نبذة
مقدمة
1: اليوم الأول في كاميلوت
2: يبدو و كأنه سحر
3: فوضى عارمة
4: فتاة الغابة
5: إن صبري ينفذ! 1
6: إن صبري ينفذ! 2
7: إن صبري ينفذ! 3
8: احذر مما تتمناه أيها الجمال النائم!
9: ابنةٌ جاحدة
10: هل الحقيقة مرة أم ساحرة 1
11: هل الحقيقة مرة أم ساحرة2
12: كاميلوت في أزمة
13: كنت أحكم هذا المكان
14: الحب في الأجواء و الخيانة على الأبواب
15: الطبول تقرع بجنون إذًا لا مفر
16: ما يقبع خلف الستر
17: و من قال بأن الطبيعة رحيمة
18: مفاجأة تليق بملك !
19: رفقة سيئة
20: مازلت أريدك بالجوار
21: ما تفسده سيدة البحيرة تصلحه سيدة السماء
22: و الآن يسدل الستار1
23: و الآن يسدل الستار 2
13: كنت أحكم هذا المكان
و بالضبط بعد مرور يومين اثنين فقط ازدادت الأوضاع سوءً في كاميلوت .. لا ، لا ، ليست حربًا أخرى .. ليس تمامًا ، لكن ذلك أسوأ ، فقد استيقظ الملك آرثر سريع الغضب في ذاك اليوم على نبأ اختفاء زوجته فقط بمجرد أن وطأت قدمها حدود مقاطعة كوروال ، يمكننا جميعًا أن نحزر أن آرثر غاضب .. لكن أيمكن لأحدنا تخيل إلى أي حدٍ هو غاضب ؟

بالكاد تمكن أصدقاء آرثر من إقناعه بالبقاء حتى يجمعوا المعلومات عن اختفائها ، لكن ذلك ترك الخدم تحت رحمته ، حتى مرح لم تجرؤ على محادثته ذاك اليوم .. لكنها لم تستطع منع نفسها من زيارته في آخر الليل ، عندما بدا أنه أكثر قابليةً للحديث بدلًا من مجرد الغضب على الجميع ، لكن النظرة التي حدجها بها جعلت كل الكلمات تتبخر من عقلها ، و خيل لها أن شيئًا من غضبه قد تبخر و قد حلت محله الدهشة عندما وقفت تراقب القمر من شرفة غرفته و بدأت تترنم بلحنٍ مألوفٍ قبل أن تتوقف و تختفي فجأةً .
.
.
" أين سيدتك ؟ " صاحت جوان بسخطٍ في وجه كانديس التي رفعت حاجبًا مما استفز جوان أكثر و جعلها تصرخ بصوتٍ أعلى : " أجيبيني ! "

" ماذا الآن ؟ " سألت مرجانة بإنزعاجٍ و قد قاطعت جوان أفكارها و عكرت هدوء الأجواء فتابعت جوان صراخها الحانق المزعج:

" ما كان يجب علي أن أقبل بالعمل معكن منذ البداية "

" و لمَ ذلك يا عزيزتي ؟ "

سأل الصوت بلطفٍ فانحنت كانديس على الفور إلى أن أشارت لها عمتها بالنهوض فصاحت جوان بنفس النبرة الغاضبة :
" لمَ لم نهاجمهم حتى الآن ؟ و لمَ لم يتم إطلاعي على مكان جوين "

" لأنني أعلم يا عزيزتي أنكِ ستسارعين لقتلها فورًا ، قد نحتاج إليها في
المستقبل "

" و لمَ لا أفعل ؟ "

" اللعنة عليكِ ! فقط أطبقي فمك ! "

قالت مرجانة بغضبٍ شديدٍ فالتفت الجميع لها ، لم يكن اللعن من عاداتها أبدًا ، فقالت كانديس بشيءٍ من السخرية : " مباركٌ لكِ أيتها الكونتيسة ! لقد أكسبتكِ صديقتكِ لسانها السليط "

" هي لم تعد كذلك "

أدارت كانديس عينيها بينما بدا على عمتها نظرةٌ ذات معنى ما لكنها لم تعلق ، و عندما كانت جوان على وشك الصراخ مجددًا أشارت مرجانة نحوها لتصدم جوان بأن شفتيها تتحركان .. لكن صوتها قد اختفى !

