نبذة
مقدمة
1: اليوم الأول في كاميلوت
2: يبدو و كأنه سحر
3: فوضى عارمة
4: فتاة الغابة
5: إن صبري ينفذ! 1
6: إن صبري ينفذ! 2
7: إن صبري ينفذ! 3
8: احذر مما تتمناه أيها الجمال النائم!
9: ابنةٌ جاحدة
10: هل الحقيقة مرة أم ساحرة 1
11: هل الحقيقة مرة أم ساحرة2
12: كاميلوت في أزمة
13: كنت أحكم هذا المكان
14: الحب في الأجواء و الخيانة على الأبواب
15: الطبول تقرع بجنون إذًا لا مفر
16: ما يقبع خلف الستر
17: و من قال بأن الطبيعة رحيمة
18: مفاجأة تليق بملك !
19: رفقة سيئة
20: مازلت أريدك بالجوار
21: ما تفسده سيدة البحيرة تصلحه سيدة السماء
22: و الآن يسدل الستار1
23: و الآن يسدل الستار 2
18: مفاجأة تليق بملك !
" ما قلته هناك ... "

قال لورانس بصيغةٍ أقرب للسؤال تاركًا جملته غير منتهيةٍ لتقول مرح بضيق :
" إنها الحقيقة الخالصة ، بلا تحريف .. بلا لمحةٍ إضافيةٍ من الخيال ، بلا إضافة أي بهاراتٍ خارجية "

" و ماذا ستفعلين الآن ؟ "

حدقت به مرح مطولّا ثم قالت : " أعلم أنك ما زلت تحاول حسم قرارك ، أعلم أنني بعثرتك بعد أن شتت أفكارك بإخبار آرثر بحقيقتك .. لكن إن كنا سنبدأ من جديد .. إن كنا ننوي العودة أقوى من السابق .. علي بدايتنا أن تكون صادقة ، نحن لم نبلغ البداية بعد .. لذا علينا الاستعداد لها
جيدًا "

تنهدت و تابعت و كأنما تخاطب نفسها :
" صدقًا أنا لا أعلم .. الأمور تبدو بخير ، ربما هو هدوء ما قبل العاصفة .. أعلم أن هذه تبدو ككذبةٍ لكن الوضع مربكٌ لي كما هو لكما و ربما أكثر بقليل "

أخذت زفيرًا آخر في محاولةٍ في الحفاظ على تماسكها المزيف ثم قالت : " سآخذك معي لمكانٍ ما ، سأدربك على السحر كما قلت .. لكن ليس عليك أن تكون ميرلن فهو مات و انتهى الأمر ، فقط كن لورانس الساحر الذي لا يخجل من حقيقته و يخفيها .. أنا سأواصل ما أفعل .. القيام بعمل ميرلن الغير منتهي "

" لكنه بشكلٍ ما عملي أنا .. ليس عليكِ الاحتفاظ بكل هذا لنفسك بعد الآن ، كما قلتي ' بداية صادقة ' .. لكن ... " توقف و هز رأسه نافيًا بمعنى أن تنسى الأمر لكنها أوقفته مستفسرةً : " و لكن ماذا ؟ "

" هل ستكون مرجانة بخير ؟ "

لم تستطع منع نفسها من الابتسام ، و كأن كل الشكوك التي كانت بداخلها تلاشت تمامًا و هو يكمل : " أعني كونها خالفت الطبيعة و ما شابه .. أنتِ قلتي سابقًا أنها ساعدتكما على الهرب لذا ... "

صمت محاولًا إيجاد الكلمات لتضحك مرح قائلةً : " نعم ، ستكون بخير " ثم انقلبت ابتسامتها عبوسًا و تابعت و هي شاردةٌ في بقعةٍ ما : " إنها سلاحها الأول ضدي لذا بالتأكيد ستحتفظ بها .. أقسم أنني سأعيدها "

