17: و من قال بأن الطبيعة رحيمة
" أنا أرفض ... لقد اختطفتنا إلى هنا ! تظنين أنني سأدع الأمر يمر مرور
الكرام ؟ "
" و لك ما شئت لكن اعلم أن مملكتك في حالة فوضى و إن بقيت هنا أكثر فستفقدها ، أنتما لن تخرجا من هنا حتى أسمح أنا لكما بذلك ! "
قالت السيدة أڤانتيكا بغضبٍ لكن مع قدرةٍ عجيبةٍ على الحفاظ على نبرتها اللطيفة الرقيقة في الوقت نفسه ! ساد الصمت بعد ذلك فعرفا بأنها رحلت .
" آرثر ، عليك العودة لكاميلوت في أسرع وقتٍ ممكن ، هي قالت بأن مملكتك
' ستعاني ' من المشاكل ، هي تلمح إلى أن مصيبةً قد وقعت بالفعل ، أو ستقع قريبًا جدًا ، و من جملتها الأخيرة أستنتج أنها ستدعنا نرحل فقط لنتحسر على ما فقدناه ، بقاؤنا هنا سيزيد الأمور تعقيدًا "
" و ما أدراكي بكل ذلك ؟ "
" والدتي و أنا أعرفها "
" و ماذا عنكِ ؟ " سأل بترددٍ بعد بضع دقائق من التفكير لكنه لم يتلقَ ردًا فقط يسمعها تلتقط أنفاسها بصعوبة فناداها بانفعال لتجيبه بتردد:
" هناك حل .. لكنني لست واثقةً من
نجاحه "
" افعليه "
" أنت لا تفهم ، التنقل أصعب بكثيرٍ مما يبدو ، بلا تركيزٍ كافٍ قد ننتقل للنصف الآخر من العالم، أو قد تضيع بين العوالم و الأبعاد، و قد لا تنتقل كاملًا حتى! "
" مرح، اللعنة! هذا لا يهم "
" حسنًا حسنًا حسنًا ، انتظرني بضع
دقائق "
أخذ آرثر زفيرًا و أومأ لتنطفئ الزمردة و يسود الظلام تمامًا لكنه تمكن من سماع قيود مرح تحتك ببعضها ببطءٍ نتيجةً لحركتها المقيدة الضعيفة ، مضت دقائق لا يعلم عددها - لكنها بدت طويلةً بسبب ملل الانتظار - قبل أن تنطلق شرارة ضوءٍ خفيفةٌ جدًا نحو قيوده ليسمع صوت سقوطها أرضًا و مرح تتنهد براحةٍ ، حاول آرثر الاتكاء على الحائط خلفه - بما أنه الشيء الوحيد الذي يعلم بوجوده في هذه الحجرة - و هو يتجه ببطءٍ نحو مرح فقد مضى وقتٌ منذ أن تحرك بحريةٍ لكنه في طريقه اصطدمت قدمه بشيءٍ ما أصدر صوت معدنٍ يسقط ، انحنى يتحسسه في الظلام إلى أن جُرِح إصبعه ، لكنه تمكن من التقاطه .. لقد كان سيفه!
" رأيت ؟ أخبرتك أنها ستدعنا نرحل "
" كيف علمتي؟ "
" قرأت أفكارك ، قربه هنا "
اتجه آرثر إليها و انحنى و هو يمد لها سيفه ، سمعها تتمتم بشيءٍ ما قبل أن يلمع سيفه للحظاتٍ ثم يختفى البريق مجددًا ، عادت زمردة مرح للمعان ليرى أن كلتا يديها و قدميها مقيدتين ، بدأ بالطرق على القيود في محاولةٍ لتحريرها بينما هي أغلقت عينيها و بدأت تحاول تنظيم تنفسها و تتمتم أحيانًا بعبارتٍ لم يفهمها و عندما انتهى أصدرت القيود شرارةً ما لتتأوه مرح و ينكسر السيف ! بدأت تحاول الوقوف بضعفٍ شديدٍ و قد أشارت له بألا يساعدها .
اتكأت مرح على الجدار خلفها و بيدها الأخرى على كتف آرثر و أغلقت عينيها و أخبرته بأن يفعل المثل و يحبس أنفاسه للحظة ، تعجب منها لكنه نفذ ما قالته ، و في اللحظة التالية شعر بنسيمٍ عليلٍ يصطدم ببشرته ، التفت حوله ليجد نفسه عند النهر في الغابة المجاورة لقصره !
