نبذة
مقدمة
1: اليوم الأول في كاميلوت
2: يبدو و كأنه سحر
3: فوضى عارمة
4: فتاة الغابة
5: إن صبري ينفذ! 1
6: إن صبري ينفذ! 2
7: إن صبري ينفذ! 3
8: احذر مما تتمناه أيها الجمال النائم!
9: ابنةٌ جاحدة
10: هل الحقيقة مرة أم ساحرة 1
11: هل الحقيقة مرة أم ساحرة2
12: كاميلوت في أزمة
13: كنت أحكم هذا المكان
14: الحب في الأجواء و الخيانة على الأبواب
15: الطبول تقرع بجنون إذًا لا مفر
16: ما يقبع خلف الستر
17: و من قال بأن الطبيعة رحيمة
18: مفاجأة تليق بملك !
19: رفقة سيئة
20: مازلت أريدك بالجوار
21: ما تفسده سيدة البحيرة تصلحه سيدة السماء
22: و الآن يسدل الستار1
23: و الآن يسدل الستار 2
16: ما يقبع خلف الستر
تردد صوت مرح و هي تدندن بلحنٍ ما ، لكن بدا أن الرجل الآخر غير قادرٍ على سماعها ، أو ربما لم ينتبه لانشغاله باستفزاز آرثر بتلك الابتسامة و هو يتفحص بعينيه سيفه الموضوع على عنقه بانتظار إذن صاحبه ليفصل رأسه عن جسده ! شعر بيدٍ توضع على ذراعه تحاول إخفاض السيف ببطءٍ شديدٍ.

" لا تدع الغضب يعميك ، اهدأ ... و الآن ماذا ستفعل ؟ " و فجأةً تلاشى غضب آرثر كله و قام بإبعاد سيفه فابتسمت مرح بسعادةٍ و هي تشير للرجل ليختفي.

" أنت فعلتها ! حقًا فعلتها ! لا أصدق ! هذا مدهش ! "

تمتمت مرح لنفسها بسعادةٍ غامرةٍ بينما آرثر متعجبٌ منها ، ماذا تعني بكلامها ؟ منذ قليلٍ كان على وشك قتل الرجل و فجأةً لم يرد ذلك ، لماذا ؟ ماذا تفعل به تلك الفتاة المزعجة بالضبط ؟

نظفت مرح حلقها بتوترٍ و همست له :
" عذرًا ، لقد أسأت الحكم عليك " و عندما كان على وشك الرد عليها اشتعلت الأشجار من حولهما ! و بدأت النيران تمتمد لأعشاب الأرض ! التفت لمرح متفاجئًا فوجدها تحدق بالنار بجمودٍ ، لكن بدأ الذعر يتملكها عندما اختفى الوهم الذي صنعته ، و عادا للغابة في كاميلوت و لم تعد الأشجار تشتعل .. لكن النار كانت لا تزال تحاصرهما !

" ما الذي .. " لم تنتظره مرح ليكمل سؤاله بل أجابته صارخةً : " لا تنظر إلي هكذا ، هذا ليس من فعلي ! " ثم أخذت زفيرًا و تابعت : " انتظر ، سأتصرف "

أغلقت عينيها للحظاتٍ ثم فتحتهما و هي تشير على النيران لتبدأ بالاضطراب إلى أن تم إخمادها ، تنفست مرح براحةٍ ، و التفتت لآرثر ، لكنها توقفت فجأةً و التفتت خلفها في ذهولٍ .. لكن ذلك لم يكن سريعًا كفاية !

و مضت ثلاثة أسابيع دون أي خبرٍ عن آرثر مطلقًا ! و قد احتفظت جوين بهذا السر بعيدًا عن المملكة بأكملها ، أصبح القصر في عزلةٍ تامةٍ و لم يتم استقبال أي زوارٍ أو القيام بأي احتفالات كما اعتادوا ، لكنها بدأت بتخفيض الضرائب و توزيع المؤن على البعض من شعبها ، أصابت الحيرة الفرسان و حتى الخدم .. إلى أين قد يذهب آرثر ؟ كان أصدقاؤه من فرسان الطاولة المستديرة يخرجون للبحث عنه هنا و هناك .. لكن بلا جدوى .

