البِداية
مُوَشِح الأنَدلُس ( 1 하나 )
جِنِيَاتُ عَالمِ دِستَفُوتش فِي الخِدمَه (2 두)
عَالَمُ السِحر والخَيَال ( 3 세)
المَعمَعة ( 4 네)
القِلاَده ( 5 다섯)
المِصبَاح السَحرِي ( 6 육)
مَاذا أَذنَبت لأكُون مَحط خَطِيئةٍ (일곱 7)
العِملاق الهَائج (8 여덟)
كِتَابٌ سِحري (9 아홉)
ذكرياتٌ مَمحوه (열 10)
لاَ أَقبَلهُ بَينَنَا (열한 11)
ليلي والذئب (12 열 두)
قَارِئة الفِنجَان ( 13 열셋 )
مَن تِلك ذَات الرِدَاء الأَحمَر (열넷 14)
الحَقِيقَة التِي لَم تقَل (15 열다섯)
الفَرَاشَة (열육 16)
17/ إِتَبعِ الضَوء الأزَرَق (بِدَاية التِرحَال )
18/ عَروُس التِنِين الأَسوَد (بِدَاية التِرحَال 2)
19/الهَجِينَة المَلعوُنَة (بِدَاية التِرحَال 3)
20/عَودَة الأَجنِحَة المَفقُودَة (بِدَايَة التِرحَال 4)
21/ نَقش دِستُفُوتش المُحَرَم
22/ المُختَارة
23/ سَاعة الصِفر
الحَقِيقَة التِي لَم تقَل (15 열다섯)
بسم الله الرحمن الرحيم
سبحان الله وبحمده
سبحان الله العظيم
.
.
.

" تَخِيلُنِي جِلموداً أَفتَقِر الي الهَوي فَما الهَوي إلا أُكذوبَةً إِستَباحَت أَلسِنت المَلأ لِتَصير مَلاذً للأفئِدة المُحَطمة "
هسهس بها تاي بأعينٍ حادة وبِبؤبؤٍ يشتعل بنيران غضبه الساخط علي اللاشئ ، يحكم إمساك سيفه لتصير العروق بعنقه الحنطي بارزةً وبشدة ، تلفح الريح الباردة خصيلاته الغرابية لتجعلها تعود للخلف مظهرةً البعض من جبينه المُتعرق ، رطب شِفَاهه مستعداً لإكمال ما قد أقدم علي فعله حتي يجعل من غضبه يتلاشي .

يتحرك جثمانه العملاق بسلاسة ليشق نصل سيفه جذع الشجره بجحودٍ ، ترك المُهَند بَصمَتِه العميقة بجانب أخلائه من العلامات التي أستوطنت ذاك الجذع شاهق الطول ، إن كان بإمكان ذلك الجماد الصراخ لتفاقم صوت عويله مناجياً الغوث من يد ذلك المختل .

" لَست بِرجلٍ يَقتَفِي أَثر الأَكَاذِيب كَما لَست مِن مَن يَتلاقفوُن الكَلِمَات الغَزليِة بِأفوَاهِهِم "
صدح صوت صراخه الغاضب بتلك الكلمات عنان السماء ليطعن الجذع بلا رحمة فما باله اليوم سقِيمَ !!

" إِن كُنتِ قَد زَعزَعتِي وِجدَاني مُنذ الأَزل وكَأنَنا كُنا مُقدَران لِبعضِنا ؛ إِذاً فَالتَتحمَلي طَريقة حبي المُبتَزلة فَفؤادِي اليَتِيم مَايَزَال مُبتَدءً بِقَوانِين العِشق الشَاق "

هدئت وتيرة حديثه الصاخب معربةً عن ولوج بعض من مشاعر الشجن بوجدانه الرهيف ؛ فهو ببادية الأمر يبدوا وكأنه نمرٌ يهابه الأعداء و تزداد الغوغاء توجسً حينما يذكر إسمه بالمجالس ولكنه لا يدري لما بحق خالق السموات حينما يتعلق الأمر بالأميرة يتحول لقطٍ ضعيف يحتاج للرعاية !!