" هذا أقرب ما استطعت الوصول إليه "
" أتسمحين لي ؟ "
راقبته باستغرابٍ بأعين شبه مفتوحةٍ و يده تقترب من خصرها بينما عيناه مثبتتان على عينيها فقالت بشيءٍ من الحدة : " لا ! سيرانا الجميع هكذا ! "
لكنه تجاهلها تمامًا و لف ذراعه حول خصرها و وضع ذراعها خلف عنقه قائلًا :
" سيحسبونك بشرية ، فقط لو أمكن أعيدي شعركِ كما كان "
فتحت فمها لتقول شيئًا ما لكنه سبقها بصرامةٍ قائلًا : " إن اعترضتي
فسأحملك ! "
بدا عليها الرفض التام لتلك الفكرة لكن ملامحها لانت ثم ظهرت ابتسامةٌ صغيرةٌ على شفتيها و سألت و الغيظ واضحٌ جليًا في نبرتها : " ينتابك الفضول ، أليس كذلك ؟ "
لم يجبها آرثر بل سار بها بهدوءٍ لكنه ابتسم عندما تحول شعرها للأشقر ، دهش الحراس من وصوله لكنهم لم يعارضوه عندما دخل ، و لم يختلف رد فعل حارس الحديقة كثيرًا لكنه تغلب على دهشته ليذهب و يفتح له البوابة ، قابل آرثر نفس رد الفعل من الخدم لكنه لم ينتبه للخادمتين اللتان كانتا تنزلان الدرج لتعاودا الصعود لإبلاغ جوين .
" كل هذا الانتباه ! أنت سعيدٌ الآن ؟ " سألت مرح هامسةً بحدةٍ قبل أن تجفل بألمٍ و تغلق عينيها و تتمتم : " غرفة مرجانة "
تغيرت ملامح آرثر للضيق فهمست له دون أن تكلف نفسها عناء فتح عينيها : " هي من وضعت سيفك هناك "
تنهد آرثر ليطرد إنزعاجه و يذهب بها ليصعد الدرج متجهين لغرفة مرجانة لكن جوين قابلته أعلى الدرج .. و ملامحها لا تبشر بخير ! ابتعدت مرح تلقائيًا عن آرثر و هي تتكئ على الدرج تصعد ببطءٍ بسبب ألم القيود لقدميها ، و لم تنسى أن تلتقي زمردتيها الباردتين بعيني جوين الفاتحتين .
" آرثر ، أريد محادثتك لدقيقة " سمعتها مرح تهمس لآرثر الذي بدا عليه الضيق للحظاتٍ لكنه همس بشيءٍ ما في المقابل و أشار لها بأن تسبقه .
" أنا آسفة ، أنا .. راحلة " هز آرثر رأسه نافيًا و إن كان غير واثقٍ من مقصدها و تمتم بهدوء : " غرفة مرجانة... "
تقدم لورانس بترددٍ و قلقٍ نحوها - و الذي لم يعلما بوجوده حتى - لتبتسم له و تستند على ساعده بينما آرثر يراقبهما بجمودٍ قبل أن يلحق بجوين .
" ما الذي حدث لكِ؟ لمَ كل آثار الحروق هذه؟ "
سأل لورانس بقلقٍ و هو يساعد مرح على الجلوس على طرف سرير مرجانة لكنه لم يتلقَ إجابةً لذا سحب كرسيًا و جلس عليه يحدق في مرح إلى أن عقدت حاجبيها بإنزعاجٍ قائلةً :
" توقف عن ذلك ، لقد ذهبنا في زيارةٍ إجباريةٍ لإحدى صديقات مرجانة "
" سأحضر لكِ شيئًا للحروق ، لا تتحركي "
دحرجت مرح عينيها في سخريةٍ لينظف لورانس حلقه و يرمقها بنظرةٍ حادةٍ قاتلةٍ فنظفت حلقها بتوترٍ و أومأت ، لكن بمجرد رحيله بدأت بالعد حتى العشرة قبل أن تنهض تستحث خطواتها إلى غرفة آرثر .
" أنا لا أعلم ما كان ذلك و لا أريد أن أعلم يا آرثر "
"لستِ بحاجةٍ لأن تعلمي فعلًا؛ لأن هذا لا شيء "
سمعت جوين و آرثر يتجادلان قبل أن يخرجا من الغرفة و كلٌ منهما ينصرف في طريقه لكنهما توقفا عندما سارت مرح نحوهما ، و قبل أن يتمكن آرثر من قول أي شيءٍ قالت لجوين :
" أنا أعلم ما يدور في بالك و صدقيني أنتِ تختلقين الأمور "
رفعت جوين حاجبها لتبتسم مرح ساخرةً و تقول : " أنا و آرثر ؟ " أطلقت قهقهةً مستفزةً و تابعت : " لن يستطيع حتى و إن حاول .. إنه لا شيء "
هي في الواقع كانت تضحك على نفسها لتظاهرها بأنها بخير لتتحرك بتلك الحرية ، لكن تلك الفكرة في رأس جوين عن خيانة آرثر لها معها استدعت دهشتها و كان عليها التصرف .
