نبذة
مقدمة
1: اليوم الأول في كاميلوت
2: يبدو و كأنه سحر
3: فوضى عارمة
4: فتاة الغابة
5: إن صبري ينفذ! 1
6: إن صبري ينفذ! 2
7: إن صبري ينفذ! 3
8: احذر مما تتمناه أيها الجمال النائم!
9: ابنةٌ جاحدة
10: هل الحقيقة مرة أم ساحرة 1
11: هل الحقيقة مرة أم ساحرة2
12: كاميلوت في أزمة
13: كنت أحكم هذا المكان
14: الحب في الأجواء و الخيانة على الأبواب
15: الطبول تقرع بجنون إذًا لا مفر
16: ما يقبع خلف الستر
17: و من قال بأن الطبيعة رحيمة
18: مفاجأة تليق بملك !
19: رفقة سيئة
20: مازلت أريدك بالجوار
21: ما تفسده سيدة البحيرة تصلحه سيدة السماء
22: و الآن يسدل الستار1
23: و الآن يسدل الستار 2
مقدمة
و ها نحن الآن بعد أن تخطينا كل الحدود في مملكة " لو غرايس " أو كما نعرفها جميعًا " كاميلوت "

و في تلك المدينة التي امتلأت بالمتاجر الخشبية العتيقة و عربات الباعة المتجولين وقف ذاك الشاب ذو الشعر الأسود الداكن و العينين البنيتين حائرًا بين تلك المتاجر الخالية تمامًا من أي شخصٍ ، أين ذهب الجميع ؟ ألا يخشون أن تسرق البضاعة أو شيءٌ كهذا ؟

سمع ضجةً كبيرةً بمكانٍ قريب فقادته قدماه إلى مصدرها .. كان المئات من الأشخاص يتجمعون حول شيءٍ ما .

" عفوًا ؟ ماذا يحدث هنا بالضبط ؟ "

سأل بفضولٍ ليجيبه الرجل الغريب دون أن يلتفت إليه حتى : " إنها مراسم إعدامٍ أخرى "

كل هذا العدد أتى ليشاهد إعدام أحدهم! ثم ماذا يعني بـ" أخرى " تلك ؟

كان على وشك سؤال ذاك الرجل لكنه تفاجأ بصمت الجميع المفاجئ ، التفت حيث ينظرون فرأى رجلًا .. بالتأكيد هو المحكوم عليه بالإعدام ، ثيابه متسخةٌ و عليها دماءٌ كما الدماء الجافة على وجهه ، ماذا فعل ليستحق ذلك كله ؟

الحرس الملكي يجرونه لمنصة الإعدام و لا يبدو أنه مدركٌ حتى لما يفعلون ، أو ربما تعب من المقاومة .

" لينيان أوزموند ، أنت متهمٌ بأعمال السحر و الشعوذة و بالتآمر ضد بلادك ، ما دفاعك عن نفسك ؟ "

التفت الجميع على صوت الملك الجَهْوَري الذي وقف بشموخٍ في شرفة القصر المطلة على منصة الإعدام تمامًا لكن و بينما الجميع منشغلٌ بالتحديق بالملك أو بانتظار جواب المتهم كان نظر ذاك الشاب مصوبًا على الحسناء ذات الشعر الداكن و العينين الزرقاوتين المختبئة خلف إحدى نوافذ القصر .. تراقب المتهم بنظرات ضيقٍ و شفقة .

" أنكر ذلك ، أنا لم أعمل ضد بلادي يومًا و لن أفعل ذلك أبدًا "

أيقظه من شروده إجابة المتهم بصوتٍ متعبٍ لكنه تمكن من سماعه بسبب هدوء المكان ، لكن مهلًا لحظة ... كل ذلك فقط لأنه مارس السحر ؟

" بالسلطة المعطاة لي كملكٍ لكاميلوت ، أحكم عليك بالموت "

تسارع نبض قلبه بمجرد سماعه لتلك الكلمات و وقف يراقب بفزعٍ تنفيذ الحكم ، حيث فجأةً و بدون سابق إنذارٍ التف حبلٌ حول عنق الرجل و ارتفع جسده في الهواء ليسكن تمامًا ! تلاه اشتعال النار بالجثة ، و بالرغم من اعتياد الأهالي على هذا العقاب إلا أن ذلك لم يمنعهم من الشهيق بصدمةٍ و البعض يشيح بنظره أو بنظر أولاده كي لا يروا المنظر ، أما بالنسبة له فقد حدث كل شيءٍ بسرعةٍ أكبر من أن يستوعبه .