أعادت نظرها إليه و ابتسمت قائلةً :
" أتعلم ؟ إعادتها إلى صوابها أسهل مما تتخيل .. هي مترددةٌ بطبيعتها و تحسب حساب كل خطوةٍ قبل البدء بها ، فقط إن جعلتها تستمع إلي .. إن صدقتني و لو للحظةٍ فحسب ، كنت لأقول أنها بحاجةٍ لصفعةٍ على وجهها الجميل .. لكنني لا أريد تشويهها ربما تريدها أنت كما هي "

و انفجرت ضاحكةً عندما أشاح لورانس بنظره للجهة الأخرى ثم همست :
" شابٌ خجول ! هذا لطيف ... و الآن ؟ ألا ينتابك الفضول لمعرفة كيف يبدو صندوق مجوهرات جنيةٍ من الداخل ؟ ستندهش بما فعلته بالمكان ! الآن .. العينان مغلقتان و احبس أنفاسك للحظةٍ لأنك لن تستطيع التنفس أثناء الانتقال "
.
.
" آرثر ؟ أنا أريد الانفصال " قالت جوين بضيقٍ دون حتى أن تكلف نفسها بقول تحية الصباح أو ما شابه ليزفر آرثر بإنزعاجٍ و يهمس ببرود : " سأرى بهذا الشأن "

ثم يتجه ليستعد ليذهب للفرسان رغبةً منه في رؤية التغييرات التي حدثت في أثناء غيابه بما أن كل شيءٍ يبدو مختلفًا بشكلٍ ما منذ أن عاد .. مع مرح ، التي عليه التوقف عن التفكير فيها و فيما قالته لأن الأمور بدأت تصبح جنونيةً بالكامل .

" ...لا تجيد شيئًا في هذه الحياة سوى الحصول على أطفالٍ غير شرعيين ! "

" الدوقة إجراين حامل .. منك أنت ! "

" سأخرج من هنا و لو كنت جثة ! "

" كان يريد احتكار السحر لنفسه لا أكثر ! "

كان آرثر مع الفرسان .. لكن جسدًا فقط ، كانت تلك التمتمات الخافتة تتردد حوله باستمرارٍ و بشكلٍ مزعج فلم يتمكن من سماع كلمةٍ واحدةٍ قالها بيديڤر ، ذهب تفكيره فورًا إلى مرح و بدء بتفحص المكان حوله بعينيه .. لكن الاختفاء ليس صعبّا على جنيةٍ مثلها .

" ... ميرلن اختفى ، وُجِدت جثته ...
قريب "

كان أغلب العبارة غير مفهوم ، لكنه كان كافيًا لينفذ صبر آرثر ، قال بسرعةٍ لبيديڤر بأنهما سيكملان لاحقًا و هو يسرع للقلعة فمرح لا تحبذ رؤية الخدم لها ، حاول بيديڤر إخباره بشيءٍ ما لكن آرثر رفض الاستماع مما جعله يزفر في ضيقٍ ، و قد كانت وجهة آرثر الأولى هي غرفة مرجانة القديمة - بما أن جوين على الأرجح في غرفتهما - حيث بقي ينتظر لدقائق قبل أن يبدأ باللعن تحت أنفاسه و التجول بعصبيةٍ ليتوقف عندما سمع صوت فرقعةٍ خفيفةٍ بالسقف ، و عندما التفت متعجبًا وجد كرةً ناريةً اختفت بسرعةٍ و سقطت منها بطاقةٌ بيضاء ، التقطتها و هو يقرأ الأحرف الذهبية المكتوبة بخطٍ أنيق :

" ' لقد ولدت بالسحر يا عزيزي آرثر '

أظنك تذكر تلك الجملة جيدًا ، كلما أسرعت بتصديق الأمر كلما قل الخطر عليك و على مملكتك ، فقط أذكرك بأن تحذر .. لقد استنزفت تلك الرؤى قواي لآتي إليك شخصيًا .. لكنني قد أزورك في الأحلام "

تخيلها تقوم بتلك الابتسامة التي تستفزه بها دائمًا مع قولها الجملة الأخيرة ، عندها قامت الورقة بالفعل بما أراد هو القيام به .. احترقت ! لكنها كانت الأحرف فقط للأسف ، و ليس كما أراد .

