10: هل الحقيقة مرة أم ساحرة 1
تقدمت آن بقلقٍ و هي تقبض على يد ابنها الصغير موردرد بقوةٍ من عرش السيدة ذات الشعر البني التي أشارت لها أن تنتظر، و الصبي يشاهد ما حوله بتعجبٍ دون أن يدري شيئًا مما يحدث.
و بعد انتظار دقائق طويلةٍ مملةٍ لم تعلم آن عددها ، و همس الصبي المستمر لها بأنه يشعر بالملل أو جائع أو أي من الأعذار الأخرى ليرحلوا من ذاك المكان الغريب دلفت كانديس للقاعة و معها فتاةٌ ذات شعر بنيٍّ و عينين خضراوين جميلتين و ملامح حادةً ما لبثت أن صارت مذهولةً بمجرد دخولهما ، انحنت كانديس باحترامٍ و أشارت لرفيقتها بقسوةٍ أن تفعل المثل لكنها أبت ذلك .
" جوانهومارا لودغرانس أليس كذلك؟ "
أومأت جوان في صمتٍ لتقول السيدة بذات الابتسامة اللطيفة و المخيفة في الوقت نفسه : " الدرس الأول يا عزيزتي.."
رفعت يدها و هي تشير إلى جوان و الجميع يشاهد بتعجبٍ - باستثناء كانديس ذات الابتسامة الشامتة بالطبع - و تابعت جملتها : " الاحترام أو الموت "
و أخفضت يدها برفق لتشعر جوان بنفسها تنحني رغمًا عنها مع بعض أصواتٍ تشبه انكسار عظامها، غطت آن أذني ابنها لتحجب عنه صراخ جوان المتألم و لعنها تحت أنفاسها .
" سأتغاضى عن اللعن هذه المرة ، و الآن .. تريدين الانتقام من أختك ، بالطبع تريدين ذلك ، لطالما نالت هي كل الحب و الرفاهية و السعادة ، بينما أنتِ الابنة الغير شرعية .. تمامًا كذاك الفتى هناك ، و الآن هي زوجة آرثر بن دراجون .. ستأخذينه معكِ و سنرسلكما لمملكة الموتى، ستعيشان هناك بأمرٍ مني لذا لن يجرؤ أحدٌ على طردكم أو الإساءة إليكم بأي شكلٍ ، لكن يفضل ألا تثيرا المشاكل و إلا... و سآخذكما بعد بضعة أشهر "
" و ما الفائدة من كل هذا ؟ "
" أنتِ هنا فقط لتنفذي أوامري ! .. سأجعل كانديس تشرح لكِ بعض الأشياء لاحقًا ، لكن التعويذة لن تنجح دون عاملٍ مساعد لذا عليه أن يكون في أڤالون "
راقبتها جوان بعدم فهم ، أما بالنسبة لآن فقد بدأت بعض أجزاء الخطة تتضح لها ، انحنت لمستوى ابنها و عانقته و هي تهمس: " عليك الآن أن تذهب معها يا عزيزي ، استمع إليها جيدًا، اتفقنا؟ "
اتجهت كانديس نحوه و بدأت بجره معها باتجاه جوان بينما الطفل يبكي و يصرخ و يريد أمه، لكنها فقط تركته لهن.
.
.
و في مكتبة قصر " الملك آرثر "
- حاليًا - المملوئة عن آخرها بالكتب المختلفة المغطاة جميعها بالتراب بلا استثناءٍ ؛ لأن آرثر منع أي أحدٍ من الدخول، لأنه كان مكان والده المفضل، حيث الهدوء بالطبع، و كانت مهمته في صغره هي إزعاج والده عندما يهرب إلى هنا.
كان هناك رداءٌ أحمر عليه شعار كاميلوت معلقٌ على أحد الكراسي، علمت مرح أنه يخص الملك و رغم كرهها له - و حبها لإغاظة آرثر - إلا أنها أغلقت عينيها للحظات و كأنها تتلو صلاةً ما ثم همست بـ : " ارقد في سلام " قبل أن تختار كرسيًا آخر ، بينما آرثر يراقبها بصمتٍ فقط ، ألم تكن بحق السماء تهينه هو و والده كلما سنحت لها الفرصة؟
" إذًا.. من أين تريد مني البدء؟ "
لم يجبها آرثر بل بدا كأنه يحاول اختيار سؤالٍ من محيط الأسئلة الذي تكون برأسه على مر الخمس سنواتٍ كلها ، لكنها لم ترد منه التعمق كثيرًا في الأمر كي لا يسألها عن هويتها لذا تنهدت مدعيةً الإنزعاج و قالت :
" اسمي مرح .. عمري ثلاثةٌ و عشرون .. أنت تعلم جزء أنني أعيش في أسرة متوسطةً الحال ، على الأقل إلى أن طردني سيدي الثري المزعج "
" اسمك هو كاي "
قال آرثر بعدما ساد الصمت لبضع لحظات ، تجهم وجه مرح و أجابت بشيءٍ من الحدة : " كاي تعني مرح ، فلا فرق ! "
" إذًا لمَ كل هذا الانزعاج عند ذكر
اسمكِ؟ "
" لست كذلك، أنا فقط أفضل مرح "
حسنًا ، هذا ليس عادلًا نوعًا ما ، هو أحضرها إلى هنا لتكف عن غموضها هذا ، و لكن ها هي تفعل العكس تمامًا ، و لكن لعلمه بأنه ستثور عليه مجددًا لتتمكن من الابتعاد من هنا بأسرع ما يمكنها قرر تخطي تلك النقطة و سأل متذاكيًا :
" و هل العائلة متوسطة الدخل ترتدي المجوهرات هذه الأيام؟ "
رمقته مرح بنظرة عدم فهمٍ و حاجبين معقودين، محاولةً تجاهل أنه نعتها بالكاذبة بشكلٍ غير مباشرٍ الآن فأجابها: " شقيقتك كانت هنا "
" لكن أنا ... أختي! " تجمدت في مكانها للحظاتٍ و بدا أنها تحاول استيعاب الأمر ، قبل أن تبدأ بالتمتمة بشيءٍ ما ، و لسببٍ ما هو كان واثقًا من أنها لعنات.
