نبذة
مقدمة
1: اليوم الأول في كاميلوت
2: يبدو و كأنه سحر
3: فوضى عارمة
4: فتاة الغابة
5: إن صبري ينفذ! 1
6: إن صبري ينفذ! 2
7: إن صبري ينفذ! 3
8: احذر مما تتمناه أيها الجمال النائم!
9: ابنةٌ جاحدة
10: هل الحقيقة مرة أم ساحرة 1
11: هل الحقيقة مرة أم ساحرة2
12: كاميلوت في أزمة
13: كنت أحكم هذا المكان
14: الحب في الأجواء و الخيانة على الأبواب
15: الطبول تقرع بجنون إذًا لا مفر
16: ما يقبع خلف الستر
17: و من قال بأن الطبيعة رحيمة
18: مفاجأة تليق بملك !
19: رفقة سيئة
20: مازلت أريدك بالجوار
21: ما تفسده سيدة البحيرة تصلحه سيدة السماء
22: و الآن يسدل الستار1
23: و الآن يسدل الستار 2
7: إن صبري ينفذ! 3
" هناك أشخاصٌ سيئون يريدون أخذكِ مني، سيكون علي إرسالكِ.. اسمعي يا مرجانة.. مكانٌ حيث لن يعثر عليكِ أحدٌ أبدًا، كوني مطيعةً لأنكِ ستبقين... هلا تفعلين ذلك من أجلي؟ "

ترددت تلك العبارات حولها بسرعةٍ شديدةٍ فاختلطت كلماتها معًا و صارت بقيتها مبهمةً ، لكن على الأقل الأمر لا يؤلم هذه المرة، شعرت بالهواء يلفح وجهها و بالرغم من أن الظلام شديدٌ إلا أنها قررت السير باتجاه تلك الرياح لعلها تجد بعض الضوء.

" اسمعي يا مرجانة، هناك أشخاصٌ سيئون يريدون أخذكِ مني، سيكون علي إرسالكِ عند إحدى صديقاتي في مكانٍ بعيد.. مكانٌ حيث لن يعثر عليكِ أحدٌ أبدًا، كوني مطيعةً لأنكِ ستبقين عندها لبعض الوقت، هلا تفعلين ذلك من أجلي؟.. من أجل مامي يا صغيرتي؟ "

وقفت تحدق بذهولٍ و هي ترى ظل سيدةٍ تقف أمامها تمامًا تردد تلك الكلمات، لم تكن ملامحها واضحةً بسبب النور الخافت الذي يظهر فقط ثوبها و شفتيها و هما تتحركان مع تلك الكلمات، لكنها لم تكن بحاجةٍ للنظر حتى ، بإمكانها التعرف على تلك السيدة بأي مكان، إنها آنا.. والدتها!

هرعت نحوها لكنها اختفت مع أول خطوةٍ اتخذتها، شعرت بيدٍ على كتفها فالتفتت لتجد مرح و التي همست بهدوء: " بدا لي أنكِ تحظين بوقتٍ صعبٍ هنا، فكرت بالقدوم معكِ .. أعتذر على التطفل "

" لا عليكِ ، أنا لا أعتبره كذلك "

أومأت لها مرح و قامت برفع يدها الأخرى التي كانت تقبض على شيءٍ ما، فتحتها ببطءٍ لتظهر قطعةٌ كبيرةٌ من الزمرد، زمردةٌ لامعةٌ ما لبثت أن بدأت تطفو في الهواء فوق كف مرح تمامًا و هي تزداد لمعانًا حتى أنارت للفتاتين طريقهما، أشارت الزمردة نحو جهةٍ معينةٍ و بدأت بالطيران بذاك الاتجاه فتبادلت الفتاتان النظرات المتعجبة قبل أن تتبعاها.

توقفت الزمردة فجأةً عن اللمعان و بدا أنها اصطدمت بشيءٍ ما قبل أن تسقط لكن مرح أسرعت بالتقاطها قبل أن تلامس ما بدا أنه الأرض، مدت مرجانة يدها تتحسس أيًا كان ما اصطدمت به الزمردة لتسمع صوت صرير خشبٍ قديم، و يشع نورٌ حولهما أجبرهما على إغلاق أعينهما و فتحها برويةٍ كي تتمكنا من إبصار ما حولهما.

