33. Grief
"لورين" قالتها بيل بصوت مرتجف يُنذر ببكاء قريب و يداها الممسكة بالقرط لازالت ترتجف من شدة الفزع.
أمسك ديلان بيداها ليجد أنها باردة كالثلج لكنه تجاهل الأمر و سحب القرط و المظروف من يداها. بعدما قرأ ما كُتب علي المظروف أنعقد حاجباه و مزقه بعينان تلمع بالغضب. بدون أن يتلفظ أحدهم بكلمة أخرى عانقها ديلان عناق أخوي دافئ و همس في أذنها بنبرة حنونة " لا تخافي بيل، لن أدعها تقترب منك مجدداََ مهما حدث"
أجهشت بيل بالبكاء بين ذراعيه ليسحبها إلي غرفتها كي تستريح.
عندما صعد أندرو الدرج متجهاََ لغرفة أنابيل بدأت تساؤلات الجميع عن من هي لورين و ما الذي تريده من بيل. حاولوا إستجاوب إيما لكنها مثلهم لا تعرف شيئاََ عن لورين.
عاد ديلان مجدداََ لغرفة المعيشة ليرمقه الجميع بنظرات قلقة، لكن طفح كيل أيزاك و لم يعد قادراََ علي الإنتظار أو الصبر ليتفوه ب "من هي لورين ديلان و لمَ تسعي ورائها؟"
الأسي الذي بدي علي ديلان بعد سؤال أيزاك زادهم قلقاََ علي قلق، كما لو أنه يريد أن يصف لهم كم أنها شخص بشع لكن الكلمات لن تكفي أبداََ لوصف جشعها و وصف ما تسببت به من ألم لعائلة جونسون بأكملها.
"أنابيل تحتاجكم بجانبها، فقط لا تسألوها عن أي شئ الآن فهي لن تحمتل" هذا كل ما أستطاع ديلان قوله. أومأ الجميع لكن أيزاك لايزال لم يُشبع فضوله من الأمر
"ديلان.." قاطعه ديلان بسرعة قائلاََ "ليس الآن أيزاك، كل ما يجب أن تعرفه للآن أنها حطمت حياة بيل. أعتقد أن هذا سبباََ كافياََ لتتخذها عدواََ" أكتفي أيزاك بالإيماء بعدما لاحظ أنه بتلك الطريقة يجبره علي الحديث و يضغط عليه.
"ستخبركم هي بنفسها عندما تتحسن حالتها" أومأ الجميع لديلان. نهضت إيما من مكانها و صعدت الدرج لغرفة بيل كي تتفقد حالها "إيما أنتظري" صاح بها ديلان
"لن أتحدث عن هذا الشأن ديلان فهمت" قالتها إيما بإختصار و صعدت لتطمأن علي صديقتها الوحيدة.
طرقت إيما علي الباب ثم دلفت للغرفة سريعاََ. تفاجأت بعينان بيل الحمراء بسبب البكاء، ملامحها الباهتة المرهقة، ألم قلبها الذي يبدو واضحاََ علي وجهها. خفق قلب إيما بأسي بعدما رأت صديقتها علي هذا الحال.
جلست بجانبها علي الفراش و عانقتها بسرعة لتبكي أنابيل أكثر و تصرخ بألم.
"لا بأس صغيرتي، لا بأس" قالتها إيما بينما تضمها أقرب إليها و تقبل جبهتها. مؤلمة تلك الدمعة التي تتساقط و أنت صامت، لا تشعر سوى بالقهر و الألم و لا أحد بإمكانه جعل ذلك الألم يتوقف.
وراء باب الغرفة يقف هو مسترقاََ السمع، صوت شهقاتها و تألمها هو كل ما يصل إلي مسامعه. أراح رأسه علي الباب بحزن و أغمض عيناه بيأس، فكرة أنها تعرضت لأذي كبير من تلك الفتاة و لم تتخطاه أبداََ تذكره بنفسه، مما يجعله أشد تشبثاََ بها.
