نبذة
مقدمة
1: اليوم الأول في كاميلوت
2: يبدو و كأنه سحر
3: فوضى عارمة
4: فتاة الغابة
5: إن صبري ينفذ! 1
6: إن صبري ينفذ! 2
7: إن صبري ينفذ! 3
8: احذر مما تتمناه أيها الجمال النائم!
9: ابنةٌ جاحدة
10: هل الحقيقة مرة أم ساحرة 1
11: هل الحقيقة مرة أم ساحرة2
12: كاميلوت في أزمة
13: كنت أحكم هذا المكان
14: الحب في الأجواء و الخيانة على الأبواب
15: الطبول تقرع بجنون إذًا لا مفر
16: ما يقبع خلف الستر
17: و من قال بأن الطبيعة رحيمة
18: مفاجأة تليق بملك !
19: رفقة سيئة
20: مازلت أريدك بالجوار
21: ما تفسده سيدة البحيرة تصلحه سيدة السماء
22: و الآن يسدل الستار1
23: و الآن يسدل الستار 2
12: كاميلوت في أزمة
و بعد أن تعب الجميع من الاحتفال بعودة آرثر بسلامٍ أو البكاء على مفقوديهم عادت الأيام لطبيعتها المملة .. و لكن ليس للجميع ، فمثلًا صار بيديڤر هو قائد الجيش بدلًا عن بيرسيڤال بينما غاوين هو نائبه مما عنى ازدياد مسئوليتهما في ساحة المعركة .. و  مسئوليات كاي في القصر ، و كان أول قرارٍ لبيديڤر كقائد الفرسان هو وضع فارسٍ ماهرٍ مثل لانسلوت ضمن حراسة غرفة جوين بعد أن أعلمت آرثر بما حدث في غيابه - لكنها طبعًا أبقت على بعض التفاصيل لنفسها - فقبل لانسلوت المهمة راضيًا قانعًا دون أن يبدي موافقته من عدمها.

" لكنني مازلت أبحث عن مجندين جدد للجيش يا سيدي "

قال بيديڤر برسميةٍ و هي يحاول البقاء هادئًا ، الكثير من المسئوليات تلقى على عاتقه و هو لا يملك إلا قبولها في استسلام ، لا عجب أن بيرسيڤال كان قليل المزاح معهم ، كثير العبوس و الجدية ، يبخل عليهم بالابتسام أو على الأقل عدم العبوس في وجوههم ، لكن ذلك لم يقلل من حدة نبرة آرثر الذي أجابه بنفس عبارته التي ظل يكررها على مسامعه منذ يوم تعيينه تقريبًا :

" إذًا اعمل بشكلٍ أسرع ، أنت تعلم أنه لا يمكننا ترك أنفسنا هكذا دون حماية ، إن علمت الدول الأخرى و فكر أحدهم بمهاجمتنا فسينتهي أمرنا "

انحنى بيديڤر قائلًا بخضوع : " ائذن لي يا سيدي " فأومأ له آرثر ليخرج بيديڤر مسرعًا و هو يتجه لمناقشة حلٍ لهذه المشكلة مع بقية أعضاء الطاولة المستديرة بينما ألقى آرثر بنفسه على مقعده و هو يزفر بغضبٍ لكن و قبل أن يلتقط أنفاسه حتى انتفض واقفًا عندنا سمع ذاك الصوت الشبه ساخرٍ القادم من خلفه :

" احتللت آيسلندا ، اسكتلندا ، الدنمارك ، أيرلندا ، بلاد الروم - فرنسا - ، نورثفيجا
- النرويج - و هذه هي حراستك ؟ هذا مثير للشفقة! "

" إنني أعمل على الموضوع .. اخرجي من هنا! "

" لا أنت فقط تكلف الآخرين بحل تلك المشكلة و لا خيار أمامهم إلا الموافقة رغمًا عنهم ، و سيقومون بحل مشكلتك بإرغام آخرين على التطوع بالجيش و حضور تدريبات قاسية مما سيؤدي لسخط الشعب عليك لكن بعضهم قد يتفهم كونك بحاجةٍ لهم ، و لا .. لن أفعل "

عاود آرثر الجلوس على مقعده متمتمًا في سخط : " مشعوذةٌ ملعونة! "