" إِن كَان حبك مُستَحيِلاً جَلاَلة المَلِكة فَأنَا المُستَحيِل بِعَينه  "
قالها متنهداً ليقذف ذلك السيف الذي أخرجه بصعوبة بالغة دالً علي كم كانت الضربة قوية ، كان هذا دليلا كاف بأنه قد وصل لدرجة الذروة بالغضب وعلي ماذا يا تري فقط لأن يونا كانت تقرء أحدي الروايات الرومانسية هي وذلك المدعوا ببيكي و قالت بهيامٍ وهي تحدق بالأفق .


" أَهٍ لُو كَان فَارِس أَحلاَميِ يغدِقُنِي بِكلمَاتٍ غَزَليةً كَالشَهدِ بَل ويُراقِصنِي بِمَسرةٍ عَلي سِمفُونيِةٍ الهَوي حتي أُهويَ وَاقِعةً لَهُ "
أعاد تاي كلماتها مقلدً بإشمئزازٍ ليفترش الأرض بجثمانه المُنهك من المبارزة الوهمية التي كان يخوضها .

أسدل جفونه بوهنٍ ليضع ذراعه الأيمن فوق أعينه المنغلقة ، كان متعبً من فرط التفكير فلما لا تنظر له ولو لمرةٍ يتيمة يشوق له وجدانه ، لما تبحث عن الحب لتجوب الأفق بلا رجعة وهو أمامها يمتثل بنبلٍ يتمني نيل محبتها ، لما تبحث عن فارسٍ مغوار وهو بالأصل فارسها وحارسها الذي أقسم بروحه علي حمايتها لأبد الأبدين !!

" فَالتَعذِرني عَلي التَطفُل يا سيد ڤِي لَكِني قد إِستَيقظت مُنذ قَلِيلٍ لأستَمِع لِصرَاخٍ يأتي من الحَدِيقة الخَلفية لمَنزلك ، وقَد شَاهدتُ كل شئ "
داهمه علي حين غرة لينتصب تاي بفزعٍ من ذلك الصوت الرجولي الذي تحدث خلفه ، حينما وجده ذلك البيكهيون أخفض تاي جفناه براحةٍ ليغلقهما بقوة وهو يتنهد وماذا بعد هل كان ينقصه ذلك الرجل أيضاً ، أحتدت عيناه يناظر من يبادله النظرة بأخري بشوشة ولطيفه وبالتأكيد بعض التوتر يحيط بها .

" وماذا إذاً هل جئت حتي تخبرني لما أنا كالهائج المجنون يقوم بالصراخ بنصف الليل والكل نيام أم جئت لتسخر مني وتراقب عرض ذلك الثور الغاضب"
قالها تاي بسخريةٍ علي حاله المتدهورة ليعود نائمً علي تلك الحشائش المريحة نسبياً غير مهتمٍ بمن يقف ويراقب حاله بشفقةٍ فكما يبدوا ... هو بحاجةٍ لصديق بالفعل ، أقترب منه ليجثوا علي ركبتاه بجانب من تصنع عدم الأهتمام ولكن في الحقيقة هو كله أذان صاغية لما سيقدم ذلك البيكهيون علي قوله .

" لا ذلك ولا ذاك ، أفلا ترغب بأنيسٍ تسامره وتبوح له عما يجول بخوالجك المبعثرة "
قالها بيكي بهدوء ليفتح تاي عيناه بصدمةٍ ، حول نقطة بصره لذلك الجالس بجواره و يبتسم له بصدقٍ .. حسناً هو لم يتوقع هذا بتاتاً !

" أحقاً أنت لا تكن لي الضغينة بسبب أفعالي السيئة معك منذ أن قابلتك لا وأيضاً تريد الأستماع لما يؤلم خافقي بربك كيف لك أن تكون بتلك الطيبة يا رجل !! "
كان يتحدث بصدمةٍ بعدما أعتدل بجلسته ليقابل وجه من يومئ له بهدوء و ببتسامةٍ صادقة أرتسمت علي محياه جاعلاً من تاي يشعر بالعار من نفسه علي تلك المعاملة السيئة الذي تلقاها ذلك المسكين.

" لستُ طيباً لهذه الدرجة جميعنا لدينا ذلك الجانب المظلم ، لا تستاء مما أقترفت أعلم جيداً أن الرجل عند الغيرة لا يكون علي سجيته "
كان يتحدث بهدوء في البداية لينهي حديثه بنظرة خبيثة للقابع أمامه ، ناظره تاي بخجلٍ طفيف ليتلعثم في قول جملةٍ مفيدة ، قهقه بيكي بصوتٍ عال علي وجه ذلك الفتي الخجول فكم من اللطيف رؤية ذلك النمر الهائج مجرد قطٍ خجول .