ذكري عابرة لهما معاََ في تلك المصحة خطرت بذهنه ، عندما كانت تريح رأسها علي زجاج غرفته تستمع لبكائه و شهقاته تماماََ كما حاله الآن وراء الباب غرفتها، أخبرته ذلك اليوم بأنها من سينهي حزنه مهما تطلب الأمر. لم ينكر قط أنه كان بحاجة ملحة لمن يفعل ذلك من أجله لكنه تفهم الآن بأنه ربما يكون هو الشخص المنكسر لكنها هي الوحيدة التي تحتاج للإنقاذ، لكن علي الرغم من ذلك تجاهلت كل شئ كما لو أنه هباءََ من أجله، ربما أعطاها أيزاك كلمته و أخبرها بأنه سيرحل بمجرد أن ينتهي الأمر لكن وعده الأول لها هو أنه سينهي كل شئ، هو لن يذهب لأي مكان سوى بعد أني يفي به أولاََ.
"إيما" همست بها لكنه أستطاع سماعها، أبعدتها إيما عن عناقها بخفة ونظرت لها لتستكمل قائلة "أفتقد والداي كثيراََ" شعر أيزاك بقلبه يحترق بسبب نبرتها و كلامها، تمني لو بإمكانه إحضارهم لها كي تراهم مجدداََ، لو أن هذا ما سيسعدها.
عناقتها إيما مجدداََ و ربتت علي ظهرها و قالت "هم فخورين بكِ أنابيل، أنا أعلم ذلك"
هزت رأسها بنفي " أنتِ مخطئة، أنا لم أمنحهم سبباََ ليجعلهم فخورين بي، مجرد فتاة بائسة لا أكثر" عقدت إيما حاجبيها بغضب من حديثها عن نفسها "هيي" قالتها إيما و أبعدت أنابيل عنها ، أمسكت بذراعيها و نظرت لعينيها مباشرة قبل أن تقول "تذكري أنكِ تتحدثين عن صديقتي المفضلة، ثم لا تتحدثين بتلك الطريقة عن نفسك بيل أنتِ لست بائسة. أنتِ قوية ،حتى أنكِ أقوي شخص رأيته"
أبتسم أيزاك تلقائياََ من كلماتها لكن أنابيل كانت تنظر لها دون فعل شئ و الدموع تتساقط من عيناها "يجب أن تكوني فخورة بنفسك أنابيل لأنكِ صامدة حتي الآن، حديثك عن أنكِ السبب و خوفك من إخباري مجرد هراء، أنا أعرفك جيداََ لذا أنا لا أصدقكك"
تنفست بيل بتعب و أكتفت بالإيماء
"الآن أنهضي هيا و أمسحي دموعك تلك" قالتها بنبرة آمرة لتبتسم أنابيل و تومئ. حاولت إيما أن تبهجها قليلاََ فغيرت الموضوع قائلة"ألن تخبريني عن أيزاك إذاََ؟" أبتسم أيزاك بخجل كالأطفال من وراء الباب لتقهقه أنابيل قائلة "حقاََ إيما؟"
"ماذا؟! هو وسيم، يبدو مختلاََ قليلاََ و همجي لكنه وسيم." قلب إيزاك عيناه علي الرغم من أن إيما لن تراه
"أجل هو كذلك" أبتسامته أتسعت بغير تصديق من ما قالته، شعر بالسعادة التي لم يشعرها منذ زمن بعيد علي الرغم من كلماتها البسيطة إلا أنها جعلت قلبه يخفق كما لو أنه يحتفل.
"إذاََ كيف تعرفتي عليه؟" سألت إيما بخباثة
"إيما حقاََ أنا لست في مزاج جيد لتلك المناقشة" ضحكت إيما بصخب و شاركتها بيل. رحل أيزاك بعيداََ ليتركهم معاََ و قلبه لايزال يخفق بسعادة. صمت كلاهما لوهلة ثم أمسكت إيما بيداها
"أنظري أنابيل ،أعلم أنكِ تخفين العديد من الأشياء عني أنا و ديلان، لن أجبرك علي الحديث بالطبع لكنني أريدك أن تعرفي أنني دائماََ معك، سأستمع لكِ و أحفظ سرك كما كان الوضع دائماََ" أبتسمت أنابيل و أومأت لها ثم قالت "أعرف، أعدك أنني سأخبرك بكل شئ لكن عندما يحين الوقت المناسب"
أبتسمت إيما بسعادة ونهضت من علي الفراش بعد أن عانقتها للمرة الأخيرة و أخبرتها أنها ستكون بالأسفل في حال أحتاجت أي شئ.