" بل جنيةٌ يا ملك الحمقى ! يمكنني مساعدتك ، لكن ليس لوقتٍ طويل .. لكن إن تركتني أنهي ما أنا هنا لأجله فلن تحتاج مساعدتي مجددًا و سأذهب كما تريد "

" ارحلي ! " امتُقِع وجه مرح و هي ترمش عدةً مرات كأن أحدهم سكب عليها ماءً مثلجًا قبل أن تصطنع ابتسامةً و تقول بمرح : " لا تحادث نفسك يا حبيبي؛ فلا أحد يراني غيرك ... أنا راحلة للآن "

بقي آرثر في مكانه دون أن يحرك ساكنًا ، مفكرًا لمَ فقط لا يقتلها كبقية الساحرات؟ التفت خلفه فلم يجدها فعلًا لكنه بقي متيقظًا تحسبًا لظهورها مجددًا بابتسامتها المستفزة .

" المعذرة يا سيدتي، لكن غير مسموحٍ لكِ بالمغادرة دون إذن جلالته "

قال لانسلوت برسميةٍ و هو يقف أمام جوين مانعًا إياها من مغادرة غرفتها لتزفر بغيظٍ و تتمتم بشيءٍ ما لم يتبين ما هو ثم قالت : " هل لك أن تخبره أنني أريده إذًا عندما تراه ؟ علينا مناقشة هذه الإجراءات السخيفة "

انحنى لانسلوت باحترامٍ ثم تراجع لتغلق جوين الباب ، أمكنه سماعها تتجول داخل الغرفة ذهابًا و إيابًا و هي تحادث نفسها لكنه لم يعلق بل أرسل أحد زميليه ليطلع آرثر بأن جلالتها تريده في أمر هام.

" ها أنت ، و أخيرًا تذكرت أن لك زوجةً تنتظرك ؟ "

" أنا أعتذر ، كان لدي الكثير من الأعمال "

" و ماذا عني ؟ "

" جوين... " قاطعته قائلةً ببرودٍ و هي تعدل شعرها البني أمام المرآة : " أردت فقط إخبارك أنني ذاهبةً لزيارة والدي "

" ماذا؟ و الساكسون في كل مكان ؟ حتى كاميلوت لم تعد آمنة يا حبيبتي "

" لكنني لم أره منذ زواجنا تقريبًا ، لقد مللت من كل ذلك يا آرثر ، أحيانًا أظن أن العيش في المطبخ و التنظيف كانا أهون من كل هذا "

" إن كنت تريدين ذلك فأمهليني يومين فقط و يمكننا الذهاب لزيارته كلينا "

قال آرثر محاولةً تلطيف الأجواء و للحظةٍ بدا أنه نجح لكن جوين عادت لنبرتها الغريبة تلك و ليس لرقتها و هدوئها المعتاد و قالت : " قلت أنني سأذهب غدًا "

" لن أسمح لك يا جوين " ساد الصمت لدقائق مرت عليهما كسنواتٍ حتى نطقت جوينيڤر أخيرًا : " هل تحبني يا آرثر ؟ "

" بالطبع ، لمَ قد أتزوجكِ إن لم أكن
أفعل ؟ "

" هذا ما أريد معرفته .. لمَ تزوجتني يا آرثر ؟ "

" أحببتك، و أجبتكِ عن هذا للتو "

" أتريد إقناعي أن ولي العهد العظيم حاكم كاميلوت المستقبلي وقع بحب خادمةٍ هاربةٍ من قتلة متوحشين فقط هكذا ؟ "

" و لمَ لا ؟ "

" و لمَ بلى ؟ "

سألته بعصبيةٍ شديدةٍ ، شيءٌ لم يعهده بها يومًا ، بل و كان أحد أسباب إعجابه بها هو رقتها و ابتسامتها اللطيفة .. كأنها فقط أنقى من هذا العالم ..لكنه ملك و ليس ملاكًا ، هو قاد الجيش في المعارك ، هو يملك يدين ملطختين بدماءٍ لن تزول أبدًا ، غريبٌ أنه أدرك ذلك الآن فقط ، و ليس غريبًا أنها أيضًا أدركت هذه الفجوة في علاقتهما الآن فقط ؛ فالحب وحده لا يبنى علاقةً بل يمنحها بركة البداية فحسب، تنهد بتعبٍ و البعض من نفاذ الصبر و هو يسألها بهدوء :