حَقاً عَجِيبٌ أَمر الهَوي فَمَهما ذَادت صَلابَة الجدرَان الصَخرِية مَانِعة أي مَن كَانت قوَتِه أَن يَختَرِق حَاجِزه المُحَصن لِيتَفَاجأ بِالأَمواج تَلطم بِه بِشَغفٍ جَاعِلة مِنه يَتأكل روَيداً روَيداً حَتي يَتلاَشي تَمامً وكَأنه مَا فَتئ حَتي صَار فُتَاتً مَنثُوراً !!

" ماذا بحقك يا رجل أتظن أنك تجيد دثر مشاعرك لا بالعكس فمنذ حادثة لقائنا الأولي والتي كانت من أربعة أيام تقريباً علمت أنك تحب يونا لذا لا تحاول الكذب علي فأنا بإمكاني قراءة لغة الجسد جيداً "
أزهرت براعم الخجل للتتورد بوجنتي ذلك الجنرال القاسي ذي العقل الملتزم بالقواعد الصارمة .

ولأنه قائد و دائماً ما يتخذه الجنود المبتدئين كمثالٍ أعلي يقتدون به لذا كان دائماً ما يرتدي قناع القسوة حتي لا يجد أحداٌ ما ثغرةً يمكنه من خلالها تقيد حركته .

" أتريد من فارسها الذي سيغداقها بالكلمات الغزلية أن يستولي علي فؤادها ، أستسعد حينئذً !! "
باغته بيكي بتلك الكلمات محاولً زلزلت كبريائة الذي يمنعه من الأعتراف بتلك الحقيقة الواضحة وضوح الغسق بحين أفتراشه السماء بحنين ، اومئ بالرفض بغضبٍ جلةً معالمه علي وجه من تتجرع العصبية حداً كبيراً منه حينما تذكر سيرتها .

" بالطبع لا أريد هذا ولكن من المستحيل لي أن أقع بحب ... جلالة الملكة "
طأطأ تاي وجه متخذاً من الأرض ملجأً لبصيرته المشوشه ، وضع كفي يده علي جبينه ليعيد خصيلاته الغرابية للخلف ويتنهد بحزنٍ بادي عليه ليكمل بحسرةٍ جعلة من أحباله الصوتية تهتز

"كيف لعبدٍ أن يحب سيدته !! "
أرتفع حاجبي بيكهيون الكثيفان ليرتفع جفناه معبراً عن صدمةٍ من ذاك الحديثة ، هو لا يعلم عن تاي ويونا شئ سوي أن يونا هي ولية العهد لتلك المملكة وكانت تلك صدمة كبيرة قد أخذها بيكي ولكنه لم يلقي بالً لهوية تاي ذلك الرجل الذي أخذهم معه لمنزله بالعاصمة و يال العجب فذاك المنزل لم يخطوا حتي بأحلام بيكي عند المنام وبعد كل ذلك يقول علي ذاته المرفهة مجرد عبدٍ وضيع !

" أنا لا أقدم علي حسدك ولكن كيف لك أن تكن مجرد عبدٍ وعندك كل ذاك الجاهه والسلطان ؟"
نظر له تاي بإبتسامةٍ ليقهقه بخفة ، أثني ذراعية الممتدان لخلف ظهره ليستند علي بواطن كفيه رافعاً رأسه متأملً سماء الليل الصافية .

"حينما أتينا الي هنا منذ أربعة أيامٍ بعدما عدنا من عِند جدتي وولجنا للعاصمة كنت سعيداً للغاية لأُرِيَ  يونا أن ذاك الغلام الفقير الذي كان يسرق قوت يومه أصبح لديه منزلٌ ضخم بأرقي الأماكن بالعاصمة ، كنت أتمني أن تثني علي وتهتف بسعادة لأني قد حققت هدفي الذي لطالما كانت هي أول المشجعين له بصغرنا ولكن يا حسرتاه فهي حتي لا تذكر من أنا لتتذكر ذلك الهدف الذي تعاهدنا عليه بصغرنا ..  "
أهتزت نبرة صوته ، عيناه المنصبان بإتجاه السماء أصبحت تتلألأ تستحي العَبرَات عبور جوفها للخروج الي أرضه المدمرة ولكن هيهات فهي قد أنسحبت خوفاً مِن مَن أرتفعت أنامله تمحي أثرها بوحشيةٍ ...فالرجل لا يبكي هذا ما يقولونه .

