تُقيم مدرسة LA high حفلة راقصة لجميع الطلاب و الطالبات كجميع المدارس الثانوية لا شيء مختلف، يبدو الأمر ممتعاََ أليس كذلك؟. حسناً هو ليس بهذه المتعة بالنسبة لي فأنا مضطرة على حضور حفل هذا العام لأن صديقتي المفضلة"إيما" ستسافر إلي ميامي في رحلة مع أسرتها و ستقضي العطلة الصيفية بأكملها هناك. أنا حقاََ أشعر بالحزن لأنها ستتركني فهي صديقتي الوحيدة. تلك الرحلة أفسدت جميع مخططاتي كي نحظى بعطلة صيفية رائعة معََا قبل إلتحاقنا بالجامعة، لكن كل ما يهم هو أن تكون سعيدة برفقة أسرتها و تقضي وقتاََ ممتعاََ فهذه ميامي، أعلم جيداََ كم كانت تتوق شوقاََ لليوم الذي ستطأ قدمها شوارع ميامي .

انتهت الحفلة الراقصة، و على عكس كل مرة استمتعت كثيراََ فقد أرهقتني إيما، رقصنا علي جميع الألحان تقريباََ لكنه كان يستحق. هي حقاََ شخصية مرحة جداََ، أشعر بأنني محظوظة كونها صديقتي. سأفتقد تلك الغبية كثيرََا.

وقفنا معاََ أمام سيارتها بعد انتهاء الحفل نتحدث وكأن لم يكفنا، أخبرتها بكم أنني سأفتقدها كثيراً و أنه يجب عليها مهاتفتي يومياََ كي تقص علي ما يحدث معها بالتفاصيل ثم تمنيت لها رحلة موفقة.
" أنا حقاََ أسفة بيل لانني لن أستطيع إيصالك للمنزل فأنا متأخرة و يجب علي ان أعود للمنزل كي أرتب حقيبة السفر في أسرع وقت" قالتها إيما بملامح مرهقة،فهي بالطبع بذلت مجهوداََ كبيراََ في الرقص.
"لمَ لم ترتبيها ليلة أمس؟" أنا أعرف الإجابة علي هذا السؤال جيداََ، إيما قد تكون مرحة و لكنها كسولة و غبية.
" أنا كسولة و غبية" قهقهت علي ما قالته، هذه الفتاة تقرأ افكاري حتماََ.
" كأنكِ لا تعرفين صديقتك، بيل"
"أعرفها " همستُ بينما أنظر لها بعبوس ثم عانقتها مجدداََ بقوة. شعرت أنها ستختنق بين ذراعاي لكن ذلك لم يمنعها من مبادلتي بنفس القوة.
" سأفتقدك ،سأفتقدك كثيراََ" قلتها بنبرة متذمرة كالأطفال، لا أريد قضاء العطلة بمفردي يالله.
"تلك المرة العاشرة إلي الآن" قهقهت بسخرية لأبتعد عن عناقها و أصرخ مُبررة
"لأنني سأفتقدك"
" حسناََ و أنا أيضاََ لكن يجب علي الذهاب قبل أن أتأخر" قالتها سريعاََ. تمنيت لها ليلة سعيدة ثم سرت إلي منزلي.

شردت أفكر بما سأفعله في تلك العطلة دون إيما، و أفكر بالجامعة، و أفكر بنفسي. دائماََ ما كنت أعاني من مشكلة أنني لا أعرف من أكون أو ماذا أحب أو مواهبي حتى، لطالما كرهت الأمر، أكره أن أكون جاهلة لما أريده في مستقبلي و ما سأفعله، أتساءل دائماََ ما إن كنت سأكتشف من أنا يوماََ ما؟ماذا لو لم أعرف قط؟!