لماذا هو غاضب ؟ فقط لأنها في تلك الرؤى تثبت بأن والده مخادعٌ و قاتلٌ و طماع ، و هو لا يسمح لأحدٍ بإهانة والده .. أليس هذا بالسبب الكافي لكم ؟

خرج من تلك الغرفة " المشؤومة " بإنزعاجٍ و قد قادته قدماه إلى غرفته لا شعوريًا .. وجد جوين جالسةً أمام المرآة تمشط شعرها الشبه مبلل و التي بدا عليها التوتر و هي تقول دون الالتفات إليه :

" هناك شخصٌ يريد محادثتك .. إنه عند البوابة الأمامية "

" من ؟ " لم تجبه بل اكتفت بمراقبة انعكاسه في المرآة ، لكنها لم تتمكن من تحديد شعوره من تلك التعابير الباردة .. ربما هو غير مهتم ؟

" ستنتهي إجراءات الانفصال قريبًا جدًا ... لكنكِ لن ترحلي بعد "

" لماذا ؟ " تجاهلها تمامًا و خرج متجهًا للحديقة .. لمحادثه الغامض عند البوابة الأمامية ، و الذي وجد عند وصوله أنه لم يكن سوى .. لانسلوت !

انحنى لانسلوت بينما آرثر يراقبه محافظًا على جمود تعابيره فنهض لانسلوت و نظف حلقه بشيءٍ من التوتر ثم قال : " أريد مبارزتك يا آرثر "

لم يكلف آرثر نفسه بإجابته بل اكتفى بتوجيه نظرةٍ مستفسرةٍ إليه ليقول لانسلوت و قد خذلته نبرته : " إنه من أجل جلالتها "

ثم أردف محاولًا استعادة نبرته القوية السابقة : " انفصالكما دون سببٍ هكذا لا يناسبكما كملكيين " كان آرثر على وشك قول شيءٍ ما لكنه تراجع و اكتفى بالإيماء موافقًا ثم تمتم قبل أن يسير مبتعدًا :
" غدًا ظهرًا "

ربما عليه التفكير بكلمات مرح ، ربما هناك شيءٌ غريبٌ يحدث من وراء ظهره .. لكن كبرياءه كالعادة يقف في طريقه ، عاد لغرفته متعبًا منزعجًا .. إن سأله أحدهم فسيجيب بأن هناك العديد من الأسباب .. و إن كان لا يجد سببًا محددًا لذلك ، صدقًا هو لم يهتم كثيرًا برحيل جوين .. ما كان يزعجه حقًا - و الذي رفض الاعتراف
به - كانت مرح .. و الساحر المختبئ الذي لم يكتشفه ، لكن الفضل كله في مزاجه المتعكر نسب لمرح - مجددًا -

" ليلتنا الأخيرة معًا ؟ "

سألت جوين بترددٍ و لأنه كان مشغولًا و شاردًا ليدرك ما تقول فأومأ لها دون أن يعلم فيمَ ورط نفسه .. مازالت الشمس لم تغرب بعد حتى ، لكنه كان يومًا شاقًا على الكثيرين .

" تحبين شابًا أصغر منك ؟ "

قال آرثر بنبرةٍ أقرب للسؤال مع ابتسامةٍ متهكمة ، لكنه حافظ على نبرته العادية احترامًا لمن كانت - و مازالت حتى
الصباح - زوجته ، أشاحت ببصرها بإنزعاجٍ ليومئ و يتجه لشرفته يراقب الغروب دون أن يعلق .
.
.
و في ظلمة الليل ، لقد تسلل خارجًا من معسكر الفرسان ، قرر الابتعاد قليلًا لبقعةٍ قرب الأسوار حيث الحراسة قليلةٌ فلا يلفت الأنظار ، وجد هناك الخادمة الفاتنة ذات الشعر البني و العينين الزرقاوين الساحرتين تنتظره بابتسامةٍ مرتسمةٍ على شفتيها زادتها جمالًا و سحرًا .