" و لأول مرةٍ أوافقكِ على شيء " قالت كانديس بابتسامةٍ و هي تراقب جوان التي كادت تنقض عليها لولا سؤال مرجانة الذي لفت انتباهها .

" لكن يا سيدة أڤانتيكا لمَ حقًا ؟ لم نهاجم كاميلوت ؟ "

" إن كانت تلك الفتاة تريد الـ'مرح' فلندعها تحصل عليه "

كانت مرجانة على وشك قول شيءٍ آخر لكنها صمتت فجأةً و أومأت ، كانت على وشك أن تشير على جوان مجددًا لكنها تراجعت عندما أدركت أن جوان ستعود للصياح و السؤال عن مقصدهن بتلك العبارة ، لا مانع من تركها تهدأ بضع دقائق .. المشكلة الوحيدة أن حتى أبد الدهر قد لا يكفيها لتتعلم الهدوء.

" أين هي نينيانا ؟ "

" مع مورجوز ... أوه أقصد .. آن " أجابتها كانديس بهدوءٍ قبل أن تعاود تصحيح الاسم لنفسها ، و قالت السيدة أڤانتيكا : " دورها لم يحن بعد يا عزيزتي.. يمكنكن فعل ما تريدن شرط ألا يتعارض مع ما أخبركن به ، يمكنكِ إعادة صوتها الآن يا مرجانة "

نظرت مرجانة لجوان مفكرةً قبل أن تهز كتفيها باستسلام و تشير نحو جوان التي همست لنفسها بشيءٍ ما لتتيقن عودة صوتها ثم بدأت تلعن الجميع سرًا.
.
.
" و إلى أين تحسب نفسك ذاهبًا ؟ " سألت مرح بشيءٍ من الحدة ليجيبها آرثر بنبرةٍ مماثلة : " لإيجاد زوجتي "

" لكن بيديڤر بنفسه أبلغك بأنهم لم يجدا شيئًا ، أي فرق قد تحدثه أنت ؟ "

توقف في مكانه للحظاتٍ قبل أن يتجه لارتداء سترته ، عميقًا بداخله كان مدركًا لأنها محقة و لكن عدم فعل شيءٍ هو أمرٌ غير مقبولٍ كليًا .

" على الأقل انتظر قليلًا و يمكنني أن آتيك بها " نظر لها بعينين متسعتين في غير تصديقٍ لتتابع قائلةً : " لكن قد يستغرق الأمر يومًا أو اثنين بدءً من الغد "

" و لمَ ليس اليوم ؟ "

" لأنه علي تحديد موقعها اليوم ! كيف لك أن تجد شيئًا إن كنت لا تعلم حتى ما تبحث عنه ؟ و الآن هلا تكون صبورًا و لو لهذه المرة فقط و تمهلني بعض
الوقت ؟ "

صمت قليلًا مفكرًا بما قالته ، إن أخبره أحدهم يومًا أنه سيستعين بالسحر في شيءٍ ما لانفجر ضاحكًا .. لكن هذا ليس شيئًا ما ، إنها زوجته .

" أمامك حتى الغروب " نظرت له مرح بصدمةٍ ، آرثر بن دراجون " عدو السحر الأول " - كما تسميه - يطلب مساعدتها !
" ما خطب هذه العائلة ؟ هل نسل بن دراجون كله بهذه الحماقة ؟ " همست مرح لنفسها في إنزعاجٍ ، صحيح أن آرثر سمعها لكنه اختار ألا يجيبها .. على الأقل حتى تجد له جوين .