" لطالما كانت كاميلوت تعج بالمشعوذين ، و بمرور الوقت أصبحوا هم المتحكمين بكل شيءٍ بسحرهم ، و صرنا نحن القوم المغلوب أمرهم ، و لكن .. منذ أكثر من تسعةٍ و عشرين عامًا لم يعد للسحرة وجودٌ يذكر في كاميلوت ، و قريبًا ، على يدي أنا .. لن يوجد السحر في كاميلوت ، و نحتفل غدًا بزوال استعباد المشعوذين للبشر ، نحتفل بنهاية دمار بلادنا الحبيبة على أيديهم ، فليبدأ الاحتفال ! "

وقف الأهالي يراقبون النار تلتهم الجثة ببطءٍ و هم يستمعون لخطاب الملك ، لكن بعضهم اصطحب أطفاله و قرر الرحيل ، إلى متى سيستمر ذلك بالحدوث ؟ كم شخصًا عليهم أن يفقدوا بعد ساحرًا كان أم بشريًا ؟ الملك حتى لا يكلف نفسه عناء الاستماع لشهادتهم فبأي حقٍ يقتلهم ؟ يا ليت السحر بقي ، كان الأمن قد بقي معه على الأقل .

تعالى صوت نحيبٍ بين حشود الناس ، كانت مصدره عجوزًا بشعرٍ فضيٍّ و وجهٍ مملوءٍ بالندبات و ثوبٍ بالٍ ، أفسحوا لها مجالًا بينما هي تتقدم ببطءٍ قائلةً :

" الدمار الوحيد الحادث في البلاد هو على يديك أنت ! بجهلك و غرورك ستقودنا جميعًا للهاوية "

التفتت للحظةٍ لتلك الجثة المعلقة قبل أن تعاود الحديث مجددًا : " و الآن أخذت ابني ... يومٌ لك و يومٌ عليك ، تذكر ذلك جيدًا ، تذكر أنني سأنتقم .. العين بالعين ، و السن بالسن .. و الابن بالابن ! "

و كانت تلك هي الكلمة السحرية التي فجرت براكين غضبه حيث صاح بالحرس الملكي أن يلقوا القبض عليها ، لكن و قبل أن يقترب منها أي أحدٍ قالت شيئًا ما بلغةٍ مبهمةٍ قبل أن تختفي من أمامهم تمامًا !

وقف الناس يحدقون بمكان وقوفها قبل قليل ، و ذاك الشاب يراقب بتعجب ، التفت نحو الملك فوجده يدقق النظر بمكان وقوفها أيضًا قبل أن يعود لداخل قلعته غاضبًا ، بدا الارتباك على وجه الفتاة ذات الشعر الأسود الداكن قبل أن تغلق النافذة بسرعةٍ و تهرع للداخل .

وقف الشاب يحدق بتلك الشرفة لبعض الوقت قبل أن يبتعد هو الآخر .. على الأقل لم تعد المدينة خاليةً بعد الآن .

سار بمحاذاة أسوار القلعة إلى أن وصل للجهة الخلفية ، حيث كان حصانٌ على وشك دهس أحد الأطفال !

" توقف ! "

صرخ بها الشاب لممتطي الحصان و الذي كان فارسًا بردائه المعدني الثقيل و وشاحه الأحمر الذي نقش عليه تنينٌ ذهبيٌّ
- شعار كاميلوت - و خلفه فارسان آخران على حصانيهما كذلك لكن دون خوذتيهما المعدنيتين .

" ما مشكلتك ؟ كدت أن تدهسه يا
أحمق ! "

قال بغضبٍ و هو يساعد الطفل على النهوض و نفض ثيابه بينما الفارسان تبادلا النظرات المتعجبة .

" لقد أساء هذا الصبي للملك ، هو يستحق عقابًا "

قالها الفارس الذي كان على وشك دهس الطفل فأجابه الشاب بحدةٍ : " و هل دهس الناس هو فكرتك عن ' العقاب ' ؟ ... هيا ! لا تخف ، عد إلى منزلك الآن "

قال للطفل الذي شكره قبل أن يسرع بالابتعاد قبل أن يلتفت لذاك الفارس مجددًا قائلًا : " إنه مجرد طفل .. بالتأكيد لم يقصد "

نزع الفارس خوذته ، كان ذا شعرٍ بنيٍّ داكنٍ بعثرته الخوذة بسبب ارتدائها في مثل هذا الجو الحار و عينين زرقاوتين داكنتين ثم قال :

" ليس و كأنني كنت سأدهسه على أي حال ، إنه فقط تحذير .. لما سيحدث له بالمستقبل إن استمر بقول تلك التفاهات "

" هذا لا يبرر فعلتك "

دقق الفارس النظر به قليلًا قبل أن يسأل : " أنتَ لست من هنا ، أليس كذلك ؟ "

" نعم ، و الآن اعذرني عليَّ الذهاب "

وقفوا قليلًا يتبادلون نظرات الدهشة بينما ذهب ذاك الشاب لحارسَي البوابة الخلفية للقصر ، ألقى الفارس ذو الشعر البني نظرةً على ذاك الشاب و الحارس يسمح له بدخول القصر قبل أن يبتسم ، تأكد من الصندوق الموضوع تحت وشاحه الأحمر قبل أن يلتف بجواده و يلحقه الفارسان الآخران بصمتٍ .
1
2
3
4
5
6
7
8

© Queen MG,
книга «خلف ستر كاميلوت».
1: اليوم الأول في كاميلوت
Коментарі