" اسمع ، أنا.. ليس لدي عائلة، لا شأن لي بها ، حسنًا؟ أنا لي أبٌ فقط ! "
" و ما رأيه باختفائكِ المفاجئ؟ و طريقة تحدثكِ الغريبة مع من هم أعلى منكِ؟ "
" لن تجرؤ على الحديث عنه هكذا مجددًا أنا أعدك، لقد قام بتربيتي جيدًا .. "
توقفت عندما رأت نظرة آرثر الساخرة و سمعته يهمس لنفسه : " هذا واضح " ثم تابعت : " لكنه أيضًا لم يكن يعترف بالطبقات، لم يكن مثاليًا ، لكن لا أحد كذلك .. بالتأكيد كلنا لدينا عيوب لكنه كان أكثر شخصٍ صالحٍ قد تلقاه يومًا.. و أظنه كان سيتفهم سبب رحيلي "
" لقد توفي أليس كذلك ؟ "
التفتت إليه و قد خفت حدة نظراتها ، حدقت به للحظاتٍ ثم أومأت ، عاد الصمت للسيادة لبضع دقائق قبل أن تقطعه مرح قائلةً بإنزعاجٍ شديد:
" لمَ تريد أن تعرف عني أي شيءٍ على أي حال؟ "
" لأنكِ تبدين كما لو أنكِ تعلمين كل شيء "
" لكن لا يمكنني إخبارك بأي شيء ممَّ
أعلم "
" هل لي أن أسأل لمَ؟ "
" سأجيبك لاحقًا على هذا السؤال "
نهضت لتخرج من هناك لكنها بمجرد أن اتخذت أولى خطواتها حتى عادتها مسرعةً و سألت : " هل لي برؤية غرفة مرجانة؟ "
" لا تذكري اسمها هنا "
" حسنًا ، حسنًا ، أنا آسفة .. هل أراها
الآن؟ "
" ماذا تريدين منها؟ "
" ليس من شأنك ، و سأراها شئت أم
أبيت "
" لا أظن ذلك "
" جربني ! "
" ربما المرة المقبلة ، يمكنكِ ذلك " قادها لغرفة مرجانة - مع أنها تعرف الطريق أصلًا ، لكنه أراد معرفة غرضها من ذلك -
" يبدو أنك تركت الغرفة على حالها تمامًا ، جيد "
" كانت ملكًا لساحرة ، من يعلم ماذا قد يوجد بالداخل "
قال آرثر بشرودٍ و هو يتجول بنظره في الغرفة التي يبدو و كأن الأغراض انتزعت منها على عجل، أما مرح فقد التفتت إليه باستغرابٍ بسبب جملته تلك قبل أن تقهقه بخفةٍ و تدخل الغرفة ، وقف يراقبها باستغرابٍ و هي فقط تتحسس الكراسي و الفراش بيديها و تقف فقط في منتصف الغرفة بلا حراك أحيانًا ، لم تكن ملامحها واضحةً لأنها استدارت لتواجهه بظهرها لكن بدا أن شيئًا ما خاطئ يحدث .
" شكرًا ، أنا ذاهبةٌ الآن ، لكن مازال هناك أشياءٌ علي إخبارك بها لاحقًا ... أتعلم ماذا ؟ أظنني سأعود لتوديع عائلتي "
كانت كلماتها موجهةً إليه لكن نبرتها بدت و كأنها تحادث نفسها بينما آرثر واقفٌ فقط يحاول معرفة سبب هدوئها المفاجئ و نبرتها الغريبة .
" لمَ؟ ظننتكِ لا تملكين عائلة "
" أنا مطرودةٌ من المنزل للدقة ، لقد غربت الشمس بالفعل و علي الإسراع بالعودة قبل عودة أمي "
لم تدرك مرح كيف ألفت تلك القصة لكن بدا أن آرثر اقتنع ، رغم أنها ليست واثقةً من عودتها .. ربما كان يجب عليها إخباره بالحقيقة قبل ذهابها .. تحسبًا فقط ، لكن كل ما كانت تفعله هو الشجار معه ، عليها أن تبدأ بكسب ثقته بدلًا عن ذلك.