كان كوخًا خشبيًا صغيرٌ بعض الشيء لكنه دافئ بشكلٍ غريبٍ لكن مألوفٍ في الوقت نفسه، تقدمت مرجانة نحو الغرفة الوحيدة في هذا الكوخ بشرودٍ و مرح تتبعها بقلق، دفعت مرجانة الباب المغلق بخفةٍ لتجد طفلةً تجلس هناك في الظلام.. تعانق دميتها التي توشك رأسها على الانفصال عنها و الشموع تملأ الغرفة تقريبًا.

سمعتا صوت فتح و انغلاق الباب و صوت خطواتٍ سببت صرير خشب الأرضية العتيق لتركض الطفلة بسعادةٍ للخارج و قد ألقت بدميتها أرضًا و اندفعت لعناق السيدة آنا التي بدت في الأربعين من عمرها، و للأسف قد نالت منها التجاعيد و بدأت بمحاولة طمس جمالها، لكن عبثًا كانت تلك المحاولة.

تعجبت الطفلة و كلتا الفتاتين الشابتين من أمرها و هي تشد على عناق الفتاة بقوةٍ و تنتقل ببصرها بين ابنتها ذات الشعر الليلي المدفونة بحضنها و الباب و كأن وحشًا خلفه سيقتحم المكان في أي لحظةٍ لينتزع الطفلة منها!

بدأت السيدة آنا بالهمس بشيءٍ غير مفهومٍ و الطفلة تستمع بحرصٍ شديدٍ و بعينين لامعتين من تجمع الدموع و احتجازها لها فيهما، نظرت الأم لعيني طفلتها الزرقاوين الداكنتين بنظرة أسفٍ، حسرةٍ، ندم.

" أنا آسفةٌ يا صغيرتي، لم أفكر بعاقبة ما ارتكبت! كنت كبيرةً و ناضجةً وقتها لكنني كنت و مازلت طائشةً و حمقاء! مامي آسفةٌ يا مرجانة، لكنها ارتكبت خطيئة! أتعلمين؟ لطالما كرهت هذا اللون لأنه يذكرني بعينيه.. لكن كيف يمكنني كره عينين بهذه البراءة و اللطف؟ أنا ربما أخطأت .. لكن ندمي الوحيد أنكِ ولدتي تحملين عينيه، لن أقول وداعًا يا حبيبتي، بل فقط إلى
اللقاء "

همست آنا لابنتها و هي تشد على عناقها أكثر كي لا تتحرر منه و تتمكن من رؤية دموعها التي انهمرت بغزارةٍ من خلف ظهر ابنتها، ثم ساد الصمت لبضع دقائق مرت بسرعة البرق عليهن جميعًا قبل أن تمسح الأم دموعها بكم ثوبها بعنفٍ و تفصل العناق و تبدأ بجمع بعض الأشياء التي أخفتها في أنحاء الغرفة، و من ضمنها كتابٌ كبيرٌ ذو غلافٍ مهترئٍ و هي تقول لابنتها أثناء ذهابها هنا و هناك و في كل أنحاء الغرفة تنتزع أثاثها من مكانه حتى تخرج أغراضها إلى أن صارت الغرفة كأنها شهدت مبارزة سيوفٍ حادةً قبل قليل:

" تعرفين السيدة أرتورو، أليس كذلك يا حبيبتي؟ التي أخبرتكِ عنها في قصص ما قبل النوم؟ أتذكرين قصص مملكة
أڤالون ؟ تلك القصص كانت حقيقة، أنا نفسي قضيت هناك بعض الوقت أثناء حملي بكِ، لا تقلقي إنها لطيفةٌ جدًا و ستعتني بكِ جيدًا ، لقد اتفقنا مسبقًا على كل شيء، ستعيدكِ بعد حوالي أربع أو خمس سنوات"

توقفت فجأةً في مكانها و نزلت لمستوى صغيرتها، تحفر ملامحها في عقلها و قلبها، تودعها ربما للمرة الأخيرة ثم قالت بعينين ترقرقت فيهما الدموع:

" أتعلمين يا عزيزتي أن هناك مهلةً محددةً للبقاء في أڤالون قبل أن تؤثر بالبشر؟ أعلم أنني قلت أنه لا يسمح لأيٍّ كان بالبقاء هناك لكن هذا تمت تجربته مسبقًا، عندما تبقين هناك لن تتقدمي بالعمر أبدًا، ثم قبل أن تدركي الأمر ستبدين أكبر بعشر سنوات! عندما أراكي مجددًا ستكونين قد صرتي شابةً ساحرة الجمال ، أنا متأكدة "

فجأةً ساد الصمت لوقتٍ بدا طويلًا جدًا قبل أن تنظر السيدة نحوهما تمامًا، التفتت مرجانة لمرح بقلقٍ و هي تكفف دموعها فقالت مرح بنبرةٍ فشلت بإخفاء القلق الذي يتخللها:

" إنها مجرد ذكرى، يفترض أنها غير قادرةٍ على رؤيتنا "

لكن بدا أن السيدة آنا تراهم و تسمعهم بوضوحٍ تام! ابتسمت فجأةً ابتسامةً مخيفةً قبل أن تصدر ضحكةً ألقت بالرعب في قلبي الفتاتين قبل أن تختفي الأضواء و تعود لتجد مرجانة والدتها قد استدارت جهة الباب و صارت مرح أمامها مباشرةً ! و ازداد رعب مرجانة عندما رأت الخوف يتجسد على ملامح مرح لأول مرةٍ و التي أصدرت شهقة فزعٍ و صدمةٍ و هي تتراجع للوراء ببطءٍ شديد قبل أن تتوقف و تقول بحدةٍ مدعيةً الشجاعة لكن نبرتها خذلتها و خرجت قلقة: " من أنتِ؟ "

لم تتلقَ أي إجابةٍ بل وجدتا نفسيهما فجأةً في الغابة بعيدًا عن الكوخ الخشبي و قد توقفت الضحكات أخيرًا.

" أوه، كم افتقدتكِ يا عزيزتي! " قالت والدة مرجانة بصوتٍ غريبٍ لم يكن يشبه صوتها بأي شيءٍ على الإطلاق و هي تنتقل ببصرها بين الفتاتين الحائرتين، اتسعت عينا مرح بصدمةٍ و قد بدأت النيران بالتهام الأشجار حولها بسرعةٍ خاطفة، اختفت آنا فجأةً فأسرعت مرجانة محاولةً إخراج مرح قبل أن تحاصرها النيران لكنها تمتمت بشيءٍ لم تتمكن من سماعه قبل أن يبدو و كأن شيئًا خفيًا يسحبها لعمق الغابة بسرعةٍ وسط صراخها الذي انكتم فجأةً!

انتفضت مرجانة جالسةً على السرير و هي تشهق و تتنفس بسرعة، همست باسم مرح عدة مراتٍ لكن لا رد، التقطت الشمعة من المنضدة التي بجوار سريرها و بدأت بالبحث عن الصندوق الأسود لتجد أنه قد اختفى و لا أثر له تمامًا! لكن بقيت بدلًا عنه تلك الزمردة التي كانت تضئ لهما الطريق في الحلم.
.
.
و الآن ننتقل من شرق إنجلترا إلى غربها و إلى مملكةٍ أخرى تدعى كوروال، يحكمها الملك لودغرانس، و سنذهب بالتحديد إلى قصر الملك.

و في أحد الممرات الواسعة للقصر سار رجلٌ أصلع ذو عينين حادتين قاسيتين و كأنه يعرف طريقه جيدًا مرتديًا رداءً قديمًا و يتحسس السكين المدسوسة بجيبه، صعد الدرجات القليلة التي تفصله عن غرفةٍ غير محاطةٍ بأي حراسةٍ على غير العادة، توقف لحظةً خلف الباب و هو يسمع خطوات أحدهم بالداخل، أخرج السكين و فتح الباب بسرعةٍ مندفعًا للداخل فتفاجأ بوجود فتاةٍ شابةٍ بدلًا عن الملك، رفع السكين مستعدًا لطعنها لكنها التفتت له بحدةٍ بدا ظهورها مستحيلًا على ملامحها الرقيقة و قالت:

" هذا يكفي أيها الأحمق، لقد فشلت خطتنا! " قبض على السكين بقوةٍ عندما أهانته لكنه استوعب جملتها فسأل بحدة: " ماذا تعنين بـ' خطتنا ' ؟ ألستي أنتِ جوينيڤر لودغرانس؟ "

" لا، أنا لست تلك اللعينة التي تبحث
عنها! "

نعم، أيها السيدات و السادة .. تلك كانت جوان " اللطيفة " التي لا تشبه أي شيءٍ مما رأيناه سابقًا.