***
طرق الباب مجدداََ بعدما رحلت إيما بعدة دقائق
"تفضل" قلتها بينما أزيل دموعي المتساقطة بسرعة
"ألم تنامي بعد؟ " قالها أيزاك من وراء الباب قبل أن يدلف للغرفة
"و كيف يرتاح جفناي بعد ما حدث اليوم؟" أومأ بإقتناع ثم أشار إلي بقعة بجانبي علي الفراش و أستأذن بأدب
"أيمكنني الجلوس معكِ قليلاََ؟" أومأت له ليجلس بجانبي و يمدد قدماه علي الفراش. لم يقل شيئاََ فقط نظر لي، لم أفهم ما تعنيه نظرته لكنني أبعدت عيناي عنه و نظرت ليداي.
"أنا حقاََ لا أعلم ما الذي ينبغي علي قوله في تلك المواقف لكن.." قطعت حديثه و أرحت رأسي علي قدمه ليتصنم في مكانه لمدة
"لا يهم، يكفيني أنك هنا" قلتها لأخفف من التوتر بيننا نظرت له و وجدته مبتسماََ بلطافة ثم داعب خصلات شعري بحنو.
"أندرو علي حق" قالها لأتساءل بخمول
"ماذا تعني؟"
"أنا أعرضك للخطر" رفعت يداي لأضعها علي فمه كي يصمت
"أنت لا تفعل، هذا ليس صحيحاََ أيزاك ، أنت لا دخل لك بما حدث"
أبعد يداي عن فمه بخفة ثم أستكمل
"منذ ظهوري بحياتك آنا و أنا أثير المشاكل و أجرحك في كل مرة"
كم أتمني إخباره بأنه الوحيد الذي يمكنه كسر قلبي لنصفين و لكن عندما يُشفي فإنه يخفق له. أعلم أنه لا يجب علي الشعور هكذا لكنني لا أعرف كيف.
"لقد تأخر الوقت كثيراََ علي تلك المحادثة ألا تعتقد ذلك أيزاك؟" قلتها مبتسمة بسخرية لكن ملامحه هو كانت حزينة
"أعتذر، أنتِ لا تستحقين أياََ من هذا آنا، أنتِ أفضل بكثير"
"توقف عن قول هذا" قلتها بتملل
"هذه حقيقة، أنتِ لا تستحقين وجود شخص مثلي في حياتك أنابيل، أنا أدمر كل شخص أقابله، حتي من أحبهم"
أمسكت بيداه التي تلاعب خصلات شعري و وضعتها علي وجهي ثم قلت
"سأجازف إذاََ" شفتاه أرتفعت مكونة إبتسامة لطيفة علي محياه لتزيده وسامة. حدق بي لمدة ثم تحمحم و تفوه ب "علي كل حال بمجرد أن ينجح كلاََ من إيما و ديلان سنجد الكتاب و سأذهب بعيداََ"
كانت تلك المرة الأولي التي أتذكر بها أمر الوعد منذ أيام. أختفت إبتسامتي بعدما تذكرت لكنني أكتفيت بالإيماء.
"أندرو محق أنابيل، مهما حدث لا تتناسي حقيقة أنني مريض و قد أفقد أعصابي ذات يوم و أؤذيك و هذا آخر ما أريده"
"لمَ لا تتعالج إذاََ؟" قلتها بعفوية ليعقد حاجبيه و يجيبني
"لا أعلم لم أفكر بالأمر بعد ما حدث في المصحة"
"لمَ لا تفكر به؟ الأمور مختلفة الآن ربما العلاج النفسي سيساعدك" أبتسم بسخرية ثم قال
"هو لم يساعدك"
" لأنني لم أكن أشعر من الأساس" قلتها بضحكة خافتة
"ماذا عن الآن؟" أبتسم بخباثة لأقلب عيناي، ألا يتفهم حتي الآن أم هو يدعي الغباء؟
"أشعر بالكثير الذي لا أستطيع الإفصاح عنه"
"لمَ؟"
"لأن المشاعر لا تحتاج إلي حديث طويل، أحياناََ تكون نبرة الصوت أو نظرة الأعين حتي كافية لشرح كل شئ" أومأ بتفهم، أنا أعني ما قلته حقاََ لكن كل ما في الأمر أنني لا أستطيع قرائته، لا أفهم ما الذي يشعر به حقاََ أو ما الذي يريد إخباري به لكن لا يستطيع البوح به، مقيت أليس كذلك؟
"إذاََ بماذا تخبرك نظراتي؟"
"تلك هي المشكلة، أنا لا أستطيع ترجمتها" قلتها بحنق
"أشعري بها إذاََ" قالها ببساطة لأتوقف عن الحديث و أنظر له بشرود.