و في صباح اليوم التالي ، استيقظ آرثر مع شروق الشمس على جلبةٍ و حركةٍ غير اعتياديةٍ بالقصر، خرج ليسأل عن سبب كل هذا الازعاج ليجد أن كاي كان متجهًا نحو غرفته بالفعل.
" جيدٌ أنك مستيقظ، لقد تم رصد الساكسون يعبرون الحدود .. الآلاف منهم ، و يقال بأنهم يستعدون لشن هجومٍ على القصر "
" كان يجب أن يتم إبلاغي في وقتٍ أبكر ! .. سنرى بهذا الشأن لاحقًا ، اذهب إلى بيرسيڤال و اطلب منه أن يجمع جيشنا و مقابلتي عند البوابة الأمامية "
" أمرك يا سيدي " انحنى كاي و انصرف على عجلةٍ ليبلغ بيرسيڤال - قائد الفرسان - بأوامر آرثر أما آرثر فقد أسرع نحو معسكر الفرسان خلف القصر لارتداء بذلته المعدنية فبالتأكيد بيرسيڤال توقع أمره بالاستعداد و بدأ به من قبل أن يأمر بذلك مفكرًا بأن عليه تلقين تلك القبائل الهمجية التي تجرأت على تحدي كاميلوت درسًا، و بالفعل وجد جيشه مصطفًا عند بوابة القصر الأمامية - يبدو أن برسيڤال يجيد القيام بعمله - كان كلٌ من كاي و بيديڤر و جاوين يقود فرقةً منهم بينما بيرسيڤال يتقدمهم و قد تراجع بضع خطواتٍ ليتولى الملك آرثر القيادة، و بعد بضع كلماتٍ محفزةٍ من آرثر و صياح الجنود مؤيدين له انطلق الجيش مبتعدًا عن القصر، و كانت جوين تشاهدهم من شرفة غرفتها هي و آرثر و ملامحها قد تنم عن أي شيءٍ عدا الرضا.
" مسكينةٌ جوين ! "
التفتت جوين بفزعٍ عند سماعها ذاك الصوت من خلفها ، لتجد مرجانة تقف عند الباب الذي يظهر الخدم و الحرس الفاقدين للوعي بالخارج قبل أن تغلقه مرجانة و هي تبتسم قائلةً :
" هو حتى لم يكلف نفسه عناء إيقاظك، أوه أخي الحبيب آرثر، تشارف على الثلاثين و مازلت لا تعدو كونك شابًا
طائشًا "
" ماذا تريدين؟ "
" ماذا أريد؟ أريد الحديث مع زوجة أخي، نحن لم نلتقي منذ أن بدأت سهام الحب بينكما "
" ماذا فعلتي بالحرس بالخارج؟ "
" لا تقلقي، لم أقتلهم .. ليس هذه المرة على الأقل ... على أي حال ، هذا ليس موضوعنا .. نحن هنا من أجلكِ أنتِ "
" لا تقتربي ! "
" لن أؤذيكِ يا عزيزتي .. لكن هو
سيفعل ! " حاولت جوين إدعاء اللامبالاة و القوة أمام مرجانة ، لعل أحدًا قادمًا من الخارج يرى الحراس المهزومين بالخارج و يأتى لإنقاذها من الساحرة الشريرة .
" متى كانت آخر مرةٍ تحدثتي بها مع أخي يا عزيزتي ؟ " لم تمهلها مرجانة حتى فرصةً للتفكير بل أسرعت بالقول :
" ليس منذ شهرين على الأقل .. كما ترين يا عزيزتي ، شقيقي الحبيب هنا رجل حرب.. لكنه زوجٌ فاشل ، أخبريني لمَ قبلتي الزواج منه ؟ "
" لأنني أحبه "
" أميرةٌ هاربةٌ تحاول استعادة ملكها المسلوب ، لكنها لا حول لها و لا قوة ، تزوجت بآرثر ملك أقوى مملكة على وجه الأرض حاليًا فقط من أجل الحب؟ سأتظاهر بتصديق ذلك هذه المرة، لكن .. كلتانا تعلم أنها مسألة وقتٍ قبل أن يمل منكِ كليًا ، حتى أنتِ مللتي منه فلمَ الكذب ؟ "
" هذا غير صحيح ! أنا أحب آرثر بصدق "
" الحب لن ينشيء مملكةً قوية، الحب لن يعيد لكِ ملكك، تمامًا كما الحب وحده لا يديم الزواج ، الحب لا يمكنه حتى إنقاذ زواجٍ على وشك أن ينهار كخاصتكما ، ألا ترين أنكما بنيتما زواجكما على أساسٍ هشٍ كالحب؟ "
" و ماذا تعرفين أنتِ عن الحب ؟ "
" أعرف أن والدتي أحبت أوثر ، و أعرف أنه أحبني .. حتى أنه قتل والدتي
' لأجلي '! أرأيتي نهاية الحب يا صغيرتي جوين ؟ الحب وحده لا يفيد، الحب وحده ينهار! تمامًا كهذا الزواج البائس! لنفترض أنكِ تحبينه ، أهو يحبك؟ و حتى إن فعل .. هل تضمنين أنه لن يقع بحب أخرى؟ "
حاولت جوين الرد عليها لكنها وجدت نفسها تصمت رغمًا عنها بإشارةٍ من مرجانة التي قالت : " ما بك يا عزيزتي هل الحقيقة مرة؟ و الآن يا عزيزتي، ستكونين صغيرةً مهذبةً و تنامين و تفكرين بما قلته لكِ "
بمجرد أن أنهت كلماتها بدأت قدما جوين بالتحرك نحو الفراش دون إرادةٍ منها قبل أن تتمتم مرجانة بشيءٍ ما لتسقط جوين فاقدةً الوعي على فراشها ثم خرجت من الغرفة بكل هدوءٍ لتخرج من القلعة كما دخلتها.