" شكرًا على المساعدة يا جلالتك، لكنني راحلة ، أما بالنسبة لكِ يا عزيزتي ... "
قالت بمرحٍ قبل أن تقترب من جوين و تهمس لها بشيءٍ من الخبث : " لا تلصقي التهمة بغيرك يا حمقاء ! إن تكرر الأمر ستثيرين شكوكه ، ابقي بجواره هذه الفترة فالمصائب قادمة ! "
استدارت تاركةً إياهما متعجبين و هي تجبر نفسها على تحمل الألم أثناء نزولها السلالم فقط كي لا تستخدم سحرها أمام جوين ، لكن بمجرد أن اختفت عن الأنظار أحاط بها دخانٌ أرجوانيٌّ قبل أن تختفي كليًا .
.
.
" سأستعير مساعدكِ منكِ للحظاتٍ يا جايوس "
قال آرثر على عجلٍ دون أن يكلف نفسه حتى النظر إليه ليرى رد فعله و هو يشير للورانس باتباعه للخارج ، لم يظهر لورانس ضيقه و هو يضع القارورة التي بها دواء مرح في جيبه و يتبع آرثر متعجبًا منزعجًا .
" ألم تخبركِ مرح إلى أين هي ذاهبة ؟ "
" هل رحلت؟ " سأل لورانس بتفاجؤٍ قبل أن ينظف حلقه بتوترٍ و يقول : " أظنني أعلم ، هل تنتظرني للحظة ؟ "
أومأ آرثر بهدوءٍ بينما لورانس يعود للعيادة ، أسرع بالدخول لغرفته ليقوم بتلك التعويذة التي استدعاها بها من قبل ثم عاود الخروج متجاهلًا مراقبة جايوس له ، قام بالعبث بجيب سترته كأنه يضع بها شيئًا ثم قال : " إنها الغابة على ما أظن "
و فعلًا كانت مرح جالسةً عند النهر تلعن تحت أنفاسها اليوم الذي علمت به لورانس السحر محاولةً أن تبدو طبيعيةً كأنها لم تكن تعلم بقدومهما ، بينما على الجانب الآخر كان لورانس يتمنى أن تنجح تعويذته و قد تركه آرثر يتولى إقناعها بالعودة معهما على الأقل حتى تخبرهما بما يحدث من حولهما بما أن كل حرفٍ بينهما ما هو إلا شرارة شجارٍ جديد ، حاولت انتشال الدواء من جيب لورانس لكنه منعها لتلعن و تختفي لتظهر بغرفة مرجانة .
.
.
" هذا لك " همس لورانس و هو يضع القارورة على المنضدة لتؤمئ و تهمس بما يشبه كلمة " شكرًا " بإنزعاج .
" ما خطبك ؟ "
" علي معرفة ما تنوي عليه الطبيعة الأم "
" هي فعلت هذا بكِ "
همهمت مرح بنفس النبرة المنزعجة ليقول لورانس بشيءٍ من الصرامة : " لن يمكنكِ القيام بذلك الآن ، و توقفي عن الإدعاء؛ فأنت بالكاد تقفين ! "
" سيكون الأوان قد فات ! "
" لن تستطيعي فعل شيءٍ هكذا بأي حال ! سأحضر لكِ شيئًا يساعدكِ على النوم و بعدها نفعل ما تريدين "
رمقته مرح بنظرةٍ قاتلةٍ لا تتناسب مع ملامحها ليهمس : " حاليًا أنتِ أضعف حتى من ساحرٍ مثلي "
" و لكنكِ لست ضعيفًا "
" هذه المرة لا تتحركي ! "
" ليس و كأنني قادرة على ذلك " همست مرح بسخريةٍ تتخللها نبرة غيظٍ و هي تعبث بقدميها و تحركهما بتوترٍ قبل أن تتأفف و تنهض من مكانها ، مرت دقائق قبل أن يطرق لورانس الباب .
" انتظر " سمع مرح تقول له مع لمحةٍ من الألم في نبرتها قبل أن تنظف حلقها و تقول : " تفضل ! " التقط القارورة الفارغة مبتسمًا و هو يمد لها كوبًا من الماء الممزوج بشيءٍ ما أعطاه لونًا أبيض و سأل : " لمَ رحلتي ؟ "
" أخبرتك أنني أكره الأدوية ؟ " قالت ببراءةٍ ليتنهد بتململٍ و يقول : " انسي الأمر ، فقط اشربي "
تنهدت مرح تاركةً الصمت يسود المكان للحظاتٍ قبل أن تسأل و هي تضيق عينيها في شيءٍ من المكر قائلةً بمرح : " أيجب علي اقتحام عقلك أم تخبرني أنت ؟ "
" أتخذ قرارًا مصيرًا " دققت مرح النظر به للحظةٍ ثم قالت : " حبيبة ؟ "
" الأمر فقط .. مرجانة تعجبني .. جدًا ، لكن في غيابك ، قابلت تلك الفتاة .. ڤيڤيان ... "
" ربما أنا لست الشخص المناسب لهذا الحوار ، بالتأكيد سأنصحك بمرجانة "
" سيقتلني آرثر ، إما لأنني في صف الساحرة الشريرة أو لأني الخادم الذي يتطلع لأخته "
ابتسمت مرح و شربت ما في الكوب ، بقي لورانس ينتظر أن تتذمر ، لكنها لم تفعل بل ابتسمت و قالت : " أنت ساحر ، عندما ينتهي كل هذا لن يوجد أي سببٍ لتختبئ .. و أيضًا ما كنت لأسمح له ! "
ابتسم لورانس ثم همس : " علي الذهاب الآن " فأومأت له قبل أن تلقي بنفسها على السرير تستعد ذكرياتها مع مرجانة بابتسامةٍ حتى أظلم كل شيء ، و قد نجح لورانس في إجبراها على أخذ اليوم التالي راحةً كذلك لكنها في المقابل رفضت تناول أي شيء لذا كان عليه التخلي عن فكرة شفائها كليًا ، لكنها بذلك عجلت بوصولها للجزء الصعب .. شرح الحقيقة للشابين الفضوليين و المزعجين.