هو محق، ربما هو غامض جداََ حتي في نظراته و نبرته لكنني علي الأقل أستطيع الشعور به، دائماََ ما كنت أتعجب من كوني أشعر به دون حديث و هو كذلك أيضاََ، تلك كانت دائماََ طريقتنا للتواصل. كل ما في الأمر أنني لا أريد أن تخدعني مشاعري و تصور لي أنه يشعر بالمثل فقط كي أشعر ببعض الإرضاء، لأنه من الصعب أن تحمل مشاعراََ لشخص لا يفكر في حبك من الأساس. في هذا الأمر أنا أحتاج الكلمات لتقطع الشك باليقين، في مرة يخبرني بأنه لن يحب سوى أليكس و الأخري يخبرني بأنني جعلته يعيد النظر في العديد من الأشياء، هو يتلاعب بعقلي لكنني أشعر به و سأفعل دائماََ.
"أنا أفعل" قلتها ليبتسم و يومئ لي.
"أصبحتِ أمرأة ناضجة آنا" قالها بلطافة لأضحك بصخب
"أنت من علمني أن أكون هكذا" قلتها وسط ضحكاتي و يشير إلي نفسه بعدم تصديق
"أنا؟" أومأت
"في الواقع أيزاك أنت من علمني الكثير من الأشياء لذا أنا شاكرة لذلك"
"ألا تريدين تعلم السحر أيضاََ؟" قالها مازحاََ
"لا لا أرجوك"
"لم أكن لأفعل" قالها بقهقهه
"سأخبرك بمعلومة" قلتها بحماسة و لا أعلم كيف تبدل مزاجي بتلك السرعة، أو أعلم. أنتبه هو لي لأكمل
"أتعلم ما الذي يعنيه أسمك؟" فكر للحظة ثم هز رأسه نافياََ
" تعني باللغة العبرية 'هو يضحك أو سيضحك' كانت تلك الكلمة المستخدمة في القرن الثالث عشر قبل الميلاد من الغريب أنك لا تعرف" ضرب ذراعي بخفة ثم قال ضاحكاََ
"أنت وقحة آنا" تجاهلته و أكملت قائلة
"لهذا أنت إبتسامتك لطيفة و صوت ضحكتك خلاب علي الرغم من أنك لا تضحك كثيراََ." أبتسم بشرود ثم قال
"أنتِ تجعليني أبتسم و أضحك أكثر، تجعليني سعيداََ" أبتسمت بخجل أثر كلماته العذبة و أنا متأكدة أنه لاحظ من أحمرار وجهي لذا نظرت بعيداََ و وضعت يداي علي وجهي. أزال يداي بعيداََ ثم قال
"منذ متي تخجلين هكذا؟ "
"أنا خجولة جداََ أنت فقط لا تلاحظ" قلتها بسخرية.
فجأة سعل هو بقوة و وضع يداه علي فمه بسرعة و لايزال يسعل كمن يختنق، أبعد وجهه عني و أخرج منديلاََ من جيبه و مسح فمه لا أعلم لمَ.
"أيزاك؟" قلتها بقلق لكنه غير الأمر قائلاََ
" أنا بخير، ألم يحن موعد نومك؟" قهقهت علي تصرفه الأبوي و قلت
"أجل في الواقع أنا مرهقة لذا لا مشكلة" نهض من الفراش و أحضر لي غطاءََ عندما تمددت كي أنام.
وضع الغطاء علي و حقاََ إن أستمر بالتصرف كالآباء هكذا سأشعر بالغرابة.
"ليلة سعيدة أنابيل" قالها لكن قبل أن يطفئ الأنوار أمسكت بيداه
"أريدك أن تبقي معي، أيمكن" بقي صامتاََ لوهلة قبل أن يومئ و أنا أبتسمت ، أبتعدت لأترك له مساحة كافية و هو أستلقي بجانبي.