و في المساء بعد انتهاء المعركة الأولى و الاشتباك الأول بين كاميلوت و الساكسون ، خيم الجنود بالقرب من إحدى الغابات
- حيث وجد آرثر صندوق مرح ، و الدبة الأم سابقًا - توجه بيرسيڤال نحو آرثر الجالس بمفرده متكئًا على شجرةٍ عند حدود الغابة بالضبط بعيدًا عن النار و تجمعات جنوده.
" ماذا بك يا مولاي؟ "
" لمَ قد يهاجمنا الساكسون؟ "
" لاحتلال أراضينا ، ربما لإثبات قوتهم .. كما تعلم هم همجيون ، و نحن أقوى الممالك في الوقت الحالي "
" تمامًا ، كان بإمكانهم مهاجمة أي مملكةٍ أضعف منا و كان الناس سيرتعبون منهم على أي حال ، ثم نحن كنا أمامهم طوال الوقت ، لمَ توجهت أطماعهم نحو كاميلوت فجأة ؟ "
" أنت محق ، هذا غريب .. ماذا تقترح كخطوةٍ تاليةٍ جلالتك ؟ أننتظر المعركة التالية ؟ "
" لا ، أريد إنهاء ذلك بأسرع وقت فالحراسة في المملكة ليست بالكافية حاليًا ، سنبدأ بالتقدم لنعبر الغابة غدًا مع أول ضوءٍ للشمس ثم سنستدرجهم لنفرقهم و نهزمهم أفرادًا ، هذا سيجعل الأمور أسهل ، و إن لم نفلح فسنهاجم بعدها قبل شروق الشمس بقليلٍ لنفاجأهم في الظلام "
أومأ برسيڤال و انحنى باحترامٍ لآرثر قبل أن يتجه لجنوده ليخبرهم أنهم سيتحركون مع الشروق بينما انضم بيديڤر و غاوين لآرثر ليتحدثوا قليلًا عن ذكريات حروبهم السابقة.
.
.
صد كاي هجمة أحد الرجال الضخام ثم ابتعد مسرعًا ليصيب الرمح المندفع نحوه الرجل الضخم بدلًا عنه ثم اتجه لقتال ملقي الرمح الذي اندفع نحوه بسرعةٍ شديدةٍ دون أن يكترثا بالعملاق الذي سقط ميتًا خلفهما ثم توجه لمعاونة رجال فرقته عندما بدأ الساكسون بمحاصرتهم ، لم يكن قادة بقية الفرق أفضل حالًا منه .. بل ربما كانوا في موقفٍ أسوأ حيث كان آرثر محاطًا بهم تمامًا كلما قتل أحدهم هاجمه آخر أو حتى اثنان مكانه بما أنه كان يتقدمهم ، بيرسيڤال محاصرٌ تقريبًا ، بيديڤر يقاتل ثلاثة رجالٍ في نفس الوقت ، و جاوين الذي كان يتولى قيادة الجهة الخلفية من الجيش كان يقاتل اثنين مع ساقٍ بها سهم!
أصاب رمحٌ ذراع بيرسيڤال الممسكة بالسيف فابتسم أحد الرجلين اللذان كانا يوجهانه و لكمه بقوةٍ ليسقط أرضًا بينما أرادا الثاني أن يهوي بسيفه فوق عنقه! و قبل أن تصل حافة السيف إليه صدها سيفٌ آخر قبل أن يدفع صاحبه سيف الرجل الآخر لأعلى مبعدًا إياه و يسدد إليه بعض الضربات و في نفس الوقت يتفادى ضربات الآخر ليتمكن من قتل أحدهما بينما أوشك الآخر على طعنه لكن بيرسيڤال كان قد التقط الرمح الذي أصابه قبل قليلٍ و ألقى به لكنها كانت بيده الأخرى مما جعله يبتعد قليلًا عن هدفه ، لكنه قتل الرجل على أي حال.