" أريد لورانس هنا عند عودتي ؟ "

" و لمَ ؟ "

" إنه صديقي ، لا شأن لك فيمَ أريده
منه " قالت و هي تصعد على سور شرفته و تقفز منه لكنها اختفت بدلًا من أن تسقط ! مضى الوقت بطيئًا جدًا حتى الغروب ، كل ثانيةٍ هي سنةٌ كان عليه تحملها بطولها و الأفكار التي تراوده خلالها ، لم يكن بمزاجٍ يسمح له بالتدريب اليوم .. ليس كسلًا لكنه قد يشرد و يصيب أحدهم فعلًا ، لذا قرر التجول في الغابة المجاورة لقصره قليلًا، و ها قد بقيت بضع دقائق على غروب الشمس ، أسرع آرثر بالعودة للقلعة آمرًا أول خادمٍ رآه باستدعاء لورانس إلى الغابة و إن كان قد قرر مسبقًا تناسي استدعائه موضحًا أنه يجب أن يكون " عند النهر " في غضون دقائق .

" ماذا بينك و بين مرح لتطلب مني
' أنا ' انتظارها معك؟ " سأل آرثر و هو يحدق بالنهر في هدوءٍ بمجرد أن سمع وقع أقدام لورانس من خلفه .

" لا أعلم لمَ قد تفعل ذلك .. نحن فقط صديقان "

" اجلس يا لورانس "

التفت كلاهما على صوت مرح من خلفهما لكنهما لم يجداها ، بل وجدها آرثر جالسةً بجواره فجأةً و إن لم تبدُ عليه الدهشة من ظهورها المفاجئ فقد بدت على لورانس عندما أشارت له بالجلوس بجانبها .. هي و آرثر ! كاد أن يعترض لكنه أعاد ابتلاع كلماته و تقدم بتوترٍ ليشاركهما الجلوس عند النهر .

" أين تظن أن زوجتك قد ذهبت يا آرثر ؟ "

" أنا لا أعرف ، ربما مع الساكسون "

" هل تعرف من هم الساكسون أصلًا ؟ "

" قطاع طرق يحتلون أي أرضٍ تحلو لهم "

أجاب آرثر ببساطةٍ لتتنهد مرح و قالت : " الساكسون هم قبائل أتت من الشمال - ألمانيا و هولندا و الدانمارك - و يرجح أنهم أبحروا إلى هنا بعدما فاضت أراضيهم بالماء و لم تعد صالحةً للزراعة "

" ما العبرة من درس التاريخ هذا ؟ "

" أقصد أنهم يريدون أن يعيشوا ، ربما هم فقط يبحثون عن موطنٍ لهم ، لا حاجة لهم لاختطاف ملكة .. الأمر ليس منطقيًا "

" أين إذًا ؟ " تنهدت مرح لتطرد التوتر و قالت : " على الأرجح في مملكة الجن "

" مملكة الجن ؟ "

سأل لورانس بصدمةٍ بعدما أخرجته تلك الجملة من شروده في سبب وجوده معهما بينما سأل آرثر مستنكرًا : " ' على
الأرجح ' ؟ "

" نعم .. و إن لم تكن هناك فبجميع الأحوال سأعرف مكانها من هناك " صمتت قليلًا لترى رد فعلهما قبل أن تتابع : " المشكلة أنه لا يمكنني الذهاب إلى هناك ... ليس بتلك السهولة "

" و لمَ لا ؟ ألم تزعجيني بأنكِ جنيةٌ منذ قدومك إلى هنا ؟ "

" ما كنت لأبقى هنا مع متحجر رأسٍ مثلك لو كان الأمر بتلك البساطة ! "

" مرح ! " همس لورانس باسمها بتوترٍ ليوقفها لكنها أجابته في المقابل : " ماذا ؟ إنها الحقيقة ! " ثم أعادت انتباهها لآرثر الذي يحاول بقدر المستطاع البقاء صامتًا كي لا تشتعل الحرب فيما بينهما و قالت :