" لانسلوت ! " قالت اسمه بفرحٍ ليشير إليها أن تخفض صوتها و هو يتفحص المكان حوله فأخذت شهيقًا قبل أن تتلاشى تلك الابتسامة و تستحيل تلك الملامح الساحرة لأخرى باردة .. ربما مخيفةٌ أيضًا ! و همست :

" أريد منك قتل آرثر غدًا "

وقف يراقبها بصدمةٍ لتقول : " الإجراء المعتاد في مثل هذه الحالات على أي حالٍ هي مبارزةٌ حتى الموت بينكما ، هو لن يشك في شيء "

" أجننتي يا نينيه ڤيڤيان ؟ " توقف عندما لاحظ أن صوته ارتفع فجأةً ثم أردف بنفس النبرة لكن أهدأ بقليل : " تريدين مني قتل ملك كاميلوت ؟ "

" لقد أخبرت الطبيعة الأم بشأن وريث ميرلن بالفعل ! هي لم تعد مهتمةً بآرثر و لا بكاميلوت .. فكر بالأمر ، إن قتلته تزيل تهديد كاميلوت عن بنواك و تعود لاستعادة عرشك "

" لا أستطيع ! "

" أنا أثق بقدراتك "

" ليس الأمر هكذا يا ڤيڤيان ! أنا لا أريد ، ليس لدي سببٌ لقتل آرثر "

" لكن هو لديه سببٌ لقتلك ! كيف تظن الناس سيردون عندما يعلمون بأن ملكتهم تركت الملك لأجل مجرد فارسٍ كلف بحراستها ؟ كيف تظن أن آرثر يفكر بك الآن ؟ ألا يهمك أمر بور و ليونيل اللذان ماتا لأجله ؟ "

" بالطبع يهمانني ! أنا لا أعرف ، أنا ... سأفكر "

تنهدت ڤيڤيان و ظلت تحدق به للحظات ، و علي القول أنه لم يبدُ عليها الرضا .. ثم تركته وحيدًا ، بالتفكير في الأمر موت آرثر هو مسألة وقتٍ لا أكثر ، حتى الطبيعة ضده ، أخته مرجانة لا فاي ، و موردرد و الشائعات التي روجها عنه بين الفرسان و التي تمكن بفضلها من اجتذاب الفرسان الجدد و قلبهم على آرثر .. لكن أن يكون هو من ينهيه من بين كل هؤلاء ؟ هو فقط يريد مساعدة جوين .. التي لم يتمكن من منع نفسه من الوقوع بحبها ، رغم أنه مازال لم يخبرها بذلك ، رغم أنه مازال يتعامل معها بحذرٍ ، رغم أنه مازال قليل الكلام معها فقط ظنًا منه بأنها ستعود لآرثر .. إنه فقط .. هو لم يعنِ قط أن يسبب المشاكل، بالكاد تمكن من النوم عندما استيقظ باكرًا لتدريبه المعتاد .. على عكس آرثر الذي لم يحضر ، لاحظ زملاؤه جديته في التدريب في ذاك اليوم .. حتى أنه تغلب على بيديڤر ! لكنه لم يطلعهم على السبب ، و لن يفعل .

ذهب بعض الفرسان لتبادل الأماكن للحراسة بينما يرتاح الآخرون أو حتى ينامون بينما البقية يتدربون في ثنائياتٍ أو يركضون حول أسوار القلعة كنوعٍ من الحفاظ على اللياقة - مع أنهم قاموا بذلك بالفعل صباحًا كجزءٍ من تدريبهم
اليومي - أما من ناحيةٍ أخرى عندما كان آرثر و جوين متجهين لحضور تلك المبارزة التي لم تثر اهتمام آرثر ، هو فقط قبلها لنفس السبب الذي قاله لانسلوت .. و لأنه لم يرفض تحديًا من قبل ، لكن أخرجه من كل تلك الأفكار فتاة ، خادمةٌ ذات شعرٍ بنيٍّ و عينين فاتحتين تتجه نحوه بقلق و التي كانت نسخةٍ طبق الأصل من جوين ! ركضت الفتاة نحوه و هو يراقبها بحاجبين معقودين بينما جوين بجواره تجمدت في مكانها و توقفت أمامه تراقبه للحظةٍ قبل أن تندفع لعناقه ثم تفصل العناق بسرعةٍ قائلةً بسرعة :

