نبذة
مقدمة
1: اليوم الأول في كاميلوت
2: يبدو و كأنه سحر
3: فوضى عارمة
4: فتاة الغابة
5: إن صبري ينفذ! 1
6: إن صبري ينفذ! 2
7: إن صبري ينفذ! 3
8: احذر مما تتمناه أيها الجمال النائم!
9: ابنةٌ جاحدة
10: هل الحقيقة مرة أم ساحرة 1
11: هل الحقيقة مرة أم ساحرة2
12: كاميلوت في أزمة
13: كنت أحكم هذا المكان
14: الحب في الأجواء و الخيانة على الأبواب
15: الطبول تقرع بجنون إذًا لا مفر
16: ما يقبع خلف الستر
17: و من قال بأن الطبيعة رحيمة
18: مفاجأة تليق بملك !
19: رفقة سيئة
20: مازلت أريدك بالجوار
21: ما تفسده سيدة البحيرة تصلحه سيدة السماء
22: و الآن يسدل الستار1
23: و الآن يسدل الستار 2
21: ما تفسده سيدة البحيرة تصلحه سيدة السماء
" تعالَ عندما تستطيع " كان ذلك كل ما كتب بأحرف من ذهبٍ و خطٍ أنيقٍ على قطعة الورق الناصعة البياض التي وجدها آرثر عند أغراضه بعد انتهاء تمرينه لليوم ، و كالعادة بمجرد أن قرأها احترقت الأحرف و عادت الورقة نظيفةً تمامًا ، زفر بمللٍ ثم توجه لغرفته .

" أنا لا أعلم يا لورانس ، لنمهل التعويذة بعض الوقت حتى تنكسر "

سمع مرح تقول بضيقٍ و هو يغلق الباب خلفه ، وجدها تطفو بالقرب من الأرض و كأنها جالسةٌ على كرسيٍّ غير مرئي و لورانس يقف مقابلًا لها و لا يبدو أنهما يتفقان .

" كان علي أن أعلم أنها نيميويه "

قالت مرح بحدةٍ متجاهلةً دخول آرثر ، و كأنها لا تعلم بوجوده من الأساس ، لكنه قاطعها عندما سأل .. مع ابتسامة فشل بإخفائها كليًا : " ماذا يحدث هنا ؟ " بينما سأل لورانس بحاجبين معقودين :
" من؟ "

" ابتهج! وجدتُ لديك لعينةً أخرى بالقصر ! لكننا متأخرين نوعًا ما "

" هل لكِ أن تتوقفي عن حديثك الملغم بالألغاز هذا ؟ "

قال آرثر بإزعاجٍ لتتنهد مرح ثم تقول :
" حسنًا .. إنها خادمةٌ هنا ، شعرٌ بنيٍّ فاتح ، عينين واسعتين ما بين الأخضر و الأزرق ، و باختصارٍ شديد ساحرة الجمال و تقول بأنها تدعى ڤيڤيان "

" نعم ، لقد قابلتها مرة "

" و .. من سمح لها بالعمل هنا ؟ " سألت مرح باستنكارٍ و هي تعقد ذراعيها ليقول آرثر بعد أن فكر للحظاتٍ دون أن يبدو عليه الإنزعاج من أسلوب مرح في الحديث معه : " لا أعلم ، الحرس يبحثون عن الخدم جيدًا قبل توظيفهم .. غالبًا ما يكون سير كاي هو المكلف بمثل هذه الأمور "

" إذًا سأقوم بزيارةٍ سريعةٍ له لاحقًا "

" ماذا حدث لـ' لا يجب لأحدٍ أم يراكِ
هنا ' ؟ " سأل آرثر لتتابع مرح و كأنها تحادث نفسها : " بالتأكيد سحرته ليسمح لها بالدخول ؛ فلو بحث عنها ما كان ليجد لها أي ماضٍ "

