نبذة
مقدمة
1: اليوم الأول في كاميلوت
2: يبدو و كأنه سحر
3: فوضى عارمة
4: فتاة الغابة
5: إن صبري ينفذ! 1
6: إن صبري ينفذ! 2
7: إن صبري ينفذ! 3
8: احذر مما تتمناه أيها الجمال النائم!
9: ابنةٌ جاحدة
10: هل الحقيقة مرة أم ساحرة 1
11: هل الحقيقة مرة أم ساحرة2
12: كاميلوت في أزمة
13: كنت أحكم هذا المكان
14: الحب في الأجواء و الخيانة على الأبواب
15: الطبول تقرع بجنون إذًا لا مفر
16: ما يقبع خلف الستر
17: و من قال بأن الطبيعة رحيمة
18: مفاجأة تليق بملك !
19: رفقة سيئة
20: مازلت أريدك بالجوار
21: ما تفسده سيدة البحيرة تصلحه سيدة السماء
22: و الآن يسدل الستار1
23: و الآن يسدل الستار 2
15: الطبول تقرع بجنون إذًا لا مفر
و في ظلمة الليل و الغيوم تحجب ضوء القمر جاعلةً إياه يتستر على هؤلاء الذين يهوون العبث في الظلام تسللت جوينيڤر لخارج القلعة بصعوبةٍ بالغةٍ ، لحسن حظها أن الشاب الجديد ذو الشعر البني و العينين الزرقاوين الداكنتين الذي تم تجنيده في الاحتفال لم يكن منتبهًا لما يحدث في داخل القلعة ، و عندما صدر صوت شيءٍ يسقط ابتعد قليلًا ليتفقد الأمر فأسرعت هي بالركض للخارج و الالتفاف حول الأسوار وصولًا للغابة المجاورة للقصر، شدت على ردائها الأحمر و هي مستمرةٌ بالالتفات حولها بقلقٍ شديدٍ ثم أجفلت عندما سمعت صوتًا يحييها من خلفها لكنها استعادت هدوءها سريعًا و هي تحدق بتوترٍ بمرجانة التي تراقبها بابتسامةٍ متسعةٍ .

" أرى أنكِ فكرتي بما قلت "

قالت مرجانة بابتسامةٍ لتشيح جوين بنظرها و تومئ لها فقالت مرجانة بشيءٍ من الحدة : " انظري إلي ! " أجفلت جوين و أطاعتها فورًا لتسأل مرجانة بنبرةٍ أكثر هدوءً : " و ماذا تريدين إذًا ؟ "

" أنا لا أعلم .. فيمَ يفكر آرثر هذه
الأيام ؟ "

" و كيف لي أن أعرف ؟ "

" من دون تذاكٍ ، أنت ساحرةٌ و كذلك صديقاتكِ ، و لا أعتقد أن تنظيم دولةٍ يأخذ كل هذا من آرثر "

" إلامَ تلمحين ؟ "

" ليس الذي ببالكِ لكن يبدو لي أنه سيحدث قريبًا إن لم أفعل شيئًا "

" و ماذا تتوقعين مني أن أفعل ؟ " سألت مرجانة بمللٍ لتثير أعصاب جوين التي أجابتها : " لقد وعدتي بمساعدتي "

" أنتِ حتى لا تعرفين ما تريدين ، كيف تتوقعين مني مساعدتك ؟ السحر لا يعمل بهذه الطريقة يا عزيزتي، ثم أنني ظننت ذاك الشاب يعجبك "

" الشاب ؟ "

" السير لانسلوت على ما أعتقد ؟ "

اتسعت عينا جوين و بقيت تحدق بمرجانة لوقتٍ قصيرٍ قبل أن تومئ لكن كلمات مرجانة التالية صدمتها أكثر : " لقد وضعتي نفسكِ بموقفٍ لا تحسدين عليه يا عزيزتي جوين ، كل ما يمكنني قوله أن آرثر طار من بين يديكِ من قبل حتى أن تحبيه ، هو لم يكن مقدرًا لكِ منذ البداية ! الحل الآن بيدكِ أنتِ ... هذا ما قيل لي عن مستقبلكِ "

" لكن ... "

" من دون لكن ، لقد حذرتكِ و أنتِ تصرفي ! لقد قمت بإلهاء الحارس لكِ أسرعي بالعودة قبل أن تنتهي التعويذة أو يستيقظ آرثر "

ألقت مرجانة بكلماتها بكل قسوةٍ و برودٍ ثم ارتدت قبعة ردائها الأسود الحريري و اختفت بين ظلام و أشجار الغابة ، و لسوء حظ جوين فقد كان آرثر مستيقظًا بالفعل لكن ذلك كان عند وقوفها في الشرفة - بعد عودتها - تحججت بالإصابة بالصداع قبل أن تبتسم و تعود للفراش ، لكنها لم تنم مطلقًا بسبب كلمات مرجانة التي تتردد في عقلها .