" شكرًا ، من أنت؟ أنا أعرف جميع جنود جيشنا "
" اسمي بور يا سيد "
" بيرسيڤال "
" سأذهب لمساعدة الآخرين "
1
2
3
4
5
6
7
8
و بعد انتظار دقائق طويلةٍ مملةٍ لم تعلم آن عددها ، و همس الصبي المستمر لها بأنه يشعر بالملل أو جائع أو أي من الأعذار الأخرى ليرحلوا من ذاك المكان الغريب دلفت كانديس للقاعة و معها فتاةٌ ذات شعر بنيٍّ و عينين خضراوين جميلتين و ملامح حادةً ما لبثت أن صارت مذهولةً بمجرد دخولهما ، انحنت كانديس باحترامٍ و أشارت لرفيقتها بقسوةٍ أن تفعل المثل لكنها أبت ذلك .
" جوانهومارا لودغرانس أليس كذلك؟ "
أومأت جوان في صمتٍ لتقول السيدة بذات الابتسامة اللطيفة و المخيفة في الوقت نفسه : " الدرس الأول يا عزيزتي.."
رفعت يدها و هي تشير إلى جوان و الجميع يشاهد بتعجبٍ - باستثناء كانديس ذات الابتسامة الشامتة بالطبع - و تابعت جملتها : " الاحترام أو الموت "
و أخفضت يدها برفق لتشعر جوان بنفسها تنحني رغمًا عنها مع بعض أصواتٍ تشبه انكسار عظامها، غطت آن أذني ابنها لتحجب عنه صراخ جوان المتألم و لعنها تحت أنفاسها .
" سأتغاضى عن اللعن هذه المرة ، و الآن .. تريدين الانتقام من أختك ، بالطبع تريدين ذلك ، لطالما نالت هي كل الحب و الرفاهية و السعادة ، بينما أنتِ الابنة الغير شرعية .. تمامًا كذاك الفتى هناك ، و الآن هي زوجة آرثر بن دراجون .. ستأخذينه معكِ و سنرسلكما لمملكة الموتى، ستعيشان هناك بأمرٍ مني لذا لن يجرؤ أحدٌ على طردكم أو الإساءة إليكم بأي شكلٍ ، لكن يفضل ألا تثيرا المشاكل و إلا... و سآخذكما بعد بضعة أشهر "
" و ما الفائدة من كل هذا ؟ "
" أنتِ هنا فقط لتنفذي أوامري ! .. سأجعل كانديس تشرح لكِ بعض الأشياء لاحقًا ، لكن التعويذة لن تنجح دون عاملٍ مساعد لذا عليه أن يكون في أڤالون "
راقبتها جوان بعدم فهم ، أما بالنسبة لآن فقد بدأت بعض أجزاء الخطة تتضح لها ، انحنت لمستوى ابنها و عانقته و هي تهمس: " عليك الآن أن تذهب معها يا عزيزي ، استمع إليها جيدًا، اتفقنا؟ "
اتجهت كانديس نحوه و بدأت بجره معها باتجاه جوان بينما الطفل يبكي و يصرخ و يريد أمه، لكنها فقط تركته لهن.
.
.
و في مكتبة قصر " الملك آرثر "
- حاليًا - المملوئة عن آخرها بالكتب المختلفة المغطاة جميعها بالتراب بلا استثناءٍ ؛ لأن آرثر منع أي أحدٍ من الدخول، لأنه كان مكان والده المفضل، حيث الهدوء بالطبع، و كانت مهمته في صغره هي إزعاج والده عندما يهرب إلى هنا.
كان هناك رداءٌ أحمر عليه شعار كاميلوت معلقٌ على أحد الكراسي، علمت مرح أنه يخص الملك و رغم كرهها له - و حبها لإغاظة آرثر - إلا أنها أغلقت عينيها للحظات و كأنها تتلو صلاةً ما ثم همست بـ : " ارقد في سلام " قبل أن تختار كرسيًا آخر ، بينما آرثر يراقبها بصمتٍ فقط ، ألم تكن بحق السماء تهينه هو و والده كلما سنحت لها الفرصة؟
" إذًا.. من أين تريد مني البدء؟ "
لم يجبها آرثر بل بدا كأنه يحاول اختيار سؤالٍ من محيط الأسئلة الذي تكون برأسه على مر الخمس سنواتٍ كلها ، لكنها لم ترد منه التعمق كثيرًا في الأمر كي لا يسألها عن هويتها لذا تنهدت مدعيةً الإنزعاج و قالت :
" اسمي مرح .. عمري ثلاثةٌ و عشرون .. أنت تعلم جزء أنني أعيش في أسرة متوسطةً الحال ، على الأقل إلى أن طردني سيدي الثري المزعج "
" اسمك هو كاي "
قال آرثر بعدما ساد الصمت لبضع لحظات ، تجهم وجه مرح و أجابت بشيءٍ من الحدة : " كاي تعني مرح ، فلا فرق ! "
" إذًا لمَ كل هذا الانزعاج عند ذكر
اسمكِ؟ "
" لست كذلك، أنا فقط أفضل مرح "
حسنًا ، هذا ليس عادلًا نوعًا ما ، هو أحضرها إلى هنا لتكف عن غموضها هذا ، و لكن ها هي تفعل العكس تمامًا ، و لكن لعلمه بأنه ستثور عليه مجددًا لتتمكن من الابتعاد من هنا بأسرع ما يمكنها قرر تخطي تلك النقطة و سأل متذاكيًا :
" و هل العائلة متوسطة الدخل ترتدي المجوهرات هذه الأيام؟ "
رمقته مرح بنظرة عدم فهمٍ و حاجبين معقودين، محاولةً تجاهل أنه نعتها بالكاذبة بشكلٍ غير مباشرٍ الآن فأجابها: " شقيقتك كانت هنا "
" لكن أنا ... أختي! " تجمدت في مكانها للحظاتٍ و بدا أنها تحاول استيعاب الأمر ، قبل أن تبدأ بالتمتمة بشيءٍ ما ، و لسببٍ ما هو كان واثقًا من أنها لعنات.