ثم التفتت إلى آرثر و تابعت : " سأمحو هذا الجزء من ذاكرته أو سأختفي فلن يراني ، هذا لا يهم الآن ... دعاني أشرح لكما من البداية "

" هذا ما ننتظره أصلًا " همس آرثر ساخرًا لكن مرح تنهدت بإنزعاجٍ فأدرك أنها سمعته ، و هي حتى الآن لم تنجح باستعادة هدوئها لكنها حاولت لتتمكن من روي القصة لهما :

" Dama del lago "

بدا الإنزعاج على آرثر لكن قبل أن يتمكن من لفظ حرفٍ واحدٍ رمقته بنظرةٍ أشد إنزعاجًا منه و كأنها ستنفجر غضبًا في أية لحظةٍ و قالت : " تعني سيدة البحيرة ، ڤيڤيان ، ڤيڤيانا نينياني ، نينيانا ، نينيه ڤيڤيان ، نيميويه ، و كل ما يشابه ذلك .. ألم تسمعا بها من قبل ؟ "

هز آرثر رأسه نافيًا فتأففت و اتجهت ببصرها إلى لورانس الذي عقد حاجبيه عندما لاحظ بأن الكلام يبدو مألوفًا فقالت لتزيل عنه تلك الحيرة :

" كانت في الكتاب الذي أعطيتك إياه ، الاسم المشتق من نيمو فأصله منيم أو منيموسين إلهة الإلهام عند الإغريق و المشتق من كوڤيانا و الذي هو غالبًا ڤيڤيان يأتي من كوڤنتينا إلهة الماء " رفعت حاجبًا بانتظار رد لورانس لكنه صدمها و الأهم من ذلك أثار غضبها أكثر عندما قال : " بقية الصفحات عنها كانت مفقودة من الكتاب "

أغلقت عينيها و هي تسترجع ذلك اللحن الهادئ للحظاتٍ ثم أخذت شهيقًا و زفيرًا قبل أن تفتح عينيها و تأخذ زفيرًا آخر و تقول : " هي ليست ساحرةً بالمعنى الحرفي لكنها تملك سحرًا ، هي ليست بشرًا بل إنها مخلوقةٌ سحريةٌ مثلي ، هي السبب بأغلب المصائب التي نحن فيها
الآن - بالإضافة لوالدتي بالطبع - لقد التقى بها ميرلن في شبابه ، كمخلوقةٍ سحريةٍ هي تستطيع التحكم به بالفطرة ، لكن كساحرةٍ هي لم تكن تتقن سوى بعض الأساسيات و بالكاد كانت تستطيع الدفاع عن نفسها ، علمها ميرلن السحر و بقي معها إلى أن وقع بحبها .. حتى أنه أخبرها بأسرار سحره بالرغم من أننا حذرناه منها و أريناه في إحدى رؤاه للمستقبل أنها ستقتله ، لقد كان مدركًا لمصيره .. لكنه فقط لم يستطع تجنبه ، لقد استخدمت أسراره ضده ، و بالتعاون مع والدتي تمت إعادته للجحيم "

" إعادته للجحيم ؟ " كرر لورانس بدهشةٍ لتقول مرح و قد خف إنزعاجها شيئًا قليلًا : " يقال بأن ميرلن هو ابن بشريةٍ أراد البشر التضحية بها كهديةٍ لأحد الشياطين الأقوياء كي يدعهم بسلام ، لكنها أخذت نذرًا بالعفة و شربت من الماء المقدس فتم الإخلال بالاتفاق و ولد ميرلن بشريًا بقوى سحريةٍ عظيمةٍ قد تساوي قوى أعظم السحرة عندنا ما لم تكن أقوى منها ، لقد سمحت والدتي بالتغافل عن الجحيم لبعض الوقت ، و من دون قواه أعاد الشياطين ميرلن للجحيم ليقتلوه هناك .. سمعت بأنه محتجزٌ في ' نار الما لا
نهاية ' قبل أن تسأل فبعد أن يموت مخلوقٌ سحريٌّ قويٌّ من أي نوعٍ ترسله الطبيعة إلى هناك حيث تحتجز روحه للأبد كنوعٍ من الانتقام ، يقال بأنهم يلقون أشد التعذيب هناك لكن الأبواب تكون مغلقةً بإحكام و بآلاف التعاويذ حتى أن الطبيعة نفسها لا يمكنها الاقتراب منها "

