ.
_______________________
رأيكم في الشابتر؟ 💞
Ps: عارفه انها بتتكتب Meredith بس دا عشان فكرة الشابتر مش اكتر
Коментарі