أعتدل بجلسته معيداً ذراعية للأمام بمكانهم لتحطا بأريحةٍ علي ساقية المتداخلة معاً _يجلس مُرَبِع الساقين _علي الحشائش ، أنحي بجزعه ناحية الأمام لتعود خصيلاته تتمرد وتتراقص علي جبينه بإستيحاءٍ لتمحي معالم الحزن التي أستوطنت ملامحه .

" أتعني أن يونا فاقدةٌ للذاكره ؟! "
همس بها بيكهيون بصوتٍ يكاد أن يسمع من هول تلك الصدمة ليهمهم الأخر بحزنٍ يثبت صحة الأمر

" ليس تمامً ولكن الأمر معقد للغاية ويطول شرحه ، أأنت علي أتم الأستعداد لتنال شرف الأستماع لقصتي أنا ويونا و ما حدث معنا جعلها تولوج لعالمكم "

" كلي أذان صاغية "
أعتدل بيكهيون بجلسته في حماسٍ يقابل تاي الذي يشبك كفيه ببعضعهما جاعلاً من أنامله تحتك ببعضها من فرط توتره .

فَما أَصعَب مِن أَن تَغتَرف بِقَدحِ حَدِيثِك ذِكرَي مُقَدسةٍ بِجَوف فُؤَادِك ، لِتسِرف بِأغتِرَافِك مِن ذَاك البِئر العَمِيق مُبهَم الثَنَايا ؛ فَيَتزعزَع وِجدَانكَ مُتأَلِمً مِن نَبشِك المُفرِط بِه حَتِي يَهلَك ويُرَد قَتِيلاً مَحمُولاً عَلي أَكتَاف العَبَرَات الغَزيِرة .

يناظر الأفق البعيد بأسي ليعيد التاريخ نفسه نصب أعين تاي من جديد فها هما الأن يركضان هروبً من مصيرهما وقدرهم المحتوم ، يراهم من بعيد ذلك الغلام ذي الثياب المقطعة يضع الدخان الأسود بصمته المقيته علي أطراف قماشه أثر النيران المشتعلة بأركان الغابة بل المملكة بأسرها !

يحكم الأمساك بيد طفلةٍ صغيرة أقصر منه ببضع إنشات ، شعرها الغجري القريب من اللون مع لون العسل المُطمس بالأتربة أخفي لمعانه تلفحه الريح العاتية لتجعله يتتطاير من خلفها ، و بؤبؤيها الذان بهت لونهما الكستنائيان من كثرة البكاء الشديد .

تمسك بإحدي كفيها الأطراف العلوية لتنورة فستانها السماوي الذي أصبح سماءٍ تملؤها الغيوم السوداء يزين أطرافه التي تلامس الأرض بعضٌ من دماء القتلي والاموات الذين يفترشون الأرض وكأنها مقبرةً جماعية بل هي بالأصل مقبرة جماعية ، وبكفها الأخر يحيط بها كف ذلك الغلام الذي يسحبها خلفه بقوةٍ يحاول غوثها كما وعدها .

أختبؤ خلف أحدي الأشجار لاهثين منحنين بجزعهم يضعون كفيهم علي ركبتيهم يحاولون تجرع البعض من الأكسجين النظيف ولكن هيهات علي طلبٍ بغاية السهولة يصعب تحقيقه بمملكة الخيال الأبدي !!

حقاً كم هذا مخجلٌ وعار بحق تلك المملكة فعليهم تسميتها مملكة الكوابيس المرعبة ومدمرة الأحلام الأن .

"يونا أبإمكانك الطيران حتي نصل للغابة الملعونة ؟"
قالها تاي بصوتٍ مبحوح يناظر من أرتمت علي الأرض لاهثة تطالب الراحة ، أرتفع جفناها بوهنٍ تحاول أخذ نفسها ، لملمت شتات نفسها لتنتصب بتعبٍ مستندة علي جذع الشجرة ، أومأت للأخر بخفوتٍ ليعلوا من خلفها أجنحتها اللواتي كانتا مطويتان خلف ظهرها الصغير ، أرتفعت تلك الأجنحة الشفافة ذات الخيوط الملونة بألوان الطيف لا يمكنك ملاحظتهم إلا تحت أشعة الشمس ولكن إين تتواري الشمس بتلك الحرب القاضية !!