ساءت حال جوين و كان جايوس كطبيبٍ  يزورها كل يومين تقريبًا ليعرض عليها بعض الأدوية و يسألها إن كانت تعاني من أي إصابةٍ جسديةٍ و هكذا ، من خبرة جايوس كساحرٍ توقع بأن اختفاء آرثر المفاجئ له علاقةٌ بالسحر فقد أمكنه الشعور بتلك القوة التي تطوف في الغرفة ، لكنه طبعًا لن يستطيع قول ذلك لجوين و التي أصابها اليأس ..و كان علاجها في لانسلوت الذي ترك حراسة غرفتها للحظاتٍ فقط ليخفف عنها ، أخبرها بأنه فقد زوجته إلاين و ابنه جالاهاد و أخبرها بألا تستسلم ، لم يعلم بأنه هكذا يرتكب غلطةً كبرى ستدفع لو غرايس بأكملها ثمنها .. و ليست لو غرايس وحدها !
.
.
شهقت الفتاة و استدارت بخوفٍ عندما سمعت وقع أقدامٍ خلفها ، التفتت لتجد أمامها لورانس ، الوسيم ذو الشعر الداكن الذي رأته لمرةٍ واحدةٍ فقط ، لم تتوقع أن تلتقي به .. على الأقل ليس الآن ، و بالتأكيد ليس في موقفٍ كهذا !

" لا ، لا تخافي "

" لكنك رأيتني ! "

" أنا أعتذر لم أعلم أن أحدًا غيري هنا ، يمكنني التظاهر بأنني لم أفعل " ظلت الفتاة ترمقه بشكٍ ، هو رآها للتو تعبث بسحرها و لن يسارع بنشر الخبر؟ ربما سينتظر لحين عودة آرثر .

" حقًا ؟ " سألته الفتاة بقلقٍ ليبتسم مطمئنًا له و يومئ فتنهدت الفتاة براحةٍ قبل أن تقول : " ما رأيك بأن نصبح صديقين ؟ "

" لـ... لورانس ، أدعى لورانس ! "

قال متداركًا نفسه فقد شرد بها للحظةٍ و كاد يجيبها نافيًا ، لكن لمَ قد يفعل شيئًا كهذا ؟ ابتسمت الفتاة و قالت : " و أنا ڤيڤيان ... و لكن يا لورانس ما رأيته قبل قليل ... "

" لا تقلقي بهذا الشأن .. انظري "

أضاءت عيناه بلونٍ أزرق خفيفٍ و هو يشير نحو النهر ليتصاعد الماء بضع سنتيمترات ثم يعود مجددًا ، اتسعت عيناها للحظاتٍ ثم ابتسمت و التفتت إليه فقال :

" ربما يومًا ما سيرى الناس السحر على أنه شيءٌ جيد "

أومأت له ڤيڤيان مبتسمةً بلطف ، و كم من سرٍ أخفته تلك الغابة حتى الآن ! و بعد أن عادت ڤيڤيان للمطبخ عاد هو للعيادة ، وجد جايوس يتفحص أحد كتبه السحرية و لكنه لم يتفاجأ بوجوده ، بل في الواقع ابتسم له ، للحظةً بدا عليه الاستغراب قبل أن يعيد تركيزه للكتاب مجددًا .

" جايوس من أين أتيت بكل هذا ؟ "

سأل لورانس باستغرابٍ و هو يتجول بنظره في العيادة ، لقد تعب من محاولة الإجابة على هذا السؤال ، و بما أن جايوس متفرغٌ حاليًا فلا مانع ، صحيح ؟

" ماذا ؟ " سأل جايوس بعدم فهمٍ ليتابع لورانس موضحًا : " كتب السحر ؟ كل هذا الإتقان في استخدامه و إخفاء هويتك ؟ تعلم .. ذاك النوع من الأشياء "

همهم جايوس كإجابةٍ و هو يحدق بلورانس لبعض الوقت قبل أن يقول بهدوء : " كنت أعلم أنك ستسأل يومًا ما ، أظنه على إخبارك " أخذ جايوس زفيرًا ثم جلس عند طاولة الطعام و هو يشير للورانس بالجلوس كذلك ، ففعل لورانس بترقبٍ لما سيقوله جايوس .