" أتخادعين يا صغيرة؟ لقد رأيناكِ تجلسين معه في الاحتفالات لسنوات "

" تلك كانت جوينيڤر.. أنا ابنته الأخرى "

" هو لا يملك ابنةً أخرى "

" و ها أنا أمامك، و زيادةً للإثبات إنني أنا من وضعت لك خطة الدخول إلى هنا لقتلهما و أبعدت الحراس "

بقي يحدق بها بشكٍ جعل نظراته أكثر إخافةً لكنها لم تعره أدنى اهتمامٍ حتى بل جلست على فراش والدها قائلةً بسخطٍ و نبرةٍ تشبعت بالكراهية:

" والدي العزيز في كورنوال يزور الدوق كادور، اللعين جعلني آخذ مكان أختي لأقتل بدلًا عنها إن حدث شيء .. لم يعلم أنني من دبرت موتها من الأساس ، و لو أنه ربما شك في ذلك ، لقد أخذ أكبر من نصف الحراسة معه .. و حتى أخبر الخدم ألا ينفذوا أيًا من طلباتي .. لعينٌ بحق! "

أكدت له تلك النبرة أنه صوت نفس الفتاة التي كانت تحادثه من أسفل رداءٍ أزرق حريري تخفي بقبعته ملامحها و تخبره عن أماكن حراس الملك بدقةٍ و الطريق إلى غرفته بداخل القصر، لكنه بقي مترقبًا أي حركةٍ دفاعيةٍ منها أو محاولةٍ للهرب .. تحسبًا فقط.

" أمازلتم تريدون الانتقام من والدي أم ماذا؟ "

" بالطبع "

" إذًا ما رأيك بتعاونٍ آخر بيننا "

" ستخونينهم ؟ "

" أولم أخنهم من قبل بتعاوني معكم أيها المتمردون؟ لنقل فقط بأنني تعبت من الصبر عليهما، من الآن .. لا رحمة ، و لا تهاون ! "
.
.
" آرثر؟ هل رأيت الكونتيسة مرجانة؟ " سألت الشابة الشقراء الطويلة آرثر بمجرد انتهائه من تدريبه فأخرجته من شروده حيث كان يتساءل عن اختفاء مرح المفاجئ و مرجانة التي مازالت ترفض مغادرة غرفتها، و أشار للحارسين بتركها تدخل.

" ماذا تريدين منها؟ "

" أريد سؤالها عن شقيقتي.. أظنها عرفت نفسه لكم على أن اسمها مرح "

" أنتِ أختها! "

" نعم " أجابته باقتضاب، بقي آرثر يقارن بينهما في عقله ، كيف يكون ذلك ممكنًا؟ كانتا مختلفتين كثيرًا مع أنه هناك بعض الشبه من ناحية الشكل ، لكن تلك الفتاة كانت ترتدي قرطين من الياقوت الأحمر و سوارًا ذهبيًا تتوسطه ياقوتةٌ حمراء .. بينما مرح كانت ترتدي فستانًا عاديًا و بسيطًا كأي فتاةٍ من عامة الشعب.

" أختكِ ليست هنا يا آنسة "

" أريد فقط سؤالها رجاءً " قالت بإصرارٍ بينما هو يفكر بطريقةٍ لجعلها ترحل بعيدًا، هو فقط لم يحب وجودها هنا - خاصةً بعد ما تجرأت أختها على التفوه به - أو ربما تعب من تلك العائلة الغريبة، لكنه علم أن مرجانة سترفض على الأرجح الحديث معها.

" تفضلي معي " و اتجه بها لغرفة مرجانة حيث طرق الباب بخفةٍ فلم يتلقَ أي ردٍ فقال و هو يدقق النظر بتلك الفتاة باستغرابٍ :

" لديكِ ضيفةٌ يا مرجانة، تقول بأنها شقيقة صديقتكِ مرح "

" رجاءً يا سيدتي، فقط بضع لحظاتٍ و سأرحل .. ألم تقل أختي كاي إلى أين هي ذاهبة؟ "

سألت الفتاة بنبرةٍ هادئةٍ بأسلوبٍ مشابهٍ لأسلوب النبلاء في الحديث، فحتى عند طلبهم شيئًا فهم لا ينقصون من كبريائهم أي شيءٍ و إن كان محادثهم أعلى مكانةً منهم، لكن ما لفت نظر آرثر هو ذاك الاسم الغريب الذي تحمله من سمت نفسها
بـ" مرح ".