بدئت تلك الأجنحة بالطيران جاعلة من الصغيرة ترتفع من علي الأرض ببطء لتفقد قواها واقعة علي الأرض ولكن لحسن حظها كانت قد سقطت بين ذراعين دائماً ما كانتَ موجودة حتي تحميها ، كان تاي يحملها بخفةٍ ليجعل من قدماها تلامسان الأرض من جديد .

"أأنتهي تراب الأساطير خاصتك ؟"
سأل تاي بخوفٍ لتومئ الأخر بتعبٍ أحتل وجدانها قبل جسدها .

كانت متعبة ، محطمة الوجدان ، مهجتها قد أزهقت ، كانت تناجي طالبةً النجدة ، مستنزفة الروح قبل الطاقة ، يتوغل الظلام بين ثناياها ليحتل جسدها المثقل ، لما كل شئ الأن قد تحول الي ظلام إين هي إين تاي ؟

جالست ذلك الفضاء ، ضائعة ، شاردة ، لا علم لها عما يجري ، توالت العبرات بالهطول من عيناها المرهقتان من كثرة البكاء ، صوت عويلها صدي بذلك الفضاء الأصم ، هي وحيده لا تستطيع المقدام ، قد تلبسها التعب .

" ما بيكي يا صغيرة تثاقلت الأيام علي كاهليكي الذي أعتاد علي الترف والبذخ  "

صوتٌ كفحيح الأفعي أقترب من أذناها لتفزع صارخةً ، بلعت ريقها بخوفٍ ، أنفاسها تتضارب بقوةٍ تهاب الإبصار عما يجول بخلف ظهرها .

" كنتي سعيدة قوية تمتلكين من الثراء ما لا يعد وما لا يحصي ، عائلة لطيفة ودافئة ، والد حنون ، والدة مراعية وجميلة ، كنتم مترابطين بالروح قبل الدم ، والأن ماذا كل ذلك قد ذهب بمهب الريح"
عاد صوت الفحيح الأنثوي من جديد هامسةٌ بكلماتها السامة مثلها ، هزت الصغيرة رأسها طاردة لتلك الوساوس واضعة كفيها علي أذنيها تحاول كتمان ذلك الصوت لتستمع لصدي قهقهاتها الساخرة .

"كم أنتي مسكينة مازلتي طفلة لم تري النور بحياتها لتصدمهت الحياة بالظلامات القاسية في بدايتها ، أتريدين مني مساعدتك صغيرتي الحلوة"

"أصمتي فقط أصمتي سيساعدني صمتك بالكف عن نحري بتلك الكلمات السامة"
قالتها الصغيره صارخة في وجه من ظلت تقهقه كالمختلة وماتزال يونا لا تمتلك الجرئة حتي تلتف وتشاهد تلك الأفعي أو الشيطانة كما تظن يونا

"عرضي ما يزال متاحاً صغيرتي العزيزه ، ألا تريدي أن تعود عائلتك من جديد وأن تعودي بين أجنحتهم شاعرة بالأمان من حولك بدون وجود عمك أو أي شئ يحيل بينك وبينهم مجدداً "
وببرأة الأطفال تناست ما بها من موقفٍ لتشهق بسعادة غامرة لتومئ لذلك الفضاء المظلم بنعم

" أحسنتي صغيرتي الجميلة إذاً سأحقق مبتغاك بشرطٍ صغير "
صفقت صاحبة الصوت المجهول بفرحٍ علي أستعداد الأخري لقبول شرطها ، فما أسهل فريستها مجرد طفلةً لا تفقه شئ بهذه الحياة .