اصطحبها آرثر في الصباح الباكر لعند جايوس للحصول على دواءٍ منومٍ بعد أن أصرت على أنها لا تعاني من خطبٍ ما ، لكن كلمتها أمام كلمة آرثر ؟ لا توجد مقارنة ! بمجرد أن دلفا للعيادة كان جايوس على وشك الخروج بعد أن ملأ جيوبه بجرعاتٍ مختلفة ، انحنى لهما باحترامٍ فسأله آرثر عن وجهته .

" كنت ذاهبًا لتفقد الفرسان المصابين يا سيدي "

أجابه جايوس العجوز و هو يتحاشى النظر إليه حتى كنوعٍ من الخضوع و قبل أن يلفظ آرثر جملته التالية أسرع لورانس بالدخول ثم تفاجأ بوجودهما لينحني إليهما لكنه على عكس جايوس لم يمنع نفسه من إلقاء نظرة لكن ما لفت انتباهه أكثر هي نظرة جايوس المؤنبة من خلفهما و التي ترجمها على أنها " أيًا كان ما تفعله فلو أمسك بك آرثر لن يعجبه و عندها ... " لم يرد التفكير كثيرًا في العواقب أو ربما لم يهتم ، يبدو أن مرافقة مرح أثرت على عقله بعض الشيء .

" يمكنني تولي الأمور هنا يا جايوس "

عرض لورانس بهدوءٍ مفاجئًا حتى نفسه بهذه الجرأة المفاجئة ففكر جايوس للحظاتٍ ثم أومأ موافقًا إياه و انحنى مجددًا قبل أن يخرج ، نظف لورانس حلقه ثم تمتم : " اعذراني ، تفضلا بالجلوس ، جلالتكما "

" ما من داعٍ " قال آرثر بهدوءٍ أقرب منه للبرود لتبتسم جوين و تقول بلطف :
" أحتاج شيئًا فقط يساعدني على النوم "

" أظن بأن جايوس مازال يملك البعض من ذلك الدواء .. لحظةً من فضلكما "

ظل يلتفت حوله لبضع لحظاتٍ و هو يفكر و حاجباه معقودان قبل أن يتجه نحو تلك المنضدة التي لا تخلو أبدًا من الكتب و النباتات المجففة و عظام الحيوانات و ما شابهها من المواد الغريبة و التقط قارورةً بها ما يشبه ورق شجرٍ مجففٍ و مقطعٍ بعنايةٍ ليصبح بأحجامٍ متساويةٍ ، سكب البعض منها في قارورةٍ أخرى بها سائلٌ غريب ثم أغلقها و بدأ برجها بسرعةٍ بعد أن أغلق قارورة الأوراق و أعادها لمكانها بحرصٍ لأن تلك الاوراق تتفتت بسهولةٍ .

" تفضلي جلالتكِ ، ملعقتان صغيرتان مع حوالي نصف كوبٍ من الماء قبل النوم "

" شكرًا لك "

رافقها آرثر للخارج بينما اتجه لورانس لإشعال النار لإعداد الطعام متجاهلًا أنه قبل أن يغلق باب العيادة عاود آرثر الدخول وحده هذه المرة ثم سأله بهدوءٍ دون النظر إليه حتى :

" أتحتاج شيئًا آخر ، جلالتك ؟ "

لكن آرثر لم يجبه فقد تولى عقله مهمة تأنيبه على سخافة ما يفعله ، لقد كان على وشك السؤال عن مرح ! في النهاية هو بشر ، و إن كان غروره يحركه أحيانًا فضميره مازال موجودًا في مكانٍ ما ، لكنه لم يتمكن من التفكير بما يجيبه به لذا سأل باستسلامٍ :

" أين مرح ؟ "

" غريب ! هي أيضًا تريدك "

" لماذا ؟ "

" قالت بأنها ستخبرك اليوم صباحًا ، لا أعلم "

" ربما شعرت بالملل و تريد إزعاجي "