" أنا لست جبانة " همست مرح لنفسها قبل أن تنتقل ببصرها بين لورانس و آرثر الجالسين أمامها مترقبين ما ستقوله ثم تنهدت و قالت محاولةً إيجاد طريقةٍ تبدأ بها الشرح :
" أنا مرح ، جنية من الأرض العليا ، نحن نعمل على استمرار كافةٍ الكائنات الحية ، نرى المستقبل و نمنع حدوث الكوارث .. و ما شابه ، تحكم عالمنا سبع أسر .. أو كان كذلك قبل أن تبيدهم الطبيعة ، و التي هي في الواقع والدتي .. الملكة أڤانتيكا آكرشان ، أسرتنا كانت ثاني أقوى أسرةٍ حاكمة ، تنبأ مجلس المستبصرون و الذين هم أفضل المتنبئين في عالمنا و يتعاملون مع الأسر الحاكمة فقط بأن دمارًا هائلًا سيحل نتيجةً لانهيار كاميلوت ، و شيئًا فشيئًا أدركنا أن السبب هو عدم وجود الساحر العظيم إيميريس .. المعروف أيضًا بميرلن في الصورة ، لقد حذرناه و هو أيضًا رأى مصيره لأنه كان يملك قدرة التنبؤ ، لكنه لم يستطع تفاديه ، لكنني منذ أعوامٍ طويلةٍ توقفت عن عدها منذ زمن اكتشفت أن كل ذلك بتدبيرٍ من والدتي لتصبح الأقوى ، البعض يقول أن هذا الطمع هو بسبب لعنةٌ ألقيت عليها و لكنني لست متأكدةً ، و لتبقيني صامتة حبستني في أقرب سجنٍ وجدته و الذي كان صندوق مجوهراتها ، مع لعنةٍ تمنعني من استخدام السحر إلا بما يكفي لإبقائي حية ، لقد قتلت والدي أيضًا و الذي كان بشريًا بالمناسبة .. غير مسموحٍ لنا إلا بالزواج من بني جنسنا ، إن كان كل هذا بسبب لعنة حقًا فأظنني سألقي اللوم على
زواجهما - و إن كنت لا أحب تلك الفكرة - بطريقةٍ ما سيؤثر انهيار عالمكم بعوالمنا أيضًا .. و التي تأثرت بالفعل بسبب غياب ميرلن ، و بما أنني منفيةٌ من موطني فأنا الآن الحاجز الوحيد بين مملكتك الآن و بين دمارها الذي يدنو منها كل لحظة .. و أقدر أن ما أقوله جنوني لكنني لم أقم بشيءٍ عقلانيٍّ بالنسبة إليكما منذ مجيئي "
توقفت تراقب رد فعلهما لكن كل ما لاقته هو الجمود ، مازالا يستوعبان الأمر على الأرجح .. و هي لا تلومهما لكنها جعلت لورانس ينهض معها و هما يتجهان قرب الباب ثم قالت :
" قبل موت ميرلن ، قيل بأن قواه ستنتقل لوريث .. شخصٌ يشبهه تمامًا و إن كان ليس في الشكل ... و هذا يكون لورانس "
شدت على يد لورانس و هي تقول تلك الجملة دون أن تجرؤ حتى على النظر إليه بل تابعت قبل أن يختفيا : " كما تعلمان مازلت لم أشفى بعد لذا .. أظنني سآخذ وريث ميرلن لأعده لاستخدام السحر بأسرع وقت ، أثق بك يا آرثر بن دراجون .. إياك و ارتكاب الحماقات "
ثم اختفت و لورانس معها بينما كل ما فعله آرثر هو العودة لغرفته ببرودٍ دون أن يعير أحدًا اهتمامه حتى جوين التي لم ينتبه حتى على سؤالها إلى أين هي ذاهبة.