" لقد ولدت في نهايات عصر الملك أوريليوس أمبريسيوس .. شقيق الملك أوثر ، هو من أسس كاميلوت كما تعرفها اليوم تقريبًا ، حتى أن أغلب الناس نست كيف كانت كاميلوت من قبله ، لقد أطلق على نفسه " بن دراجون " ، كان من عادة السحرة الاختباء حتى في ذلك الوقت .. و عندما مات ، سممه ساكسوني .. تولى أوثر الحكم من بعده عمل على إيجاد و قتل السحرة ، لم يدرِ أحدهم لمَ كان يقتلهم ، لقد فسر الأمر لمقته لهم و أنهم يثيرون الفوضى كما تعلم "

أومأ لورانس له فتابع جايوس : " لذا كان علينا التدرب أكثر على الاختباء ، و بمرور الوقت نجحنا في ذلك ، و بعد أعوامٍ طويلةٍ سمع أوثر عن مهارتي في الطب ، و فجأةً صرت طبيب القصر .. التقيت هنا بشابٍ يصغرني سنًا بعض الشيء كان اسمه ميرلن ، لكنه كان صديقًا للملك ، كان خادمًا له أمام الناس لكن من خلف الستر كان أقرب لمستشارٍ له ، و قد كان ساحرًا .. لقد اكتشف أنني كذلك على الفور و أخبرني بأنه كذلك أيضًا لكن بشكلٍ مختلف ، لم أفهم ما كان يعنيه ، قمت بتلك الحيلة معه .. تذكر عندما سقط دلو الماء عندما جئتَ إلى هنا ؟ و قد حدث الأمر تمامًا كما حدث معك أنت ، حتى أن إجاباتكما متطابقةٌ تمامًا ! "

ظهرت الدهشة على لورانس لكنه جايوس تجاهله و تابع قصته : " أصبحنا صديقين ، سألته إن كان يخشى اكتشاف أوثر له  ، و قد أجابني .. بأنه يعلم بالفعل ! اتضح أن أوثر كان يقتل السحرة ليحتفظ بالسحر لنفسه ، ليكون الأقوى .. و لكي لا يكتشف أمره ساحرٌ آخر ، أخبرني صديقي ذاك أن اسمه الحقيقي هو إيميريس و أنه مازال رغم كل هذا يحاول التعرف على قوته و زيادتها ، كان يطمح ليصبح ساحرًا قويًا ، و أحيانًا كنت أظنه لا يملك خيارًا كونه يخدم أوثر ، لم يكن كأي ساحرٍ قابلته من قبل ، كان أقوى منهم ، كان يرى المستقبل ! كانت قواه تعمل بشكلٍ مختلف ، لذا حاولت مساعدته على اكتشاف قواه أكثر و أثناء ذلك بدأ بكتابة تلك الكتب ، بعضها لا ينفع معي ؛ فهذه الكتب عن قواه هو ، لكنني جعلتك تجرب بعضًا منها كما تذكر ، و للمفاجأة فقد نجحت! "

" لكن لمَ ؟ "

" لا أعلم ، لكن قواك مشابهةٌ لقواه كثيرًا "
.
.
" لمَ على ذاك الأحمق أن يظفر بها بينما أنا لا أستطيع ؟ " صاح أوثر في شابٍ ما بغضبٍ و هو يلقي بكأسه أرضًا .

" اللعين كان يريد احتكار السحر لنفسه لا أكثر ! "

" ميرلن ... "

" التنين المشنوق ؟ رأس التنين ؟ هراء ! بن دراجون تعني القائد الأعلى
للمحاربين ! " تردد صوت أوثر الذي يمزج بين السخرية و الغرور .

" ... أريد أن أبدو مثله ، أريد أن أكون دوق كورنوال بينما الأحمق يتجول مختالًا متبجحًا بوهم فوزه .. تاركًا دفاعه مفتوحًا و قصره و كنوزه مكشوفين للأعداء " صوت أوثر يقول بغضبٍ لذاك الشاب ذو الشعر الداكن .

" لكن يا سيدي الدوقة إجراين حامل .. منك أنت ! " همس الشاب بسرعةٍ بانتظار غضب أوثر .. لكنه تفاجأ بابتسامه !