" أتسمح لي بقول شيءٍ ما ؟ "

همهم آرثر كإجابةٍ و حاجباه معقدان في فضولٍ لنا سيقوله ، ايتسم لورانس عندما نجح في إشعال النار أخيرًا - و التي أشعلها بسحره دون أن ينتبه آرثر عليه - ثم تلاشت ابتسامته و رفع بصره لآرثر قائلًا :

" أظنك تعجب مرح "

" ماذا قلت ؟ " سأل آرثر بنبرةٍ لم يتمكن لورانس من تحديد ماهيتها ثم قال بتململ : " تقصد أنها تحب إثارة أعصابي "

" لا ، هذه شخصيتها .. إنها مرح و هي اسمٌ على مسمى ، هذا كل شيء .. الطريقة التي تتحدث بها عنك .. مختلفة "

" ماذا قالت بالضبط ؟ "

" هي تنوي إخبارك بنفسها ، على أي حالٍ قد أكون مخطئًا "

ابتسم آرثر مستهزءً و لم يعلق لكن لا يمكنه إنكار أن تلك الجملة لفتت نظره .. ربما أكثر من اللازم ، لذا و بكل بساطةٍ اتجه عائدًا لغرفته ، وجد جوين جالسةً في الشرفة تراقب شيئًا ما ، وضع يده على خصرها لمفاجأتها و قربها إليه لتبتسم و تقول :

" ظننتك مشغولًا "

" نعم لكنني تعبت من كل هذه
الانشغالات "

" و لهذا ؟ "

" و لهذا سآخذ اليوم إجازة ، أعلم أنكِ لم تنامي ، و أنا لم أنم جيدًا ، لنرتح قليلًا و سآخذك في نزهةٍ لتناول الفطور في مكانٍ ما ظهرًا ، حسنًا ؟ "

ابتسمت جوين و ألقت بنفسها تعانقه بسعادةٍ لكن كلمات مرجانة عادت تراودها و نزهتها الليلة مع لانسلوت الوسيم الخجول كذلك ، و هذه المرة لم تجد مهربًا من الشعور بالذنب كما كانت تفعل بعد أن تجرأت و جعلت لانسلوت يشاركها مراقبة القمر ليلًا لعدة مرات منذ أن رافقها في رحلتها للذهاب لوالدها ، هل تتمسك بآرثر أم تتبع إعجابها بلانسلوت ؟ تبين لها أنها لا تعرف عن كليهما ما يكفي لتقارن بينهما ، و لهذا قررت الأخذ بنصيحة آرثر ، كيف لها ألا تعلم عنه شيئًا إلا القليل و هي زوجته ؟ هي بحاجةٍ للراحة - و للهرب من تلك الأفكار التي تراودها مؤخرًا - و يومٌ مع آرثر سيفيدهما جدًا ، إنهما بحاجةٍ للخروج من مرحلة " خطأ من هذا ؟ " للتوقف عن التفكير بـ" هل سيتم إصلاح ذاك الخطأ أيًا كان سببه ؟ " ، أسوأ مرحلةٍ في العلاقة هي الفراغ ، حين يكون من تحب معك لكن هناك مئات الحواجز بينكما ، حين تشعر بأن أحدكما ليس كافيًا للآخر و أن كل جهودك لإصلاح الوضع هي عبث إلى أن تبدأ بالثوران على كل شيء و قد كان لقاؤها لمرجانة بدايةً لذلك ، و تزيل رياح ثورتك الغبار عن فكرة الابتعاد التي ستلمع فجأةً في رأسك كأنها المنقذ الوحيد من كل هذا الضياع في دوامة الأفكار.

ما هي سوى دقيقتين أو ثلاثة حتى أغلقت جوين عينيها و انتظمت أنفاسها ، لكن النوم لم يجد طريقه لآرثر مطلقًا ، كانت عشرات الأفكار تطوف بعقله إلى أن سمع طرقًا خفيفًا فانتفض جالسًا على السرير ، ألقى نظرةً على جوين التي مازالت نائمةً و بمجرد أن التفت للباب وجد مرح أمامه ، التفت لجوين بقلقٍ ثم همس لمرح في حدة :

" ما الذي جاء بكِ إلى هنا ؟ "

" من أجلك بالطبع يا حبيبي ، اشتقت
إليك "

همست مرح بدلالٍ و ابتسامةٍ مستفزةٍ ليأخذ آرثر زفيرًا و يقبض على معصمها بقوةٍ يجرها معه للشرفة و لم يتركها إلا عندما اختفت هي خلف الجدار .