" تفضلوا " و لمفاجأته فقد فتحت مرجانة الباب و همست بتلك الكلمة و هي تتنحى جانبًا ليدخلوا لغرفتها و هي تراقبه باستغراب - فالأمور لا تسير بهذه الطريقة إطلاقًا - ثم قالت : " لا، هي لم تخبرني "

" أين يمكن أن تكون ؟ " سألت الفتاة كأنها تحادث نفسها ثم قالت كأنها تذكرت شيئًا:
" أعتذر على إزعاجكِ لكن ألم تترك مرح هنا صندوقًا أسود كريستاليًا معكِ ؟ "

رمقتها مرجانة بنظرةٍ متسائلةٍ فقالت الفتاة: " لقد طلبت مني استعادته منكِ "

" منذ متى ؟ "

" منذ الأمس " عادت ذاكرة مرجانة عندما منحتها مرح الصندوق بالأمس و تجولت معها في ذكرياتها عن والدتها - التي كانت قد نستها كليًا -

" لا، هي لم تتركه معي ، أنا آسفة " وجدت مرجانة نفسها تتفوه بتلك الكلمات ، لمحت الشك بعيني تلك الفتاة قبل أن تنحني قائلةً :

" أعتذر على إزعاجكما، إلى اللقاء إذًا " تعجبا من تلك الفتاة التي لم تبدِ الكثير من القلق على أختها كما كان يفترض بها أن تفعل، هي حتى لم تعرف بنفسها ، كما أنها لا تشبه " أختها " في أي شيءٍ إطلاقًا سوى الكبرياء تقريبًا، رافقها آرثر للخارج بينما بقيت مرجانة تفكر إلى أن قاطعها طرق بابها، فتحت الباب متعجبةً من عودة آرثر بسرعةٍ لكنها وجدت أنه الملك أوثر!

" أيمكنني الدخول ؟ " سأل بهدوءٍ و بنبرةٍ غير آمرةٍ متسلطةٍ لم تسمعها منه مطلقًا مما زاد تلعثمها و ارتباكها فتنحت جانبًا لتدعه يدخل بصمت.

" ما سر هذه العزلة يا مرجانة؟ "

" أنا فقط... " لم تتمكن من إيجاد جوابٍ مقنعٍ و هي طبعًا لن تحادثه عن صديقتها التي تتقن السحر - و يبدو أن آرثر لم يحادثه عنها كذلك -

" أهو بسبب جدالنا ذاك اليوم السابق؟ بسبب ذهابكِ لقبر آنا؟ "

" حتى أنا لست واثقةً من السبب، أنا فقط احتجت للتفكير ببعض الأشياء، فقط بعض الوقت مع نفسي "

لم يبدُ عليه الاقتناع الكامل بكلماتها لكنه أومأ و قال : " لا تقلقيني عليكِ هكذا مجددًا يا مرجانة "

صدم من فعلتها التالية حيث عانقته بقوةٍ ، كانت بحاجةٍ لذاك العناق بشدةٍ فهي قلقةٌ على نفسها و على مرح كذلك، كما أنها شعرت أنها أخطأت بحقه كثيرًا ، شعرت بيده تمسح على شعرها بلطفٍ لم تعهده به مطلقًا فهمست قبل أن تفصل العناق :

" أنا آسفة ، لن أفعلها مجددًا " ابتسم أوثر و أومأ لها و قال: " و الآن لمَ لا تنضمين إلي أنا و آرثر على الغداء ؟ كأسرةٍ واحدةٍ سعيدة "

أومأت و هي تتبعه بصمتٍ إلى أن قابلهما آرثر في منتصف الطريق و هو متعجبٌ من اتفاقهما لتضحك بخفةٍ عليه و هي تسير معه لغرفة الطعام و هما يثرثران في مواضيع تافهةٍ بينما أوثر كان ينصت إليهما مبتسمًا!
.
.
" هل أحضرتي الصندوق؟ " سألت سيدةٌ بنية الشعر ذات عينين زمرديتين تبدو و كأنها مازالت في الثلاثينات من عمرها ذات ثوبٍ أبيض لامعٍ و أحمر شفاهٍ قانٍ و شقيقة مرح تنحني لها بخضوعٍ تامٍ لترفع بصرها نحو تلك السيدة و هي تقول :

" لا يا عمتي، لم أجده ، مازلت أفكر أين يمكن أن تخفيه كاي "

" و طبعًا لن يمكننا سؤالها ... دعي الأمر لي يا صغيرتي ، عودي إلى والدكِ الآن فهو يريدكِ "

" لكن ماذا عنها ؟ "

" لقد طفح الكيل من تلك الصغيرة! لكنني سأتعامل معها "

أومأت الفتاة الشقراء و هي تنحني مرةً أخيرةً قبل أن تلتفت و تغادر تلك القاعة الواسعة التي تحيط بها الشلالات صانعةً جدرانًا من المياه الصافية المتدافعة .
1
2
3
4
5
6
7
8

© Queen MG,
книга «خلف ستر كاميلوت».
8: احذر مما تتمناه أيها الجمال النائم!
Коментарі