قاطع أفكاري سماع صوت من خلفي لكن عندما ألتفت لم أرى شيئاََ، حسناََ ربما أنا مرهقة أكثر من ما توقعت. واصلت السير لكن الأصوات كانت تتزايد من خلفي، كأن هناك من يتبعني. ألتفت مرة أخرى، لا يزال لا شيء. سمعت نباح بجانب قدمي و عندما نظرت للأسفل وجدت أنه جرو أبيض صغير ملتف حول عنقه طوق جميل.
كطبيعتي العاشقة للحيوانات جثوت علي ركبتاي و شرعت في اللعب معه
"مرحباََ يا صغير" قلتها بينما أداعب خصلاته البيضاء و أتلمس رأسه بأناملي. توجهت يداي إلي الطوق الملتف حول عنقه لأجد أسم "رويس" منقوش عليه.

"رويس إذاََ، ياله من إسم لطيف مثلك" شعرت بحركه خلفي لذا بحركة سريعة حولت نظري إلي شاب في مقتبل العمر طويل،يملك عيون خضراء تبعث الطمأنينة، خصلات بندقية مرتبة بعناية و بشرة بيضاء.

"أعتذر إن كان رويس قد تسبب في إخافتك، هو كلب شقي جداََ" أعتدلت في وقفتي و رتبت فستاني الوردي ثم أردفت بإبتسامة
" لا لا، لم يخيفني بالعكس هو كلب لطيف جداََ" تجاهل الشاب ما قلته و سأل بفضول بينما يتفقدني بعيناه
" هل كنتِ بحفل زفاف؟ "
"لا بل بالحفل الراقص" أجبت مبتسمة بخفة فأومأ متفهماََ.
" لماذا تسيرين بمفردك في هذا الوقت المتأخر من الليل؟" أنا أشعر بالكسل الشديد لأخبره بأن صديقتي إيما كسولة و غبية لم ترتب حقيبتها قبل الحفل ثم ذهبت بسرعة البرق دون إيصالي كي لا تتأخر.

" إنها قصة طويلة" قلتها مختصرة ليرفع حاجباه بتعجب ثم يستكمل قائلاََ "حسناََ، إذاََ إن كنتِ لا تماعنين فسيكون من دواعي سروري أن أقوم بإيصالك" قالها مشيراََ لنفسه برسمية
" لا لا داعي أنا لا أريد أن..." قلتها متحججه لكنه قاطعني بسرعة

" لا لن تقومي بتعطيلي عن أي شيء أنا فقط أصطحب رويس في نزههة. كما أنني أُصر" أبتسم بجانبية في جملته الأخيرة.
يبدو مُصر بالفعل لذا أستسلمت ،أعني ما أسوأ شيء قد يحدث. أومأت موافقة ثم واصلت سيري بينما هو يسير بجانبي.
مد يداه مبتسماََ بود ليصافحني

" أنا أيزاك.. أيزاك فوركس"
" أنابيل جونسون" قلتها و أنا أصافحه

" هل من المفترض أن أشعر بالخوف؟" تساءل بنبرة ساخرة.
" لماذا ستشعر بالخوف؟" سألت بعدم فهم.
" تعلمين،أسمك علي أسم دمية مسكونة" قالها ببساطة.
" ها ها ،أنت خفيف الظل" قلتها بسخرية، لم أبتسم حتي علي مزاحه السخيف فهو ليس أول شخص يخبرني بذلك، قد أبدو وقحة لكنه تعليق سخيف للغاية.

" لا تقلقي أنا لا أهاب تلك الدُمى" قالها متجاهلاََ وقاحتي
"لا تفعل؟"
"هل تفعلي أنتِ؟"
" لا ،بالطبع لا" قلتها بإستنكار ثم أستكملت
" أنا لا أؤمن بتلك الأشياء علي أي حال"
" ماذا تعنين ب ' تلك الأشياء'؟".
"أعني الدُمى المسكونة و السحر و ما شبة" هذه حقيقة انا بالفعل لا أؤمن بتلك الأشياء نهائياََ.
"لماذا؟" سأل بتعجب
" لا أعلم أنا فقط أشعر بأنها تراهات لا وجود لها"

عقد حاجبيه بتعجب لوهلة كأنه يفكر بالأمر، لانت ملامح وجهه مجدداََ ثم قال
" أنا أحترم رأيك فكلنا أشخاص بآراء مختلفة ليس من الضروري أن يؤمن الناس جميعهم بالشيء عينه" قالها برزانة و طريقة لبقة،جذبتني طريقه تفهمه كثيراََ.