" غير مسموحٌ لكِ بذلك ! "

" جلالتك ، ميرلن قد اختفى ! "

" لا يهمني ، سأخرج من هنا و لو كنت جثة ! " همست سيدةٌ بارعة الجمال ذات شعرٍ بنيٍّ داكن و التي تكون دوقة كورنوال المدعوة بـ" إجراين "

" لقد انتصرنا "

" رأيت يا عزيزتي ؟ لقد مات زوجك الحبيب .. و الآن أنت لي ، أنا زوجك المحب و أنتِ زوجتي الجميلة و نحن بانتظار أميرنا الصغير "

" أنت تحلم ! " صاحت إجراين بحدةٍ ليرحل أوثر بغضب.

" اسمه آرثر "همس أوثر مبتسمًا .

" وُجِدت جثته عند نهرٍ قريب ! "

" توقفي .. إجراين ! "

صاح أوثر لكنه لم يصل في الوقت المناسب و تردد صراخ إجراين في القصر بأكمله و هي تقفز منتحرةً من أعلى نافذةٍ بالقصر !

" إن كانت لا تحبها فلمَ تحتفظ بها ؟ " همس أوثر و الإرهاق و الحزن واضحان جدًا في نبرته .

" أنت لا تجيد شيئًا في هذه الحياة سوى الحصول على أطفالٍ غير شرعيين يا عزيزي أوثر ، إنها فتاةٌ و اسمها مرجانة .. لكنك لن تراها أبدًا بعد اليوم " قالت السيدة آنا ساخرةً و هي تبعد طفلتها النائمة بسلامٍ عن أوثر .

" لن أسمح لكِ بإيذاء ابنتي " قال أوثر بحدةٍ لتقابله آنا بابتسامةٍ ساخرةٍ .

" لقد ولدت بالسحر يا عزيزي آرثر " قالت إجراين التي ظهرت أمامه فجأة، انتفض آرثر مستيقظًا عند نهاية هذا الحلم العجيب ، لم يدرِ أين هو أو كيف وصل إلى هنا ، كل ما رآه هو الظلام ، لفت نظره نورٌ أخصر خافتٌ يصدر من قطعة زمرد كانت معلقةً بقلادة مرح ، و التي كانت تراقبه بإرهاقٍ شديدٍ و أنفاسٍ متثاقلةٍ قبل أن تعيد رأسها للخلف و تعود للغياب عن الوعي بينما نور قلادتها يخفت رويدًا رويدًا حتى اختفى .

همس باسمها عدة مراتٍ مع أنه بالكاد يقوى على الكلام .. لكن لم يتلقَ ردًا ، لعن في عقله و هو يقف و يركل الأرضية بقدمه في سخطٍ ، لم يكن واثقًا علامَ كان يقف بالضبط لكنه كان مقيدًا بما يشبه جدارًا حجريًا ، فقد شعوره بالوقت أو قدرته على التمييز بين الليل أو النهار في هذا المكان المظلم الصامت ، فقط يستيقظ ليقاوم حتى يصيبه التعب و ينام مجددًا ، و العجيب أنه لم يشعر بالجوع أو العطش رغم طول المدة التي قضاها هنا ، مؤخرًا بدأت تلك الكوابيس تراوده و التي يبدو أن مرح من تسببها له ، لكنه مع ذلك أبى التفكير فيها ؛ فهي تظهر في والده جانبًا لم يتوقعه أبدًا و لن يصدقه ، لكن إذا كانت مرح تستطيع استخدام سحرها فلمَ لا تحرر نفسها و تخرجهما من ذاك المكان ؟ لا يعقل أن ذلك يفوق قدراتها صحيح ؟ هي قد استعادت له زوجته من مرجانة و صديقاتها الساحرات ، هي تظهر و تختفي و تنتقل هنا و هناك متى ما شاءت و حيثما أرادت ، بالكاد كانت مستيقظةً معه طوال تلك الفترة التي مازال لا يدري كما طالت ، ربما هي تستيقظ حين يكون نائمًا ، لكن لا يبدو أنها تحاول الخروج حتى ، أهناك شيءٌ لا يعلمه ؟ أهذا اختبارٌ آخر منها ؟ لقد مل من كل تلك الأسئلة و قد نفذ صبره حرفيًا من انتظار إجابتها بعدما عجز عن ذلك ، الشيء الوحيد الأكيد له هنا أنه يفقد عقله - هذا إن لم يكن ذلك قد حدث
بالفعل - فالتفكير هو الشيء الوحيد المتاح له هنا .