1
2
3
4
5
6
7
8
الكرام ؟ "
" و لك ما شئت لكن اعلم أن مملكتك في حالة فوضى و إن بقيت هنا أكثر فستفقدها ، أنتما لن تخرجا من هنا حتى أسمح أنا لكما بذلك ! "
قالت السيدة أڤانتيكا بغضبٍ لكن مع قدرةٍ عجيبةٍ على الحفاظ على نبرتها اللطيفة الرقيقة في الوقت نفسه ! ساد الصمت بعد ذلك فعرفا بأنها رحلت .
" آرثر ، عليك العودة لكاميلوت في أسرع وقتٍ ممكن ، هي قالت بأن مملكتك
' ستعاني ' من المشاكل ، هي تلمح إلى أن مصيبةً قد وقعت بالفعل ، أو ستقع قريبًا جدًا ، و من جملتها الأخيرة أستنتج أنها ستدعنا نرحل فقط لنتحسر على ما فقدناه ، بقاؤنا هنا سيزيد الأمور تعقيدًا "
" و ما أدراكي بكل ذلك ؟ "
" والدتي و أنا أعرفها "
" و ماذا عنكِ ؟ " سأل بترددٍ بعد بضع دقائق من التفكير لكنه لم يتلقَ ردًا فقط يسمعها تلتقط أنفاسها بصعوبة فناداها بانفعال لتجيبه بتردد:
" هناك حل .. لكنني لست واثقةً من
نجاحه "
" افعليه "
" أنت لا تفهم ، التنقل أصعب بكثيرٍ مما يبدو ، بلا تركيزٍ كافٍ قد ننتقل للنصف الآخر من العالم، أو قد تضيع بين العوالم و الأبعاد، و قد لا تنتقل كاملًا حتى! "
" مرح، اللعنة! هذا لا يهم "
" حسنًا حسنًا حسنًا ، انتظرني بضع
دقائق "
أخذ آرثر زفيرًا و أومأ لتنطفئ الزمردة و يسود الظلام تمامًا لكنه تمكن من سماع قيود مرح تحتك ببعضها ببطءٍ نتيجةً لحركتها المقيدة الضعيفة ، مضت دقائق لا يعلم عددها - لكنها بدت طويلةً بسبب ملل الانتظار - قبل أن تنطلق شرارة ضوءٍ خفيفةٌ جدًا نحو قيوده ليسمع صوت سقوطها أرضًا و مرح تتنهد براحةٍ ، حاول آرثر الاتكاء على الحائط خلفه - بما أنه الشيء الوحيد الذي يعلم بوجوده في هذه الحجرة - و هو يتجه ببطءٍ نحو مرح فقد مضى وقتٌ منذ أن تحرك بحريةٍ لكنه في طريقه اصطدمت قدمه بشيءٍ ما أصدر صوت معدنٍ يسقط ، انحنى يتحسسه في الظلام إلى أن جُرِح إصبعه ، لكنه تمكن من التقاطه .. لقد كان سيفه!
" رأيت ؟ أخبرتك أنها ستدعنا نرحل "
" كيف علمتي؟ "
" قرأت أفكارك ، قربه هنا "
اتجه آرثر إليها و انحنى و هو يمد لها سيفه ، سمعها تتمتم بشيءٍ ما قبل أن يلمع سيفه للحظاتٍ ثم يختفى البريق مجددًا ، عادت زمردة مرح للمعان ليرى أن كلتا يديها و قدميها مقيدتين ، بدأ بالطرق على القيود في محاولةٍ لتحريرها بينما هي أغلقت عينيها و بدأت تحاول تنظيم تنفسها و تتمتم أحيانًا بعبارتٍ لم يفهمها و عندما انتهى أصدرت القيود شرارةً ما لتتأوه مرح و ينكسر السيف ! بدأت تحاول الوقوف بضعفٍ شديدٍ و قد أشارت له بألا يساعدها .
اتكأت مرح على الجدار خلفها و بيدها الأخرى على كتف آرثر و أغلقت عينيها و أخبرته بأن يفعل المثل و يحبس أنفاسه للحظة ، تعجب منها لكنه نفذ ما قالته ، و في اللحظة التالية شعر بنسيمٍ عليلٍ يصطدم ببشرته ، التفت حوله ليجد نفسه عند النهر في الغابة المجاورة لقصره !