" ماذا تريدين مني أن أفعل الآن ؟ ما الذي قد يسعدك ؟ "

تنهدت كذلك و صمتت لبرهةٍ ثم قالت بحيرةٍ : " لا أعلم .. أنا أحبك و أنت تحبني ، أعلم ذلك ، لكنه فقط أحيانًا ليس كافيًا ... أظننا نحتاج لقضاء بعض الوقت بعيدين عن بعضنا ، لنشتاق لبعضنا .. يعرف كلٌ منا قيمة الآخر ، هذا قد يعيد شرارة الحب بيننا "

" ماذا عن أختكِ ؟ "

" لقد كنت أراسل أبي .. لقد أخبرني أنها هربت منذ حوالي عامٍ من قصره ، لكنها كانت تعود هناك بين حينٍ و آخر لأن أغراضها ما زالت هناك "

صمت آرثر مفكرًا ، حائرًا ، لكن جوين كانت تنتظر رده لذا تنهد و سألها باستسلام :
" أتظنين ذلك ؟ "

أومأت في صمتٍ ليجيبها : " حسنًا .. يمكنكِ فعل ما تشائين ، لكن إن كنتي ستذهبين فسأرسل معكِ حماية ، و عندما تتحسن الأحوال هنا .. سألحق بك إلى هناك ، عندما ترين أننا كلينا لم نعد نطيق الابتعاد أكثر من ذلك "

قفزت جوين تعانقه بقوةٍ هامسةً :
" حبيبي ، سأشتاق إليك " فبادلها و هو يتمتم : " أنا أيضًا .. ابقي بأمان "

" سأفعل "

" القلعة مفتوحةٌ دائمًا لكِ ، هذا سيبقى منزلك "

و في الصباح الباكر قبل استيقاظ آرثر و جوين أو حتى الخدم و في تلك الغابة القريبة من القلعة سقط غصن شجرةٍ ما فجأةً لكنه مع ذلك بالكاد أحدث صوتًا عند سقوطه .

" حسنًا .. اقتربت ، حاول مجددًا "

قالت مرح بابتسامةٍ مشجعةً لورانس ليومئ بتوترٍ و يأخذ شهيقًا قبل أن يشير نحو إحدى الأشجار لينكسر أحد أغصانها و يتهاوى أرضًا و هو يحترق بينما اتسعت ابتسامة مرح و هي تصفق بيديها ، توجهت نحو لورانس الذي بدأ يتنفس بسرعةٍ و بدا عليه التعب و هي تقول :

" جيدٌ جدًا يا لورانس ، لكن.. هل يمكنك فعل هذا؟ "

و تشير نحو إحدى الأشجار لتبدو و كأنها انفجرت و أشلاؤها تتناثر في كل مكانٍ لكن دون إصدار أي صوتٍ يذكر كذلك و لورانس ينقل بصره بين مرح  و الشجرة بذهولٍ فضحكت مرح و قالت  : " يمكنك أخذ استراحة "

تنهد لورانس براحةٍ و هي يتخذ من الأرض مجلسًا و تجلس مرح مقابلةً له بهدوءٍ ، ساد الصمت لبضع دقائق قبل أن يسأل لورانس: " ألن ينتبهوا لهذه الأشجار التي دمرناها "

" لا عليك ، لا تقلق بهذا الشأن "

" و لكن... " قاطعته مرح قائلةً محافظةً على ابتسامتها اللطيفة: " هذا ليس حقيقيًا يا لورانس " مما أدى لظهور أمارات التعجب على ملامحه ، و فجأةً عادت الغابة كما كانت قبل أن يقوما بكل هذه التدريبات و هذا التدمير و عادت أشجارها قويةً شامخةً مخضرةً ليسقط فك لورانس بذهولٍ فقهقهت مرح عليه و سألت :

" ألم تنتبه ؟ هذا كله وهم ، إنه أحد أهم قدراتي كجنية .. أنا لا أؤذي الطبيعة ، إنها تعاني ما يكفي بالفعل على أيدي غيري "

" إذًا طوال الأسبوع كنت تسحرينني عند تواجدي هنا .. و لم تخبريني! "