"كما ترين أني أعيش بذلك المكان المظلم والبارد كما اني وحيده أريد رفيق لي لذا ما رأيك أن نكون أصدقاء وبالمقابل أحقق لكي طلبك السهل "
قالتها تلك المجهولة بنبرةٍ طفولية تحاول أستعطاف الصغيره وقد نالت مرادها بالفعل

"طلبك سهلٌ وسأكون سعيدة حينما أصير صديقة لكي ، أدعي يونا من أنت"  
قالتها الصغيره بثغرٍ مبتسم تنتظر الرد مِن مَن أبتسمت بخبثٍ

"أدعي تنكر بيل ، أنا جنية مثلك حلوتي"

"هذا رائع سيدتي متي يمكنني مقابلة عائلتي مجدداً "
قالتها الصغيرة بسعادة غير دارية عن ماهية ما قد أوقعت نفسها به .

"الأن حلوتي ولكن قبل هذا عليك التوقيع علي تلك الورقة "
قالتها المدعوة بتنكر بيل لتفرقع أصابعها بخفة ، ظهر من بين الظلمات مخطوطة متأكلة الأطراف تطفوا بالهواء ، ألتقطت يونا الورقة وقامت بوضع أصبعها الصغير عليها لتطبع بصمتها تلقائيا .

"نعم وأخيراً أستطيع التحرر"
هتفت بها بسعادة لتتجهم ملامح الصغيرة لا تستوعب مقصدها ، قهقهت الأخري بخبثٍ لتفرقع أصابعها من جديداً ، تلاشي الظلام من المكان ليظهر للصغيرة المندهشة رجلاً طويل عملاق البنية يزين أطراف وجه الحاد حراشف التنانين الداكنه مرتدياً رداء الملوك وبجانبة أمرأة أيةً بالحسن شعرها الأشقر يلتف بجديلة طويلة نسبياً ترتدي فستانً جميلةٌ يليق بالملكات مثلها ويزين رأسها تاجٌ ذهبي مطعم بالجواهر كما الخاص بزوجها ، بجانبهم يقف تاي صديقها الوحيد وحارسها الشجاع يرتدي بذلة مصممة للأطفال من أمثاله ويزين وجه إبتسامته المربعية اللطيفه .

كانوا يقفون بمنتصف غرفة المكتبة المفضلة عند يونا بداخل القصر ، المكان ليس محروقاً أو متلف الثنايا ، يفتحون أذرعهم جميعاً والأبتسامة تعتلي وجوههم البشوشة .

صدمة فقط صدمة كبيره قد دوت بعقل يونا لتتهاوي واقعة أرضاً غير مصدقة لمن يمتثلون أمامها ، توالت الشهقات معربة عن غيثٍ قد أقدم ليحط علي وجنتي الصغيرة المحمرة ، أنتصبت بسرعة تركض لتصل لمبتغاها وهو أحضان عائلتها الذي قد شوقت لها لدرجة جعلتها تنسي الدفء منذ رحيلهما ، وها هي الأن تتوسط أذرعتهم باكية تتشبث بملابس والدها والجميع يحيط بها في عناقٍ دافئ دام لمدة خمسة دقائق حتي لفحتها البرودة لتجعلها ترتعش .

فتحت جفنها بقلقٍ باحثةً عن ذاك الدفئ الذي تبخر كما تبخر ذاك الحلم الجميل ، وقفت بسخطٍ تجول بعينيها بذلك الفضاء المظلم التي عادت له من جديد لتصرخ منتظرة الرد من تلك المخادعة .

"إين ذهبوا عائلتي من جديد ألم تقومي بوعدي لما قد أخلفتي بوعدك !! "

"مم لقد وعدتك بمقابلتهم وأن أجعلك تحتضنيهم لا تكوني جشعه أو نسيت بالتأكيد ستكونين جشعه فأنا قد تحكمت بكِ وبملئ إرادتك حلوتي"

قالتها لتقهقه كالمختلين

"مبارك عليك صغيرتي فأنتي الأن بداخلك الروح السابعة والتي تمثل خطيئة ال (جشع)"

الخطيئة المفقودة
الروح المفقودة

(الجشع)

__

كان يحملها بخوفٍ بين ذراعية فبعدما وقعت قد فقدت وعيها بالكامل ، يال حظه السعيدة فهو قد أقترب من الغابة التي تستوطن كوخ جدته هو فقط يتمني أن يجدها وألا تكون قد ذهبت لإنقاذ المصابين من تلك الحرب الشرسة التي لم تترك جثماناً إلا وفتكت به .