" عزيزي آرثر، استمع إلي! هذه أنا .. جوين ، تلك التي معك هي أختي جوان ، لقد أخذت مكاني عندما أخذوني لأڤالون ، تلك كانت خطتهم ليستولوا على كاميلوت ، لقد خدعت مرجانة لتعيدني إلى هنا و هربت منها .. رجاءً صدقني و أبعد تلك الشريرة من هنا ، أرجوك ! "

حاولت جوين الأخرى الدفاع عن نفسها لكن الصدمة عقدت لسانها كليًا ، كانت شفتاها تتحركان ، لكن لا صوت .. و لا حتى حرفًا واحدًا قاوم و خرج مسموعًا ، لكن جزءً من تلك الحالة انتقل للأخرى كذلك عندما قال آرثر و هو يبعدها بخفةٍ عنه متجاهلًا الحرس من حوله الذين يراقبون بصدمة :

" أعلم أنكِ لستِ جوين ، عودي من حيث أتيتي قبل أن أغير رأيي و أحكم عليكِ بالإعدام "

ثم التفت للأخرى بجواره و قال بنفس النبرة الباردة القاسية لكن مع صوتٍ منخفض كي لا يسمعه الحرس الملكي من حولهما : " و أنتِ لم تعودي زوجتي و ذاك القتال لا معنى له .. يمكنكِ الذهاب مع حبيبكِ أو يمكنني إعادتكِ لوالدكِ كلاهما سيانٌ عندي ، لا نريد للشائعات أن تنتشر لذا أفضل أن تعيشا في مكانٍ آخر "

و لنتوقف هنا للحظة .. هو حرفيًا طرد الاثنتين ! حسنًا .. هو لم يكن واثقًا جدًا من أمر جوين المزيفة هذا لكنه بات يعلم أنه لم يكن يحبها ، عليها فقط أن ترحل لعل جزءً من المصائب يزاح عنه ، و إن كانت رواية جوين الخادمة صادقةً فيمكنه إعادتها لوالدها حيث سيجد لها زوجًا خيرًا منه ، فقط بهذه البساطة .

أشار للحرس ليأخذوا جوين الخادمة عند سجن القلعة ، هو لن يعتلقها و يعدمها حقًا هو فقط يريد التحقق من شيءٍ ثم يقرر مصيرها لاحقًا ، أما الأخرى فقد أعطته تاجها كملكةٍ و بخطواتٍ سريعةٍ توجهت نحو معسكر الفرسان ، همست للانسلوت بما حدث و قبل أن تمهله فرصةً ليستوعب أخبرته أن يتبعها للقلعة لتجمع أشياءها و ترحل ، و في النهاية تقرر الأمر على أنه سيرسل جوان - التي ادعت أنها جوين في زي خادمة - مع حراسةٍ شبه مشددة - فقط للمظهر العام - إلى والدها ليتعامل معها بنفسه و كأنها جوين الحقيقية و هما فقط قد انفصلا أو أنها هربت قلقًا من وجود أختها في كاميلوت و ما تستطيع فعله و لو أنه رآها مجددًا في مملكته فستعدم حرفيًا ! بينما جوين الحقيقية ستذهب بعيدًا و في الخفاء .. مع لانسلوت بالطبع .

التفت آرثر خلفه على صوت تصفيقٍ حارٍ بعدما رحلت جوين - بعدما تأكدت من رحيل أختها الشريرة - ليجد مرح تتكئ على الجدار قرب الشرفة تعتلي ثغرها تلك الابتسامة التي و لأول مرةٍ لا تثير أعصابه !