" ما داعي العنف ؟ "

" لمَ أتيتي هذه المرة ؟ "

" قبل أن تعرف ألا تنوي أن تنام أم تفضل المجئ مع في جولة ؟ "

" لا هذا و لا ذاك "

" الأمر إجباريٌّ يا عزيزي ، أنا لم أكن آخذ رأيك ، أم أنك تريد أن تصير كيوليوس قيصر ؟ "

" عمَ تتحدثين أنتِ ؟ مملكة قيصر في ازدهار منذ أعوام "

" هذا ما تظنونه .. لكن هلاكه وشيك ، و كذلك دمار مملكته "

" لا أصدقك ، و هذا لا يهم ! إن لم تجدني جوين بجوارها عند استيقاظها فسيجن جنونها ! "

" أتحبها حقًا لهذا الحد ؟ "

" بالطبع ، إنها زوجتي ! "

" ليس هذا ما عنيته ! أتحبها حد التضحية بملكك و ربما بحياتك و حياة غيرك من أجلها ؟ "

لم يتمكن من إجابتها ، بل بقي فقط يحدق بها محاولًا إدراك غايتها أما هي فقد أخذت زفيرًا ببطئ ثم قالت : " حتى و إن غضبت عليك فهي لن تجرؤ على فعل شيء ، و الآن كن مطيعًا أيها الفتى العاشق، اذهب و استعد كقائد الفرسان "

عبس آرثر و لم يجبها .. و أيضًا لم يحرك ساكنًا لذا تنهدت و تمتمت بصوتٍ عالٍ :
" لماذا أتعب نفسي حتى ؟ " ثم التفتت إليه بابتسامةٍ خبيثةٍ و همست : " أعتذر مقدمًا يا جلالتك "

ثم دفعت على جبينه بخفةٍ و هناك ضوءٌ يشع من أصابعها ثم تبخرت من أمامه تمامًا ! ظل يحاول الصراخ عليها لكن فمه كان مغلقًا بإحكامٍ بينما قدماه تقودانه للمعسكر حيث ترك زي الفرسان و سيفه ، تمكن فقط من فتح فمه عندنا سأله كاي باستغرابٍ عن سبب وجوده بعد أن فوت بداية التدريب - و الذي لم يحدث مطلقًا - و لكن بدا أن مرح مازالت تتحكم به عندما أجابه بأنه ذاهبٌ في جولةٍ مع جواده .

و ما هي سوى بضع دقائق حتى
وصل للغابة ممطيًا جواده ، ابتسم عندما تحرر أخيرًا و لكن قبل أن يلتفت حتى ليبتعد وجد مرح أمامه تمسح على رأس جواده بلطفٍ بينما " الحصان الغبي " يتجاوب معها !

و فجأةً و بلا أي مقدماتٍ اختفت مرح و انطلق الجواد يعدو بأقصى سرعته و هو يتفادى الأشجار بمهارة ثم توقف فجأةً تمامًا كما بدأ ، صاح آرثر باسم الجنية المثيرة للأعصاب لكنه لم يتلقَ أي جوابٍ فبدأ بالتجول ببطءٍ شديدٍ في المكان لكن الجواد عاد للسير مجددًا و كأن شيئًا ما يجذبه معه فتأفف آرثر و هو يلعن في عقله .

توقف الجواد فجأةً مما قطع سلسلة اللعنات الفكرية لدى آرثر و قد تردد صوت صراخٍ غير مفهومٍ بالإضافة لنحيبٍ عالٍ في مكانٍ ما أمامه ، تقدم إلى ذلك المكان ليجد رجلًا سمينًا يبدو عليه الثراء يلوي ذراع امرأةٍ بقوةٍ خلف ظهرها بينما هناك طفلان يتمسكان ببعضهما بقوةٍ و دموع الخوف متجمدةٌ في عينيهما ، صاحت السيدة أنها لا تملك " ذاك المبلغ " ليدفعها الرجل بقوةٍ بعيدًا فعادت للبكاء في صمت ، صاح بها الرجل بأن تقف فأجفلت في خوفٍ و نفذت ما أمر به ، رفع الرجل يده استعدادًا لصفعها بكل قوته فأغلقت عينيها في خوفٍ بانتظار أن يهوي كفه على وجهها .. لكنه لم يفعل ، فتحت عينيها ببطءٍ لتجد أن آرثر يمسك بيد ذاك الرجل التي كادت تصل إليها بقوةٍ .