" إن كنت محظوظًا فسأجدها لك قبل صباح الغد ، إن كان بإمكانك انتظار يومين أو ثلاثة بعد حتى أحضرها إلى عندك فسيكون ذلك أفضل "

لم يزل عبوس آرثر مع ذلك بينما هي تنهدت بتململ ، في كل مرةٍ تحاول أن تكون لطيفةً ينتهي بها الأمر بإثارة غضبه ، ليس ذنبها أنه بهذا الاستفزاز و لكن كان يجب عليها أن تكون أكثر حرصًا منذ البداية ، على الأقل حتى يستمع إليها .

" سأبقيك على إطلاع " قالت بنبرةٍ أقرب للسؤال ليحدق بها لبعض الوقت قبل أن يهمس : " اتفقنا ، يومان فقط "

" جيد " تمتمت بها و استدارت لترحل لكن آرثر أوقفها قائلًا : " ماذا كان الهدف من حضوره على أي حال ؟ "

سأل مشيرًا إلى لورانس فالتفتت إليهما لتجد لورانس يترقب إجابتها بفضولٍ فأجابت ببساطةٍ قبل أن ترحل : " هذا الأمر يخصني أنا ، لكن سيكون عليك اعتياد وجوده معي منذ الآن "

التفت آرثر للورانس ليجده متعجبًا من كلامها كذلك ، ثم انحني لورانس إليه و أسرع عائدًا للقصر، لم يجد جايوس في عيادته عند عودته لكنه حزر أنه ذهب لأداء عمله كطبيبٍ في مكانٍ ما كون كتبه مهملةٌ على الأرض كما كان يتركها كل مرةٍ بعد أن يتم بحثه عن كتابٍ ما ، بدأ بالتقاط بعدها و إعادته للمكتبة في هدوءٍ ، لكنه سمع حركةً ما عند المكتبة الأخرى بالطابق الثاني و قبل أن يحرك ساكنًا ليرى مسبب ذاك الصوت ظهرت مرح أمامه مبتسمة .

" مرحبًا " همست له ثم اتجهت نحو المنضدة الصغيرة التي وضع عليها بعضٌ من كتب جايوس - و التي توجد أمام مكتبة الطابق الأول - و بدأت بتفحص عناوينها قبل أن تحملها بين يديها و هي تتنقل في أنحاء الغرفة ، تعيد بعضهم للمكتبة خلفها أو في الطابق الثاني ، و حتى أحد الكتب أعادته لخزانة الطابق الثاني التي لم تعد مغلقة و كأنها كانت تعيش معهما هنا لتعرف مكان كل كتاب .

" لمَ حقًا طلبت مني الحضور ؟ "

توقفت في مكانها - و قد كانت تطفو في الهواء عند مكتبة الطابق الثاني و بعض الدخان الأرجواني يحيط بنصفها السفلي و كأنه يحملها - قبل أن تنزل إليه و تقول محاولةً إضفاء بعض المرح على نبرتها :

" قد أحتاج لمساعدتك ببعض الأمور أيها الساحر "

عادت لتطفو في الهواء و لكنها كانت تجلس على شيءٍ ما وسط ذلك الدخان الذي يحيط بها - أو هكذا بدا الأمر - و قالت و هي تراقبه يعود إلى عمله : " هذا إن وافقت بالطبع "

" أظنني سأفعل ، و هل كان تدريبي لغير ذلك ؟ "

" متأكد ؟ سيكون الأمر خطرًا "

" ربما مللت من لعب دور الساحر
المتخفي "

" لذا ستلعب دور المغامر ؟ لن أمنعك إذًا ، لكن أرجو أن تبقيني على علمٍ بما تفعل "

" لكِ ذلك " ساد الصمت للحظاتٍ لكن مرح قطعته هامسةً : " آرثر قادم "