" هذا أقرب ما استطعت الوصول إليه "
" أتسمحين لي ؟ "
راقبته باستغرابٍ بأعين شبه مفتوحةٍ و يده تقترب من خصرها بينما عيناه مثبتتان على عينيها فقالت بشيءٍ من الحدة : " لا ! سيرانا الجميع هكذا ! "
لكنه تجاهلها تمامًا و لف ذراعه حول خصرها و وضع ذراعها خلف عنقه قائلًا :
" سيحسبونك بشرية ، فقط لو أمكن أعيدي شعركِ كما كان "
فتحت فمها لتقول شيئًا ما لكنه سبقها بصرامةٍ قائلًا : " إن اعترضتي
فسأحملك ! "
بدا عليها الرفض التام لتلك الفكرة لكن ملامحها لانت ثم ظهرت ابتسامةٌ صغيرةٌ على شفتيها و سألت و الغيظ واضحٌ جليًا في نبرتها : " ينتابك الفضول ، أليس كذلك ؟ "
لم يجبها آرثر بل سار بها بهدوءٍ لكنه ابتسم عندما تحول شعرها للأشقر ، دهش الحراس من وصوله لكنهم لم يعارضوه عندما دخل ، و لم يختلف رد فعل حارس الحديقة كثيرًا لكنه تغلب على دهشته ليذهب و يفتح له البوابة ، قابل آرثر نفس رد الفعل من الخدم لكنه لم ينتبه للخادمتين اللتان كانتا تنزلان الدرج لتعاودا الصعود لإبلاغ جوين .
" كل هذا الانتباه ! أنت سعيدٌ الآن ؟ " سألت مرح هامسةً بحدةٍ قبل أن تجفل بألمٍ و تغلق عينيها و تتمتم : " غرفة مرجانة "
تغيرت ملامح آرثر للضيق فهمست له دون أن تكلف نفسها عناء فتح عينيها : " هي من وضعت سيفك هناك "
تنهد آرثر ليطرد إنزعاجه و يذهب بها ليصعد الدرج متجهين لغرفة مرجانة لكن جوين قابلته أعلى الدرج .. و ملامحها لا تبشر بخير ! ابتعدت مرح تلقائيًا عن آرثر و هي تتكئ على الدرج تصعد ببطءٍ بسبب ألم القيود لقدميها ، و لم تنسى أن تلتقي زمردتيها الباردتين بعيني جوين الفاتحتين .
" آرثر ، أريد محادثتك لدقيقة " سمعتها مرح تهمس لآرثر الذي بدا عليه الضيق للحظاتٍ لكنه همس بشيءٍ ما في المقابل و أشار لها بأن تسبقه .
" أنا آسفة ، أنا .. راحلة " هز آرثر رأسه نافيًا و إن كان غير واثقٍ من مقصدها و تمتم بهدوء : " غرفة مرجانة... "
تقدم لورانس بترددٍ و قلقٍ نحوها - و الذي لم يعلما بوجوده حتى - لتبتسم له و تستند على ساعده بينما آرثر يراقبهما بجمودٍ قبل أن يلحق بجوين .
" ما الذي حدث لكِ؟ لمَ كل آثار الحروق هذه؟ "
سأل لورانس بقلقٍ و هو يساعد مرح على الجلوس على طرف سرير مرجانة لكنه لم يتلقَ إجابةً لذا سحب كرسيًا و جلس عليه يحدق في مرح إلى أن عقدت حاجبيها بإنزعاجٍ قائلةً :
" توقف عن ذلك ، لقد ذهبنا في زيارةٍ إجباريةٍ لإحدى صديقات مرجانة "
" سأحضر لكِ شيئًا للحروق ، لا تتحركي "
دحرجت مرح عينيها في سخريةٍ لينظف لورانس حلقه و يرمقها بنظرةٍ حادةٍ قاتلةٍ فنظفت حلقها بتوترٍ و أومأت ، لكن بمجرد رحيله بدأت بالعد حتى العشرة قبل أن تنهض تستحث خطواتها إلى غرفة آرثر .
" أنا لا أعلم ما كان ذلك و لا أريد أن أعلم يا آرثر "
"لستِ بحاجةٍ لأن تعلمي فعلًا؛ لأن هذا لا شيء "
سمعت جوين و آرثر يتجادلان قبل أن يخرجا من الغرفة و كلٌ منهما ينصرف في طريقه لكنهما توقفا عندما سارت مرح نحوهما ، و قبل أن يتمكن آرثر من قول أي شيءٍ قالت لجوين :
" أنا أعلم ما يدور في بالك و صدقيني أنتِ تختلقين الأمور "
رفعت جوين حاجبها لتبتسم مرح ساخرةً و تقول : " أنا و آرثر ؟ " أطلقت قهقهةً مستفزةً و تابعت : " لن يستطيع حتى و إن حاول .. إنه لا شيء "
هي في الواقع كانت تضحك على نفسها لتظاهرها بأنها بخير لتتحرك بتلك الحرية ، لكن تلك الفكرة في رأس جوين عن خيانة آرثر لها معها استدعت دهشتها و كان عليها التصرف .