نظر لي بشرود لفترة ليست بقصيرة
"لا تنظر لي هكذا أنا فقط لا أريد أن يقتلني أحدهم أثناء نومي" عقد جاجباه بغضب طفيف، شبك يداه بيدي بقوة كما لو أنه يتشبث بها ثم قال
"لن أسمح لأحد بالإقتراب منكِ لذا لا تخافي" أومأت بإبتسامة خجلة ثم همست
"ليلة سعيدة أيزاك" قبل أن أطفئ الأنوار.
***
أستيقظت أنابيل من نومها و عندما تذكرت ليلة أمس تنهدت بحزن و نظرت بجانبها لكنها لم تري أيزاك فعقدت حاجبيها و نهضت من الفراش. بعدما بدلت ملابسها ذهبت لغرفة المعيشة، أثناء نزول الدرج رأت أندرو و أيزاك بالمطبخ و يبدو أنهم في وسط نقاش حاد.
توجهت إلي المطبخ لينظر كلاهما لها بإبتسامة
"صباح الخير" قالتها ليتحدث أندرو قائلاََ بلطف
"صباح الخير أنابيل، هل نمتي جيداََ؟" نظرت بيل لأيزاك المبتسم بوسع لها، تعجبت من طريقته لكنها تجاهلت الأمر و قالت
"أجل شكراََ لإهتمامك أندرو" قالتها ثم تساءلت
"إذاََ ماذا تفعلون؟"
"أيزاك يطبخ بعض الأشياء لطعام الأفطار و أنا هنا لأستجوبه، هو نوعاََ ما أخبرني بكل شئ"
"ليس نوعاََ ما، أنا بالفعل أخبرتك بكل شئ" قالها أيزاك بتذمر.
"أندرو، لمَ تلك الليلة بالمصحة لم تخبرني بأمر أن الأحداث كانت منذ عام ١٩٥٣؟ "
"لم أكن لأجد تفسيراََ للأمر إذا طلبتي واحداََ لذا لم أريدك أن تفزعي أو تظني أنني مريض هارب فتذهبي بعيداََ" قالها لتومئ هي بتفهم
"حسناََ إذا سأوقظ إيما و ديلان" قالتها ليومئ كلاهما. بعد رحيلها نظر أندرو لأيزاك بإبتسامة خفيفة، هو حتي لم يلحظ أنه يبتسم لكن أيزاك فعل.
"لا تخبرني بأنك واقع في حبي أندرو كي لا أصفعك" قالها أيزاك ليضحك أندرو بصخب
"لا بالطبع لا أنا فقط كنت أفكر بشئ ما" قالها ليتساءل أيزاك قائلاََ
"بما تفكر؟" وجه أندرو نظره للأرض قبل أن يتحدث قائلاََ بنبرة ندم طفيفة
"أنا لم أعتذر منك قط أيزاك" نظر لأيزاك مجدداََ و أستكمل
"لذا أنا أعتذر علي كل ما حدث و علي ميرديث و علي كل الأيام السوداوية التي مررت بها، أعتذر لأنني لم أكن معك عندما أحتجت لي، أعتذر عن جعلك تكرهني كل تلك الأعوام، لكنني أريدك أن تعلم أنك ستظل صديقي الوحيد و العزيز دائماََ و أبداََ حتي إذا لم تسامحني"
شعر أيزاك بحنين كبير لصديقه فكلماته البسيطة تلك كانت نابعة من أندرو الذي يعرفه أيزاك جيداََ، أندرو الذي أشتاق له أيزاك بالرغم من كل شئ.
"أنا أيضاََ لم أشكرك قط علي إنقاذ حياتي" قالها أيزاك بتردد ثم أستكمل "لكن هذا لأنني أشعر أنني أدين لك بشئ أكبر من الشكر أندرو" هز أندرو رأسه نافياََ و قال
"لا تشكرني أيزاك، هذا ما توجب علي فعله" أومأ أيزاك له بإبتسامة ثم أحضر كوبان و صب بهم القليل من النبيذ الأحمر و أعطي الكوب لأندرو. رفع أيزاك كوبه قائلاََ
"لميرديث" أبتسم أندرو بأسي و رفع كوبه هو الآخر
"لميرديث" تجرع كلاهما النبيذ
"إذاََ أصدقاء؟" قالها أندرو بتردد ليبتسم أيزاك بخبث و يردف قائلاََ
"ربما"
أجتمع الجميع علي طاولة الإفطار و جلس ديلان بمقدمة الطاولة بينما إيما علي يساره و أنابيل علي يمينه
كان أندرو سيجلس بجانب أنابيل لكن أيزاك سبقه و سحب المقعد المجاور لها و جلس عليه بينما يعطي أندرو إبتسامة إستفزازية، علي الرغم من أنهم كانوا يحتسون مشروباََ معاََ منذ قليل لكنه لا يهتم عندما يأتي الأمر لها.