أخذت مرح نفسًا و من ثم تابعت : " في الماضي لم تكن هناك العديد من القوانين ، و لكن تم تغيير هذا باختيار الطبيعة الأم التي بدورها عينت المساعدين ، نيمويه هي إحداهم ، في الواقع هي من القلائل الذين بقوا منهم ، هم لا ينتمون لجنسٍ محددٍ منا ، لا الجن و لا السحرة و لا غيره ، هم فقط موجودون .. لا أحد يعلم من أين يأتون أو كيف حصلوا على تلك القوة ، أصلهم مجهولٌ حتى يومنا هذا ، لكن كما قلت نيميويه ضعيفةٌ بالاعتماد على فطرتها في استعمال السحر فقط ، و كذلك كان الآخرون و لهذا ماتوا .. لكن من قتلوهم نالوا مستقبلًا أسوأ "

" و ما الغرض من قولك هذا ؟ " سأل آرثر باستنكارٍ كأنه يعلم إلى أين يقود هذا الحديث ، و ذلك لم يعجبه فأجابته مرح بنبرةٍ مشابهة : " الغرض هو أن نيميويه لي أنا ، لن أخاطر بفقدان لا ساحرٍ و لا ملكٍ أسطوريين آخرين ، أنا لا أعبث بحيوات أصدقائي يا جلالتك ! "

أخذت زفيرًا ثم قالت محاولةً تغيير الموضوع : " لانسلوت كان بعلم بوجودها ، حاولت قراءة أفكاره لعله يعلم ما تخطط له لكن شيئًا ما منعني ، أظنها حصنته بتعويذةٍ ما ... لمعلوماتك يا آرثر هو ابن الملك كلاودس من مملكة الغرب "

" لمَ تخبرينني هذا ؟ "

" فقط للعلم " قالت بلا مبالاةٍ قبل أن تشير للورانس بأن يتبعها نحو الشرفة .

" لقد طلبتني السيدة آرتورو ، سأطلعك على المستجدات عند عودتي " ألقت بكلماتها على عجلٍ قبل أن تهمس بشيءٍ ما إلى لورانس و يختفي كلاهما في لحظة .
.
.
" لدي لكِ خبرٌ جيدٌ و آخر سيء ، بماذا أبدأ ؟ ". قال ذاك الصوت الأنثوي بهدوءٍ مع أن صاحبته غير ظاهرة ، و لكن لم يبدُ أن مرح تمانع عدم رؤية محادثتها أو ربما اعتادت ذلك حيث قالت مفكرةً:

" لا أعلم ، أنا بمزاجٍ سيءٍ حاليًا ، ربما نبدأ بالجيد كانطباعٍ أول ليساعدني على الهدوء ؟ "

" حسنًا ، لقد تحادثت مع مرجانة قبل قليل و يبدو أنها مقتنعةٌ إلى حدٍ ما بما قلناه "

" حقًا ؟ " سألت مرح بغير تصديقٍ و عيناها تبرقان في سعادةٍ مع ما كان على وشك أن يصير ابتسامةً قبل أن تجمده مرح .

" نعم يا حبيبتي " قال الصوت بلطفٍ لتغلق مرح عينيها و تكمل تشكيل تلك الابتسامة على شفتيها متنهدةً براحةٍ بينما هي في عقلها تريد القفز فرحًا كالأطفال ، لكنها قتلت تلك الفرحة بيديها عندما تذكرت بأن هناك خبرًا سيئًا ينتظرها .