" شكرًا على المساعدة يا جلالتك، لكنني راحلة ، أما بالنسبة لكِ يا عزيزتي ... "
قالت بمرحٍ قبل أن تقترب من جوين و تهمس لها بشيءٍ من الخبث : " لا تلصقي التهمة بغيرك يا حمقاء ! إن تكرر الأمر ستثيرين شكوكه ، ابقي بجواره هذه الفترة فالمصائب قادمة ! "
استدارت تاركةً إياهما متعجبين و هي تجبر نفسها على تحمل الألم أثناء نزولها السلالم فقط كي لا تستخدم سحرها أمام جوين ، لكن بمجرد أن اختفت عن الأنظار أحاط بها دخانٌ أرجوانيٌّ قبل أن تختفي كليًا .
.
.
" سأستعير مساعدكِ منكِ للحظاتٍ يا جايوس "
قال آرثر على عجلٍ دون أن يكلف نفسه حتى النظر إليه ليرى رد فعله و هو يشير للورانس باتباعه للخارج ، لم يظهر لورانس ضيقه و هو يضع القارورة التي بها دواء مرح في جيبه و يتبع آرثر متعجبًا منزعجًا .
" ألم تخبركِ مرح إلى أين هي ذاهبة ؟ "
" هل رحلت؟ " سأل لورانس بتفاجؤٍ قبل أن ينظف حلقه بتوترٍ و يقول : " أظنني أعلم ، هل تنتظرني للحظة ؟ "
أومأ آرثر بهدوءٍ بينما لورانس يعود للعيادة ، أسرع بالدخول لغرفته ليقوم بتلك التعويذة التي استدعاها بها من قبل ثم عاود الخروج متجاهلًا مراقبة جايوس له ، قام بالعبث بجيب سترته كأنه يضع بها شيئًا ثم قال : " إنها الغابة على ما أظن "
و فعلًا كانت مرح جالسةً عند النهر تلعن تحت أنفاسها اليوم الذي علمت به لورانس السحر محاولةً أن تبدو طبيعيةً كأنها لم تكن تعلم بقدومهما ، بينما على الجانب الآخر كان لورانس يتمنى أن تنجح تعويذته و قد تركه آرثر يتولى إقناعها بالعودة معهما على الأقل حتى تخبرهما بما يحدث من حولهما بما أن كل حرفٍ بينهما ما هو إلا شرارة شجارٍ جديد ، حاولت انتشال الدواء من جيب لورانس لكنه منعها لتلعن و تختفي لتظهر بغرفة مرجانة .
.
.
" هذا لك " همس لورانس و هو يضع القارورة على المنضدة لتؤمئ و تهمس بما يشبه كلمة " شكرًا " بإنزعاج .
" ما خطبك ؟ "
" علي معرفة ما تنوي عليه الطبيعة الأم "
" هي فعلت هذا بكِ "
همهمت مرح بنفس النبرة المنزعجة ليقول لورانس بشيءٍ من الصرامة : " لن يمكنكِ القيام بذلك الآن ، و توقفي عن الإدعاء؛ فأنت بالكاد تقفين ! "
" سيكون الأوان قد فات ! "
" لن تستطيعي فعل شيءٍ هكذا بأي حال ! سأحضر لكِ شيئًا يساعدكِ على النوم و بعدها نفعل ما تريدين "
رمقته مرح بنظرةٍ قاتلةٍ لا تتناسب مع ملامحها ليهمس : " حاليًا أنتِ أضعف حتى من ساحرٍ مثلي "
" و لكنكِ لست ضعيفًا "
" هذه المرة لا تتحركي ! "
" ليس و كأنني قادرة على ذلك " همست مرح بسخريةٍ تتخللها نبرة غيظٍ و هي تعبث بقدميها و تحركهما بتوترٍ قبل أن تتأفف و تنهض من مكانها ، مرت دقائق قبل أن يطرق لورانس الباب .
" انتظر " سمع مرح تقول له مع لمحةٍ من الألم في نبرتها قبل أن تنظف حلقها و تقول : " تفضل ! " التقط القارورة الفارغة مبتسمًا و هو يمد لها كوبًا من الماء الممزوج بشيءٍ ما أعطاه لونًا أبيض و سأل : " لمَ رحلتي ؟ "
" أخبرتك أنني أكره الأدوية ؟ " قالت ببراءةٍ ليتنهد بتململٍ و يقول : " انسي الأمر ، فقط اشربي "
تنهدت مرح تاركةً الصمت يسود المكان للحظاتٍ قبل أن تسأل و هي تضيق عينيها في شيءٍ من المكر قائلةً بمرح : " أيجب علي اقتحام عقلك أم تخبرني أنت ؟ "
" أتخذ قرارًا مصيرًا " دققت مرح النظر به للحظةٍ ثم قالت : " حبيبة ؟ "
" الأمر فقط .. مرجانة تعجبني .. جدًا ، لكن في غيابك ، قابلت تلك الفتاة .. ڤيڤيان ... "
" ربما أنا لست الشخص المناسب لهذا الحوار ، بالتأكيد سأنصحك بمرجانة "
" سيقتلني آرثر ، إما لأنني في صف الساحرة الشريرة أو لأني الخادم الذي يتطلع لأخته "
ابتسمت مرح و شربت ما في الكوب ، بقي لورانس ينتظر أن تتذمر ، لكنها لم تفعل بل ابتسمت و قالت : " أنت ساحر ، عندما ينتهي كل هذا لن يوجد أي سببٍ لتختبئ .. و أيضًا ما كنت لأسمح له ! "
ابتسم لورانس ثم همس : " علي الذهاب الآن " فأومأت له قبل أن تلقي بنفسها على السرير تستعد ذكرياتها مع مرجانة بابتسامةٍ حتى أظلم كل شيء ، و قد نجح لورانس في إجبراها على أخذ اليوم التالي راحةً كذلك لكنها في المقابل رفضت تناول أي شيء لذا كان عليه التخلي عن فكرة شفائها كليًا ، لكنها بذلك عجلت بوصولها للجزء الصعب .. شرح الحقيقة للشابين الفضوليين و المزعجين.