" اسمع ، أنا.. ليس لدي عائلة، لا شأن لي بها ، حسنًا؟ أنا لي أبٌ فقط ! "
" و ما رأيه باختفائكِ المفاجئ؟ و طريقة تحدثكِ الغريبة مع من هم أعلى منكِ؟ "
" لن تجرؤ على الحديث عنه هكذا مجددًا أنا أعدك، لقد قام بتربيتي جيدًا .. "
توقفت عندما رأت نظرة آرثر الساخرة و سمعته يهمس لنفسه : " هذا واضح " ثم تابعت : " لكنه أيضًا لم يكن يعترف بالطبقات، لم يكن مثاليًا ، لكن لا أحد كذلك .. بالتأكيد كلنا لدينا عيوب لكنه كان أكثر شخصٍ صالحٍ قد تلقاه يومًا.. و أظنه كان سيتفهم سبب رحيلي "
" لقد توفي أليس كذلك ؟ "
التفتت إليه و قد خفت حدة نظراتها ، حدقت به للحظاتٍ ثم أومأت ، عاد الصمت للسيادة لبضع دقائق قبل أن تقطعه مرح قائلةً بإنزعاجٍ شديد:
" لمَ تريد أن تعرف عني أي شيءٍ على أي حال؟ "
" لأنكِ تبدين كما لو أنكِ تعلمين كل شيء "
" لكن لا يمكنني إخبارك بأي شيء ممَّ
أعلم "
" هل لي أن أسأل لمَ؟ "
" سأجيبك لاحقًا على هذا السؤال "
نهضت لتخرج من هناك لكنها بمجرد أن اتخذت أولى خطواتها حتى عادتها مسرعةً و سألت : " هل لي برؤية غرفة مرجانة؟ "
" لا تذكري اسمها هنا "
" حسنًا ، حسنًا ، أنا آسفة .. هل أراها
الآن؟ "
" ماذا تريدين منها؟ "
" ليس من شأنك ، و سأراها شئت أم
أبيت "
" لا أظن ذلك "
" جربني ! "
" ربما المرة المقبلة ، يمكنكِ ذلك " قادها لغرفة مرجانة - مع أنها تعرف الطريق أصلًا ، لكنه أراد معرفة غرضها من ذلك -
" يبدو أنك تركت الغرفة على حالها تمامًا ، جيد "
" كانت ملكًا لساحرة ، من يعلم ماذا قد يوجد بالداخل "
قال آرثر بشرودٍ و هو يتجول بنظره في الغرفة التي يبدو و كأن الأغراض انتزعت منها على عجل، أما مرح فقد التفتت إليه باستغرابٍ بسبب جملته تلك قبل أن تقهقه بخفةٍ و تدخل الغرفة ، وقف يراقبها باستغرابٍ و هي فقط تتحسس الكراسي و الفراش بيديها و تقف فقط في منتصف الغرفة بلا حراك أحيانًا ، لم تكن ملامحها واضحةً لأنها استدارت لتواجهه بظهرها لكن بدا أن شيئًا ما خاطئ يحدث .
" شكرًا ، أنا ذاهبةٌ الآن ، لكن مازال هناك أشياءٌ علي إخبارك بها لاحقًا ... أتعلم ماذا ؟ أظنني سأعود لتوديع عائلتي "
كانت كلماتها موجهةً إليه لكن نبرتها بدت و كأنها تحادث نفسها بينما آرثر واقفٌ فقط يحاول معرفة سبب هدوئها المفاجئ و نبرتها الغريبة .
" لمَ؟ ظننتكِ لا تملكين عائلة "
" أنا مطرودةٌ من المنزل للدقة ، لقد غربت الشمس بالفعل و علي الإسراع بالعودة قبل عودة أمي "
لم تدرك مرح كيف ألفت تلك القصة لكن بدا أن آرثر اقتنع ، رغم أنها ليست واثقةً من عودتها .. ربما كان يجب عليها إخباره بالحقيقة قبل ذهابها .. تحسبًا فقط ، لكن كل ما كانت تفعله هو الشجار معه ، عليها أن تبدأ بكسب ثقته بدلًا عن ذلك.