" حسنًا ، هيا .. اصدميني ، بعثري
سعادتي " قالت محاولةً ألا تبدو مهتمةً لكن من تخادع ؟ كانت هناك طرقٌ أسهل للتواصل لو لم يكن الأمر مهمًا .

" كانديس ، ڤيڤيان ، و حتى أڤانتيكا قد ألقوا عشرات العويذات بل و ربما أكثر على شعب لو غرايس ، إنها مسألة وقتٍ قبل أن يثور الشعب على آرثر بن دراجون ، لن تكون حربًا سهلة ، و لم يتبقَ أمامكِ الكثير من الوقت حتى تندلع "

" بحق ... " تمتمت مرح بصدمةٍ ثم صمتت محاولةً إيجاد بقية جملتها ، لكن عقلها لم يساعدها لذا أكملتها في نفسها " كل
شيء " و كادت تنفجر ضاحكةً على نفسها لولا أنها لا تريد أن تبدو مجنونةً تضحك بوجه المصائب .

هزت رأسها بقوةٍ لتطرد تلك الأفكار عديمة الجدوى ثم سألت : " إذا ؟ علي أن أطلب من آرثر زيادة اهتمامه بشعبه هذه
الأيام ؟ "

" ليس كافيًا ، عليكِ فك كل تلك التعاويذ بسرعة "

" لكن... " توقفت فجأةً قبل أن تكمل معارضتها و أخذت زفيرًا ثم تمتمت بـ :
" حسنًا ، سأعمل على ذلك " ثم رفعت رأسها ناظرةً للسماء و سألت و قد خذلتها نبرتها في إخفاء انزعاجها : " أي شيءٍ آخر ؟ "

" لا أظن ذلك ، هذا كل ما استطعت وضع يدي عليه من رؤى الجن "

" أخبارٌ مسربةٌ إذًا ؟ " قالت مرح بنبرةٍ حاولت أن تكون مرحة لكنها فشلت بسبب إنزعاجها الشديد فتنهدت ثم سألت باشتياق : " هل عالمي بخير ؟ "

" الجن بأحسن حالٍ يا عزيزتي بل و ينتظرون عودتك "

" حقًا ؟ لم يهتموا و أنا بينهم و لم يفتقدني أحدهم عندما نفيت من عالمهم فلمَ الآن ؟ لا تزيني الحقائق رجاءً فأنا لست بهذا اليأس لأستمد الأمل من كذبة "

" ليست كذبة ، ربما يومًا ما ستعودين إلى هناك .. قريبًا سنكون قد انتهينا من مشكلة ميرلن بأكملها "

" لكن لا يبدو أن مشكلة والدتي لها نهاية .. شكرًا على كل شيءٍ يا سيدة آرتورو "

" لا شكر على واجب "

" هل لي بطلبٍ آخر .. اعتبريه الأخير بما أنني سأقف بوجه والدتي علنًا ! "

" لا تقولي ذلك يا عزيزتي "

" أنا لا أعرف ، أنا فقط ... لست مرتاحة "

" ما هو طلبك ؟ "

" أن تنتبهي عليهم .. لا أريد لأحدٍ آخر أن يموت ، أعلم أن الأمر مخالفٌ لكنها حربٌ ضد الطبيعة على أية حال "

" سأحاول مساعدتكم بقدر استطاعتي يا كايدنس "

ضحكت مرح بقوةٍ قبل أن تقول : " يالي من حمقاء بالفعل ! لقد نسيت اسمي ! و الأسوأ أنني أضحك و الأمر غير مضحكٍ إطلاقًا ! حسنًا ، سأرحل قبل أن أجن أكثر من هذا "

و اختفت مرح .. و ظهرت مجددًا عند آرثر ، لقد جعلته يرى تلك المحادثة بشكلٍ ما ، كأنه يحلم لكنه مستيقظ .. كأن عقله كان معهم فهي لن تكلف نفسها بالشرح و هي مازالت نفسها لا تصدق ما هي موشكةٌ على فعله ، و لهذا على الأرجح لم تكلف السيدة آرتورو نفسها بالظهور .