أومأت مرح ببراءةٍ قبل أن تقهقه و هو فقط يراقبها بابتسامة لتتوقف هي و تقول بابتسامةٍ صغيرةٍ: " ليس الجميع لطيفًا هكذا ، قد يسحرونك بأي شيء .. قد تلعنك إحداهن إلى ضفدع "

ضحك لورانس ثم سألها و هو لا يزال يبتسم: " و لمَ قد تفعل ذلك؟ "

" قد تفعل الفتاة أي شيءٍ و كل شيءٍ في سبيل أمير الأحلام يا عزيزي "

" و يمكن القيام بأمر مشابه معكِ "

قالها مذكرًا لها لتبادله الابتسام و تسأل ببراءةٍ : " و لمَ قد يفعل أحدهم ذلك بي؟ "

" كله في سبيل فتاة الأحلام "

ضحكت بخفةٍ ثم قالت: " الشاب الخجول تعلم المزاح ، أين كنت تخفي هذا يا
ترى؟ "

" ربما في قبعة الساحر "

" انتهت استراحتك أيها الساحر ، هيا ارتدي قبعتك لقد حان وقت الجولة
الثانية "
.
.
و في المساء ، في المعسكر الذي أقامه الفرسان في الغابة القريبة من الحدود ، حيث سيواصلون السير غدًا ليوصلوا جوين للفرقة التي أرسلها والدها لأخذها إليه ، و أسفل السماء الداكنة المرصعة بالنجوم ، اتسعت ابتسامة جوين بعد أن نجحت بإقناع لانسلوت بمشاركتها الجلوس و مشاهدة هذا المنظر الساحر ، هذا أفضل من أن يراقبها من بعيدٍ على أي حال ، و أفضل من الوحدة كذلك .

" اسمك لانسلوت صحيح ؟ "

أومأ لها في هدوءٍ و هو يراقب السماء ، لكن عقله في مكانٍ آخر ، لا يمكنه رفض إلحاحها عليه لأنها ملكة ، لكن إن رآه أحدهم معها فلن يسره الأمر .

" السماء جميلةٌ جدًا الليلة ، ألا تظن ؟ "

" نعم ، لكن رأيت أجمل "

اتسعت عيناه قليلًا قبل أن يعود للهدوء بسرعةٍ لكنها تجاهلت الأمر و سألت بحماسة: " حقًا؟ أين؟ "

" المعذرة يا سيدتي ، علي العودة
لعملي "

" عملك هو مراقبتي لتحميني ، أليست المراقبة عن كثبٍ أفضل ؟ "

لم يجبها بل نهض و انحنى لها باحترامٍ و رحل مبتعدًا .
.
.
" آرثر هنا! " قالت مرح بتفاجؤٍ و هي تنهض من عند النهر و تبعها لورانس بصدمةٍ و قد اتجهت عيناه فورًا لكتاب السحر بجوارهما على الأرض لكن ما فاجأه أكثر هو صياح مرح باسم آرثر مناديةً إياه لكن بنبرةٍ تجعلها تبدو مصدومةً برؤيته قبل أن تلتفت إليه هامسةً: " لا تقلق .. فقط ابقَ هادئًا "

" ماذا تفعلان هنا بالضبط؟ "

تجاهلته مرح تمامًا و بقيت تحدق به فقط بتعابيرٍ غير مفهومةٍ بينما لورانس يحدق بها في صمتٍ، فالتفت آرثر نحو لورانس تجنبًا لتعليقات مرح السخيفة و قال:

" أليس لديك عملٌ تقوم به؟ "

" لا ، لقد أنهى عمله بالفعل "

" إضاعة الوقت أمر غير مقبول "

" و ما ذنبنا نحن أنك لم تجد زوجتك اليوم لتزعجها فأتيت لتزعجبنا نحن بدلًا عنها ؟ "

همست مرح بإنزعاجٍ من مفسد اللحظات السعيدة و منتهك الخصوصية ذلك الواقف أمامها فنظر لها لورانس بصدمةٍ و هو يكتم ضحكته ، لم تدرِ لماذا هو يضحك أصلًا لكنها التفتت لآرثر بسرعةٍ فوجدته شاردًا كأنما لم ينتبه لما قالته لكن بدا أنه يحاول حل لغزٍ ما يتعلق بهما .. أو أنه فقط في مزاجٍ جيدٍ للشجار و يحاول إيجاد ما يمكنه توبيخهما عليه ، انحنى لورانس باحترامٍ لآرثر منتظرًا أن يأذن له بالانصراف بعد أن أومأت له مرح بهدوءٍ كإشارةٍ له بأن يرحل .