" تستقوي عليها لأنك رجل ؟ أم لأنك غني ؟ "

سأل آرثر بحاجبٍ مرفوعٍ قبل أن يدير ذراع الرجل بقوةٍ كما كان يفعل مع السيدة قبل قليل و لم يتوقف حتى سمع الصوت الذي أصدرته عظام الرجل التي يبدو و كأنها كسرت ، و فجأةً اختفى الرجل و تلته السيدة بعد أن ابتسمت شاكرةً تاركةً طفليها يراقبان آرثر في صمتٍ قبل أن يهربا إلى عمق الغابة ، لم يشعر بنفسه إلا و قد صار يركض خلفهما حتى وصل للنهر ، و فجأةً صار المكان ليلًا مظلمًا بالكاد أمكنه إبصار يديه !

التقطت أذنه صوت سقوط شيءٍ ما بالماء تتبعه بحذرٍ إلى أن أضاء القمر المكان فجأةً ليجد أمامه تلك الطفلة ترتدي ملابسًا مهترئةً و أكثر فقرًا تحاول التقاط الدلو و ملئه بالماء لكنه يستمر بالسقوط منها لثقله ، ابتسم آرثر لها و ملأ لها الدلو ثم قام بحمله لها ، سألها أين عليها الذهاب لكنها لم تجبه بل ابتسمت له في براءة الأطفال الساحرة ، لكن ابتسامتها تلاشت عندما رأت رجلًا في نهايات عقده الخامس ربما يقترب منهما و بمجرد أن أعاد آرثر نظره إليها كان كلٌ من الفتاة و الدلو قد تلاشى أيضًا !بدأ بالتجول من حوله محاولًا تذكر طريق العودة، و تعويذة مرح التي تجعله يصدق أن ما يحدث حوله حقيقي تمنعه من إدراك الغرابة في هذه التغيرات السريعة، عاد لنداء مرح بعصبيةٍ، لكن مجددًا لا إجابة منها فقط أتاه صراخٌ مألوف من نفس المكان الذي جاء منه قبل قليل، اتبع آرثر الصوت دون تفكيرٍ فوجد نفسه في قصره، للوهلة الأولى حسب أن مرح أعادته أخيرًا و لكنه تفاجأ بالصراخ باسمه يعود، و قد كانت جوين تقاوم دفع شبيهتها جوان لها و هي توشك على السقوط من الشرفة لهلاكها، و بالجهة الأخرى على العرش جلست مرجانة تراقب باستمتاعٍ و هي تقرب التاج لتضعه على رأسها ببطءٍ شديد، و لكنها توقفت للحظةٍ و ابتسمت و كأنها انتبهت لوجوده أخيرًا و قالت:

" اختر، أينا أهم بالنسبة لك؟ مملكتك؟ أم زوجتك الحبيبة؟ شخصيًا لدي شكوكي التي لن أفصح عنها، لذا أثبت لي أنت مدى صحتها "

تجمد آرثر بمكانه حائرًا و التفت لمرجانة التي وضعت التاج على رأسها بالفعل بحقد و لكن ما إن سمع صراخ جوين باسمه و هي بالكاد تتشبث بحافة سور الشرفة اندفع نحوها لينقذها دون أي تردد، صفقت كلٌ من جوان و مرجانة ببابتساماتٍ هازئةٍ ثم اختفيتا تمامًا و تبعهما ثقل جوين التي شكرته و اختفت و قبل أن يتمكن آرثر من السؤال أتاه صوت مرح شبه الساخر من خلفه :

" كنت أنوي اصحابك للبلدة أو ما شابه حيث يوجد أشخاصٌ كهؤلاء حقًا ، لكن نظرًا لقيمة الوقت، و تكبرك.. و لأنك تهتم كثيرًا بما تعتقده جلالتها، بالنسبة للعبتنا الأخيرة فهي بالطبع من اختراعي الشخصي، تعرف.. انتابني الفضول... قد لا تدرك هذا و قد لا تصدقه حتى لكن لقد مرت ساعتان بالفعل منذ قدومك إلى هنا ، أسرع إن كنت تهتم أيها العاشق ، إياك أن تخيب ظني ! "
1
2
3
4
5
6
7
8

© Queen MG,
книга «خلف ستر كاميلوت».
16: ما يقبع خلف الستر
Коментарі