" كايدنس؟ " كانت الكلمة الوحيدة التي تمكن آرثر من لفظها و هو مازال يحاول التخلص من آثار التعويذة لتبتسم مرح بشرود .. بانكسار ، و تومئ ثم ترفع بصرها إليه و تقول مبتسمةً :

" إنه يعني الموسيقى "

" و مرح ؟ "

" كاي فقط تعني مرح "

تنهدت ثم قالت مبتسمةً بلطفٍ قبل أن تختفي : " لا تقلق ، سأتولى الأمر .. لدي فكرةٌ لست واثقةً من نجاحها ، سأذهب لتدبر أمرها ثم سأعود و أخبرك بما علينا فعله .. لا أعلم كم سيستغرق هذا لكن أقترح في ذلك الوقت أن تجدد السلطات أو ما شابه لأشخاصٍ أكثر اهتمامًا بمصلحة الشعب .. أعنيها بشكلٍ جيد فلا تعبس فهذا لا يليق بك ! "
.
.
فرت شهقةٌ من بين شفتي كانديس لتكتمها بعضها على شفتها السفلى و للحظاتٍ بدا أن جسدها يرتجف بمجرد أن سمعت ذاك الصوت الرجولي العميق يصيح باسمها في غضبٍ شديد .

" أنا آسفة .. أنا... " حاولت التفسير متلعثمةً و قد سيطر عليها الارتباك ؛ فلم يكن من المتوقع أن يكتشف أمرهن الآن ، لكن الصوت عاد و قاطعها بحدةٍ صائحًا :

" صمتًا ! " أغلقت عينيها للحظةٍ عندما صاح بها ، و بالرغم من أنها لا تراه إلا أنه تشعر به قريبًا منها ، ربما هذا فقط تأثير صوته المرتفع ، كانت في وضعٍ لا تحسد عليه إطلاقًا ! لم تستطع أن تحزر رد فعله ، حتى عمتها الطبيعة الأم لم تستطع فعل ذلك لذا افترضت فحسب أنه في صفها بما أنه لم يعارضها حتى الآن ، و حاليًا لا تملك كانديس إلا أن تمني نفسها بأن عمتها كانت محقةً في افتراضها و إلا فهي هالكةٌ لا محالة ، و عندها لا معنى لوقوفها في صف عمتها و الذي قامت به فقط حفاظًا على حياتها " الرغدة الهانئة " - كما تظن - و حرصًا على أن تكون مع الجهة الفائزة في المستقبل ، لا يغركم كونها جنية ، و لا أن الطبيعة تأتمنها على بعضٍ من أسرارها .. لا ، هي لطالما كانت بهذه السذاجة ؛ فإن قرروا أنهم لم يعودوا بحاجةٍ إليها فهي هالكة ، و هي ببساطةٍ ألقت بنفسها في لعبةٍ مميتة ، لعبةٌ حتى الطبيعة الأم و الأب الزمن لا يقدران على الفوز بها إلا بمعجزةٍ أو مصادفة ... و لكن لنتحلى ببعض الأمل فنحن لا نعرف بعد إلى أي حدٍ الأب الزمن على علمٍ بخططهن ، و قد فاجأها كليًا عندما لم يسألها بما يمت لخطط عمتها بصلة - نوعًا ما - ، لقد سألها عن مكان ڤيڤيان ، و قد كانت تلك تذكرتها لحياةٍ أطول .
1
2
3
4
5
6
7
8

© Queen MG,
книга «خلف ستر كاميلوت».
22: و الآن يسدل الستار1
Коментарі