" كان ذلك .. جيدًا جدًا في الواقع ! "

" ظننتكِ قلتي لن تعودي إلى هنا في الوقت الحالي "

" نعم ، لكنني لا أطيق أجواء المرض فهي أشبه بالسجن الذي قضيت به فترةً طويلة .. لقد أخبرته أنني ذاهبةٌ للحصول على المزيد من الدواء لي ، لم يبدُ أنه اقتنع .. أظنني أفقد براعتي في التمثيل .. أنت متفرغ ؟ "

" أظن .. لماذا ؟ "

" أريد اصطحاب ' جلالتك ' لمكانٍ ما " ارتفع حاجبه تلقائيًا بعد سماعه تلك الجملة لتبتسم قائلةً ببراءة : " هيا ، سيعجبك هذا ! "

و لكنها لم تمهله فرصةّ للرد بل اختفت و ظهرت أمامه - هذا سيكون أقل ألمًا من السير - و تشبثت بذراعه ثم و بدون مقدماتٍ وجد نفسه في تلك الغابة المجاورة للقصر ، سعل للحظاتٍ بما أنه لم يحبس أنفاسه هذه المرة ثم التفت إليها مستغربًا فتركت ذراعه و بدأت تطفو أي أن يلحق بها ، و بدون أي تفكيرٍ بدأ يتبعها بمللٍ حتى وصلا للنهر ، و لكن هذه المرة وجد عليه جسر !

هبطت عليه و هي تسير ببطءٍ و تشاهد المياه تجري بجوارها و تستمع لخريرها الممتزج مع طرق الخشب الخفيف تحت كعب حذائها ثم عادت تطفو من جديدٍ قبل أن تختفي فجأةً ، التفت آرثر حوله باستغرابٍ ليجد مكانًا أمامه ليس به أي أشجارٍ ! تقدم متوجهًا لذاك المكان فوجد صخرةً كبيرةً مغروزٌ بها سيفٌ لامع ، تقدم منه بذهولٍ و بدأ يتفحصه قبل أن يمسك بقبضة السيف و يسحبه ليخرج من الصخرة و قد سمع تصفيق مرح مجددًا قبل أن تعاود الظهور أمامه .

" مفاجأة ! .. سمعت أن عيد مولدك بعد غد .. فأحضرت لك هدية ... إنه بدل الذي كسر منك بسببي - و والدتي البغيضة - قد لا أتمكن من حضور الحفل لذا فكرت بإفساد المفاجأة و إهدائك باكرًا بعض الشيء ، عيد ميلادٍ ثلاثين سعيدًا "

لم يستطع آرثر الرد على ذلك فاكتفى بشكرها هامسًا فتابعت بنبرةٍ مرحة :
" بدايةً هذا سيف كالدفولخ ، شخصيًا لا يعجبني الاسم لذا لمَ لا تطلق عليه شيئًا أفضل ؟ "

تفحص آرثر السيف و لم يجبها ، كان قويًا و لامعًا لكن ليس ثقيلًا ، و قد نقشت عليه علاماتٌ غريبة فابتسمت مرح و تابعت بتفس نبرتها السابقة : " لقد تولت السيدة أرتورو حكم أڤالون منذ بضعة أعوام ، أقنعتها بربط مملكتها بمملكتك - و الذي يمثل تحالفًا بين المملكتين لكن بلغتهم يسمى ربطًا - لقد تركت لي اختيار هديتك ، و .. ظننت أن هذه هي الأنسب ، أنا وضعت النقوش .. إنها تعويذةٌ صعبة لذا احتجت مساعدتها كذلك ، تمنح السيف قدرة عدم جعل قطرة دمٍ واحدةٍ تسيل لصاحبه ، كما أنها قالت بأنها ستعاوننا ضد مخطات والدتي و ستحاول إصلاح الاضطراب في عالمي .. أرجو أن تستخدم السيف جيدًا .. و أرجو أنه أعجبك ؟ "

و مجددًا لم يجبها ، لكن من نظرته كان الأمر واضحًا أن السيف يعجبه .. كثيرًا - و خاصةً بعد أن شرحت له مرح -

" إنه الآن اكسكاليبور " همس آرثر مبتسمًا لتبتسم مرح بسعادةٍ و تهمس : " هذا أفضل بكثير ! "
1
2
3
4
5
6
7
8

© Queen MG,
книга «خلف ستر كاميلوت».
19: رفقة سيئة
Коментарі