نظرت له بيل عندما جلس بجانبها و تساءلت بهمس "ما بك اليوم مبتسم بوسع؟" همس بأذنها هو الآخر
"و هل يستيقظ المرء علي وجهك الجميل كل يوم؟" أبتسمت بتكلف و تناولت طعامها بهدوء
"كيف حالك يا صهباء؟" سأل أندرو بتوتر بعدما جلس بجانبها
عدلت إيما خصلاتها الحمراء المبعثرة و قالت "بخير، ماذا عنك؟ "
"هو بخير أيضاََ إيما، هل يمكننا العودة لموضوعنا الآن؟" قالها أيزاك ليسأل ديلان
"أي موضوع؟"
"الخطة يا حمقى" صاح أيزاك بغضب
"أياََ كان ما تخططون له أنا معكم" قال أندرو
"منذ متي؟" سأل أيزاك بسخرية
"منذ ليلة أمس عندما حاول أحدهم التعرض لها أتذكر؟" إبتلع طعامه ثم إستكمل" لا أهتم بكتاب أو ما شبة، هذا فقط لأجلها" قلب أيزاك عيناه بملل ثم قال
"حسناََ إذن، سنبدأ تنفيذ الخطة من اليوم، لا يمكننا التأخر أكثر إيما و ديلان يعلمان المطلوب منهما و سيبدآن من اليوم، كونا حذرين يا رفاق " نظر لهم ليومئ كلاهما ثم نظر لأندرو مجدداََ
"أما عنك، ستأتي معي للبحث عن الكتاب" أومأ أندرو
"لحظة لحظة، ماذا عني؟" تساءلت بيل
"أنتِ ستغلقين الأبواب و النوافذ و تحمين نفسك هنا إثناء تنفيذنا للخطة" قالها بجفاء
"ماذا؟ لا لن أبقي هنا" عاندت
"أنتِ علي حق، منزل إيما و منزلك غير آمن و بالتأكيد سيفكرون بمنزل ديلان لذا هو غير آمن أيضاََ لذا لن تبقي هنا" قالها لتبتسم بإنتصار و قالت
"أرأيت؟"
"ستبقين في منزل جدك آرثر " سقط فم بيل من صدمتها
"أتهزأ بي؟" قالت بسخط
"هل أبدو كشخص متفرغ للسخرية؟"
"أيزاك أنت تعلم جيداََ أن علاقتي معه ليست جيدة بالمرة، لن أبقي في منزله بالتأكيد" الغضب بدى واضحاََ علي ملامحها لكن هو لا يحفل
"ستكون فرصة جيدة لمعالجة بعض الأمور معه أليس كذلك؟" قال مبتسماََ بسخرية
"أيزاك توقف عن هذا أنا لن أذهب" ضرب أيزاك الطاولة بقوة لترتجف إيما و بيل كذلك
"هذا أمر غير قابل للمناقشة أنابيل" صرخ بها.
أبعدت نظرها عنه بغضب و لم تتحدث. تساءلت في نفسها كيف أنه كان يبتسم منذ دقيقة و الآن يصرخ و يضرب بيداه علي الطاولة.
"أنابيل" قالها أندرو بنبرة حنونة لينظر له كلاََ من أنابيل و أيزاك
"هذا سيكون أأمن لكِ، هل يمكنك فعل ذلك من أجلنا جميعاََ؟ سنكون سعيدين و مطمئنين أكثر إن فعلتي" أومأت أنابيل بخفة ليبتسم أندرو بإمتنان.
نهض أيزاك من علي الطاولة و أخد طبقه بين يداه
"أنا أنتهيت ،عندما تصبح جاهزاََ أخبرني" أومأ أندرو.
***
أوصلت أنابيل إلي منزل آرثر و بالطبع كانت صامتة طوال الطريق لأنها غاضبة مني، لا يهم ستفهم عاجلاََ أم آجلاََ بأن كل هذا لحمايتها.
وصلت أنا و أندرو إلي ذلك المخبأ بالغابة الذي لم أستطع فتحه لكنني سأحاول أكثر اليوم.