" أنا لست جبانة " همست مرح لنفسها قبل أن تنتقل ببصرها بين لورانس و آرثر الجالسين أمامها مترقبين ما ستقوله ثم تنهدت و قالت محاولةً إيجاد طريقةٍ تبدأ بها الشرح :
" أنا مرح ، جنية من الأرض العليا ، نحن نعمل على استمرار كافةٍ الكائنات الحية ، نرى المستقبل و نمنع حدوث الكوارث .. و ما شابه ، تحكم عالمنا سبع أسر .. أو كان كذلك قبل أن تبيدهم الطبيعة ، و التي هي في الواقع والدتي .. الملكة أڤانتيكا آكرشان ، أسرتنا كانت ثاني أقوى أسرةٍ حاكمة ، تنبأ مجلس المستبصرون و الذين هم أفضل المتنبئين في عالمنا و يتعاملون مع الأسر الحاكمة فقط بأن دمارًا هائلًا سيحل نتيجةً لانهيار كاميلوت ، و شيئًا فشيئًا أدركنا أن السبب هو عدم وجود الساحر العظيم إيميريس .. المعروف أيضًا بميرلن في الصورة ، لقد حذرناه و هو أيضًا رأى مصيره لأنه كان يملك قدرة التنبؤ ، لكنه لم يستطع تفاديه ، لكنني منذ أعوامٍ طويلةٍ توقفت عن عدها منذ زمن اكتشفت أن كل ذلك بتدبيرٍ من والدتي لتصبح الأقوى ، البعض يقول أن هذا الطمع هو بسبب لعنةٌ ألقيت عليها و لكنني لست متأكدةً ، و لتبقيني صامتة حبستني في أقرب سجنٍ وجدته و الذي كان صندوق مجوهراتها ، مع لعنةٍ تمنعني من استخدام السحر إلا بما يكفي لإبقائي حية ، لقد قتلت والدي أيضًا و الذي كان بشريًا بالمناسبة .. غير مسموحٍ لنا إلا بالزواج من بني جنسنا ، إن كان كل هذا بسبب لعنة حقًا فأظنني سألقي اللوم على
زواجهما - و إن كنت لا أحب تلك الفكرة - بطريقةٍ ما سيؤثر انهيار عالمكم بعوالمنا أيضًا .. و التي تأثرت بالفعل بسبب غياب ميرلن ، و بما أنني منفيةٌ من موطني فأنا الآن الحاجز الوحيد بين مملكتك الآن و بين دمارها الذي يدنو منها كل لحظة .. و أقدر أن ما أقوله جنوني لكنني لم أقم بشيءٍ عقلانيٍّ بالنسبة إليكما منذ مجيئي "
توقفت تراقب رد فعلهما لكن كل ما لاقته هو الجمود ، مازالا يستوعبان الأمر على الأرجح .. و هي لا تلومهما لكنها جعلت لورانس ينهض معها و هما يتجهان قرب الباب ثم قالت :
" قبل موت ميرلن ، قيل بأن قواه ستنتقل لوريث .. شخصٌ يشبهه تمامًا و إن كان ليس في الشكل ... و هذا يكون لورانس "
شدت على يد لورانس و هي تقول تلك الجملة دون أن تجرؤ حتى على النظر إليه بل تابعت قبل أن يختفيا : " كما تعلمان مازلت لم أشفى بعد لذا .. أظنني سآخذ وريث ميرلن لأعده لاستخدام السحر بأسرع وقت ، أثق بك يا آرثر بن دراجون .. إياك و ارتكاب الحماقات "
ثم اختفت و لورانس معها بينما كل ما فعله آرثر هو العودة لغرفته ببرودٍ دون أن يعير أحدًا اهتمامه حتى جوين التي لم ينتبه حتى على سؤالها إلى أين هي ذاهبة.
1
2
3
4
5
6
7
8
Коментарі