" شكراََ لك" قلتها بإبتسامة خفيفة، أتساءل داخلياََ لماذا نستغرق كل هذا الوقت لنصل. ساد الصمت بيننا لبضع لحظات فقطعته قائلة

" أنت تبدو كشخص غامض لي"
"و أنتِ تبدين كشخص فضولي لي" قالها و كأنه يصف شخصاً يعرفه جيداََ.
" ليس دائما لكن أحياناً أكون كذلك أنت علي حق" قلتها معترفه بذلك فأنا بالفعل من أكثر الشخصيات فضولاََ
" أتمني ألا تكوني كذلك دائما فالفضول صفة سيئة" قالها ناصحاً ثم أستكمل
"الفضول حقاََ صفة سيئة للغاية، تجعلك تسيرين في الطريق الذي لا يجب أن تكوني به و من ثم تُغرقك ببطء. تلاحظين الأمر عندما  لا تستطيعين الوصول إلى الأرض لأن الماء يفصلك عنها، و الأسوأ من ذلك أنه لا أحد هناك لنجدتك"

كلامه صحيح بالفعل، شعرت بالإقتناع من جملته لكن الحديث بات مظلماََ بعض الشئ لذا قررت إختصاره
"أنت علي حق" قلتها بهدوء غير راغبة في خوض أي نقاش للآن.

و أخيراََ ظهر منزلي الحبيب
" هذا هو منزلي لقد وصلنا." سرنا لبضع خطوات أخرى ثم توقفنا أمام منزلي.
" منزلك لطيف" قالها أيزاك بينما يتفقد المنزل بعيناه.
" شكراََ لك، و أنت أين تسكن؟"
" أنا أسكن بجانب الحي الذي قابلتك فيه، عند المخبز القديم" قالها مشيراََ إلي إتجاه الحي.

" أنا أذهب إلي هناك كثيراََ لكنني لم أصادفك هناك قط" قلتها بتعجب ليجيب مبتسماََ
"هذا لأنني أنتقلت إلي هنا حديثاََ" أومأت له متفهمه  ليستكمل هو "و بالحديث عن ذلك، أنا أنتقلت حديثاََ و لازلت لا أعلم أحداََ هنا، أتمانعين أن نصبح أصدقاء أو ما شبة؟" سأل أيزاك بتردد واضح في نبرته. أبتسمت علي توتره اللطيف ثم أجبته بلطف
"بالطبع لا أمانع"
علي الأقل لن أقضي العطلة بمفردي.
" رائع، إذا ليلة سعيدة" قالها و ألتفت ليذهب لكنني اوقفته قائلة
"أنتظر،كيف سأتواصل معك، هل لديك هاتف أو ما شبة" ألتفت لمواجهتي مجدداََ، تلك المرة لاحظت إبتسامته الجانبية قبل أن يتفوه ب
" ستجدين طريقك لي، بيل" و ذهب بعيداً.

ما معنى ذلك؟ من أين لي أن أعرف؟ أياََ يكن، ما يهم الآن هو أنني وصلت لمنزلي و أخيراََ سأنعم بليلة هادئة من النوم.


_______________


أهلا يا حلوين♥️
دا أول بارت من قصة أيزاك *طبعا محدش يحكم عليها من الفصول الاولي عشان حتي الي بيقراها ع الوات عارف ان الفصول الاولي حوار و الي في النص حوار و الأخيرة حوار تالت خالص😂*
أني وايز اتمني يكون عجبكم♥️♥️ قولولي رأيكم في الكوفر بليز💖💖