حينما وصل وولج لداخل ذلك المتجر الخشبي القديم جال بنظره في الأركان ولكن يبدوا أن جدته بالفعل قد ذهبت لمساعدة المصابين ، ذهب تاي لينحني بجسده جاعلاً من تلك الصغيرة الفاقدة للوعي تفترش الأرض الخشبية براحة .

حينما وضعها ذهب للغراب الواقف علي الخشبة المخصصة له و يناظره بهدوءٍ .

"رجاءً فالتذهب للجدة فالتخبرها بأنني هنا ومعي ولية العهد وهي بحاجة لمساعدة طارئة و.."
قبل أن يكمل ما كان يقوله بتر حديثة فتح الباب علي مصرعيه لينتفض جسد تاي المسكينه يناظر جدته الشابة تقريباً بملامحها المذعورة والخائفة لتأخذ تاي بين أحضانها وهي تربت علي خصيلاته الغرابية .

"أهٍ يا صغيري لقد بحثت عنك كثيراً وكنت أشعر بالرعب يزعزع كياني لم يكن بمقدوري تحديد موقعك بسبب ما يحدث بالمملكة ولكن بمجيئك الي هنا أرسل لي الغراب إشاراةٍ تعلمني بوجودك أنت و... ولية العهد ! "
كانت تتحدث بسرعةٍ وهي تحتضن تاي أو يمكن أن نقول تخنقه بين يديها حتي لاحظت جسد يونا الملقي علي الأرضية الخشبية لتفك حصارها عن تاي الذي كاد أن ينقطع نفسه لتهب واقفة ذاهبةً للصغيرة .

"ما الذي حدث هنا بحق خالق السموات ما بها ولية العهد لا السؤال هنا ألم يغتالها عمها كما فعل مع والديها !"
قالتها الجدة بخفوت وهي تتفحصها

" لقد أنقظتها جدتي و قد فقدت وعيها من التعب و .."

" م..مستحيل "
بتر حديث تاي صراخ جدته

"ماذا هنالك جدتي ما بكِ "
أقترب تاي من جدته التي تجثوا بجانب جسد ولية العهد

"نقش دستفوتش المحرم..."
همست بها الجدة الشابة بصوتٍ لا يسمعه أحدٌ سواها  وملامح الصدمة قد زينت محياها ، عضت علي شفتها السفلية بحسرة وخوف تحاول إيجاد حلٍ لتلك المصيبة التي قد وقعت أو علينا القول المصائب!!

"بني أمستعدٌ للمجازفة بحياتك فداءً لولية العهد"
قالتها الجدة بجدية جعلت من الأخر يومئ بإستعداد فالشعب بأكمله يمكنه التضحية مرضياً بروحه فدائاً
لولية العهد .

"إذا أقترب يا صغير"
قالتها الجدة لتضع يدها فوق رأس صغيرها لتتلوا عليه بعض التعاويذ جعلته يصاب ببعض الصداع برأسه ، أقتربت من جسد يونا النائم لتفعل المثل .

"أنظر يا بني لقد قُمتُ الأن بفعل شئ يمكنه إنقاذ الأميرة وهو أنكما ستتبادلان فقدان الذاكرة بالمعني أنك حين رحيل يونا ستنساها ولن تنساها بنفس الوقت يمكنني القول أنك ستذكر بأن هنالك فتاة كانت صديقة لك ولكنك أبداً لن تذكر شكلها أو أسمها ولكن ذكراها ستكون محفورة بقلبك وعندما تتقابلا من جديدٍ سيتبدل الحال هي لن تذكرك وأنت ستذكرها "
همهم تاي متفهمً بأسي ليلقي نظرة أخيرة علي صديقته النائمة بثباتٍ يهاب أن يكون أبدياً .

"إذاً جدتي كيف سأجعلها تهرب لعالم البشر وهل بإمكاني الذهاب لها ؟"
قالها تاي بتسأول ليختم تساؤلاته بسؤالٍ يتمني أن تكون أجابته شافية له ولكن أظن أن للقدر رأي أخر بتفريقهما .