و ما هي إلا بضع ثوانٍ حتى طرق أحدهم الباب ثم دلف إلى العيادة ، و عندما التفت لورانس إليه وجد أنه آرثر فعلًا و الذي سأل بهدوءٍ :

" أين جايوس ؟ "

" يؤدي عمله كطبيبٍ في مكانٍ ما بالقلعة " أومأ آرثر مفكرًا فسأله لورانس : " أتحتاج شيئًا ، جلالتك ؟ "

" ليس حقًا ، الـ... " لم يكمل جملته لظهور مرح المفاجئ و هي تطفو في الهواء و تراقبه بجمودٍ ، لكنه لم يهتم للأمر كثيرًا بل التفت ليراقب رد فعل لورانس ليجد أنه غير مهتمٍ بالأمر و كأنه اعتاد على حدوث ذلك عشرات المرات قبلًا .

" ظننتك ستذهبين لمملكة الجن "

" مازال عليك الانتظار "

" لكن الوقت ليس في صفك "

" و إن نفذ الوقت ماذا ستفعل ؟ " سألت مرح بتحدٍ ليرمقها آرثر بحاجبٍ مرفوع فأعطته إحدى تلك الابتسامات التي كانت تستفزه بها عندما انتبهت ليده المقبوضة بقوة.

" كيف هي مملكة الجن ؟ "

سأل لورانس بفضولٍ ليقاطعهما قبل أن يشب خلاف آخر بينهما ، ابتسمت له مرح شاكرةً لذلك قبل أن تتهاوى لتهبط على الأرض بخفةٍ و تلقي بنفسها جالسةً على طاولة الطعام بالقرب من آرثر قائلة بنبرةٍ حالمةٍ و عينين لامعتين :

" تفوق الوصف ، لأول وهلةٍ قد تبدو لك مجرد مملكةٍ عاديةٍ للبشر ، لكن ما إن تعاود فتح عينيك حتى ترى السحر في كل الأرجاء ، لا يمكنني وصفها ، تحتاج لرؤية ذلك بنفسك ... لكن ذلك غير مسموحٍ به "

" و لمَ لا ؟ "

" هذا معقدٌ قليلًا "

" و الجن ؟ هل جميعهم مثلك ؟ "

" لا ، أنا أحب اعتبار أنني فريدةٌ من نوعي ، نحن مثلكم تقريبًا .. نحن نولد ، نتزوج ، نحكم ، نسعى لحياةٍ أفضل ، لكننا نولد مع سحر .. ليس كالذي تريانه هنا فهذه ما هي إلا محاولةٌ مثيرةٌ للشفقة لتقليدنا ، لا نتنفس و لا نأكل أيضًا ، يمكننا ذلك .. لكننا لسنا بحاجةٍ إليه ، نحن أيضًا نعيش لقرون ، نحن نسعى للمعرفة المطلقة و لتنظيم الكون .. هكذا تم تكليفنا من قبل الطبيعة ، لكن جمال ذاك العالم بدأ بالتصدع .. لا أريده أن يزول ، لذا أنا هنا "

أخذت شهيقًا و هي تراقب نظراتهما الفضولية قبل أن تلتفت لآرثر قائلةً :
" سمعت أن زوجتك بأڤالون ، لكن لم يصلني ما يؤكد ذلك بعد "

" أڤالون ؟ " كرر آرثر متسائلًا باستغراب لتجيبه مرح : " نعم ، مملكة الموتى .. لكنها حية ، مع ذلك علينا إخراجها بسرعة ، من الأفضل لها ألا ترتبط بذاك المكان ، ليس الجميع قادرون على تحمل تأثيره " فنظف آرثر حلقه ثم قال : " وضحي
أكثر "