أزلت فروع الأشجار من علي باب المخبأ كي يتضح لنا
أمسك أندرو بالفأس الذي جلبه هنا و لا أفهم لمَ ثم ضرب علي الباب به. بالطبع الباب لم ينكسر لأنه حديدي و ذلك يعني أنني أصطحبت أحمقاََ معي
"لا تحاول" قلتها بجفاء
"إذاََ كيف سنفتحه؟" سأل
"سأحاول بإستخدام بعض التعاويذ حسناََ، فقط لا تفزع" أومأ أندرو بقلق
وضعت يداي علي الباب و أخذت أتمتم بعض التعاويذ التي تعلمتها.
شعرت بقواي تُستنزف علي الرغم من أنها ليست تعويذة شاقة. مرت عدة دقائق علي الوضع ذاته و لكن التعويذة لم تفعل شئ.
"هل من الطبيعي أن تخرج الدماء من أنفك عندما تشعوذ؟" سأل أندرو لأعقد حاجباي و أضع يداي علي أنفي، وجدت أنني أنزف بالفعل و لكن لحظة!
أندرو أيضاََ ينزف! لمَ ينزف هو الآخر؟
"أنت أيضاََ تنزف أندرو" قلق أندرو عندما رأي دماء تخرج من أنفه
"ما الذي يحدث؟" سأل بذعر
" لا أعلم" قلتها ثم أستكملت"أندرو سأستخدم تعويذة أقوى لأن تلك لم تجدي نفعاََ" أومأ أندرو بخوف
بدأت أتمتم بكلمات التعويذة لأشعر بألم غير طبيعي بعظامي و نزفت أنفي أكثر حاولت الإستمرار علي تلك التعويذة علي الرغم من آلام رأسي القاتلة لكنها الوحيدة التي قد تجدي نفعاََ لا أستطيع التوقف.
سمعت صراخ أندرو المتألم، نظرت له لأجده يتلوي من الألم و يمسك برأسه، أنفه تنزف تماماََ كخاصتي. حاولت الإسراع كي أري ما خطبه لكنني كلما أسرع أشعر بآلام غير محتملة بجسدي و أندرو يصرخ بقوة أكثر
"توقف أيزاك توقف" قالها صارخاََ بألم خرجت الدماء من فمه و شعرت أنا الآخر بأن هناك سائل دافئ بفمي.
"توقف" صرخ بها مجدداََ لكنني لا أستطيع التوقف الآن.
أنتهت التعويذة و فُتح الباب و أخيراََ حينها فقط توقف أندرو عن الصراخ لكنه بدي متعباََ جداََ. أسرعت تجاهه
"أندرو" صرخت بها عندما أقتربت من جسده الهامد وجدت أنه ليس أفضل حالاََ مني فكلانا شعر بذلك الألم المميت. سعل أندرو الدماء التي كانت بفمه
"ما الذي يحدث لي؟" سألني بتعب.
"أنا لا أعلم لكن.." قبل أن أكمل جملتي تذكرت شيئاََ و ياليتني لم أفعل، بالتأكيد هذا هو سبب ما يحدث لنا
"اللعنة" قلتها بهمس
"ماذا هناك؟ " قالها أندرو الممدد أمامي بتعب
"أندرو" قلتها بتردد
"نحن في ورطة"
***
"لقد عثرت عليكِ من طرف أحدي رجالي، سررت بمقابلتك " قالها مبتسماََ بنفاق يعمي الأعين للفتاة التي زينتها أموال والداها و رجالهم لتصبح في هيئة مرأة عشرينية فاتنة جالسة بثقة أمامه.
"يا تري ما الذي جاء بك إلي هنا؟" تساءلت المرأة بنبرة صارمة
"علمت أنكِ هنا لتنفيذ خطة بشأن أيزاك لذا سيكون لي شرف التعاون معك آنستي" ضحكت دون فكاهة ثم قالت
"أنت لا تعلم كل شئ كما ظننت أليس كذلك؟" قالتها بسخرية واضحة
"عذراََ؟" سأل بعدم فهم لتبتسم بخبث قائلة
"أنا لا أحفل بشأن أيزاك، أنا هنا لمطاردة أنابيل جونسون"
___________________
رأيكم في الشابتر يا قمرات؟🌚💕
Коментарі