" يا حسرتاه علي تلك المسكينة فهي حتي يمكنها الهرب عليها التضحية بأغلي ممتلكاتها وهو أجنحتها المقدسة والسبب في كون العائلة الملكية لا يمكنها الولوج من ذلك الثقب الأسود الذي يفصل بين عالمنا وعالم البشر في الأعلي ، أما أنت فللأسف الشديد لا يمكنك الذهاب لها بسبب تلك اللعنة التي قمت بوضعها عليكما حتي أستطيع أنقاذها   "
قالتها بحزن لتري الدموع قد تجمعت بعين صغيرها لتتنهد بألمٍ ، سحبته لتأخذه في عناقٍ دافئ ، أستدارت للساعة المعلقة علي الجدران لتجد أن الساعة قد أوشكت علي بلوغ الثانية عشر بعد منتصف الليل .

"أسرع تاي علينا أن نجعلها تمر عبر تلك الدوامة قبل حلول منتصف الليل لأن هذا اليوم هو الوحيد الذي يظهر به الثقب الأسود ولن يظهر سوي بعد سنتين من الأن ، هي ودعها حتي نركب علي "المقشة" الطائرة خاصتي "
اومئ تاي بخفوتٍ ليقترب من صديقته الوحيده جاثياً بجوارها ، نظر لها بصمتٍ ولكن بداخله عويلٌ إن إنفتق رداء جوفه لتقطعت الأفئدة حزناً علي صوت عويله المؤلم ، أقترب منها قليلاً ليضع قبلةً رقيقة علي جبينها .. ببرائة أطفال .

أزال عبراته بقسوة ليجمع شتات نفسه ويعطي للجدة التي تراقبه بحزنٍ إشارة ليذهبوا للثقب .

مع إنقطاع همزة الوصل بين جسدها والأجنحة المقدسة حلقت الأجنحه بمفردها ذاهبة الي اللامكان بتهيم تائهة بمملكة دستفوتش بأكملها تنتظر من ينتشلها ويعتني بها بعدما فارقت صاحبتها .

أرسلتها الجدة الي بلدٍ بعالم البشر يدعي أرض الفراعنة ، زودتها برسالة بها بعض التعليمات بحين أستيقاظها حتي تعلم ما حدث لها ولما هي هنا وكفلة أيضاً خادماتها اللواتي تعهدوا بحماية أميرتهم حتي الرمق الأخير من مهجتهم .

ومنذ ذلك الوقت و هنالك ذكري لطيفة عن فتاة بشعرٍ غجري بلون العسل وبعينان كستنائيتان قد أستولت علي وجدانه وهربت الي المجهول .

***

"هل فهمت الأن لما أعملها بتلك الغرابة منذ أن التقاينا"
قالها تاي بهدوءٍ وبفؤادٍ منشطر لبيكي الذي كان يزيل دموعه الغزيره بعد سماعه لتلك القصة المؤلمه فياله من عالمٍ قاسي علي كليهما .

"لا تلقي بالاً يا صديقي فأنا سأواظب علي محاولتي بجمعكم سوياً قريباً "
قالها بيكي بعزمٍ ليقهقه تاي بلطف ، مد له كفه بإبتسامةٍ مشرقة مردفاً

"فالنكن أصدقاء"
علت البسمة وجه بيكي ليصافحه بسرعةٍ

"بل لنكن أعز أصدقاء"

.
.
.

"يتبع"

هالوو فرساني الأقوياء 😭⁦♥️⁩

سجل يا تاريخ أنا ولأول مره كتبت ثلاثة ألاف كلمه بركولي يجدعاان 😂⁦♥️⁩⁦♥️⁩⁦♥️⁩

يا أطول فصل أكتبه في حياتي بقالي يوم كامل بكتب فيه ، طبعا الفصل ده وضح كل حاجه تقريباً عن يونا وتاي وعن اللعنة الي كل شوية تاي بيتكلم عنها ديه .

أتمني يكون عجبكم و تكون الأحداث بدأت توضح

أُلقيكم بفصلٍ جديد فرساني الذهبيين ⁦♥️⁩💭

© KIM YONA ,
книга «DSTFOTSH || دِستُفُوتش».
الفَرَاشَة (열육 16)
Коментарі
Упорядкувати
  • За популярністю
  • Спочатку нові
  • По порядку
Показати всі коментарі (2)
جو ليآ
الحَقِيقَة التِي لَم تقَل (15 열다섯)
اتفاجأت من السير الغير شكل للاحداث بجد انتي ❤
Відповісти
2020-08-15 18:24:59
1
جو ليآ
الحَقِيقَة التِي لَم تقَل (15 열다섯)
براڨووووو💖
Відповісти
2020-08-15 18:25:19
1