" أڤالون هي مثل النعيم ، أو مرحلةٌ قبل التوجه إليه ، إنها مملكة للأرواح حيث يودعون بشريتهم شيئًا فشيئًا ، يعملون و يأكلون و يتنفسون و ينامون ، لا يسمح لأحدٍ بالذهاب إلى هناك لأنه سيرى العديد من الأشياء و سيعرف العديد من الأسرار عن الموت و الحياة ، تحكمها ملكةٌ بالطبع و يعاونها مجلسٌ من ' الإلهات ' ، لسن كذلك حقًا هن فقط يحببن تعظيم أنفسهن ، لاشك أنهن على علمٍ بوجود زوجتك هناك بالفعل منذ لحظة وصولها .. لكن إن كان افتراضي صحيحًا فهن لن يقمن بأي إجراءٍ حول ذلك "

" إن كن لا يحببن الدخلاء كما تقولين فلمَ لا يساعدننا ؟ "

سأل لورانس باستنكارٍ لتجيبه مرح بإنزعاج : " الطبيعة هي من قررت أن تكون الحاكمة أنثى ، أڤالون أيضًا تابعةً لممتلكاتها و تحت سلطتها لذا إن قررت الطبيعة إبقاء جوين هناك فلتجرؤ أشجعهن على الاعتراض و سترى "

" الطبيعة قررت ؟ "

قال آرثر مستهزءً لتقول مرح بجديةٍ تامة : " الطبيعة الأم هي شخصٌ يا آرثر ، هي أقوى ساحرةٍ في الوجود كما يقال و لكن فجأةً و من دون أي مبررٍ يتم عزلها و اختيار جديدةٍ لتتمتع بتلك السلطة ، و علي القول أن كل طبيعةٍ تكون متسلطةً و مغرورةً أكثر من سابقتها ! "

لم يبدُ على آرثر الاهتمام بحديثها على عكس لورانس الذي أدهشته جرأتها في الحديث إن كانت تلك الساحرة بتلك القوة .

" دعني أخبرك بقصةٍ قصيرةٍ يا آرثر ، كانت هناك فتاةٍ صغيرةٍ يتيمةٌ أُرسلت إلى أڤالون ، و قد كانت ساحرة .. تلقت تدريبها على يد الحاكمة - السابقة - بنفسها إلى أن أتى اليوم الذي اختارتها فيه لتحكم أڤالون من بعدها ، لثقة الأهالي و المجلس بقرارات ملكتهم وافقوا رغم صغر سن تلك الفتاة ، و لقدرتها على التكيف مع قوانين أڤالون بسرعةٍ مدهشةٍ كونها ما زالت
' حية ' ، لكن الفتاة قررت العودة إلى البشر متخليةً عن كل ما حققته هناك .. أملًا في لقاء والدتها ؛ لأنها لم تعلم أنها متوفاة ، لذا قامت الطبيعة بتجاوزٍ آخر و سمحت لها بالعودة لكن شرط أن تنسى أمر أڤالون تمامًا ، لكن لمَ قد ترضى الطبيعة بالقيام باستثناء ؟ تلك الفتاة كانت مرجانة يا آرثر ، قبل أن تتفوه بأي شيءٍ فكر في سؤالي جيدًا "

أخذت شهيقًا و زفيرًا و هي تراقب تعابير وجهه الجامدة ثم تابعت : " بعدها حكمت سيدة البحيرة ، لقد كانت أقوى إلهةٍ هناك في أڤالون ، لكن لقد تم التلاعب بها أيضًا ، حاليًا لم تسمح الطبيعة لإحداهن بالحكم ، هي تتولى الأمر شخصيًا لتتأكد أن الأمر لا يتعارض مع رغباتها .. الجميع جزءٌ من هذه اللعبة القذرة ، أنا كذلك .. و حتى أنتما ، لهذا يا آرثر عليك أن تستمع لي ، و لو لمرةٍ في حياتك قبل أن يفوت الأوان ! لن أرحل إلا عندما تكون على استعدادٍ للاقتناع بما أقوله ، اعلم ذلك "
1
2
3
4
5
6
7
8

© Queen MG,
книга «خلف ستر كاميلوت».
14: الحب في الأجواء و الخيانة على الأبواب
Коментарі