" آرثر ؟ " سمع مرح تهمس باسمه بضعفٍ بعد أن استغرق في أفكاره لمدةٍ لا يدريها
- مجددًا - فهمس لها بالمقابل : " أنا هنا "

سمعها تتنفس براحةٍ فهمس : " كيف حالك ؟ " عندها فقط أدرك أن هذا أغبى سؤالٍ على الأرض ، إنهما محتجزان في مكانٍ مظلمٍ فلا يمكنهما رؤية أي شيء ، لا يدريان كيف وصلا إلى هنا و لا الغاية من وجودهما هنا و لا حتى كيف سيخرجان !

" مقيدة .. مثلك تمامًا " أجابته مرح مازحةً فسألها بجديةٍ : " أليس بإمكانكِ إخراجنا من هنا ؟ "

" للأسف لا ، القيود اللعينة تستنزف طاقتي "

" لكن .. تلك الأحلام ؟ "

" تلك تعويذةٌ جهزتها مسبقًا و وضعتها في إحدى زمرداتي قبل أن أثبتها بقلادة "

" لكن لمَ نحن هنا ؟ "

" أظنني أعطيتك لمحةً عن هذا مسبقًا ... لكن حتى أنا لم أكن أعلم أننا قادمان ، أظن ذلك لا يحتسب إذًا "

" و أخيرًا كلاكما مستيقظ ! " قال صوتٌ أنثويٌّ بلطفٍ لكن صاحبته لم تظهر رغم أن الزمردة بعنق مرح بدأت تلمع بخفوتٍ - لكنه كان كافيًا ليريا بعضهما - بدا الغضب على آرثر لكنه زال جزئيًا عندما اتسعت عينا مرح قبل أن تغلق عينيها و تتمتم بشيءٍ ما لنفسها .

" و الآن يا عزيزي آرثر ما من داعٍ لإبقائك هنا أكثر .. يمكنك العودة لكاميلوت ، في الواقع سأعيدك بنفسي ! لكن صديقتك الصغيرة هنا ستبقى قليلًا "

لعن آرثر تحت أنفاسه محاولًا الحفاظ على هدوئه فالانفجار غضبًا الآن بوجه السيدة أيًا كانت لا يبدو خيارًا جيدًا ، و بدلًا من ذلك التفت لمرح و سألها بهمس :
" أتعرفينها ؟ "

" بالطبع هي تعرفني ، و من لا يفعل ؟ أنا أيها الملك آرثر هي الطبيعة الأم و... "

قال الصوت بنبرةٍ غريبةٍ تجمع بين اللطف و الرقة و التهكم و الخبث كله في آنٍ واحد ! لكن مرح قاطعته بحدةٍ : " و هي أيضًا أڤانتيكا آكرشان ... والدتي
الحبيبة ! "

" مازلتي تذكرينني ؟ مع أنك لم تأتي لزيارتي منذ ما يقارب قرنًا ! ألم تشتاقي إلي يا صغيرتي ؟ "

قال الصوت بنفس النبرة السابقة لكنها بدت فاترةً بعض الشيء هذه المرة ، ربما خائبة الأمل فقالت مرح بضعفٍ لكن بنبرتها المستفزة المعتادة :

" ظننتي ذكر ذلك سيضعفني ، أليس كذلك ؟ توقعتي أنني سأصدم و أبكي في الزاوية ؟ فكري مجددًا ! أهكذا الأم تعامل صغارها ؟ أهكذا الطبيعة .. أعظم ساحرةٍ في الكون ! تعامل ضيوفها ؟ "

" كنت لأجيبك يا حبيبتي لكن القيود التي تزين معصمكِ ردٌ كافٍ الآن .. و الآن أعلم أنك غاضبٌ يا آرثر و أنا لن أتركك ترحل و أنت غاضب ، لذا .. تجاهل الأمر للحظات ؟ حتى أعيدك إلى قصرك ، إلى زوجتك و ملكك ! "
1
2
3
4
5
6
7
8

© Queen MG,
книга «خلف ستر كاميلوت».
17: و من قال بأن الطبيعة رحيمة
Коментарі