" لمَ أنت غاضب هكذا؟ "

" إلى متى تنوين البقاء هنا؟ "

تنهدت مرح محاولةً الحفاظ على نبرتها الهادئة " الشبه لطيفة " و قالت : " إلى أن تسمح لي بمساعدتك .. لا يمكنني إقناعك بشيءٍ ما لم تسمح لي بلفت انتباهك حتى ، أنت تتوقع مني أن أخيب أملك لذا ستحرص على ذلك مهما فعلت ، اعلم أنني لن أرحل قبل أن أنهي مهمتي .. معركتك مع الساكسون كانت مجرد بدايةٍ  لما ينتظرك ، اتخذ قرارك بسرعة يا آرثر فالوقت ينفذ منا "

ألقت بكلماتها عليه و تركته و ذهبت خلف لورانس ، راقبها تتجه لبوابة القصر الخلفية بكل هدوءٍ تمامًا و كأنه تملك المكان ، و كأنه قصرها هي .. لم يزعجه ذلك بقدر ما أزعجته فكرة تعاونه مع ساحرة ، لمَ بحق السماء قد يفعل ذلك ؟ ماذا قد تريد منه تلك الساحرة أو الجنية على أي حال ؟ أليسوا هم القادرون على كل شيءٍ لذا قرروا أنهم أسمى من أي مخلوقٍ آخر ؟
.
.
" أكنت تتدرب مجددًا يا لورانس ؟ " همهم لورانس كإجابةٍ و هو يعد المائدة مع جايوس لأجل الغداء .

" لقد عدت مبكرًا اليوم " قال جايوس بشكٍ فقال لورانس بحذرٍ : " لقد صرفني آرثر من الغابة " ثم أسرع بالقول دون أن يعطي جايوس فرصةً للرد : " لكنه لم يعلم ماذا كنت أفعل هناك ؟ .. هو ظنني أتهرب من أعمالي فحسب "

مازال بإمكان لورانس رؤية الشك بوضوحٍ في عيني جايوس الذي أومأ له في صمت ، لقد كان يتدرب بكل جديةٍ مؤخرًا و لم يفوت يومًا دون تدريب .. لا شك أنه أثار و لو القليل من فضول جايوس .

" ألسنا نتناول الغداء مبكرًا قليلًا اليوم ؟ " سأل لورانس محاولًا تغيير الموضوع فحدق حايوس به لثوانٍ كأنه يخبره
" أعرف ما تحاول فعله " ثم قال :

" نعم ، آرثر مشغولٌ بحل العديد من المشاكل التي سببها الساكسون حاليًا لذا قرر تأجيل طعامه حتى ينتهي أسرع، فتكرمت الخادمات بمشاركتنا ببعض من الطعام الذي أعددنه الطاهيات "

" يريد اللحاق بحبيبته بنية الشعر " سمع صوت مرح تهمس ساخرةً لكنه عندما التفت حوله لم يجد شيئًا ، و لم يبدُ على جايوس أنه لاحظ أيًا من ذلك لذا تجاهل الأمر فحسب لكن الصوت عاد مجددًا قائلًا :

" سأمنحك إجازةً لبضعة أيام ، حتى يهدأ آرثر و تهدأ معه الأوضاع ، رغم أنني أشك أنه يهدأ أبدًا بعصبيته المفرطة تلك .. إلى اللقاء للآن، لورانس "

كان الصوت قادمًا من على يمينه ، أومأ بهدوءٍ مستغلًا عدم انتباه جايوس له و أمكنه تخيل مرح تبتسم له و تومئ ، وأمكنه أن يقسم أيضًا أنه شعر بيدها على كتفه و سيرها بجواره مبتعدةً فقط للحظاتٍ معدوداتٍ ، و لسببٍ ما راوده شعورٌ بأن شيئًا سيئًا سيحدث .
1
2
3
4
5
6
7
8

© Queen MG,
книга «خلف ستر كاميلوت».
13: كنت أحكم هذا المكان
Коментарі