و في صباح اليوم التالي ، استيقظ آرثر مع شروق الشمس على جلبةٍ و حركةٍ غير اعتياديةٍ بالقصر، خرج ليسأل عن سبب كل هذا الازعاج ليجد أن كاي كان متجهًا نحو غرفته بالفعل.
" جيدٌ أنك مستيقظ، لقد تم رصد الساكسون يعبرون الحدود .. الآلاف منهم ، و يقال بأنهم يستعدون لشن هجومٍ على القصر "
" كان يجب أن يتم إبلاغي في وقتٍ أبكر ! .. سنرى بهذا الشأن لاحقًا ، اذهب إلى بيرسيڤال و اطلب منه أن يجمع جيشنا و مقابلتي عند البوابة الأمامية "
" أمرك يا سيدي " انحنى كاي و انصرف على عجلةٍ ليبلغ بيرسيڤال - قائد الفرسان - بأوامر آرثر أما آرثر فقد أسرع نحو معسكر الفرسان خلف القصر لارتداء بذلته المعدنية فبالتأكيد بيرسيڤال توقع أمره بالاستعداد و بدأ به من قبل أن يأمر بذلك مفكرًا بأن عليه تلقين تلك القبائل الهمجية التي تجرأت على تحدي كاميلوت درسًا، و بالفعل وجد جيشه مصطفًا عند بوابة القصر الأمامية - يبدو أن برسيڤال يجيد القيام بعمله - كان كلٌ من كاي و بيديڤر و جاوين يقود فرقةً منهم بينما بيرسيڤال يتقدمهم و قد تراجع بضع خطواتٍ ليتولى الملك آرثر القيادة، و بعد بضع كلماتٍ محفزةٍ من آرثر و صياح الجنود مؤيدين له انطلق الجيش مبتعدًا عن القصر، و كانت جوين تشاهدهم من شرفة غرفتها هي و آرثر و ملامحها قد تنم عن أي شيءٍ عدا الرضا.
" مسكينةٌ جوين ! "
التفتت جوين بفزعٍ عند سماعها ذاك الصوت من خلفها ، لتجد مرجانة تقف عند الباب الذي يظهر الخدم و الحرس الفاقدين للوعي بالخارج قبل أن تغلقه مرجانة و هي تبتسم قائلةً :
" هو حتى لم يكلف نفسه عناء إيقاظك، أوه أخي الحبيب آرثر، تشارف على الثلاثين و مازلت لا تعدو كونك شابًا
طائشًا "
" ماذا تريدين؟ "
" ماذا أريد؟ أريد الحديث مع زوجة أخي، نحن لم نلتقي منذ أن بدأت سهام الحب بينكما "
" ماذا فعلتي بالحرس بالخارج؟ "
" لا تقلقي، لم أقتلهم .. ليس هذه المرة على الأقل ... على أي حال ، هذا ليس موضوعنا .. نحن هنا من أجلكِ أنتِ "
" لا تقتربي ! "
" لن أؤذيكِ يا عزيزتي .. لكن هو
سيفعل ! " حاولت جوين إدعاء اللامبالاة و القوة أمام مرجانة ، لعل أحدًا قادمًا من الخارج يرى الحراس المهزومين بالخارج و يأتى لإنقاذها من الساحرة الشريرة .
" متى كانت آخر مرةٍ تحدثتي بها مع أخي يا عزيزتي ؟ " لم تمهلها مرجانة حتى فرصةً للتفكير بل أسرعت بالقول :
" ليس منذ شهرين على الأقل .. كما ترين يا عزيزتي ، شقيقي الحبيب هنا رجل حرب.. لكنه زوجٌ فاشل ، أخبريني لمَ قبلتي الزواج منه ؟ "
" لأنني أحبه "
" أميرةٌ هاربةٌ تحاول استعادة ملكها المسلوب ، لكنها لا حول لها و لا قوة ، تزوجت بآرثر ملك أقوى مملكة على وجه الأرض حاليًا فقط من أجل الحب؟ سأتظاهر بتصديق ذلك هذه المرة، لكن .. كلتانا تعلم أنها مسألة وقتٍ قبل أن يمل منكِ كليًا ، حتى أنتِ مللتي منه فلمَ الكذب ؟ "
" هذا غير صحيح ! أنا أحب آرثر بصدق "
" الحب لن ينشيء مملكةً قوية، الحب لن يعيد لكِ ملكك، تمامًا كما الحب وحده لا يديم الزواج ، الحب لا يمكنه حتى إنقاذ زواجٍ على وشك أن ينهار كخاصتكما ، ألا ترين أنكما بنيتما زواجكما على أساسٍ هشٍ كالحب؟ "
" و ماذا تعرفين أنتِ عن الحب ؟ "
" أعرف أن والدتي أحبت أوثر ، و أعرف أنه أحبني .. حتى أنه قتل والدتي
' لأجلي '! أرأيتي نهاية الحب يا صغيرتي جوين ؟ الحب وحده لا يفيد، الحب وحده ينهار! تمامًا كهذا الزواج البائس! لنفترض أنكِ تحبينه ، أهو يحبك؟ و حتى إن فعل .. هل تضمنين أنه لن يقع بحب أخرى؟ "
حاولت جوين الرد عليها لكنها وجدت نفسها تصمت رغمًا عنها بإشارةٍ من مرجانة التي قالت : " ما بك يا عزيزتي هل الحقيقة مرة؟ و الآن يا عزيزتي، ستكونين صغيرةً مهذبةً و تنامين و تفكرين بما قلته لكِ "
بمجرد أن أنهت كلماتها بدأت قدما جوين بالتحرك نحو الفراش دون إرادةٍ منها قبل أن تتمتم مرجانة بشيءٍ ما لتسقط جوين فاقدةً الوعي على فراشها ثم خرجت من الغرفة بكل هدوءٍ لتخرج من القلعة كما دخلتها.
و في المساء بعد انتهاء المعركة الأولى و الاشتباك الأول بين كاميلوت و الساكسون ، خيم الجنود بالقرب من إحدى الغابات
- حيث وجد آرثر صندوق مرح ، و الدبة الأم سابقًا - توجه بيرسيڤال نحو آرثر الجالس بمفرده متكئًا على شجرةٍ عند حدود الغابة بالضبط بعيدًا عن النار و تجمعات جنوده.
" ماذا بك يا مولاي؟ "
" لمَ قد يهاجمنا الساكسون؟ "
" لاحتلال أراضينا ، ربما لإثبات قوتهم .. كما تعلم هم همجيون ، و نحن أقوى الممالك في الوقت الحالي "
" تمامًا ، كان بإمكانهم مهاجمة أي مملكةٍ أضعف منا و كان الناس سيرتعبون منهم على أي حال ، ثم نحن كنا أمامهم طوال الوقت ، لمَ توجهت أطماعهم نحو كاميلوت فجأة ؟ "
" أنت محق ، هذا غريب .. ماذا تقترح كخطوةٍ تاليةٍ جلالتك ؟ أننتظر المعركة التالية ؟ "
" لا ، أريد إنهاء ذلك بأسرع وقت فالحراسة في المملكة ليست بالكافية حاليًا ، سنبدأ بالتقدم لنعبر الغابة غدًا مع أول ضوءٍ للشمس ثم سنستدرجهم لنفرقهم و نهزمهم أفرادًا ، هذا سيجعل الأمور أسهل ، و إن لم نفلح فسنهاجم بعدها قبل شروق الشمس بقليلٍ لنفاجأهم في الظلام "
أومأ برسيڤال و انحنى باحترامٍ لآرثر قبل أن يتجه لجنوده ليخبرهم أنهم سيتحركون مع الشروق بينما انضم بيديڤر و غاوين لآرثر ليتحدثوا قليلًا عن ذكريات حروبهم السابقة.
.
.
صد كاي هجمة أحد الرجال الضخام ثم ابتعد مسرعًا ليصيب الرمح المندفع نحوه الرجل الضخم بدلًا عنه ثم اتجه لقتال ملقي الرمح الذي اندفع نحوه بسرعةٍ شديدةٍ دون أن يكترثا بالعملاق الذي سقط ميتًا خلفهما ثم توجه لمعاونة رجال فرقته عندما بدأ الساكسون بمحاصرتهم ، لم يكن قادة بقية الفرق أفضل حالًا منه .. بل ربما كانوا في موقفٍ أسوأ حيث كان آرثر محاطًا بهم تمامًا كلما قتل أحدهم هاجمه آخر أو حتى اثنان مكانه بما أنه كان يتقدمهم ، بيرسيڤال محاصرٌ تقريبًا ، بيديڤر يقاتل ثلاثة رجالٍ في نفس الوقت ، و جاوين الذي كان يتولى قيادة الجهة الخلفية من الجيش كان يقاتل اثنين مع ساقٍ بها سهم!
أصاب رمحٌ ذراع بيرسيڤال الممسكة بالسيف فابتسم أحد الرجلين اللذان كانا يوجهانه و لكمه بقوةٍ ليسقط أرضًا بينما أرادا الثاني أن يهوي بسيفه فوق عنقه! و قبل أن تصل حافة السيف إليه صدها سيفٌ آخر قبل أن يدفع صاحبه سيف الرجل الآخر لأعلى مبعدًا إياه و يسدد إليه بعض الضربات و في نفس الوقت يتفادى ضربات الآخر ليتمكن من قتل أحدهما بينما أوشك الآخر على طعنه لكن بيرسيڤال كان قد التقط الرمح الذي أصابه قبل قليلٍ و ألقى به لكنها كانت بيده الأخرى مما جعله يبتعد قليلًا عن هدفه ، لكنه قتل الرجل على أي حال.
" شكرًا ، من أنت؟ أنا أعرف جميع جنود جيشنا "
" اسمي بور يا سيد "
" بيرسيڤال "
" سأذهب لمساعدة الآخرين "
1
2
3
4
5
6
7
8
Коментарі